ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأمومة والطفل (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=16)
-   -   المرأة والأسرة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=286831)

ابوالوليد المسلم 28-12-2022 08:44 PM

المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1150



التحديات المعاصرة للمرأة المسلمة
إن التحديات التي تحيط بالمرأة المسلمة في واقعنا المعاصر هي جزءٌ من التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية؛ فليس الحديث عن التحديات التي تواجه المرأة بمعزلٍ عن جملة التحديات التي تحاك وتدبر للأمة، وهذه التحديات تظهر في صور شتى، فلكل حادثة ما يناسبها، وتنشط تارة، وتكسل تارة، وتصرح تارة، وتلمح تارة، وتقوى تارة، وتضعف تارات، ومن هذه التحديات ما يلي:
(1) الحجاب والزي الشرعي
لطالما كان الزي الشرعي والحجاب هوية للفتاة المسلمة، تعبر عن مدى تمسكها بدينها وعقيدتها الإسلامية وتعاليم دينها؛ فبذل أعداء الإسلام -في سبيل انتزاع حجاب المرأة المسلمة التي كرمها الإسلام به - جهودًا كبيرة لا يمكن إنكارها، وما زالوا في محاولات مستمرة لنزعه، وكل يوم يخرجون بحجة جديدة ليدفعوا المرأة المسلمة لخلع حجابها، ولكن المسلمات الثابتات لم يخضعن لهذه المغريات، وثبتن على حجابهن؛ مما دفع بعض الدول لاستخدام أساليب أخري لتمنع الحجاب بالقوة.
(2) شبكات الإنترنت
تنتشر على مواقع الانترنت العديد من المنصات الترفيهية التافهة، والمواقع المخلة للأخلاق والآداب، وأغلب هذه المواقع تخاطب جيل الشباب الذي يُعتمد عليهم في بناء مستقبل الأمة؛ لذلك فإن مواجهة مثل هذه الأمور تقع مسؤوليته على أفراد المجتمع جميعا.
دعوات تحرير المرأة
من أهم التحديات التي تواجه المرأة المسلمة الآن الدعوات المخادعة المنادية بتحريرها، وقد أوهموها بأن المرأة الغربية قد تحررت من نير الاستبداد والهوان ومصادرة الحقوق والدونية، وهذه خدعة كبرى؛ فإنما حرروها لتناسب رغبات الرجل وشهواته، ولئن كانت المرأة في المجتمعات الأخرى بحاجة ماسة لتحريرها الحقيقي؛ فإن المرأة المسلمة المعاصرة تعتقد أن الإسلام حررها، بل كرمها منذ خمسة عشر قرنًا من الزمان.
البيت ملك للرجل والمرأة
إن من أهم المشاعر التي يحتاجها الرجل من زوجته الحب والتقدير؛ فمهما حصل الرجل على الاحترام والتقدير خارج البيت فإن ذلك لا يعوضه عن نظرة التقدير التي يفتقدها في عين امرأته، فربما تجد شخصا بسيطا جدا ولكنه يشعر أنه ملك؛ بسبب تقدير زوجته له وتعظيمها إياه، فتعوضه عن خذلان كل من حوله له، قال الله -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ} (المائدة ٢٠)، قال كثير من المفسرين كابن عباس ومجاهد وغيرهما في تفسير (وجعلكم ملوكا)، فكل من له بيت وخادم وامرأة فهو من الملوك، وكذلك من له اثنان من الثلاثة.
تربية البنت على تحمل المسؤولية
إن الإهمال في تربية البنات على تحمل المسؤولية، -مهما كانت تلك البنت متدينة أو ملتزمة- لن يجعلها -غالبا- زوجة مناسبة لزوج المستقبل في ظل الواقع الحالي الذي تعيشه الفتيات؛ لأن كثيراً من الآباء والأمهات يظنون أن حُسن الخلق -بمفرده- سيؤدي إلى نجاح الأسرة في المستقبل، فلابد أن تعوّد البنت على تحمل المسؤولية سواء في المطبخ أم في ترتيب البيت، أم في تربية أخواتها الأصغر منها سنا، أم في كيفية التعامل مع الصديقات والجيران، وكيفية التصرف فيما يضايقها من سلوكيات الآخرين وأخلاقهم، وأن تتعلم الصبر والتحمل؛ فإن هذا سيساعدها على الحفاظ على أسرتها في المستقبل؛ فالزوجة الصالحة هي التي ننتظر منها التعامل مع زوجها وأهله وأولادها بطريقة صحيحة، والنتيجة ستكون -بإذن الله- أفضل؛ لذلك على الأم الواعية أن تربي بناتها على أخلاق الإسلام التي تناسب الواقع، لا أن تربيها على بعض ما يجب دون استكمال بقية الواجبات، ثم تنتظر النجاح والفلاح.
علاج مشكلة الكذب عند الأطفال
من الأسس في التربية وعلاج مشكلة الكذب عند الأطفال، أنه ينبغي الحذر من تكرار وصف الطفل بالكذّاب؛ لأنها تُفقده المعاني الجميلة من الصدق والشجاعة، ويهرب إلى وصف الكذب الذي وصفه به أبواه، ومن ثَمَّ يبحث عن أشكاله؛ فيزداد كذبه فيتحول الاتهام مع الأيام إلى واقع؛ لذلك لا بد من إظهار أعلى درجات التحمُّل والصبر وسعة الصدر والتفرغ، وعدم تأجيل علاج هذا السلوك السيئ عند الطفل، ومن الضروري اختيار الأصدقاء الصالحين للطفل، وإبعاده عن أصدقاء السوء؛ فإن الطفل في السنوات الأولى من عمره يُحاكي ما يسمعه ويراه، كذلك لابد من الحذر من أسلوب السيطرة وإشاعة جو الخوف والرعب في البيت، والتدخل الزائد في خصوصيات الطفل، أو الإهمال وعدم الاهتمام والحذر ثم الحذر من التشهير به أو السخرية منه! وضرورة تجنب أسلوب التحقيق مع الطفل حتى لا يُضطر إلى الكذب.
قواعد في الحياة الزوجية
‏دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابنته فاطمة -رضي الله عنها- فلم يجد عليا في البيت؛ فقال أين ابن عمك؟ ‏فقالت: «كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج»، ويستفاد من هذا الموقف أمور عدة:
- ‏أن السيدة فاطمة -رضي الله عنها- لم تُفش سر المشكلة التي بينها وبن زوجها، فقط قالت (شيء).
- لم يستفسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفاصيل تلك المشكلة طالما أن ابنته -رضي الله عنها- لم تفض بها إليه.
- حين غضب علي - رضي الله عنه -، خرج من البيت حتى لا تكبر المشكلة.
شريعتنا تكفلت
بالحياة السعيدة
الحياة السعيدة مطلب كل إنسان، فكثيرًا ما نراه يسعى و ينهل من هنا وهناك للبحث عن مقومات تلك الحياة؛ ليحاول أن يصل لما يرضيه من رغد العيش، وها هي ذي شريعتنا الإسلامية بشموليتها قد تكفلت بذلك، وهيأت للعباد الحياة السعيدة الرغيدة، وأحاطت بالجوانب والمجالات، وشملت العلاقات وحتى العواطف، ومن بين تلك الشمولية بيت المسلم وما يخصه من أحكام وواجبات وأخلاق؛ فصلاحه صلاح للمجتمع، وحظي بالكثير من الاهتمام والإرشادات.
منقول





ابوالوليد المسلم 01-01-2023 10:55 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1151

أمهات صنعن رجالاً
يزخر التاريخ الإسلامي بنماذج مشرفة وأمهات رائعات، استطعن أن يضعن أثرهن ويصنعن رجالا بحق، هؤلاء الأمهات كان لهن دور فعال في بناء رجال وشخصيات عظيمة، حُفرت أسماؤها عبر العصور، ومن هؤلاء الإمام أحمد بن حنبل، وسفيان الثوري -رحمهما الله.
الإمام أحمد إمام
أهل السنة -رحمه الله
كان وراء هذا العالم الجليل والإمام العظيم، أم صالحة وهي السيدة صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك الشيباني من بني عامر - رحمها الله-؛ فقد أدت دورًا رئيسيًا في وضع اللبنة الأولى في تنشئة هذا الإمام؛ لكي يصير بحق إمام أهل السنة، وقد تربي الإمام أحمد -رحمه الله- يتيما؛ فقد توفى والده، وعاش في كنف أمه؛ فتولت تربيته وله من العمر ثلاث سنوات، فاعتنت به، وكانت ترسله إلى المعلم في الكتاب، وكانت على الرغم من محبتها وخوفها عليه، لم تجعل هذا الخوف عائقا له من العلم والارتقاء، بل كانت تحثه عليه وتشرف على ذلك منذ صغره، يقول الإمام أحمد بن حنبل عن أمه: «ربما أردت البكور في الحديث، فتأخذ أمي بثوبي وتقول: حتى يؤذن المؤذن»، أي: أذان الفجر، فكان -رحمه الله- من حرصه يريد الخروج قبل الفجر إلى حلقة المحدث ليكون قريبًا منه فيستطيع السماع بوضوح، ولكنها كانت تتابعه فتمنعه من الخروج حتى يؤذن الفجر؛ إذ حينها يكثر خروج الناس للصلاة، فتأمن عليه وهو صغير في الذهاب بمفرده للتعلم، فكانت أمه تشرف مباشرة على تربية ولدها ولم تتركه لغيرها من أقاربه، فهذه الأم العظيمة كانت بحق سندا وعونا ومحفزا لابنها الذي صار بعد ذلك رابع الأئمة الأربعة.
سفيان الثوري أمير المؤمنين

في الحديث -رحمه الله
سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث كان وراءه أمٌ صالحة، تكفلت بتربيته والإنفاق عليه؛ فكان ثمرتهـا، يقول -رحمه الله-: لما أردتُ طلب العلم قلتُ: يا رب، لابد لي من معيشة، ورأيتُ العلم يضيع، فقلتُ: أفرغ نفسي في طلبه، وسألتُ الله الكفاية (أن يكفيه أمر الرزق)، فكان من كفاية الله له أن قيَّض له أمه، التي قالت له: يا بنيّ، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.
تجنبا الإهانات
يتوجب على الرجل والمرأة على حد سواء أن يتجنبا تماما توجيه الإهانات بأي طريقة من الطرائق لبعضهما، سواء باستخدام الكلمات النابية والجارحة أو بغيرها من الأساليب؛ لأن من شأن ذلك أن يترك جروحًا في قلب الطرف الآخر لا تندمل بسرعة؛ فالدراسات تؤكد أن من يستخدم الشتائم والإهانات وتحقير الآخر عادة يكون من النوع الذي يفتقد للحجج المقنعة، أو أن مستواه التعليمي والثقافي مترد.
دور الوالدين في حياة أبنائهم
إن القدوة التي ينشأ فيها الطفل، متمثلة في والديه هي التي تحدد نشاطه وتصرفاته واتجاهاته في مستقبل حياته؛ لأن ما يثبت في نفسه في صغره، وينمو معه في منزل أبويه يصبح عادة متمكنة فيه، يصعب تغييرها؛ لذلك من الواجب على الوالدين أن تكون تصرفاتهما كلها قدوة حسنة لأولادهم، مع التوجيه النظري والتعليم؛ ولهذا لو وجد الأطفال آباءهم حريصين على قراءة القرآن وحفظه حرصوا عليه، والعكس صحيح؛ فإن الفعل يتمكن في النفس أكثر من التعليم، ولا سيما نفس الصغير الذي ولد على الفطرة، فإنه يعتاد على ما يشاهد من الأفعال، وما يسمع من الأقوال، ولا سيما إذا كثرت أمامه حتى أصبحت عادة؛ ولهذا ذكَّر الله -سبحانه وتعالى- المسلمين بأهمية القدوة الحسنة في رسولهم -صلى الله عليه وسلم- فقال: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، فينبغي على الأب والأم معا أن يتقوا الله في تربية أولادهم، ويتعهدوهم بالنصيحة، ويقوموا بتوجيههم الوجهة السليمة التي ترضي الله عنهم، ويبارك لهم في ذريتهم، وأن يوجهوهم منذ نعومة أظفارههم، وأن يعودوهم على الصلاة وعلى تعلم القرآن، وليس ذلك فقط، بل عليهم أن يتابعوهم في البيت وفي الحلقة والمدرسة، وأن يتفقدوا أصدقاءهم وزملاءهم وينصحوهم باجتناب السيئ منهم، ويحثوهم على تقوية الصلة بالصالح منهم.
كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة الزوجية
إنّ كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة الزوجية يحتاج إلى الكثير من الصبر والحكمة من قبل أحد الطرفين أو كليهما، ويمكن لأي خطوة بالاتجاه الصحيح أن تحدث نقلة نوعية في العلاقة، وتحقق نتائج إيجابية في تجاوز المشكلة، ومن أهم الخطوات التي يمكن اتباعها لحل المشكلات الزوجية ومواجهة ضغوطاتها ما يأتي:
(1) عزل مصدر التوتر
ولا سيما عندما يأتي الضغط من خارج العلاقة الزوجية، مثل العمل أو المسائل المالية، ويصبح مصدر توتر للعلاقة؛ فيجب حل المشكلة في بدايتها قبل أن تفسد الحياة الخاصة للزوجين.
(2) ترتيب الأولويات
وذلك بجعل العلاقة الطيبة أهم من مصدر الضغط ويجب التركيز على راحة الشريك وجعله يدرك أن العلاقة الطيبة لا تزال لها الأولوية قبل أي شيء آخر.
(3) مواجهة الضغوطات معًا
وذلك بوضع الأنا جانبًا والعمل فريقا واحدا لحل المشكلات ومواجهة الضغوطات وإظهار الدعم والتعاطف والتشجيع للطرف الآخر للمرور من الأزمة.
(4) مواجهة المشكلات المالية معًا
تعد القضايا المتصلة بالمادة من أهم أسباب التوتر في العلاقات الزوجية، وفي هذه الحالات يتوجب على الطرفين التعاون للبحث عن حلول للمشكلة سويًا، والابتعاد عن لوم الطرف الآخر وتأنيبه، ويفضل الحصول على استشارة محترفة لتجاوز هذا النوع من الأزمات.
(5) تقديم العلاقة على العمل
يستهلك العمل الكثير من الوقت والجهد، ولا سيما عندما يعمل الطرفان خارج المنزل، وقد يؤثر هذا الإجهاد على العلاقة الزوجية؛ لذا يجب عدم السماح للعمل بأن يطغى على الحياة الخاصة ويؤثر عليها سلبيا؛ لذا من المفيد ممارسة النشاطات المختلفة معًا والقيام بالرحلات الترفيهية من وقت لآخر.
(6) الاستماع ثم الاستماع
مشاركة الآراء وتبادل النصائح والأخذ برأي الطرف الآخر للوصول إلى الحلول، يعد من أهم الأمور التي تخفف من الضغوطات وتقلل من آثارها.
منقول

ابوالوليد المسلم 23-01-2023 10:01 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1152
الفرقان

حرية المرأة في ظل الإسلام
الحقيقة الواضحة أن قضية حرية المرأة بالمفهوم الغربي لا محل لها من الإعراب في المنهج الإسلامي، فالغرب له ما يسوغه حين يطالب بحرية المرأة الغربية؛ فهو من الأساس قد احتقر المرأة وعاملها كسقط متاع، وعدها مصدر كل الشرور، ومن ثم فالمرأة لم تكن حرة فطالبوا بحريتها.
أما في الإسلام فالأمر على النقيض تمامًا، فالمرأة في الجاهلية كانت محتقرة أيما احتقار! وكان وأد البنات منتشرًا في القبائل العربية، وكانت المرأة في الجاهلية تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن، فقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسَّم لهن ما قسم» (متفق عليه).
ولم يكن لها حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك: «لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة، وهو الرجل». فإذا مات الرجل ورثه ابنه، فإن لم يكن فأقرب من وجد من أوليائه أبًا كان أو أخًا أو عمًّا، على حين يُضم بناته ونساؤه إلى بنات الوارث ونسائه، فيكون لهن ما لهن، وعليهن ما عليهن، ويكفيك أن تعلمي حال أحدهم حين يبشر بأنثى من صلبه: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (النحل: 58-59).
وكانوا يعدونها من جملة المتاع الذي يورث عن الميت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها؛ فهم أحق بها من أهلها، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا} (النساء: 19). وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العدد الكثير من النساء من غير حصر، ويسيء عشرتهن، فجاء الإسلام فكرمها وأعلى من شأنها، ونظر إليها نظرة متوازنة، تراعي الفروقات الفطرية بينها وبين الرجل؛ ولذلك لم نسمع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه من بعده عن نساء طالبن بحريتهن من قيود الإسلام.
عمل المرأة في بيتها ليس بالأمر الهين
الإنصاف يقتضي أن نعترف بأن عمل المرأة في بيتها ليس بالأمر الهين أو اليسير، كما أنه ليس تعطيلاً لها أو مسوغاً لأن يحرمها دعاة التغريب من توصيفها بأنها امرأة عاملة، فإن قيام المرأة بمهمة أعمال البيت والإشراف عليه ورعاية أسرتها يعد بمثابة إدارة شؤون دولة مصغرة، ويحتاج إلى التفرغ الكامل والوقت الكافي والذهن الصافي، وهو مجال إن قامت المرأة بحقه وصرفت له ما يستحقه، لم يبق معها وقت تصرفه في أي عمل آخر خارج بيتها.

الأم صانعة الأبطال
في تاريخنا الإسلامي العريق، نماذج مشرفة ومشرقة لأمهات صنعن بجهدهن وكدهن ومثابرتهن علماء وقادة، أناروا للعالم طريقه، وقد اخترنا بعضًا من تلك النماذج لنذكر بدور المرأة الأم الرائع في حياة أبنائها.
أم عبد الرحمن الناصر
الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر الذي حكم الأندلس، وأحيا الخلافة الأموية هناك، ثم خاض المعارك والملاحم مع الأوروبيين، وأصبحت قرطبة في عهده مقر خلافة يحتكم إليها أمراء أوربا وملوكها، ويذهب إلى جامعتها طلاب العالم، سر هذا كله أمه التي ربته، فقد نشأ عبد الرحمن يتيما، فاعتنت أمه بتربيته ورعايته حتى أصبح من أعظم الخلفاء المسلمين في أوربا كلها.
أم محمد الفاتح
كانت أم السلطان محمد الفاتح تأخذه وهو صغير وقت الفجر؛ ليشاهد أسوار القسطنطينية وتقول له: أنت يا محمد تفتح هذه الأسوار، اسمك محمد كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومحمد الصغير يقول: كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة؟! فترد قائلة: بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس.
كوني متفائلة مع الجميع
تقول إحداهن: حدثتني صديقتي البارحة عن امتحانها، ومدى خيبة الأمل التي أصابت صاحباتها في ذلك الامتحان؛ فحاولتْ زرع قليل من تفاؤل وأملٍ في قلوبهن، وأصبحت تتحدثُ إليهنّ بأسلوبٍ رقيق عن أنَّ الأمر لا يعدو عن كونه مُجرد درجات، تتفاجأ بمن يخبرهنّ أن يبتعدن عنها، لأنها ذات ايمان قوي!.
نعم أولئك هن المتشائمات، ولكن لم يقف الأمر عندهن، بل لازلن يردن من يفقد الأمل معهن؛ ليكن كالغرقى في بحرٍ واسع، يتخبطن بالماء البارد حتى غرقن بأفكارهن المتشائمة!
كوني متشائمة لكن رجاءً، لوحدك!
ضعي لنفسك أسوأ الاحتمالات لتوطني نفسك على تقبلها، لكن رجاء أعطي غيرك بذرة أمل وإن لم تزرعيها.
وكوني متفائلة لكن رجاءً، مع الجميع!
تفاءلي بأن الغد مشرق، وارسمي لنفسكِ لوحة جميلة، لكن رجاء ادعي الأخريات يشاركنك لوحتكِ تلك.
كيف تُهدم حضارتنا؟
قالوا: إذا أردت أن تهدم حضارة أمّة فهناك وسائل ثلاث هي: هدم الأسرة، وهدم التعليم، وإسقاط القدوات.
لكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم) فاجعلها تخجل من وصفها بـ (ربّة بيت).
ولكي تهدم التعليم: عليك بــ(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع، وقلّل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
ولكي تُسقط القدوات: عليك بـ(العلماء)، فاطعن فيهم، وقلِّل من شأنهم، وشكِّك فيهم، حتى لا يُسمع لهم، ولا يقتدي بهم أحد، فإذا اختفت (اﻷم الواعية)، واختفى (المعلم المخلص)، وسقطت (القدوة)، فمن يُربّي هذا النشء الجديد على القيم والمبادئ والأخلاق؟!
حكاية مثل شعبي سببه الحياء
من الأمثال الشعبية المشهورة: (اكفي القِدرة على فُمها تطلع البنت لأمها)، وكثير من الناس يفهمونه على غير مقصده، فكثير من الناس يظن أنَّ هذا المثل معناه أن البنت تكاد تكون مثل أمها تماما لكن حقيقة هذه القصة أن الأمهات في العهد العثماني كن ينشرن الملابس على الأسطح، وكان طلوع الأسطح للبنت غير المتزوجة عيبا، وكانت الأم عندما تصعد بالملابس على السطح وتنشرها كانت تحمله في قدر نحاسي كبير، ولصعوبة الصعود والنزول على الأم، ‏فكانت الأم إذا تبقى بعض الملابس المغسولة (تكفي القدرة وتضرب عليها حتى تسمع البنت في الأسفل فتصعد لأمها على باب السطح وذلك بدلاً من أن تناديها باسمها لسببين، الأول: حتى لا ترفع الأم صوتها فيسمعها من في الشارع أو الجيران؛ لأن ذلك كان من العيب والمكروه في المجتمع حينها، والثاني: حتى لا يعرف من ‏ بالشارع أن في البيت بنت اسمها فلانة، لذلك كانت الأم تستخدم الضرب على القدر المكفي فتصعد البنت لأمها وترفع لها باقي الغسيل، ومن هنا جاءت المقولة: «اكفي القدرة على فُمها تطلع البنت لأمها».
الأم نبعُ عطاءٍ متدفق لا ينضب
الأم نبعُ عطاءٍ متدفق لا ينضب، وحبٌّ لا يعرف الأسباب ولا ينتظر المقابل، وقدرةٌ استثنائية على التضحية لا تماثلها قدرة، ورغبة متوهجة في دفع أبنائها لطرائق النجاح فتنثني أمامها العقبات.




ابوالوليد المسلم 25-01-2023 03:26 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1153
الفرقان

الإمام مالك نموذج - أمهات صنعن رجالاً
كان السر في نجابة الإمام مالك وظهوره يكمن في أمه العاقلة، تلك التي أحسنت توجيه أبنائها، واختارت لهم الطريق السوي، وهيأت لهم أسباب النجاح، وفي قصتها يأخذنا العجب كل مأخذ حين نعلم أن مالكًا الطفل لم يكن يريد أن يتجه إلى العلم، وإنما رغب في أن يتعلم الغناء ويجيده، ومن ثم يصبح مغنِّيًا! لكن أم الإمام مالك العاقلة لم ترضَ لولدها ذلك، فبلطفٍ شديد ولباقة جمة، استطاعت أن تصرف ولدها عن فكرته، وأن تختار بديلاً سريعًا له، وهو العلم.
يقول الإمام عن تلك الحادثة: نشأتُ وأنا غلام، فأعجبني الأخذ عن المغنين؛ فقالت أمي: يا بني، إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يُلتَفَت إلى غنائه؛ فدع الغناء واطلب الفقه، فتركت المغنيين وتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى، فهذه الأم الفاضلة العاقلة لم تكذب على ولدها وتقول له: إنه قبيح الوجه؛ إذ لم يكن مالك كذلك، بل كان وسيمًا ذا شقرة، وإنما هي أرادت أن توحي إليه بما يصرفه عن عزمه، فقالت قولتها تلك اللبقة المهذبة. ولم يتوقف دور أم مالك عند ذلك، ولم تكتف بتوجيهه إلى طلب العلم وحسب، بل إنها ألبسته ثياب العلم ووجَّهته إلى من يتعلَّم منه، يقول مالك في ذلك: فألبستني ثيابًا مشمرة، ووضعت الطويلة على رأسي -يعني القلنسوة الطويلة- وعمَّمتني فوقها، ثم قالت: اذهب فاكتب الآن، ثم تختار له المعلِّم والأستاذ- وكان أشهرهم آنذاك ربيعة بن أبي عبد الرحمن - فتقول له: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه، ومقصدها بالطبع هو تعلُّم العلم والأدب جميعًا، وبذلك يبتدئ الصبي الصغير مالك بن أنس مسيرته الطويلة في طريق العلم حتى يصير إمامًا فذًّا من أئمة المسلمين، فيكون أثمن عطية، وأغلى هدية، من أم فاضلة تجيد التربية وتحسن التوجيه.
الزواج حب وتعاون وتكامل
دعوة المساواة في تحمل المسؤوليات بين الزوجين هي دعوة تخلو من أي فهم لطبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة التي تقوم على التناغم والتكامل لا الندية والمنافسة، فلا ينبغي أن ينظر كل طرف للآخر على أنه ند، فالعلاقة الزوجية الطبيعية خالية من أي شبهة تحدٍّ أو ندية، ولا يمكن أن يكون هناك تطابق في طبيعة المرأة والرجل، فهما مختلفان تشريحيا وفسيولوجيا ونفسيا، فليتحمل كل منكما مسؤولياتـه، وليحمل أي منكما الآخر على كتفيه إذا كان هذا الآخر عاجزاً عن تحمل قدر من مسؤولياته، فالزواج ليس شركة وليس مؤسسة وليس تجارة، وإنما هو حب وتعاون وتكامل وحياة مشتركة ومصير واحد.

كيف نحبب أبناءنا في القرآن الكريم؟
هناك العديد من الوسائل التي ينبغي مراعاتها لتحبيب أطفالنا في القرآن نذكر منها ما يلي: - القراءة أمامه، ولا سيما لو كان الوالدان يقرآن معًا. - إهداء الطفل مصحفًا خاصًّا به، يتجاوب معه ويشعر بملكيته ومكانته. - تحفيزه وتشجعيه على دخول المسابقات القرآنية. - تسجيل صوته وهو يقرأ، فهذا يشجعه ويحثه على التجويد والتحسين. - الدفع به إلى حلقات المسجد، وحثه على إمامة المصلين في النوافل. - الاهتمام بأسئلة الطفل حول القرآن، والحرص على الإجابة عن هذه الأسئلة بطريقة مبسطة وميسرة.
- أن نقص عليهم قصص القرآن فالأطفال عموما يحبون القصص.
من أجل حوار أسري هادئ مثمر وبناء
من المهم جدًا لإنجاح الحوار بين الزوجين تفهم كل طرف لطبيعة الآخر، ومن ثم كيفية التعامل معه، فمن المهم أن تدرك الزوجة أنَّ الزوج عادة ما يميل إلى تفسير الأمور من حوله (بعقله لا بعاطفته)، وذلك على عكس الزوجة التي عادة ما تميل إلى تفسير الأمور (بعاطفتها لا بعقلها)، سواء كان ذلك في إحساسه أو طريقة تفكيره أو حتى في تصرفاته أو كلماته التي ينطق بها، وهذا الأمر نابع من وجود بعض الاختلافات بين شخصية الرجل وشخصية المرأة في ذلك؛ ونتيجة لذلك يجب على كل زوج أن يخاطب عاطفة زوجته أكثر من عقليتها في أثناء الحوار معها، وفي المقابل يجب على الزوجة أيضًا أن تخاطب عقلية زوجها أكثر من عاطفته في أثناء الحوار، وذلك من أجل الوصول إلى حوار أسري هادئ مثمر وبناء.

البيت نعمة
قال الله -تعالى-: {والله جعل لكم من بيوتكم سكناً} سورة النحل الآية 80، قال ابن كثير -رحمه الله-: «يذكر -تبارك و-تعالى-- تمام نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون فيها وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع «، فماذا يمثل البيت لأحدنا؟ أليس هو مكان أكله ونومه وراحته؟ أليس هو مكان خلوته واجتماعه بأهله وأولاده؟ أليس هو مكان ستر المرأة وصيانتها؟ قال -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب: 33)، وإذا تأملت أحوال الناس ممن لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة، عرفت نعمة البيت، وإذا سمعت مضطربا يقول ليس لي مستقر، ولا مكان ثابت، أنام أحيانا في بيت فلان، وأحيانا في المقهى، أو الحديقة أو على شاطئ البحر، ومستودع ثيابي في سيارتي، لعرفت معنى التشتت الناجم عن حرمان نعمة البيت.

اجعلوا البيت مكانا لذكر الله
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت»، فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه، سواء ذكر القلب، وذكر اللسان، أم الصلوات وقراءة القرآن، أم مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة، وكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها! كما جاء في الحديث، بل ما هو حالها إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء، والغيبة والبهتان والنميمة؟ وكيف حالها وهي مليئة بالمعاصي والمنكرات، كالاختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم، أو الجيران الذين يدخلون البيت؟ كيف تدخل الملائكة بيتا هذا حاله؟ فأحيوا بيوتكم -رحمكم الله- بأنواع الذكر.

لا تظهروا خلافاتكم أمام أبنائكم
يندر أن يعيش جماعة في بيت دون نوع من الخلافات، والصلح خير والرجوع إلى الحق فضيلة، ولكن مما يزعزع تماسك البيت، ويضر بسلامة البناء الداخلي ظهور تلك الخلافات أمام الأبناء، فينقسمون إلى معسكرين أو أكثر، ويتشتت الشمل، فضلا عن الأضرار النفسية عليهم وعلى الصغار خصوصا، فتأمل حال بيت يقول الأب فيه للولد: لا تكلم أمك، وتقول الأم له: لا تكلم أباك، والولد في دوامة وتمزق نفسي، والجميع يعيشون في نكد، فلنحرص على عدم وقوع الخلافات قدر الإمكان، وإن حدثت نخفيها قدر المستطاع عن الأبناء.


ابوالوليد المسلم 09-02-2023 11:29 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والاسرة - 1154



الفرقان
إن لم تستطع أن تجاهد بالسيف والدرع فاخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والإسلام بعلمك - أمهات صنعن أبطالا


كان زيد بن ثابت - رضي الله عنه - طفلاً صغيرًا، واشتاقت نفسه للجهاد، وهو بعدُ ابن ثلاثة عشر عامًا، وحين حاول أن يخرج للحرب في بدر، ردَّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ بسبب صغر سنه، وعندها رجع إلى البيت يبكي؛ بسبب عدم مشاركته المسلمين في الجهاد، ورأته أمه على هذه الحال لم تطيب خاطره بكلمات وكفى، فإنها كانت تدرك بعمق مواهبه وإمكاناته؛ فلفتت نظره إليها، وقالت له: إن لم يكن باستطاعتك أن تجاهد بالسيف والدرع كما يفعل المجاهدون في المعركة، فباستطاعتك أن تخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والإسلام بالعلم الذي عندك.
لقد كانت القراءة والكتابة مَزِية لدى زيد - رضي الله عنه -، فوق أنه يحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم، وهذا مجال يتفوق فيه على غيره، وهكذا استطاعت الأم الواعية الفاهمة أن تفتح لصغيرها بابًا آخر، بعد ما أُغلق أمامه باب الجهاد مؤقتًا.
وحين ذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرضت عليه إمكانات ولدها، وما يمتلكه في غير مجال الجهاد والحرب، اختبره - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه، ولما علم قدراته وطاقاته قال له: «اذهب فتعلَّم لغة اليهود؛ فإني -والله- ما آمنهم على كتابي»، فذهب زيد - رضي الله عنه - وتعلم لغة اليهود وأتقنها في أقل من سبع عشرة ليلة!.
وبعد ذلك جعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كَتَبَة الوحي، وكفاه شرفًا بذلك، حتى إنه بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوكل إليه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - مهمة جمع القرآن، وكان عمره وقتئِذٍ ثلاثًا وعشرين سنة.
فلكم نبغ ذلك الطفل! ولكم أفاد الأمة الإسلامية! وكان ذلك ثمرة أمٍّ مسلمة استطاعت أن تهب الأمة أعظم ثروة، فتُرى كم يكون أجرها ومكافأتها عند الله؟
المرأة المسلمة والموضة
انتشرت أحدث خطوط الموضة في التبرج والسفور في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية والمجلات المختلفة؛ فلا عجب أن المرأة تعيش اليوم عصرا صارت الموضة فيه فنا، ومع الأسف فنا للسفور والتبرج، إلا من رحم ربي من نسائنا وبناتنا العفيفات؛ فكشف مفاتن المرأة لإبراز أنوثتها وجمالها هو ما يستميت فيه أعداء الله لفتنة المرأة المسلمة وإغرائها، حتى الحجاب أصبح لا يرتبط بأدنى صلة بالحجاب الشرعي الذي تجهل شروطه الشرعية الكثيرات من النساء الغافلات، والمرأة المحجبة حجابًا شرعيا صحيحًا هي من يحبها الله -تعالى-؛ لطاعتها له وخشيتها منه؛ فهي لا تستمع لخفافيش الظلام من النساء والرجال من خطباء الفتنة وأنصارها، وهم في كل عصر، ومهمتهم هي إغواء المرأة وتزيين التبرج لها حتى تشعر بأنه أمر طبيعي لا معصية فيه.
طاعة الزوجة لزوجها ليس إذلالاً لها
إن من المفاهيم (الزوجية) التي اختلط فيها الأمر بين واقع الحقيقة ورغبات النفس وهواها مفهوم (الطاعة)، وقد جاءت الشريعة بما فيها من أحكام وأوامر لكرامة الإنسان وإعزازه متى ما تمسّك بها على الحقيقة، وطاعة المرأة لزوجها أمارة صلاحها، وليس كما يدعي بعض الناس أنها قهر وإذلال لها؛ فإن الله قد وصف الصالحات بقوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}، قال ابن عباس: «قانتات» يعني مطيعات لأزواجهنّ، وتأملي - ابنتى وأختى في الله - أن الله قال «قانتات» ولم يقل «طائعات»؛ وذلك لأن القنوت هو شدّة الطاعة التي ليس معها معصية، وهي طاعة فيها معنى السكون والاستقرار للأمر، وليست هي طاعة القهر، فإن المقهور لا يُقال له «قانت» لمن قهره؛ مما يدلّ على أنه ينبغي على الزوجة أن تطيع زوجها وهي راضية بأمره، وعلى الزوج أن يأمرها بما يكون له فيها عون على أن تقبل أمره بسكون وحب واستقرار.
نصائح للمخطوبات الجديدات
تعد الخطوبة فترة زمنية لتهيئة العروسين للنقلة الجذرية التي تجعلهم يستمرون بحياتهم معًا إلى الأبد، وحتى لا تضيع هذه الأيام الجميلة بالأحلام والأوهام وعدم إدراك مدى حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الزوجين إليك هذه النصائح:
- احرصي على الالتزام بالآداب الشرعية فترة الخطوبة ولا تتساهلي فيها بأي حال من الأحوال.
- حافظي على جوهركِ قبل عنايتكِ بمظهركِ؛ فهو أساس شخصيتك.
- عليكِ أن تعي المسؤوليات التي ستتحملينها بعد الزواج حتى تكوني زوجةً وأما صالحة.
- أظهري محبتكِ لأهل زوجكِ بشتى الطرائق حتى يُبادلوكِ هذه المشاعر النبيلة.
كوني قدوة حتى تكوني مؤثرة
من أساسيات نجاح الأسرة، تحقيق الالتزام الديني، ومراعاة حقوق الله في كل صغيرةٍ وكبيرة، ولن يتحقق ذلك إلا إذا كانت الزوجة نموذجًا للمؤمنة الصالحة، لتكون قدوة في بيتها، ويكون تأثيرها قويا وفاعلاً؛ لأنه من الصعب أن يستمع إليك أفراد أسرتك دون أن تقدمي لهم النموذج الحقيقي من الأخلاق والالتزام.
نصائح عامة لتجنب مشكلات تربية الأولاد
تشير جميع الدراسات التربوية إلى أن العلاقة مشتركة بين الوالدين والأولاد لتجنب مشكلات تربيتهم، إلا أن النصيب الأكبر يقع على عاتق الوالدين؛ لذلك يجب اتباع النصائح الآتية؛ لتجنب مشكلات تربية الأولاد في فترة المراهقة:
- اكتشاف الإيجابيات في الأولاد ودعمها في فترة المراهقة.
- تعبير الوالدين عن الحب للأولاد في هذه المرحلة.
- الحوار، والإنصات، وعدم التوبيخ المستمر، والمصارحة، والمشاركة، والمساندة، والتواصل الإيجابي، كلها أمور متنوعة لحل مشكلات تربية الأبناء.
- تحفيز الأولاد على تحمل المسؤولية بمختلف أنواعها؛ ما يدعم ثقتهم في أنفسهم بدرجة كبيرة.
- إعطاء الأولاد فرصة للتعبير عن آرائهم في فترة المراهقة.
- احترام الأولاد وتقدير خصوصيتهم، وكذلك الابتعاد عما يضايقهم في هذه المرحلة.
- الدعم الفعلي من الوالدين للأولاد، لتحقيق أهدافهم البعيدة.
- تجنب الوالدين للإيحاءات، سواء اللفظية أم التعبيرية السيئة عند التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة.
- مراعاة تأثير الآخرين على الأولاد ولا سيما الأصدقاء، وكذلك التعامل بحكمة وصبر في المواقف المختلفة التي قد يتعرضون لها في فترة المراهقة.


ابوالوليد المسلم 15-02-2023 01:30 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1155


الفرقان

لا تغفلي عن محاسبة نفسك

حق على المرأة الصالحة ألا تغفل عن محاسبة نفسها، والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها؛ فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة، يمكن أن تشتري بها كنزًا من الكنوز، لا يتناهى نعيمه أبد الآباد، فإضاعة هذه الأنفاس، يجلب لصاحبها هلاكا وخسرانا عظيما، لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلًا.
وإنما يظهر لها حقيقة هذا الخسران يوم التغابن، قال -تعالى-: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} (آل عمران:30)، فحاسبي نفسك - أمة الله - أولًا على الفرائض، فإن كان فيها نقص فتداركيه بالقضاء أو الإصلاح، ثم حاسبيها على المناهي، فإن ارتكبت منها شيئًا فتداركي ذلك بالتوبة والاستغفار والحسنات المكفرة لذلك، ثم حاسبي نفسك على الغفلة، فإن كنت قد غفلت عما خلقت له فتداركي ذلك بالذكر والإقبال على الله، ثم حاسبيها عما تكلمت به، أو مشت به رجلاك، أو بطشت يداك، أو سمعت أذناك، ماذا أردت بهذا؟ ولم فعلتيه، لمن فعلتيه؟ وعلى أي وجه كان؟ وكوني على ذلك حتى لقاء الله -تعالى-، فستفوزين بسبب هذه المحاسبة بالرضا والقبول - إن شاء الله - عند الله -عز وجل.
طفرة اجتماعية وجفاف أسري
«يا قلبي، يا عمري، يا حياتي»، ألفاظ يطلقها الأصدقاء على بعضهم بعضا، وفي البيت جفاف عاطفي مع الأمهات والزوجات والأزواج، أم وأخت وزوجة يقرؤون هذه التعليقات لأبنائهم وإخوانهم وأزواجهم على الشبكات الاجتماعية لأصدقائهم، وداخل البيت لا يسمعون هذه الكلمات ولا أقل منها، ولا حتى أدب في الكلام.
الطفرة العاطفية على الشبكات الاجتماعية بين الأصدقاء مظهر من مظاهر انفصام السلوك، وخلل وجداني في ترتيب الأولويات الاجتماعية، وتصنّع مفرط في طبيعة العلاقات، وتأنث في الألفاظ لا تجده بين الزوجين.
الكلمة الطيبة صدقة، والتلطف في الكلام سنة كبار النفوس، لكن التميع في الأوصاف والإكثار من إطلاقها ليس مظهراً سلوكياً حسناً، والحكمة وصف كل إنسان بمكانته.
نماذج مضيئة في الصبر والثبات على دين الله -تعالى
الصبر والثبات هو أحد صفات الصحابيات، فقد صبرت الصحابيات من أوائل البعثة، وتحملّن الكثير من المشاق وأتعاب الهجرة وغيرها، فالسيدة خديجة -رضي الله عنها رغم مكانتها الشريفة وانتمائها إلى أشرف بطون مكة- إلّا أنّها صبرت وتحملّت الصعاب العديدة، ودخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعب أبي طالب، وعانت ما عانت من المتاعب والآلام والجوع والحصار، إلّا أنّها لم تضعف ولم تلن، بل بقيت ثابتة صابرةً محتسبةً، وكذلك كانت السيدة سميّة التي صمدت في وجه الكثير من أصناف الظلم والتعذيب الذي لاقته من كفار قريش وكبرائها، ولكنها -رضي الله عنها- لم تستسلم ولم تضعف وتترك الإسلام، ولكن ذلك الصبر عُوِّض خيرًا؛ حيث بشرّها رسول الإسلام بالجنة بمقولته الشهيرة: «صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ»، وأصبحت السيدة سميّة من أروع الأمثلة المضروبة في الصبر والثبات على مرِّ العصور والأزمان.
حكمة الصحابيات
الحكمة خُلُق فاضلٌ، ومن معانيها التعقّل وبُعد النظر والتصرّف وفقًا للشريعة، والحكمة بذلك المدلول هي إحدى صفات الصحابيات الكريمات، والمواقف الدالّة على تلك النقطة كثيرة، ومن النماذج المضيئة في هذا الشأن ما يلي:
حكمة السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها
كانت سند الرسول وملاذه في بداية الدعوة ونزول الوحي، وقد أظهرت أعلى درجات الحكمة والرُشد في تعاملها مع الرسول، وتشجيعها له وتذكيرها له بصفاته الحسنة، وأن دعوته ستنتصر، وتسود رغم معارضة كفار مكة وحربهم الشرسة ضدّه -عليه السلام- فقد أعزّ الله -عزّ وجلّ- الإسلام، ونصر نبيّه.
حكمة السيدة أم سلمة -رضي الله عنها
صلح الحديبية هو حدثٌ تاريخيٌ مشهور، فعندما حزِن الصحابة ورفضوا التحللّ من العمرة، ولم يتقبلوا منع قريش لهم زيارة البيت، ورجوعهم إلى المدينة وهم لم يطوفوا بالبيت العتيق، أشارت أم سلمة على رسول الله بأن يبدأ بالحلق ونحر الهدي أمام الصحابة، فما كان منهم إلّا أن سارعوا بالامتثال لأمر الرسول الكريم، والاقتداء بتصرفه في الحلق والنحر.
من آداب التعامل مع (الواتساب)
- عدم إرسال ما فيه مخالفة شرعية، كنشر الشائعات، وصور النساء، والمقاطع الموسيقية، أو الاستهزاء بالآخرين.
- عدم إرسال أخبار غير موثَّقة، والحرص على ذِكْر المصدر عند إرسال الفوائد العلمية والشرعية.
- التأكد من ثبوت الأحاديث النبوية الشريفة.
- التأكد من الضبط الإملائي والنحوي؛ فمع الأسف بلغ الحال بنا أن رأيتُ بعض الأخطاء في كتابة الآيات القرآنية.
- اختصارُ الرسالة فيه راحة للعين، ودفعٌ للمَلَل، وهو أَدْعى للقراءة.
- في بعض الأحيان قد يكون التحذير من بعض المنكَرات ترويجًا لها ودعاية.
- الشكر خُلُق راقٍ، فلا تحرِمي نفسَك الرد على من أفادك ولو بكلمة: «شكرًا»، ومن لا يَشكُر الناس لا يشكر الله.
- (الصورة التعريفية) و(الحالة) تمثِّلانِك في (الواتس آب)؛ فانتقيهما واحذري وضع صورتك الشخصية؛ فإن ذلك من الأفعال المحرمة.
- لا ترسلي كل ما يأتيك من رسائل ومقاطع لكل أحد؛ فالناس مقامات، وما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر.
- لا تعتبي على أحد قرأ الرسالة ولم يرد عليك، فلا تعلمين ظروفه عند قراءتها، فالتمسي العذر ولا تسيئي الظن.
- احذري أن تتجاهلي رسائل الأهل والأصدقاء، وإن كنت مشغولة، فوضحي ذلك ولو بكلمة.
- لا تضيفي أحدًا إلى قروب حتى تأخذي رأيه، فلعلها لا ترغب، فلو أضفتها دون علمها فقد أحرجتها وتدخلت في خصوصيتها.



ابوالوليد المسلم 19-02-2023 03:15 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1156

الفرقان
أسس مهمة في تربية الفتيات

قد لا يدرك بعض الآباء والأمهات قدر المهمة العظيمة التي يقومون بها عند تربية بناتهم، وقدر الرسالة السامية التي يحفظون بها القيم والأخلاق في المجتمع المسلم إن أحسنوا تلك التربية فضلا عن الأجر والثواب المرجوين؛ لأنها قربى إلى الله -سبحانه-، ففي سنن ابن ماجه وحسنه الألباني قال - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له ثلاثُ بناتٍ فصبر عليهن وأطعمهنَّ وسقاهنَّ وكساهُنَّ مِن جِدَتِه كنَّ له حجابًا من النَّارِ يومَ القيامةِ».
الأساس الأول: التربية على حب الله وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم
ومقتضى ذلك أن تعلم البنت الفرائض الدينية، وتنشأ منذ الصغر على الدين والفضيلة، ويغرس ذلك في نفسها بالإقناع والتربية، وينمي أفكارهن قصص أمهات المؤمنين زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقصص الصحابيات اللاتي صنعن المجد، وتحقق التربية جودتها حين تكون الأم قدوة حسنة لابنتها، متمثلة قيم الإسلام مع سلوك حسن وسيرة حميدة في حركاتها وملابسها وتصرفاتها، حينئذ تحاكي البنت أمها، وتكون صورة صادقة عنها في السلوك.
الأساس الثاني: الحياء
تربية البنت على خلق الحياء حارس أمين لها من الوقوع في المهالك؛ فإن مشت فعلى استحياء، زيها ورداؤها استحياء، سمته الحياء، وقولها وفعلها وحركاتها يهذبه الحياء، كما قال – صلى الله عليه وسلم -: والحياء خير كله، ولا يأتي إلا بخير.
الأساس الثالث: الكلمة الطيبة والرفق واللين
البنات مخلوقات رقيقة ناعمة ضعيفة، لا يصلح معهن الشدة والغلظة التي ربما يتعامل بها بعض الآباء مع الذكور من أبنائهم، فهي التي تنشأ في الحلية والزينة ولا تمتلك القدرة على المجادلة والخصومة، قال الله -عز وجل-: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}؛ ولذلك تحتاج تربيتهن إلى وسائل أخرى تتناسب مع رقتهن وتكوينهن الفطري الذي خلقهن الله به.
الأساس الرابع: التعاهد
تعاهد الفتاة بالتوجيه والتنبيه، فإن القلوب تغفل، ويقظتها بالنصح والتذكير، والذكرى تنفع المؤمنين، مع ترويضها على الانضباط بأحكام الشرع في اللباس والحجاب ومسألة الاختلاط.
البيت واحة وارفة الظلال في لهيب الحياة
إن البيت -وإن كان صغيرًا في ساحته- ولكنّه مملكة واسعة الأرجاء ونعمة إلهية كبرى أنعمها اللّه‏ -سبحانه- على الرجل والمرأة، وعندما يكون الزوجان متحابّين يقف أحدهما إلى جانب الآخر، ويأخذ بيده ويمضيان في الطريق، (طريق الحياة)، وما بيت الزوجية الاّ قارب يشق عباب الحياة، ربّانه الرجل وتساعده امرأته ويشتركان معًا في المضي صوب شاطى‏ء السعادة، والبيت أيضًا مدرسة الأبناء، تتبلور فيه شخصياتهم ويتعلّمون فيه ألف باء الحياة، ينتهلون في ظلاله ثقافتهم، فإن كان البيت دافئًا تخرجوا فيه دافئين طيبين، وإن كان هادئاً دخلوا الحياة الاجتماعية خيّرين ينشدون الخير والصلاح لمجتمعهم وأمتهم، ولو كان البيت -لا سمح اللّه-‏ خاوياً على عروشه مقفراً من كل خفقة حب ونسمة حياة طاهرة، خرجوا إلى المجتمع يعانون ضغط العقد النفسية، وتتحمّل الأم مسؤولية كبرى في تربية الأبناء وما أجمل قول الشاعر!:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
الطرائق الموصلة إلى السعادة الزوجية
- ارضي بما قسم الله لك، فالرضا نعمة وسعادة.
- ابتغِي الأجر من الله في كل ما تقولين وتفعلين مع زوجك وأولادك.
- أعطِي الآخرين لكي تأخذي وتنالي؛ فهذا واحد من قوانين الحياة.
- جددي حبك لزوجك وعبِّري عنه؛ فهذا مهم بالنسبة إليه.
- المدح والثناء والمناداة بالاسم، والهدية، لغاتُ حبٍّ تجمِّل الحياة الزوجية وتشد أزرها.
- لا تظهري عيوب زوجك وامدحي ما كان طيبًا عنده.
- اعرفي طبيعة زوجك، فالشخصية طباع وأنماط.
- لا تظني أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف، فكل البيوت هكذا.
- حلَّي الخلافات بسرعة وبسرية، ولا تنتظر حتى تكبر كرة الثلج.
- حاول تجنب إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجك.
- لا تكوني معارضة لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجك.
- أشعِرْي نفسك بالرضا والسعادة، وانثري ذلك على أهل بيتك.
- تخلصي من التصورات الخطأ عن الرجل، التي يروجها النسويات.
- اهتمي بالنظافة الشخصية ملبسًا وأناقة وجسدًا، وجددي أثواب الجاذبية.
- تخلصي من القلق، ولا تكوني سريعة الغضب، وتعقلي لحظة الاندفاع.
- عليك بالصمت، واجتنبي النقد غير المفيد؛ فالصمت من أقوى اللغات.
- لا تنتظري السآمة والفشل وتتوقعي حدوثهما، وتفاءلي دومًا بالخير.
- الإقناع أولى؛ فلا تحاولي فرض رأيك بالقوة.
ست الركب أخت الإمام ابن حجر العسقلاني
كانت قارئة كاتبة، أعجوبة في الذكاء، أثنى عليها ابن حجر، وقال: «وكانت أمي بعد أمي»، وذكر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر، وقال: «تعلمَت الخط، وحفظت الكثير من القرآن، وأكثرتْ من مطالعة الكتب، فمهرت في ذلك جداً، وكان لها أثر حسن عليه»، قال: «وكانت بي برة، رفيقة، محسنة»، وقد رثاها بقصيدة عنها بعد موتها.
رسائل تاريخية
رسالة والدة شيخ الإسلام ابن تيمية إليه، بعد أن أرسل لها يعتذر عن إقامته بمصر؛ لأنه يرى ذلك أمراً ضروريا لتعليم الناس الدين: «والله لمثل هذا ربيتك، ولخدمة الإسلام والمسلمين نذرتك، وعلى شرائع الدين علمتك، ولا تظننَّ يا ولدي أن قربك مني أحب إليَّ من قربك من دينك وخدمتك للإسلام والمسلمين في شتّى الأمصار، بل يا ولدي إنَّ غاية رضائي عليك لا يكون إلا بقدر ما تقدمه لدينك وللمسلمين، وإني يا ولدي لن أسألك غداً أمام الله عن بعدك عني، لأني أعلم أين؟ وفيم أنت؟ ولكن يا أحمد سأسألك أمام الله وأحاسبك إن قصّرت في خدمة دين الله، وخدمة أتباعه من إخوانك المسلمين».
واجب الأم نحو تربية البنت
- إخلاص النية لله -عز وجل- في إنجابها ورعايتها وتربيتها.
- تتعهدها بالتربية الحسنة والتأديب من صغرها.
- تصلح نفسها وتتوب إلى الله من ذنوبها ومعاصيها، لتكون قدوة صالحة لابنتها.
- تجعل تربية ابنتها أولوية الأولويات.
- تربط ابنتها بكتاب الله قراءة وترتيلًا وحفظًا.
- تصلها بدروس المساجد، وتشجعها على المشاركة في المسابقات القرآنية.
- تعوّدها الحشمة والحياء والستر والعفاف من صغرها.
- تعودها القراءة الدينية والثقافية منذ الصغر.
- تجنبها الكسل، بإشراكها في أشغال البيت التي تناسب سنها.
- تربيها على الأخلاق الحميدة: من شجاعة، وصبر، وكرم، ووفاء، وعزة نفس، وانشغال بمعالي الأمور.
- الدعاء لها دائمًا بصلاح الحال والنجاح والتوفيق.


ابوالوليد المسلم 22-02-2023 01:09 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1157



الفرقان
دور المرأة المسلمة في تنشئة الجيل الصالح

إنه لحلمٌ يراود كل أم مسلمة تملّك الإيمان شـغـاف قلبها، وتربع حب الله -تعالى- وحب رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - في حنايا نـفـسـهـــا، حتى تــــرى ابنها وقد سلك سبل الرشاد، بعيدًا عن متاهات الانحراف، يراقب الله في حـركـاتــــه وسكناته، وأن تجد فلذة كبدها بطلاً يعيد أمجاد أمته، عالماً متبحراً في أمور الدين، ومبتكراً كـــل مباح يسهّل شأن الدنيا.
إنـهـا أمنية كل أم مسلمة، أن يكون ابنها علماً من أعلام الإسلام، يتمثل أمر الله -تعالى- في أمـــور حياته كلها، ويتطلع إلى ما عنده عز وجل من الأجر الجزيل، يعيش بالإسلام وللإسلام.
وسيـبـقـى ذلك مجرد حلم للأم التي تظن أن الأمومة تتمثل في الإنجاب، أو سيبقى رغبات وأماني لأم تجعل همها إشباع معدة ابنها وحسب، وتلك الأم التي تحيط أبناءها بالحب والحنان والتدليل وتلبية كل ما يريدون من مطالب سواء الصالح منها أم الطالح، فـهـي أول مــن يكتوي بنار الأهواء التي قد تلتهم ما في جعبتها من مال، وما في قلبها من قيم، ومـــا في ضميرها من أواصر؛ فإذا بابنها يبعثر ثروتها، ويهزأ بالمثل العليا والأخلاق النبيلة، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، والأم المدلّلة أول من يتلقى طعنات الانحراف، وأقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها.
لابد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهــل فـي توجيههم كسلاً أو تسويفاً أو لا مبالاة، قــال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم: 6) فلنجنب أنفسنا وأهلينا ما يستوجب النار، فلابد من إحسان الـتـنـشـئـة، ولابــد من تربية أبنائها على عقيدة سليمة وتوحيد صافٍ وعبادة مستقيمة وأخلاق سوية وعلم نافع.
أختي المؤمنة: إن ابنك وديعة في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤولية؛ فأنت صاحبة رسالة ستُسألين عنها، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَـــا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6).
إفشاء روح التدين داخل البيت
إن الطفل الذي ينشأ في أسرة متدينة سيتفاعل مع الجو الروحي الذي يشيع في أرجائها، والسلوك النظيف بين أفرادها، والنزعات الدينية والخلقية إن أُرسيت قواعدها في الطفولة فسوف تستمر في فترة المراهقة ثم مرحلة الرشد عند أكثر الشباب، وإذا قصّر البيت في التربية الإيمانية، فسوف يتوجه الأبناء نحو فلسفات ترضي عواطفهم وتشبع نزواتهم ليس إلا، فالواجب زرع الوازع الديني في نفوس الأبناء، ومن ثَمّ مساعدتهم عـلـى حـســــن اختيار الأصدقاء؛ وذلك بتهيئة الأجواء المناسبة لاختيار الصحبة الصالحة من الجوار الـصـالح والمدرسة الصالحة، وإعطائهم مناعة تقيهم من مصاحبة الأشرار.
نماذج من النساء الصالحات
سارة بنت هاران (زوجة إبراهيم) -عليه السلام
سارة بنت هاران، (زوجة إبراهيم) -عليه السلام-، كانت عابدة لله منيبة مخبتة، أسلمت قلبها للواحد الأحد فعصمها وحماها من الفواحش، ذهب إبراهيم -عليه السلام- مع زوجته سارة إلى مصر، وكان على مصر ملك، طاغية من الطغاة، وفاجر من الفجار، وجبار من الجبابرة، فاختطف سارة من إبراهيم -عليه السلام-، فلما أدخلت عليه توضأت وصلت ركعتين وأسلمت قلبها إلى الله، وسألت الواحد الأحد أن يعصمها من هذا الفاجر، فأقبل منها الملك فرُكضت رجله ورُفست وخُسفت في الأرض، فرفع عنها، ثم أقبل منها فاستعاذت بالله، فانحدرت رجله في الأرض وأخذت به قشعريرة، ثم رفع عنها، ثم رجع ثالثة فاستعاذت بالله، فحماها وخُسفت رجله في الأرض قال: إنما قربتم لي شيطانة، خذوها، فذهبت، فأعطاها جارية فقالت لإبراهيم: «كفانا الله الفاجر وأخْدَمَنا جارية»، وهذا درس للنساء، أن من اعتصمت بالله وتوكلت عليه والتجأت إليه، عصمها الله وحمى عرضها، وأسلم قلبها للواحد الأحد.
لا للأغاني يا مسلمة!
أختي الحبيبة، يا من تحمل هم الإسلام، وترجو طاعة الرحمن، لا يخفى عليك ما ابتلينا به في زمن الفتنة من طرب وغناء وموسيقى، حتى لا يخلو بيت من هذه المعازف، وقد قال -صلوات الله وسلامه عليه -: «ليكونن في أمتي أقوامٌ يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، يمسون في لهوٍ ولعب، ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير»، وفي هذا الحديث تحريم صريح للمعازف، ولعنة للعازف والمستمع على حد سواء، وقد نهى -صلوات الله وسلامه عليه- عن الغناء في وقت كان فيه الحياء من شيم العرب، فكيف الآن والأغاني لا تخلو من كلام ساقط، ومناظر محرمة، ونشر من أخلاق فاسدة وقيم هابطة في مجتمعاتنا وبين أبنائنا وبناتنا، وما تملأ به رؤوسهم من أفكار واهمة، تفسد تربيتهم وتنشئهم تنشئة طالحة بعيدة عن كتاب الله وتعاليمه
من وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - للنساء
عن عائشه رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ياعائشة، إياك ومحقرات الأعمال»، وفي لفظ: الذنوب «فان لها من الله طالبا».
أختي المسلمة هذه وصيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأم المؤمنين عائشة وهي وصية غالية نفيسة، فهي تحذير من أمر يغفل عنه أكثر الخلق، ألا وهو صغائر الذنوب، قال أنس -بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم -: «إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات». قال البخاري: معنى ذلك: المهلكات.
للفتيات فقط
هذه تنبيهات أبثها لكل من آمنت بربها، وصدقت برسولها، واستسلمت لدينها، أهديها لتلك الوردة الندية، والزهرة الجميلة، أنت يا فتاة الإسلام، إنها تنبيه وحقائق تجلي الحقيقة لذوي البصائر.
- احذري !!!
- المكالمات الهاتفية لغير المحارم إلا لحاجة شرعية وضرورة ملحة!
- التصوير بشتى صوره ومجالاته وأنواعه؛ فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر!
- الروايات الهابطة؛ فإنها تحمل بين صفحاتها الملونة وأوراقها المصقولة السم الزعاف والأفكار الهدامة!
- المسلسلات والأفلام المضللة التي تقتل الحياء وتئد العفة وتقضي على الفضيلة!
- التبرج والسفور وكثرة الخروج إلى الأسواق والمنتديات التي تصب في نهاية المطاف بالمرأة إلى حياض
الفتنة والرذيلة!
- رفيقات السوء وزميلات الأوهام اللاتي يتخبطن في أوتار المعاصي والضلالة وسيئ الأفعال!
- مصائب الفتن ومدلهمات العقوبات والتي طريقها المعاصي والذنوب، فما نزل بلاء إلى بذنب ولا رفع إلا بتوبة.
من نوادر النساء
قيل لبدوية حسناء، ولها زوج قبيح: يا هذه، أترضين أن تكوني تحت هذا؟
فقالت: لعله أحسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه، وأسأت فيما بيني وبين ربي فجعله عذابي؛ أفلا أرضى بما رضي الله به؟!


ابوالوليد المسلم 25-02-2023 01:27 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1158



الفرقان
بناء البيوت على الهدوء والمودة والرحمة

إن بناء البيوت على الهدوء والسكينة والمودة والرحمة، من المهمات التي يقع النصيب الأكبر منها على النساء، وهو من المعاني العظيمة في حديث تبشير السيدة خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، بقول جبريل -عليه السلام-: {فَاقْرأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي، وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ}.
والقصب هو: اللؤلؤ المجوَّف، والصخب، أي: الصياح واللغط، والنصب، أي: التعب؛ فكأنَّها -رضي الله عنها- كُوفئت في الآخرة بهذه المكافأة، جزاء بما كانت توفر في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا الهدوء والسكينة والمودة والرحمة، وترك كل ما يؤول إلى الغضب، أو رفع الصوت، أو الصياح، أو المضايقة، أو النكد، أو غير ذلك من الأمور التي يُدخل بها الشيطان القطيعة والشقاق، وغيره مما يحل ببيوت المسلمين اليوم، إلا من رحم الله -تعالى-، فكان جزاؤها من جنس العمل، وجاءتها البشرى من النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل -عليه السلام- عن الله -جل وعلا-؛ بذلك البيت العظيم الذي لا صخب فيه ولا صياح ولا تعب في الجنة، مع رضوان الله -تعالى- الأكبر، وفي الحديث بشارة لكل المؤمنات اللاتي على مثل هذه الحال من الهدوء، وترك الصخب والصياح، والحوار بالشرع والعقل، الذي يؤدي الوقوع فيه إلى الشجار؛ وصولا إلى ما يريده الشيطان من طلب الطلاق، وكل ذلك يمكن أن يكون على شيء تافه لا قيمة له، فالله -سبحانه- يكافئهن هذه المكافئة الضخمة عنده -سبحانه وتعالى.
ومما يتوجه للنساء أيضًا من هذا الحديث، أن تكون السيدة المُكرَّمة أمنا وأم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، هي القدوة والمثل الأعلى للمؤمنات ليتأسين بها، وليسرن على دربها في التحلي بتلك الأخلاق على قدر الوسع؛ ليكون لتلك الأخلاق الأثر الطيب على البيت وعلى تنشئة الأولاد، ولتحصيل الجزاء الموفور عند الله -تعالى- كذلك في الآخرة.
المرأة والدعوة إلى الله -تعالى
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: المرأة كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة تدل على ذلك وكلام أهل العلم صريح في ذلك، فعليها أن تدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر بالآداب الشرعية التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك ألا يثنيها عن الدعوة إلى الله الجزع وقلة الصبر، لاحتقار بعض الناس لها أو سبهم لها أو سخريتهم منها، بل عليها أن تتحمل وتصبر، ولو رأت من الناس ما يعد نوعاً من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أن ترعى أمراً آخر وهو أن تكون مثالاً للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب وتبتعد عن الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما يُنكر عليها، فإن دعت الرجال دعتهم وهي متحجبة دون خلوة بأحد منهم، وإن دعت النساء دعتهن بحكمة وأن تكون نزيهة في أخلاقها وسيرتها حتى لا يُعترض عليها، ويقلن لماذا ما بدأت بنفسها، وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة من إظهار المحاسن وخضوع في الكلام مما يُنكر عليها بل تكون العناية بالدعوة إلى الله على وجه لا يضر دينها ولا يضر سمعتها.
الصبر على الأزواج
علي المرأة أن تصبر علي إيذاء زوجها لها، ولاسيما إذا كان الرجل صالحا، ولتكن نظرتها إلي الآخرة لتكون له زوجا في الجنة، فعن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال: يا بنية اصبري! فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده، جمع بينهما في الجنة أخرجه ابن سعد، وقال عمر - رضي الله عنه - لامرأة كانت تبغض زوجها حين صارحت زوجها بذلك فقال لها عمر: ما حملك علي هذا قالت: إنه استحلفني فكرهت أن أكذب؛ فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتتجمل فليس كل البيوت تبنى علي الحب ولكن معاشرة علي الأحساب والإسلام.
النبى - صلى الله عليه وسلم - يمازح النساء
عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة عجوز: إنه لا تدخل الجنة عجوز» فقالت: وما لهن؟ وكانت تقرأ القرآن، فقال لها: «أما تقرئين القرآن؟ {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا}، وعن زيد بن أسلم مرسلا: أن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت إن زوجي يدعوك قال: من هو؟ أهو الذي بعينه بياض أي يا رسول الله؟ والله ما بعينه بياض فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بل إن بعينه بياضا»، فقالت: لا والله: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وهل من أحد إلا بعينه بياض».
ذكاء المرأة وفطنتها
حكت لنا كتب السير والتاريخ عن قدرة المرأة العقلية وذكائها فهذه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها- لما هاجر رسول الله من مكة وكان معه أبو بكر الصديق فحمل معه جميع ماله، تقول أسماء: فأتاني جدي أبو قحافة وقد عَمِيَ فقال: إن هذا فجعكم بماله ونفسه، فقلت: كلا قد ترك لنا خيراً كثيراً فعمدت إلى أحجار فجعلتها في كوة البيت وغطيت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب فقلت: هذا ما تركه لنا فقال: أما إذا ترك لكم هذا فنعم.
امرأة في النار وامرأة في الجنة
امرأة في النار: عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء يؤذي جيرانها، سليطة، قال: «لا خير فيها، هي في النار».
وامرأة في الجنة: وقيل له - صلى الله عليه وسلم -: إن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق بالأثوار وليس لها شيء غيره ولا تؤذي أحدا، قال: هي في الجنة.
يا لها من امرأة عاقلة!
كان الأوقص المَخْزُوميّ قاضياً بمكة، فما رًئى مثلُه في عَفافه وزُهْده؛ فقال يوماً لِجُلسائه: قالت لي أُمي: يا بني إنك خُلقت خِلْقة لا تصلح معها لمَجَامع الفِتْيان عند القيان «إنك لا تكون مع أحدِ إلا تَخَطتْك إليه العيون» فعليك بالدِّينِ فإنَّ الله يَرْفَع به الخَسِيسة وُيتمُّ به النَّقيصة، فنفعني اللهّ -تعالى- بكلامها وأطعتها فوليتُ القضاء، فيا لها من امرأة عاقلة!
أم البنين -رحمها الله
كانت تعتق في كل جمعة رقبة
أخت عمر بن عبد العزيز (رحمهما الله) كانت تعتق في كل جمعة رقبة، وتحمل على فرس في سبيل الله - عز وجل ومن أقوالها:
- أف للبخلٍ، لو كان قميصا ما لبسته، ولو كان طريقا ما سلكته.
- ما تحلى المتحلون بشيء أحسن عليهم من عظم مهابة الله - عز وجل - في صدورهم.
- جعل لكل قوم نهمة في شيء وجعلت نهمتى في البذل والإعطاء، والله للصلة والمواساة أحب إلى من الطعام الطيب على الجوع، ومن الشراب البارد على الظمأ، وهل ينال الخير إلا باصطناعه؟



ابوالوليد المسلم 06-03-2023 04:02 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1159


الفرقان

المرأة داعية إلى الله -عزوجل
هناك أحوال كثيرة تستطيع المرأة المسلمة أن تكون فيها داعية إلى الله -تعالى-، ومن ذلك مشاركة زوجها بفكرها ومالها ودعائها، فخديجة -رضي الله عنها- حملت السلاح ولكن دفعت نفسها ومالها للدين، فأول عمل صالح عملته خديجة، هو الدعوة، وآخر عمل عملته هو الدعوة.
فقد ماتت -رضي الله عنها- قبل فرض الصلوات الخمس، والتشريع الوحيد الذي نزل قبل وفاة خديجة هو تحريم الذبائح لغير الله -عز وجل-، لكنها ظلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنوات في تاريخ الإسلام، أسلمت في رمضان، وماتت في رمضان، كانت خلالها تدعو النساء وتساند النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوته وتنفق على الدعوة من مالها، فالمرأة ينبغى أن يكون لها حظ وافر من ذلك؛ إذ الدعوة ليست محصورة في خطب ودروس ولا يتصدى لها إلا العلماء كما قد يظن بعض الناس، بل كل مسلمة تستطيع أن تكون داعية إلى الله بسلوكها وتعاملها مع مجتمعها، وبعلمها وهى تبلغ عن ربها ما علمت من دينه، وباحتسابها وهي تنهى عن منكر أو تحث على فعل خير وبما تيسر لها، دون انتظار النتائج؛ لأن النتائج أمرها إلى الله، والمهم هو الإخلاص والعمل، فمتى ما أخلصت الداعية نيتها لله، واستنارت بهدي الله، نفع الله بها وبارك في جهودها، وحقق الخير على يديها.
من قصص الصالحين
يروى أن امرأة جاءت يوما إلى أحد الصالحين فقالت: إن ابني قد أخذه الحرس، وإني أحب أن تبعث إلي صاحب الشرطة، لئلا يضرب، فقام فصلى، فطول الصلاة، وجعلت المرأة تحترق في نفسها، فلما انصرف من الصلاة، قالت المرأة: الله الله في ولدى!. فقال لها: إني إنما كنت في حاجتك؛ فما قام من مجلسه الذي صلى فيه حتى جاءت امرأة إلي تلك المرأة قالت لها: أبشري فقد أطلق ولدك، وها هو ذا في المنزل، فانصرفت إليه.
من وصايا النساء الصالحات
أوصت أم ولدها عند سفره فقالت:
- أي بني، اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك؛ فإن الوصية أجدي عليك من كثير عقلك.
- أي بني، إياك والنميمة! فإنها تزرع الضغينة، وتفرق بين المحبين.
- أي بني، إياك والتعرض للعيوب! فتُتَخذ غرضًا، وخليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام، وقلما اعتورت السهام غرضا إلا جرحته حتي يضعف ما اشتد من قوته.
- أي بني، إياك والجود بدينك والبخل بمالك! وإذا قصدت فاقصد كريمًا يلين لك، ولا تقصد اللئيم فإنه صخرة لا يتفجر ماؤها.
- ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به، وما استقبحت من غيرك فاجتنبه؛ فإن المرء لا يري عيب نفسه.
مواقف بطولية للنساء الثبات على الإيمان
المرأة المؤمنة التي ألقت بنفسها وولدها في الأخدود، وهي التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة أصحاب الأخدود عندما آمن الناس برب الغلام، وأمر الملك بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران، وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، فجاءت امرأة ومعها صبى لها فتقاعست أن تقع فيها خوفًا على ولدها؛ فأنطق الله ولدها في المهد وقال لها: «يا أمه اصبري فإنك على الحق»، انظري -أختي المسلمة- إلى هذا الثبات على الإيمان والتضحية من أجل الله -عز وجل-؛ حيث ألقت بنفسها وولدها في النار. فكتب الله -عز وجل- لها خلودين، خلود في الدنيا، فقد سجل الإمام مسلم في صحيحه تضحية هذه المرأة، لتكون مثلا لأمة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - رجالا ونساءً في التضحية والثبات على الإيمان والعقيدة، حتى لو وصل الأمر إلى إزهاق النفوس والأرواح من أجل الله -عز وجل- والخلود الثاني في الفردوس مع أنبياء الله ورسله -عليهم السلام.
اختارت العفاف
عن عاصم الأحول قال: كنا ندخل علي حفصة بنت سيرين -رحمها الله- وقد جعلت الجلباب هكذا وتنتقب به، فنقول لها رحمك الله، قال -تعالى-: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النّسَآءِ الّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنّ غَيْرَ مُتَبَرّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لّهُنّ وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ}، فقالت لهم: أكملوا الآية، {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لّهُنّ} فاختارت العفاف وفعلت ما هو خير.
أعظم الناس حقا
عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: قلت: يا رسول الله، من أعظم الناس حقا علي المرأة؟ قال: «زوجها» قلت: من أعظم الناس حقا علي الرجل؟ قال: «أمه» رواه الحاكم.
ما يروى فى حلم النساء
روي أبو عمر بن عبد البر: أن جارية لصفية، قالت لعمر: إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث إليها فسألها فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أن أبدلني الله -تعالى- يوم الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحمًا، فأنا أصلها ثم قالت للجارية، ما حملك على ما صنعت؟ قالت: الشيطان فقالت: اذهبي فأنت حرة.
قال أبو عمر: وكانت صفية -رضى الله عنها- حليمة عاقلة فاضلة.
الحذر ممن لعنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
- «المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال».
- «المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء».
- «الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل».
- «الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة».
- «الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله».



ابوالوليد المسلم 16-03-2023 08:52 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - 1160



الفرقان


أخلاق المرأة المسلمة

الخلق الحسن للمرأة المسلمة هو قوام حياتها، وعليه مدار سعادتها فإن رزقته فقد رزقت كل خير، وإن حرمته فقد حرمت من كل خير، قال - صلى الله عليه وسلم - في بيان شرف حسن الخلق: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» (رواه البخاري والترمذي وأحمد)، ومن الأخلاق الفاضلة التي يجب على المرأة المسلمة الحرص عليها ما يلي:
1- الصبر
وهو أن تحبسي نفسك على الطاعات، وفعل الخيرات بلا ضجر ولا ملل، كما تحبسينها بعيدة عن المعاصي وعن كل خلق سيئ كالكذب والخيانة والغش والخسة، والكبر، والعجب، والبخل والشح والجوع، بإظهار عدم الرضا بحكم الله، ومجاري أقداره في عباده.
2- الصفح والإعراض
الصفح والإعراض عن كل ما تسمعين من كلمة نابية، أو حركة عنيفة فلا تردي على السيئة بالسيئة، ولكن بالحسنة وهي الكلمة الطيبة، قابلي الجفاء والغلظة من أفراد عائلتك بالعطف، والرحمة، واللين، وإن علت أصواتهم اخفضي صوتك، وإن قبحت كلماتهم جملي لفظك، رطبي كلماتك، بهذا تملكين قلوبهم، وتظفرين بودهم، وقربهم، وحسن معاملتهم، قال -تعالى-:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199).
3- الحياء والاحتشام
إن الحياء كله خير فألزمي نفسك بهذا الخلق فإنه أخو الإيمان، وجماع البر والإحسان، فاستحيي من الله -تعالى- حق الحياء، فلا يراك على ما يكره، واستحيي من الملائكة فلا تتكشفي في خلوتك ما استطعت، واستحيي من زوجك وأهلك ومن سائر الناس، فلا تقولي البذاء، ولا تنطقي بالفحش، ولا تعملي عملا، أو تقولي قولا يجانب الحشمة والحياء.
4- كوني سخية
فلا تبخلي بفضل طعام، أو شراب، أو كساء، أو دواء، ابذلي المعروف، وتصدقي من مالك أو مال زوجك بعد استئذانه فتشاطريه الأجر والمثوبة، وتسلمي من العقوبة؛ فإن الله -تعالى- يقول: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5- 7).
لا سبيل إلى إصلاح المجتمع إلا بإصلاح المرأة
إن المرأة بمنطق الإحصاء والتعداد نصف المجتمع، ولكنها بحكم تأثيرها في زوجها وأولادها ومحيطها أكثر من النصف، ولهذا قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فالمرأة أكثر من نصف المجتمع، وهي إحدى قواه الفاعلة وتقوم بدور مهم في صياغة حركته، ولهذا لا سبيل إلى إصلاح المجتمع إلا بإصلاح المرأة أولا.
نماذج نسائية مضيئة في عمل الخير
لم تتخلف نساء المسلمات عن ركب العمل التطوعي في سبيل الله -تعالى-، وإن صدر الإسلام ليذخر بنماذج مضيئة من أمهات المؤمنين ومن المسلمات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في العمل التطوعي، نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر ومن هؤلاء النسوة السيدة خديجة بنت خويلد (أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها)، فقد بذلت جهدها ومالها في مؤازرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد قال عنها - صلى الله عليه وسلم -: «وواستني في مالها إذ حرمني الناس»، ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، التي قال عنهـــا الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أسرعكن لحاقا ًبي أطولكن يدًا» رواه مسلم والمقصود بطول اليد: كثرة مدها بالعطاء للفقراء، فقد كانت -رضي الله عنها- تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء، وتقول عنها عائشة -رضي الله عنها-: «ولم أر امراة قط خيراً في الدين من زينب بنت جحش، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به لله -تعالى» (رواه مسلم ج 7/136)، ومنهن الشفاء بنت عبد الله: التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا سيما حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- القراءة والكتابة.
ارتداء الحجاب واجتناب الاختلاط تعبُّدٌ لله -عزوجل
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: ارتداء الحجاب واجتناب الاختلاط ليست عاداتٍ وتقاليدَ بل تعبُّدٌ لله -عز وجل-، ونحن ننكر على الذين يقولون: هذه عاداتنا وتقاليدنا، فيجعلون الحجاب وبُعْد المرأة عن الرجل من العادات والتقاليد، هذا كذب وليس بصحيح، وهو أمر له خطورته؛ لأنه يؤدي إلى أن يُغير هذا الحكم الشرعي في يوم من الأيام ويُقال: إن العادة اختلفت والتقاليد انتفت، ونحن نريد أن نُدخل منهجًا جديدًا وعادة جديدة! ثم يُغيِّرون حكم الله بسبب ما وصفوا هذا الحكم الشرعي بما ليس وصفًا له؛ حيث جعلوه من العادات والتقاليد، والواجب على مَنْ يتكلَّم عن هذه الأمور أن يتكلَّم بالمعنى الصحيح، ويقول: هذا من الدين الذي لا يمكن تغييره، ولا يمكن للعادات أن تُغيِّره.
الندية من أكبر معاول الهدم للحياة الأُسريَّة
الندية من أكبر معاول الهدم للحياة الأُسريَّة الناجحة؛ لذلك كان من حكمة الله -تعالى- في خلق آدم -عليه السلام- من تراب، وخلق زوجه من ضلعه الأشأم هي: إلغاء الندية بين أول زوجين على وجه الأرض، كما تكون قطعة منه غالية عليه من الصعب قطعها وفراقها، وأن تكون قريبة من قلبه، يحنو عليها ويعطف، ويتودَّد إليها، وأن تكون تحت قيادته وإمرته.
من يربي النشء على القيم؟
عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان، بنوا سور الصين العظيم، واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات، وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب، فقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس؛ فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم.
يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي: (اهدم الأسرة - اهدم التعليم - أسقط القدوات والعلماء).
- ولكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها بـ(ربة بيت).
- ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
- ولكي تسقط القدوات: عليك بـ(العلماء) اطعن فيهم وقلل من شأنهم لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.
فإذا اختفت (اﻷم الواعية)، واختفى (المعلم المخلص)، وسقطت (القدوة) فمن يربي النشء على القيم؟




ابوالوليد المسلم 17-03-2023 07:25 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - ١١٦١



الفرقان
النساء شقائق الرجال

خلق الله -عز وجل- المرأة للغاية التي خلق من أجلها الرجل، وقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}؛ فمن أطاع الله أسعده في دنياه، وأثابه في آخرته، ومن عصاه نال جزاء معصيته، فشَقِيَ في الدنيا وتعس في الآخرة.
والمرأة شقيقة الرجل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «النساء شقائق الرجال»، ولا فضل للرجل على المرأة من حيث ميزان الثواب والجزاء، فإن أكرم الناس عند الله -تعالى- أتقاهم لله، رجلاً كان أم امرأة، كما قال -جل شأنه-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. ولقد خلق الله -تعالى- الجنسين مكمّلين لبعضهما، فالرجل يكمّل المرأة ويحتاجها، والمرأة تُكمّل الرجل وتحتاجه، وبهما تقام الحياة على هذه الأرض، وتدوم البشرية إلى الأجل الذي أراده الله -تعالى.
وقد أمر الله -تعالى- الرجل بأداء حقوق زوجته، كما أمر المرأة بأداء حقوق زوجها، وهو -سبحانه وتعالى- أعلم بمن خلق، كما قال: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ولعلمه -سبحانه وتعالى- بالمرأة، وما جبلها عليه من الخصائص، فقد علم الله -تعالى- ضعفها وعدم قدرتها على مزاولة الأعمال التي يقدر الرجل على مزاولتها، كما أنه سبق في علم الله -تعالى- أن الرجل لا يقدر على أعمال تختص بها المرأة، ومن ثم وزّع -سبحانه وتعالى- بينهما الوظائف تبعًا للخصائص، فكلّف الرجل بأعمال، وكلَّف المرأة بأعمال، وبأداء كل واحدٍ منهما لأعماله تستقيم الحياة.
واقعية الإسلام في التعامل مع المرأة
إعطاء الإسلام حق القوامة للرجل دليل على واقعية هذا الدين وتمامه في فهم طبيعة المرأة وإمكاناتها، التي تجعل غالبية النساء غير قادرات على تحمل مسؤولية البيت مسؤولية كاملة، وتحمل أعبائه دائما. وقد يتساءل بعض الناس: هناك رجال يتخلون عن دور القوامة في البيت ويتركونه للمرأة؛ فهي تتحمل مسؤولية البيت في كل شيء، في حين أن الرجل قد نفض يده من كل شيء، فهل ذلك يعطي الحق في نقل حق القوامة من الرجل إلى المرأة؟
بالطبع: لا، فالحالات الاستثنائية لا يقاس عليها ولا تخرق القاعدة، فالإسلام يتعامل مع المجموع وليس مع حالة فردية فيقيس عليها بقية الحالات.
احذرى أن تكونى من هؤلاء!
احذرى أن تكونى من هؤلاء النسوة اللاتي تبرأ منهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
1- المرأة التى تغضب زوجها
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امراته إلى فراشه فأبت أن تجيء، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح»، وفي حديث مسلم: «والذى نفسى بيده ما من رجل يدعو امراته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذى فى السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها».
2- المتشبهات من النساء بالرجال
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال»، وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال:»لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل».
3- نساء كاسيات عاريات
عن أبى هريرة - رضي الله عنه -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، روؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».
4- النائحة
عن ابن مسعود -رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:» ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تصلى الملائكة على نائحة و لا مرنة».
المعايير الوهمية للجمال
يُستغل مفهوم الجمال عندَ المرأةِ من خلال وسائلِ الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ؛ حيث تُفرضُ معايير وهميّة باستخدام الصّور المعدّلة على برامج الحاسوب المختلفة؛ ممّا يجعل بعض الفتيات يسعينَ إلى تحقيق صورةٍ وهميّةٍ للجمال، ويسبب هذا الوهم مشكلات نفسيّة، مثل ضعف الثّقة بالنّفس وقلّة تقدير الذّاتِ، فتلجأ بعض النّساء إلى عمليّات التجميلِ، والهواجس الماديّة المتمثّلة في شراءِ مستحضراتٍ تجميليّة وغيرها من السّلعِ. وقد استُغلّ جمال المرأة بمفهوم عُرِفَ بسلعةِ الجمال، فربطَ جمالها بجانب الإعلاناتِ وعروض الأزياءِ، وهُمش دورها في مجالاتِ الحياةِ المُهمّة والمؤثّرة، فربطت المرأة نجاحها بمدى جاذبيتها الشكليّة؛ لذلك يجب عليها إدراك أن جمالها لا يرتبطُ بمعايير الإعلامِ الوهمية، فلكلّ فتاة جمالٌ يميّزها، ونجاح مرتبطٌ بثقافتها وجمال روحها وإنجازاتها في المجتمع.
جمال الدين والخُلُق
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ»، فإنّ جمال الأخلاق هو جمال الروح، ولأنّ جمال الجسد محدود وزائل، وجمال الروح باقٍ وليس محدوداً، فإنّ دين المرأة يغطّي على عيوبها الأخرى، فلا فائدة من مالها، ولا من جمالها، ولا حتى حسبها إذا انعدم دينها، ولكن إذا اجتمع في الزوجة الدين، والجمال، والمال، والحسب فهذا جميل، وينطبق عليه قول الشاعر: ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا!
خير نساء الدنيا
جعل الله -تعالى- تقوى القلوب ميزان التفضيل بين الخلائق، وسببًا لعلوّ مكانتهم عنده؛ حيث قال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وعن خير نساء أهل الدنيا قال رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَآسِيَةُ»؛ حيث كان لكلّ واحدةٍ منهنّ تضحية، وعمل عظيم أدّته في سبيل دينها، ودعوتها حتى حازت هذه المنزلة الرفيعة عند الله -تعالى-؛ إذْ إنّهنّ لم يُبشرن بالجنة وحسب، بل رُفعن إلى حدّ الأفضلية المطلقة في الجنة.



ابوالوليد المسلم 20-03-2023 08:12 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة - ١١٦٢

الفرقان

من أخلاق نساء السلف والتابعين - حسن تبعل المرأة لزوجها

لقد كانت النساء زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يحرصن على التنافس مع الرجال والأزواج على مرضاة الله وعلى الثواب؛ لذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها؛ دخلت من أي أبواب الجنة شاءت» رواه ابن حبان في صحيحه، وحسنه الألباني. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضًا حتى ترضى» رواه الدارقطني في الأفراد وحسنه الألباني.
فقيام الزوجة بواجبات زوجها (بعلها) ثوابه عظيم، والتبعل للزوج: حسن القيام بالواجبات معه، كإرضائه، والتجمل له، وإعفافه، والحرص على خدمته، وإدخال السرور عليه، والتزين له، بحيث يرى في زوجته ما قد يفتن به من النساء الأخريات؛ فحينئذ تكفيه زوجه، فلا يلتفت إلى غيرها، وتكون عونا له على غض بصره، كما ينبغي لها أن تتهيأ له حين يحضر، وتستقبله بالترحاب والابتسام وإظهار الشوق له.
بصلاحكِ أنتِ أفضل من الحور العين
قـالَ الإمِـام القُرطبِي -رحمه الله-: «حال المرأة المؤمنة في الجنَّة أفضل من حال الحور العين وأعلى درجة وأكثر جمالاً، فالمرأة الصالحة من أهل الدنيا إذا دخلت الجنة فإنما تدخـلها جزاءً على العمل الصالح وكرامة من الله لها لدينها وصلاحها، أمَّا الحور التي هي من نعيم الجنة فإنما خلقت في الجنة من أجل غيرها، وجُعِلَت جزاء للمؤمن على العمل الصالح، وشتـان بين من دخلت الجنة جزاء على عملها الصالح، وبين من خلقت ليُجَازَى بها صاحب العمل الصالح، فالأولى ملكة سيِّدة آمِرَة، والثانية -على عظم قدرها وجمالها- إلا أنها فيما يتعارفه الناس دون الملكة». (تـفسير القـرطبي، ص 16/154)
تأخير الصلاة بسبب الأعمال المنزلية
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن تأخير المرأة للصلاة عن وقتها ولكن لكثرة الأعمال المنزلية، فقال -رحمه الله-: إنَّ عليك ذنبا، ولا يجوز أن تؤخري الصلاة عن وقتها أبدا، فهي ركن من أركان الإسلام، والله -تعالى- قال: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} (النساء:103)؛ فلا بد أن تؤديها في وقتها، وأقول لك: إذا أديت الصلاة كان ذلك معونة لك على أعمالك؛ لأن الله -تعالى- يقول: {واستعينوا بالصبر والصلاة} (البقرة:٤٥).
كيف تتعامل المرأة ؟
سألت امرأة الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن أنها متزوجة منذ حوالي 25 سنة، ولديها العديد من الأبناء والبنات، وأواجه كثيرا من المشكلات من قبل زوجي، فهو يكثر من إهانتي أمام أولادي وأمام القريب والبعيد، ولا يقدرني أبدا من دون سبب، ولا أرتاح إلا عندما يخرج من البيت، مع العلم أن هذا الرجل يصلي ويخاف الله، أرجو أن تدلوني على الطريق السليم؟ فقال -رحمه الله-: الواجب عليك الصبر، ونصيحته بالتي هي أحسن، وتذكيره بالله واليوم الآخر لعله يستجيب ويرجع إلى الحق، ويدع أخلاقه السيئة، فإن لم يفعل فالإثم عليه ولك الأجر العظيم على صبرك وتحملك أذاه، ويشرع لك الدعاء له في صلاتك وغيرها بأن يهديه الله للصواب، وأن يمنحه الأخلاق الفاضلة، وأن يعيذك من شره وشر غيره، ولا مانع أن تطلبي من أبيه أو أمه أو إخوته الكبار أو من يقدرهم من الأقارب والجيران أن ينصحوه ويوجهوه بحسن المعاشرة، وعليك أن تحاسبي نفسك، وأن تتوبي إلى الله -سبحانه- فلعله إنما سلط عليك لمعاص اقترفتيها؛ لأن الله -سبحانه- يقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}(الشورى: 30).
الخلاف بين الزوجين وكيفية علاج ذلك
سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن امرأة صار بينها وبين زوجها خلاف؛ نتيجة تأثير بعض أقاربها عليها وهو كثير ما يقع بين الزوجين، ولكن من شدة التأثر قطعت المعاشرة الزوجية، وتمادت فيها حتى صارت تحتجب عنه تمامًا ولا تظهر عليه أو تقابله، فما توجيهكم بذلك؟
فقال -رحمه الله-: أولاً: نحذر الأقارب أن يتدخلوا في شؤون الزوجين إلا بطلب من الزوجين، إذا طلب الزوجان أن يتدخل الأقارب من أجل الإصلاح فهذا شيء آخر، والإصلاح خير، أما من دون إصلاح فإنه لا يحل للأقارب أن يتدخلوا في شؤون الزوجين ولا سيما إذا كانوا لا يريدون الإصلاح؛ لأن بعض الأقارب -والعياذ بالله- يحاولون أن ينتصروا لابنتهم مثلاً، أو إذا كانوا من قبل الزوج يحاولون أن ينتصروا لابنهم، فتجدهم يؤججون نار الغضب والغيظ من الزوجة لزوجها أو من الزوج لزوجته، ولا شك أن هذا حرام وهو من كبائر الذنوب؛ لأنه محاولة للتفريق بين المرء وزوجه، وهذا من عمل السحرة، كما قال الله -تعالى-: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(البقرة: 102) ولا يحل لهم أن يتدخلوا.
نصيحة لمن لها صفحة على الفيس
وتجدين التعليقات التالية: (أنتي رائعة - متألقة - ما أجملك - تسلمووو - قمر)، وغيرها من الكلمات البراقة وتلتفتين إلى زوجك المسكين الذي أتعبته الحياة تعبا؛ بسبب توفير لقمة العيش، الذي قد أشغلته الحياة عن أن يقول مثل هذه الكلمات، فتجد بعضهن تقارن بين واقعها الذي تعيشه مع زوجها الذي قد لا تسمع فيه كلمة طيبة، وبين هذه المدائح، فتثور وتتمرد على زوجها، ولا شك أن هذه الحال أدت إلى انهيار الكثير من الأسر حتى وصلت إلى الطلاق.
أختي الزوجة: لا تغتري بهذه الألفاظ؛ فإن عالم التواصل الاجتماعي عالم افتراضي ومثالي، معظم رجاله كزوجك إن لم يكونوا أسوأ حالا، فحافظي على بيتك وأسرتك وأطفالك، ولا تجعلي من هذا العالم سببا لدمارك ودمار أسرتك وأطفالك، والأهم حافظي على عفتك وطهارتك، {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، وثقي تماما أنَّ هذا الذي يريد إغوائك لا يريد سوى أن يلهو لأجل إشباع رغبته، فاحترمي من احترمك وجعلك زوجته، تحملين اسمه وشرفه، وصوني عرضه؛ فهو الوحيد الذي يستحق احترامك.



ابوالوليد المسلم 27-04-2023 01:44 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة -1163
الفرقان



كيف أكون صديقة لابنتي؟


ليس بالأمر الصعب أن أكون صديقة لابنتي، ولكنه يحتاج لبعض الجهد في البداية، واتباع الأُم لتلك الخطوات التالية سيسهل عليها المُهمة في وقتٍ قصير وهي كالآتي:
الخطوة الأولى: القدوة والمثل الأعلى: عليكِ أن تكوني قدوة لابنتكِ، فلا تقومي بفعل ما تنهينها عنه؛ حتى لا تفقد الثقة بكِ، وأن تتحلي دائمًا بما هو حميد من الصفات وسداد الرأي والتفكير الجيد المتزن في اتخاذ القرارات.
الخطوة الثانية: التربية الدينية والتقرب إلى الله: ساعدي ابنتكِ في التقرب إلي الله ومراقبته في كل تصرفاتها وأقوالها وأفعالها، فدائمًا تستشعر مراقبة الله -تعالى- لها (الله رقيبي.. الله ناظري.. الله شاهد علي)، فكلما كانت على علمٍ بتعاليم دينها وقريبة من الله -تعالى- كانت قريبة منكِ أيضًا.
الخطوة الثالثة: أنتِ الأقرب: أشعري ابنتكِ دائمًا أنكِ قريبة منها وقتما شاءت تجدك، تُساعدينها وتستمعين لها ولأدق أسرارها.
الخطوة الرابعة: تتفهمين مشاعرها: كوني ذكية وتفهمي ما تشعر به ابنتك، وتذكري نفسك عندما كنتِ بعمرها وما كنتِ تفكرين فيه وتهتمين به.
الخطوة الخامسة: كوني مستمعة جيدة: الاستماع الجيد لابنتك يجعلها تشعُر بأنكِ صديقتها المُقربة، ولا تلجأ لأحدٍ غيرك فتحكي لها ما يدور بِخاطرها أو ما تواجهه في المجتمع من مواقف.
الخطوة السادسة: أشبعيها من عاطفتك وحنانك: كلما كنتِ قريبة من ابنتك وأشبعتها من حنانك حافظت عليها من أن تنجرف في تيار -لا قدر الله- يصعُب عليكِ أن تنقذيها منه.
الخطوة السابعة: غرس القيم والمبادئ: فالتعليم وغرس المبادئ من الصغر يجعلك مطمئنة على ابنتك فيما بعد؛ لأنكِ أنبت نباتًا حسنًا، وستجنين ثماره -إن شاء الله- فيما بعد طيبًا.
الخطوة الثامنة: جاوبي عن كل الأسئلة وإن كانت محرجة: كوني على استعداد دائم لتلقي أسئلة ابنتك كلها وجاوبيها بصدقٍ وأمانة وبصدرٍ رحب؛ فأنتِ المصدر الآمن التي تحصل منه على إجابة شافية بدلًا من أن تبحث على إجابته عند غيرك فيُضللها الطريق.
الخطوة التاسعة: فتح باب الحوار: افتحي بينكما بابًا للحوار لا ينغلق أبدًا، عموده الفقري الحب والصداقة والصراحة حتى تُحب ابنتك التحدث معكِ.
حقيقة السعادة الزوجية
السعادة الزوجية قرار يتّخذه كل من الرجل والمرأة معًا، برغم ظروف الحياة الصعبة وكل الضغوطات المحيطة بهم، لكن هناك شريحة كبيرة من الناس تعتقد أنّ السعادة الزوجية مرتبطة بتوافر المال وبانعدام المشكلات، طبعاً هذا الأمر خطأ؛ لأن الحب والتقارب لا يشتريان بالمال والمشكلات هي جزء لا يتجزأ من الحياة، والسعادة الحقيقية للزوجين تكون في الالتزام بطاعة الله وتحقيق المودة والرحمة التي أمر الله -تعالى- بها؛ فهي القاعدة الكبرى التي يجب أن يقوم عليها أساس بناء الحياة الزَّوجية وسعادتها.
أخطاء تربوية يقع فيها الأبوان
هناك عدد من الأخطاء التربوية يقع فيها الأبوان في تربية أبنائهما، ومن تلك لأخطاء ما يلي:
(1) اختلاف وجهات النظر في تربية الطفل بين الأم والأب
كأن يؤمن الأب بالصرامة والشدة، بينما تؤمن الأم باللين وتدليل الطفل، أو يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة، والآخر بالطريقة التقليدية؛ مما يجعل الطفل يكره الطرف الصارم والشديد، ويميل اتجاه الطرف اللين رغبة منه في التقرب ممن يلبي له مطالبه ورغباته.
(2) كلام أحد الوالدين عن الآخر بطريقة سلبية
عندما يشكو أحد الطرفين من الآخر أمام طفله، ويتذمر منه ومن تصرفاته وطريقة تفكيره حتى في الأمور التي لا تخص الأطفال مباشرة، فإن تردد ذلك الكلام على مسامع الطفل يكون لديه فكرة عامة وانطباعاً راسخاً وسيئاً عن هذا الطرف، وطريقة تفكيره تؤدي به ليميل إلى اتجاه الطرف الآخر.
(3) المشاجرات والمشاحنات
عندما تكون مشاجرات وخلافات الوالدين أمام أعين أطفالهما، فذلك يصل بالطفل للشعور بأن وجود الأب في المنزل هو السبب وراء تلك الخلافات، فالأوقات التي يغيب فيها الوالد عن المنزل هادئة وصافية، وما أن يعود حتى تبدأ خلافات تعكر صفو تلك الحياة التي يتمنى الطفل أحياناً ألا يكون الوالد طرفاً فيها.
(4) الانشغال عن الأبناء
إن عدم تخصيص الوالدين وقتا لأبنائهما، وعدم إحاطتهم ببعض الاهتمام والسؤال عن أحوالهم وسماع مشكلاتهم والأحداث التي يعيشونها، أمور تولد لدى الطفل شعوراً بالبعد وعدم الإحساس بمشكلاته ومتطلباته، فلا يجد أمامه سوى الوحدة، أو يلجأ لطرف آخر من خارج الأسرة.
(5) الانتقاد الدائم
عندما يشعر الطفل بأن أحد الوالدين دائم الانتقاد له ولتصرفاته، وأنه لا يمدح ولا يشعر بأي حسنة يقدم الطفل على فعلها، فإنه يفسر ذلك بأن هذا الطرف يكرهه، ودائماً ينتقده، ويرى فقط عيوبه وأخطاءه، فيتملكه الشعور بالحقد والكره له.
المنزلة العلمية للمرأة في الإسلام
بلغت المرأة في الإسلام شأنًا عظيمًا في مجال الفقه والتعليم والفتوى؛ ومما يؤكد ذلك ما ورد عن الإمام مالك بن أنس (ت: 179ه)، حينما كان يُقرأ عليه الموطأ، فإن لحن القارئ في حرف أو زاد أو نقص، تدق ابنته الباب، فيقول أبوها للقارئ: «ارجع فالغلط معك، فيرجع القارئ فيجد الغلط».
كيف تكونين متميزة؟
- إن التميز-يا أختاه- في شخصية الإنسان يكون في فكره الوقاد، وأهدافه السامية، وغاياته النبيلة.
- ويكون في التزام مكارم الأخلاق والبعد عن مساوئها.
- والاهتمام بمعالي الأمور والبعد عن سفاسفها.
- والمحافظة على الأوامر الشرعية والصبر على ذلك والانتصار على وساوس الشيطان وحيلة الماكرة.
- والحرص على الطاعة والبعد عن المعصية والإضاعة.
- والانقياد والتسليم لأمر الله -تعالى- ورسوله - صلى الله عليه وسلم .
من النماذج الفقهية النسائية
السيدة عائشة -رضي الله عنها
تُكْنى أم عبدالله الفقيهة، وهي أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب، ولها مواقف، وروت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن أبيها وعن عمر وغيرهم، وروى عنها خلق كثير، قال أبو بُردة بن أبي موسى عن أبيه: «ما أُشكل علينا - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - أمرُ قطُّ فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها منه علمًا.



ابوالوليد المسلم 15-05-2023 04:43 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة -1164
الفرقان

حياء المرأة في القرآن الكريم



إن أبرز ماجبلت عليه المرأة في بناء شخصيتها هي صفة الحياء، وقد تكاد تكون الصفة الأساسية لكل امرأة تربت في وسط يؤمن بالفضيلة والأخلاق، فصفة الحياء هي ملبس الجمال والزينة، ولقد بين القرآن الكريم صورة واضحة للمرأة في قصة موسى -عليه السلام- ونبي الله شعيب للقدوة الحسنة التي يستوجب على المرأة ان تتأسى بها وتحرص عليها وتتمسك به.

قال -تعالى-:{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص25، 26)، وهنا بدأت قصة الحياء المسجل في القرآن الكريم، قال -تعالى-: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} (القصص 25).

جاء في تفسير الجلالين: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} أي واضعة كُمَّ درعها على وجهها حياء منه {قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}، وفي تفسير السعدي: فأرسل أبوهما إحداهما إلى موسى، فجاءته {تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن؛ فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، ولا سيما في النساء، ويدل على أن موسى -عليه السلام-، لم يكن فيما فعله من السقي بمنزلة الأجير والخادم الذي لا يُستحيا منه عادة، وإنما هو عزيز النفس، رأت من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، ما أوجب لها الحياء منه، فـ {قَالَتِ} له: {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}- أي: لا لِيمُنَّ عليك، بل أنت الذي ابتدأتنا بالإحسان، وإنما قصده أن يكافئك على إحسانك؛ فأجابها موسى.{فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} من ابتداء السبب الموجب لهربه، إلى أن وصل إليه {قَالَ} مسكنا روعه، جابرا قلبه: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}- أي: ليذهب خوفك وروعك، فإن اللّه نجاك منهم؛ حيث وصلت إلى هذا المحل، الذي ليس لهم عليه سلطان.

إن الحياء قيمة إنسانية وإسلامية يجب المحافظة عليها من كل جهة، وهنا يتوجب على المؤسسات التعليمية والأسرية تنمية ثقافة الحياء وربطه بالأخلاق الحميدة، كما سجله القرآن الكريم؛ فالحياء ليس انفصالا عن الحياة ولا انعزالا عن الواجبات.



على المرأة أن تحرص على الستر

قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: على المرأة المُسلمة إذا خرجت إلى الأسواق أو المجتمعات أن تحرص على ستر نفسها، فتلبس ما يستر جميع بدنها، سواءً بالعباءة غير المُطرزة أم الجلباب الذي تضعه على رأسها وتلفه على جسدها، أم الدرع والخمار الذي يستر وجهها وفتحة جيبها، وبذلك تأمن من أن تلتفت إليها الأنظار وتكون محلا للفتنة.





حقوق الزوجين وما يجب عليهما


قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الواجب على كل من الزوجين أن يقوم بالحق الذي لصاحبه عليه على وجه نقي، لا كراهة فيه، ولا تململ، ولا مماطلة حتى تتم العشرة بينهما على الوجه المطلوب، وتحصل السعادة الزوجية، ومن المعلوم أن الزوجين إذا رزقا أولاداً، فإن أخلاقهما تنعكس على أولادهما، إذا كانت أخلاقاً فاضلة طيبة، اكتسب الأولاد منهما أخلاقاً فاضلة طيبة، وإذا كان الأمر بالعكس كان الأمر بالعكس، فمن حقوق الوالدين على أولادهما؛ بذل المعروف كالإنفاق والخدمة والجاه وغير ذلك مما ينتفع به الوالدان، وحق الزوجة الكسوة والنفقة بالمعروف دون شح، ولا مماطلة، وحق الزوج على زوجته أن تطيعه فيما أمرها به ما لم يكن ذلك في معصية الله -عزوجل-، وكذلك حق الوالد على الولد أن يطيعه في غير معصية الله -عزوجل-، وفي غير ما يضر الولد؛ ولهذا لو أمر الوالد ابنه أن يطلق امرأته، فإنه لا يلزم الابن طاعته إلا إذا كان أمره بذلك لسبب شرعي، فعليه أن يطلق فيما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك.




أم عمارة -رضي الله عنها


ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة العقبة

أم عمارة هي إحدى الصحابيّتين اللتين بايعتا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بيعة العقبة، وهي امرأةٌ محاربةٌ مجتهدة جادّة، ذات صوم ونُسُك، وفيما يأتي توضيح بعض المعلومات عنها:

- اسمها ولقبها: نسيبة بنت كعب بن عمرو، المعروفة بأم عمارة.

- زواجها: تزوّجت من زيد بن عاصم.

- أولادها: لها ولدان هما: عبد الله بن زيد، وحبيب بن زيد.

- جهادها: شاركت في عدد من المواقف البطولية منها مبايعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بيعة العقبة، ومشاركتها في الحروب مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومنها غزوة أُحد، وفي حروب الردة التي حدثت في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وعودتها من الحرب التي قُتل فيها مسيلمة بطعنات وضربات عدة، والمشاركة في سقي المجاهدين، وتضميد جراح المقاتلين في غزوة أُحد، وشاركت فيها مع جميع أفراد عائلتها: زوجها وأولادها وأختها، وكانوا ممن ثبتوا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودافعوا عنه - صلى الله عليه وسلم -، ودعا لها - صلى الله عليه وسلم - ولأهل بيتها بالبركة والرحمة، ثم طلبت منه أن يدعو لهم بأن يكونوا رفقاءه في الجنّة، ففعل؛ فقالت: «ما أبالي ما أصابني من الدنيا بعد ذلك!.



تعويد الناشئة على العبادة


سئل الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير -حفظه الله-: عن كيفية تعويد الناشئة على العبادة فقال:

تعويد الناشئة على العبادة يكون بالقدوة الصالحة؛ ولذا شُرعت النوافل في البيت، و«أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة» (البخاري: 731)؛ ليقتدي به هؤلاء الناشئة، مع أمرهم بها، واقتدائهم به في فعلها، فإذا أراد أن يصلي قال: «انتبه إلى هذه الصلاة، وصلِّ معي»، كما صلى ابن عباس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُكلَّف، فأداره النبي - صلى الله عليه وسلم - من شماله إلى يمينه (البخاري: 117)، فوجَّهه بالقول والفعل، فبالقدوة الصالحة وبالأمر بلطفٍ ورفقٍ وتوجيهٍ مقبولٍ لا شك أنهم يحبون بواسطة ذلك العبادة، وينشؤون عليها.

وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا

على ما كانَ عوَّدهُ أبوهُ

فإن كان أبوه عوَّده على العبادة: عوَّده على الصلاة، وعوَّده على الصيام، وأعطاه أحيانًا بعض الأموال اليسيرة وقال: إذا رأيتَ فقيرًا تصدَّق عليه، أو قال: أهدِ أو أعطِ إخوانك من هذه الأموال، أو العكس، كل هذا مطلوب، وهذا فيه تمرين للناشئة. بخلاف ما إذا عوَّدهم على خلاف ذلك، فإنما ينشؤون على ما عُوِّدوا.






ابوالوليد المسلم 18-05-2023 06:40 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة -1165
الفرقان
من الفضائل الجليلة التي تتصف بها المرأة
حفظ اللسان
حفظ اللسان من الفضائل الجليلة التي تتصف بها المرأة، والمرأة التي تحفظ لسانها ولا تنطق إلا بالطيب يوفقها الله -سبحانه- في حياتها، ويوسع عليها في الفضل، وحفظ اللسان ليس سهلًا؛ لذا على المرأة أن تراقب وتُحاسب نفسها عن كل كلمة تنطقها، وتحفظ لسانها من آفات اللسان الكثيرة، من: كذب وسب، وسخرية واستهزاء، وإفشاء السر، والنميمة وغيرها، قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ.
وقال -تعالى- في كتابه الكريم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ} (الحجرات: 11). جاء في التفسير الميسر: يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشريعته لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين؛ عسى أن يكون المهزوء به منهم خيرًا من الهازئين، ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات؛ عسى أن يكون المهزوء به منهنَّ خيرًا من الهازئات، ولا يَعِبْ بعضكم بعضًا، ولا يَدْعُ بعضكم بعضًا بما يكره من الألقاب، بئس الصفة والاسم الفسوق، وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب.

وقال الشيخ السعدي -رحمه الله-: وهذا أيضًا، من حقوق المؤمنين، بعضهم على بعض، أن {لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} بكل كلام، وقول، وفعل دال على تحقير المسلم، فإن ذلك حرام، لا يجوز، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه، وعسى أن يكون المسخور به خيرًا من الساخر، كما هو الغالب والواقع؛ فإنَّ السخرية لا تقع إلا من قلب ممتلئ بمساوئ الأخلاق، متحل بكل خلق ذميم؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بحسب امرئ من الشر، أن يحقر أخاه المسلم» ثم قال: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}- أي: لا يعب بعضكم على بعض، واللمز: بالقول، والهمز: بالفعل، وكلاهما منهي عنه حرام، متوعد عليه بالنار.
من آفات اللسان
من أعظم آفات اللسان الكلام في أعراض الناس، والطعن فيهم، وأكل لحومهم بالهمز واللمز، والتنقص لأحوالهم، والازدراء لهم، قال -سبحانه وتعالى- متوعدا لهذا الصنف من الناس: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (الأحزاب:58) فأذية المؤمنين والمؤمنات عظيمة عند الله، وهي تعد على حرماتهم، دون جناية منهم فعلوها، ولا جرم ارتكبوه.
من قصص النساء الصالحات
ضربت النساء المثل والقدوة العالية في تقواهن لله -تعالى-، وهذه بعض النماذج التي تدلل على ذلك، عسى أن تكون حافزًا لنساء المسلمين للوصول إلى هذه الدرجة السامية، بالتأسي بهذه النماذج الرائدة.
- ذكر ابن الجوزي -رحمه الله-: أن امرأة كانت تعجن عجينًا، بلغها أن زوجها قد مات فرفعت يدها عنه وقالت: «هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء» (تعني الورثة).
- وكانت المرأة من نساء السلف إذا خرج الرجل من منزله تقول له امرأته أو ابنته: «إياك وكسب الحرام!؛ فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار».

- وروى ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى النساء بعد صلاة العيد فكلمهن في الصدقة؛ فأخذن ينزعن الفُتح والقرطة والعقود والأطواق والخواتيم والخلاخيل، ويلقينها في ثوب بلال، وكان بلال قد بسط ثوبه ليضع فيه النساء صدقاتهن.
- وعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - قال: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء! وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمت، أما أسماء فكانت لا تمسك شيئًا لغد.
هكذا يفعل الإيمان في نفوس المسلمات
قال سعد بن أبي وقَّاصٍ - رضي الله عنه -: مرَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بامرأةٍ من بني دينار، وقد أُصيب زوجُها، وأخوها، وأبوها مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بأُحدٍ، فلـمَّا نُعُوا لها، قالت: فما فعل رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم - ؟ قالوا: خيراً يا أمَّ فلان، هو -بحمد الله- كما تحبِّين، قالت: أَرُونيه حتَّى أنظرَ إليه، فأُشير لها إليه، حتَّى إذا رأته، قالت: كلُّ مصيبةٍ بعدَك جَلَلٌ (أي صغيرة). وهكذا يفعل الإيمان في النفوس. رواه الطبري في تاريخه (2/533)،
فتنة النساء
عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ»، وعن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»؛ لذلك فإن الإسلام عندما فرض الحجاب على المرأة لم يكن ذلك إلاَّ ليصونها عن الابتذال، وليحميها وليكسوها بذلك حلَّة التّقوى والطّهارة والعفاف، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب:59)، إلى غير ذلك من النصوص العظيمة التي تستهدف صيانة المرأة المسلمة، وتحقيق عفتها، وحفظ كرامتها، وإبعادها عن أسباب الشر وبذور الفتن.
علاقة المرأة المسلمة بوالديها
إن من أبرز ما تتميز به المرأة المسلمة الراشدة برها بوالديها والإحسان إليهما، وكل مسلمة تطالع نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لا يسعها إلا الالتزام بتلك النصوص، والمسارعة إلى بر والديها مهما تكن الظروف، فقد تتابعت آيات القرآن الكريم واضعة مرضاة الوالدين بعد مرضاة الله -عزوجل-، وجاعلة الإحسان إليهما رأس الفضائل بعد الإيمان بالله، قال -تعالى-: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. (النساء:36)، ومن هنا كانت الفتاة المسلمة الواعية أبر بوالديها من أي فتاة أخرى، ولا يتوقف برها لوالديها عند انتقالها إلى عش الزوجية، بل يستمر برها بوالديها ما تنفس بها العمر، وامتدت بها الأيام؛ عملاً بهدي القرآن الكريم وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم .
الحوار من أساليب النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع زوجاته
أسلوب الحوار الهادف والإقناع في كثير من شؤون الأسرة وأمورها، من أهم الأساليب في التعامل مع الزوجات، وكان ذلك من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها ليلًا، قالت: فغرت عليه، فجاء - صلى الله عليه وسلم - فرأى ما أصنع، فقال: «مالك يا عائشة أغرت؟»، فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أقد جاءك شيطانك؟» قالت: يا رسول الله، أو معي شيطان؟ قال: «نعم». قلت: ومع كل إنسان؟ قال: «نعم». قالت: ومعك يا رسول الله؟ قال: «نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم». (مسلم:2815)


ابوالوليد المسلم 19-05-2023 02:11 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة -1166
الفرقان


آية رسمت منهاجًا للأسرةِ والحياةِ الزوجيةِ


قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ}، هذه الآية رسمت منهاجًا للأسرةِ وللحياةِ الزوجيةِ، وهو أنَّ الرجل هو من يرتّب أمرها ويقوّمها ويسددها، وهو من يسعى لجلبِ الأرزاقِ وتهيئةِ الحاجات والكماليات، فالرجل «راعٍ ومسؤول عن رعيته» وهذا الرجل عليهِ أن يلتزمَ بقوامته على بيته بشرعِ الله -سبحانه وتعالى-، قال ابن كثير -رحمه الله-: يقول -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: الرجل قيم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها.

لماذا الرجل هو القيّم؟
{بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي: لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة: ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال، وكذلك الملك الأعظم: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك.
{وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي: من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قيما عليها، كما قال الله -تعالى-: {وللرجال عليهن درجة} الآية (البقرة: 228)، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {الرجال قوامون على النساء} يعني: أمراء عليها أي تطيعه فيما أمرها به من طاعته، وطاعته: أن تكون محسنة إلى أهله حافظة لماله.
{بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} فهناكَ أمر جبليٌّ فطر به الرجل كان بذلك مفضّلا به على المرأةِ وهو: قوته البدنية وقوته العقلية وجلادته، ولذا جعل شهادة المرأة على النصفِ من شهادةِ الرجل، لما في عقلها ودينها من نقصان، وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَ ذلك؟ قال: أليسَ إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قالت بلى يا رسول الله، قال: فذلك من نقصانِ دينها، أليسَ شهادة المرأةِ تعدل نصف شهادةِ الرجل؟ قالت بلى يا رسول الله. قال: فذلك من نقصانِ عقلها.
واجبات القيم
فعلى القيّم الزوجِ أن يحسّن أخلاقَهَ ويهذِّبها بمكارمِ الأخلاقِ، لأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عن النسوة: «إنما هنَّ عوانٍ عندكم»، وقال -موجّها في التقويم-: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ؛ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ؛ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاء «وعند ابن حبان» فدارها تعش بها».
حاجة النساء إلى التفقه في أحكام دينهن
لا شكّ أنَّ النساء بحاجة إلى التفقه في أحكام دينهنّ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «النساء شقائق الرجال»، وهنَّ داخلات في قوله -تعالى-: {وقل رب زدني علما}، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - من يردِ الله به خيرًا يفقهه في الدين، وغيرها من العموماتِ التي لا تختصّ بجنسٍ عن آخرَ، وفي تفضيلِ كل معلم عن كل جاهل، فجدير بأخواتنا الفضليات أن يعرفنَ أحكام دينهن؛ فقد أثنت عائشة -رضي الله عنها- على نساء الأنصار بقولها: نعم النساء نساء الأنصار! لم يمنعهن الحياء من الفقه في الدين.
من أسباب قسوة القلب
ذكر الله - عز وجل - قسوةَ القلوب في القرآن، وأنها صفة من صفات اليهود؛ قال الله -تعالى-: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74)، وإن أسباب قسوة القلوب كثيرة منها ما يلي:
- هجر قراءة القرآن وتدبُّر معانيه، قال -تعالى-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: 24).
- التعلُّق بالماديات وضعف التوكُّل على الله -عزوجل.
- التوسُّع في المباحات (من مأكل ومشرب وغيرها) فلا إفراط ولا تفريط، وخير الأمور الوسط.
- إهمال محاسبة النفس.
- كثرة الكلام والمزاح.
- الغفلة عن الموت وما بعده.
- عدم الإلمام بسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وابتاع سنته وهديه

علاج القسوة
- أعظم علاج وشفاء للأسقام الأخلاقية هو القرآن الكريم، قال -تعالى-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (الإسراء: 82).
- صلة الأرحام.
- الصدقة.
- التقرُّب إلى الله -عزوجل- بالنوافل بعد الفرائض.
- تفقد أحوال الفقراء والمساكين وأحوال الجيران.
- ترك الذنوب والمعاصي.
- كثرة الاستغفار.

نموذج رائع من النساء
كانت -رضي الله عنها- نموذجا رائعا من النساء اللاتي كن يسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهن؛ لتصل إلى طريق الصواب، وتسلك جانب الخير؛ ولذلك وصفت بأنها من ذوات العقل والدين، وأنها خطيبة النساء، ولأسماء -رضي الله عنها- مكانة خاصة في نفس أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -؛ فهي التي زينتها يوم زفافها إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وأدخلتها عليه، وأصبحت بعد ذلك تدعى أسماء عائشة.
المبايعة الصادقة
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية
إنها واحدة من النسوة المؤمنات صاحبات المجد والشرف والدين، نعتها أبو نعيم فقال: «منهن الأنصارية أسماء بنت يزيد بن السكن النابذة لما يورث الغرور والفتن»، أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير- رضي الله عنه -، وأسماء هي بنت عمة معاذ بن جبل- رضي الله عنه .

ترك الاستعجال في القرارات الأسرية
من علاج المشكلات الزوجية ترك الاستعجال في القرارات الأسرية، والبعد عن شدة الغضب وإصدار الأحكام المستعجلة في أثنائه، فالتريث يعين على حل المشكلات والصواب في الحسم، وأما العجل والغضب فيعقدان القضايا، ويؤديان إلى ما لا تحمد عقباه؛ ففي ساعة غضب أو عجلة، كم من زوج سارع إلى طلاق زوجته، وكم من زوجة طالبت بطلاقها، فلما عادت العقول بعد طيشانها حضر الندم وربما الدموع ترافقه.
شهادتها لكثير
من الأحداث المهمة في الإسلام
وشهدت أسماء كثيراً من الأحداث المهمة في الإسلام، وكانت تشارك فيها؛ فحضرت غزوة الخندق، وخرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان، ثم شاركت في غزوة خيبر، ولم تتوقف -رضي الله عنها- عن الجهاد؛ فما إن أقبلت السنة الثالثة عشرة من الهجرة حتى خرجت إلى بلاد الشام لتأخذ مكانها في جيش المسلمين في اليرموك لتسقي العطشى، وتضمد الجرحى، ولم يكن عملها مقتصراً على ذلك، بل انغمرت في الصفوف، وقتلت يومئذٍ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهراً إلى أن توفيت في زمن يزيد بن معاوية - رضي الله عنها وأرضاها.





ابوالوليد المسلم 19-05-2023 10:41 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة -1167
الفرقان


من عفة النساء غض أبصارهن
قال -تعالى-: {وَقُل لِلمُؤمَنَاتِ يَغْضُضْنٌ مِنْ أَبْصَارِهِنٌ وَيَحْفَظٌنٌ فُروُجَهُنٌ} (النور: 31)، جاء الأمر واضحًا في هذا الجزء من الآية الكريمة بغض المؤمنات لأبصارهن، وهذا من تمام عفاف المرأة؛ إذ جعل الله غض البصر مقدمًا على حفظ الفرج، وجاء في التفسير الميسر: «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن عمَّا لا يحلُّ لهن من العورات، ويحفظن فروجهن عمَّا حَرَّم الله، ولا يُظهرن زينتهن للرجال، بل يجتهدن في إخفائها إلا الثياب الظاهرة التي جرت العادة بلُبْسها، إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها».
وقال السعدي –رحمه الله-: لمَّا أمر المؤمنين بغض الأبصار وحفظ الفروج، أمر المؤمنات بذلك، فقال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}، عن النظر إلى العورات والرجال، بشهوة ونحو ذلك من النظر الممنوع، {وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} من التمكين من جماعها، أو مسها، أو النظر المحرم إليها.
وقال ابن كثير –رحمه الله-: فقوله -تعالى-: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} أي: عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن، ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه: لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا، واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي، من حديث الزهري، عن نبهان (مولى أم سلمة) أنه حدثه: أن أم سلمة حدثته: أنها كانت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وميمونة، قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم ، فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «احتجبا منه» فقلت: يا رسول الله، أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟».
ما حالنا مع القرآن؟
القرآن أنزله الله ليكون منهج حياة وهداية للناس عامة، ومرشدا إلى أقوم سبيل وأنجحه، قال ربنا: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } (الإسراء: 9)، فبقدر ما نقترب من القرآن ونلازمه قراءة وتدبرا وعملا، ننال من بركاته، ويفتح لنا من خيراته، وبقدر ما نبتعد عنه تحيط بنا الهموم والغموم، ومن ثم تضيق الصدور وتخيم علينا الأحزان؛ ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: «اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومن»
من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة
بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أنه خصص باسمها سورة من سور القرآن الكريم سماها سورة «النساء»، وهناك أيضا سورة (مريم)، فقد كرّم الإسلام المرأة أمًّا، فقال -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وسئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أولى الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أبوك». وكرم الإسلام المرأة زوجة، فجعل الزواج منها آية من آياته فقال -تعالى-: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، واستوصى بها النبي خيرا كما قال في خطبة حجة الوداع: «استوصوا بالنساء خيراً؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله».
الصحابية الجليلة الحولاء بنت تويت
يقول عروة بن الزبير -رضي الله عنه-: إن عائشة -رضي الله عنها- أخبرته أن الحولاء مرت بها، وعندها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقالت: هذه الحولاء، وزعموا أنها لا تنام الليل! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لايسأم الله حتى تسأموا»، ويروي ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: استأذنت الحولاء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأذن لها وأقبل عليها وقال: كيف أنت؟ فقلت يا رسول الله، أتقبل على هذه هذا الإقبال؟ فقال: إنها كانت تأتينا في زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان»، يقول ابن عبد البر: كانت الحولاء من المجتهدات في العبادة، وفيها جاء الحديث أنها كانت لا تنام الليل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:إن الله لا يمل حتى تملوا اكلفوا من العمل ما لكم به طاقة».
المرأة معلمة الرجال
ساهمت المرأة المسلمة العالمة العابدة في صناعة الرجال من كبار العلماء؛ فالمؤرخ والمحدث الشهير الخطيب البغدادي صاحب كتاب (تاريخ بغداد) سمِعَ من الفقيهة المحدثة طاهرة بنت أحمد بن يوسف التنوخية المتوفاة (436هـ)، وكانت «أَمَة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل» المتوفاة (377هـ) من أفقه الناس في المذهب الشافعي، وكانت على علم بالفرائض والحساب والنحو، وكانت تُفْتِي ويكتب عنها الحديث، أمَّا جليلة بنت علي بن الحسن الشجري في القرن الخامس الهجري، فكانَتْ مِمَّنْ رَحَلْنَ في طلب الحديث في العراق والشام، وسمع منها بعض كبار العلماء كالسمعاني، وكانت تعلم الصبيان القرآن الكريم، وكانت زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني المتوفاة سنة (688هـ) من النساء اللاتي قضين عمرهن كله في طلب الحديث والرواية، وازدحم الطلاب على باب بيتها في سفح جبل قاسيون بدمشق، فسمِعوا منها الحديث، وقرؤوا عليها كثيرًا من الكتب.
إكرام الإسلام للمرأة أمًّا
أكرم الإسلام المرأة أمًّا فقال -عزوجل-:{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } (البقرة:83) وقال-تبارك وتعالى-: { فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا } (الإسراء:23). وحديث «من أحق الناس بحسن صحابتى؟» قال ابن بطال - رحمه الله-: في هذا الحديث دليل أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب؛ لأنه -عليه السلام- كرر الأم ثلاث مرات، وذكر الأب في المرة الرابعة فقط، وإذا تؤمل هذا المعنى شهد له العيان، وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد بها الأم، وتشقى بها دون الأب فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب.
توجيهات الإسلام صيانة للمرأة وحفظ لعفتها
إن دين الإسلام عندما جاء بالتوجيهات الكريمة والوصايا العظيمة والإرشادات القويمة للمرأة، لم يأت بها تضييقاً عليها وكبـْتاً لحريتها كما يزعم ذلك من لا علم له ولا فهم، وإنما جاءت تلك التعليماتُ المباركات، والتوجيهات السديدات، صيانةً للمرأة، وحفظاً لعفتها، وصيانةً لشرفها، ورعايةً لفضيلتها، ولتبقى في سمو وعلو ورفعة، أما إذا تخلت المرأة عن توجيهات الإسلام وهدايات هذا الدين واستغنت عنها، زاعمة أن في ذلك تحضّراً وتمدّناً ورقيا، فقد عرضت نفسها لغضب الله وسخطه.




ابوالوليد المسلم 20-05-2023 04:04 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة -1168
الفرقان


حقوق المرأة في اختيار الزوج


خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، وأمر الرجال بحسن معاملتها سواءً كانت أما، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير.

ومن هذه الحقوق حق اختيار الزوج؛ فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الجَارِيَةِ يُنْكِحُهَا أَهْلُهَا، أَتُسْتَأْمَرُ أَمْ لَا؟ فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: نَعَمْ، تُسْتَأْمَرُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ له: فإنَّهَا تَسْتَحِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَذلكَ إذْنُهَا، إذَا هي سَكَتَتْ»، والحديث الشريف فيه دلالة على اشتراط إِذْنِ البكر البالغ، فلا يجوز إجبارها على الزواج، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وقال به شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهم الله-، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُنْكَحُ الأيِّمُ حتَّى تُسْتَأْمَرَ، ولا تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّى تُسْتَأْذَنَ قالوا: كيفَ إذْنُها؟ قالَ: أنْ تَسْكُتَ»، والحديث الشريف فيه دلالة على عدم جواز تزويج الأيّم بغير إذنها ورضاها، والأيّم هي الثيّب التي فارقت زوجها بموتٍ أو طلاقٍ؛ أي سبق لها الزواج من قبل، وفي هذا الحديث أيضًا قد فرّق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الثيّب والبكر، فذكر في حق البكر (الإذن)، وفي حق الثيب (الأمر)، وذلك لكون البكر تستحي أن تتكلّم في أمر زواجها؛ فجعل إذنها صمتها، بينما الثيِّب زال عنها حياء البكر، فتتكلم في زواجها، وتخطب لنفسها، وتأمر الولي أن يزوّجها، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفرّق بينهم؛ من حيث الإجبار والإكراه على الزواج، وهناك العديد من الأدلة الشرعية التي تنصّ على حق الحاكم برد النكاح إن لم يكن عن رضا المرأة، فعن خنساء بنت خذام الأنصارية -رضي الله عنها-: «أنَّ أبَاهَا زَوَّجَهَا وهْيَ ثَيِّبٌ، فَكَرِهَتْ ذلكَ، فأتَتْ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَدَّ نِكَاحَهُ»، وعن نافع: «أنَّ ابنَ عُمَرَ تزوَّجَ بنتَ خالِهِ عثمانَ بنِ مظعونٍ، قال: فذهَبتْ أمُّها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إنَّ ابنتي تَكرَهُ ذلك، فأمَره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يُفارِقَها، وقال: لا تَنكِحوا اليتامى حتى تستأمِروهنَّ، فإذا سكَتْنَ، فهو إذنُهنَّ؛ فتزوَّجَها بَعْدَ عبدِ اللهِ المغيرةُ بنُ شُعْبةَ».




المرأة والدعوة إلى الله -تعالى



قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- المرأة كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ نصوص القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك، وكلام أهلِ العِلم صريحٌ في ذلك، فعليها أن تدعوَ إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكَر بالآداب الشرعيَّة في أوساط النساء، وعليها أنْ تراعى أن تكون مثالاً للعفَّة والحجاب عنِ الرِّجال الأجانب، وتبتعد عنِ الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفُّظِ من كلِّ ما يُنكر عليها، وأن تكون نزيهةً في أخلاقها وسيرتها؛ حتى لا يعترضْنَ عليها، ويقلْنَ: لماذا ما بدأت بنفسها؟.


تربية النساء على الصدق



كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يربي النساء على الصدق، ويشدد في ذلك؛ ليُنشئن أولادهنّ تنشئة يحرصون فيها على الصدق، ولا يستسهلون الكذب، حتى في مجال اللهو، فعن عبد الله بن عامر - رضي الله عنه - قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتنا وأنا صبيّ صغير، فذهبتُ لألعب، فقالت أمّي: يا عبد الله، تعالَ أُعطك، فقال: وما أردتِ أن تعطيه؟ فقالت: أردتُ أن أعطيه تمراً، فقال: أما إنكِ لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليكِ كذبة»(رواه أبو داود، وحسنه الألباني).




المعايير الوهمية للجمال



يُستغل مفهوم الجمال عندَ المرأةِ من خلال وسائلِ الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ؛ حيث تُفرضُ معايير وهميّة باستخدام الصّور المعدّلة على برامج الحاسوب المختلفة؛ ممّا يجعل بعض الفتيات يسعينَ إلى تحقيق صورةٍ وهميّةٍ للجمال، ويسبب هذا الوهم مشكلات نفسيّة، مثل ضعف الثّقة بالنّفس وقلّة تقدير الذّاتِ، فتلجأ بعض النّساء إلى عمليّات التجميلِ، والهواجس الماديّة المتمثّلة في شراءِ مستحضراتٍ تجميليّة وغيرها من السّلعِ. وقد استُغلّ جمال المرأة بمفهوم عُرِفَ بسلعةِ الجمال، فربطَ جمالها بجانب الإعلاناتِ وعروض الأزياءِ، وهُمش دورها في مجالاتِ الحياةِ المُهمّة والمؤثّرة، فربطت المرأة نجاحها بمدى جاذبيتها الشكليّة؛ لذلك يجب عليها إدراك أن جمالها لا يرتبطُ بمعايير الإعلامِ الوهمية، فلكلّ فتاة جمالٌ يميّزها، ونجاح مرتبطٌ بثقافتها وجمال روحها وإنجازاتها في المجتمع.




التدين والأخلاق


من أهم معايير اختيار شريك الحياة



من أهم المعايير التي ينبغي أن يقوم اختيار شريك الحياة عليها هو معيار الالتزام بتعاليم الإسلام وأخلاقه، وفي هذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ» رواه البخاري، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ»، قالوا: يا رسولَ اللهِ وإن كانَ فيهِ؟ قال: «إذا جاءكم من ترضونَ دينهِ وخُلقهُ فأنْكحوهُ» ثلاث مرات. رواه الترمذي، وجاء رجل للحسن بن علي -رضي الله عنهما- فقال: خطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟ فقال له الحسن: زوجها ممن يتقي الله؛ فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها، فالدين والخلق هما الصفتان الأساسيتان اللتان لابد أن يتحلى بها من نقبل به شريكا للحياة.

حرص نساء الصحابة رضي الله عنهنَّ


على تَعلُّم السنة



عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رضي الله عنه- قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاَثَةً، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّار، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوِ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْن»، وفي الحديث عُلوُّ همة الصحابيات -رضي الله عنهنَّ-، وحرصهنَّ على تعلُّم السنة وأحكامها



من مظاهر صبر المرأة الصالحة على زوجها



1- حُسن خُلقها مع زوجها، وحُسن الظن به.

2- لا تغتابه أو تنال به، ولا تدع الفرصة لقريب أو بعيد أن يغتابه أو ينال به.


3- القيام بحقوقه الزوجية خير قيام.


4- الاهتمام بتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة.

5- ألا تطلبه بما يفوق طاقته من النفقة ونحوها.

6- الحرص على طلب مرضاة زوجها، كما حثها على ذلك الشرع، ولا تتكاسل عن ذلك.






ابوالوليد المسلم 27-09-2023 04:03 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1169



الفرقان

من صفات المسلمين والمسلمات
قال الله -تعالى-: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 35).
قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: لما ذكر الله -تعالى- ثواب زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنه ليس مثلهن أحد من النساء، ذكر بقية النساء، ولما كان حكمهن والرجال واحدًا، جعل الحكم مشتركًا، فقال: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} وهذا في الشرائع الظاهرة، إذا كانوا قائمين بها، {وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} وهذا في الأمور الباطنة، من عقائد القلب وأعماله.

{وَالْقَانِتِينَ، وَالْقَانِتَاتِ} أي: المطيعين للّه ولرسوله، {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} في مقالهم وفعالهم، {وَالصَّابِرِينَ، وَالصَّابِرَاتِ} على الشدائد والمصائب {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ} في جميع أحوالهم، خصوصًا في عباداتهم، خصوصًا في صلواتهم، {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ} فرضًا ونفلاً، {وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} شمل ذلك، الفرض والنفل، {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} عن الزنا ومقدماته، {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} أي: في أكثر الأوقات، خصوصًا أوقات الأوراد المقيدة، كالصباح والمساء، وأدبار الصلوات المكتوبات. {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ} أي: لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة، والمناقب الجليلة، التي هي، ما بين اعتقادات، وأعمال قلوب، وأعمال جوارح، وأقوال لسان، ونفع متعد وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشر، الذي من قام بهن، فقد قام بالدين كله، ظاهره وباطنه، بالإسلام والإيمان والإحسان، فجازاهم على عملهم {بِالْمَغْفِرَةً} لذنوبهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات، {وَأَجْرًا عَظِيمًا} لا يقدر قدره، إلا الذي أعطاه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

علموا أبناءكم التقوى
على كل أب وأم أن يعلموا أبناءهم ما يسعدهم في الدنيا والآخرة من العلوم الشرعية النافعة، وأهم ذلك التوحيد،
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن مولودٍ إلا يُولَدُ على الفِطْرةِ فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ، أوْ يُنَصِّرانِهِ، أوْ يُمجِّسانِهِ»، وكذلك الآداب والحقوق والواجبات، علموهم بر الوالدين، علموهم صلة الأرحام، علموهم احترام الكبير، والعطف على الصغير، يقول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان: ١٣)، أي: احذر أن تكون مشركًا، واحذر أن تجعل لله ندًّا، وقال: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}، (لقمان: ١٧)، فهل سمعت أسلوبًا أعجب من هذا؟! ثم قال: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لقمان: ١٨)، أي لا تتكبر على عباد الله ولا تزه ولا تكن معجبا بنفسك فأنت عبد للواحد الأحد، ثم قال له: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} (لقمان: ١٩).
استعداد الأسرة المسلمة لاستقبال رمضان


استعداد الأسرة المسلمة لشهر رمضان يكون من ناحيتين: الاستعداد الإيماني والاستعداد المادي، ومِنْ أهم ما يجب أن تعتني به الأسرة وهي بصدد الاستعداد الإيماني: المحافظة على الصلاة، وتعريف الأبناء فضل هذا الشهر الكريم وعِظمه وبركته، مع شحذ الهمة واستحضار النية لأفراد الأسرة جميعا لاكتساب أقصى زاد من تقوى الله -عز وجل- في هذا الشهر الفضيل، ويكون أفرادها جميعا ممن غفر الله -عزوجل- لهم، وجعلهم من عباده الفائزين المقبولين، والمقصود بالاستعداد المادي هو أن توفر الأسرة ما قد تحتاجه من مستلزمات البيت خلال شهر رمضان دون إسراف أو تقتير، حتى يتسنى لها الحفاظ على أوقاتها في هذا الشهر الكريم. وقد قال الله -تعالى-: {كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}(الأعراف:31)، ولا تنسى الأسرة المسلمة في استقبالها لشهر رمضان -من باب صلة الأرحام وحُسْن الجِيرة- تهنئة الأقارب والجيران ولو بالهاتف إن لم يتيسر أكثر من ذلك، وكذلك إظهار السعادة والسرور باستقبال هذا الشهر المبارك، ليُغْرَس في نفوس الأبناء حب هذا الشهر الكريم والتطلع والشوق إليه كل عام.
حِرْص نساء الصحابة -رضي الله عنهنَّ على تَعلُّم السنة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا»، فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاَثَةً، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ»، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوِ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ».
ما يستفاد من الحديث
- عُلوُّ همة الصحابيات -رضي الله عنهنَّ-، وحرصهنَّ على تعلُّم السنة وأحكامها.
- وفيه بيان عناية الصحابة -رضي الله عنهم- بحديث النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وملازمتهم له، حتى إنهم ربما لم يفوِّتوا فرصة للنساء في لقاء النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لشدة إحاطتهم به وملازمتهم له.
أحيوا بيوتكم بذكر الله
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت»، فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه، مثل: ذكر القلب، وذكر اللسان، أو الصلوات وقراءة القرآن، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة، وكم من بيوت المسلمين اليوم ميتة بعدم ذكر الله فيها! كما جاء في الحديث، بل ما هو حالها إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء، والغيبة والبهتان والنميمة ؟!
التكاتف والتعاون على الطاعة والعبادة
مِنْ أعظم نعم الله -تعالى- على عباده المؤمنين أن يبلغهم شهر رمضان، فهو شهر تتنزل فيه الرحمات، وتُغْفَر فيه الذنوب والسيئات، وتُضاعف فيه الأجور والدرجات، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، ويعتق الله فيه عباده من النيران، فحريٌّ بالأسرة المسلمة أن تستغل هذا الشهر بما يعود عليها بالخير، ومما ينبغي على الآباء والأمهات التكاتف والتعاون على الطاعة والعبادة، والبر والخير، وإرشاد أولادهم والأخذ بأيديهم للوصول إلى أن يكونوا من الفائزين المقبولين، ومن السعداء في الدنيا والآخرة.
من آداب النساء في المساجد
إن خروج المرأة إلى المسجد له آداب شرعية، يجب مراعاتها والأخذ بها، حتى تحقق المرأة من خلالها مرضاة الله -جل جلاله-، وتنال الأجر العظيم على أدائها، ومن هذه الآداب: الحشمة في اللباس، والمشي بسكينة ووقار، وتجنب وضع البخور والعطور، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيما امرأه أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» (رواه مسلم)، وعن أبي هريرة قال: إني سمعت حِبي أبا القاسم يقول: «لا تقبل صلاة امرأه تتطيب لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة» (رواه أبو داود وصححه الألباني -رحمه الله).




ابوالوليد المسلم 27-09-2023 04:11 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1170


الفرقان



{لعلكم تتقون}
قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: ذكر الله -تعالى- حكمته في مشروعية الصيام؛ فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله -تعالى-، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.
فاحذري أختي المسلمة من تضييع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته؛ فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ امرئٍ ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ رجلٍ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين».
كيف تستقبلين رمضان؟
أفضل ما يستقبل به شهر رمضان هو المبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال -سبحانه-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31)، والتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء وتبرح واختلاط وغير ذلك، وعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة من الذكر والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن والمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع، وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد.
من قصص النساء الصالحات
ضربت النساء -كما ضرب الرجال- المثل والقدوة العالية في تقواهن لله -تعالى-، ومن ذلك تحري أكل الحلال والتورع فقد ذكر ابن الجوزي -رحمه الله-: أن امرأة كانت تعجن عجينًا، بلغها أن زوجها قد مات، فرفعت يدها عنه وقالت: «هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء» (تعني الورثة).
وكانت المرأة من نساء السلف إذا خرج الرجل من منزله تقول له امرأته أو ابنته: «إياك وكسب الحرام!؛ فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار».
أربعة أحكام تهم المرأة المُسلمة في رمضان
إن للمرأة المُسلمة أحكامًا تختصُّ بها في رمضان، نذكر منها أهم أربعة أحكام وهي: الحيض والنِّفاس، والحمل والرضاع، وتناول حُبوب لمنع نزول دم الحيض في رمضان، وتذوّق الطَّعام في أثناء الصِّيام.
الحكم الأول: الحيض والنِّفاس
المرأة إذا حاضت أو نفست في أثناء الصيام وجب عليها أن تفطر، ثم تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان، حتى وإن رأت الدَّم قبيل المغرب بدقائق قليلة؛ فعن السَّيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ». (أخرجه مسلم)
الحكم الثاني: الحمل والرضاع
رُخِّص للمرأة الحامل والمُرضِع في فطر رمضان إن خافتا على أنفسهما أن يلحقهما ضرر أو مشقة غيرُ معتادة بسبب الصَّوم، أو نصحهما الطبيب أن تفطرا، وفي هذه الحال لهما الفطر، وعليهما القضاء فقط، دون إخراج فدية، وإن كان الخوف على الجنين أو على الطفل الرضيع؛ فللأم الفطر، وعليها القضاء دون الفدية -أيضًا- على المُفتى به من أقوال الفقهاء، وإن كانت المسألة خلافيَّة؛ عملًا بمذهب الحنفيَّة، والشافعيَّة في قول، والحنابلة في رواية.
الحكم الثالث: تناول حُبوب لمنع نزول دم الحيض
تلجأ بعض النساء من باب الحرص على عدم فوات هذه الأيام الفاضلة إلى تناول حبوب لتأخير نزل دم الحيض، وقد أجاز العلماء للمرأة تناول هذه الحبوب، وذلك بعد استشارة طبيبة مُتخصِّصة ثقة، وبإذن الزوج، ما لم يترتب على ذلك ضرر؛ قال -[-: «لا ضرر ولا ضرار»، وإن كان الأولى ترك هذا الأمر يجري وفق طبيعته دون تدخُّل طبيّ؛ ففي ذلك استسلام للخالق -سبحانه- وحُكمِه وحِكمته وتقديره.
الحكم الرابع: تذوّق الطَّعام في أثناء الصِّيام
لا بأس شرعًا بتذوق الطَّعام في أثناء الصِّيام إن كان لحاجةٍ، بشرط الحرص على عدم وصول شيء منه للجوف، ومجِّه بعد ذلك، فإن ابتلعت المرأة منه شيئًا فسد صومها، وعليها القضاء.
خطوات عملية للمحافظة على الأوقات في رمضان
- عدم الخروج من البيت إلا لطاعةٍ لله محققة، أو لضرورة.
- تجنب ارتياد الأسواق ولا سيما في العشر الأواخر من رمضان، ويمكن شراء ملابس العيد قبل ذلك.
- تجنب الزيارات التي ليس لها سبب، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس.
- تجنب مجالس السوء، وهي مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين.
- تجنب السهر إلى الفجر؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار.
- الحذر من تضييع الأوقات في الزينة والانشغال بالملابس وكثرة الجلوس أمام المرآة.
- الحذر من تضييع الأوقات في الجلوس على الهاتف ولو انشغل الناس بقراءة القرآن الكريم ومدراسته لما وجدوا وقتا لذلك.
- الحذر من المشاحنات والخلافات، وإذا دُعيتِ -أختي المسلمة - إلى شيء من ذلك فقولي: إني امرأة صائمة.
المرأة المسلمة التي رباها القرآن
المرأة المسلمة التي رباها القرآن قد فقهت عن الله -تبارك وتعالى- أمره، وتدبرت في حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة، وتناءى قلبها عن المطامع، وارتفعت همتها عن السفاسف، فلا تراها إلا صائمة قائمة باكية نائحة، وقد حفل التاريخ الإسلامي بالخيِّرات الصالحات اللواتي نهجن طريق الجد عن علم ورسوخ عقيدة، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أن رسول الله -[- أتى النساء بعد صلاة العيد فكلمهن في الصدقة، فأخذن ينزعن الفتخ والقرط والعقود والأطواق والخواتيم والخلاخيل، ويلقينها في ثوب بلال -رضي الله عنه-، وكان بلال قد بسط ثوبه ليضع فيه النساء صدقاتهن»، وبذلك جفت عبرة اليتيم، وبردت لوعة المسكين، وكذلك فعل النساء حين نزلت آية الصدقة: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (الحديد:١٨)، وفي قمة هؤلاء العابدات أمهات المؤمنين، ثم نساء الصحابة -رضي الله تبارك وتعالى عنهن- جميعا، وعلى رأس هؤلاء جميعاً أم المؤمنين أم عبد الله الصديقة بنت الصديق، المبرأة من فوق سبع سموات، حبيبة خليل الله -[-، يقول عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف، أما عائشة فكانت تجمع الشيء على الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمته، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئاً لغد.

ابوالوليد المسلم 27-09-2023 05:37 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1171


الفرقان



القرآن تحيا به القلوب والأرواح
قال الله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: {وَكَذَلِكَ} حين أوحينا إلى الرسل قبلك {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا؛ لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير، وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم.
وقال الشيخ صالح الفوزان: قال -سبحانه- {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}، والمقصود بالروح هنا القرآن الذي أوحاه الله إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو روح القلب، وروح القلب أخص من روح الأبدان، وقد سماه الله روحًا، لأنه تحيا به القلوب، فإذا خالط هذا القرآن بشاشة القلب، فإنه يحيا ويستنير ويعرف ربه ويعبد الله على بصيرة ويخشاه، ويتقيه ويخافه ويحبه ويجله ويعظمه؛ لأن هذا القرآن روح تحرك القلب كالروح التي تحرك الأبدان والأجسام.
وقال سماحة الشيخ ابن باز ر-حمه الله-: فحياة القلوب وصحتها ونورها وإشراقها وقوتها وثباتها على حسب إيمانها بالله ومحبتها وشوقها إلى لقائه، وطاعته له ولرسوله - صلى الله عليه وسلم-، وبإعراضها عن ذكره وتلاوة كتابه يستولي الشيطان على القلوب، فيعدها ويمنيها ويبذر فيها البذور الضارة التي تقضي على حياتها ونورها وتبعدها عن كل خير وتسوقها إلى كل شر ، كما قال -تعالى-: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} أ.هـ
فلنعد إلى كتاب الله ما دمنا في زمن الإمكان والقدرة على التوبة والاستغفار، ولنتب إلى الله توبة نصوحًا من تقصيرنا في حق كتابه وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته.
احتساب الأجر والنية
المرأة تصرف وقتًا كبيرًا في شهر رمضان في تلبية متطلبات أسرتها؛ ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات، وقد لا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، فللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات، والأجر عند الله -سبحانه وتعالى- وما أجمل كلام ابن القيم -رحمه الله- في ذلك؛ حيث قال: «أهل اليقظة عاداتهم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات».

من مخالفات النساء في شهر رمضان
من مخالفات الصيام أن بعض النساء قد تصوم رمضان ولا تصلي أو لا تصلي إلا في رمضان، والله -جل وعلا- قال عن الصلاة قال: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينَ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، فبعض النساء تنام عن صلاة الفجر حتى تطلع الشمس أو تنام عن الظهر حتى يدخل وقت العصر أو تنام عن بعض الصلوات حتى يخرج وقتها، فهي تحافظ على الصيام وهي مشكورة على هذا لكنها تضييع ما هو أهم من الصيام وهي الصلاة والله -جل وعلا- يقول: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}.
نساء السلف في رمضان
لقد كان حال أمهات المؤمنين ونساء السلف في رمضان من حال النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقد تعلمن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن رمضان شهر عبادة وطاعة وقربى من الله -تعالى-، فكن يكثرن من الطاعات، ولا يهتممن كثيرا بشؤون البيت ولا بكثرة طعام ولا شراب ونحو ذلك مما يشغل كثيرا من الأسر في عصرنا الحالي، ومن أهم الأعمال التي كانت نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعلنها في رمضان: العناية بصلاة التراويح وقيام الليل، فقد كانت نساء النبي يتحركن وسط النساء بالدعوة والوعظ والعمل الصالح، ويعلمن النساء الصلاة في رمضان تطوعا، فضلا عن محافظتهن - رضي الله عنهن- على الصلاة المفروضة في أول أوقاتها، حتى يكن قدوة للمؤمنات، بل كن يصلين بالنساء أحيانا في صلاة التطوع ليلا، ففي الآثار لأبي يوسف عن عائشة -رضي الله عنها- «أنها كانت تؤم النساء في رمضان تطوعا، وتقوم في وسط الصف»، وكن أحيانا يجعلن عبيدهن يؤمهن بالصلاة، كما كانت تفعل عائشة - رضي الله عنها- فقد أخرج البخاري أن عائشة - رضي الله عنها- كان يؤمها عبدها ذكوان من المصحف؛ وذلك لأنه لم يكن يحفظ القرآن، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجمع نساءه وبناته فيصلي بهن صلاة الليل.
من واجبات الفتيات المسلمات
على الفتيات المسلمات أن يشاركن والدتهنَّ في إعداد الطعام وطهيه يوميا، وعلى الأم أن تُقسم الأيام على الفتيات في المنزل، وأن تكون قريبة منهنَّ في أثناء إعدادهنَّ للأطعمة والأشربة، ويفضل من الأم أيضًا التنويع في الأطباق والأكلات على مدار الأسبوع؛ ليتسنى لهنَّ تعلم أكبر قدر من تجهيز الأطعمة، وعلى الأم أيضًا أن تشعرهنَّ بأهميتهنَّ في بيوتهنَّ، وأن يحتسبن الأجر في كل عمل يقمن به لوالدهن وإخوانهنَّ وأزواجهنَّ في المستقبل.


من فتاوى النساء في شهر رمضان
- سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم فقال:
من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا -عز وجل-؛ فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم؛ حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أُرز أو غير ذلك، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه.

رمضان شهر
غذاء الأرواح
يكفيك من إعداد الطعام القليل؛ فشهر رمضان شهر عبادة وطاعة، شهر غذاء الأرواح وليس شهر غذاء البطون؛ قال - صلى الله عليه وسلم-: «ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من البطن، فإنْ كان لابد فثُلُثٌ للطعام، وثُلُثٌ للشراب، وثُلُثٌ للنَّفَس»؛ رواه الترمذي، وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يكفي ابن آدم لُقيمات يُقِمْنَ صُلبَه، ولا يُلام على كفاف»؛ (أخرجه مسلم).

ابوالوليد المسلم 28-09-2023 10:32 AM

رد: المرأة والأسرة
 

ابوالوليد المسلم 28-09-2023 02:03 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1173


الفرقان





الدَّعائم الثلاث التي تقوم عليها الحياةُ الزوجية
قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، أشارت الآية الكريمة إلى الدَّعائم الثلاث التي تقوم عليها الحياةُ الزوجية، وهي: السُّكون، والمودَّة، والرَّحمة.

قال الشيخ السعدي -رحمه الله- {وَمِنْ آيَاتِهِ} الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط، {أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}؛ بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة، ووجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إلى الزوجة، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه وينتقلون من شيء إلى شيء، ولا ريب أن أساس تكوين الأسرة هو الزَّواج، وقد عدَّه القرآن آيةً من آيات الله، مثل خلقِ السماوات والأرض، وغيرهما، وقد سمَّى القرآنُ العظيم الارتباط بين الزوجين: (مِيثَاقًا غَلِيظًا)، كما في قوله -تعالى-: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (النساء: 21)، والمقصود به العقدُ القويُّ المتين، وعبَّر القرآن الكريم عن مدى القرب واللُّصوق والدِّفء والوقاية والسِّتر بين الزوجين، فأنزل كلًّا منهما من الآخر منزل اللِّباس لصاحبه، فقال -تعالى-: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} (البقرة: 187).
خير النساء
عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن، إلا مثل الغراب الأعصم»، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: (1849)، الودود يعني المتحببة إلى زوجها، المواتية يعني الموافقة لزوجها، المواسية التي تواسيه لو وقع في خطب أو حزن، إذا اتقين الله، إذا خفنه وأطعنه، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات يعني المعجبات المتكبرات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم صحيح، في صحيح الجامع رواه البيهقي عن أبي أذينة، والغراب الأعصم هو الذي يكون أحمر المنقار والرجلين، وهو نادر جدا.

من مظاهر إنصاف القرآن للمرأة


من مظاهر إنصاف القرآن للمرأة، وتحريرها من ظلم الجاهلية ما يأتي:
1- أَثْبَتَ لها حقَّ التَّملك، والتَّمتُّع بما كسبت من حلال مثل الرَّجلِ في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} (النساء: 32).
2- أَثْبَتَ لها الكرامةَ عند الله - حال التَّقوى - مثل الرَّجل في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13).
3- صيانتها عمَّا يهدر كرامتها الإنسانيَّة، فلم يرض لها الكفر أو الشِّرك بالله، والتَّدنِّي بفطرتها إلى الحدِّ الذي يُهدر كرامتها، وهي في هذا شريكُ الرَّجل، قال -تعالى-: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (الزمر: 7).
4- أثبت لها ثوابَ الأعمال مثل الرَّجل في قوله -تعالى-: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} (آل عمران: 195).
5- ضَمِنَ لها حقَّها في الإرث مثل الرَّجل في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: 7).
6- ضَمِنَ لها حقَّها في المهر، فقال -تعالى- آمرًا الرِّجال: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النساء: 4).
المرأة المسلمة والأيام العشر من رمضان
لا تُضيّعي فضائل ليالي رمضان ولا سيما العشر الأواخر، في شراء ملابس العيد وحاجيّاته، أو الذّهاب إلى الخيّاط، أو شراء لوازم الحلوى استعداداً للعيد، وكوني عَليَّةَ الهِمّة؛ فقد ضَرَب الرّسول - صلى الله عليه وسلم -المَثل الأعلى في الهِمّة العالية بالإقبال على الطّاعات في شهر رمضان، ولاسيما العشر الأواخر منه؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»، أي اجتهد في العبادة وحثّ أهله على ذلك.
ولا تَنسَي الإكثارَ مِن الدُّعاءِ المأثور في ليالي العشر الأواخر؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قُلتُ يا رسول الله، أرأيت إنْ علمتُ أيّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، واجتهدي في الأعمال الصّالحة حتّى آخر دقيقة مِن هذا الشّهر؛ لأنّكِ لا تدرين هل سيُكتب لكِ معه لقاء جديد أم سيكون هذا هو الوداع الأخير، وتذكّري أنّ السّلف الصّالح كانوا يدْعون الله ستّة أشهر أنْ يُبَلِّغَهم رمضان ثم يَدْعونَه ستّة أخرى أنْ يتقبَّلَه منهم.
معرفة الحقوق الزوجية
إن كل فتاة مقبلة على الزواج في حاجة إلى أن تعرف الحقوق الزوجية التي تسعد بها في حياتها، وتسعد زوجها، لتنتظم حياتهما في هناءة عيش، ومودة بين القلوب، وإن كل أم يهمها سعادة ابنتها، عليها أن تربيها التربية الإسلامية، وأن تحرص على وصيتها بما فيه الخير لها، والسعادة لبيتها.
رمضان شهر القرآن
شهر رمضان له خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور، قال الله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة 185). فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، وفي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: « كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة «. في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان، وأنت - أختي المسلمة - ينبغي أن يكون لك وِرْد من تلاوة القرآن، يحيا به قلبك، وتزكو به نفسك، وتخشع له جوارحك، وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي، منعته الطعام والشهوة؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشفَّعان «. (رواه أحمد والحاكم بسند صحيح).

ابوالوليد المسلم 28-09-2023 04:58 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1174


الفرقان



وجعل منها زوجها ليسكن إليها
قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.

قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: افتتح الله -تعالى- هذه السورة بالأمر بتقواه، والحث على عبادته، والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك، وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه؛ لأنه {رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي من جملتها خلقكم {مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، خلق مِنْهَا زَوْجَهَا أي: خلق من آدم زوجته حواء؛ لأجل أن يسكن إليها؛ لأنها إذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة ما يقتضي سكون أحدهما إلى الآخر، فانقاد كل منهما إلى صاحبه، وتتم بذلك النعمة، ويحصل به السرور، وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد، ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض، وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به، وفي قوله: {وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا} تنبيه على مراعاة حق الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة.
ما أجمل التسامح!
ما أجمل خلق التسامح حينما يتصف به المسلم عموما! وفي يوم العيد خصوصا، فلا يخرج المرء من داره إلا وقد خلا قلبه من كدر الأحقاد، وتتابعت على قلبه آيات العفو كالبرد على الظمأ: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} (الشورى: 37)، {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (الشورى: 43)، فيهتف قد صبرت وغفرت، فترتاح نفسه ويزداد عزا لوعد رسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم: «ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
فضل صلة الأرحام

(1) صلة الرحم من الإيمان: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» رواه البخاري.
(2) صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر: عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» رواه البخاري، وعن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:» من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه». رواه البزار والحاكم.
(3) صلة الرحم سبب لصلة الله -تعالى- وإكرامه: عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». رواه مسلم.
(4) صلة الرحم من أسباب دخول الجنة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يأيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
أخطاء تقع في العيد
إن مما ينبه عليه مع إقبال العيد وبهجته بعض الأمور التي يفعلها بعض الناس جهلاً بشريعة الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك:
١- اعتقاد بعضهم مشروعية إحياء ليلة العيد
وهذا من البدع المُحدثة التي لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما روي في ذلك حديث ضعيف: «من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» وهذا حديث لا يصح، ضعفه الشيخ الألباني -رحمه الله-، فلا يشرع تخصيص ليلة العيد بالقيام من بين سائر الليالي، بخلاف من كان عادته القيام في غيرها فلا حرج أن يقوم ليلة العيد.
٢- زيارة المقابر في يومي العيدين
وهذا يناقض مقصود العيد وشعاره من البشر والفرح والسرور، ومخالفة هديه - صلى الله عليه وسلم - وفعل السلف.
3- اختلاط النساء بالرجال في المصلى وفي غيره
وفي ذلك فتنة عظيمة وخطر كبير، والواجب تحذير النساء والرجال من ذلك، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك ما أمكن، كما ينبغي على الرجال والشباب عدم الانصراف من المصلى أو المسجد إلا بعد تمام انصرافهن.
4- خروج بعض النساء غير ملتزمات بالحجاب
وهذا مما عمت به البلوى، وتهاون به الناس والله المستعان، حتى إن بعض النساء -هداهن الله- إذا خرجن إلى المساجد للتروايح أو لصلاة العيد أو غير ذلك، فإنها تتجمل بأبهى الثياب، وأجمل الأطياب، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: « أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ».
أحكام صلاة العيد للنساء
أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء بحضور صلاة العيدين، قالت أم عطية -رضي الله عنها-: «كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ»، فيُسنُّ للمرأة حضور صلاة العيد مع التزامها ببعض الأحكام وهي كما يأتي:
- ألا تكون متطيبة.
- أن يعتزلن الرجال.
- أن يكون لباسها لباسًا شرعيا.
- أن يتجنبن كثرة الحديث وارتفاع الصوت.
- وأن تحرص المرأة أن تلتزم آداب يوم العيد، ومنها أكل تمرات وتراً قبل الخروج للصلاة، والإفطار من الأضحية في عيد الأضحى، ومخالفة طريق الذهاب والعودة، والإكثار من التكبير، لكن بصوت منخفض.
الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك
المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل، لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك بمثله لم يكن واصلاً بل هو مكافئ، فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب؛ عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها». رواه البخاري.

ابوالوليد المسلم 29-09-2023 02:32 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1175


الفرقان





بعض توجيهات القرآن للمرأة المسلمة

من التوجيهات القرآنية للنساء في القرآن الكريم قول الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} (الأحزاب: 59) والإدناء هو التغطية من أعلى إلى أسفل، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: يقول -تعالى- آمرًا رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر النساء المؤمنات - ولا سيما أزواجه وبناته لشرفهن- بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء.
- والجلباب هو: الرداء فوق الخمار، قاله ابن مسعود، وعبيدة، وقتادة، والحسن البصري، وغير واحد، وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: لما نزلت هذه الآية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهن فاختمرن بها» (رواه البخاري: 4758) وهذا يعني أنهن سارعن في التنفيذ، و«شققن مروطهن» فيه دلالة على علو الهمة وحرصن على تنفيذ أمر الله -تعالى.
المرأة المسلمة وحفظ اللسان
حفظ اللسان من الفضائل الجليلة التي تتصف بها المرأة المسلمة، والمرأة التي تحفظ لسانها ولا تنطق إلا بالطيب يوفقها الله -سبحانه- في حياتها، ويوسع عليها في الفضل، وحفظ اللسان ليس سهلًا؛ لذا على المرأة أن تراقب نفسها وتحاسبها عن كل كلمة تنطقها، وتحفظ لسانها من آفات اللسان الكثيرة، من: الكذب والسب، والسخرية والاستهزاء، وإفشاء السر، والنميمة وغيرها، وقد قال -تعالى- في كتابه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ}.
جمال الدين والخُلُق
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ»، فإنّ جمال الأخلاق هو جمال الروح، ولأنّ جمال الجسد محدود وزائل، وجمال الروح باقٍ وليس محدوداً، فإنّ دين المرأة يغطّي على عيوبها الأخرى، فلا فائدة من مالها، ولا من جمالها، ولا حتى حسبها إذا انعدم دينها، ولكن إذا اجتمع في الزوجة الدين، والجمال، والمال، والحسب فهذا جميل، وينطبق عليه قول الشاعر: ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا!
نماذج فريدة للمرأة من القرآن الكريم

نموذج فريد من النساء، ذكره القرآن الكريم، وهي أخت موسى -عليه السلام- الشقيقة الحنونة الوفية الذكية: بصرت به عن جنب حتى لا يشعروا به، فكان عندها من حسن التصرف واللباقة ما جعلها تتكلم بالكلام المناسب، وتتدخل في الوقت المناسب، وتقول: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} (القصص: 12) تدخلت لما امتنع عن المرضعات {وحرمنا عليه المراضع}، ورجعت تلك الفتاة الوفية إلى أمها لتخبرها ببشارة نجاة موسى من اليم، وأخذه إلى القصر.
حكم العباءة الضيقة والمفصلة للجسم
ردًا على فتوى وصلت للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، عن حكم الشرع في العباءة الضيقة المفصلة للجسم، أجابت اللجنة بأن العباءة الشرعية للمرأة وهي (الجلباب)، هي ما تحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة، وبناء على ذلك فلابد لعباءة المرأة أن تتوفر فيها الأوصاف الآتية:
أولاً: أن تكون سميكة لا تظهر ما تحتها، ولا يكون لها خاصية الالتصاق.
ثانيًا: أن تكون ساترة لجميع الجسم، واسعة لا تبدي تقاطيعه.
ثالثا: أن تكون فتحة الأكمام ضيقة.
رابعًا: ألاّ يكون فيها زينة تلفت إليها الأنظار، وعليه فلا بد أن تخلو من الرسوم والزخارف والكتابات والعلامات.
خامسًا: ألاّ تكون مشابهة للباس الكافرات أو الرجال.
سادسًا: أن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداءً.
من وصايا الصالحات

- اختاري الصحبة الصالحة من النساء؛ ففي ذلك تقوية لإيمانك وكسبًا للأخلاق الحميدة والآداب الرفيعة، فمخالطة الصالحات هي حياة للقلوب وزاد للخير والصلاح.
- استغفري لذنبك دائمًا، ولا تيأسي وتقنطي من رحمة الله -سبحانه-، فقد أمرنا الله -سبحانه- في كتابه أن نتوب إليه ولا نيأس من رحمته مهما بلغت ذنوبنا، فالتوبة تبث الأمل لديكِ على فعل الخيرات والابتعاد عن المعاصي.
- حاسبي نفسكِ باستمرار؛ إذ من أفضل الطرائق التي تُساعدكِ في إصلاح ذاتكِ وتزكية نفسكِ هي أن تُحاسبيها وتراقبي كل ما يصدر عنها من أفعال وأقوال.
- داومي على الفروض، وتمسّكي بالسنن، وتذكري الآخرة دائمًا؛ إذ إنّ إيمانكِ بمراقبة الله -سبحانه- لكِ وأنّه مطلع على السرائر.


ابوالوليد المسلم 29-09-2023 09:22 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1176


الفرقان





توجيهات قرآنية للنساء
قال الله -تعالى-: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)، هذه من الآداب التي أمَر اللهُ -تعالى- بها نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونساء الأمَّة تبعٌ لهن في ذلك، وإنما وَجَّهَ الخطاب لهن؛ لأن لهن فضيلةً ومنزلةً لا يلحقهن فيها أحد من النساء.
وأول تلك الوصايا التقوى {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} (الأحزاب: 32)؛ لأن التقوى هي المنطلق، ثم بعدها ألا يخضعن بالقول {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} (الأحزاب: 32)؛ بمعنى ألا يعمَدْن إلى ترقيق كلامهن إذا خاطبن الرجال؛ حتى لا يطمع فيهن مَن في قلبه ريبة ودَغَلٌ، بل يكون كلامهن جزلًا، وقولًا فصلًا، بلا ترخيم، ولا تَغَنُّج (تدلل)؛ إذ لا يحل للمرأة أن تخاطب الرجال الأجانب كما تخاطب زوجها، وذلك قوله -جل وعلا-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)، فلهذا لابد أن ندرك أنَّ التساهل بالحديث بين المرأة والرجل الأجنبي هو المفتاح الأول للشيطان؛ ليدخل بينهما، والمسألة ليست على سبيل التهمة لرجل، ولا امرأة؛ ولكن هذا أمر ربنا، وهو العليم الخبير، وهو الخالق لهذا الإنسان ذكرًا أو أنثى، فإنه -جل وعلا- يخبرنا بأن الخضوع بالقول ابتداء ربما فتح الباب للشيطان؛ ولذلك كان من علامات عقل المرأة، ودلائل عظيم حشمتها أن كلامها مع الرجال الأجانب يلاحظ فيه هذا الأساس الذي أمر به القرآن الكريم.
الحياء صفة عظيمة في الإسلام
الحياء خلق كريم، يحمل صاحبه على ترك القبائح والرذائل والتحلي بالفضائل، وارتياد معالي الأمور، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحياء لا يأتي إلا بخير»، ودين الإسلام مبني على الحياء؛ ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد حياءً من العذراء في خدرها»، والخدر: هو الستر الذي يمد للجارية الشابة في ناحية البيت، فقد ربى الإسلام بنات المسلمين على الحياء وهي في الخدر، فكيف إذا كانت خارج البيت لحاجة وضرورة؟

المرأة الصالحة من أسباب السعادة

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أربعٌ من السعادة: المرأةُ الصالحة، والمسكنُ الواسِع، والجارُ الصالح، والمَرْكَب الهنيء، وأربعٌ من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيِّق»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المرأة الصالحة»: فالمرأة الصالحة من أسباب السعادة وهي خيرُ مَتاع الدنيا، كما وصَفَها - صلى الله عليه وسلم - أيضًا بقوله: «فمن السعادة: المرأة الصالحة، تراها فتُعجِبك، وتَغِيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك»؛ كذلك وصَفَها - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ آخر بقوله: «خير النساء التي تسرُّه إذا نظر، وتُطِيعه إذا أمر، ولا تُخالِفه في نفسها ولا مالها بما يكره»؛ فخيرُ النِّساء التي تسرُّ زوجَها بهيئتها الجميلة إذا نظر إليها، وتُطِيعه في كل أمر معروف.
من مواقف المرأة المسلمة في الحياء
من مواقف المرأة المسلمة في الحياء، ما جاء عن عطاء بن أبي رباح أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال له: «ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟»، قال: «بلى»، قال: «هذه المرأة السوداء، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: «إني أُصرع، وإني أتكشف؛ فادع الله لي»، قال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك»، فقالت: «أصبر»، فقالت: «إني أتكشف؛ فادع الله لي ألا أتكشف»، فدعا لها»، فانظر كيف طلبت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لها ألا تنكشف عند الصرع، مع أنها معذورة، ولكنها لا تحب ذلك، فكيف حال من تكره الحجاب وتفتخر بالتبرج؟!
من أخطاء النساء
إطلاق البصر فيما نهى الله عنه
قال -تعالى-: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (النور: 30-31)، وغض البصر معناه الخفض وإطباق الجفن على العين؛ بحيث يمنع الرؤيا، وقد يكون بمجرد صرف البصر عن المنهي عنه، وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تفسير هاتين الآيتين: «فأمر الله نبيه -عليه السلام- في هاتين الآيتين الكريمتين يأن يأمر المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا، وما يترتَّب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب، ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك».
احذري مصاحبة صديقات السوء!
لقد فرق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الجليس الطيب والجليس السوء، فالجليس الطيب يأخذ بيد صاحبه إلى مرضاة الله -تعالى- فيكون سببا في سعادته دنيا وأخرى، والجليس السوء -عياذا بالله- يقود صاحبه إلى سخط الله وغضبه؛ فيكون سببا في شقائه في الدنيا والآخرة، وكما قالوا: (الصاحب ساحب)؛ فلتنظر المرأة مَن تخالل. أخرج أبو داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم مَن يخالل».
من صفات الصالحات
المرأة الصالحة القانتة هي التي تحفظ غيبة زوجها، كما تحفظ حضوره فتصون بذلك عرضه وسمعته، وتقر في بيتها، وإن خرجت، تعطي للطريق حقه، فتخرج محجبة ومستترة بستر الله، وعليها الوقار، وتغض بصرها، وتخفض صوتها، فلا تقول إلا قولا معروفا، لا خضوع فيه ولا تكسر، والمرأة الصالحة العفيفة، لا تتزين إلا لزوجها.

من حقوق المرأة في الإسلام
من حقوق المرأة في الإسلام حق اختيار الزوج فليس لأحد إجبارها على الزواج أو على زوج لا تريده سواء كانت بكرا أم ثيبا فعن ابن عباس «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا» رواه مسلم (1421) وهذا خبر بمعنى الأمر فلا تجبر المرأة البالغ العاقل بكرا أو ثيبا على من لا تريده من الرجال.

ابوالوليد المسلم 30-09-2023 02:54 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1177


الفرقان




أصل عظيم من أصول الحياة الزوجية {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}
قال الله -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: من الآية19)، هذا الأصل من أعظم أصول الحياة الزوجية، ويدخل تحته أنواع كثيرة لا تحصى من التعامل بين الزوجين، ولو راعاه الأزواج، لاختفت أكثر المشكلات الزوجية التي تضج منها البيوت.

قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال، وقال ابن كثير -رحمه الله-: أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال -تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، ولأجل المعاني العظيمة التي اشتمل عليها هذا الأصل وهذه القاعدة القرآنية: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أكّدها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أعظم مجمع عرفته الدنيا في ذلك الوقت، حين خطب الناس في يوم عرفة فقال: «فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».
أحاديث موضوعة وضعيفة عن المرأة
بعض ما اشتهر عن المرأة من أحاديث ضعيفة ومكذوبة: «شاوروهن وخالفوهن»، يعني: النِّساء، قال السيوطي: «باطل لا أصل له»، بل يُروى في المرفوع من حديث أنس: «لا يفعلنَّ أحدكم أمرًا حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشير، فليستشر امرأة، ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركة»؛ وهذا أيضًا يخالف ما جاء في قوله -تعالى-: {عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ}، وتُخالف أيضًا ما ثَبَتَ عنه - صلى الله عليه وسلم - من مشورة بعضِ أزواجه في بعض الأمور وعمله بمشورتهن، كما شاور زوجته «أم سلمة» في صلح الحديبية وعمل بمشورتها، عندما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه أن يحلقوا ويُقَصِّروا شعورهم، ويتحلَّلوا من إحرام العمرة، فشق عليهم ذلك.
بركة بقاء المرأة في مصلاها في الصباح

روى مسلم في صحيحه عَنْ جُوَيْرِيَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْـحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: «سُبْحَانَ اللَّـهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»، وهذا خير عظيم يفوت كثيرا من النساء، ومن الخير لها أن تتأسى بنساء الصحابة بأن تبدأ يومها بالصلاة والجلوس في المصلى تذكر الله، وتطمئن في مصلاها ولا تكون عَجِلة، وإذا كان وراءها أعمالٌ تضطَّرها للقيام فلتأخذ نصيبها وحظها من هذا الجلوس طلبًا لبركة الإبكار وأذكار الصباح وطمأنينة القلب، ثم بعد ذلك تنهض لأعمالها ومصالحها وأولادها مستصحبةً معها هذه البركة التي حصَّلتها في البكور.
من الوصايا النبوية للنساء
حذارِ من التشبُّه بالرجال
عن ابنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: «لعَنَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - المُتَشَبِّهِينَ مِن الرِّجالِ بالنِّساء، والمتشبِّهاتِ مِن النساء بالرِّجال»؛ أخرجه البخاري في اللباس (5885)، والترمذي في الأدب، قال الطبريُّ -رحمه الله-: المعنى: لا يَجوز للرِّجال التشبهُ بالنِّساء في اللباس والزِّينة التي تختصُّ بالنِّساء ولا العَكْس، وقال ابن القيم: والمرأة المتشبِّهة بالرِّجال تكتسب مِن أخلاقهم حتى يصيرَ فيها مِن التبرُّج والبروز ومشابهة الرِّجال ما قد يُفضي ببعضهنَّ إلى أن تُظهرَ بدنها كما يُظهِره الرجلُ، وتطلب أن تعلوَ على الرِّجال كما يعلو الرِّجال على النِّساء، وتَفعَل مِن الأفعال ما يُنافي الحياءَ والخفر المشروع للنِّساء، وهذا القَدْرُ قد يحصل بمجرد المشابهة. اهـ.
من فتاوى النساء:
حكم الجمعة والجماعة للمرأة
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- عن حكم صلاة الجمعة والجماعة للمرأة، فقال: الجمعة ليست واجبة على المرأة، بل هي على الرجال، وهكذا الجماعة ليست واجبة على المرأة بل هي على الرجال، والسنة للمرأة أن تصلي في بيتها الجمعة وغير الجمعة، لكن إن صلت مع الناس تخرج دون طيب ومتحجبةً متسترة، كما كان بعض النساء في عهد النبي [ يصلين.
حياء المرأة المسلمة

إن من أخلاق الإسلام خلق عظيم، هو خير كله، ولا يأتي إلا بخير، من اتصف به فقد اتصف بصفة من صفات الأنبياء، إنه خلق الحياء، والحياء من الإيمان، فإذا ذهب الحياء ضعف الدين؛ لذا فإن صلاح المرأة صلاح للمجتمع؛ فكوني أيتها المسلمة حيية تقية.

طاعة المرأة لزوجها
من أبرز صفات الزوجة الصالحة، ومن محاسن أخلاقها: خلق الطاعة، ولا سيما الطاعة في المعروف التي ينجم عنها استقرار الحياة الزوجية السعيدة، وينتج عنها رضا الله -سبحانه وتعالى- عن المرأة المطيعة، ويكون ثوابها الجنة كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت».

ابوالوليد المسلم 30-09-2023 05:14 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1178


الفرقان





توجيهات قرآنية في إدارة الخلافات الزوجية
قال الله -تعالى-: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء: 35).
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: أي: وإن خفتم الشقاق بين الزوجين والمباعدة والمجانبة حتى يكون كل منهما في شق {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} أي: رجلين مكلفين مسلمين عدلين عاقلين يعرفان ما بين الزوجين، ويعرفان الجمع والتفريق، وهذا مستفاد من لفظ «الحكم»؛ لأنه لا يصلح حكما إلا من اتصف بتلك الصفات، فينظران ما ينقم كل منهما على صاحبه، ثم يلزمان كلا منهما ما يجب، فإن لم يستطع أحدهما ذلك، قنَّعا الزوج الآخر بالرضا بما تيسر من الرزق والخلق، ومهما أمكنهما الجمع والإصلاح فلا يعدلا عنه، فإن وصلت الحال إلى أنه لا يمكن اجتماعهما وإصلاحهما إلا على وجه المعاداة والمقاطعة ومعصية الله، ورأيا أن التفريق بينهما أصلح، فرقا بينهما، ولا يشترط رضا الزوج، كما يدل عليه أن الله سماهما حكمين، والحكم يحكم ولو لم يرض المحكوم عليه، ولهذا قال: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} أي: بسبب الرأي الميمون والكلام الذي يجذب القلوب ويؤلف بين القرينين، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} أي: عالمًا بجميع الظواهر والبواطن، مطلعا على خفايا الأمور وأسرارها، فمن علمه وخبره أن شرع لكم هذه الأحكام الجليلة والشرائع الجميلة.


طاعة الزوج من أسباب دخول الجنة
من أسباب دخول المرأة الجنة من أي أبوابها شاءت: محافظتها على الصلوات الخمس، وصيامها رمضان بتمامه، وعفتها، وكذلك طاعتها لزوجها، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت»، وأكد النبي - صلى الله عليه وسلم في وصايا كثيرة للمرأة- حقوق زوجها عليها، وجعل أول وأهم هذه الحقوق: الطاعة في غير معصية الله، وحسن عشرته وعدم معصيته، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع».
أم ورقة الأنصارية رضي الله عنها
صحابية جليلة بشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالشهادة
الصحابية الأنصارية الجليلة كانت تدعى أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية، أسلمت عندما وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ حيث بايعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل غزوة بدر بأيام قليلة، وكانت -رضي الله عنها- صوامة قوامة ومعروفة بالتقوي والصلاح، بل إنها كانت من فواضل نساء عصرها، ومن أكثر نساء المسلمين كرمًا وبذلا؛ حيث نشأت على حب كتاب الله -تعالى-، وراحت تقرأ آياته آناء الليل وأطراف النهار، حتى غدت إحدى العابدات الفاضلات؛ فجمعت القرآن، وكانت تتدبر معانيه، وتتقن فهمه وحفظه، كما كانت قارئة مجيدة للقرآن، واشتهرت بكثرة الصلاة وحسن العبادة.
شاركت في جمع القرآن
كانت -رضي الله عنها- معروفة بحفظها للقرآن الكريم، لدرجة أنها شاركت في جمع القرآن بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشيد بها ويعرف مكانتها، ويكبر حفظها وإتقانها، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم وإمعانا في تقديرها-، استجاب لطلبها بتحويل بيتها لمسجد وأمر النساء بالصلاة فيه.
رغبتها في الشهادة
لم يقتصرها حبها للإسلام على الصلاة وقراءة القرآن ورواية الحديث فحسب، بل كانت ترغب في الجهاد؛ حيث استأذنت النبي -[- للجهاد والشهادة في سبيل الله، فقالت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما غزا بدرًا، قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك، أمرض مرضاكم، لعل الله أن يرزقني الشهادة، فرد عليها - صلى الله عليه وسلم - قائلا: «قري في بيتك؛ فإن الله -تعالى- يرزقك الشهادة» فلم يكن أمامها من خيار إلا طاعة النبي والعودة إلي بيتها برغبتها استجابة لأمر الله بلزوم طاعة نبيه، ومنذ تلك الواقعة بينها وبين النبي غدت أم ورقة - رضي الله عنها - تعرف بهذا الاسم «الشهيدة» بسبب قوله - عليه الصلاة والسلام -: «قري في بيتك فإن الله -تعالى- يرزقك الشهادة»، ولما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحابه الكرام، وقال لهم: «انطلقوا بنا نزور الشهيدة».
هكذا تحققت بشارة النبي - صلى الله عليه وسلم
في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان للصحابية الجليلة غلام وجارية، وكانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتها، فسولت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة، وذات ليلة قاما إليها فغمياها وقتلاها، وهربا، فلما أصبح عمر - رضي الله عنه - قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة في إشارة للصحابية الجليلة.
وهنا دخل عمر - رضي الله عنه - بيتها، فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت، فقال: صدق الله ورسوله، ثم صعد المنبر فذكر الخبر، وقال: عليَّ بهما، فأتي بهما، فصلبهما، فكانا أول مصلوبين في المدينة.

الحكمة من فرض الحجاب
الإسلام لم يفرض على المرأة الحجاب إلا ليصونها عن الابتذال، وليحميَها من التعرض للريبة والفحش، وليكسوَها بذلك حُلَّة التقوى والطهارة والعفاف، وسدَّ بذلك كلَّ ذريعةٍ تفضي إلى الفاحشة، قال -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب:33)، وقال -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (الأحزاب:53)، وقال -تعالى-: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...} الآية (النور:31)، وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الأحزاب:59)، وقال -تعالى-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب:32).
الشكوى إلى الله
عن أَبي حُذَيْفَةَ قَالَ: رَأَى الثَّوْرِيُّ رَجُلًا عِنْدَ قَوْمٍ يَشْكُو ضِيقَهُ، فَقَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: «يَا هَذَا، شَكَوْتَ مَنْ يَرْحَمُكَ إِلَى مَنْ لا يَرْحَمُكَ» المجالسة وجواهر العلم للدينوري (1318)، قال ابن القيم -رحمه الله-: «وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه؛ فإنَّه لو عرف ربَّه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم، وفي ذلك قيل: والعارف إنَّما يشكو إلى الله وحده».

ابوالوليد المسلم 01-10-2023 10:26 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1179


الفرقان






القوامة تعزيز لمكانة المرأة لا تقليل لها
قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم}، الإسلام دين الحق، وكل أحكامه تبتغي الحياة المستقيمة للمرء؛ إذ جعله الله خليفة في الأرض، وآية القوامة جاءت في سبيل ترسيخ مبادئ الحياة الزوجية: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}، فالأصل أن تكون المرأة صالحة قانتة، وأن يستحقّ الرجل قوامته باتباع أوامر الله.
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: يخبر -تعالى- أن الرِّجَال {قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله -تعالى-، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن، والكسوة والمسكن، ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي: بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع، وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله، وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات، بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء، ولعل هذا سر قوله: {وَبِمَا أَنْفَقُوا} وحذف المفعول ليدل على عموم النفقة.
المرأة راعية في بيتها
الراعي هو الحافظ المؤتمن، الملتزم بمصالح ما قام عليه في أموره الدينية والدنيوية، والذي سيُسْأل أمام الله عن رعيته: ضيَّع أم حفِظ؟ والمرأة مسؤولة أمام الله -تعالى- عن بيت زوجها وأولاده، وستُسْأل عن ذلك، ضيعت أم حفظت؟، نصحت أم غشت؟، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومنهم: «والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهى مسؤولة عنهم...»
من مظاهر إنصاف القرآن العظيم للمرأة
- أَثْبَتَ لها حقَّ التَّملك، والتَّمتُّع بما كسبت من حلال مثل الرَّجلِ، في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} (النساء: 32).
- أثبت لها ثوابَ الأعمال مثل الرَّجل، في قوله -تعالى-: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} (آل عمران: 195).
- ضَمِنَ لها حقَّها في الإرث مثل الرَّجل، في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: 7).
- ضَمِنَ لها حقَّها في المهر؛ فقال -تعالى- آمرًا الرِّجال: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النساء: 4).
- حَثَّ الأزواجَ على الإحسان إليها بعد طلاقها مراعاةً لحالتها النَّفسية والاجتماعية في قوله -تعالى-: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البقرة: 241).
الاعتدال في الإنفاق
يعد الاعتدال في الإنفاق من معالم الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، كما يعد نظام الأولويات في الإنفاق من أساسيات المنهج الإسلامي في التنمية الاقتصادية، وإحداث التنمية يكون من القاعدة، أي من الإنسان، الذي إلى مجموعة من الضوابط؛ مثل: تحقيق إشباع حاجة حقيقية وليست وهمية، وتحقيق مصلحة، ويكون الإنفاق طبقاً للأولويات، ومنع الإنفاق في المجالات الثانوية على حساب المجالات الضرورية ذات الأولوية، كما أن الانفاق مقترن بالطيبات، وفي سبيل الله.
ومن النصائح الموجهة في هذا المجال:
- تذكُّر ملايين المسلمين والمسلمات الذين يفتقدون الحاجات الأساسية، كما يفتقدون السكن المريح والطعام الوفير والثوب الدافئ.
- ضرورة تقدير الزوجة لما يبذله زوجها من جهود وعمل؛ لقاء الحصول على الأموال اللازمة التي ينفق أجزاء منها على شراء الاحتياجات والسلع الضرورية للأسرة.
- أهمية معرفة أن المعيشة الهانئة والسعيدة وسعة العيش قد لا يدوم ذلك كله، وقد تمر بالأسرة أوقات صعبة يحتاجون معها إلى كل ما أنفق دون حساب.
- ورحم الله الفاروق - رضي الله عنه - القائل لرجل من أصحابه: أكلما اشتهيت اشتريت!
على المسلمة عدم الاغترار بالدعوات الباطلة
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: لا تغرُّك أيتها المرأة المسلمة الدعوات الباطلة من أعدائك الذين يريدون أن تكوني كالرجل؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- فرَّق بين الرجال والنساء في الخلقة، وفي العقل، وفي الذكاء، وفي التصرُّف، حتى إن الله -تعالى- قال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء:34)، وقال -عز وجل-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228)، ثم قال: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} (البقرة: 228)، فلم يجعل المرأة مساويةً للرجل، لكنَّ أعداءك وأعداء الأخلاق وأعداء الإسلام يريدون منك أن تقومي مقام الرجال، وأن تُشاركي الرجال في أعمالهم، وأن تخالطيهم؛ فإياكِ إياك أيتها الأخت المسلمة أن تُخدَعي بمثل هذه الدعاية الباطلة!.
مسؤولية المرأة الاجتماعية
كفل الإسلام للمرأة حقوقها الاجتماعية والحياتية، بل وجعلها مسؤولة في بيتها ومجتمعها، وتحفل السيرة النبوية بالعديد من الأحاديث والمواقف التي تؤكد هذا المعنى، وترسم للمرأة المسلمة ملامح مسؤوليتها في مجتمعها، من خلال علاقتها ببيتها وزوجها وأبنائها، والتعبير عن رأيها والدفاع عن حقوقها.






ابوالوليد المسلم 01-10-2023 05:44 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1180

الفرقان






الأسرة في نظر الإسلام
الأسرة في نظر الإسلام هي أساسُ المجتمع، وهي اللَّبِنة الأولى لبنائه، قال الله -تعالى-: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِل ِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (النحل: 72).
وقد أكَّد الإسلام على وحدة البناء الاجتماعي، والأسرة هي محور هذا البِناء، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13).
والأسرة هي المحضن الطبيعي للإيمان؛ فمنها قامت دولة الإسلام، فأول مَن آمن من النساء خديجة؛ فهي أول أسرة في الإسلام، وأول محضن لهذه الدعوة.
والحياة الزوجية سُنة من سنن الله في الخلق والتكوين، وهي عامة مطَّردة لا يشذُّ عنها عالَم الإنسان، أو عالم الحيوان، أو عالم النبات، {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (الذاريات: 49)، {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} (يس: 36).
و الأسرة هي الأسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر واستمرار الحياة، بعد أن أعدَّ كِلَا الزوجينِ، وهيَّأهما؛ بحيث يقوم كل منهما بدور إيجابي في تحقيق هذه الغاية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: 1).
و أحاط الإسلام الأسرةَ بسياجٍ من الأخلاق، ووضع العقوباتِ المناسبة لمن تُسوِّل له نفسه المساس بهذه الأخلاق الإسلامية؛ فحرَّم الاختلاط ونهَى عن أسبابه، وحرم الزنا، وجميع الأسباب المؤدِّية لذلك، والنصوص القرآنية واضحة في تشديد العقوبة للمحافظة على بناء الأسرة.
المرأة جبلت على حب الزِّينة
بيَّنت السنة أنه أُحلَّ للمرأة من الزِّينة ما لم يحل للرَّجل أن يتزيَّن به، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حُرِّمَ لباس الحرير والذَّهب على ذكور أمتي، وأُحِلَّ لإناثهم»؛ أخرجه الترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح»؛ وما ذلك إلاَّ لأنَّ المرأة جبلت على حب الزِّينة، والتحلي بالثياب والحلي من الذهب وغيره، كما قال -تعالى-: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} (الزخرف: 18)، حتَّى قيل: إنَّ الزِّينة بالنسبة للمرأة في رتبة «الحاجيَّات»، وبفواتها تقع في الحرج والمشقَّة، ولزينة المرأة اهتمام خاص في التشريع الإسلامي أكثر من الاهتمام بزينة الرجل ولباسه؛ لأنَّ الزينة بالنسبة للمرأة أمر أساسي، فُطرت على حبه؛ ولهذا السبب رخص للمرأة من الزينة أكثر مما رخص للرجل، فأُبيح لها الحرير والذهب وغيرهما.

دور الأسرة في غرس القيم الأخلاقية
الأسرة هي اللبنة الاجتماعية الأولى في المجتمع، وعلى صلاحها وقوتها واستقامتها يتوقف صلاحُ المجتمع وقوته وتماسكه؛ فالمرأة والرجل هما عماد الأسرة، إذا صلحا استطاعا أن يكوِّنا بيتًا نموذجيا على القواعد التي وضعها الإسلام، والأسرة لها تأثير كبير في تكوين جوانب شخصية الفرد المتعددة، كما أن الفرد يستقي منها عاداته وأخلاقه وطبائعه، ولا يمكن إغفال دور الأسرة في تنشئة الأطفال وتربيتهم على التدين والالتزام؛ فالعلاقة بين أفراد الأسرة والقيام بالعبادات، والتمسك بالشعائر، والتحلي بالخلق الحسن في القول والعمل، والأخذ بالقيم الفاضلة التي تدعو إلى حب الخير وكُره الشر، وغرس القيم الطيبة بين الأطفال، والحرص على مصالح الناس، والكف عن إيذائهم، فكل ذلك يدركه الطفل ويُحسه، ويشعر به من خلال تفاعُله مع جماعته المتدينة، بينما ينمو في اتجاه مخالف إذا نشأ في جماعة تهتز فيها القيمُ والمعايير الخلقية السليمة، وتنمو معه بذور الشر والانحراف الخلقي الذي تنعكس آثارُه في مواقف الحياة والمجتمع.
الزوجة المؤمنة تعين على أمر الآ خرة
عن ثوبان مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا رسولَ اللَّهِ أيَّ المالِ نتَّخذُ؟ فَقالَ ليتَّخِذْ أحدُكُم قَلبًا شاكرًا، ولِسانًا ذاكرًا وزَوجةً مُؤْمِنَةً تعينُ أحدَكُم علَى أمرِ الآخِرةِ».
لمّا سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أفضل ما يختزنه المرء من المال، ويكون مكسبًا له من هذه الدنيا، فعدَّ رسول الله أمورا، وهي أن يجعل المسلم لسانه يلهج بذكر الله -تعالى-، ويجعل قلبه شاكرًا لله -تعالى- راضيًا بما قسمه له، وذكر أيضًا اتخاذ المرأة الصالحة المؤمنة التي تُعين الرجل على إتمام إيمانه، وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة مع ما سبق من المال؛ لأنَّها تنفع المؤمن، ونفعها يبقى ويدوم، ليس كسائر الأمور الدنيوية؛ فالمرأة المؤمنة تُعين زوجها على طاعة الله ونيل رضاه.
وقد بيّن الحديث أن من أعظم ما يكتسبه المسلم ويحصل عليه هو الزواج من المرأة المؤمنة التي تُعين زوجها على إتمام إيمانه ونيل رضا الله -تعالى.
الزوجة الصالحة فيضٌ من السعادة
روى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِها الزوجة الصالحة»، فالزوجة الصالحة فيضٌ من السعادة يغمر البيت، ويملؤه سرورًا وبهجة وإشراقًا؛ فعن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله -عز وجل- خيرًا من زوجة صالحة، إنْ أمرها أطاعَتْه، وإن نظر إليها سرَّته، وإن أقسم عليها أبرَّته، وإن غاب عنها نصحَتْه في نفسها وماله».
كان مهرها إسلام زوجها

الصحابية الجليلة أم سليم الخزرجية -رضي الله عنها

هي الصحابية الجليلة أم سليم الخزرجية، من أوائل الصحابيات اللاتي دخلن في الإسلام، وهي من يثرب، وأم سليم والدة الصحابي أنس بن مالك - رضي الله عنه - الذي كان خادمًا للرسول - صلى الله عليه وسلم . تميزت بالحكمة والصبر، وأسلمت -رضي الله عنها- حينما أدركت الإسلام، وبايعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإخوتها الذكور، وقد تزوجت من مالك بن النضر، وحينما أسلمت غضب زوجها، وبدأ يتوعدها، ولكن قتل في سفره، فأخذت أنسا - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكون خادمًا له، ويتعلم منه - صلى الله عليه وسلم .
تقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصاري، ولكنه لم يكن مسلما؛ فاشترطت عليه الإسلام حتى توافق على الزواج منه، فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليعلن إسلامه وتزوجا، وشاركت -رضي الله عنها- في غزوة حنين، وكان لها دور مهم في تحميس المقاتلين، وداوت المصابين من المسلمين، وتوفيت أم سليم في سنة ستمئة وخمسين للهجرة في عهد خلافة معاوية بن أبي سفيان.

ابوالوليد المسلم 03-10-2023 05:49 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1183

الفرقان





استَوْصوا بالنِّساءِ خَيرًا
روى أبو هريرة -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يُؤذي جارَه، واستَوْصوا بالنِّساءِ خَيرًا، فإنَّهنَّ خُلِقنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعلاه، فإن ذهَبتَ تُقيمُه كسَرْتَه، وإنْ ترَكتَه لم يزَلْ أعوَجَ، فاستَوصوا بالنِّساءِ خَيرًا»، بعض الناس يسيء فهم هذا الحديث، بأن فيه انتقاصا للمرأة وتقليلا من شأنها، إلا أن معنى الحديث غير ذلك تماما، ففي هذا الحديث أمر نبوي بالإحسان إلى النساء وحسن معاملتهن.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «استَوصُوا بالنساء خيرًا»؛ يعني: اقبَلوا هذه الوصيةَ التي أُوصيكم بها، وذلك أن تفعلوا خيرًا مع النساء؛ لأن النساء قاصراتٌ في العقول، وقاصرات في الدِّين، وقاصرات في التفكير، وقاصرات في جميع شؤونهن؛ فهذه المرأة إنِ استمتَعَ بها الإنسان استمتَع بها على عوج، فيَرضى بما تَيسَّر، وإن أراد أن تستقيم فإنها لن تستقيم، ولن يتمكَّن من ذلك، فهي وإن استقامت في دينها، فلن تستقيم فيما تقتضيه طبيعتُها، ولا تكون لزوجها على ما يريد في كلِّ شيء، فهي قاصرة بمقتضى جِبِلَّتِها وطبيعتها، وفي هذا توجيهٌ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حسن معاشرة الإنسان لأهله، وأنه ينبغي أن يأخذ منهم العفوَ وما تيسَّر، كما قال -تعالى-: {خُذِ الْعَفْوَ} (الأعراف: 199)؛ يعني ما عفا وسهُل من أخلاق الناس {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف: 199)، ولا يمكن أن تجد امرأةً -مهما كان الأمر- كاملة، إلا ما أخبر به رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ»، ولكن كما أرشَدَ النبي -عليه الصلاة والسلام- استمتعْ بها على ما فيها، وأيضًا إنْ كرهتَ منها خُلُقًا رَضِيتَ منها خلُقًا آخرَ، فقابِلْ هذا بهذا مع الصبر، وقد قال الله -تعالى-: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنّ َ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19).
ليكن بيتنا مسجدًا
من هدى النبي -صلى الله عليه وسلم - أن نتخذ المساجد في البيوت، وأن نواظب على صلاة السنن في البيت، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا أيها الناس في بيوتكم -يعنى الصلوات المسنونة-، فإنَّ أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»، فالصلاة في البيت تشيع فيه روح الطاعة والعبادة لله، وصلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد سواء كانت -مفروضة أم مسنونة- فقد روي أن أم حميد الساعدية جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «قد علمتُ، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة».
اقتصاد البيت المسلم
يقوم اقتصاد البيت المسلم على مجموعة من القيم والأسس التي تميزه عن غيره، منها:
- الاعتدال في الإنفاق وتدبير شؤون البيت، قال -تعالى-: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} (الإسراء: 29)، وقال أبو بكر -رضى الله عنه-: إني أبغض أهل البيت الذين ينفقون رزق أيام في يوم واحد، ولقد أوصت سيدة صالحة ابنتها: لا تكلفي زوجك إلا ما يطيق طبقًا للأحوال، وارفعيه بيدك عن مواطن الضعف والضيق، فحمل الصخور أخف من حمل الديون.
- إدراك الفرق بين الاقتصاد والشح، فالمسلم منهي عن البخل والشح، ولا شك أن ضرورات كل عصر تختلف عن غيره، وضرورات بيت تختلف عن ضرورات بيت آخر، والعبرة ألا يشتري إلا ما هو ضروري للاستعمال.
- ترتيب أولويات الإنفاق في حدود الكسب، فيكون الاهتمام بالضروريات ثم الكماليات، ويجب البعد عن الإنفاق غير المشروع، مثل الإنفاق على وسائل اللهو غير المشروعة، أو شراء ما حرمه الشرع.
- ادخار الفائض من الحاجات الأساسية؛ فقد يحتاج البيت لهذا الفائض بعد ذلك، ولا سيما في حالات الشدة والضيق.
- إعداد الميزانية، ويقصد بها توزيع الموارد المحدودة على الحاجات المتعددة، والقصد من وضع الميزانية حسن استغلال الموارد.

الالتزام بحقوق الجيران
للجار المسلم على جاره حقوق، ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من عدم القيام بنفع الجار ومساعدته، وذك فيما رواه البخاري في الأدب المفرد عن نافع عن ابن عمر قال : لقد أتى علينا زمان أو قال : حين وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : « كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة! يقول :يا رب، هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه «.

قواعد في إعداد ميزانية الأسرة
- لابد أن يتعلم أفراد الأسرة كيفية اتخاذ القرارات السليمة والحكيمة، لاتباع أفضل الطرائق لاستعمال ما يتوفر لديهم من موارد وإمكانيات.
- الاعتماد على الشورى بين أفراد الأسرة، لضبط الميزانية كلما أمكن، فمشاركة أفراد الأسرة تعطى حافزًا معنويا لهم وتجعلهم يتحملون جميعًا عبء ضبطها.
- ترشيد استهلاك المواد الغذائية من خلال شراء الاحتياجات الأساسية بالكميات التي يحتاج إليها دون زيادة.
- عدم الوقوع تحت تأثير الإعلانات؛ حيث يستهدف أغلبها التأثير على الناس لشراء ما لا يحتاجون إليه.
بركة بقاء المرأة في مصلاها في الصباح
روى مسلم في صحيحه عَنْ جُوَيْرِيَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْـحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ «سُبْحَانَ اللَّـهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ».

ابوالوليد المسلم 04-10-2023 11:18 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1184

الفرقان







من صور تكريم الإسلام للمرأة
اهتم الإسلام بالمرأة اهتمامًا كبيرًا، وظهر ذلك في صور شتى، فقد جعل الله -تعالى- سورة من سور القرآن العظيم باسمهن (سورة النساء)، وسمى سورة أُخرى باسم إحداهن (سورة مريم)؛ وذلك تكريمًا لهن، وقد ميَّز المرأة في مراحل حياتها، وقدرها، بل إنّه -جلّ وعلا- جعلها مسؤولة من الرجل في الأُمور الشاقة ومنها الاجتماعية والاقتصادية ومتطلبات العيش.
كما أمر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالإحسان إلى البنات فقال: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجابًا من النار يوم القيامة»، وعنما تصبح زوجة قال الله -تعالى- {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19)، ورفع من شأنها أمًّا فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، هكذا ميزها المولى -جل علاه.
وإننا لا نجافي الحقيقة حين نقول: إن الإسلام قد حفظ حقوق الـمرأة منذ تكوينها جنينًا في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوجه للنساء خطابًا خاصا بعد حديثه للرجال، وربما خصهن بيوم يعلمهن فيه دون الرجال، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن..»، وكانت ثمرة ذلك الاهتمام وتلك الوصايا النبوية للمرأة، صورًا مشرقة في التاريخ من النماذج النسائية المثالية.

من أسباب استقرار البيوت التفاهُم والتشاوُر
لابُدَّ للزوجين من بناء جسرٍ من التفاهُم والانسجام بينهما، قوامُه رعاية كلٍّ منهما لحقوق الآخَر؛ حتى يكون التآلُف والتآزُر بينهما قائمًا على أساس المعروف، لا على أساس الهوى والنزوة، فلا يُهمِل الزوج حُقوقَ زوجته لمجرَّد خطَأ منها أو شيء يكرهه فيها، وكذلك لا تهمل الزوجة حُقوق زوجها لبخلٍ منه، أو أذى بدر منه؛ لسوء فهم، أو سرعة غضب، أو غير ذلك.


ممارسات تدمر الموهبة عند الأطفال
(1) من أهم مدمرات الموهبة عند الأطفال الألعاب الإلكترونية؛ حيث تقتل الذكاء الاجتماعي والذكاء اللغوي عندهم.
(2) السخرية من أفكار الطفل والتعليق غير التربوي على ما يقدمه من إنتاج وتقدم وبذلك تصبح الدافعية لديه متدنية.
(3) قفل باب الحوار مع الطفل منذ الصغر بحكم العادات والتقاليد الخطأ وبذلك يتم قتل الذكاء اللغوي والاجتماعي لديه.
(4) تهميش الأطفال وأمرهم بالسكوت وتعنيفهم باستمرار.
(5) التعليم بالتلقين وعدم مراعاة ميول الطالب وقدراته.
(6) عدم تمكين الأطفال من عيش طفولتهم الطبيعية وإغراقهم في الأنشطة التعليمية.

الفتنة بالنساء
دلت النصوص الشرعية أنَّ الفتنة بالنساء إذا وقعت ترتَّب عليها من المفاسد والمضار وسوء العواقب ما لا يُدرك مداه ولا تُحمد عقباه، فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه ما- أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ»، وعن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ»، أي اتخذها غرضًا له لإشاعة الرذيلة وفتْنِ الرجال بها، ولا سيما إذا خرجت متجملة متعطرة مزيَّنة، مظهرةً لبعض مفاتنها مبديةً لبعض محاسنها فهنالك يعظم الشر ويتزايد الفساد.
أنواع من اجتهاد النساء في العبادة
كانت «عصمة الدين» امرأة صالحة وهي زوجة الملك الصالح نور الدين زنكي، وقد عرف عنها اجتهادها في العبادة، ففي ليلة من الليالي قامت غاضبة فزعة من نومها، فسألها زوجها: ما الذي أغضبك؟ ما الذي حدث؟ ما الذي جرى؟ فقالت وهي تبكي: فاتني وردي البارحة فلم أصل من الليل شيئاً.

المهر العظيم
عن ثابت البناني -رحمه الله- عن أنس - رضي الله عنه -، قال: «خطب أبو طلحة أُمَّ سليم، فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يُرَدُّ؛ ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحلُّ لي أن أتزوَّجك، فإن تسلم فذاك مهري، ولا أسألك غيره، فأسلم، فكان ذلك مهرها، قال ثابت: فما سمِعْتُ بامرأة قطُّ كانت أكرم مهرًا من أُمِّ سليم الإسلام، فدخل بها فولدت له» أخرجه النسائي، وهذا المهر العظيم كان له ثماره الطيبة على حياتهما الزوجية، فالمهر العظيم ينتج ثمارًا عظيمة.

البيت نعمة
قال الله -تعالى-: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا} (سورة النحل الآية 80)، قال ابن كثير - رحمه الله -: «يذكر -تبارك وتعالى- تمام نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع»، ولن تعرفي حقيقة هذه النعمة إلا حين تتأملين أحوال الناس ممن لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، أو اللاجئين المشردين في المخيمات.
حشمة المرأة
ستر المرأة وحشمتها وحياؤها عائد إلى قوة إيمانها ودينها، وينظر في هذا -على سبيل المثال- إلى حال أم سلمة -رضي الله عنها -؛ لما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ المرأة ترخي شبرًا قالت: إذن ينكشف عنها؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: إذن ذراعًا لا تزيد عليه.
نساء من أهل الجنة
أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة المسلمة بغضِّ النظر عن هَفوات الزوج والسعي في تحقيق رضاه؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أُخبِركم برجالكم من أهل الجنَّة؟ النبيُّ في الجنَّة، والصديق في الجنَّة، والشهيد في الجنَّة، والمولود في الجنَّة، والرجل يزُورُ أخاه في ناحية المصر لا يزورُه إلا لله - عزَّ وجلَّ - ونساؤكم من أهل الجنَّة: الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا غضبَ جاءتْ حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوقُ غمضًا حتى تَرضَى».





ابوالوليد المسلم 04-10-2023 05:07 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1186

الفرقان





اهتمام الشريعة ببناء الأسرة
اهتمَّت الشريعة الإسلامية ببناء الأسرة اهتمامًا بالغا؛ لأنّها نواة المجتمع وأساسه، وأساس الأسرة هما الزوجان، فصلاح العلاقة بين الزوجين صلاح للأسرة، وفسادهما فساد للأسرة، وبصلاح الأسرة يصلح المجتمع، والعكس صحيح، ومفهوم الأسرة ليس موجودا إلا في ديننا الحنيف، والمحافظة على هذا الكيان من أبرز مقاصد الشريعة.

منهج القرآن في حل الخلافات الزوجية
قال الله -تعالى-: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}(النساء: 35)، أي: وإن خفتم الشقاق بين الزوجين والمباعدة والمجانبة حتى يكون كل منهما في شق {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} أي: رجلين مكلفين مسلمين عدلين عاقلين يعرفان ما بين الزوجين، ويعرفان الجمع والتفريق.
وهذا مستفاد من لفظ «الحَكَم» لأنه لا يصلح حَكَمًا إلا من اتصف بتلك الصفات، فينظران ما ينقم كل منهما على صاحبه، ثم يلزمان كلا منهما ما يجب، فإن لم يستطع أحدهما ذلك، قنَّعا الزوج الآخر بالرضا بما تيسر من الرزق والخلق، ومهما أمكنهما الجمع والإصلاح فلا يعدلا عنه، فإن وصلت الحال إلى أنه لا يمكن اجتماعهما وإصلاحهما إلا على وجه المعاداة والمقاطعة ومعصية الله، ورأيا أن التفريق بينهما أصلح، فرقا بينهما، ولا يشترط رضا الزوج، كما يدل عليه أن الله سماهما حَكَمَيْن، والحَكَم يَحْكُم ولو لم يرض المحكوم عليه، ولهذا قال: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} أي: بسبب الرأي الميمون والكلام الذي يجذب القلوب ويؤلف بين القرينين، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} أي: عالمًا بجميع الظواهر والبواطن، مطلعا على خفايا الأمور وأسرارها، فمن علمه وخبره أن شرع لكم هذه الأحكام الجليلة والشرائع الجميلة.
حرص نساء الصحابة -رضي الله عنهنَّ- على تَعلُّم السنة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا»، فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاَثَةً، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ»، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوِ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ»، في الحديث عُلوُّ همة الصحابيات -رضي الله عنهنَّ-، وحرصهنَّ على تعلُّم السنة وأحكامها.
الحرص على صلاح الدين بين الأزواج

من أهم الأسس في حصول السعادة بين الزوجين وتحقيق المقصود من الزواج، حرص كلا منهما على صلاح دين الطرف الآخر، وعلى المشاركة في العبادات، وعلى طلب العلم وحضور مجالس الذكر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديم النصح للطرف الآخر، قال -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:71).
الاختيار وأثره في استقرار الأسرة
وضع الإسلام أسس الأسرة المسلمة، بما يحقق المصلحة لكل فرد من أفرادها، ودعا المسلم إلى الالتزام بها ليستقر بناء البيت المسلم، ومن هذه الأسس الشرعية، اختيار الزوج والزوجة وفق ميزان التدين والصلاح، فالواقع يظهر لنا أن أسس الاختيار الزواجي أصبح يغلب عليها تغليب المعايير المادية، والسعي وراء المظاهر الخارجية والكماليات لدى كل من الطرفين؛ وبذا لم يعد مفهوم الزواج في الأسر المسلمة مختلفًا عنه في الأسر غير المسلمة، نظرًا لضياع المقاصد الشرعية من الزواج، الأمر الذي سرعان ما يفضي إلى تفكك البناء الأسري.
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية - المبايعة الصادقة
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية -رضي الله عنها- نموذج رائع من النساء اللاتي كن يسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمور دينهن لتصل إلى طريق الصواب، وتسلك جانب الخير؛ ولذلك وصفت بأنها من ذوات العقل والدين وأنها خطيبة النساء، روت أسماء بنت يزيد قالت: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في جوار أتراب لي فسلم علينا، وقال: «إياكن وكفر المنعمين!»، وكنت من أجرأهن على مسألته فقلت: يا رسول الله، وما كفران المنعمين؟ قال: «لعل إحداكن تطول أيمتها بين أبويها ثم يرزقها الله زوجًا ويرزقها منه ولدًا فتغضب الغضبة فتكفر فتقول ما رأيت منك خيراً قط « ولأسماء -رضي الله عنها- مكانة خاصة في نفس أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فهي التي زينتها يوم زفافها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأدخلتها عليه وأصبحت بعد ذلك تدعى أسماء عائشة، وشهدت -رضي الله عنها- كثيرًا من الأحداث المهمة في الإسلام، وكانت تشارك فيها فحضرت غزوة الخندق، وخرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحديبية وبايعت بيعة الرضوان ثم شاركت في غزوة خيبر، وتوفيت -رضي الله عنها- في زمن يزيد بن معاوية - رضي الله عنه .
موقف عظيم
نقف هنا مع أبي هريرة - رضي الله عنه - وأمُّه أميمة بنت صبيح -رضي الله عنها- لنرى ميزتين عظيمتين في هاتين الشخصيتين الكبيرتين، هذا الموقف هو أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان إذا غدا من منزله لبس ثيابه ثم وقف على باب أمه فيقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فترد عليه مثل ذلك، فيقول جزاك الله عني خيرًا كما ربيتني صغيرًا، فتقول: وأنت يا ابني فجزاك الله عني خيرًا كما بررتني كبيرة، ثم يخرج، فإذا رجع قال مثل ذلك، فانظري إلى تعظيم هذا الصحابي الجليل لحق والدته وانظري إلى تقدير الأم لهذا البر.
أهمية معرفة سيرة نساء السلف
إن المرأة المسلمة اليوم تقع تحت ضغوط تكاد تبعدها عن منابع الإسلام الأولى، وتحول بينها وبين تَفَهُم رسالَتِه، لهذا كان عليها أن تتعرف على نساء الرعيل الأول من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمعرفة سيرهنَّ وأخبارهنَّ، لتدرك الحال التي كنَّ عليها، ولتجعل منهنَّ قدوة حسنة، ومشاعل تنير أمامها الطريق، وتتذكر بحياة تلك النسوة اللاتي هانت عليهنَّ المكاره ابتغاء وجه الله -تعالى-، وأفضى يقين الإيمان إلى قلوبهنَّ، وسيطر على نفوسهنَّ وعقولهنَّ، فآثرنَّ الآجل على العاجل، والدائم على الفاني، ففزن برحمة الله ورضوانه.





ابوالوليد المسلم 05-10-2023 11:40 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1187

الفرقان



دور القدوة في التربية
تعد التربية بالقدوة من أهم وسائل التربية على الإطلاق، والأولاد الصغار أشد تأثرًا بالقدوة من الكبار؛ فهم يجدون في آبائهم المثل الأعلى، والنبراس الذي يهتدون به؛ لأنهم يعتقدون أن كل ما يفعله الكبار صحيحًا؛ فهم لا يدركون -في أول الأمر- الصواب من الخطأ، ولا يميزون بين الخير والشر، إنما هم ينظرون بأعين آبائهم، ويحاكون طريقتهم في الحياة.
توجيهات قرآنية في بيت النبوة
مِن جملة التوجيهات التي أحاط الله -جل وعلا- بها بيت نبيِّه الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - قول الله -تعالى-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (الأحزاب: 32). فهذا أدب من الآدابٌ التي أمَر اللهُ -تعالى- بها نساء نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، ونساء الأمة تبعٌ لهن في ذلك، وقدّم لهذه الوصية التقوى {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} (الأحزاب: 32)، لأن التقوى هي المنطلق، ألا يخضعن بالقول: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} (الأحزاب: 32)؛ بمعنى ألا يعمَدْن إلى ترقيق كلامهن إذا خاطبن الرجال حتى لا يطمع فيهن مَن في قلبه ريبة ودَغَلٌ، بل يكون كلامهن جزلًا، وقولًا فصلًا، بلا ترخيم، ولا خضوع؛ إذ لا يحل للمرأة أن تخاطب الرجال الأجانب كما تخاطب زوجها. من هنا ندرك أنه إذا وجد التساهل بالحديث بين المرأة والرجل الأجنبي عنها كان ذلك السبيل الأول للشيطان؛ ليدخل بينهما، والمسألة ليست على سبيل التهمة لرجل، ولا امرأة؛ ولكن هذا أمر ربنا، وهو العليم الخبير، وهو الخالق لهذا الإنسان ذكرًا أو أنثى؛ لذلك كان من علامات وُفُورِ عقل المرأة، ودلائل عظيم حشمتها أن كلامها مع الرجال منضبط بهذا الضابط الذي أمر به القرآن وهو عدَم الخضوع بالقول؛ فليس بمحرم عليها أن تخاطب الرجال الأجانب فيما تحتاج إليه، ولكن عليها أن تلتزم بما أمرها به الشرع الحكيم، فكما أمر الناس عمومًا رجالًا ونساءً بتخيُّر الألفاظ الحسنة، والعبارات الطيبة في المحادثة فيما بينهم، أُمرَتِ المرأة أن تتجنب الخضوع بالقول {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (الأحزاب: 32).
كمال العبودية لله -تعالى
العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع، والتعبد: أي التذلل والخضوع، فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له، لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبة، لم تكن عابدًا له، حتى تكون محبا خاضعًا، ومن هاهنا كان المنكرون محبة العباد لربهم منكرين حقيقة العبودية، والمنكرون لكونه محبوبًا لهم، بل هو غاية مطلوبهم ووجهه الأعلى نهاية بغيتهم؛ منكرين لكونه إلهًا، وإن أقروا بكونه ربًا للعالمين وخالقًا لهم، فهذا غاية توحيدهم.
الزواج سكن وأمان
الزواج سكن وأمان، وفيه رضا الرحمن، قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21)، وفيه حفظ الدين، فهو أغض للبصر وأحصن للفرج، وهذه النعمة تدوم وتزداد ويبارك فيها إذا كان المرء وفيا لزوجه وكانت المرأة وفيَّة لزوجها، قال -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19)، أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت مثله، كما قال -تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
https://al-forqan.net/wp-content/upl...ag-246x300.jpg
من الهدي النبوي في تعليم النساء
أحاط النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة بمزيد من الاهتمام والتكريم، وأوصى بها خيرًا في كثير من أحاديثه - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك وصيته العامة بالنساء في خطبته الشهيرة في حجة الوداع قبل موته قائلا - صلى الله عليه وسلم -: «استوصوا بالنساء خيرا» رواه البخاري، ومن مظاهر عناية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنساء الاهتمام بتعليمهن أمور دينهن، والأمثلة الدالة على ذلك من سيرته وأحاديثه كثيرة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء نسوة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلن: يا رسول الله، ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال، فواعدنا منك يوما نأتيك فيه؛ فقال: موعدكن بيت فلان، وأتاهن في اليوم ولذلك الموعد، قال: فكان مما قال لهن: ما من امرأة تقدم ثلاثا من الولد تحتسبهن إلا دخلت الجنة، فقالت امرأة منهن: أو اثنان قال أو اثنان. صحيح أخرجه أحمد وابن حبان.
مشكلة الألفاظ النابية لدى الأطفال
تعد مشكلة تلفظ الأطفال بشتائم وألفاظ نابية من أهم المشكلات التي تعاني منها العديد من الأسر، ولعلاج هذه الظاهرة علينا بالآتي:
  • عدم الضحك مهما كان اللفظ أو الموقف مضحكًا، فالضحك يدفعه إلى التكرار.
  • التجاهل والتغافل في البدء خير علاج خصوصًا للأطفال ما بين سن الثانية إلى الرابعة.
  • إحلال السلوك الإيجابي محل السلوك المرفوض، والبحث عن مصدر الألفاظ البذيئة وإبعاد الطفل عنه، فهذه الألفاظ هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة: الأسرة والجيران والأقران والحضانة.
  • من المهم التدخل سريعا عند ظهور هذا السلوك قبل تفاقمه، إضافة إلى التحلي بالصبر والهدوء والتدرج في علاجه.
مسؤولية التربية
إن من أعظم ما حرصت عليه الشريعة الغراء تجاه الأبناء، أن يقوم الوالدان على تربيتهم وتعاهدهم بما يصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم، وجاءت النصوص الشرعية ببيان هذه المسؤولية، وأنها مشتركة بين الأب والأم معًا، وليست مقتصرة على أحدهما دون الآخر «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته»، إلا أنه قد خُصَّت الأم بالجانب الأكبر؛ لأنها أكثر ملازمة للأولاد من الأب الذي في الغالب يكون خارج البيت لطلب الرزق، وذلك فيما نص عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
من الآ داب الشرعية للمرأة في طلبها للعلم
من الآداب الشرعية للمرأة في طلبها للعلم: الإخلاص لله -عز وجل-، والتزام اللباس الشرعي الذي فرضه الله عليها، وعدم الخروج متطيبات، وغض البصر كما قال -تعالى-: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}(النور:31)، وعدم الخلوة والخضوع بالقول كما قال -تعالى-: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً}(الأحزاب: 32).

ابوالوليد المسلم 06-10-2023 03:22 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1188

الفرقان




من حكمة المرأة مع زوجها
المرأة الحكيمة هي التي تزن كلامها مع زوجها؛ فإن الكلمة لها تأثيرها البالغ سلبًا وإيجابًا، وكم من المشكلات كان سببها كلمة! وكم من الاطمئنان والهدوء سببه كلمة! فعليكِ بمراعاة ذلك، ولا يغرنك الشيطان فإنه عدو لكما جميعًا، وعلى الزوج مثلما على الزوجة من مراعاة زوجته واختيار أفضل الكلام، حتى يسعدا جميعاً ويعيشان في هناء.
صيانة الإسلا م للمرأة
إنَّ نعمة الله على المرأة المسلمة عظيمة، ومنَّته عليها كبيرة؛ حيث هيأ لها الإسلام أسباب سعادتها وصيانة فضيلتها وحراسة عفتها، وتثبيت كرامتها ودرء المفاسد والشرور عنها؛ لتبقى زكية النفس طاهرة الخلق، منيعة الجانب مصونة عن موارد التهتك والابتذال، محميةً عن أسباب الزيغ والانحراف والانحلال. ومن ذلك ما جاء من نصوص في القرآن الكريم من وصيته لها بالقرار في البيت، قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب:33) ، ومن ذلك وصيته لها بغض البصر، قال -تعالى-: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} الآية (النور:31)، ومن ذلك أمرها له بالحجاب، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب:59)، إلى غير ذلك من النصوص العظيمة التي تستهدف صيانة المرأة المسلمة، وتحقيق عفتها، وحفظ كرامتها، وإبعادها عن أسباب الشر وبذور الفتن، وليحميها من التعرّض للرِّيبة والفحش، وليمنعها من الوقوع في الفساد، وليكسوها بذلك حلَّة التّقوى والطّهارة والعفاف، ويسدَّ بذلك كلَّ ذريعة تفضي إلى المعصية.
هؤلاء هُنَّ الْقُدواتُ
فِي الْأُمَّةِ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ فِي الْقَدِيمِ وَفِي الْحَدِيثِ حَفِظْنَ دِينَهُنَّ، وَالْتَزَمْنَ بِحِجَابِهِنَّ، وَرَبَّيْنَ أَوْلَادَهُنَّ، وَنَفَعْنَ أُمَّتَهُنَّ، وَأَجْرُهُنَّ عِنْدَ اللَّهِ -تعالى- مَحْفُوظٌ، وَذِكْرُهُنَّ فِي النَّاسِ مَعْرُوفٌ، وَفِيهِنَّ ثَرِيَّاتٌ أَوْقَفْنَ الْأَوْقَافَ الْعَظِيمَةَ عَلَى الْمَسَاجِدِ وَالْمَدَارِسِ وَدُورِ الْأَيْتَامِ، وَمَعُونَةِ الْأَرَامِلِ وَالْمُحْتَاجِينَ. وَعَيْنُ زُبَيْدَةَ (زَوْجَةِ الْخَلِيفَةِ الرَّشِيدِ) لَا زَالَتْ آثَارُهَا بَاقِيَةً، أَجْرَتْهَا لِلْحُجَّاجِ فِي الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ حِينَ رَأَتْهُمْ يَحْمِلُونَ قِرَبَ الْمَاءِ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ، وَأَنْفَقَتْ فِي إِجْرَائِهَا جَوَاهِرَهَا وَأَمْوَالَهَا، هَذِهِ النَّمَاذِجُ الْمُضِيئَةُ مِنْ نِسَاءِ الْأُمَّةِ هُنَّ الْقُدواتُ اللَّائِي يَجِبُ أَنْ يُحْتَذَيْنَ، وَأَنْ يَقْرَأَ بَنَاتُ الْمُسْلِمِينَ سِيَرَهُنَّ، حَفِظَ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَبَنَاتِهِمْ بِحِفْظِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِنَّ عَافِيَتَهُ وَسِتْرَهُ.
الأم في بيتها قدوة لبناتها
الأم في بيتها قدوة لبناتها في ملابسها وحجابها وكلامها وحشمتها؛ حيث إنهن ينظرن لها مربية ومعلمة، وفي الغالب الأعم تكون البنات على أخلاق أمهاتهن، فلتتقِ الله -تعالى- الأمهات في فلذات الأكباد، ولتستثمر ذلك في دلالتهن على الخير؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دل على خير، فله مثل أجر فاعله» (رواه مسلم)، فيا أيتها الأمهات، لا تخدشن أخلاق بناتكن بتصرف سيئ وحاشاكن من ذلك! ولتكن الأم مع بناتها يأتمرن بالمعروف وينتهين عن المنكر؛ لينجوَ الجميع في الدنيا والآخرة.
https://al-forqan.net/wp-content/upl...om-300x191.jpg
حتى تستقر الأسر وتطمئن
من حكمة المرأة في بيتها أن تحتويَ الخلاف مع زوجها، ولا تُظهره لأولاده، وأن تتنازل وتتغافل فيما يمكن التنازل فيه والتغافل عنه بقدر الإمكان، وذلك مقابل بقاء العشرة الزوجية واستمرار تلك الأسرة يسودها الألفة والمحبة، وهكذا للزوج يقال فيما يخصه من التنازل والتغافل فيما يمكن التغافل عنه، أما إذا صار الزوجان متقابلين في الخصومات واللجاجات، فإن الأسرة لا تستقر ولا تطمئن، وتنخر فيها المشكلات، وتتسع دائرة الخلاف، وحينها يصعب الحل.
أحاديث موضوعة عن المرأة
هناك أحديث ضعيفة ومكذوبة اشتهرت عن المرأة، ومن ذلك قولهم: «شاوروهن وخالفوهن»، يعني: النِّساء؛ قال السيوطي: «باطل لا أصل له»، وهذا يخالف ما جاء في قوله -تعالى-: {عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ} (سورة: 233)، وتُخالف أيضًا ما ثَبَتَ عنه - عليه الصَّلاة والسلام - من مشورة بعضِ أزواجه في بعض الأمور وعمله بمشورتهن، كما شاور زوجته «أم سلمة» في صلح الحديبية وعمل بمشورتها، عندما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه أن يحلقوا ويُقَصِّروا شعورهم، ويتحلَّلوا من إحرام العمرة، فشق عليهم ذلك.
من الأخطاء التربوية: اختلاف الرأي بين الأبوين
من الأخطاء التي يقع فيها الأبوان أنه إذا قام أحدهما بعقاب الطفل، يحاول الطرف الآخر التدخل لمنع هذا العقاب أو كسره في غيابه والتكتم على الأمر، وهو سلوك تربوي خطأ، يُعلم الطفل الكذب والخداع وعدم إدراك أخطائه.
مواقف عزيمة المرأة المسلمة وثباتها
من مواقف العَزيمَة والثَّبات والعِبْرَة للمرأة المسلمة مَوْقِف ماشِطَةِ بنْتِ فرْعَوْنَ التي تَمَسَّكَتْ بِدينِ الإسلامِ، وأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ عنِ الحَقِّ، فَقَتَلَهَا الطَّاغِيَةُ فِرْعَوْنُ، فَمَاتَتْ هِيَ وأوْلادُهَا شُهَداءَ، وبَعْدَ مِئاتِ السِّنينِ لَمَّا أُسْرِيَ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شَمَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رائِحَةً طَيِّبَةً عَطِرَةً، فقيل له: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا.
من الأخطاء التربوية: عدم الثبات في المعاملة
عدم الثبات على أسس محددة للتربية والتوجيه، وعدم الاتفاق على أساليب الثواب والعقاب، مثل معاقبة الطفل على سلوك معين في وقت ما، ومسامحته أو مكافأته على السلوك نفسه في وقت لاحق، يجعل الطفل مشتتًا بين الصواب والخطأ، وتكون شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين.
المرأة الدِّينارية -رضي الله عنها
قال سعد بن أبي وقَّاصٍ -رضي الله عنه-: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأةٍ من بني دينار، وقد أُصيب زوجُها وأخوها وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُحدٍ، فلـمَّا نُعُوا لها، قالت: فما فعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: خيراً يا أمَّ فلان! هو بحمد الله كما تحبِّين، قالت: أَرُونيه حتَّى أنظرَ إليه، فأُشير لها إليه، حتَّى إذا رأته، قالت: كلُّ مصيبةٍ بعدَك جَلَلٌ.





ابوالوليد المسلم 06-10-2023 11:47 AM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1189

الفرقان



رسالة إلى المرأة المسلمة
ما أحوج المرأة المسلمة إلى التسليم والانقياد لنصوص الوحيين: القرآن والسنة! وما أحوجها إلى أن ينشرح صدرها لحُكْم الله -تعالى! فتتلقى أحكام الشريعة بخضوع وقبول، دون تباطؤ أو تردد، وأن تبادر إلى فعل الطاعات، وأن تسارع إلى الباقيات الصالحات، لعلها تكون من الفائزات يوم العرض واللقاء، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلى من أتى الله بقلب سليم.
الزوجة الصالحة
مدح الله -سبحانه وتعالى- الصالحات من النساء بقوله -سبحانه-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} (النساء: 34)، قال ابن كثير -رحمه الله-: {فَالصَّالِحَاتُ} أي من النساء {قَانِتَاتٌ} قال ابن عباس وغير واحد: يعني المطيعات لأزواجهن {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}. قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله، وقال عطاء وقتادة: يحفظن ما غاب عنه الأزواج من الأموال وما يجب عليهن من صيانة أنفسهن لهم، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيّ النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله»، هذه هي صفات النساء المؤمنات الممدوحات مع أزواجهن: صالحات، بعمل الخير والإحسان إلى الأزواج، ومطيعات لأزواجهن فيما لا يسخط الله، ومحافظات على أنفسهن في غيبة أزواجهن، ومحافظات على ما خلفه الأزواج من الأموال، ولا يُرين أزواجهن إلا ما يسرهم، من طلاقة الوجه، وحسن المظهر، ونقاء السريرة.
استوصوا بالنساء خيرًا
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فَإِنَّ المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلعٍ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإن تركته، لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء»، هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرًا، وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير، وهذا هو الواجب على الجميع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا»، وينبغي ألا يمنع من ذلك كونها قد تسيء في بعض الأحيان إلى زوجها وأقاربها بلسانها أو فعلها؛ لأنهن خلقن من ضلع، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه»، فالمعنى أنه لابد أن يكون في خلقها شيء من العوج والنقص.
من صفات المرأة المسلمة
  • المرأة المسلمة تؤمن بالله -عزوجل- ربًّا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا، وبالإسلام ديناً، وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقادًا.
  • المرأة المسلمة تحافظ على صلاتها بوضوئها وخشوعها في وقتها؛ فلا يشغلها عن الصلاة شاغل.
  • المرأة المسلمة تحافظ على حجابها وتعتز به؛ فهي تطلب ستر الله وتشكره على أن صانها وزكاها بالحجاب.
  • المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها؛ فتلين معه بالقول، وتُناصحه وتقوم على راحته.
  • المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله -تعالى-، وتعلمهم العقيدة الصحيحة، وتغرس في قلوبهم حب الله -عزوجل- وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتجنبهم رذائل الأخلاق.
من روائع الشعر (المرأة الصالحة)
ليس الفتاة بمالها وجمالها
كلا ولا بمفاخر الآباء
لكنها بعفافها وبطهرها
وصلاحها للزوج والأبناء
وقيامها بشؤون منزلها وأن
ترعاك في السراء والضراء
ياليت شعري أين توجد هذه
الفتيات تحت القبة الخضراء
من علامات قبول العمل
قال ابن القيم -رحمه الله-: «وعلامة قبول عملك: استقلاله وصغره في قلبك، حتى إن العارف ليستغفر الله عقيب طاعته، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم من الصلاة استغفر الله ثلاثا، وأمر الله عباده بالاستغفار عقيب الحج، ومدحهم على الاستغفار عقيب قيام الليل، وشرع النبي - صلى الله عليه وسلم - عقيب الطهور التوبة والاستغفار، فمن شهد واجب ربه ومقدار عمله وعيب نفسه، لم يجد بدا من استغفار ربه منه واحتقاره إياه واستصغاره».
خلق العــَــفــَــــــاف
قال الله -عزوجل-: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (النور:33)، العفاف كلمةٌ عظيمة ومطلبٌ جليل؛ ولا يرضى أحدٌ لنفسه ولا لذويه أن يُنسب إلى ضدِّه ونقيضه من فسقٍ أو فجورٍ أو فساد أو غير ذلك، والله -عزَّوجل- أمر عباده بالعفاف، وأمر به نبيُه - صلى الله عليه وسلم -، ويترتب على العفاف من الآثار والخيرات الغِزار في الدنيا والآخرة ما لا يحصيه إلا الله -تعالى-، والعفاف زينة الشرفاء وحِلية الفضلاء وجمال الكرماء، كرماءِ النفوس والأخلاق .
نساء لم ينسهن التاريخ
أم ورقة الأنصارية
الصحابية الأنصارية الجليلة كانت تدعي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية، أسلمت عندما خطت إقدام الرسول -صلي الله عليه وسلم- الشريفة أرض المدينة النبوية؛ حيث بايعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل غزوة بدر بأيام قليلة . كانت صوامة قوامة ومعروفة بالتقوي والصلاح، ونشأت على حب كتاب الله -تعالى-، وراحت تقرأ آياته آناء الليل وأطراف النهار حتى غدت إحدى العابدات الفاضلات؛ فجمعت القرآن، وكانت تتدبر معانيه، وتتقن فهمه وحفظه، كما كانت قارئة مجيدة للقرآن، واشتهرت بكثرة الصلاة وحسن العبادة. ولم يقتصرها حبها للإسلام علي صعيد الصلاة وقراءة القرآن ورواية الحديث بل كانت ترغب في الجهاد حيث استأذنت النبي -صلي الله عليه وسلم- للجهاد والشهادة في سبيل الله، وهي الواقعة التي قصتها بالقول : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما غزا بدرًا قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك، أمرض مرضاكم لعل الله أن يرزقني الشهادة؛ فرد عليها الرسول -صلي الله عليه وسلم- قائلا: «قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة»، ومنذ تلك الواقعة بينها وبين النبي غدت أم ورقة - رضي الله عنها - تعرف بهذا الاسم «الشهيدة» .

ابوالوليد المسلم 06-10-2023 06:46 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1190

الفرقان





معايير اختيار الزوج
كما أن الدين معيار وأساس في اختيار الرجل لزوجته، فإنه كذلك بالنسبة لاختيار المرأة للرجل، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ».
من وصايا القرآن للنساء
الأمر بإقامة الصلاة
مما أوصى به القرآن الكريم النساء، ما جاء في سورة الأحزاب من الوصية بإقامة الصلاة، وذلك في قول ربنا -سبحانه-: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاة} (الأحزاب: 33). قال السعدي -رحمه الله-: «لما أمرهن بالتقوى عمومًا، وبجزئيات من التقوى، كذلك أمرهن بالطاعة، خصوصًا الصلاة والزكاة، اللتان يحتاجهما، ويضطر إليهما كل أحد، وهما أكبر العبادات، وأجل الطاعات، وفي الصلاة، الإخلاص للمعبود، وفي الزكاة، الإحسان إلى العبيد»؛ فالصلاة عماد الدين، وهي الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، ولا سعادة للإنسان، ولا هناء في حياته إلا بمحافظته على هذه الفريضة التي جعل الله فيها من أنواع الخيرات والبركات ما لا يمكن حصره، ألم يقل رب العزة -سبحانه-: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}؟ (العنكبوت: 45)، وهكذا ما جاء من النصوص العظيمة في إجلال هذه الفريضة، وما ينبغي مِن الحرص والحفاظ عليها، وقد يكون لدى بعض النساء نوعٌ من الإخلال بهذه الفريضة مِن جهة ما يعرض لهن مِن العُذر الشرعي، الذي يُدخل بعضَ النساء في نوعٍ من التفريط من جهة عدم مراعاتها لبدء العذر وانتهائه، فربما تركت فرائض أو أخلَّت بما يجب في ذلك، وهذا يوجب على المرأة أن تكون متفقهة في دينها، وأن يتواصى الأبوان بأن يُبيِّنا لبناتهما ما ينبغي في شأن هذه الفريضة، وما يستوجب لهن من الفرائض والأركان، التي من جملتها ما يتعلق بالطهارة لها.
المرأة وطلب العلم
في دواوين الحديث وكتب التراجم كان للمرأة حضور بارز ودور عظيم في تلقي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروايتها، بل نافست الرجال منذ العهد النبوي، وطلبن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخصهن بمجلس، سجل ذلك الإمام البخاري في صحيحه حين وضع هذا العنوان (هَلْ يُجْعَلُ لِلنِّسَاءِ يَوْمٌ عَلَى حِدَةٍ فِي الْعِلْمِ؟) أورد فيه حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: «قالتِ النِّسَاءُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِن نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ»، لقد سابقت المرأة الرجال في طلب العلم، وربما سبقتهم وانفردت دونهن، فمن الأحاديث التي لا يعرف أنه قد رواها إلا النساء حديث فاطمة بنت قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفقة المبتوتة وسكناها، فكانت قصتها حديثًا يروى وسنة متبعة وحكما يقضي به، وقد أخذ كبار التابعين هذا الحديث من فم فاطمة وتناقلوه عنها وارتبط باسمها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
حقيقة حديث النبي صلى الله عليه وسلم «ناقصات عقل ودين»
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « ما رَأَيْتُ مِن ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ» فقيل: « يا رَسولَ اللهِ، وما نُقْصانُ العَقْلِ والدِّينِ؟» قالَ: «أمَّا نُقْصانُ العَقْلِ: فَشَهادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهادَةَ رَجُلٍ فَهذا نُقْصانُ العَقْلِ، وتَمْكُثُ اللَّيالِيَ ما تُصَلِّي، وتُفْطِرُ في رَمَضانَ فَهذا نُقْصانُ الدِّينِ»، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «بين - صلى الله عليه وسلم - أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها، وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى؛ وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى، فتزيد في الشهادة أو تنقصها، وأما نقصان دينها؛ فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله -عزوجل-، هو الذي شرعه -تعالى- رفقا بها وتيسيرا عليها؛ لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك». وقد أساء بعضهم -عن جهل أو عمد- فهم خطابه - صلى الله عليه وسلم - للنساء ووصفهن بأنهن «ناقصات عقل ودين» ففهم الحديث وفق مراده هو، وجعل من ذلك دليلا على ظلم الإسلام للمرأة، والإسلام من هذا الفهم السقيم بريء، وحاله كحال من قرأ قول الله -تعالى-: {فويل للمصلين} (الماعون -5).
حشمة المرأة
عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ»، فقالَت أمُّ سَلمةَ: «فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟» قالَ: «يُرخينَ شبرًا»، فقالت: «إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ»، قالَ: «فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ»، مما يستفاد من الحديث أن ستر المرأة وحشمتها وحياءها عائد إلى قوة إيمانها ودينها، أمَّا مَن رقَّ دينها وضعف إيمانها، فإنها لا تبالي بتلك الحشمة.
بذلت كل ما تملك في سبيل الدفاع عن الدين
الفريعة بنت مالك -رضي الله عنها
الفريعة بنت مالك بن سنان الخدرية -رضي الله عنها- إحدى نساء الصحابة اللاتي بذلن كل ما يملكن في سبيل الدفاع عن الدين طلباً للفوز في الآخرة، أبوها مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري الخزرجي الخدري الصحابي الجليل - رضي الله عنه -، وأمها حبيبة بنت عبد الله بن أبي -رضي الله عنها-، وأخوها الشقيق مفتي المدينة سعد بن مالك بن سنان - رضي الله عنه -، أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أحد أبطال غزوة الخندق وأحد الأعلام في بيعة الرضوان، بين هذه الفئة الطيبة نشأت الفريعة بنت مالك -رضي الله عنها-، تنهل من المكارم والفضائل وتكتسب من الأخلاق معاليها، وكانت -رضي الله عنها- من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين بايعوا تحت الشجرة بالحديبية في السنة السادسة من الهجرة، وبذلك كانت من أولئك النفر الذين أثنى الله -تعالى- عليهم بقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح 18).
أحاديث لم تصح عن النساء
من الأحاديث التي لم تصح عن النساء قولهم: «النساء مصابيح البيوت، ولكن لا تعلِّموهن»، وهو حديث موضوع، وهو من عجيب ما وُجد في أحاديث النِّساء المشتهرة على ألسنة الناس؛ لأنَّ بدايته ثناء على المرأة؛ وختامه ذم لهن، وهو مُخالف لما أمر الله -تعالى- به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في تعليم النساء، ومخالف أيضًا لعموم حديث: «طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم»، وعموم غيره مما صح في تعليم النساء.
الرعاية الاجتماعية للنساء
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهتم بالنساء من الناحية الاجتماعية وحظيت بالمعاملة الحسنة منه، فكان - صلى الله عليه وسلم - يزور بعضهن ويواسيهن في المصائب ويهنئهن في الزواج، وكان - صلى الله عليه وسلم - يفتح بابه للنساء للاستشارة فيما يقع لبعضهن من الأمور مثل حادثة خولة المجادلة في شأن الظهار، بل كان يشاور بعض أزواجه في شؤون العامة، فقد استشارت أم سلمة في حادثة صلح الحديبية، واتخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - دار رملة بنت الحارث يؤوي فيه من يريد إيواءه من الوفود.





ابوالوليد المسلم 07-10-2023 09:05 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1191

الفرقان





الأسرة وتربية الأفراد على القيم
الأسرة هي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على احترام القيم الاجتماعية، والحفاظ على حقوق الآخرين، ونبذ السلوكيات الخطأ، وإن تربية الأبناء على المنظومة القيمية فرض عين على الوالدين، وتأتي ضمن الأمانة التي حملها الإنسان بقوله -تعالى-: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (الأحزاب:72).
إنصاف الإسلا م للمرأة وتمييزه لها
بخلاف ما يدعي دعاة التحرر والليبرالية والنسوية، أن الإسلام ضيق على المرأة وظلمها، ولا شك أن هذه ادعاءات باطلة، القصد منها أن تتمرد المرأة على تعاليم الإسلام وثوابته وقيمه وأخلاقه؛ فالإسلام لم يظلم المرأة، ومن عدله أنه لم يجعل الواجبات عليها وحدها، ولا على الرجل وحده. بل قال -تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة:228)؛ فللنساء من الحقوق مثل ما عليهن من الواجبات، ومن أقوى علامات تمييز الله للنساء، بأن جعل سورة من سور القرآن العظيم باسمهن «سورة النساء»؛ وذلك تكريمًا لهن، وسمى سورة أُخرى باسم إحداهن سورة مريم، ورغم المساواة في التكليف إلا أن الإسلام ميز المرأة في مراحل حياتها وقدرها بوصفها إنسانة، لا بل إنّه -جلّ وعلا- حمّل مسؤوليتها في الأُمور الشاقة ومنها الاجتماعية والاقتصادية ومتطلبات العيش إلى الرجل، وفي فضل الإحسان إلى البنات قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجابًا من النار يوم القيامة»، وعندما تصبح زوجة قال الله -تعالى- {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19)، والأخت هي الرحم، ورفع من شأنها كأم لدرجة أنه قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، هكذا ميزها المولى -جل علاه-، وإننا لا نجافي الحقيقة حين نقول: إن الإسلام هو الـمحرر الحقيقي لعبودية الـمرأة، وأنه قد حفظ حقوقها منذ تكوينها جنينًا في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها.
لتكن البداية: تقوية الصلة بالله -عزوجل
كثير من الأمهات ينصب جهدها وجهادها على استذكار الأبناء، ورفع مستوى التحصيل، ودفعهم للحصول على أعلى الدرجات، في حين تغفل عن السبب الأساسي للقوة والنجاح والتوفيق، وهو حسن الصلة بالله -عزوجل-؛ فالإيمان بالله -عزوجل- يمنح المرء القوة والدافعية للسعي والإنجاز؛ لأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والإيمان بالله -عزوجل- يُشعِر الفرد بالثقة بأن ما سيعمله لن يضيع هباءً منثورًا، حتى ولو لم يجنِ ثمرته في الدنيا فجزاؤه مدخر في الآخرة، يقول -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (الكهف:30).
دور الشيطان في الخلافات الزوجية
عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت!». مما يستفاد من الحديث أن الشيطان له دور خطير في تأجيج المشكلات بين الزوجين وتضخيمها، وهو أحرص ما يكون على إلقاء الخصام والفرقة بينهما، فليحذرا كيده ومكره، وليحسن كل واحد منهما معاملة صاحبه، وليقم بحقه عليه حتى تستمر الحياة الزوجية السعيدة.
تربية الأبناء مهمة عظيمة
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع؟ حتى يسأل الرجلَ عن أهل بيته»، إن الأولاد نعمة مِن الله مَنَّ بها علينا، فهم زينة الحياة الدنيا، وتربيتهم مهمة عظيمة يجب على الآباء والأمهات أن يحسبوا لها حسابًا، ويعدوا العدة للقيام بحقها، خصوصًا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن، واشتدت غربة الدين، وكثرت فيه دواعي الفساد، حتى صار الأب مع أولاده كراعي الغنم في أرض السباع الضارية، إن غفل عنها ساعة أكلتها الذئاب، وهكذا الآباء والأمهات إن غفلوا عن أبنائهم ساعة تاهوا في طريق الفساد.
استحضار النية في الدراسة
في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»، يغفل كثير من الآباء والأمهات عن تذكير أبنائهم وبناتهم بنية طلب العلم في دراستهم، فلا يصححها ولا يصلحها، فيصبح الهم ماديا ودنيويا بحتًا، فعندما يعرف الطالب أن دراسته ما هي إلا سعي في طلب العلم، وأنه في عبادة، تكون الدافعية لديه أكبر، والحرص على التفوق أعلى، وتتلاشى المشكلات وتذوب الشدائد في سبيل هذه الغاية السامية التي يسعى لها.
ساعدوا أبناءكم على تنظيم أوقاتهم
لا يجب أن يترك الأبناء لينظموا أوقاتهم بأنفسهم، ولا سيما مع صغر سنهم؛ لأنهم -بطبيعة الحال- سيميلون للعب والنوم وضياع الوقت، ويمكن أن يتم التنظيم عن طريق جدول نتفق فيه معهم، ونضعه في غرفتهم، ويشاركون في وضعه ورسمه وتخطيطه، فنقسم ساعات اليوم ما بين أداء العبادات والنوم والذهاب للمدرسة والدروس والاستذكار بما يتناسب مع جدولهم.
علموا أبناءكم
مع بداية العام الدراسي الجديد علموا أبناءكم أن الدراسة والعلم حياة الأمم والشعوب، وأولى الناس بالتفوق هم أمة «اقرأ»، وإذا كان العلم مهما لكل الأمم، فإن طلب العلم عندنا عبادة، ومذاكرة العلم عندنا تسبيح، والسعي في طلب العلم جهاد، وبذل العلم صدقة، وهنيئًا لمن تعلم العلم وعلَّمه وعمل بعلمه.
وصايا للمعلمات
لا تعاقبي الفصل كله بذنب بعض التلميذات؛ لأن في ذلك ظلما للبريئات.
احفظي أسماء طالباتك، وتعرفي على ميولهن ومهاراتهن.
لا تبدئي درسك بانتقاد تلميذة أو مجموعة من التلميذات.
لا تسخري ولا تدعي أحدا يسخر أو يضحك من المخطئة مهما كان خطؤها.
ساعدي طالباتك على حل مشكلاتهن.
روحي على طالباتك بالمزاح الصادق والمسابقات الهادفة.
خصصي وقتا للتواصل مع طالباتك خارج الحصة؛ لأن التواصل من صفات المعلمة الناجحة.
تفقدي الغائبات واسألي عنهن.
اجعلي درسك وأسلوبك مناسبًا للجميع وليس للمتفوقات فقط.

عاملي كل طالبة معاملة تشعر من خلالها أنها مهمة عندك، فاحترمي رأيها وقدري شخصيتها.





ابوالوليد المسلم 08-10-2023 01:17 PM

رد: المرأة والأسرة
 
المرأة والأسرة – 1192

الفرقان



واجبات الأم نحو أبنائها
إن من ألزم واجبات المرأة المسلمة في بيتها العناية بأبنائها، والاهتمام بهم ديناً وفكراً وخلقاً ومسلكاً؛ وذلك ليشبوا على الخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة، معتزين بدينهم، منتمين إلى عقيدتهم، محبين لوطنهم.
توجيهات أخلاقية من سورة الحجرات
قال الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات: 6)، دلت الآيات الكريمة على وجوب التثبت في نقل الأخبار، والتريث في النطق من الأقوال الصادرة. حتى لا يقع الناس في سوء الظن، مما يكون له الأثر السيئ في تعكير صفو العلاقات الاجتماعية، وتفريق الروابط الزوجية؛ فيتفرق الشمل، ويتشتت الجمع، ويتباعد الأقرباء؛ بسبب أخبار غير صحيحة، أو شائعات غير ثابتة بل كاذبة شنيعة {فَتَبَيَّنُوا}، هذه قاعدة متينة، وأدب رفيع عظيم الصلة بأخلاقيات الناس ولا سيما في عصرنا الحاضر، الذي انتشرت فيه وسائل الاتصال الحديثة، فعلينا أن نتمثل هذا الأدب القرآني، وهذا التوجيه الرباني، فكم من خبر كاذب أدى إلى نتائج وخيمة، وعواقب أليمة! وكم فرق بين أفراد الأسرة الواحدة! فشتت جمعها، وفرق كلمتها، وأشعل نار الكره والبغضاء بين مجموعها، وكم من شائعة فصلت بين الزوجين المتحابين، وحولت الحياة الزوجية إلى الفرقة والتباعد، والتخاصم والتجادل، ولهذا حذرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نقل الأخبار قبل التحقق من صحتها، ويكفي في ذلك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع».
المرأة وتحمل مسؤوليتها
للأسرة المسلمة وإقامتها على ما يرضي الله -جل جلاله - شأن ليس باليسير، يقع عبئه على عاتق الرجل والمرأة على حد سواء، لكن المرأة تتحمل منه النصيب الأكبر؛ فهي الزوجة الحنون، والأم الشفيقة، والمربية الرفيقة، وسيدة المنزل المدبرة، وموجهة الأخلاق الفاضلة، فمنها تكون بداية كل فضيلة وإليها تنتهي؛ لذا كان على المرأة واجب العناية بأسرتها وتحمل مسؤوليتها، والقيام بما كلفها الله به من واجبات نحو زوجها وأبنائها، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الاستعانة بالله - عزوجل - واللجوء إليه بنية صادقة، وطلب العون منه بنية صادقة يشوبها اليقين الأكيد باستجابته -سبحانه- لدعائه وقبوله لرجائها.
دور الأسرة في مساعدة الأبناء على النجاح الدراسي
أكد عدد من الدراسات التربوية وجود علاقة وثيقة بين دوافع الأهل ودوافع الأبناء، وبين نظرة الأهل للتعليم ونظرة الأبناء له، فالأبناء يكتسبون مواقفهم تجاه المدرسة من أسرهم، فالذين استطاعوا تحقيق درجات عالية في المدرسة حققوا ذلك عن طريق ما يلي:
  • الأسرة أيقظت الرغبة الداخلية والتنافس الذاتي لدى أبنائها في التعلم.
  • الأسرة ساعدت الأبناء على وضع أهداف للتعلم يمكن الوصول إليها.
  • الأسرة زرعت في الأبناء حب التحدي والطموح ومقاومة المخاطر والصدمات.
  • الأسرة وضعت للأبناء حدودا واضحة لكل الأمور مثل: مشاهدة التلفاز، الألعاب، الأصدقاء، الهاتف، الانترنت وغيرها.
  • الأسرة ساعدت الأبناء على حفظ إنجازاتهم وأعمالهم ضمن ملف خاص.
  • الأسرة عوّدت الأبناء على كيفية التحكم بالمشاعر والتفكير إيجابيا، والابتعاد عن السلبيات التي تعيق عملية التعلم.
  • الأسرة دربت الأبناء على كيفية التعامل مع الأخطاء تدريبا جيدا.
أخطاء تقع فيها بعض الأمهات
من الأخطاء التي تقع فيها بعض الأمهات مخالفة القول للفعل؛ حيث يتعلم الطفل من أبويه أمورا ثم يجد أنهما يخالفان ما علماه، وهذا السلوك له أثره السيئ على نفس الطفل وسلوكه، ويكفينا قول الله -عزوجل في إنكار هذا الأمر-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (سورة الصف 2-3). فكيف يتعلم الصدق من يرى والده يكذب؟ وكيف يتعلم الأمانة من يرى والده يغش؟ وكيف يتعلم أحسن الخلق من يرى والده يسب ويفحش في القول؟.
أحاديث لا تصح عن النساء...«الجنة تحت أقدام الأمهات»
من الأحاديث المكذوبة عن النساء حديث: «الجنة تحت أقدام الأمهات، من شئن، أدخلن، ومن شئن أخرجن»، وهو حديث موضوع بإجماع العلماء؛ لوجود موسى بن محمد بن عطاء الكذاب في سنده؛ لذلك وجب تركه وعدم الاستشهاد به، ولا سيما وأن في السنة الصحيحة ما يغني عنه فعن معاوية بن جاهمة، أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ: نعَم، قالَ : فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها».
كانت مثالا للزهد والتقوى والخوف من الله
الصحابية الجليلة.. بريرة -رضي الله عنها
بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنهن-، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثم باعوها من عائشة -رضي الله عنها-، وذكرت كتب السيرة والسنة فضائل كثيرة للصحابية بريرة -رضي الله عنها-، وقد جاء الحديث عنها في مواضع لا تحصى، وكان لها نصيب وافر في خدمة السيدة عائشة -رضي الله عنها- ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك في الجهاد في سبيل الله؛ حيث كانت تخرج مع السيدة عائشة -رضي الله عنها- تؤدي دورها مع الصحابيات الأخريات من سقاية المجاهدين، وتطبيب الجرحى، وكانت ذات شجاعة نادرة وبطولة، وليس عجباً أن تكون كذلك؛ فهي تعيش مع السيدة عائشة أم المؤمنين، وابنة الصديق، وزوجة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكانت بريرة، -رضي الله عنها-، مثالاً في الكرم والجود والعطاء، وعاشت صابرة مؤمنة محافظة على دينها وإسلامها، وكانت حياتها مثال الزهد والتقوى والخوف من الله، توفيت الصحابية الجليلة بريرة، -رضي الله عنها-، في زمن خلافة يزيد بن معاوية، كما جاء ذكر ذلك في الطبقات لابن سعد والمستدرك والاستيعاب وأسد الغابة وأعلام النساء.





الساعة الآن : 11:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 345.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 343.29 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (0.51%)]