رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (1/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل طريقة عرض فنون البديع عند المؤلف: التزم المؤلف - رحمه الله - بِذِكْر لفظة (باب) قبْل جلِّ الفنون التي ذكرها، إلاَّ أنَّه خالف ذلك حين جعل (تأكيد المدح بما يشبه الذَّمَّ) بابًا، فلمَّا انتهى منه، قال: ومنه، ثم ذكر[33] (تأكيد الذم بما يشبه المدح)، وهما بابان عند البلاغيين. وفي آخر الكتاب، وبعد أنِ انتهى من باب الاستخدام، قال: "ومن أنْواع البديع" ثم ذكر[34]: نفي الشَّيء بإيجابه، والسلب والإيجاب، والتَّرشيح، ولعلَّه تنبَّه لها بعد أنِ انتهى من كتابه ثم أضافها. أمَّا إدراجه بعض الفنون على أنَّها أقسام لبعض الأنواع البديعيَّة، مع أنَّها وردت عند عدد من البلاغيِّين منفصِلة، فهذا كثيرٌ عنده، سأشير إليْه بعد قليل حين أتحدَّث عن تقسيمه للأنواع البديعيَّة. طريقة ترتيب فنون البديع عنده: ليس للمؤلِّف طريقة محدَّدة في ترتيب فنون البديع، وتقديم بعضها على بعض، اللَّهُمَّ إلا فصل البديع اللفظي عن المعنوي. ومع ذلك، فقد كان يعرض بعض الفنون المتقاربة بجوار بعض، كما في الجمع والتفريق والتقسيم، أو التَّكميل والاحتِراس. المصطلح: عُنِي المؤلف في بعض المواضع بذِكر مصطلحات أُخْرى للفن البديعي الذي يتحدث عنه، ولم يكن يوازن بين هذه المصطلحات، أو يرجِّح بعضها؛ فقد ترجَّح عندي أنَّه في ذِكْرِه لتلك المصطلحات كان متأثِّرًا بابن أبي الإصبع، وابن قرقماس. وكنت أظن أنَّ المؤلِّف سيناقش بعض المصطلحات التي أبدى بعضُ البلاغيين اعتراضَه عليها، كما حصل من بهاء الدين السبكي في مصطلح (التشريع)، إلاَّ أنِّي لم أجد للمؤلف مناقشة، على الرَّغم من إسهامه الكبير في التَّأليف في الموضوعات التشريعية. التعريف: دأب المؤلِّف على اختيار التعريفات السَّهلة الواضحة الموجزة التي تحدد مفهوم النوع البديعي. وقد يورد - أحيانًا - تعريفاتٍ يفهم منها أنَّها خاصَّة بالشعر، ومع ذلك يذكر لها أمثلة من القرآن الكريم، كما حصل في بابي: التخْيِير[35] والاتِّساع[36]، وكان عليه إمَّا إعادة صياغة التعريف، أو الالتزام بدلالته وعدم التَّمثيل لذلك النوع بالشعر. التفريق بين المتشابهات: ينبِّه المؤلف - رحمه الله - على وجود تشابه بين بعض الفنون البديعية، ويبين الفرق بينها، كما هو الحال في: تفريقه بين: التوشيح والتصدير[37]، والإيضاح والتفسير[38]، والتكميل والتتميم[39]، والتهكم والهجاء[40]، والهزْل الَّذي يُراد به الجدّ والتهكُّم[41]. وقد يشير إلى التَّشابُه دون أن يذكر التَّفريق بينها، كما حصل في باب التقسيم[42]؛ إذ ذكر أنه يشبه التفويف، ولم يبين ما بينهما من فرق. وقد تتداخَلُ عنده بعضُ الأنواع، كما حصل بين التَّضْمين والعقد، أو الاقتباس والتضمين، وربَّما كان ينطلق من رؤيته في أنَّهما يندرجان في باب واحد. التقسيم: مع أنَّ كتابه مختَصَر، إلاَّ أنَّه حرص على تَحديد أقسام كثير من الأنواع، كما حصل في التوشيع؛ إذْ قسَّمه إلى: ما دلالته لفظيَّة، وما دلالته معنويَّة. وتقسيمه للتَّورية، وللإفراط بالصِّفة، والتَّضمين. وقد ينطلق في هذا التقسيم من رؤيته في جَمع عدد من الفنون البديعيَّة في باب واحد، كما حصل في باب التَّضمين؛ إذْ جعل منه: الاقتِباس، والرَّمْز، والإيداع، والاستِعانة، والتلميح، وهذا ملحظ جيد من المؤلف - رحمه الله - إذْ إنه جمع للأنواع التي يمكن أن تنضوي تحت باب واحد. الشواهد والأمثلة: مع صغر حجم الكتاب، وتصريح المؤلِّف برغبته في الاختصار، إلاَّ أنَّه يشتمل على عدد طيب من الشواهد والأمثلة: من كتاب الله العزيز، ومن حديث المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - ومن أقوال العرب وأشعارهم، ويمكن تدوين الملحوظات التالية على شواهده وأمثلته: 1- أنه - كغيره من المؤلفين - يقتصر على جزء من الآية حين يذكرها، ويقتصر على موضع الشاهد فحسب. 2- قلَّة استشهاده بالحديث مع اشتِغاله بعلومه، والأنكى من ذلك أنَّه قد يعتمِد في ذكر شاهد من الحديث على نقْله عن كتاب بلاغي، كما حصل في نقْلِه عن ابن أبي الإصبع المصري. 3- لم يَحرص المؤلِّف على نسبة كثير من الشَّواهد لأصحابها، وقد عانيت من ذلك كثيرًا، حتَّى يسَّر الله لي معرفة المصادر التي اعتمد عليها دون أن يصرِّح بها. ومن الغريب أنَّه قد يسمِّي الممدوح بالأبيات، ولا يسمِّي صاحب الأبيات، كما حصل في باب (المخلص)؛ ولعلَّ السبب أنَّها لابن قرقماس، الَّذي أكثر من الاستِشْهاد بشعره دون أن يُسَمِّيه؛ خشية أن يؤدِّي ذلك إلى اكتشاف مصدره! أو لعلَّه لسبب آخر لا أعلمه. 4- كثرة استشهاده بشعر ابن قرقماس، وفد أفاد ذلك من كتاب "زهر الربيع"، الَّذي ألَّفه ابن قرقماس وضمَّنه من شعره شواهدَ على جُلِّ فنون البديع، بل إنَّ المؤلف - رحمه الله - كان يستند إلى أشعار ابن قرقماس، فينثُر بعضها، ويجعلها أمثلة مصنوعة، ويأخذ موضع الشاهد من بعضها ويعيد نظمها، ويبدو لي أنَّ كلَّ الأبيات التي لم أتمكَّن من معرفة قائلها إمَّا أن تكون لابن قرقماس، أو تكون للمؤلِّف؛ لأنَّه تصرَّف في نظْمِها بعد أن أفاد من شعر صاحبه فيها. 5- حين يلقي القارئ نظرة على أصْحاب الشواهد الشعرية - بعد أن يسَّر الله لي معرفة معظمِها - فإنَّه يستطيع الحكم على جودتِها الفنِّيَّة بصفة عامَّة؛ لأنَّها تضمنت شواهد لفحول الشعراء في العصور المختلفة، إلاَّ أنَّ بعضها - وبخاصَّة أبيات ابن قرقماس - يظهر على كثير منها التكلُّف والصنعة. 6- قد يعتمد على أحد مصادره في نقل الشاهد، ولكنَّه يغيِّر في الشاهد تغييرًا يفقد البيت صحَّة الاستشهاد به، كما حصل في باب التَّوليد؛ إذ غيَّر لفظة في بيت ابن أبي الإصبع هي موضع الشَّاهد. وقد يتصرَّف المؤلف في نقل مناسبة الشاهد؛ لرغبتِه في مخالفة المصْدر، كما حصل في باب الهجاء في معرض المدْح، إذ ذكر بيتَي ابن سناء الملك: لَوْ شَاءَ مِنْ رِقَّةِ أَلْفَاظِهِ أَلَّفَ مَا بَيْنَ الهُدَى وَالضَّلالِ يَكْفِيكَ مِنْهُ أَنَّهُ رُبَّمَا قَادَ إِلَى المَهْجُورِ طَيْفَ الخَيَالِ وسكت عن ذكر المناسبة، مع أن مصدره الذي اعتمد عليه جعل البيتين في وصف (قوَّاد)! وربَّما أراد التورُّع في ترك ذلك، وقد بيَّنت في التحقيق أنَّ المناسبة التي ذكرها ابن أبي الإصبع غير صحيحة؛ فالبيتان في وصْف صديق مصلح، وليس في قوَّاد، بدليل أنَّ البيت الذي قبلهما: لِي صَاحِبٌ أَفْدِيهِ مِنْ صَاحِبٍ حُلْوُ التَّأَنِّي حَسَنُ الاحْتِيَالِ وقد ورد نصٌّ في ديوان ابن سناء الملك يبيِّن أنَّ المناسبة في صديق مصلح، وعلى هذا فلا يصح الاستِشْهاد بهذه الأبيات في هذا الباب؛ فليست في الهجاء كما زعَم ابن أبي الإصبع وتابَعَه المؤلِّف. 7- كثرة شواهد الغزل، وخلوها من المعاني الفاحشة، والألفاظ النابية، إلاَّ في مواضع يسيرة، مما فيه تغزُّل بالغلمان. الإيطاء وجناس القافية عند المؤلف: عرض المؤلف - رحمه الله - في مقدمة حديثه عن الجناس، للحديث عن الإيطاء، وذكر رأي مَن قال: إنَّ الإيطاء من عيوب القوافي، وإن اختلف معنى الكلمة، وعقَّب على ذلك بقوله: "وهذا يؤدِّي إلى سد باب كبير من أبْواب البلاغة، وهو غالب الجناس المماثل"[43]. وهذا الموقف من المؤلِّف ممَّا يُحْمَد له، بل إنَّ هذه الظَّاهرة تعدُّ نوعًا مستقلاًّ من أنواع الجناس، سمَّاه المظفر العلوي: تجنيس القوافي، وذكر له[44] شواهدَ كثيرةً لم يعبها أحد من النقاد؛ بل إن المظفر أورد أبياتًا منسوبة للخليل بن أحمد نفسه، قافيتها كلمة (الغروب)؛ ممَّا يدحض الرَّأي المنسوب للخليل بأنَّه يرى أنَّ إعادة الكلمة يكون إيطاء، وإنِ اختلف معناها! وحين يطَّلع القارئ على كثيرٍ من القصائد التي اشتملت على بعض الألفاظ المشتركة، ومجيء صورة الكلمة واحدة، ولها دلالات متعدِّدة كما في كلمة (العجوز)[45]، أو (عين)[46]، أو (الهلال)[47]، أو (دار)[48]، حين يفعل ذلك، يعلم أن ذلك مما يعد من مظاهر ثراء اللغة وجمالها، وهذا يتَّفق مع رأي المؤلف مرعي حين ذكر أن جَعْلَ ذلك من الإيطاء يسد بابًا كبيرًا من أبواب البلاغة. مصادره: أفاد المؤلف من مصادر متعددة، فصرَّح بالنقْل عنْها والإحالة عليْها، كما أفاد بصورة خاصَّة من مجموعة من المصادر لم يصرح بالنقْل عنها، ولم يشر إلى أخذه منها، وبيان ذلك على النحو التالي: أوَّلاً: المصادر التي صرَّح بذكرها: التزم المؤلف - رحمه الله - بذِكْر اسم العالِم الذي أخذ رأيَه، أو أحال عليْه، دون أن يحدِّد اسم الكتاب، إلاَّ في موضع واحد حين سمَّى كتاب "التلخيص" للخطيب القزويني؛ ولهذا فسأعرض من أشار إليهم، مرتَّبين حسب تواريخ وفيَاتهم. 1- الخليل بن أحمد (175هـ): نقل[49] رأيه في الإيطاء، حيث جعل المؤلف ذلك مقدمة للحديث عن الجناس. 2- أبو الحسن الأخفش (215هـ): ذكر[50] رأيه في الإيطاء كذلك. 3- عبدالله بن المعتز (296هـ): ذكر[51] تسميته لتأكيد المدح بما يشبه الذم. 4- أبو الحسن علي بن عيسى الرماني (386هـ): أحال[52] عليه في موضعين في بابي: الجناس، والازدواج. 5- أبو الفتح عثمان بن جني (392هـ): ذكر[53] رأيًا له ممن تحدَّث عن المدح في صورة الذم. 6- الحسن بن رشيق (463هـ): أورد[54] تعريفه للاكتفاء. 7- ابن القطاع (515هـ): ذكر[55] تغليط ابن القطاع لرأي الخليل في الإيطاء. 8- جار الله الزمخشري (538هـ): نقل قوله: "ولا نرى بابًا في البيان أدق، ولا ألطف من هذا الباب (يعني: التورية)، ولا أنفع منه، ولا أعون على تعاطي تأويل المتشابهات في كلام الله - تعالى - وكلام رسوله، وكلام أصحابه"[56]. 9- أبو يعقوب السكاكي (626هـ): أحال المؤلف على قوله في باب التوجيه: "ومنه متشابهات القرآن"[57]. 10- ضياء الدين بن الأثير (637هـ): ذكر[58] تسميته للتشريع توشيحًا. 11- ابن أبي الإصبع المصري (654هـ): أورد[59] تعليقه على أحد شواهد الاطراد. ومع أنَّ المؤلف اكتفى بالإحالة على ابن أبي الإصبع مرَّة واحدة، إلاَّ أنَّه أفاد منه في مواضعَ كثيرةٍ في كتابه، كما سنعرف بعد قليل. 12- بدر الدين بن مالك (686هـ): نقل[60] عنه تعريفًا للإدماج. 13- الخطيب القزويني (739هـ): وهذا الموضع الوحيد الذي يُحيل على كتاب، إذ قال في حديثه عن أقسام التورية: "وفي "التلخيص" ضربان"[61]. 14- سعد الدين التفتازاني (791): نقل[62] عنه تعريفه لعلم البديع. 15- بدر الدين الزركشي (794هـ): ذكر[63] تعليقه على روايته أحد الأحاديث التي ذكرها شاهدًا على الاكتفاء. هذا ما نصَّ المؤلِّف على ذكره من العلماء الَّذين أفاد منهم، وقد يكتفي بذكر اسم فئة من العلماء، كأن يقول: علماء البديع[64]، أو أهل البديع[65]، أو أهل العروض[66]، أو كما هو عند النحويين[67]، أو وعليه إجماع المفسرين[68]. ومع تصْريح المؤلف - رحمه الله - بتلك الأسماء، إلاَّ أني رجَّحت في ثنايا التَّحقيق أنَّ رجوعه لبعضهم لم يكن مباشرًا، وبخاصَّة ما يتشابه فيه مع ابن أبي الإصبع المصري. ثانيًا: المصادر التي يومئ إليها دون أن يحددها، وذلك باستخدامه عبارات عامة: فهو حين يذكر النوع البلاغي، ويورد له مصطلحات أخرى، فإنه كثيرًا ما يعبِّر بمثل قوله: ويسمى كذا[69]، أو يقال له كذا[70]، أو وسمَّاه بعضهم كذا[71]، أو قيل: ولا يقال في القرآن سجع[72]. وقد لحظتُ أنَّه في مثل هذا النوع من الإحالات كان متابعًا بشكل واضح لأحد رجلين، إمَّا: ابن أبي الإصبع المصْري، أو ابن قرقماس، كما سنعرف لاحقًا - إن شاء الله. ثالثًا: المصادر التي اعتمد عليها دون تصريح منه بالأخذ عنها[73]: 1- ابن أبي الإصبع المصري (654هـ)، ومع أنَّ المؤلِّف لم يصرح بالإحالة عليه إلا مرَّة واحدة، إلاَّ أنَّه أفاد منه بصورة واضحة جلية، بل إنَّ ابنَ أبي الإصْبع - وبخاصَّة في كتابه "تحرير التحبير" - يُعَدُّ أهمَّ مصادرِه؛ إذ أخذ عنْه في مواضع كثيرة مثل أبواب: الإيضاح، والإشارة، والإرداف، والتتبيع، والتكميل، وحسن البيان، والاتباع، والنوادر، والتهكم، والشماتة، والهزل الذي يراد به الجد، والكناية، بل إنَّ ما أوْرده المؤلِّف في خاتمتِه يكاد يكون تلخيصًا لما ذكره ابن أبي الإصبع في باب التَّهذيب والتأديب، ولا يعني هذا أنَّ المؤلِّف كان متابعًا لابن أبي الإصبع حذو القذَّة بالقذَّة، فقد يأخذ عن ابن أبي الإصبع ويزيد عليْه، كما في أبواب: التخيير، والتوجيه، والتورية، وتأكيد المدح بما يشبه الذم، ورد العجُز على الصدر. وقد يعيد ترْتيب أفكار الموضوع، وينتقي من ابن أبي الإصبع ما يلائِمُه، كما في باب التَّفسير، وقد يتَّفق مع ابن أبي الإصبع في عنوان الباب، ويَختلف عنه في مضمونه، كما في باب التفريع، وباب السجع. ولم يقتصر المؤلِّف على ذكر الفنون البديعيَّة التي وردت عند ابن أبي الإصبع فحسب؛ بل ذكر غيرها مما لم يرد عند ابن أبي الإصبع، مثل: التَّجريد، والاكتفاء، ومن مظاهر الاختلاف بينه وبين ابن أبي الإصبع أنَّهما لم يتَّفقا في ترتيب عرْض الفنون البديعية؛ لأنَّ منهج المؤلف الاقتصار أوَّلاً على البديع الاصطلاحي، وثانيًا لأنَّه بدأ بعرض البديع اللفظي أوَّلاً، ثم عرض فنون البديع المعنوي. 2- محمد بن قرقماس (882هـ) أفاد منْه المؤلِّف، وبخاصَّة من كتابه "زهر الربيع في شواهد البديع"، وأهم مظاهر الإفادة منه هي: - البدء بالبديع اللفظي، وقد ظهر لي من متابعة كتاب ابن قرقماس أنَّه متأثِّر - أعني ابن قرقماس - بابن مالك الرعيني في كتابه "طراز الحلة"، وهو من أشْهر الذين بدؤوا بالبديع اللفظي. - تقسيم الجناس وأمثلته، فتأثرُ المؤلف به واضح جدًّا، وحين يلقي القارئ الكريم نظرة سريعة على تحقيق باب الجناس يُدْرِك ذلك التأثر. - نقله لجل مادَّة مراعاة النظير، وباب التورية من كتاب ابن قرقماس. - أخذه كثيرًا من شعر ابن قرقماس الذي مثل به في كتابه "زهر الربيع" على عددٍ من فنون البديع، بل كان المؤلِّف - رحمه الله - ينثُر بعض أبيات ابن قرقماس كما أثبتُّ ذلك في التحقيق، وقد أحصيتُ أكثر من ثَمانين شاهدًا شعريًّا أخذها عن ابن قرقماس. 3- شمس الدين محمد النواجي (859هـ)، وقد اتَّكأ المؤلف في باب الاكتفاء على ما ورد في كتاب النواجي "الشفا في بديع الاكتفا"، وأفاد منه كذلك في حديثه عن الإيطاء وعلاقته بالجناس. 4- جلال الدين السيوطي (911هـ)، أفاد المؤلِّف منه في بديعيَّته المسماة "نظم البديع في مدح الشفيع"، وبخاصَّة في الاستشهاد ببعض أبيات البديعيَّة في أبواب: المواربة، والسلب والإيجاب، والترشيح. 5- ابن مالك الرُّعيني (779هـ)، تشابه ما ورد عند المؤلف في بعض الأبواب مثل: الإدماج، والطباق، ومراعاة النظير، والاحتباك والتجريد، وغيرها مع ما ورد في كتاب "طراز الحلة وشفاء الغلة" لابن مالك الرعيني، وبخاصَّة في ذكر المصْطلحات الأخرى للفن البديعي، وهذه المعلومات المتشابهة وردت في كتاب "زهر الربيع" لابن قرقماس؛ لذلك أرى أنَّ تأثُّر المؤلف بكتاب الرعيني لم يكن مباشرًا، بل إنَّه أخذ ذلك بواسطة كتاب ابن قرقماس، والله أعلم. التحقيق: النسختان المعتمدتان في التحقيق: وفقني الله في الحصول على نسختين مخطوطتين لهذا الكتاب: أُولاهما: نسخة مصوَّرة في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض برقم 156/7، وهي مصورة عن نسخة مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 137 بلاغة. وتقع في تسع وعشرين ورقة، في كلِّ صفحة منها خَمسة وعشرون سطرًا، تتراوح كلمات السطر بين تسع كلمات، وأرْبَع عشرة كلمة، وخطّها نسخ معتاد. وهذه النسخة بخط محمد بن محمد بن محمد العبادي كما هو مدون في صفحة الغلاف، يقول: "في نوبة كاتبه وواقفه الفقير محمد بن محمد بن محمد العبادي المجلد - عفا الله عنه بمنّه". وهي نسخة تامة، خالية من السقط والتحريف، وتكتسب أهميتَها أنَّها منقولة عن نسخة المؤلف؛ إذ صرَّح كاتبُها في آخر المخطوط أنَّها: "كتبت من خطِّ مؤلِّفه - رحمه الله رحمة واسعة"، وقوبلت على نسخة المؤلِّف، وصحِّحت عليْها، واستدرك كاتبُها بخطِّه ما حدث من سقط بعض الحروف، أو تصويب بعض الكلِمات. ويوجد في حواشي بعْضِ صفحاتها تعليقات بخط مغاير، ويظهر لي أنَّها لبعض من انتقلت النُّسخة إلى حوْزَتهم، وهذه النقول نصوص من بعض الكتُب في تعريف بعْضِ الأنواع البديعيَّة، وذكر أمثلة لها، وأحيانًا تنقل أمثلة من تلك المصادر هي عينها الأمثلة التي وردت في المخطوط. أمَّا تاريخ نسْخِها، فلم أتمكَّن من تحديدِه، لكنِّي أظنُّه بعد وفاة المؤلِّف؛ لما يوحي به نصُّ النَّاسخ من الترحُّم على المؤلف - رحمهما الله. كما أني أكاد أجزم أنها كتبت قبل النسخة الثانية، التي سأصفها بعد قليل؛ لما يومئ إليه نوع الخط الذي كتبت به. وأخيرًا: فإنَّ وجود هذه النسخة في مكتبة عارف حكمت، يُضْفِي عليْها قيمةً علميَّة؛ لأنَّه من المعروف في أوساط المحقِّقين أنَّ هذه المكتبة تتميز باقتناء النسخ النفيسة. لذلك كله؛ فإني قد اتخذت هذه النسخة أصلاً في التحقيق. وثانيتهما: نسخة مصوَّرة عن نسخة مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم 3346، وهي نسخة أصليَّة تقع في ثمانٍ وثلاثين ورقة، في كلِّ صفحة منها واحد وعشرون سطرًا، تتراوح كلمات السطر بين ثماني كلمات وعشر كلمات. وهذه النسخة بخطِّ بكر بن أحمد بن حمَّاد النابلسي، وصرَّح في آخر المخطوط أنه فرغ "من كتابتها في يوم الجمعة المبارك السادس [والعشرين][74] من شهر [ذي][75] القعدة، الذي هو في سنين سنة ألف ومائتين وثمانية وستين". وهذه النسخة فيها شيء من التَّحريف والسقط اليسير، ويظهر أنَّ كاتبها - عفا الله عنه - لم يكن طالبَ علمٍ متمكِّنًا؛ فأخطاؤه الإملائيَّة والنَّحوية كثيرة، وما نقلتُه لك آنفًا - أيُّها القارئ الكريم - ممَّا دوَّنه الناسخ في آخر المخطوط يكشف عن ذلك. ومع هذا، فقد أسهمتْ هذه النسخةُ في مساعدتي بصحَّة قراءة النص، وتصويب ما غمض عليَّ في بعض المواضع؛ بسبب عدم وضوح الكتابة، أو تداخل بعض الأحرف. منهج التحقيق: 1- اتخذت أقدم النسختين أصلاً؛ لتمامها، ولأنها نُقلتْ عن نسخة المؤلف، وقابلتُ النسخة الثانية عليها. 2- عزوت الآيات إلى سورها، وحدَّدت أرقامها. 3- خرجت الأحاديث من كتُب الحديث ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. 4- وثَّقت النصوص، وأحلْتُ على مواضع الآراء في مظانها. 5- نسبت الشواهد والأمثلة الشِّعْرية لأصحابِها، وقد عانيت في هذا الأمر كثيرًا؛ لتأخُّر زمن المؤلِّف، حتى يَسَّر الله لي نسبةَ جُلِّ الشواهد، وبقِي عدد قليل لم أتمكَّن من معرفة أصحابها، فوثَّقت بعضَها بذكر المصادر التي أوردَتْها، وبقي أقلُّ من القليل لم أستطع معرفة قائليها، ولم أعثر عليها في المصارد. 6- ترجمت للأعلام ترجمات مختصرة تبيِّن الاسم، وسنة الوفاة، وما يشتهر به، ثمَّ أحلْتُ على بعض مصادر ترجمته. 7-وضعت مجموعةً من الفهارس في آخِر الكتاب للآيات، والأحاديث، والآثار، والشعر، وثبتًا بالمصادر والمراجع، ثم فهرس الموضوعات. ـــــــــــــــــ [1] سورة البقرة؛ الآية: 216. [2] انظر ترجمته في: "السحب الوابلة" 3/1118- 1125، "النعت الأكمل" 189- 196، "نفحة الريحانة" 2/244- 250، وجلُّ كتبه المحقَّقة تصدَّر بذكر ترجمته من قبل المحققين الأفاضل، ومن أكثرها استيعابًا ترجمة محقق "أقاويل الثقات" 32- 41، ومحقق "مسبوك الذهب" 13-22، ومحقق "تحقيق البرهان" 16/25. [3] انظر: "السحب الوابلة" 3/1125. [4] انظر "السحب الوابلة" 3/1119- 1221، وانظر مقدمة تحقيق "مسبوك الذهب" 15-22. [5] "السحب الوابلة" 2/1225. [6] سنة 1326هـ بمطبعة التقدم العلمية بمصر. [7] "إيضاح المكنون" 1/286. [8] السابق 1/479. [9] تقع في 31 ورقة، وهي في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض، برقم 1942 ف. [10] "إيضاح المكنون" 2/ 225. [11] انظر مقدمة المحقق لكتاب "تحقيق البرهان" ص20. [12] "السحب الوابلة" 3/1123. [13] "نفحة الريحانة" للمحبي 2/244- 250. [14] "دليل الطالب"، لمرعي (مقدمة المحقق) ص5. [15] "تحقيق البرهان"، لمرعي (مقدمة المحقق) ص52، ذكر أنه اكتفى بما رصده مَن حقق "أقاويل الثقات"، و"الشهادة الزكية". [16] "النعت الأكمل"، للعامري، 191. [17] "السحب الوابلة"، لابن حميد 3/1119- 1120. [18] "إيضاح المكنون" للبغدادي 2/247. [19] "أقاويل الثقات"، لمرعي الحنبلي، مقدمة المحقق. [20] "الشهادة الزكية"، لمرعي الحنبلي، مقدمة المحقق، ص16. [21] "الكواكب الدرية"، لمرعي الحنبلي، مقدمة المحقق، ص26. [22] "مسبوك الذهب"، لمرعي الحنبلي، مقدمة المحقق، ص20. [23] "النعت الأكمل" 191. [24] "السحب الوابلة" 3/1119- 1120. [25] "إيضاح المكنون" 2/247. [26] انظر "السحب الوابلة"، 2/804. [27] "المقصد الأرشد"، 2/174. [28] "السحب الوابلة"، 2/547. [29] ص158. [30] ص204. [31] ص179. [32] ص191. [33] ص202. [34] ص210، 211. [35] ص169. [36] ص170. [37] ص100. [38] ص147، 148. [39] ص151. [40] ص176. [41] ص178. [42] ص141. [43] ص56. [44] "نضرة الإغريض"، 93. [45] "أنوار الربيع"، 1/161- 164. [46] السابق، 1/165- 168. [47] السابق، 1/168 - 171. [48] السابق، 1/171. [49] انظر ص54. [50] كذلك انظر ص58. [51] انظر: ص201. [52] انظر: ص60، ص95. [53] انظر: ص175. [54] ص102. [55] ص57. [56] ص181، 182. [57] ص173. [58] ص91. [59] ص133. [60] انظر: ص136. [61] ص183. [62] ص52. [63] ص104. [64] انظر: ص104. [65] ص106. [66] ص111. [67] ص111. [68] ص210. [69] انظر مثلاً: ص120، 194، 203. [70] ص171، 181. [71] ص135، 167. [72] ص88. [73] ترتيب ذكرها وفق كثرة اعتماد المؤلف عليها، وليس بحسب وفاة أصحاب المصادر. [74] في النسخة (والعشرون). [75] في النسخة (ذو). |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (2/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل قال [شيخنا العلامة، المحقق الفهامة، محقِّق ما اندرس من العلوم بأبدع إحياء، مجلِّي ما انحبس عن الأفهام من العلوم مبتديًا][1]: قال العبد الفقير إلى الله - تعالى - مرعي بن يوسف الحنبلي المقدسي[2]: الحمد لمن أبدع الكائنات، فهو البديع، رفيع الدرجات، ذي العرش، معلِّم البديع[3]، والصلاة [والسلام][4] على مَن حاكت[5] ألفاظه الدراري، لمَّا حاكتْ[6] نسج زهر الربيع[7]، وعلى آله وأصحابه الذين هم أفصح وأصفح[8]، وأرجح وأجرح[9] في القَول والفعل، والعقل والخطب المنيع، ما خفق جناح النجاح، فلاحَ فلاحُ التقسيم والتنويع. وبعد: فهذه فرائد في معرفة أنواع البديع، وفوائد في غاية التَّهذيب والتَّرصيع، مراعيًا في ذلك الاختِصار، وإلى ذلك ميْل نفوس الأخيار، وما كان قصدي من هذا أن أدون اسمي في ديوان المصنِّفين، ولا أن أدرج ذِكْري في طبقات المؤلِّفين، بل القصد رياضة الطبيعة، وامتِحان الجِبِلَّة والقريحة، مع رجاء الغفران، ودعاء الإخوان. [وأسميته][10] "القول البديع في علم البديع". اعلم أنَّ البديع إنَّما يبحثُ [فيه][11] عن وجوه تحسين الكلام، بشرط أن يكون بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال، ووضوح الدلالة؛ لأنه إنما يعدُّ محسِّنًا بعد ذلك، وإلاَّ فقد قال الشيخ سعد الدين[12]: الاعتناء بوجوه تحسين الكلام دون رعاية مطابقته لمقتضى الحال، ووضوح الدلالة، بمنزلة "تعليق الدُّرِّ على أعناق الخنازير"[13]. وأنواع البديع كثيرة جدًّا تزيد على المائتين[14]، وهأنا أذكر ما تيسَّر ذكره مع رعاية الاختصار في التمثيل. وعلم البديع منحصر[15] في فنَّين: لفظي ومعنوي: فاللفظي: ما تعلَّق تحسينه بالألفاظ[16]، كالجناس ونحوه، والمعنوي: بالمعاني. والمتعلق باللفظ أنواع، ونبدأ[17] به؛ لأن اللفظ وسيلة إلى المعنى، وحق الوسيلة أن تكون متقدمة. ومن العجب أن الخليل بن أحمد[18] - واضع علم العروض - ذهب[19] في علم القوافي[20] إلى منع إعادة الكلمة التي فيها الروي في بيت آخر، سواء اتفق المعنى كرَجُلٍ ورَجُلٍ، أم اختلف[21] كثغر الفم، وثغر دار الحرب، وسمَّاه إيطاء[22]، وجعله من عيوب القوافي[23]، وهذا يؤدي إلى سدِّ باب كبير من أبواب البلاغة[24]، وهو غالب الجناس المماثل [1أ/1ب] أحد قسمي التَّام. ولذلك ردَّ عليه أئمَّة البلاغة، وخالفوه[25]، وغلَّطه ابن [القطَّاع][26] وغيره[27] قائلين: إن الإيطاء مخصوص بإعادة الكلمة بلفظها ومعناها قبل سبعة أبيات أو عشرة[28]، إلا أن الأخفش[29] يقول[30]: إذا كان أحدهما معرَّفًا والآخر نكرة، فليس بإيطاء. وإنما كان عيبًا؛ لدلالته على ضعف طبع الشاعر، وقلَّة مادته؛ حيث قصر فكره، وأحجم طبعه عن أن يأتي بقافية أخرى، فاسترْوح إلى الأوَّل، مع ما جُبِلت عليه النفوس من معاداة المعادات. وأمَّا إذا أُعيدت بلفظها دون معناها، فليس بإيطاء كقولي[31] من مطلع قصيدة: يَا سَاحِرَ الطَّرْفِ يَا مَنْ مُهْجَتِي سَحَرَا كَمْ ذَا تَنَامُ وَكَمْ أَسْهَرْتَنِي سَحَرَا[32] قالوا[33]: لوقوعه كثيرًا في أشعار الفصحاء، ودلالته على غزارة مادة الشاعر، وقوَّة ملكته، واقتداره على اقتناص المعاني المختلفة، بالألفاظ المتفقة، حتى جعلوه من محاسن الكلام، وسمَّوه تجنيسًا.[باب الجناس[34]] إذا تقرر هذا، فالجناس - ويقال التجنيس - قال الرماني[35]: "هو بيان المعاني بأنواع من الكلام، يجمعها أصل واحد"[36]، واشتراك المعاني في ألفاظ متجانسة، أو الجناس بين اللفظين: هو تشابههما في اللفظ، وهو سبعة أنواع: تام، وناقص، ومحرَّف [أو][37] مصحَّف، ومقلوب، ومضارع، ولاحق، وملحق بالجناس. وهذه السبعة تنقَسم نَحو ستِّين[38] نوعًا: النوع الأول: الجناس التَّام: وهو أن يتفق اللفظ حروفًا، وعددًا، وهيئة، وترتيبًا، ونوعًا: اسمًا، أو فعلاً، أو حرفًا. وهو قسمان: مفرد ومركب، وكلٌّ منهما أنواع: فالمفرد: إن اتفقَّت فيه الكلِمتان فيما مرَّ مع اختِلاف المعنى - بخلاف: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}[39] - فتام مماثل، نحو: خال، وخال، لخال الخد، وأخي الأم، واستوى طعام زيد لمَّا استوى راكبًا، ونحو: "أَظَبْيَ النَّقَا أَبَارِقٌ بِثَغْرِك؟[40]"، وقع الجناس بين همزة النداء في ظبي، وهمزة الاستفهام في بارق. ونحو: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}[41]، ولا اعتبار بزيادة (أل) في مثل ذلك [1ب/2أ]. ونحو: ممَّا جرى دمعي جرى[42]، عن وجْهِه أسفر والصَّبح قد أسفر. والظَّاهر أنه لو اتَّفق النوع وكان مع أحدهما ضمير - أنَّه تام مماثل لا مستوفى، نحو: يَا خَلِيلَيَّ سَلا إِنْ كانَ قَلْبِي قَدْ سَلا[43] وإن اتَّفقتْ فيه الكلِمتان دون النَّوع، كاسم وفعل، فتام مستوفى، ويقال له: جناس التغاير، والتجنيس المطلق، نحو:(يحيا لدى يحيى)[44]. ونحو: وضعتُه في فيَّ، وجئت إلى إلى زيد، أي: نِعَمِه، ونحو: علَّ زيدًا علَّ؛ أي: اعتلَّ، ونحو: يعجبني أنَّ زيدًا أنَّ[45] - من الأنين. والمركَّب نوعان: ملفوف، ومرفو: فالملفوف: ما تركب من كلمتين تامتين. والمرفو: ما تركب من كلمة وبعض أخرى. وكلٌّ قسمان: ملفوف مفروق، وملفوف مشتبه، ومرفو مفروق، ومرفو مشتبه. فالملفوف المفروق، نحو: الخيل تجري بي من تجريبي[46]، ونحو: إنْ كُنْتَ تُريدُ بالجَفَا تَهْذِيبي، فاقْطَعْ برِضاكَ ألسُنًا تَهْذِي بِي[47]. فهو ملفوق؛ لتركبه من كلمتين تامتين، فإن (تهذي): من الهذيان كلمة، و(بي) جار ومجرور كلمة. ومفروق؛ لاختلافهما في صورة الكتابة، ونحو: كُلُّكُمْ قَدْ أَخَذَ الجَا مَ وَلا جَامَ لَنَا مَا الَّذِي ضَرَّ مُدِيرَ [الجَا = مِ][48] لَوْ جَامَلَنَا[49]أي: عاملنا بالجميل.والملفوف المشتبه: ما اشتبه خطًّا، نحو: من لم يكن ذا هبة، فدولته ذاهبة[50]، ونحو: لَسْتَ تَاجَ العَارِفِينَا أَنْتَ تَاجُ العَارِ فِينَا[51] من العار.ونحو: لسربي سِر بي[52]، وحلالي حلا لي[53]، ونحو: أوحشنا شخصك مذ فارقنا، والدمع في العيون مذ فار قنا[54]، ونحو: بِالوَصْلِ قَدْ جَادَ لَنَا مِنْ بَعْدِ مَا جَادَلَنَا[55] فإن كان مركب الجزأين، فجناس التلفيق، نحو: مِن عَدمي، منع دمي[56]، ونحو: قال لي: ما لك؟ قلت: خُذْ مالَك.ومما اشتمل على الجناسين نحو: يَا حَادِي عِيسِهِمْ لِسِرْبِي سِرْ بِي إِنْ كُنْتَ شَفِيقْ والمرفوُّ المفروق: نحو: عندما صرت قُلامهْ، رمت الأحداقُ لامهْ[58].قَدْ زَادَ مِنَ الغَرَامِ عُجْبِي عُجْ بِي فَالدَّمْعُ طَلِيقْ إِنْ كَانَ دَنَا فِرَاقُ صَحْبِي صِحْ بِي، لا صَبْرَ أُطِيقْ بِاللَّهِ وَإِنْ قَضَيْتُ نَحْبِي نُحْ بِي، فِي كُلِّ فَرِيقْ[57] فهو مرْفوٌّ؛ لأنَّ لامه رفيت بالقاف من الأحْداق، حتَّى جانست قُلامه، ومفروق؛ لاختِلافهما في صورة الكتابة، ونحو: [2أ/2ب]. يَا مَنْ بِأَلْحَاظِهِ المَرْضَى أَرَاقَ دَمِي وَمَنْ إِلَيْهِ بِإِتْلافِي سَعَى قَدَمِي[59] والمرفوُّ المشتبه: نحو: ما صفَّ أوراقْ[60] مذ صفا أو راقْ، مرفوّ؛ لأنَّ راق رُفي بأو، حتى جانس أوراق، ومشتبه؛ لاتحاد صورة الكتابة، ونحو:نُحُولِي وَأَشْجَانِي لِحَالِي فَوَاضِحُ وَأَمَّا افْتِضَاحِي فِي الغَرَام فَوَاضِحُ[61] النوع الثاني: الجناس المحرَّف والمصحَّف:ويدخلان في سائر أنواع الجناس، فالمحرف: ما اتفقتْ فيه الكلمتان دون الشكل، والمصحف: ما اتفقت فيه الكلمتان دون النقط. فالمحرَّف نحو: البدعة شَرَك الشِّرْك[62]. ونحو: الجاهل إما مُفْرِطٌ وإمَا مُفَرِّطٌ[63]، والحرف المشدَّدُ في حكم المخفف، وقوله - تعالى -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنْذَرِينَ}[64]. والمصحف: نحو: زُرْتُ حِبِّي فِي سَحَرْ فِي رَوْضِ زَهْرٍ وَشَجَرْ[65] وقد اجتمعا في قولهم: "جُبَّةُ البُرد، جُنَّةُ البَرْد"[66]، وقوله - تعالى -: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[67]، وقوله - عليه السلام -: ((يتكلم بما لا يَعْنِيه، ويبخل بما لا يُغْنيه))[68].وأقسام المحرف خمسة: - مفرد، كما مرَّ. - ومحرف مركب مرفو مفروق، نحو: وَشَادِنٍ خَصْرُهُ قَدْ صِيغَ مِنْ عَدَمِ مُمَنَّعٍ لا يَرَى فِي الحُبِّ مَنْعَ دَمِي[69] - ومحرف مركب مرفو مشتبه، نحو: فَانْظُرْ إِلَى الوَرْدِ مَا أَحْلاهُ حِينَ حَكَى مَا فِي الخُدُودِ دَمَ الغَادَاتِ مِنْ خَجَلِ[70] لأن ما التعجبيَة رُفِيَتْ بالدال من ورد، حتَّى جانست دمًا، ومثله: "في الورد ما يحكي دما"[71].- ومحرف مركب ملفوف مفروق، نحو: "جاء منصور من صور"[72]، ونحو: غَزَالٌ نَفُورٌ عِنْدَمَا مَالَ جِيدُهُ رَوَى عَنْ دُمَى الجَرْعَاءِ حُسْنَ التَّلَفُّتِ[73] ودُمَى: جمع دُمْية، وهي الغزالة[74] الصغيرة.- ومحرَّف مركب ملفوف مشتبه: نحو: لا صَبْرَ فِي بَوَاطِنِ قَوْمٍ تَحُلُّ بِوَاطِنِ[75] ملفوف؛ لأنَّ واطن الثاني لفظ مستقل، اسم موضع[76]، وباء الجرِّ حرف مستقل دخل عليه، ومشتبه صورة ومحرف؛ لاختلاف حركة الباء.النوع الثالث: الجناس الناقص: ويقال التجنيس الزائد باعتبار الكلمة الأخرى، فناقص حرفٍ من الآخر مطرف، وحرفين مذيَّل، ومن الأوَّل أو الوسط غير مطرف وغير مذيَّل، ويسمى الجناس [2ب/3أ] المكتنف في اسمين، أو فعلين، أو مختلفين. فناقص الآخر، نحو: شاكر شاكٍ[77]، وجادل وجاد[78]، وراحل راح[79]، وأكلت من سمن[80]. وناقص الأول: نحو: مساق وساق[81]، و"صَفَا حسنُه لمن وَصَفَا"[82]، "وصال عليَّ طالب وصال"[83]، ولعلَّ زيدًا علَّ؛ أي: اعتلَّ، ونحو: صَبْرِي لِوَصْلِكَ لا سَبِيلَ إِلَيْهِ لِي إِلاَّ إِذَا الْتَقَتِ الثُّرَيَّا بِالثَّرَى[84] وفي المفروق: نحو: إِنْ قُلْتُ هَا نَدَمِي يَوْمًا أَهَانَ دَمِي[85] والوسط: جدِّي جهدي، وصليت خلف من خالف، وسال وسل[86]، وهام [وهمَّ][87] مِن هَمَّ به، ونحو:غَدَا قَلْبِي - وَحَقِّ اللهِ - ذَائِبْ إِذَا أَسْدَلْتِ هَاتِيكَ الذَّوَائِبْ [88]وناقص حرفين فأكثر: نحو: عَوَاذِلُ مِنْ فَرْطِ البَهَا كَالبَهَائِمِ[89] ونحو: رقرق دمعي حين رق جسمي[90]، ونحو: حمى وحمايل[91]. ونحو هذا: مسا مساكين[92]، ونحو سل وسلسل[93]. ومن الأول: نحو بال وبلبال[94]، ونحو: وافى لمَّا فاء[95]، أي: رجع، ونحو: مذ صال قطع أوصال[96]. ومن الوسط: نحو دلال ودل[97]، وحاول وحل، ونَمَّام ونَمّ[98]. النوع الرابع: الجناس المقلوب: ويقال[99] تجنيس العكس: وهو أن تختلف الكلمتان في ترتيب الحروف تقديمًا وتأخيرًا، وهو إمَّا قلب الكلِمة بأسْرِها، نحو: قلم وملق، وحتف وفتح[100]، وحلب وبلح، ولحم ومحل. أو الوسط نحو: أفْصَح وأصْفَح[101]. أو الآخر نحو: قلب وقبل، وأرحام [و][102] أرماح، أو غير الوسط[103]، نحو: بَرْقٍ وقُرب[104]، وربح وحِبْر[105]. أو غير الآخر[106] نحو: جنس [و][107] نجس، وهند ونهد[108]. وإذا وقع أحد متجانسي القلب أول البيت، والآخر آخره، سمِّي - حينئذٍ - مقلوبًا مجنَّحًا؛ لأن اللفظين بمنزلة جناحين للبيت[109]، نحو: لاحَ أَنْوَارُ الهُدَى مِنْ كَفِّهِ فِي كُلِّ حَالْ[110] ونحو:مَاجَ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْدَافُهُ مُهَفْهَفٌ يَسْعَى بِكَأْسٍ وَجَامْ[111] النوع الخامس: الجناس المضارع:وهو ما اختلف بحرف، لكن بشرط أن يكون حرف الاختلاف مشابهًا لمخالفه بالخط، أو مقاربًا له في المخرج. - في اسمين نحو: طاعن ظاعن[112]، وجائر وجابر، ونحو: نافث نافذ[113]: الثاء والذال اتَّفقا في المخرج، ونحو: ليلٌ دامس، وطريق طامس[114]، و{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}[115]، و((الخيل معقود بنواصيها الخير))[116]؛ لتقارب الدَّال [3أ/3ب] والطاء، والهاء والهمزة، واللام والراء. - أو فعلين، أو مختلفين، نحو: نَهَرَ وبَهَرَ[117]، وشَعَلَ وشَغَلَ[118]، وراح وراج. النوع السادس: الجناس اللاحق: وهو ما اختلف بحرف غير مشابهٍ لمخالفه خطًّا، ولا مقاربًا له مخرجًا، نحو: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}[119]، وتفرحون وتمرحون[120]، وبدر وبحر، [ونحو][121]: {جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ}[122]، وحرف الاختلاف إمَّا في أوَّل، أو وسط، أو آخر، في اسْمين، أو فِعْلين، أو مختلفين، نحو: دمع وهمع، ونبال ونكال[123]، وترتيب وتركيب، وصادح وصادع[124]، ونحو: عاد وجاد[125]، ونحو: تُغَرِّبُ فِي أَلْحَانِهَا وَتُغَرِّدُ[126] ونحو: حمل وأمل[127]، ونفر ونهر[128]، وأسل وأسر[129]. النوع السابع: الملحق بالجناس: وهو شيئان[130]: أحدهما: أن يجمع اللفظين الاشتقاقُ، وهو توافق الكلِمَتين في الحروف الأصول، مع الاتفاق في أصل المعنى، نحو: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ}[131]، مشتقَّان من قام يقوم. يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (2/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل وهو أربعة: - مشتقٌّ حقيقي كما مر. - ونحو صديق وصدوق[132]، ويسمَّى جناس الاشتقاق. - ومشتق غير حقيقي، ويسمَّى[133] المطلق، نحو: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ القَالِينَ}[134]، الأول من القول، والثاني من القِلى، ونحو: جَرَّعَتْنَا الغَمَامَ بِالجَرْعَاءِ[135]. - ومشوش نحو: سرور وسعود، وغبون وغموم[136]، فإن قلتَ: مختلف الوسط فاتَ اتفاق آخره، أو مختلف الآخر فاتَ اتفاق وسطه، فيبقى الناظر متحيرًا؛ فلهذا سمي مشوشًا. ونحو: مُحَرَّفُ الطَّبْعِ حَيْثُ القَلْبُ مُحْتَرِقٌ[137] فإن التاء لو فقدت منه، لكان جناسَ تصحيف، ولو كانت القاف فاء، لكان جناسًا ناقصًا. وإذا ولي أحد المتجانسين أيُّ تجانس، كان سمي الجناس مزدوجًا ومكرَّرًا ومردَّدًا، نحو: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}[138] من اللاَّحق: ومن طلب شيئًا وجدَّ وَجَدْ. يتبع في العدد القادم ـــــــــــــــ [1] ما بين المعقوفتين من نسخة (ب). [2] انظر ترجمته في مقدمة الدراسة. [3] لعل المؤلف - رحمه الله - أراد التنبيه على موضوع الكتاب، وأنه في البديع، وقوله عن الله - عز وجل -: مُعلِّم البديع، استنادًا على ما ورد في قوله – سبحانه -: {وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151]، والله أعلم. [4] في الأصل والصلات، وما دُوَّن من نسخة (ب)، وإن كنت لا أستبعد أن المؤلف يريد الصلات؛ جريًا على عادته في التجنيس. [5] حاكت - هنا - بمعنى شابهت. [6] وحاكت - هنا - من الحياكة: وهي النسيج والخياطة، وتحسين أثر الصنعة في الثوب، انظر: "القاموس المحيط" (حيك)، ويقصد بها أن ألفاظه نسجت أحسن القول وأجمله. [7] لعل فيه إشارة إلى كتاب "زهر الربيع"، لابن قرقماس، الذي اكتشفت أن المؤلف أفاد منه كثيرًا في الأمثلة. [8] أصفح: أكثر صفحًا وعفوًا، فالصفوح: هو الكريم العفو، انظر: "القاموس المحيط" (صفح). [9] أجرح: لعلها من جرح كمنع؛ أي: اكتسب، فيكون المعنى تفضيل الصحابة فيما اكتسبوه في أقوالهم وأفعالهم، وفي المواقف الحاسمة، انظر: "القاموس المحيط" (جرح). [10] وفي الأصل: (وأسميه)، ولعلها تحريف عن أسميته، وفي الثانية: (وسمية). [11] من (ب)، وهي ساقطة في الأصل. [12] هو سعد الدين التفتازاني: مسعود بن عمر بن عبدالله (712 - 791هـ)، وصفه أحد الباحثين بأنه فيلسوف الماتريديَّة، له ثلاثة كتب في البلاغة: "المختصر"، و"المطول"، وكلاهما على تلخيص القزويني، والكتاب الثالث شرح فيه القسم الثالث من مفتاح السكاكي. انظر: "بغية الوعاة" 2/285، و"الماتريدية وموقفهم من الصفات" 1/294. [13] انظر قول التفتازاني في "المختصر"، "مختصر الدسوقي على مختصر المعاني" (ص505)، وفي "المطول" 416، وفيه كتعليق الدرر، ولعله خطأ طباعي، وذكر السيوطي هذا القول دون عزو للتفتازاني، انظر: "عقود الجمان" 104. أقول: لعل سعد الدين التفتازاني أخذ هذه العبارة من قول الشاعر: إِنِّي وَتَزْيِينِي بِمَدْحِيَ مَعْشَرًا كَمُعَلِّقٍ دُرًّا عَلَى خِنْزِيرِ انظر: "أسرار البلاغة"، 200، تحقيق/ محمود شاكر. [14] بدأ ابن المعتز بذكر أنواع البديع، وكانت عنده ثمانية عشر نوعًا، وزاد قدامة أنواعًا أخرى، فصارت عنده عشرين، ووصلت عند أبي هلال العسكري إلى سبعة وثلاثين نوعًا، وبلغت عن التيفاشي سبعين، ثم جاءت عند ابن أبي الإصبع في "بديع القرآن" خمسة وتسعين، وزاد عليها في "تحرير التحبير"، فصارت عشرين ومائة نوع، وضمَّن الحلي "بديعيَّته" أربعين ومائة نوع، وتسابق البديعيُّون بعد ذلك في الزيادة، فذكر الآثاري في بديعياته الثلاث أكثر من مائتي نوع، (انظر ما قاله السيوطي في "عقود الجمان"، 105). والبديع عند أولئك عام، يشمل فنون البلاغة الثلاثة، ومما ساعد على التزيد من العدد أنَّ كثيرًا منهم يجعل النوع الواحد أقسامًا، فيكون كل قسم بمثابة نوع بلاغي، كما هو الحال في الجناس مثلاً. ومن المناسب هنا أن أذكر أنَّ أنواع البديع لا تنحصر، فكل نوع من التحسين يخترعه الكتَّاب أو الشعراء، يصبح نوعًا بديعيًّا، وقد ألف الشوكاني رسالة طريفة في هذا الباب سماها: "الروض الوسيع في الدليل المقنع على عدم انحصار علم البديع"، لديَّ منه نسخة مخطوطة، تكرم بإحضارها إليَّ الأخ العزيز فضيلة الدكتور/ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر؛ إذ طلبتُ منه ذلك حين سافر لليمن؛ ليحضر نسخًا مخطوطة من كتاب "الطراز" الذي عمل تحقيقه، أجزل الله له المثوبة، ولعل الله ييسر تحقيقها. [15] انحصاره في قسمين: لفظي ومعنوي، وفق ما استقر الرأي عليه عند الخطيب القزويني، ومَن تبعه، ومنهم المؤلف، وبعضهم جعله ثلاثة أقسام: لفظي، ومعنوي، ولفظي معنوي، ومن هؤلاء: بدر الدين بن مالك في "المصباح"، انظر: "المصباح" 159- 161، 162، 246، وشرف الدين الطيبي في "التبيان"، انظر: "التبيان" 283. [16] يعلق كثير من البلاغيين على هذه العبارة بقولهم: أولاً وبالذات (انظر: تلخيص الخطيب وشروحه في شروح "التلخيص" 4/285)، وغرضهم ألا يستبعد المعنى، وإنما المقصود بالدرجة الأولى هو اللفظ. [17] البدء بالجناس اللفظي مخالف لمدرسة الخطيب القزويني التي تبدأ بالمعنوي، ولكن المؤلف مرعيًا سبقه في تقديم اللفظ عددٌ من البلاغيين، منهم: ابن جابر في "الحلة السيرا"، وابن مالك الرعيني في "طراز الحلة"، وابن قرقماس في "زهر الربيع". [18] هو أبو عبدالرحمن: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي (100-175هـ)، عبقري اللغة العربية، كان إمامًا في اللغة والنحو، وهو الذي استنبط علم العروض، انظر: "وفيات الأعيان" 2/244- 248. [19] نَسَبَ هذا القول - وهو جعل إعادة الكلمة بلفظها ومعناها، أو بلفظها دون معناها من الإيطاء - للخليل عددٌ من العلماء منهم: 1- الرماني (388هـ) فيما حكاه عنه الدماميني في "العيون الغامزة على خبايا الرامزة"، ص272. 2- التبريزي (502هـ) في "الكافي في العروض والقوافي" 162. 3- ابن القطاع (515هـ) في "المختصر": "الشافي في علم القوافي"، تحقيق أ. الدكتور/ صالح العايد، ص89. 4- الشنتريني (550هـ) في "المعيار في أوزان الأشعار"، 127- 128. 5-الدماميني (827هـ) في "العيون الغامزة على خبايا الرامزة" 272. 6- العيني (855هـ) في شرحه على منظومة ابن الحاجب في العروض والقوافي، انظر: "الإرشاد الكافي على متن الكافي في علمي العروض والقوافي"، للسيد محمد الدمنهوري، ص103. 7- النواجي (859هـ) في "الشفا في بديع الاكتفا"، ص40. [20] لعله يعني كتابه في العروض الذي ذكره المترجمون، انظر مثلاً: "وفيات الأعيان" 2/244. [21] ومن العلماء مَن يرى أنَّ الخليل لا يجعل ما اختلف معناه من الإيطاء، ومنهم: 1- الأخفش (215هـ)، حكى ذلك عنه التبريزي في "الكافي" 162، والدماميني (827هـ) في "العيون الغامزة" 272، وانظر قول الأخفش: في كتابه "القوافي" 63، قال فيه: "وزعموا ... وهذا ينكر". 2- ابن جني (392هـ) الذي ضعَّف الحكاية السابقة عن الخليل، التي نسب له فيها أنه يجعل ما اختلف معناه من الإيطاء، انظر: "العيون الغامزة" ص272. 3- وكُتب تعليق في المخطوط (النسخة الأصلية) نصه: "وهذا عند الخليل مخصوص باتِّحاد النوع؛ كاسمين، أو فعلين، أما مع الاختلاف فلا يكون إيطاءً، كقول الشاعر: لَيْسَ يَرُدُّ الزَّمَانُ مَا ذَهَبَا وَلَوْ بَذَلْنَا فِي رَدِّهِ ذَهَبَا قلت: ومما يرجِّح أنَّ الخليل لا يجعل ما اختلف معناه من الإيطاء، ما جاء في كتاب "العين" 7/468 (وطأ)، و"تهذيب اللغة" 14/50، ونصُّه: "الإيطاء: اتفاق قافيتين على كلمة واحدة... فإن اتفق المعنى ولم يتفق اللفظ، فليس بإيطاء، وإذا اختلف المعنى واتَّفق اللفظ، فليس بإيطاء أيضًا". [22] الإيطاء: أصل الإيطاء أن يطأ الإنسان في طريقه على أثر وطء، فيعيد الوطء على ذلك الموضع، فكذلك إعادة القافية، انظر: "الكافي"، للتبريزي، 162. [23] جلُّ الذين تحدَّثوا عن عيوب القوافي، جعلوا الإيطاء منها، ولكنَّهم اختلفوا في جعْل ما اختلف معنى منه أو لا، غير أبي عمْرو بن العلاء، فلا يراه عيبًا، انظر: "تهذيب اللغة"، للأزهري، 14/50. [24] انظر - غير مأمور - حديثي عن الإيطاء وجناس القافية، في قسم الدراسة. [25] ممن خالف الرأيَ المنسوب للخليل في جعله ما اختلف في المعنى من الإيطاء: 1- المبرد (285هـ) في أخبار ضرورة الشعر، انظر: مجلة عالم الكتب مج16 ع5 ص444. 2- الصاحب بن عباد (385هـ) في "الإقناع"، 82. 3- ابن جني (392هـ) في "مختصر القوافي" 32، 33. 4- ابن رشيق (463هـ) في "العمدة" 1/559. 5- الزنجاني (660هـ) في "معيار النظار" 1/101. 6- السجلماسي (كان حيًّا سنة 704هـ) في "المنزع البديع"، 492. [26] ورد في النسختين معًا (ابن القطان)، ومع أنَّ ذلك غير مستبعد؛ لأني وقفت على اثنين ممن يعرف بابن القطان لهما تأليف في العروض والقوافي. أحدهما: هبة الله بن الفضل بن عبدالعزيز بن القطان (558هـ)، له مختصر في العروض، انظر: "وفيات الأعيان" 6/53، و"مفتاح السعادة" 1/174. وثانيهما: علي بن محمد بن عبدالملك الكتامي أبو الحسن ابن القطان (628هـ)، من كتبه: "مقالة في الأوزان"، انظر: "شذرات الذهب" 5/128، ولم أقِفْ على ذينك الكتابين، ولكنِّي أرجح أن المقصود ابن القطاع؛ للأسباب التالية: 1- أن ابن القطاع غلط الخليل صراحة في كتابه "الشافي" 89، حيث قال: "فإذا اتفق اللفظ واختلف المعنى لم يكن إيطاءً... إلاَّ عند الخليل وحده، وهو غلط". 2- أن النص الذي أورده المؤلف - مرعي - من قوله: ومن العجب أن الخليل... إلى نهاية قول الأخفش، يكاد يكون مطابقًا لما ورد في كتاب "الشفا في بديع الاكتفا"، للنواجي، 41- 42، وقد ورد عند النواجي ابن القطاع؛ مما يرجح أنَّ النَّصَّ عند مرعي قد اعتوره التصحيف. 3- أنَّ التصحيف بين العين والنون وارد، إذا علمنا أن النسخة الأصلية في تحقيقنا نسخة منقولة عن نسخة المؤلف، وليست هي. [27] ذكرت في التعليق قبل السابق بعض الذين خالفوا الرأيَ المنسوب للخليل. [28] ممن نص على ذلك: الشنتريني (550هـ)، قال: "بعد سبعة أبيات أو أكثر"، "المعيار"، 127. [29] هو أبو الحسن: سعيد بن مسعدة المجاشعي، المعروف بالأخفش الأوسط (215هـ)، له كتاب في العروض، وكتاب في القوافي، انظر في ترجمته: "وفيات الأعيان"، 2/380- 381. [30] نسب هذا القولَ للأخفش كلٌّ من: التبريزي (502هـ) في "الكافي" 162، والشنتريني (550هـ) في "المعيار" 128، والدماميني (827هـ) في "العيون الغامزة" 272، والنواجي (859هـ) في "الشفا" 41. [31] ورد البيت منسوبًا لمرعي الحنبلي في ترجمته في كتاب "النعت الأكمل" 194، وذكر القصيدة، كما ورد في مقدمة تحقيق كتاب "مسبوك الذَّهب في فضل العرب، وشرف العلم على شرف النسب"، لمرعي الحنبلي، ص13. [32] يلحظ أن كلمة (سحر) تكرَّرت في بيت واحد، مرة في آخر الصدر، والأخرى في آخر العجز، والإيطاء أن تتكرر الكلمة في القافية مرَّتين، اللَّهمَّ إلاَّ إن كان المؤلف جعل الشَّطر بمثابة البيت! فإن كان، فهو عجيب، وإن لم يكن، فاستشهاده به أعجب، وهو ضعيف. [33] ممن قال ذلك الأخفش في "القوافي"، انظر 64، وممن أورد نماذج له المظفر العلوي في "نضرة الإغريض"، 89 - 95. وانظر ما ذكرته في الحديث عن تجنيس القوافي والإيطاء في قسم الدراسة. [34] زيادة من المحقق؛ لينسجم مع بقية الأبواب. [35] هو أبو الحسن علي بن عيسى، كان يعرف بالإخشيدي، وهو بالرماني أشهر (386هـ)، إمام في العربية، علامة بالأدب، وهو من المعتزلة، انظر ترجمته: في "بغية الوعاة"، 2/180- 181. [36] انظر تعريف الرماني في رسالة "النكت في إعجاز القرآن" (ثلاث رسائل في إعجاز القرآن 99). [37] في الأصل (و) والصَّواب من (ب)؛ لأن المؤلف جمع المحرف والمصحف بقسم واحد، وهو الثاني عنده، ولو بقيت الواو لصارت أكثر من سبعة. [38] ممن جعلها ستين ابن جابر الأندلسي، وابن مالك الرعيني، انظر: "طراز الحلة وشفاء الغلة" 94. [39] سورة القمر: 46. [40] قول نثره مرعي من بيت من الطويل، لابن قرقماس المصري، يقول فيه: أَظَبْيَ النَّقَا وَالرَّقْمَتَيْنِ أبَارِقٌ بِثَغْرِكَ أَمْ وَادِي العَقِيقِ بَدَا لِيَا انظر: "زهر الربيع" 12ب. [41] سورة الروم: 55. [42] أخذه المؤلف من قوله في مقطوعة له: يَا مُنْيَتِي هَجَرْتَنِي مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ قَدْ جَرَى انظر: "الغزل المطلوب في المحب والمحبوب"، 20ب. أَنْتَ الَّذِي ظَلَمْتَنِي وَمِنْكَ دَمْعِي قَدْ جَرَى وَزَادَ شَوْقِي وَالجَوَى دَمْعِي جَرَى مَمَّا جَرَى يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
|
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (3/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل باب الازدواج وهو أن يأتي المتكلِّم بكلمات مزْدوجة، وأكْثر ما يقع في أسماء مثنَّاة، نحو: وَكَانَا جَمِيعًا شَرِيكَيْ عِنَانٍ رَضِيعَيْ لَبَانٍ خَلِيلَيْ صَفَاءْ[66] ونحو: خُودًا إِذَا أَقْبَلَتْ لِلوَصْلِ وَابْتَسَمَتْ وَلَّى الظَّلامُ وأَبْكَتْنِي مِنَ الفَرَحِ[67] فالمزواجة بيْن أقبلت وابتسمت، وولَّى وأبكت.ومن الازْدواج نوع يُؤْتَى فيه بكلمتين اتَّحدتا لفظًا ومعنى، نحو: أَبْدَانُهُنَّ وَمَا لَبِسْ نَ مِنَ الحَرِيرِ مَعًا حَرِيرْ وليس بجناس لاتِّفاق المعنى خلافًا[69] للرماني؛ حيث عدَّ الازدواج تَجْنيسًا، وذكر منه قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ}[70].أَرْدَانُهُنَّ وَمَا مَسِسْ نَ مِنَ العَبِيرِ مَعًا عَبِيرْ[68] باب التسميط وهو جعْل بعض مقاطع الأجْزاء أو كلها في البيت على سجع يخالف قافية البيت، نحو: هُمُ القَوْمُ إِنْ قَالُوا أَصَابُوا وَإِنْ دُعُوا أَجَابُوا وَإِنْ أَعْطَوْا أَطَابُوا وَأَجْزَلُوا[71] ومنه نوع يسمَّى تسميط التَّقطيع: وهو جعْل جميع أجزاء البيْت على رويٍّ مخالف لقافيتِه، نحو: وَأَسْمَرٍ مُثْمِرٍ بِمُزْهِرٍ نَضِرٍ مِنْ مُقْمِرٍ مُسْفِرٍ عَنْ مَنْظَرٍ حَسَنِ[72] باب التطريز وهو ذكر جمل من الذَّوات غير مفصَّلة، ثمَّ يخبر عنها بصفات مكرَّرة بِحسب العدد، نحو: كَأَنَّ الكَأْسَ فِي يَدِهَا وفِيهَا عَقِيقٌ فِي عَقِيقٍ فِي عَقِيقِ[73] ونحو:فَثَوْبِي وَالمُدَامُ وَلَوْنُ خَدِّي شَقِيقٌ فِي شَقِيقٍ فِي شَقِيقِ[74] ونحو:أُمُورُكُمُ بَنِِي خَاقَانَ عِنْدِي عُجَابٌ فِي عُجَابٍ فِي عُجَابِ باب التوشيعقُرُونٌ فِي رُؤُوسٍ فِي وُجُوهٍ صِلابٌ فِي صِلابٍ فِي صِلابِ[75] وهو أن يؤتى باسم مثنًّى في حشْو العجُز، ثم يفصَّل، ويجعل الأخير القافية، ومنْه في الحديث: ((يَشيب ابنُ آدم ويشيب معه خصلتانِ: الحِرْص وطول الأمل))[76]، ونحو: قَدْ خَدَّدَ الدَّمْعُ خَدِّي مِنْ تَذَكُّرِكُمْ وَاعْتَادَنِي المُضْنِيَانِ الوَجْدُ وَالكَمَدُ [6أ/ 6ب] ومنه ما أنشده الإمامُ ابن دقيق العيد[78]:وَنَامَ عَنْ مُقْلَتِي نَوْمِي لِغَيْبَتِكُمْ وَخَانَنِي المُسْعِدَانِ الصَّبْرَ وَالجَلَدُ[77] أَهْلُ المَنَاصِبِ فِي الدُّنْيَا وَرِفْعَتِهَا أَهْلُ الفَضَائِلِ مَرْذُولُونَ بَيْنَهُمُ الشَّاهد في الأخير، وناقضه أبو الفتح البسْتي[80] بقوله:قَدْ أَنْزَلُونَا لأَنَّا غَيْرُ جِنْسِهِمُ مَنَازِلَ الوَحْشِ فِي الإِهْمَالِ عِنْدَهُمُ فَمَا لَهُمْ فِي تَوَقِّي ضُرِّنَا نَظَرٌ وَلا لَهُمْ فِي تَرَقِّي قَدْرِنَا هِمَمُ فَلَيْتَنَا لَوْ قَدَرْنَا أَنْ نُعَرِّفَهُمْ مِقْدَارَهُمْ عِنْدَنَا أَوْ لَوْ دَرَوْهُ هُمُ لَهُمْ مُرِيحَانِ مِنْ جَهْلٍ وَفَرْطِ غِنًى وَعِنْدَنَا المُتْعِبَانِ العِلْمُ وَالعَدَمُ[79] إِنَّ المَرَاتِبَ فِي الدُّنْيَا وَرِفْعَتِهَا عِنْدَ الَّذِي حَازَ عِلْمًا لَيْسَ عِنْدَهُمُ وقد صدقَ - والله - وأجاد وأحسن.لا شَكَّ أَنَّ لَنَا قَدْرًا رَأَوْهُ وَمَا لِقَدْرِهِمْ عِنْدَنَا قَدْرٌ وَلا لَهُمُ هُمُ الوُحُوشُ وَنَحْنُ الإِنْسُ شِيمَتُنَا نَقُودُهُمْ حَيْثُ مَا شِئْنَا وَهُمْ نَعَمُ وَلَيْسَ شَيءٌ سِوَى الإِهْمَالِ يَقْطَعُنَا عَنْهُمْ فَإِنَّهُمُ وِجْدَانُهُمْ عَدَمُ لَنَا المُرِيحَانِ مِنْ عِلْمٍ وَمِنْ عَدَمٍ وَفِيهِمُ المُتْعِبَانِ الجَهْلُ وَالحَشَمُ[81] باب التوشيح ويسمَّى[82] الإرْصاد والتَّسهيم، وهو أن يكونَ فيما تقدَّم من البيت ونحوِه دليلٌ على آخِرِه، فكأنَّه أرصد الكلام لمعرفة آخِرِه، وهو قسمان: ما دلالتُه لفظيَّة، وما دلالته معنويَّة، فاللفظيَّة نحو: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[83]، وقوله: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}[84]. ونحو: إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ[85] ونحو:لَقَدْ صَادَ الأُسُودَ غَزَالُ خِشْفٍ أَلا فَاعْجَبْ لِمَا صَنَعَ الغَزَالُ[86] والمعنويَّة نحو: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا} الآية[87]، فقوله "اصطفى" دلَّ على أنَّ الفاصلة العالمين بالمعنى؛ لأنه يُعلم من جهة المعنى أنَّ لوازم اصطِفاء شيءٍ كوْنه مُختارًا على جِنْسه، وجِنْس هؤلاء العالمين.ونحو: أُتُنْكِرُ سُقْمِي فِي هَوَاهَا وَحُبِّهَا لَهُ مِنْ دَمِي وَاللَّحْمِ شِرْبٌ وَمَأْكَلُ[88] فإذا سمِعْت السُّقم وهو انتِهاك الجسد، وسمِعْت ما بعده من دمِي واللَّحم [6ب/ 7أ] علِمْت أنَّ القافية شِرْب ومَأكل، وأنشد بعضُهم عند ابن عبَّاس[89]:تَشِطُّ غَدًا دَارُ جِيرَانِنَا[90] فقال ابن عبَّاس: وَلَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ فقال: وهكذا - والله - قلتُ، فقال ابن عباس: وهكذا يكون.وربَّما التبس التَّوشيح بالتَّصدير، والفرْقُ بيْنهُما أنَّ دلالة التَّصدير لا تكون إلاَّ لفظيَّة. ــــــــــــــــــــ [1] وممّن سمّاه التصدير: الحاتمي في "حلية المحاضرة" 1/162، وابن رشيق في "العمدة" 1/571، وأسامة بن منقذ في "البديع" 85، ونسب ابن أبي الإصبع تسميته بالتَّصدير للمتأخرين، انظر: "بديع القرآن" 36، و"تحرير التحبير" 116. [2] سورة الأحزاب؛ الآية: 37. [3] سورة نوح؛ الآية: 10. [4] سورة الشعراء؛ الآية: 168. [5] من الرمل، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 17ب. [6] من الطويل، ورد دون عزو في "البديع"؛ لابن المعتز 48، وكتاب "الصناعتين"؛ لأبي هلال 386، و"تحرير التحبير"؛ لابن أبي الإصبع 116، و"حسن التوسل"؛ لشهاب الدين الحلبي 214، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/255، ونسبه العباسي في "معاهد التنصيص" 3/242؛ للمغيرة بن عبدالله بالملقب بالأقيشر. [7] من الطويل وهو لابن قرقماس، زهر الربيع 17ب. [8] من الخفيف ورد دون عزو في "نفحات الأزهار"؛ للنابلسي 49، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 17ب. [9] من الخفيف، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 18ب. [10] وهذا ما يجتمع فيه التصدير والجناس. [11] من المضارع، وقد ورد دون عزو في "نفحات الأزهار"؛ للنابلسي 48، وهو لابن قرقماس، وقبله قوله: وَقَدْ أَطْلَقَ الدَّمْعَ مِنِّي وَرَامَ فِي الحُبِّ أَسْرِي انظر: "زهر الربيع" 18أ. [12] من مجزوء المنسرح، وهو لابن قرقماس، وقبله قوله: بِي مِنْ بَنِي التُّرْكِ ظَبْيٌ يَا صَاحِ عَمًّا وَخَالا انظر: "زهر الربيع" 18ب. [13] البيتان من الكامل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 18ب. [14] من السريع، ورد دون عزو في "نفحات الأزهار" 50، وورد منسوبًا للحريري في "الإيضاح" 6/106، والرَّاجح - والله أعلم - أنَّه للأرجاني؛ لأنَّه ورد في "ديوانه" 1/296 من قصيدةٍ يَمدح فيها الوزير شَمس الملك عُثْمان بن نظام الملك، وورد معزوًّا للأرجاني في: "التبيان"؛ للطيبي 498، و"الدُّرّ النَّفيس"؛ للنواجي 3ب، و"معاهد التَّنصيص" 3/277، و"أنوار الرَّبيع" 3/102. [15] من السريع، ورد دون عزو في "نفَحات الأزْهار" 48، وهو لابن قرقماس، وبعده قوله: وَنَاصِبِ الأَشْرَاكِ مِنْ هُدْبِهِ يَعْلَمُ أَنَّ القَلْبَ مَوْثُوقُهُ انظر: "زهر الربيع" 19أ. [16] من الطويل، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 19أ. [17] من المتقارب، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 19أ. [18] من الطويل، وهو لأبي تمام، انظر: ديوانه 4/83، وورد معزوًّا له في "روضة الفصاحة"؛ للرازي 228، و"حسن التوسل" 219، و"التبيان"؛ للطيبي 498، و"معاهد التنصيص" 3/289، و"نهاية الأرب" 7/112، و"أنوار الربيع" 3/104، و"نفحات الأزهار" 50. [19] تعقيبه يَعْني أنَّه يضعف الاستشهاد به، ولم يبين السبب. [20] البيت لابن قرقماس، وقد مرَّ تخريجه في شواهد الجِناس المقلوب المسمَّى بالمجنَّح. [21] ورد في النسختين (ونحو) والصواب إسقاط الواو. [22] من الخفيف، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 20أ. [23] البيتان من السريع، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 20 أ. [24] سورة نوح؛ الآيتان: 13- 14. [25] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 21ب. [26] سورة الغاشية؛ الآية: 13- 14. [27] سورة المرسلات؛ الآيتان: 1 - 2. [28] من البسيط، وهو لأبي تمَّام من قصيدة يَمدح بها المعتصم، ويذكر فتح عمورية، انظر "ديوان أبي تمام" 1/58، وورد البيت في جلِّ المصادر البلاغيَّة شاهدًا على التشطير، انظر مثلاً: "تحرير التحبير" 308، و"الإيضاح" 6/112، و"طراز الحلة" 239، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 1/381، 2/412، و"معاهد التنصيص" 3/291. [29] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 22أ. [30] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 22أ. [31] من البسيط، وهو لابن قرقماس، من أبْيات يمدح بها ابن حَجَر، وقبله قوله: أَفْدِي الشِّهَابَ أَبَا العَبَّاسِ مِنْ رَجُلٍ أَضْحَى بِهِ حَجَرُ الإِسْلامِ مُسْتَلَمَا انظر: "زهر الربيع" 22ب. [32] من البسيط، وهو لأبي الطَّيِّب المتنبِّي، "شرْح ديوان المتنبي"؛ للعكبري 3/80، و"تحرير التحبير" 299، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/412، و"معاهد التَّنصيص" 3/291. [33] هذا القول للحريري يصِفُ وعظ أبي زيد، ذكره في "المقامة الصنعانيَّة"، انظر: "مقامات الحريري" 18، وورد هذا القول منسوبًا للحريري في "الطّراز"؛ للعلوي 2/274، و"شرح التلخيص"؛ للبابرتي 679، و"الإيضاح"؛ للقزويني 6/107. [34] ممَّن قال ذلك: القزويني في "الإيضاح" 6/108، ونصُّ المؤلِّف قريبٌ من نَصِّ القَزْويني فلعلَّه أخذه عنْه. [35] سورة الواقعة؛ الآيات: 28 - 30. [36] سورة النجم؛ الآيتان: 1 - 2. [37] سورة الحاقة؛ الآيتان: 30 - 31. [38] سورة الفيل؛ الآيتان: 1 - 2. [39] قضيَّة خلافيَّة، أوْسعها العُلماء بحثًا، وأفْرَدها بعضُ الأفاضل بمؤلَّف خاص، مثل كتاب "الفاصِلة في القرآن الكريم"؛ للأستاذ محمد الحسناوي، عرض بالتفصيل لهذه المسألة. [40] لعلَّها مأخوذة من خُطْبة قس بن ساعدة الشَّهيرة: "من عاش مات، ومَن مات فات، وكلُّ ما هو آتٍ آت"؛ انظر: "جَمهرة خُطَب العرَب" 1/28، وانظر: "شرْح التَّلخيص"؛ للبابرتي 680. [41] وممَّن سمَّاه الموازنة: ابن رشيق في "العمدة" 1/598، والتبريزي في "الوافي" 265، وابن الأثير في "المثل السائر" 1/414، وابن أبي الإصبع في "التحرير" 386. [42] سورة الغاشية؛ الآيتان: 15 - 16. [43] سورة الصافات؛ الآيتان: 117- 118. [44] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 21أ. [45] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 21أ. [46] التصريع العروضي هو: تقْفية المصراع، (الشطر) الأول، انظر: "العمدة"؛ لابن رشيق 1/324- 325. [47] ساقط من الأصل، وهو في ب. [48] هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي (80 ق. هـ) من أشْهر شعراء العصر الجاهلي من أصحاب المعلقات، انظر: "الشِّعر والشعراء" 1/111- 142. [49] من الطويل، انظر: ديوان امرئ القيس 27، و"تحرير التحبير" 305، و"الإيضاح" 6/113. [50] من الطويل، وهو أيضًا لامْرِئ القيس، انظر: "ديوان امرئ القيس" 380، وانظر: "تحرير التحبير" 306. [51] انتقد بهاء الدين السُّبْكي هذا المصطلح، فقال: "وهي عبارة لا يناسب ذكرها، فإنَّ التَّشريع قد اشتهر استعماله فيما يتعلق بالشَّرع المطهر، وكان اللاَّئق اجتنابها" عروس الأفراح، "شروح التلخيص" 4/461. [52] وممَّن سمَّاه بذلك: رشيد الدين الوطواط في "حدائق السحر" 157، وممَّا يؤخذ على هذا المصطلح أنَّه لا يصلح إلاَّ لما كان الخيار فيه بين قافيتين فحسب، ولو زاد الخيار إلى ثلاثٍ لما كان المصطلح منطبقًا عليه. [53] هو نصر الله بن محمَّد بن محمد الشَّيباني الجزري، المعروف بابن الأثير الكاتب (558 - 637هـ) وزير كاتب، له عددٌ من المؤلَّفات في البلاغة والنَّقد، من أشهرها: "المثَل السَّائر في أدَب الكاتِب والشَّاعر"، و"الجامع الكبير في المنظوم"، وغيرهما، انظُر ترْجَمته في: "وفيات الأعيان" 5/389 - 397. [54] ورد ذلك عند ابن الأثير في كتابه "المثل السائر" 3/257، وفي "الجامع الكبير" 242. [55] ممَّن جاء عنده التَّوشيح بمعنى الإرْصاد: الخطيب القزونيي في "الإيضاح" 6/24، وابن مالك الرُّعيني في "طراز الحلَّة" 407. [56] البيتان من الكامل، وهُما للحريري، ذكرهما في المقامة الشِّعْرية ذات الرقم 23 في مقاماته، وانظر: "تحرير التحبير" 523، و"روضة الفصاحة" 270، و"شرْح الكافية البديعيَّة" 113، و"طراز الحلة" 266، و"الإيضاح" 6/114- 115، و"شرح التلخيص"؛ للبابرتي 683، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/266، و"شرح عقود الجمان"؛ للسيوطي 155، و"معاهد التنصيص" 3/299. [57] في الأصل الضَّرب الثاني منه، والتصويب من (ب). [58] البيتان من الرجَز، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 24 أ. [59] البيتان أيضًا في الكامل، وردا دون عزو في "نفحات الأزهار" 118، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 24أ. [60] لقد تابع المؤلِّفُ بعضَ البلاغيين في التمثيل لهذا النوع بآيات كريمة، وإني أرى أنه من الأدب ألاَّ يمثّل له بآيات خشية الوقوع في محْذور؛ لأنَّ ما يوصف به الشَّاعر أو الناثر من التِزامهما بما لا يلزم لا يصحُّ أن يقال في جنب الله، تعالى الله عن ذلك. [61] سورة الطور؛ الآيتان: 1 - 2. [62] سورة الضحى؛ الآتيان: 9 -10 . [63] سورة الانشقاق؛ الآيتان: 17 - 18. [64] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 22ب. [65] يعني أنَّ الالتِزام في صدْرَي البيتَين وفي عجُزِهما. [66] من المتقارب، وهو لأبي تمَّام من قصيدة يَرْثِي بها خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني، انظر: "ديوان أبي تمَّام" 4/10، وانظر: "تَحرير التَّحبير" 452، و"أنوار الرَّبيع" 3/232. [67] من البسيط، هو لابْنِ قِرْقماس، انظر: "زهر الربيع" 22ب. [68] البيتان من مجزوء الكامل، وهُما لابْنِ الرُّومي، والرواية في ديوانه 3/6 مختلفة؛ إذ ورد في الدِّيوان: أَبْشَارُهُنَّ وَمَا ادَّرَعْ نَ مِنَ الحَرِيرِ مَعًا حَرِيرْ وَجَمَالُهُنَّ وَمَا لَبِسْ نَ مِنَ الحَبِيرِ مَعًا حَبِيرْ وَنَسِيمُهُنَّ وَمَا مَسِسْ نَ مِنَ العَبِيرِ مَعًا عَبِيرْ ويظهر أنَّ المؤلِّف اعتمدَ على ما ورد في "تحرير التحبير"؛ لابن أبي الإصْبع 452؛ لتطابُق الروايتين. [69] ذكر الرمَّاني الازدِواج في باب التجنيس، وذكر منه الآيةَ الَّتي أوْردها المؤلف، انظر: النُّكت في إعْجاز القُرآن (ثلاث رسائل ص99) ولعلَّ الرمَّاني حين فعل ذلك انطلق من المفهوم العامِّ للتَّجانُس بمعنى التَّشابُه والتَّشاكُل، وكان هذا المفهوم قبل مرحلة استِقْرار المصطلحات. [70] سورة البقرة؛ الآية: 194. [71] من الطويل، وهو لمروان بن أبي حفصة، انظر: شعر مروان بن أبي حفصة 88، وانظر: كفاية الطالب 157، وتحرير التحبير 295، وحسن التوسُّل 273. ويلحظ أنَّ الاستِشهاد بهذا البيت يصح إذا لم يعتد بواو الجماعة، فلو اعتدّ بها لم ينطبق عليه التعريف، لاتِّفاق أجْزاء البيت بانتهائِها بتلك الواو. [72] من البسيط، وهو لابن أبي الإصبع المصري، انظر: "تحرير التحبير" 295 - 296، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/431. [73] من الوافر، ورد دون عزو في "تحرير التَّحبير" 315، و"حسن التَّوسُّل" 274، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/305، و"نهاية الأرب" 7/148، وظننْتُ أنَّه لابْنِ الرُّومي؛ لأنَّ ابن أبي الإصبع ذكر قبله أبياتًا لابن الرومي، ثم قال وقوله، ولكنَّني لم أعْثُر عليه في ديوان ابن الرومي. قلتُ: ورد في ديوان المعاني لأبي هلال العسكري مسبوقًا بقوله: قلت 1/307، فلعلَّه للعسكري، وقد جاءت رواية ديوان المعاني: كَأَنَّ الكَأْسَ مِنْ يَدِهِ وَفِيهِ عَقِيقٌ فِي عَقِيقٍ فِي عَقِيقِ [74] من الوافر، وقد ورد في حسن التَّوسُّل دون عزو، وقال ابنُ أبي الإصبع حين ذكره في "تَحرير التحبير" 315: "وَأنا أشكُّ هل هو لأبي نُوَاس أو ابن المعتز"؛ ولهذا ذكره ابن حجَّة في "خزانة الأدب" (2/ 305)، منسوبًا لابن المعتز، وورد في مقدمة "ديوان أبي نواس" (ص25) نشر محمد فريد، وورد عن النَّابلسي في "نفحات الأزْهار" 258 منسوبًا للمهلّبي الوزير. وَوَرد في ديوان أبي العبَّاس أحمد بن محمد الدَّارمي (399هـ) بيتٌ شبيه به: فَثَوْبِي وَالمُدَامُ وَلَوْنُ خَدِّي قَرِيبٌ مِنْ قَرِيبٍ مِنْ قَرِيبِ انظر: "حسن التوسُّل"، حاشية المحقق 274 ، ولم أقفْ عليه في ديوان ابن المعتز. [75] البيتان من الوافر، وهما لابن الرومي، انظُر: "ديوان ابن الرومي" 1/411، وانظر: "تحرير التحبير" 314، و"حسن التوسل" 274، و"شرح الكافية البديعية" 198، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/305، و"نهاية الأرب" 7/148، و"نفحات الأزهار" 259. [76] قال العجلوني في "كشف الخفاء" 2/396 رقم الحديث 2254: "رواه الشيخان عن أنس مرفوعًا، وفي لفظ: ((يشيب ابن آدم ويشبُّ منه خصلتان))، ويظْهر أنَّ المؤلِّف نقله عن ابن أبي الإصبع، انظر: "تحرير التحبير" 316. [77] البيتان من البسيط، ذكرَهُما ابن أبي الإصبع مع أرْبعة أبيات أُخْرى دون عزو، انظر: "تحرير التحبير" 316 - 317، ووردا كذلك دون عزو في "حسن التوسل" 275، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/372، و"نهاية الأرب" 7/148، و"نفحات الأزهار" 144. [78] هو سراج الدين موسى بن علي بن وهب القشيري (641- 685هـ)، المعروف بابن دقيق العيد من فقهاء الشافعية، انظر ترجمته في "فوات الوفيات" 3/442- 450. [79] الأبيات الخمسة من البَسيط، وردت في شعر ابن دقيق العيد، انظر: "ابن دقيق العيد، حياته وديوانه" 183، وانظر: "الغيث المسجم"؛ للصَّفدي 1/146- 147. [80] هو أبو الفتح علي بن محمد بن الحسين البستي (400هـ) من كتَّاب الدولة السامانية في خراسان، من شعراء البديع المشهورين، انظر ترجمته في "وفيات الأعيان" 3/376- 378. [81] لم أعثُر عليْها في ديوان أبي الفتح البستي، طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق. [82] وممَّن يسمِّيه بذلك: القزويني في "الإيضاح" 6/24، والرعيني في "طراز الحلة" 407. [83] سورة العنكبوت؛ الآية: 40. [84] سورة الواقعة؛ الآية: 64. [85] من الوافر، وردَ في "الإيضاح" 6/26 دون عزو، وهو لعمرو بن معدي كرب، انظر: "معاهد التنصيص" 2/226، وانظر: "معجم الشُّعراء"؛ للمرزباني 209، وكتاب "الصناعتين" 279. [86] من الوافر، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 31أ. [87] سورة آل عمران؛ الآية: 33. [88] من الطويل، لم أقِف على معرفة قائله. [89] هو أبو العباس عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي (3ق هـ - 68هـ) حبْر الأمة، لازم الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه الأحاديث، ودعا له بأن يفقِّهه في الدين ويعلِّمه التأويل، انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" 3/62 - 64. [90] البيت من المتقارب، وهو لعمر بن أبي ربيعة، انظر: ديوانه 72، وقد روى القصة ابن أبي الإصبع في "تحرير التحبير" 299، ويظهر أنَّ المؤلف نقَلَها عنه، وانظر: "حُسْن التَّوسُّل" 260، و"خزانة الأدب" 1/223، و"نهاية الأرب" 7/138، و"معاهد التنصيص" 2/238، و"نفحات الأزهار" 236. |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (4/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل باب الاحتباك[1] وهو أن تَحْذِفَ من الأوَّل ما أثبتَّ نظيره في الثاني ومنَ الثَّاني ما أثبتَّ نظيرَه في الأوَّل؛ كقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ}[2]، حذَف عليهم لإثْبات نظيرِه وهو عليْهِنَّ، وحذف لهُم الإثبات نظيره وهو لهنَّ، وقوله: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ}[3]، حذَف من الأوَّل مؤمنة نظير كافِرة في الثَّاني، ومن الثَّاني تُقاتل في سبيل الشَّيطان نظير في سبيل الله. ونحو: وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ كَمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ[4] حذَف من الأوَّل انتِفاضة، ومن الثَّاني هزَّة.باب الاكتفاء عَرَّفه ابنُ رشيق[5]: هو أنْ يدُلَّ موْجود الكلام على محذوفِه[6]، و هو ما دلَّ عليْه بدلالةٍ لفظيَّة، وهو نوع من الإيجاز، لكنَّه أخصُّ منه؛ إذِ الإيجاز ما دلَّ عليه بدلالةٍ إمَّا لفظيَّة، نحو: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}[7]؛ أي: صالحةٍ بدليل (أن أعيبَها)، وأنَّه قرئ[8] كذلك، أو عقليَّة نحو: {وَاسْأَلِ القَرْيَةَ}[9]؛ أي: أهلها؛ لامتِناع توجُّه السُّؤال لها عقلاً، فكلُّ اكتِفاء إيجازٌ ولا عكْس، وقيل[10]: إنَّهما متَّحدان، وعلى تسليمِه فالإيجاز من مباحث عِلم المعاني، والاكتِفاء من مقولات فنِّ البديع، ولا يعترض على أهل فنٍّ باصطِلاح غيرِهم، فمن الاكتِفاء قولُه تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ}[11]؛ أي: والبرد حذفه اكتِفاءً، وقوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى}[12]؛ أي: لكان هذا القرآن، وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[13]؛ أي: أعْرَضوا، وقوله: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا}[14]، أي: فأرسلوني إلى يوسف لأسْتَعْبِره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه فقال: أيُّها الصديق، وحديث [7أ/7ب] البخاري[15] عن نافع[16] عن ابنِ عمر[17]: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[18] قال يأتيها في...، قال الزركشي[19]: كذا[20] الرواية، وكأنَّه أسْقَط الباقي وهو الدُّبر لاستِنْكاره، ومِن الغريب أنَّ عُلماء البديع[21] مثَّلوا لِلاكتِفاء الَّذي هو من مَحاسن الكلام بما منع بعضَه جماهيرُ[22] النُّحاة، كحذْف الفاعل في قوله: فَقُلْتُ لَهُمْ لَوْ كُنْتُ أَضْمَرْتُ تَوْبَةً وَعَايَنْتُ هَذَا فِي المَنَامِ بَدَا لِي[23] أي: نقْضُها، وحذْف المجرور في قولِه:.... .... .... ..... إِنْ غَابَ عَنْ إِنْسَانِ عَيْنِي فَهْوَ فِي[24] أيْ في قلبي، وقوله:أَذْكُرُ ثَغْرًا لَهَا فَأَسْكَرُ مِنْ وُرُودِ خَدٍّ لَهَا فَأَرْتَعُ فِي[25] أي من خمر في روض، وحذف الصِّلة[26] في قوله:وانْفَعْ صَدِيقَكَ إِنْ صَدَقْتَ وِدَادَهُ وَادْفَعْ عَدُوَّكَ بِالَّتِي فَإِذَا الَّذِي[27] وحذف مجزوم لم في قوله:أَنا مُحِبُّكَ حَقًّا إِنْ كُنْتَ فِي القَوْمِ أَوْ لَمْ[28] والجواب: أنَّ ذلك لا يُخرجه عن كوْنِه بديعًا وأنَّه من المحسِّنات، لكن لا يُوصَل إليْه إلاَّ بارتِكاب ذلك المحْظور عند النُّحاة دون أهل البديع؛ لأنَّ البديعيَّ إنَّما يبحث عن وجوه تَحسين الكلام بعد رعاية مطابقتِه لمُقْتَضَى الحال كما مرَّ[29].وقد أُولع المتأخِّرون[30] بهذا النوع، وخلطوه بالتَّورية، فحسن في الذَّوق، ولطُف في السَّمع، وبالغوا حتَّى حذفوا بعضَ الكلِمة نحو: يَا مُتْهِمِي بِالسُّقْمِ كُنْ مُنْجِدِي وَلا تُطِلْ رَفْضِي فَإِنِّي عَلِي (ل) ونحو:أَنْتَ خَلِيلِي فَبِحَقِّ الهَوَى كُنْ لِشُجُونِي رَاحِمًا يَا خَلِي (ل)[31] مَنْ عَاذِرِي فِي عَاذِلٍ يَلُومُ فِي حُبِّ رَشَا ونحو:إِذَا طَلَبْتُ وَصْلَهُ قَالُوا كَفَى بِالدَّمْعِ شَا (غِلا) أو (هِدا)[32] أَقُولُ وَقَدْ جَاءَ الغُلامُ بِصَحْنِهِ عُقَيْبَ طَعَامِ الفِطْرِ يَا غَايَةَ المُنَى ونحو:بِعَيْشِكَ حَدِّثْنِي بِصَحْنِ قَطَايِفٍ وَبُحْ بِاسْمِ مَنْ تَهْوَى وَدَعْنِي مِنَ الكُنَى[33] نَوَاعِيرٌ نَعَتْ لِي رَشًا لِلْقَلْبِ رَاعِي ونحو:فَهَامَ القَلْبُ مِنِّي عَلَى حُسْنِ النَّوَاعِي (ر)[34] طِيبُ نَشْرٍ قَدْ أَتَانَا مِنْكُمُ يَا لَقَوْمِي إِنَّ هَذَا النَّشْرَ طَيْ [7ب/18] قَرُبَتْ نَحْوِي، وَقَالَتْ: يَا تُرَى أَنْتَ حَيٌّ فِي هَوَانَا قُلْتُ: مَيْ [35] (ت) ومنه[36]: عَنْ دَمِي خَدُّكَ هَذَا العَنْدَمِيُّ سَلْهُ وَاحْكُمْ بَيْنَنَا يَا مُؤْتَمنْ ونحو:قَالَ مَا هَذَا دَمِي؟ قُلْتُ فَمَا؟ قَالَ هَذَا صِبْغَةُ اللَّهِ وَمَنْ[37] يَا ذَوَاتِ الخَالِ قَلْبِي مُفْتَتَنْ آهِ مِنْ خَالٍ بِقَلْبِي قَدْ سَكَنْ ونحو:جَاءَ كَالسَّائِلِ دَمْعِي وَإِذَا صَدَقَ السَّائِلُ لا أَفْلَحَ مَنْ[38] لا تَحْمِلَنْ إِهَانَةً مِنْ صَاحِبٍ وَإِنْ عَلا ونحو:فَمَنْ أَتَى فَمَرْحَبًا وَمَنْ تَوَلَّى فإِلَى[39] وَأَعْجَبُ مَا أُحَدِّثُ عَنْهُ أَنِّي فُتِتْتُ بِهِ وَلا يَدْرِي بِأَنِّي[40] ونحو:وَجْهٌ يَفُوقُ الهِلالَ حُسْنًا ويُخْجِلُ البَدْرَ إِنْ تَجَلَّى ونحو:يَقُولُ فِي الحَالِ مَنْ يَرَاهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ[41] [الله][42] يَا جَاهِلاً عَابَ شِعْرِي فَكَدَّ قَلْبِي وَآلَمْ ونحو: عَلَيَّ نَحْتُ القَوَافِي وَمَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ[43] أَمَا الغُصْنُ مِنْ مَاءِ الشَّبِيبَةِ مُرْتَوٍ فَيَا خَصْرَهُ المَمْشُوقَ لِمْ تَشْتَكِي الظَّمَا وأشعارهم في ذلك كثيرة، وفيما ذكرنا كفاية وتمرين.حَمَى ثَغْرَهُ عَنِّى بِصَارِمِ لَحْظِهِ فَلَوْ رُمْتُ تَقْبِيلاً لِذَاكَ اللَّمَى لَمَا[44] باب التضمين وهو عند النَّحويين[45]: إعْطاء فعلٍ معنى فعلٍ آخَر، نحو: {بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}[46]؛ أي: خسِرتْ؛ ولهذا انتصب المفعول به. وعند أهْل العروض[47]: أن يكون معنى البَيْت متوقِّفًا على الَّذي بعده، وهو من عيوب القافِية نحو: وَهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَمِيمٍ وَهُمْ أَصْحَابُ يَوْمِ عُكَاظَ إِنِّي شَهِدْتُ لَهُمْ مَوَاطِنَ صَادِقَاتٍ شَهِدْنَ لَهُمْ بِصِدْقِ الوُدِّ مِنِّي[48] وعند أهل البديع[49]: أن يضمِّن كلامَه شيئًا من كلامِ غيرِه. فإن كان التَّضمين بيتًا أو أكْثر فاستِعانة؛ لأنَّه اسْتعان به، كقولي من قصيدة: تَأَخَّرَ لا ذَنْبًا جَنَاهُ وَلا أَتَى وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُنْشِدَ الآنَ مَعْلَمَا وإن كان التَّضمين نصفَ بيتٍ فأقلّ، فإيداع ورفو؛ لأنَّه أوْدع [18أ/8ب] شِعْره كلامًا آخر ورفاه به، ولا بدَّ من التَّنبيه على أنَّه ليس من شِعْره إلاَّ أن يكون مشهورًا عند أهْل هذا الشَّأن، كقولي من قصيدة:كَأَنِّيَ مِنْ أَخْبَارِ (إِنَّ) وَلَمْ يُجِزْ لَهُ أَحَدٌ فِي النَّحْوِ أَنْ يَتَقَدَّمَا[50] فَمَالَتْ وَقَدْ قَالَتْ مَعَ الغَيِّ وَالصِّبَا (هَوَى كُلِّ نَفْسٍ أَيْنَ حَلَّ حَبِيبُهَا)[51] وقولي:وَفِي مَذْهَبِي أَنْ لَيْسَ فِي الحُسْنِ مِثْلُهُ وَأَنِّي لَهُ فِي مَذْهَبِ الحُبِّ ذَاهِبُ وإن كان من القُرآن أو الحديث أو غيرِهما فاقْتِباس، بشرْطِ قطْعِ النَّظَر عن كونه بلَفْظِ المقتبس منه، فلا يَضير تغيير[53] ألفاظِ القُرآن أو نقْلها من معنًى إلى معنًى آخَر في الاقتِباس، نحو:فَتَقْلِيدُهُ حُبِّي وَعِشْقِيهِ مَذْهَبِي (وَلِلنَّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ)[52] قَدْ كَانَ مَا خِفْتُ أَنْ يَكُونَا إِنَّا إِلى اللَّهِ رَاجِعُونَا[54] ونحو:حَسَنَاتُ الخَدِّ مِنْهُ قَدْ أطَالَتْ حَسَرَاتِي ونحو:كُلَّمَا سَاءَ فِعَالاً قُلْتُ إِنَّ الحَسَنَاتِ[55] قَالَ لِي إِنَّ رَقِِيبِي سَيِّئُ الخُلْقِ فَدَارِهْ ونحو:قُلْتُ دَعْنِي وَجْهُكَ الجَنْ نَةُ حُفَّتْ بِالمَكَارِهْ[56] بِرُوحِي أُفَدِّي كَالغَزَالِ مُحَدِّثًا إِلَى حُسْنِهِ لَحْظِي لَعَمْرُكَ مُرْسَلُ وإن جعل معنى الشِّعْر نثرًا فهو الحَلّ؛ لأنَّه حلَّ معناه نثرًا بعد أن كان نظْمًا، وإن كان فيه إشارة إلى قصَّة، أو شعر مشْهور، أو مثَل سائر، فتلْميح بتقديم اللام على الميم، أو تمْليح بتقديم الميم، ورُدَّ بأنَّ التَّمليح الإتْيان بالشَّيء المليح كالتَّشبيه والاستِعارة، نحو:وَصَبْرِي عَلَيْهِ ذَابِلٌ مِثْلُ طَرْفِهِ وَنَوْمِيَ مَرْفُوعٌ وَدَمْعِي مُسَلْسَلُ[57] فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَأَحْلامُ نَائِمٍ أَلَمَّتْ بِنَا أَمْ كَانَ فِي الرَّكْبِ يُوشَعُ[58] إشارة إلى قصَّة يوشع - عليه السَّلام - ووقوف الشَّمس له.وكقولي: يَرُومُ العَاذِلُونَ سُلُوَّ شَمْسٍ نَأَتْ عَمْدًا وَقَدْ زَادَ الوِدَادُ ونحو:أَيُمْكِنُ فِي الغَرَامِ سُلُوُّ صَبٍّ يَحِلُّ لِسَمْعِهِ بَانَتْ سُعَادُ[8ب/9أ][59] رُحْتُ أَبْكِي بِرَبْعِ مَيِّتِ صَخْرٍ لَمْ يُجِبْنِي كَأَنَّنِي الخَنْسَاءُ[60] إشارة إلى الخنْساء[61] الَّتي ضُرِبَ بِها المثَل؛ لكثْرة مراثِيها في أَخيها صَخْر.وإن كان فيه التَّنبيه على ما أخذته منْه، من قُرآن أو حَديثٍ أو مثَل، بنحو قال أو يقول، ما لم يشتهر، فهو العقد، نحو: لَقَدْ قَالَ رَبُّكَ فِي ذِكْرِهِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ[62] ونحو:فَلَقَدْ يَقُولُ المُصْطَفَى خَيْرُ الوَرَى العُسْرُ شُؤْمٌ وَالسَّمَاحُ رَبَاحُ[63] وكقوله:يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الأَسَنّ وَطَالِبًا عِلْمَ السُّنَنْ باب حسن الابتداء والختام والمخلصهَلاَّ اشْتَغَلْتَ فِي الصِّبَا الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنْ[64] ينبغي للمتكلِّم التأنُّق - أي: المبالغة في الحُسْن - في ثلاثةِ مواضع، أحدُها: الابتداء؛ لأنَّه أوَّل ما يقْرع السَّمع، فيأتي فيه بِما يُناسب المقام، ويسمَّى براعة الاستِهْلال، كقولِه في التَّهْنِئة: بُشْرَى فَقَدْ أَنْجَزَ الإِقْبَالُ مَا وَعَدَا وَكَوْكَبُ السَّعْدِ فِي أُفْقِ العُلا صَعِدَا[65] وقوله في دار:قَصْرٌ عَلَيْهِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ خَلَعَتْ عَلَيْهِ جَمَالَهَا الأَيَّامُ[66] وقوله في المراثي:عِشْ مَا تَشَاءُ فَإِنَّ آخِرَهُ الفَنَا والمَوْتُ مَا لا بُدَّ عَنْهُ وَلا غِنَى[67] ونحو: هَلْ إِلَى أَنْ تَنَامَ عَيْنِي سَبِيلُ إِنَّ عَهْدِي بِالنَّوْمِ عَهْدٌ طَوْيلُ[68] ونحو: لمَسْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الغِنَى وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي وإذا نظرتَ إلى فواتح السُّور رأيتَها على أحسن أسلوب من البلاغة والتفنُّن في الفصاحة.فَلا أَنا مِنْهُ مَا اسْتَفَادَ ذَوُو الغِنَى أَفَدْتُ وَأَعْدَانِي فَأَتْلَفْتُ مَا عِنْدِي[69] ثانيهما: المخلص: وهو أن يتخلَّص النَّاظم أو النَّاثر من معنًى إلى آخَر بِأَلْطف عبارة، كأن يتخلَّص من غزَل، أو فخْر، أو وصْف روْضٍ، أو طلَل بال، أو رَبْع خالٍ إلى مدْح، أو هجْو، أو وصْف حرب، أو غير ذلك، وهو من أجلِّ المحاسن، ودليلٌ على رسوخ [9أ/9ب] القدَم في البلاغة، وقدِ اعْتنى به المتأخِّرون دون العرب؛ لا لِعَجْزهم، بل كانوا يؤْثِرون عدم التكلُّف، ولا يرتكِبون من فنون البديع إلاَّ ما خَلا عن التعسُّف، وإلاَّ فَهُم أهلُ هذا الشَّأن، والسَّابقون بالمعاني الحِسان، نحو: أَجِدَّكِ مَا تَدْرِينَ أَنْ رُبَّ لَيْلَةٍ كَأَنَّ دُجَاهَا مِنْ قُرُونِكَ يُنْشَرُ فانظُر إلى هذا المخلص السَّهل الذي لا يشعُر سامعه إلاَّ وقد وقع في المعنَى الثَّاني، مع سهولة الألفاظ، وكقوله في مدْح منْصور:سَرَيْتُ بِهَا حَتَّى تَجَلَّتْ بِغُرَّةٍ كَغُرَّةِ يَحْيَى حِينَ يُذْكَرُ جَعْفَرُ[70] لَمَّا رَأَتْ أَدْمُعِي جَادَتْ سَحَائِبُهُ وَدُرُّهُ لِنِظَامِ العِقْدِ مَنْثُورُ ثالثُها: الختام:قَالَتْ فَدَيْتُكَ كَمْ جُودٍ؟ فَقُلْتُ لَهَا مَقَالَةً مَا بِهَا مَيْنٌ وَلا زُورُ إِنَّ البَخِيلَ لَمَخْذُولٌ وَإِنْ كَثَُرَتْ أَنْصَارُهُ وَحَلِيفُ الجُودِ مَنْصُورُ[71] وهو أن يأتِي في كلامِه بأحسن خاتِمة، فإنَّها آخِرُ ما تبقى من الأسماع، وربما حُفِظتْ دون سائر الكلام، وربَّما جَبَرَت ما سبق من التَّقْصير وإلاَّ كان بالعكْس، وربَّما أنسي المحاسن كقَوْل بعضِهم[72] في آخر كتاب وصيَّة على أيتام مات والدُهم: لا زال مولانا عاقلة الدَّهر إن جُنِيَ على أوليائِه وَدَاهُم[73]، ولا عدِموه منعمًا إن سألوه أعْطاهم، وإن لم يسألُوه بداهم، وكقوْل أبي نواس[74] في خصيب[75] عامل مصر: أَنْتَ الخَصِيبُ وَهَذِهِ مِصْرُ فَتَدَفَّقَا فَكِلاكُمَا بَحْرُ وقوله فيه أيضًا:لا تَقْعُدَا بِي عَنْ مَدَى أَمَلِي شَيْئًا فَمَا لَكُمَا بِهِ عُذْرُ وَيَحِقُّ لِي إِذْ صِرْتُ بَيْنَكُمَا أَلاَّ يَحِلَّ بِسَاحَتِي فَقْرُ[76] وَإِنِّي جَدِيرٌ إِذْ بَلَغْتُكَ بِالمُنَى وَأَنْتَ بِمَا أَمَّلْتُ مِنْكَ جَدِيرُ وكقول أبي تمَّام في فتح عمُّورية:فَإِنْ تُولِنِي مِنْكَ الجَمِيلَ فَأَهْلُهُ وَإِلاَّ فَإِنِّي عَاذِرٌ وَشَكُورُ[77] إِنْ كَانَ بَيْنَ لَيَالِي الدَّهْرِ مِنْ رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ وَذِمَامٍ غَيْرِ مُنْقَضِبِ وكقول المتنبي لسيف الدَّولة وقد ذكر الخيل [9ب/10أ]:فَبَيْنَ أَيَّامِكَ اللاَّتِي نُصِرْتَ بِهَا وَبَيْنَ أَيَّامِ بَدْرٍ أَقْرَبُ النَّسَبِ[78] فَلا هَجَمْتَ بِهَا إِلاَّ عَلَى ظَفَرٍ وَلا وَصَلْتَ بِهَا إِلاَّ إِلَى أَمَلِ[79] وقوله:فَلا حَطَّتْ لَكَ الهَيْجَاءُ سَرْجًا وَلا ذَاقَتْ لَكَ الدُّنْيَا فِرَاقَا[80] وقوله: أَخَذْتَ عَلَى الأَرْوَاحِ [81] كُلَّ ثَنِيَّةٍ مِنَ العَيْشِ تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ وَتَحْرِمُ فَلا مَوْتَ إِلاَّ مِنْ سِنَانِكَ يُتَّقَى وَلا رِزْقَ إِلاَّ مِنْ يَمِينِك يُقْسَمُ[82] وجميع خواتم السور في غاية الحسن ونهاية الكمال لمن تدبَّر. ــــــــــــــــــــــ [1] لإبراهيم بن عمر البقاعي (885هـ) كتاب اسمه (الإدراك لفن الاحتِباك)، ذكره في "نظم الدُّرر" 1/225، وانظر: "مجلة آفاق الثقافة والتراث" س3، ع9، المحرم 1416هـ. [2] سورة البقرة؛ الآية: 228. [3] سورة آل عمران؛ الآية: 13. [4] من الطويل، ورد في "طراز الحلَّة"؛ للرعيني دون عزو، وعزاه شهاب الدين الحلبي في "حسن التوسل" 164؛ لأبي صخر الهذلي، وانظر: "نهاية الأرب" 7/75، وانظر: "شرح ديوان الهذليين" 2/95 مع اختلاف في رواية الشطر الأول، وانظر: "خزانة الأدب"؛ للبغدادي 3/254، وانظر: "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية" 3/271، فقد ذكر عددًا من المصادر ورد البيت فيها. [5] هو الحسن بن رشيق القيرواني (390- 463هـ) شاعر، كاتب، ناقد، له عددٌ من المصنَّفات البلاغيَّة والنقديَّة منها: العمدة، وقراضة الذهب، والأنموذج، انظر: وفيات الأعيان 2/85- 89. [6] جعله ابن رشيق نوعًا من المجاز والإيجاز، ووصفه ابن رشيق بقوله: "يحذفون بعض الكلام لدلالة الباقي على الذاهب"، انظر: العمدة 1/433. [7] سورة الكهف؛ الآية: 79. |
رد: القول البديع في علم البديع
[8] قراءة أبي بن كعب - رضي الله عنه -، وقيل: قرأ بها ابن مسعود - رضي الله عنه -، انظر: تفسير الطبري 8/265، وانظر: روح المعاني 8/333. [9] سورة يوسف؛ الآية: 82. [10] لم أقف على الرَّأي الذي ألْمح إليه المؤلف، والحق أنَّ الاكتِفاء أخص من الإيجاز، وليس مساويًا له. [11] سورة النحل؛ الآية: 81. [12] سورة الرعد؛ الآية: 31. [13] سورة يس؛ الآية: 45. [14] سورة يوسف؛ الآية: 46. [15] هو أبو عبدالله محمد بن إسماعيل (194- 256هـ)، له كتاب "الجامع الصحيح" المعروف بصحيح البخاري، أصح كتاب في الحديث، كان آيةً في الحِفْظ، قام برحلات طويلة لجمع الحديث، وكان له منهج دقيق في قبول الأحاديث، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/4- 36. [16] هو أبو عبدالله نافع بن عمر المدني (117هـ) من أئمَّة التابعين في المدينة، مولى عبدالله بن عمر، كثير الرواية للحديث، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 5/367- 368. [17] هو أبو عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطَّاب (10ق هـ - 73هـ) صحابي جليل، روى أكثر من ألْفين وخمسمائة حديث، وهو آخِر من توفي بمكَّة الصَّحابة، انظر: وفيات الأعيان 3/28- 31. [18] سورة البقرة؛ الآية: 223. [19] هو محمد بن بهادر بن عبدالله الزَّركشي (745- 794هـ) عالم بفِقْه الشَّافعيَّة والأصول، له كتاب البرهان في علوم القرآن، وله عددٌ من الكتُب في الحديث، انظر: الأعلام للزركلي 6/286. [20] انظر الحديث عن هذه الرِّواية في: فتْح الباري 8/189، أمَّا قول الزركشي فلم أقف عليه. [21] ممن مثل بذلك: ابن حجة الحموي في "خزانة الأدب" 1/284، النواجي في "الشفا في بديع الاكتفا" 35، وابن معصوم في "أنوار الربيع" 3/77. [22] الفاعل عمدة في الجملة وهو المسند إليه، ولذلك يمنع النحاة حذْفَه؛ لأنَّه لا فِعْلَ بلا فاعل، وجعلوا من أحْكامِه أنَّه لا بدَّ منه، انظر: كتاب سيبويه 1/23، 79، وانظر: أوضح المسالك 232، وانظر: خزانة الأدب للبغدادي 10/479 - 480. [23] من الطويل، وهو لمحمَّد بن الحسين الكاتب (320هـ) المعروف بكشاجم، انظر: ديوانه ص326، وانظر: الشفا في بديع الاكتفا 35/50. [24] عجُز بيت من الرَّجَز، لشرف الدِّين ابن الفارض، وصدره: مَا لِلنَّوَى ذَنْبٌ وَمَنْ أَهْوَى مَعِي .... .... .... .... انظر: "ديوان ابن الفارض"، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 1/284، 452، و"الشفا في بديع الاكتفا" 35، و"أنوار الربيع" 3/77، ولعلَّ ابن الفارض يرْمُز في هذا البيت إلى الحلول والاتِّحاد الذي عُرِف عنْه اعتِقاده! [25] من المنسرح، وهو لجمال الدين بن نباتة المصري، وقبله: أَضْنَى الَّتِي تَاجُهَا وَقَامَتُهَا كَأَنَّهُ هَمْزَةٌ عَلَى أَلِف انظر: "ديوان ابن نباتة المصري" 334، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/284، و"الشفا في بديع الاكتفا" 35، 57. [26] المقصود صلة الموصول؛ لأنَّ بعْض البلاغيِّين يَستَعْمِل مصطلح الصِّلة للجارِّ والمَجرور. [27] من الكامل، ذكره ابن معصوم في "أنوار الربيع" مع بيت قبله دون عزو 3/79، ونسبه النواجي لبرهان الدين القيراطي، انظر: "الشفاء"؛ للنواجي 36، ولا يخفى على القارئ الكريم أنَّ المحذوف يمكن تقديره بعد بالتي فيكون: بالتي هي أحسن بعد الذي فيعرف، من قوله تعالى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [سورة فصلت: 34]. [28] من المجتث، أورده السيوطي في "جنى الجناس" دون عزو 135، وهو لصلاح الدين الصفدي، انظر: "جنى الجناس" 134، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 1/59 نقلاً عن "جنى الجناس"، و"الشفا في بديع الاكتفاء"؛ للنواجي 36، 62، و"معاهد التنصيص" 3/212، و"نفحات الأزهار" 15، والمحذوف يقدَّر بقوْلِنا: أو لم تكن. [29] يشير المؤلِّف إلى ما ورد في تعريفه لعِلْم البديع. [30] ومن يطَّلع على كتاب "الشفا في بديع الاكتفا"، ويقْرأ شواهدَه يدرك صحَّة ما ذهب إليه المؤلف - رحمه الله. [31]البيتان من السَّريع، ذكرهما النَّواجي منسوبين لغرس الدين خليل بن بشارة، انظر: "الشفا" 95 - 96، والصَّواب الذي يدل عليه البيْتان أنَّ قائلهما اسمه عليّ، ويُخاطب شخصًا اسمه خليل؛ ولِهذا فإنِّي أرى أن ما ذكره كلٌّ من ابْنِ حجَّة والسُّيوطي في "الخزانة" 1/290، وفي "شرْحِ عُقُود الجمان" ص137 هو الصواب؛ إذْ نسباهُما لصدر الدِّين علي بن الآدمي يُخاطب خليل بن بشار، وقد أيَّد ابن معصوم في "أنوار الربيع" 3/89 - 90 نسبتَهما لصدر الدين بن الآدمي، وانظر البيتين معزوَّين لابن الآدمي في "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر"؛ للسخاوي ص777- 778، و"إنباء الغمر" 7/136- 137، و"الضوء اللامع" 6/9. والشَّاهد في البيتين، آخر كلِمة في البيت الأوَّل حذفت منها اللام فأصبحت كلمة "علي" مورِّيًا الشاعر بها باسمه، وباسم علي - رضي الله عنه - المرشح بكلمة رفضي، وحذف اللام أيضًا من آخر كلمة في البيت الثاني مورِّيًا بها باسم خليل المخاطب إذا قدرت اللام المحذوفة، وبالخالي من الهموم، بترشيح كلمة شُجُوني، وكأنَّه إشارة للمثَل: "ويلٌ للشجي من الخلي". [32] البيتان من مجزوء الرجز، ذكرَهما السيوطي في "جنى الجناس" 251 دون عزو، وهما لأبي الفتح قابوس بن وشكمير، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 39، 83، 85، و"الدر النفيس" له 103ب. والشَّاهد في البيتين الكلِمة الأخيرة من البيت الثاني (شا)، فإنَّ الشَّاعر اكتفى بها فاستقام الوزن والقافية، وحذف الشاعر بقية الكلمة التي يمكن تقديرها بـ: (شاهدًا) أو (شاغلاً). [33] البيتان من الطويل، وهما لجمال الدين بن نباتة، انظر: ديوانه، وانظر: "الشفاء"؛ للنواجي 87، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/290، 2/163، والشاهد في آخِر كلمة من البيت الثاني (الكنى)، فإنَّ الشَّاعر قد ورّى بها بالكنية بترشيح من كلِمة (اسم) قبلها، وبلفظ الكُنافة بعد تقدير المحذوف، بترشيح من كلمة قطايف. [34] البيتان من مجزوء الهزج، وهما لأبي الفضْل بن قدوة بن أبي الوفا، انظر: "الشفاء"؛ للنواجي 92، و"نفحات الأزهار"؛ للنابلسي 85، والشَّاهد آخر كلمة من البيت الثاني، فإنَّ أصلها النواعير، كما جاء في المخطوط حين قدر المحذوف بحرف الراء. [35] البيتان من الرَّمَل، وهما لصدر الدين علي بن الآدمي، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 93، وروايته فيها زيادة بيت يظهر لي أنَّه بين البيتين، وهو قوله: يَوْمَ تَوْدِيعِي لأَحْبَابِي غَدًا ذِكْرُ مَيٍّ شَاغِلٌ عَنْ كُلِّ شَيْ ففي هذا البيت يتَّضح اسم ميّ التي رشَّح بها الشَّاعر التَّورية؛ لأنَّ الشَّاهد في آخر كلمة من البيت الثاني (مي)؛ لأنَّ الشَّاعر ورَّى بها عن اسم مي التي وردت في البيت الآنِف الذكر، وبكلمة (ميت) التي حذف منها التاء اكتفاءً، بترْشيحٍ من كلمة حيّ. [36] ومنْه - أي من الاكتفاء - ولم يقُل المؤلف: ونحو كما فعل حين عرض الأمثلة السابقة؛ لأنَّه بدأ بذكر نوع آخر الحذْف فيه أكْثر من حرف. [37] البيتان من الرَّمَل، وردا في "الشفا في بديع الاكتفا" 70 دون عزو، والشاهد آخر البيت الثاني إذ التقدير (وَمَنْ أحسن من الله صبغة)، يشير الشاعر إلى قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} سورة البقرة؛ الآية: 138. [38] البيتان من الرمل، وردا دون عزو في "الشفا للنواجي" 70، والشَّاهد في آخر البيت الثاني، إذ التقدير لا أفلح من كذب. [39] البيتان من مجزوء الرَّجز، وهما لابن الوردي، انظر: "الشفا في بديع الاكتفا" 73، والشاهد في آخر البيت الثاني، ولعلَّ التَّقدير: "ومن تولَّى فإلى حيثُ ألْقت رحلَها أمُّ قشعم"، ولم أقف عليْهِما في ديوان ابن الوردي. [40] من الوافر، وهو لجمال الدين بن مطروح، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 71، والشَّاهد ما حُذِف في آخِر البيت الثاني، ويُمكِن تقديره: "ولا يدْري بأنِّي فتنت به". [41] البيتان من وزْنٍ مُستحْدث، وهما لسراج الدِّين بن الورَّاق، انظر: "الشفا في بديع الاكتفا"؛ للنواجي 54، والشَّاهد ما حذفه الشَّاعر في آخِر البَيْتِ الثَّاني من كلمة التوحيد. قلتُ: إن جاز الحذْف فيما سبق، فإنِّي أراه في هذا الموضع خطيرًا جدًّا؛ لأنَّ كلمة التوحيد ينبغي أن تنزَّه عن مثل هذا، وإن كان الإجماع - عند المسلمين - منعقِدٌ على تقدير المحْذوف بلفْظ الجلالة، فالأولى اجتناب ذلك - والله أعلم. [42] زيادة من المحقِّق. [43] البيتان من مجزوء المنسرح، نسبهما النواجي في "الشفا" 57 لأبي الحسَن النَّحْوي، وهذا لا يُعين على معرفة القائل، ولكن ابن معصوم في "أنْوار الربيع" 3/74- 75 يوضِّح أنَّهما لأبي الحسن الباخرزي، والشاهد ما حذف في آخر البيت الثاني، ويمكن تقديره بـ (وما عليَّ إذا لم تفهم البقر)، وهو مستفاد من قول أبي الطيب. عَلَيَّ نَحْتُ القَوَافِي مِنْ مَعَادِنِهَا وَمَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ تَفْهَمِ البَقَرُ [44] البيتان من الطويل، نسبها النواجي في "الشفا" 94 و"الدر النفيس" 65ب للشَّيخ سعد الدين محمد بن عربي، والشَّاهد ما حُذِف في آخِر البيت الثاني، ويُمكن تقْديره بـ: لما تمكَّنتُ، أو لما استطعتُ، أو نحوهما. [45] انظر مثلاً: "الخصائص"؛ لابن جني 2/208- 310. [46] سورة القصص؛ الآية: 58. [47] انظر مثلاً: "الوافي في العَروض والقوافي"؛ للتبريزي 249. [48] البيتان من الوافر، وهُما للنَّابغة الذُّبياني، انظر: ديوانه 199 (ط دار الفكر)، وديوان النَّابعة شرْح الطَّاهر بن عاشور 253، وانظر: "الوافي"؛ للتِّبريزي 248، و"الكافي في علم القوافي"؛ لابن السراج الشنتريني 131، و"الشفا"؛ للنواجي 48. [49] انظر مثلاً: "تحرير التحبير" 140- 142، و"طراز الحلَّة"؛ لابن مالك الرعيني 336- 355. [50] البيْتان من الطَّويل، ويظهر أنَّ البيت الأوَّل لمرعي، والبيت الثاني هو المستعان به، ولم أعْرِف قائِله، وكذا لم أقِف على البيت الأوَّل في ديوان مرعي المخطوط الذي بين يدي. [51] هذا البيت من الطَّويل، وهو من قصيدة مطلعها: أَلا إِنَّ نَفْسِي أَصْلُ دَاهَا طَبِيبُهَا وَدُونَ مُنَاهَا حَالَ قَسْرًا رَقِيبُهَا انظر: "الغزل المطلوب" 11ب. [52] البيتان من الطويل، من قصيدة لمرعي مطلعها: لَقَدْ لامَنِي العُذَّالُ فِيمَنْ أُحِبُّهُ وَقَالُوا مَقَالاً وَهْوَ لا شَكَّ كَاذِبُ انظر: الغزل المطلوب 11أ، وانظر: النعت الأكمل 195، وعجُز البيت الثاني هو المضمّن، هو من قول الشاعر: تَعَشَّقْتُهَا شَمْطَاءَ شَابَ وَلِيدُهَا وَلِلنَّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ [53] هذا تساهُلٌ في التَّعبير من المؤلِّف - عفا الله عنه. [54] من مخلع البسيط، ذَكَر الخَطيب القزْويني أنَّه لبَعْض المغاربة، قالَه عِنْدَ وفاة بعْضِ أصحابِه، انظر: "الإيضاح" 6/138، ونقل العبَّاسي في "معاهد التنصيص" 4/139 عن صاحب "قلائد العقيان" أنَّه قيل في الرئيس أبي عبدالرحمن محمَّد بن طاهر، دخل عليه الوزير أبو العلاء بن أزرق، وهو يقول... البيت. وورد في ديوان أبي تمام أنه في رثاء ابنِه 4/677، وجعله المحقِّق مع القسم المشْكوك في نسبته إليه. [55] البيتان من مجْزوء الرمل، وهما لبرهان الدين القيراطي، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 79، و"الدر النفيس"؛ للنواجي 134ب، و"شرح عقود الجمان"؛ للسيوطي 136 - 137، وانظر: "خزانة الأدَب"؛ لابن حجَّة 1/287، 474، و"أنوار الربيع"؛ لابن معصوم 3/80- 81. [56] البيتان مجزوء الرَّمَل، وهُما للصَّاحب بن عباد، انظر: "ديوان الصاحب" 230، وانظر: "التبيان"؛ للطيبي 418، و"الإيضاح"؛ للقزويني 6/138، و"معاهد التَّنصيص" 4/110، و"نفحات الأزهار" 243. [57] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 24ب. [58] من الطويل وهو لأبي تمام، وانظر: "ديوانه" 2/320، وانظر: "تحرير التحبير" 564، و"التبيان"؛ للطيبي 433، و"معاهد التنصيص" 4/194، و"نفحات الأزهار" 185. [59] لم أجدها في ديوانه "الغزل المطلوب". [60] من الخفيف وهو لابن قرقماش، انظر: "زهر الربيع" 26أ. [61] هي تماضر بنت عمْرو بن الشَّريد السُّلَميَّة (00- 24هـ) أشهر شواعر العرب، جُلُّ شِعْرِها في رثاء أخيها صخر، أسْلَمَتْ وحثَّت بنيها الأرْبعة على الجهاد في سبيل الله، فماتوا جميعًا في معركة القادسية، انظر ترجمتها في: "الشِّعْر والشعراء" 1/350 - 351، وانظر: "الأعلام"؛ للزركلي 2/69. [62] من المتقارب، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 25ب، والشّطر الثاني هو جزء من الآية 85 من سورة هود، أو 183 من سورة الشعراء. [63] من الكامل، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 25ب. [64] لم أتمكَّن من معرفة القائل، وهما من مجزوء الرجز، والشَّاهد هو الشَّطر الثاني من البيت الثاني (الصيف ضيعتِ اللبن) وهو مثل مشهور، انظر: "مجمع الأمثال"؛ للميداني 2/68. [65] من البسيط، وهو لأبي محمَّد الخازن في تهنئة بموْلود، انظر: "التبيان"؛ للطيبي 457، و"الإيضاح"؛ للقزويني 6/149، و"معاهد التنصيص" 4/321. [66] من الكامل، وهو للأشجع السلمي، انظر: كتاب "الصناعتين" 433، و"المثل السائر" 2/239، و"كفاية الطالب" 52، و"التبيان"؛ للطيبي 458، و"الإيضاح"؛ للقزويني 6/149، و"معاهد التنصيص" 4/225. [67] من الكامل، وهو للشَّيخ جمال الدين عبدالصمد بن إبراهيم البغدادي الحنبلي (765هـ)، المعروف بابن الخضري، انظر: "الكواكب الدرِّية في مناقب المجتهِد ابن تيمية" 201- 202؛ للمؤلف مرعي الحنبلي. [68] من الخفيف، وهو لإسْحاق بن إبراهيم الموصلي، انظر: "ديوانه" 165، وانظر: "تحرير التحبير" 168، و"حسن التوسل" 252، و"نهاية الأرب" 7/134. [69] البيتان من الطويل، وهما لمحمد بن الخياط في المهدي، انظر: كتاب "الصناعتين" 200، و"أمالي المرتضى" 1/522، و"تحرير التحبير" 172، و"جوهر الكنز" 222 نسبه للخياط المكي. [70] البيتان من الطويل، وهما لمسلم بن الوليد في يحيى بن خالد، انظر: "ديوان صريع الغواني" 316، وانظر: كتاب "الصناعتين" 456، و"تَحرير التَّحبير" 435، و"حسن التوسل" 254، و"الإيضاح" 6/152. [71] الأبيات من البسيط، وهي لابن قرقماس؛ "زهر الربيع" 23ب. [72] لم أتمكَّن من معرفة القائل. [73] وداهم: من دفع الدية. [74] هو الحسن بن هانئ بن عبد الأشهل الحكمي بالوَلاء (146- 198هـ) شاعِر مطْبوع، له شعر كثيرٌ في المُجُون، كان فصيحًا عالمًا باللُّغة، انظر ترجمته في: "وفَيات الأعيان" 2/95 - 104. [75] لعلَّه عبدالله بن محمد بن الخصيب (348هـ) من قضاة مِصر، كان فاضِلاً وجيهًا عارفًا بالأدب، أو لعلَّه ابنه محمَّد الذي تولَّى القضاء بعده، وتوفِّي في السنة نفسها، انظر: "الولاة والقضاة" 492 - 493، وانظر: "فوات الوفيات" 2/95 - 104. [76] الأبيات من الكامل، انظُر: "ديوان أبي نواس" 326 (صادر) البيت الأوَّل فحسب، وهو آخر أبيات القصيدة، وكذا "معاهد التنصيص" 4/272 أخذها المؤلف عن "تحرير التحبير" فهي مطابقة لروايته، انظر: "تحرير التحبير" 618. [77] البيتان من الطويل، انظر: "ديوان أبي نواس" 100 - 101، وانظر: "تحرير التحبير" 618، و"الإيضاح" 6/153، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/502، و"معاهد التنصيص" 4/268، و"نفحات الأزهار" 341. [78] البيتان من البسيط، انظر: "ديوان أبي تمام" 1/73، وانظر: "تحرير التحبير" 618، و"الإيضاح" 6/153. [79] من البسيط، انظر: "ديوان أبي الطيِّب" 2/43، وشرح "ديوان المتنبي"؛ للعكبري 3/42، وانظر: "تحرير التحبير" 620. [80] من الوافر، وهو لأبي الطيِّب، انظر: "شرح ديوان المتنبِّي"؛ للعكبري 3/303، وانظر: "تحرير التحبير" 619، و"التبيان"؛ للطيبي 466، و"الإيضاح" 6/154، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/502، و"معاهد التنصيص" 4/273. [81] رواية الديوان "الأعداء". [82] البيتان من الطويل، وهُما لأبي الطيب في سيف الدولة، انظر: "شرح ديوان المتنبي"؛ للعكبري 3/362، وانظر: "تحرير التحبير" 620، وقد تضمَّن البيْتان مبالغةً مذمومةً، فالحياة والموت والرِّزْق بيد الله. |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (5/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل الفن الثاني في البديع المعنوي وهو ما يرجع إلى تَحسين المعنى أوَّلاً وبالذَّات، وإن كان فيه ما يفيد تحسين اللفظ أيضًا كما أن اللفظي كذلك. باب المطابقة وتسمَّى[1]: الطباق، والتَّطبيق، والمقاسمة، والتَّكافُؤ، والتَّضادّ، وهي الجمع بين الشَّيء وضِدِّه كاللَّيل والنَّهار، والسَّواد والبياض في اسمين، نحو: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ}[2]، أو فعلين نحو: {يُحْيِي وَيُمِيتُ}[3]، أو مختلفين نحو: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}[4]، أو حرفين نحو: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}[5] وهي المطابقة الخفية، فإن (لها) يقتضي أن يكون ملكًا تحت اليد، و(عليها) يقتضي العلو فكسبها تحت يدها، وما جنته عليها. والطباق المعنوي كقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي}[6]؛ لأنَّ القصاص الموت، فكأنه قال: الموت حياة، فهو طباق معنوي، وكذلك نحو: بدر وبحر لكون البدر يفهم منه العلو، والبحر يفهم منه السفل ونحوه: أَغْرَقَ الدَّمْعُ مُقْلَةً أَدْخَلَتْنِي نَارَ وَجْدٍ مِنَ الجَوَى ذَاتَ وَقْدِ[7] فإن أغرق ليس ضدًّا لأدخل إلاَّ باعتبار متعلقه وهو النار؛ لأن من دخلها احترق، والاحتراق ضد الغرق. وإيهام المطابقة: وهو ما تقابل فيه اللفظ دون المعنى، نحو: ضَحِكَ الصُّبْحُ فَأَبْكَى مُقْلَتِي حِينَ وَلَّى نَافِرًا عَنْ مَضْجَعِي[8] فإنَّ الضَّحِك هنا ليس ضدَّ البكاء؛ لأنَّه كناية عن الضَّوء وكثْرته، والبكاء منسوب للمُقْلة فلا تضادَّ بين كثر وبكى، إلاَّ أنَّه من جهة اللَّفظ يوهم المطابقة، ونحو: لا تَعْجَبِي يَا سَلْمُ مِنْ رَجُلٍ ضَحِكَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ فَبَكَى[9] أي: الرجل: [10أ/10ب]. والملحق بالمطابقة: نحو: {أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[10]؛ فإنَّ الرَّحمة وإن لم تكن مقابلة للشدَّة؛ لكنَّها مسبّبة عن اللين الذي هو ضدّ الشدَّة، ونحو: إِذَا جَفَانِي بَذَلْتُ الرُّوحَ مُعْتَذِرًا لَهُ وَأَصْفَحُ عَنْهُ كُلَّمَا ظَلَمَا[11] فالصفح ليس بينه وبين الظلم تضاد، وإنَّما ضدّ الظلم العدل، لكن الظلم جرم عظيم يستحق المؤاخذة. وطباق السلب: وهو الجمع بين فعل مثبت ومنفي، أو أمر ونهي، بخلاف ما مرَّ، فإنه طباق إيجاب، نحو: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا}[12]، ونحو: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}[13]، ونحوه: جَهِلَتْ سَلْمَى ومَا جَهِلَتْ سُوءَ حَالِي فِي مَحَبَّتِهَا عَلِمَتْ قَتْلِي وَمَا عَلِمَتْ أَنَّهُ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِهَا[14] واعلم أنَّ ما مَرَّ مطابقة غير مقابلة. والمقابلة: أن تذكر لفظيْن أو أكثر، فإذا فرغت ذكرت الأضداد؛ كقوله تعالى: {كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ}[15]، وقوله: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}[16]، والأكثر نحو: مَا أَحْسَنَ الدِّينَ والدُّنْيَا إِذا اجْتَمَعَا وأَقْبَحَ الكُفْرَ والإِفْلاسَ بِالرَّجُلِ[17] ونحو: صُبْحُ اللِّقَا وَبَيَاضُ القُرْبِ غَالَهُمَا لَيْلُ القِلَى وَسَوَادُ البُعْدِ فَارْتحَلا[18] فالمقابلة بين صُبْح ولَيْل، ولِقاء وقِلى، وبياض وسواد، وقُرْب وبُعْد. ونحو: لمَّا شَكَوْتُ إِلى لَيْلَى وَقَدْ هَجَرَتْ وَجْدِي إِلَيْهَا وَسُهْدِي فِي دُجَى الظُّلَمِ قَالَتْ أَزُورُكَ فَافْرَحْ بِالوِصَالِ وَنَمْ فَلَمْ تَزُرْنِي ولَمْ أَفْرَحْ وَلَمْ أَنَمِ[19] فقابل ثلاثةً لثلاثة، وهي مطابقة في النفْي. باب مراعاة النظير ويسمَّى[20]: التناسُب، والائتلاف، والتوفيق والمؤاخاة، وهو: ذكر لفظَيْن متناسبَيْن لا على جهة التضاد؛ ليخرج المطابقة، وهو أربعة أنواع: المتناسب: وهو ذِكْر الشَّيءِ مع ما يناسبه؛ كالشَّمس والقَمر، والسَّحاب والمطر، ونحو: قَدْ صَادَ قَلْبِي بِأَرْضِ التُّرْكِ ظَبْيُ نَقًا سُلْطَانُ حُسْنٍ بِآفَاقِ الجَمَالِ سَمَا البَدْرُ طَلْعَتُهُ مِنْ شَعْرِهِ غَسَقٌ بِهِ تَنَفَّسَ صُبْحُ الثَّغْرِ فَابْتَسَمَا[21][10ب/11أ] فالمناسبة بين ترك وسلطان، وأرْض وسماء، وسماء مع بدر، وغسق مع صبح[22]. والتفويف: وهو ذِكْر المتناسبَيْن في جُمل مُسْتوِية المقدار، أو قريبة الاستِواء. سُمِّي بذلك من قولِهم: ثوب مفوف، وهو الذي فيه خطوط مستوية نحو: رَشْقٌ بِلا أَسْهُمٍ، طَعْنٌ بِلا أَسَلٍ نَارٌ بِلا شُعَلٍ، زَهْرٌ بِلا شَجَرٍ[23] ونحوه: هِلالٌ إِذَا مَا لاحَ، غُصْنٌ إِذَا انْثَنَى نَسِيمٌ إِذَا مَا رَاحَ، بَدْرٌ إِذَا بَدَا[24] وتشابُه الأطراف: وهو أن يَختم الكلام بِما يناسب المعنى المبتدأ به، نحو: {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ}[25]، فإنَّ اللَّطيف يُناسب كوْنه غير مدرك، والخبير يناسب كوْنَه مدْرِكًا، ونحو: لم يَخَف الملوك، وتخافُه الملوك؛ لأنَّه لا ذنبَ له، ويصْدَع بالحقِّ، ونحو: {فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ}[26]. ومنه إعادة لفظ القافية في أول البيت الذي يليها، كقوْلِ ليلى[27] تمدح الحجَّاج[28]: إِذَا نَزَلَ الحَجَّاجُ أَرْضًا مَرِيضَةً تَتَبَّعَ أَقْصَى [دَائِهَا][29] فَشَفَاهَا شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ العُضَالِ الَّذِي بِهَا غُلامٌ إِذَا هَزَّ القَنَاةَ سَقَاهَا سَقَاهَا فَرَوَّاهَا بِشُرْبِ سِجَالِهِ دِمَاءَ رِجَالٍ يَحْلِبُونَ صَرَاهَا[30] وإيهام النظير: وهو ذكر معْنيين غير متناسبَيْن بلفظَيْن متناسبَيْن، نحو: {الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ}[31]؛ أي: النَّبات الَّذي لا ساق له، والشَّجر ما له ساق، فالنجم بهذا المعنى لا تناسب بينه وبين الشمس والقمر، لكنه قد يكون بمعنى الكوكب فيناسبهما، ونحو: تَعَشَّقْتُهُ والمََيْلُ كَالغُصْنِ دَأْبُهُ وَقَدْ قَلَّ صَبْرِي مِنْ عَظِيمِ صُدُودِهِ يَلُومُ أَبِي، وَالخَالُ وَالعَمُّ ضَائِعٌ كَمِسْكٍ حَوَاهُ مَاءُ وَرْدِ خُدُودِهِ[32] فالخال يناسب العمَّ، لكن المراد خال الوجنة بدليل نسبة تضوُّع المسك إليه. قلت: وهذا الباب والذي قبله [11أ/11ب] عندي الأولى ذِكْرُه في البديع اللَّفظي؛ لأنَّ تعلُّقه باللفظ أظْهر كما فعلت في الإرْصاد[33]. باب المشاكلة وهي ذكر الشيء بلفظ غيره؛ لوقوعه[34] صحبته تحقيقًا أو تقْديرًا، فالأوَّل كقوله: قَالُوا اقْتَرِحْ شَيْئًا نُجِدْ لَكَ طَبْخَهُ قُلْتُ اطْبُخُوا لِي جُبَّةً وَقَمِيصَا[35] أي: خيِّطوا، فذكر الخياطة بلفظ الطبخ؛ لوقوعها صحْبة الطَّبخ، ونحو: وَاطْعَنْ بِقَامَاتِ القُدُودِ وَبِالأَسَلْ[36] فالطَّعْن لا يكون بالقامات، لكنَّه ذكر مُشاكلة، ومثله: عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَماءً بَارِدًا[37] ونحو: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}[38]، إن لم يُرِد بالنَّفس الذات[39]. والثاني نحو: {صِبْغَةَ اللهِ}[40]؛ أي: تطهير الله النُّفوس بالإيمان، فعَبَّرَ عن التطهير بالصبغ؛ لوقوعه معه في التقدير؛ لأنَّ النَّصارى كانوا يغمسون أولادَهم في ماء أصفر يسمُّونه المعمودية، ويقولون: الغَمس فيه تطهير لهم، ويقول مَن غمس ولده، الآن صار نصرانيًّا حقًّا. باب العكس ويسمَّى التبديل، وهو تقدُّم جُزْءٍ في الكلام ثم تأخُّره، فيقع بين المتضايِفَين، نحو: فَاقْصِدْ رِيَاضَ الرُّبَا بِالخَيْفِ وَاسْقِ بِهِ رُبَا الرِّيَاضِ بِوُدٍّ مِنْكَ مُنْسَجِمِ[41] ونحو: (عادات السَّادات سادات العادات)[42]. وبين العامل والمضاف إليه، نحو: فَاحْمَرَّ بَعْدَ بَيَاضٍ خَدُّ ذِي خَجَلٍ وَابْيَضَّ بَعْدَ احْمِرَارٍ كَأْسُ سَاقِينَا[43] وهو عجيب؛ لأن فيه رد الفعل مضافًا، والمضاف فعلاً. وبين متعلقي فعل، نحو: {يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ}[44]. وبين طرفي جملتَيْن، نحو: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}[45]. وبين فعل وفاعل، نحو: قام زيد، وزيد قام. يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (5/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل باب الرجوع وهو العود على الكلام السابق بالنَّقْض، كأن يثبت المنفي أو ينفي المثبت؛ لنكتة تزيد المعنى حسنًا تلحقه بالبلاغة، بخلاف ما لو كذب فقال: قمت، ثم صدق فقال: ما قمت، وكذا لو رأى طائرًا ظنَّه حمامًا، فقال: هذا حمام، ثم رجع فقال: ليس بحمام؛ لخلوِّه عن النكتة [11ب/12أ]، فما فيه النكتة نحو: قِفْ بِالدِّيَارِ الَّتِي لَمْ يُعْفِهَا القِدَمُ بَلَى وَغَيَّرَهَا الأَرْوَاحُ وَالدِّيَمُ[46] أثبت دروسها بعد نفْيِه؛ لنكتة إظهار التدلُّه والتحيُّر، ونحو: مِنْ بَعْدِ مَا رَحَلَتْ كَالنَّوْمِ عَنْ نَظَرِي هَذَا ومَا رَحَلَتْ عَنْ قَلْبِيَ الكَلِفِ[47] نفي الرحيل بعد إثباته؛ لاختلاف الجهة: أي إن كانت رحلت عن عيني فما رحلت عن قلبي، ولا يخفى ما فيه منَ الحسن، فمدار هذا الباب على نكتة حسنة تبيِّن بلاغة المتكلِّم. باب الاستطراد مصدر استطرد الفارس لقرْنِه في الحرب، وذلك بأن يفرَّ من بين يديْه يوهم الانْهِزام، ثم يعطف عليْه على غرَّة منه، وهو ضرب من المكيدة. واصطلاحًا[48]: أن يكون المتكلِّم في مدح أو غيره، فيتوهَّم السامع أنَّه مستمرٌّ فيه، ثم يخرج منه إلى غيره؛ لمناسبة بينهما مصرِّحًا باسم المستطرد به آخر كلامه، وبه يفارق المخلص. وهو ثلاثة أنواع: استطراد غير مقصود لا تقوية لما قبله، نحو: بِالرُّوحِ أَفْدِي غَادَةً ذِي عَادَةٍ بِالهَجْرِ لَيْسَ تَرَى لَدَيْهَا مَرْحَمَهْ يُلْهِيكَ خُلْفُ حَدِيثِهَا وَوُعُودِهَا عَنْ خُلْفِ عُرْقُوبٍ وَكِذْبِ مُسَيْلِمَهْ[49] انتقل من التغزل إلى هجاء عرقوب بخلف المواعيد، وإلى هجاء مسيلمة بالكذب حيث ادَّعى النُّبوَّة. واستطراد غير مقصود، وفيه تقوية لما قبله، كقوْلِ بعضهم يمدح ابن حَجَرٍ[50] العسقلاني: أَيَا حَبَّذَا النِّيلُ المُبَارَكُ جَاريًا بِمِصْرَ كَجَرْي النِّيلِ مِنْ عُلَمَائِهَا وَإِلاَّ كَجُودِ العَسْقَلانِيِّ مَنْ غَدَا شِهَابًا لِذِي العَلْيَا بِأُفْقِ سَمَائِهَا[51] الاستِطْراد ذكر ابن حجر ومدح نواله، وفيه تقْوية لمدح علماء مصر؛ لأنَّه منهم، وغير مقصود؛ لأنَّ ابتداء الكلام لم يَكُن لمديحه. واستطراد مقْصود وهو قليل، ويليق أن يسمَّى إيهام الاستطراد، كقوله في ابن حجرٍ أيضًا: إِنْ يَبْتَسِمْ ثَغْرُ الشَّرِيعَةِ وَالنَّدَى يَوْمًا فَذَلِكَ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ [12أ/12ب] هُوَ جَامِعٌ عِلْمَ الحَدِيثِ وَحَافِظٌ وَمُفَرِّقٌ أَمْوَالَهُ فِي النَّاسِ[52] فهو مقصود؛ لأنَّ أوَّل جملة تركَّبت مقصودة لمديحه؛ إذْ عند التَّصريح بذِكْره يفهم أنَّه المراد من أوَّل اللَّفظ. باب الاطِّراد مصدر اطَّرد الماء وغيره إذا جرى من غير توقُّف ولا انقطاع، واصطِلاحًا[53]: ذكر الممدوح وآبائه على الترتيب، بلا تكلُّف بألفاظ سهلة بلا فاصل غير يسير، بنحو صفة مشهورة، وتركه أولى كقول بعضهم: مَنْ يَكُنْ رَامَ حَاجَةً بَعُدَتْ عَنْ هُ وَأَعْيَتْ عَلَيْهِ كُلَّ العَيَاءِ فَلَهَا أَحْمَدُ المُرَجَّى ابْنُ يَحْيَى بْ نِ مُعَاذِ بنِ مُسْلِمِ بْنِ رَجَاءِ[54] قال ابن أبي الإصبع[55]: إنَّ هذا البيت أحسن ما يوجد لولا الفصْل بالمرجَّى، يعني أنَّه ليس بصفة، وإنَّما أتى بها للحشْو فعيب عليه[56]. ونحو: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الطَّوَافِ سُعَاةٌ إِذْ رُمِينَا بِزَيْنَبٍ وَالرَّبَابِ ابْنَتَيْ هَاشِمِ بْنِ عَبْد ِمَنَافٍ ابْنِ زَيْدِ بْنِ[57] قُصَيِّ بْنِ كِلابِ[58] فقُصَيّ من الصفات التي اشتهر بها زيد، فاغتُفِر الفصل بها. باب الاستتباع وهو أن يذكر مدحًا أو ذمًّا، ثم يستتبع به معنًى آخر من جنسه، فلا يجوز استتباع المدح بذم وعكسه، نحو: وَظَبْيٍ مِنَ الأَتْرَاكِ نَابَتْ لِحَاظُهُ وَحَاجِبُهُ عَنْ قَوْسِهِ وَسِهَامِهِ وَيَبْسِمُ عَنْ دُرٍّ نَضِيدٍ كَأَنَّمَا تُنَظَّمُ مِنْ مَنْثُورِ دُرِّ كَلامِهِ[59] مدح ثغره بابتِسامه عن الدر، ثمَّ استَتْبع مدْحَه بالفصاحة والبلاغة الحاكية للدُّرر لعذوبة منطقه. ونحو: نَهَبْتَ مِنَ الأَعْمَارِ مَا لَوْ حَوَيْتَهُ لَهُنِّئَتِ الدُّنْيَا بِأَنَّكَ خَالِدُ[60] مدحه بالشَّجاعة على وجهٍ استَتْبع مدْحَه بكونه سببًا لصلاح الدنيا ونظامها. باب التفريع من فرعت الشيء تفريعًا، وضبط بالغين المعجمة، كأن المتكلم فرغ باله من الحكم الأول للثاني، وهو أن ترتب حكمًا على صفة، ثم ترتب ذلك الحكم بعينه [12ب/13أ] على صفة أخرى، كقوله: أَحْلامُكُمْ لِسِقَامِ الجَهْلِ شَافِيَةٌ كَمَا دِمَاؤُكُمُ تُبْرِي مِنَ الكَلَبِ[61] وقول ابن المعتز[62]: كَلامُهُ أَخْدَعُ مِنْ لَحْظِهِ وَوَعْدُهُ أَكْذَبُ مِنْ طَيْفِهِ[63] باب الإدماج وسمَّاه بعضهم[64] التعليق، وبعضٌ[65] التَّضعيف، وبعضٌ[66] جعله [مع][67] الاستِتْباع واحدًا، وهو مصدر أدمجت الشَّيء في الشَّيء إذا أدرجتَه فيه، وهو أن يذكر المتكلِّم معنًى ثمَّ يدمج معنًى آخَر ولا يقصده، فإن قصَدَهُ فلا بدَّ أن يوهم أنَّه لم يُرِد قصْده، وقال ابن مالك[68]: أن يقصد معنًى فيدْمجه في كلامِه من غير قصْدٍ يظهر على قائلِه[69]؛ كقوله تعالى: {وَعَلَى المَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوفِ}[70]، سِيقت الآية لبيان أنَّ نفقة المرْضِع على الوالد، وأدْمج فيها أنَّ الولد لأبيه لا لأمِّه، وقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}[71]، سيقت الآية لبيان منَّة الأمِّ على الولد، وأدمج فيها أنَّ أقلَّ الحمل ستَّة أشهر؛ لأنه يسقط من الثلاثين حولاً الرَّضاع، بدليل {يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}[72]، ومنه: أَبَى دَهْرُنَا إسْعَافَنَا فِي نُفُوسِنَا وَأَسْعَفَنَا فِيمَنْ نُحِبُّ وَنُكْرِمُ فَقلْتُ لَهُ نُعْمَاكَ فِيهِمْ أَتِمَّهَا وَدَعْ أَمْرَنَا إِنَّ الأَهَمَّ المُقَدَّمُ[73] أدْمج في التَّهْنِئة شكْوى الدَّهر، ونحو: وَصِفَا لِي ثَغْرَ الحَبِيبِ فَإِنِّي ذُو اشْتِيَاقٍ إِلَى النَّقَا وَالعَقِيقِ[74] أدمج في قوله: (وصفا لي ثغر الحبيب) صِفَته بالنَّقا والعقيق. باب اللف والنشر وهو ذكر متعدِّد على التَّفصيل أو الإجْمال، ثمَّ ذِكْر ما لكلٍّ من هذا المتعدِّد من غير تعيُّن ثقةً بأنَّ السَّامع يردُّه إليه، فإن ذكر مرتَّبًا فهو المرتَّب، وإلا فهو المشوَّش، نحو: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}[75]، ونحو: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}[76] الآية، ونحو: [13أ/13ب]. فَالغُصْنُ وَالوَرْدُ ثُمَّ البَدْرُ فِي غَسَقٍ يَا صَاحِ قَدِّيَ خَدِّي طَلْعَتِي شَعَرِي[77] ونحو: كَيْفَ أَسْلُو وَأَنْتِ غُصْنٌ وَحِقْفٌ وَغَزَالٌ لَحْظًا وَقَدًّا وَرِدْفَا [78] والحِقْف جمعه أحْقاف، وهو النَّقا من الرَّمل، ونحو هو شَمس وأسدٌ وبَحر جودًا وبهاءً وشجاعة. والمجمل لا يتصوَّر فيه ترتيب ولا عكس، نحو: لي منه ثلاثة بدر وغصن وعضب، ونحو: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}[79]، فضمير قالوا لأهْلِ الكِتابين؛ أي قالت اليهود: لن يدخل الجنَّة إلاَّ مَن كان هودًا، وقالتِ النَّصارى: لن يدخل الجنَّة إلاَّ من كان نصارى، فلفَّ؛ لعدم اللَّبس ثقةً بأنَّ السَّامع يرد إلى كلٍّ ما زعَمَه؛ للعلم بتضليل كلِّ فريق صاحبه. ومن غريب اللَّفِّ والنَّشْر أن يذكر متعدِّدًا ثمَّ يذكر ما لكلٍّ من آحاد، نحو: الرَّاحة والتَّعب والعدْل والظُّلم قد سدَّ من أبوابها ما كان مفتوحًا، وفُتِح من طرُقِها ما كان مسدودًا. باب الجمع هو أن يجمع بين متعدِّد لفظًا أو حكمًا في حكم، نحو: {المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا}[80]، ونحو: إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَهْ مَفْسَدةٌ لِلمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَهْ[81] ونحو: زيد وعمرو وبكر ومحمد كِرام، وفي المتعدد حكمًا هؤلاء الأربعة كرام، ونحو: سَلامَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ أَرْبَعَةٌ القُنْعُ وَالصَّمْتُ ثُمَّ الحُكْمُ والأَدَبُ[82] باب التفريق وهو إيقاع تباين بين أمرين من نوع في المدْح أو غيره، نحو: مَا نَوَالُ الغَمَامِ وَقْتَ رَبِيعٍ كَنَوَالِ الأَمِيرِ يَوْمَ سَخَاءِ فَنَوَالُ الأَمِيرِ بِدْرَةُ عَيْنٍ وَنَوَالُ الرَّبِيعِ قَطْرَةُ مَاءِ[83] أوْقع التباين بين النوالين، ونحوه: إِنْ شَبَّهُوا بالنَّبْل أَلْحَاظَهُ يَوْمًا فَقَدْ جَاؤُوا بِأَمْرٍ عَجِيبْ فَالنَّبْلُ قَدْ تُخْطِئُ فِي رَمْيِهَا وَهَذِهِ مِنْ غَيْرِ رَمْيٍ تُصِيبْ[84] أوْقع التفريق بين الرمْيَين. باب التقسيم وهو ذِكْر متعدِّد ثمَّ إضافة ما لكلٍّ إليْه على التعيين، قيل[85]: وبهذا [13ب/14أ] القيْد خرج اللَّفُّ والنشر، والحقُّ أنَّ ذِكْر الإضافة كافٍ؛ إذ ليس في اللَّفِّ والنَّشر إضافة ما لكلٍّ إليه، بل يذكر فيه ما لكلٍّ حتَّى يضيفه السَّامع إليه ويردَّه، نحو: وَلا يُقِيمُ عَلَى ضَيْمٍ يُرَادُ بِهِ إِلاَّ الأَذَلاَّنِ عَيْرُ الحَيِّ والوَتِدُ هَذَا عَلَى الخَسْفِ مَرْبُوطٌ بِرُمَّتِهِ وذَا يُشَجُّ فَلا يَرْثِي لَهُ أحَدُ[86] ونحو: وَأَسْمَرَ خَطِّيٍّ بِكَفٍّ مُهَفْهَفٍ لَهُ رُمْحُ قَدٍّ تَزْدَهِيهِ النَّوَاظِرُ فَهَذَا لِطَعْنِ الضِّدِّ وَالنَّقْعُ ثَائِرٌ وَهَذَا لِطَعْنِ الصَّبِّ وَالظَّعْنُ سَائِرُ[87] الشَّاهد رمح وقدّ، فلو قيل: هذا لطعن قوم، وهذا لطعْن قومٍ لم يكن تقسيمًا، وتقسيمُه إضافة ما لكلٍّ إليه على التعْيِين. ومنه أن تذكر الشيء وما يناسبه، ثم الشيء وما يناسبه إلى آخر ما تُريد، وهو نظير التَّفْويف، نحو: يَقُولُونَ صِفْ قَدَّ الحَبِيبِ وَلَحْظَهُ وَوَجْنَاتِهِ وَالثَّغْرَ قُلْتُ لَهُمْ قُرُّوا فَقَدٌّ وَلا رُمْحٌ، وَلَحْظٌ وَلا ظَبْيٌ وَخَدٌّ وَلا وَرْدٌ، وَثَغْرٌ وَلا دُرُّ[88] يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (5/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل باب الجمْع والتفريق وهو إدْخال شيْئَين في معنًى ثُمَّ يفرق جهتي الإدخال، نحو: الشمس والقمر كوكبان: هذا نَهاري وهذا ليلي، ونحو: فَوَجْهُكِ كَالنَّارِ فِي ضَوْئِهَا وَقَلْبِي كَالنَّارِ فِي حَرِّهَا[89] الجمع كوْن قلبِه ووجه الحبيب كالنار، والتَّفريق أنَّ للوجْه الإشْراق، وللقَلْب الحريق.باب الجمْع والتقسيم وهو جمع متعدِّد تحت حكم ثمَّ تقْسيمه، أو تقسيم متعدِّد ثم جمعه، نحو: الرَّوْضُ يَجْمَعُ مَعْنًى فِي الحَبِيبِ فَقُلْ إِنْ رُمْتَ يَوْمًا بِتَقْسِيمٍ تُعَارِضُهُ ونحو:الغُصْنُ قَامَتُهُ، وَالوَرْدُ وَجْنَتُهُ وَالطَّلْعُ مَبْسِمُهُ، وَالآسُ عَارِضُهُ[90] قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا ضَرُّوا عَدُوَّهُمُ أَوْ حَاوَلُوا النَّفْعَ فِي أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا قسَّم في الأوَّل صفة الممْدوحين، وجَمعها في الثَّاني تحت كوْنِها [14أ/14ب] سجيَّة.سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَةٍ إِنَّ الخَلائِقَ فاعْلَمْ شَرُّهَا البِدَعُ[91] باب الجمع والتفريق والتقسيم وهو أن تجمع ثم تفرِّق ثم تقسِّم، نحو: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}[92] الآية، جمع الأنفُس في {لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ}، ثم فرَّق بأنَّ بعضها شقي وبعضها سعيد، ثم قسَّم بأنَّ أضاف إلى الأشْقِياء ما لهم وللسُّعداء ما لَهم، ونحو: لِذَاتِي جَامِعٌ تَفْرِيقَ شَمْلٍ بِتَقْسِيمِ الهَوَى مِنْ بَحْرِ حُبِّي جَمع ما تحصَّل من الشَّقيِّ في الهجر، ثم فرَّق بأنَّ الحاصل سهاد وعذابٌ وهُموم، ثم قسَّم السُّهاد للعين، والعذاب للرُّوح، والهموم للقلب.سُهَادًا أَوْ عَذَابًا أَوْ هُمُومًا لِعَيْنِي أَوْ لِرُوحِي أَوْ لِقَلْبِي[93] باب صحَّة الأقسام وهو عبارة عنِ استيفاء المتكلِّم أقْسام المعنى، نحو: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}[94]؛ إذ ليس في رؤْية البرق إلاَّ الخوْف من الصَّواعق والطمع في الأمطار، ونحو: {قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}[95]، {دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}[96]، ونحو: {وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}[97]؛ لأنه تعالى إمَّا أن يفرد بهبة الإناث أو الذكور أو بهما أو لا يهبه شيئًا، وفيها التَّرقِّي[98] من الأدْنى إلى الأعْلى، وأخَّر العقيم؛ لأنَّ إفْضالَه تعالى على عبادِه أهمُّ من حرمانه، وتقديم الأهمِّ أوْلى، ونحو: ((ليس لك من مالِك إلاَّ ما أكَلْت فأفنيْت، أو لبِسْتَ فأبْلَيت، أو تصدَّقتَ فأبْقَيت))[99]، وقول عليٍّ[100]: "أنْعِم على مَن شئت تكن أميرَه، واستغْنِ عمَّن شِئْتَ تكُن نظيرَه، واحتَجْ إلى مَن شِئْتَ تَكُنْ أسيرَه"[101]، استوْعَب أقسام الدَّرجات العُليا والسُّفْلى والوسطى. وقف أعرابيٌّ على حلْقة الحسن البصري[102] فقال: رحِم الله مَن تصدَّق من فَضْل، أو واسى من كفاف، أو آثر من قوت، فقال الحسن: ما ترك الأعْرابي منكم أحدًا إلاَّ عَمَّه[103] بالمسألة، ونحو: وَهَبْهَا كَشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ أَوْ كَنَازِحٍ بِهِ الدَّارُ أَوْ مَنْ غَيَّبَتْهُ المَقَابِرُ[104][14ب/115أ] ونحو:وَأَعَلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي[105] ونحو:ولَيْسَ بِذِي رُمْحٍ فَيَطْعَنَنِي بِهِ وَلَيْسَ بِذِي سَيْفٍ، وَلَيْسَ بِنَبَّالِ[106] ونحو:شَغَلَ الدَّهْرُ عَنْ لِقَاءِ حَبِيبٍ لَيْتَ شِعْرِي مَتَى؟ وَكَيْفَ؟ وَأَيْنَا؟[107] استوعب أقسام الظُّروف الزَّمانيَّة، والمكانيَّة، وكيف التي يُسْأَل بها عن الأحْوال، وفيما قبله آلات القتال، وفيما قبله أقْسام الزَّمان، وفيما قبْلَه أقْسام الشَّيْء؛ لأنَّه إمَّا أن يكون، أو كان ثمَّ عدِم إمَّا بالبُعْد أو الفَناء.باب التفسير وهو أن يأتي المتكلِّم في أوَّل كلامِه بمعنًى لا يستقلُّ الفهم بمعناه دون أن يفسّر، نحو: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}[108]، فصحَّة التَّقْسيم انْدَرَجت في صحَّة التَّفسير، ونحو: لِمُخْتَلِفِي الحَاجَاتِ جَمْعٌ بِبَابِهِ فَهَذَا لَهُ فَنٌّ، وَهَذَا لَهُ فَنُّ ونحو:فَلِلخَامِلِ العَلْيَا، وَلِلمُعْدَمِ الغِنَى وَلِلمُذْنِبِ العُتْبَى، وَلِلخَائِفِ الأَمْنُ[109] وَجَلا الوَدَاعُ مِنَ الحَبِيبِ مَحَاسِنًا حُسْنُ العَزَاءِ - وَقَدْ جُلِينَ - قَبِيحُ ففي الأوَّل بيان أنَّ الوداع جلا مَحاسنَ الحبيب، وفي الثَّاني شرْح حال المحبِّ حينئذٍ، ونحو:فَيَدٌ مُسَلِّمَةٌ، وَطَرْفٌ شَاخِصٌ وَحَشًى يَذُوبُ، وَمَدْمَعٌ مَسْفُوحُ[110] شَيْئَانِ حَدِّثْ بِالقَسَاوَةِ عَنْهُمَا قَلْبُ الَّذِي يَهْوَاهُ قَلْبِيَ وَالحَجَرْ وَثَلاثَةٌ بِالجُودِ حَدِّثْ عَنْهُمُ البَحْرُ، وَالمَلِكُ المُعَظَّمُ، وَالمَطَرْ لَكِنَّ وَاسِطَةَ الثَّلاثَةِ خَيْرُهَا وَكَذَاكَ خَيْرُ العِقْدِ وَاسِطَةُ الدُّرَرْ[111] باب الإيضاح وهو أن يذكر المتكلِّم كلامًا في ظاهِرِه لبس ثمَّ يوضِّحُه في بقيَّة كلامِه، كقوله: يُذَكِّرُنِيكَ الخَيْرُ وَالشَّرُّ كُلُّهُ وَقِيلُ الخَنَا، وَالعِلْمُ وَالحِلْمُ، وَالجَهْلُ[112] فلوِ اقتصر على هذا التَّرتيب لأشكل المراد على السَّامع؛ لجمعِه [15أ/15ب] بين ألْفاظ المدْح والهجاء، فلمَّا قال بعده:فَأَلْقَاكَ عَن مَكْرُوهِهَا مُتَنَزِّهًا وَأَلْقَاكَ فِي مَحْبُوبِهَا وَلَكَ الفَضْلُ أوْضح المعنى المراد ورفَع اللبس، وكقوله:وَمُقَرْطَقٌ يُغْنِي النَّدِيمَ بِوَجْهِهِ عَنْ كَأْسِهِ المَلأَى وَعَنْ إِبْرِيقِهِ فلوِ اقتصر على البيت الأوَّل لأشْكل الأمر على السَّامِع، من جهة أنَّ الوجه وإن كان حسنًا لا يغني النَّديم عن الخمر، فأوْضح اللَّبس في البيت الثاني، والفرق بين الإيضاح والتَّفسير أنَّ التَّفسير تفصيلُ الإجمال والإيضاح رفْع الإشكال.فِعْلُ المُدَامِ، وَلَوْنُهَا، وَمَذَاقُهَا فِي مُقْلَتَيْهِ، وَوَجْنَتَيْهِ، وَرِيقِهِ[113] باب الإشارة وهو أن يُشير المتكلم إلى معانٍ كثيرة بألفاظٍ قليلة، فإنَّ المشير بيده يُشير دفعة واحدة إلى أشْياء لو عبَّر عنْها بلفظ لاحتاج إلى ألفاظ كثيرة، نحو: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ اليَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}[114]، ونحو: وَلأَشْكُرَنَّ غَرِيبَ نِعْمَتِهِ حَتَّى أَمُوتَ وَفَضْلُهُ الفَضْلُ وقوله في صفة فرس:أَنْتَ الشُّجَاعُ إِذَا هُمُ نَزَلُوا عِنْدَ المَضِيقِ وَفِعْلُكَ الفِعْلُ[115] عَلَى هَيْكَلٍ يُعْطِيكَ قَبْلَ سُؤَالِهِ أَفَانِينَ جَرْيٍ غَيْرِ كَزٍّ وَلا وَانِ[116] أشار بقوله أفانين إلى جَميع صنوف عدْو الخَيْل المحمود، بدليل غير كزٍّ ولا وانٍ.باب الإرْداف والتَّتبيع وهو أن يريد المتكلم معنًى فلا يعبِّر عنْه بلفظِه الموْضوع له، بل بلفْظٍ هو ردْفه وتابعه إلى قريب من لفظِه، قُرْبَ الرَّديف من المرْدف، نحو: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ}[117]، فإنَّ حقيقتَه جلست على هذا المكان، فعدل عن لفْظ الحقيقة؛ لما في الاستِواء من الإشعار بجلوس متمكِّن لا زيْغ فيه ولا مَيل، ونحو: حديث ((زوْجِي رفيع العماد، عظيم الرَّماد، قريب البيت من النَّاد))[118]، أرادَتْ بذلك مدْح زوجِها بتمام الخلْق، والتَّقدُّم على قومِه ونِهاية الكرم؛ لأنَّ قوْلَها رفيع العماد يدلُّ على تمام الخلْق؛ إذْ بناء [15ب/16أ] البيوت على مقادير أجْسام الدَّاخلين لها غالبًا، ويدلُّ على عظم قدْرِ صاحبِه، حيث له قدرة على رفْعِه وعلى كرمه؛ لأنَّ الضيوف تعمد البيوت المرتفِعة، وكذلك عظيم الرَّماد يدلُّ على عظم القدْر، وكثرة الكرم والثَّروة، وكذلك قُرْب البَيْتِ من النادي وهو مجمع رِجال الحي للحديث؛ لأنَّ صاحبه إلى الضَّيف أسْبق، ولو عبرت عن هذه المعاني بألْفاظِها لاحتاجتْ لألْفاظٍ كثيرة ولا تفي بهذا المراد. باب التكميل وهو أن يأتي المتكلِّم بمعنًى ثمَّ يرى الاقتِصار على ذلك المعنى غيرَ كامل، فيكمله بمعنًى آخَر، كمَن مدح شخصًا بالشَّجاعة، ورأى الاقتِصار عليْها غير كامل، فيكمل مدْحَه بالكرم، ومنه قوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ}[119]، فإنَّه لو اقْتَصر على وصف الذِّلَّة لإخوانِهم المؤمنين والانقياد لأمورِهم كان غير كامل؛ لاحتِمال توهُّم أنَّ ذُلَّهم عن عجز، فكمَّل مدْحَهم بوصْف العزَّة والغلبة على الكافرين، وقوله: {أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[120]، ونحو: حَلِيمٌ إِذَا مَا الحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ مَعَ الحِلْمِ فِي عَيْنِ العَدُوِّ مَهِيبُ[121] فهو تكْميل؛ لأنَّ مَن لم يعرف منْه إلاَّ الحِلْم ربَّما طمع فيه عدوُّه، ونحو:لَوْ أَنَّ عَزَّةَ خَاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى فِي الحُسْنِ عِنْدَ مُوَفَّقٍ لَقَضَى لَهَا[122] فلو قال عند مُحَكَّم لتمَّ المعنى، لكن الموفَّق أكمل وأحسن؛ إذْ ليْس كلُّ محكَّم موفَّقًا؛ فإنَّه قد يجور.ونحو: لَوْ قِيلَ لِلمَجْدِ حُدْ عَنْهُمْ وَخَلِّهِمُ بِمَا احْتَكَمْتَ منَ الدُّنْيَا لمَا حَادَا[123] فقوله: "بما احْتَكَمْت من الدنيا" تكميل.والفَرْق بين التَّكميل والتَّتْميم أنَّ التَّتميم يرِدُ على المعْنى النَّاقص فيتمُّه، والتَّكميل يرد على المعنى التام فيكمله. باب الاحتراس وهو أن يأتي المتكلِّم بمعنًى يتوجَّه عليه اعتراض، فيفطن له فيأْتي بما يخلِّصه، وهذا هو الفرْق بينه وبين التكميل، نحو: {وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[124]؛ فإنَّه لمَّا أخبر بِهلاك من هلك [16أ/16ب] أعْقَبه بالدُّعاء عليْهِم ووصفِهِم بالظُّلم؛ ليعمَّ أنَّ جميعهم كان مستحقًّا للعذاب احتِراسًا من ضعيف يتوهَّم أنَّ الهلاك لعمومِه ربَّما شمل مَن لا يستحق، ونحو: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ}[125]، لم يقُل من الجانب الأيمن كما قال لموسى؛ لأنَّه هو الَّذي نودي فيه أدبًا مع محمَّد أن ينفِيَ عنه كونه بالجانب الأيمن، ونحو: حَلِيمٌ إِذَا مَا الحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ[126] فلولا زيادة ما بعد حليم لكان المدْح معترضًا؛ إذْ بعض الحلم قد يكون عن عجْزٍ وليس بحلم حقيقة، والحِلْم إنَّما هو الصفح عن قدرة كما قيل:وَحِلْمُ ذِي العَجْزِ ذُلٌّ أَنْتَ عَارِفُهُ وَالحِلْمُ عَنْ قُدْرَةٍ ضَرْبٌ مِنَ الكَرَمِ[127] باب النكتة وهي تَخصيص شيءٍ بالذِّكْر دون أشياء كلّها تسدُّ مسدَّه، ولولا النُّكْتة في التَّخصيص لكان تخصيصه معيبًا، كقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}[128]، خصَّها بالذِّكْر دون غيرها من النجوم - وهو ربُّ كلِّ شيء - لأنَّ رجلاً دعا خلقًا إلى عبادتِها، فنزل: وهو ربُّ الشعرى التي ادُّعِيَت فيها الربوبية دون سائر النُّجوم، وقوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[129]، خصَّ يفقهون دون يعلمون، لما في الفِقْه من الزِّيادة على العلم. وكقول الخنساء: يُذَكِّرُنِي طُلُوعُ الشَّمْسِ صَخْرًا وَأَذْكُرُهُ لِكُلِّ غُرُوبِ شَمْسِ[130] خصَّت هذَيْن الوقْتين مع أنَّها تذكره دائمًا؛ لما فيهما من التَّنبيه على الشَّجاعة والكرَم؛ لأنَّ طُلُوع الشمس وقت الغارة على العدو، والغروب وقْت إطْعام الطَّعام للضيفان.باب المواربة وهي أن يأتيَ المتكلِّمُ بكلام يتضمَّن الإنكار، فيستحضر بحِذْقِه وجهًا يتخلص به من تصحيفٍ أو تَحريف أو زيادةٍ أو نقصٍ، من وَرَبَ العرق إذا فسد، فكأنَّ المتكلِّم أفسد بتأْوِيله ظاهر كلامه نحو: وَإِنْ أُصَرِّحْ أُجَامِلْ فِي مُوَارَبَةٍ لأَنَّهُمْ مِنْ ذوي الأَقْدَارِ وَالحَشَمِ[131] فالأقدار بالمهْملة للمقام الرفيع، وبالمعجمة للنجس.وكقول بعض الخوارج: فَإِنْ يَكُ مِنْكُمْ كَانَ مَرْوَانُ وَابْنُهُ وعَمْرٌو وَمِنْكُمْ هَاشِمٌ وَحَبِيبُ[16ب/17أ] فلمَّا بلغ هشام بن عبدالملك[133] وظفِر به قال له: أنت القائل: ومنَّا أميرُ المؤمنين شبيب؟ فقال لَم أقُل كذا، وإنَّما قلتُ: أميرَ وفتح الرَّاء، فتخلَّص بفتح الرَّاء بعد ضمِّها، وهو ظاهر.فَمِنَّا حُصَيْنٌ وَالبُطَيْنُ وَقُعْنُبٌ وَمِنَّا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ شَبِيبُ[132] باب التعليق وهو أن يأتِي المتكلِّم بمعنًى، ثمَّ يعلِّق به معنًى آخر يقتضي زيادة مدْح، كمادح إنسانٍ بِالكرم، [فيعلق][134] بالكرم شيئًا يدلُّ على الشَّجاعة، كقوْلِ بعضِهِم في بعض القُضاة حيث يردُّ شهادة مَن شهِد برؤْيَة هلال الفِطْر: أَتُرَى القَاضِيَ أَعْمَى أَمْ تُرَاهُ يَتَعَامَى فعلق خيانة القاضي في أموالِ اليتامى بِما قدَّمه من خيانتِه في أمر العيد، ونحو:سَرَقَ العِيدَ كَأَنَّ الْ عِيدَ أَمْوَالُ اليَتَامَى[135] تَخَيَّلَ أَنَّ القِرْنَ وَافَاهُ سَائِلاً فَقَابَلَهُ طَلْقَ الأَسِرَّةِ ذَا بِشْرِ علق ذكر الكرَم بِذِكْر الشَّجاعة، حيثُ وصف المَمْدوح بطلاقتِه وتَهلُّلِه استِبْشارًا بالقرن، لمَّا تَخيَّله سائلاً، وإهدائِه فِرَند السَّيف، وهو جوهرة إلى نَحره، لمَّا تَخيَّل الفرند لآلئ.وَنَادَى فِرَنْدَ السَّيْفِ دُونَكَ نَحْرَهُ فَأَحْسَنُ مَا تُهْدَى اللآلِي إِلَى النَّحْرِ[136] يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (5/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل باب التوليد وهو ضربان: توليد ألفاظ، وتوليد معانٍ. فاللَّفظي: ضمُّ كلِمة إلى أخرى، فيتولَّد بينهما كلام آخر، مثاله: ما حُكِي أنَّ مصعب بن الزُّبير[137] وسم خيله بلفْظ (عدَّة)، فلمَّا قُتِل وصارت إلى الحجَّاج وسم بعد لفْظِ عدَّة لفظ (الفرار) فتولَّد بين اللفظين معنىً آخَر لم يُرِدْه مصعب، ومن لطيف التَّوليد قولُ بعضهم: كَأَنَّ عِذَارَهُ فِي الخَدِّ لامٌ وَمَبْسِمَهُ الشَّهِيَّ العَذْبَ صَادُ ولَّد من تشْبيه العِذار باللام، والفم بالصَّاد لفظ (لص)، ومِن تَشْبيه الطرَّة باللَّيل ذِكْر سرقة الرقاد، فهو توليد وإغراب وإدْماج، وهو عجيب.وَطُرَّةَ شَعْرِهِ لَيْلٌ بَهِيمٌ فَلا عَجَبٌ إِذَا سُرِقَ الرُّقَادُ[138] والتوليد المعنوي: وهو أن يُزَوِّجَ معنًى من معاني البَديع بمعنًى آخر، فيتولد بينهما فن مدمج في فن، كقوله: [17أ/17ب]. شفيعِيَ عِنْدَ الغِيدِ مُسْوَدُّ لُمَّتِي[139] إِذَا مَا غَدَا غَيْرِي وَشَافِعُهُ الوَفْرُ[140] تولَّد من كون شفيعه مسودُّ لمَّته أنَّ شفيع غيره شيءٌ آخَر وهو المال، واندمج فيهما تفْضيل الشَّباب على المال، ولأنَّه قال في الشَّباب شفيع وفي المال شافع وصيغة فعيل أبلغ، ولا يقَعُ في القُرآن من التَّوليد إلاَّ توليد المعاني، ومنه: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالحَقِّ}[141].ـــــــــــــــــــــ [1] ذكر ابن مالك الرعيني كلَّ هذه المصطلحات التي أوردها المؤلف، انظر: "طراز الحلة وشفاء الغلة" 356. [2] سورة الكهف؛ الآية: 18. [3] سورة البقرة؛ الآية: 258. [4] سورة الأنعام؛ الآية: 122. [5] سورة البقرة؛ الآية: 286. [6] سورة البقرة؛ الآية: 179. [7] من الخفيف، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 28أ. [8] من الرمل، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 28ب. [9] من الكامل، وهو لدعبل بن علي الخزاعي، من قصيدة أولها: أَيْنَ الشَّبَابُ وَأَيَّةً سَلَكَا لا أَيْنَ يُطْلَبُ ضَلَّ بَلْ هَلَكَا انظر: "ديوان دعبل بن علي الخزاعي" 117، وانظر: "نقد الشعر"؛ لقدامة 29، كتاب "الصناعتين" 297، "تحرير التحبير" 112، "حسن التوسُّل" 200، "الإيضاح" 6/15- 16، "خزانة الأدب؛ لابن حجَّة 1/159، "نفحات الأزهار" 40.[10] سورة الفتْح؛ الآية: 29. [11] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 28ب. [12] سورة الرُّوم؛ الآيتان: 6 - 7. [13] سورة المائدة؛ الآية: 44. [14] البيتان من الرَّمل، وهما لابن قرقماس: "زهر الربيع" 27أ. [15] سورة هود؛ الآية: 24. [16] سورة التوبة؛ الآية: 82. [17] من البسيط، قال العباسي في "معاهد التنصيص": يعزي لأبي دلامة أنشده للمنصور، انظر: "معاهد التنصيص" 2/207، وانظر: "تحرير التحبير" 181، و"حسن التوسل" 205، و"الإيضاح" 6/18. [18] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 26ب. [19] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 27أ - 27ب. [20] وردتْ هذه المصطلحات كلُّها عند الرُّعيْني في حديثه عن مراعاة النظير، انظر: "طراز الحلة" 385، ووردت كذلك في "الإيضاح" 6/19 عدا مصطلح المؤاخاة، ويلحظ أنَّ المؤلف نقل أقسام مراعاة النظير عن "زهر الربيع"؛ لابن قرقماس، كما أنَّه نقل جلَّ حديثِه عن تشابه الأطراف، خاصَّة من "تحرير التَّحبير"؛ لابن أبي الإصبع 520 - 521. [21] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 29ب. [22] لم يذكر المؤلِّف التَّناسب بين ثغر وابتسم. [23] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 29ب. [24] من الطويل، وهو للمؤلِّف مرعي الحنبلي من قصيدةٍ مطلعها: صَبَوْتُ، وَكَمْ أَصْبُو إِلَى وَصْلِ أَهْيَفٍ رَشِيقِ قَوَامٍ سَاحِرِ الطَّرْفِ أَغْيَدَا انظر: "الغزل المطلوب في المحب والمحبوب" 24ب.[25] سورة الأنعام؛ الآية: 103. [26] سورة النور؛ الآية: 35. [27] هي ليلى بنت عبدالله بن الرحال الأخْيليَّة (80 هـ)، من شواعر العرب، فصيحة ذكيَّة، لها أخبار مع تربة بن الحمير، انظر ترجمتها في: "فوات الوفيات" 3/226- 228. [28] هو أبو محمد الحجَّاج بن يوسف الثقفي (40 - 95هـ) أحد ولاة بني أميَّة، ولاَّه عبدالملك بن مروان على العراق، خطيب مفوَّه، نُسِبَت إليْه أخبارٌ كثيرة في سفْكِ الدِّماء والبطْش بأعدائه، انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" 2/ 29 - 54. [29] في الأصل رأيها وهو تصحيف، والصواب من ب، وهو ما تؤيده المصادر. [30] الأبيات من الطويل، وانظر: "ديوان ليلى الأخيلية" 121، وانظر: "الكامل"؛ للمبرد 1/306، و"تحرير التحبير" 521، و"حسن التوسل" 320، و"شرح الكافية البديعية" 108، و"نهاية الأرب" 7/181، والسجال: جمع سجل هو الدلو الكبير، وصراها من الصَّرَى: وهو بقية اللبن في الضرع، وتعني به اللبن الفاسد. [31] سورة الرحمن؛ الآية: 5- 6. [32] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 30ب. [33] انظر باب التوشيح. [34] اعتاد البلاغيُّون استعماله (لوقوعه في صحبته)، ويلحظ أنَّ المؤلف تعمَّد تعْدية المصدر بنفسه، يؤكد ذلك عند بيانه المشاكلة في البيت. [35] من الكامل، ورد دون عزْو في عددٍ من المصادر، مثل: "شرح الكافية البديعية" 182، و"الإيضاح" 6/28، "معاهد التنصيص" 2/252، وانظر: "طراز الحلة" 417، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/253. ونسبه العباسي في "معاهد التنصيص"؛ لأبي الرقعمق أحمد بن محمد الأنطاكي (399هـ)، وأرجِّح أنَّه لجحظة البرمكي: أحمد بن جعفر بن برمك (324هـ)، فقد نسبه الثَّعالبي إليه، انظر: "التوفيق للتلفيق" 188، و"خاص الخاص" 109، وانظر جحظة البرمكي: "الأديب الشاعر" 353، فالثَّعالبي أقْرب إلى عصْر الشَّاعر من العباسي، والله أعلم. [36] لعلَّ المؤلِّف أخذ ذلك من قول ابن قرقماس: وَمُعْتَقِلٍ بِالرُّمْحِ قُلْتُ لَهُ وَقَدْ تَلَمَّحْتُ مِنْ أَلْحَاظِهِ فِعْلَ مُرْهَفِ انظر: "زهر الربيع" 31ب.أَلا قَلَّ مِنْ طَعْنِ القَوَامِ فَدُونَهُ يَهُونُ عَلَى العُشَّاقِ طَعْنُ المُثَقَّفِ [37] صدر بيت من الرجز، وعجزه: .......... ...... ...... حَتَّى غَدَتْ هَمَّالَةً عَيْنَاهَا والبيت من شواهد النَّحْويين في باب المفعول، ذكره المبرِّد في "المقتضب" 4/223 دون عزو، وانظر: "شرح شواهد المغني" 314، و"أمالي المُرْتَضى" 2/259، و"شرح حماسة المرزوقي" 3/1147، و"خزانة الأدب"؛ للبغدادي 1/499.[38] سورة المائدة؛ الآية: 116. [39] جعل هذه الآية من باب المشاكلة فيه نظر، وقد تابع المؤلِّف - غفر الله لنا وله - بعض البلاغيين، ولا يكفي قوله: إن لم يرد بالنَّفس الذَّات، ليكون مخرجًا له من تأويل صفة النفس. [40] سورة البقرة؛ الآية: 138. [41] من البسيط، وهو لابن قرقماس، وقبله: يَا زَاجِرَ العِيسِ سِرْ لَيْلاً وَحَيِّ كَمَا حَيَّا الحَبَابِيُّ لَيْلَى غَيْرَ مُحْتَشِمِ انظر: "زهر الربيع" 34ب.[42] هذا القول لأبي الفتح البُستي، انظر: "الدر النفيس"؛ للنواجي 4أ، 161أ، و"جنى الجناس"؛ للسيوطي 226، و"معاهد التنصيص"؛ للعباسي 3/215. [43] من البسيط، وهو لابن قرقماس، وقبله: قَلَّتْ مُدَامَتُهَا الحَمْرَا فَأَتْبَعَهَا بِأُخْتِهَا كَبَيَاضِ الصُّبْحِ تَلْوِينَا انظر: "زهر الربيع" 34ب.[44] سورة يونس؛ الآية: 31. [45] سورة الممتحنة؛ الآية: 10. [46] من البسيط، وهو لزُهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان، انظر: شعر زهير بن أبي سلمى 100، وانظر: "الوساطة"؛ للجرجاني 334، و"الإيضاح" 6/38، و"طراز الحلة" 434، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/282، و"معاهد التنصيص" 2/257. [47] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 34أ. [48] انظر في تعريف الاستطراد: "العمدة"؛ لابن رشيق 1/628، و"تحرير التحبير"؛ لابن أبي الإصبع 130. [49] البيتان من الكامل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 32ب. [50] هو أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني (773هـ- 852هـ) من أئمة العلم.من أشهر مؤلفاته: "فتح الباري"، و"الدرر الكامنة"، انظر ترجمته في: "البدر الطالع" 1/87 - 92. [51] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، وقد صرّح بأنه يمدح بهما ابن حجر، وهذا يخالف تعليق المؤلف بأن ابتداء الكلام لم يكن لمديحه، انظر: "زهر الربيع" 33أ. [52] البيتان من الكامل، وهما أيضًا لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 33أ. [53] انظر في تعريف الاطراد: "العمدة" 2/698، و"تحرير التحبير" 352. [54] البيتان من الخفيف، وردا غير منسوبين في: "العمدة" 2/700، و"تحرير التحبير" 353، و"كفاية الطالب" 207، و"طراز الحلة" 627، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/352، "زهر الربيع"؛ لابن قرقماس 51أ - 51ب. ونسبهما محقِّق العمدة الدكتور محمد قرقزان لمحمد بن عبدالملك الزيات، وأحال على ديوانه ص1، انظر: "العمدة" تحقيق الدكتور محمد قرقزان 2/700. [55] هو عبدالعظيم بن عبدالواحد بن ظافر بن أبي الإصبع المصري (585 - 654هـ)، من علماء البلاغة المتميِّزين، له عدد من المؤلفات فيها، زعيم المدرسة البديعيَّة، تأثَّر به جُلُّ الَّذين ألَّفوا في البديع بعده، انظر ترجمته في 2/363- 366. [56] انظر نص كلام ابن أبي الإصبع في: "تحرير التحبير" 353. [57] ساقطة من الأصل، وهي في ب، وفي "زهر الربيع" 51ب. [58] البيتان من الخفيف، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 51ب. [59] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 47ب. [60] من الطويل، وهو لأبي الطيب المتنبي، انظر: "شرح ديوان المتنبي"؛ للعكبري 1/377، وانظر: كتاب "الصناعتين" 411، "سر الفصاحة" 139، "شرح الكافية البديعية" 89، و"الإيضاح" 6/79، و"التبيان"؛ للطيبي 389، و"طراز الحلة" 601، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/394. [61] من البسيط، وهو للكميت، انظر: "ديوانه" 1/81، انظر: "العمدة" 1/632، و"كفاية الطالب" 219 (تحقيق النبوي شعلان)، و"تحرير التحبير" 165، و"معاهد التنصيص" 3/88. [62] هو أبو العباس عبدالله بن محمد المعتز بالله بن المتوكل بن المعتصم (247- 296هـ)، تولَّى الخِلافة يومًا وليلة، شاعر مبدع، له عددٌ من المؤلَّفات أشْهَرُها كتاب البديع، أوَّل كتاب أفرد البديع بتأليف خاصّ، انظر ترجمته في: و"فيات الأعيان" 3/76 - 80. [63] من السريع، انظُر: "ديوان أشعار الأمير أبي العباس بن المعتز" 1/383. وانظر: "العمدة" 1/633، و"كفاية الطالب" (تحقيق النبوي شعلان) 219، و"تحرير التحبير" 374. [64] ممَّن سمَّاه التعليق: أسامة بن منقذ، انظر: "البديع في نقد الشعر" 58، وابن أبي الإصبع في "التحرير" 443. [65] لم أقف على من سمَّاه التضعيف، إلاَّ أنَّ ابن مالك الرُّعيني ذكر المصطلحات كما أوردها المؤلف مرعي الحنبلي، انظر: "طراز الحلة" 603، وورد مصطلح المضاعفة عند أبي هلال في كتاب "الصناعتين" 423. [66] ممن جعله مع الاستِتباع: ابن معصوم في "أنوار الربيع" 6/148. [67] في الأصل من، والصواب من ب. [68] هو أبو عبدالله محمد بن محمد بن عبدالله بن مالك الطَّائي (686هـ) المعروف بابن الناظم، له في البلاغة كتابا: "المصباح"، و"روْض الأذهان"، وهو أوَّل مَن جعل البديع قسيمًا لعِلْمَي المعاني والبيان، انظر ترجمته في: "بغية الوعاة" 1/225. [69] لم أعثُرْ على قول ابن مالك بنصِّه في "المصباح"، ولكنِّي وجدت هذا الرأي منسوبًا لابن مالك في كتاب "طراز الحلة"؛ لابن مالك الرعيني، انظر: "طراز الحلة" 603، ولكن ذلك قريب من تعريف ابن مالك للنَّوع الثاني من الإدماج، فهو عنده "أن يقصد المتكلم إلى نوع من البديع، فيجيء في ضمنه بنوع آخر" "المصباح" 267. [70] سورة البقرة؛ الآية: 233. [71] سورة الأحقاف؛ الآية: 15. [72] سورة البقرة؛ الآية: 233. [73] البيتان من الطويل، وهما للشاعر عبيدالله بن عبدالله، في عبدالله بن سليمان بن وهب حين وزر للمعتضد، انظر: "تحرير التحبير" 449، و"طراز الحلة" 606، و"معاهد التنصيص" 3/136، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/484، ونسبهما لعبدالله بن عبيدالله، ولعله تقديم وتأخير. [74] من الخفيف، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 48أ. [75] سورة القصص؛ الآية: 73. [76] سورة آل عمران؛ الآية: 106. [77] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 38أ. [78] من الخفيف، وورد دون عزو في "حسن التوسل" 245، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/153، ورد البيت في كتاب "الصناعتين"، ونسبه أبو هلال لنفسِه، انظر: كتاب "الصناعتين" ص338، ونسب لابن حيوس في "الإيضاح" 6/44، و"طراز الحلة" 501، و"التبيان"؛ للطيبي 400، ولم أقف عليه في ديوان ابن حيوس، مما يرجح أنه لأبي هلال. [79] سورة البقرة؛ الآية: 111. [80] سورة الكهف؛ الآية: 46. [81] من الرجز، ورد في بعض المصادر غير معزو، مثل: "التبيان"؛ للطيبي 402، و"الإيضاح" 6/46، و"طراز الحلة" 508، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/266. وهو لأبي العتاهية من أرجوزته المعروفة بـ"ذات الأمثال"، انظر: "ديوان أبي العتاهية" (تحقيق شكري فيصل) ص388، وانظر: "أبو العتاهية أخباره وأشعاره" 448. [82] من البسيط، وهو لابن قرقماس، وقبله: خُذْ مَا نَصَحْتُكَ مِنْ وَعْظٍ وَمِنْ حِكَمٍ يَا ذَا التُّقَى وَالحِجَا فَالعِلْمُ يُكْتَسَبُ انظر: "زهر الربيع" 38ب.[83] البيتان من الخفيف، وردا غير منسوبين في كل من: "شرح الكافية البديعية" 167- 168، و"خزانة الأدب" 1/378 - 379، و"نفحات الأزهار" 137 - 138. وهما لرشيد الدين الوطواط، انظر: "حدائق السحر في دقائق الشعر" 75، وانظر: "معاهد التنصيص" 2/300. [84] البيتان من السريع، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 39أ - 39ب. [85] لعلَّه يعني الخطيب القزويني؛ لأنَّ التعريف الذي أورده مرعي هو تعْريف القزويني نفسه. انظر: "الإيضاح" 6/49، ولأنَّ القزويني قال في حديثه عن التَّقسيم: وهذا يقْتضي أنَّ التَّقسيم أعمُّ من اللف والنشر. [86] البيتان من البسيط، وردا دون عزو في بعض المصادر، مثل: "الإيضاح" 6/48، و"طراز الحلة" 516، ووردا في "نفحات الأزهار" 210 منسوبين للسُّلمي، ولعلَّها تصحيف المتلمِّس، وهُما للمتلمس الضبعي، انظر: "ديوان المتلمس" 203، وانظر "معاهد التنصيص" 2/306، و"التبيان"؛ للطيبي 403، و"أنوار الربيع" 5/293. [87] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 40أ. [88] البيتان من الطويل، نسبهما النَّابلسي في "نفحات الأزهار" 211، لمحمد بن قرقماس المصري، ولَم أجِدْهما في "زهر الربيع". [89] من المتقارب، ورد دون عزو في: "الإيضاح" 6/49، و"طراز الحلة" 526، وهو لرشيد الدين الوطواط، انظر: "معاهد التنصيص" 3/4. [90] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 41أ. [91] البيتان من البسيط، وهما لحسَّان بن ثابت - رضي الله عنه، انظر: "ديوانه" 148 - 149، وانظر: "معاهد التنصيص" 3/6، و"أنوار الربيع" 5/174، و"التبيان"؛ للطيبي 405 - 406، و"الإيضاح" 6/50، و"طراز الحلة" 529، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/254. [92] سورة هود؛ الآيتان: 105 - 106. [93] البيتان من الوافر، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 14أ - 41ب. [94] سورة الرعد؛ الآية: 12. [95] سورة آل عمران؛ الآية: 191. [96] سورة يونس؛ الآية: 12. [97] سورة الشورى؛ الآيتان: 49 - 50. [98] الترقِّي هو: "أن يُذكر معنى، ثم يُرْدَف بأبلغ منه"، "عروس الأفراح" (شروح التلخيص 4/473). [99] رواه الإمام مسلم في صحيحِه في كتاب الزُّهد، من حديث مطرف عن أبيه عبدالله بن الشخير، صحيح مسلم برقم 8132، وأخرجه الإمام الترمذي في جامعه مع تقديم وتأخير في ألْفاظ الحديث، رقم الحديث 2342، انظر: "الجامع الصحيح"؛ للتِّرمذي 4/572، تحقيق وشرْح أحمد محمد شاكر، ط. دار إحياء التراث - بيروت، ويظهر لي أنَّ المؤلِّف نقله عن ابن أبي الإصبع في "التحرير" 176. [100] هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب (23 ق. هـ - 40 هـ)، ابن عمِّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصِهْره، ورابع الخلفاء الرَّاشدين - رضوان الله تعالى عليهم. انظر ترجمته في "الإصابة" 2/507 - 510. [101] نسبه الثعالبي لعلي - رضي الله عنه - انظُر: "الإعجاز والإيجاز"؛ للثعالبي 24، وانظر: "سجع الحمام في حكم الإمام" 73 مع اختلاف في يسير، وقد أخذه المؤلف عن "تحرير التحبير" 174 لاتِّفاق النَّصَّين. [102] هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصري (21 - 110هـ) تابعي جليل، أحد العُلماء الفقهاء الفصحاء، انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" 2/69 - 73. [103] انظر: "تحرير التحبير" 176، و"طراز الحلَّة" 520 - 521، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/271. [104] من الطويل، ورد دون عزو في "الإيضاح" 6/54، وفي "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/273 نسبة للحماسي وهو لعمر بن أبي ربيعة، انظر: "ديوانه" 7، وانظر: "تحرير التحبير" 177، و"نهاية الأرب" 7/137. [105] من الطويل، وهو لزهير بن أبي سُلْمَى من معلقته، انظر: "شعر زهير بن أبي سلمى" 25، وانظر: "تحرير التحبير" 178، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/272، و"نهاية الأرب" 7/137. [106] من الطويل، وهو لامرئ القيس، انظر: "ديوان امْرِئ القيس" 33، وانظر: "تَحرير التحبير" 178. [107] من الخفيف، عزاهُ ابن أبي الإصْبع لبعض المغاربة، انظر: "تحرير التحبير" 178. [108] سورة يس؛ الآية: 36. [109] البيتان من الطويل، وهُما لابن شرف القيرواني، انظر: "ديوان ابن شرف القيرواني" 99، وانظر: "معاهد التنصيص" 2/310، و"التبيان"؛ للطيبي 408، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/371. [110] البيتان من الكامل، وهما لأبي الطيب المتنبي، انظر: "شرح ديوان المتنبي"؛ للعُكْبري 1/246 - 247، وانظر: "الوساطة" 390، و"تحرير التحبير" 190. [111] الأبيات من الكامل، وهي لمجد الملك ابن شمس الخلافة، وهو جعفر بن محمد الأفضلي (622هـ). انظر: "تحرير التحبير" 191، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/371، ولم يرِدْ عنده البيت الثالث. [112] من الطويل، وهو والَّذي بعده، لمسلِم بن الوليد، المعروف بصريع الغواني، انظر: "شرح ديوان صريع الغواني" 333، ورواية الديوان تختلِف، ويظهر أنَّ المؤلف نقلهما عن "تحرير التحبير" 559، وانظر: "التبيان"؛ للطيبي 75، و"خزانة الأدب" 2/383، و"أنوار الربيع" 6/33. [113] البيتان من الكامل، وردا دون عزو في "الطراز"؛ للعلوي 3/103، وهما لابن حيوس الدمشقي. انظر: "ديوان ابن حيوس" 2/409، وانظر: "تحرير التحبير" 559 - 560، وانظر: "طراز الحلة" 495، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/383. [114] سورة طه؛ الآية: 78. [115] البيتان من الكامل، وردا دون عزو في "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/259، وهما للمسيَّب، انظر: "جمهرة أشعار العرب" 112 (ط بولاق)، وانظر: "تحرير التحبير" 203. [116] من الطويل، وهو لامرئ القيس، انظر: "ديوان امرئ القيس" 91، وانظر: "نقْد الشعر" 56، وكتاب "الصِّناعتين" 349، و"تحرير التحبير" 203، و"شرْح الكافية البديعية" 160 - 161، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/259. [117] سورة هود؛ الآية: 44. [118] جزء من حديث أم زَرْع الذي أخْرجه البخاري في صحيحه، في كتاب النكاح باب حسن المعاشَرة مع الأهل، وأخْرجَه مسلم في صحيحِه كتاب الفضائل، فضائل عائشة - رضي الله عنها - انظر: "صحيح مسلم بشرح النووي" 15/ 212 - 222، وانظر: "اللؤلؤ والمرجان فيما اتَّفق عليه الشَّيخان" 3/144 - 151، ورقم الحديث 1950، وقد أخذه المؤلف عن "تحرير التحبير" 214. [119] سورة المائدة؛ الآية: 54. [120] سورة الفتح؛ الآية: 29. [121] من الطَّويل، وهو لكعب بن سعد الغنوي. انظر: "تحرير التحبير" 357، وانظر: "نقد الشعر" 35، و"المصباح"؛ لابن مالك 98، و"التبيان"؛ للطيبي 373، و"حسن التوسل" 288، و"خزانة الأدب" 1/374، و"نهاية الأرب" 7/157. [122] من الكامل، وهو لكثيِّر. انظر: "ديوانه" 1/56 (ط الجزائر)، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/375. [123] من البسيط، عزاه ابنُ أبي الإصبع في "تحرير التحبير" 362 لشاعر الحماسة، وتابعه ابن حجَّة في "خزانة الأدب" 1/375. انظر: "شرح حماسة أبي تمَّام"؛ للأعْلم الشنتمري، تحقيق عليّ المفضل حمودان (2/900) وقد نسبه الدكتور عبدالله عسيلان في تحقيقِه للحماسة لعمر بن لجأ التَّيمي، معتمدًا على ما جاء في "الحماسة البصرية" 1/141 انظر: "الحماسة"؛ لأبي تمَّام تحقيق د/ عبدالله عسيلان 2/399. [124] سورة هود؛ الآية: 44. [125] سورة القصص؛ الآية: 44. [126] صدر بيت لكعبٍ الغنوي مرَّ تخريجه آنفًا، انظر: باب التكميل. [127] من البسيط، لم أقِف على معرفة قائله، وإن كانت عليْه مسحة البديعيَّات! [128] سورة النجم؛ الآية: 49. [129] سورة الإسراء؛ الآية: 44. [130] من الوافر، وهو للخنساء، انظر: ديوانها، وانظر: "البديع"؛ لابن منقذ 29، و"تحرير التحبير" 500، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/30. [131] من البسيط، وهو للسيوطي في بديعيَّته المسمَّاة: "نظم البديع في مدح الشفيع" 4أ. [132] من الطويل، وهو لعتبان الحروري، انظر: "تحرير التحبير" 249، وانظر: "الموازنة"؛ للآمدي 86، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/249، والأسماء التي أوْردها الشَّاعر في البيت الثَّاني من أعلام الخوارج. [133] هو هشام بن عبدالملك بن مروان (71 - 125هـ)، تولَّى الخلافة عشرين سنة، انظر ترجمتَه في "الأعلام"؛ للزركلي 9/ 84 - 85. [134] في الأصل فيتعلَّق، والصواب من ب. [135] البيتان من مجزوء الرَّمل، وردا دون عزو في عدد من المصادر، مثل: "طراز الحلة" 417، وعزاهما ابن أبي الإصبع في "التحرير" 444 لبعض العراقيِّين، وتابعه القزويني في "الإيضاح" 6/29 - 30، وذكر ابن منقذ أنَّهما لبعْض المتملِّحين البغداديين: "البديع" 69، ونسبَهما الثَّعالبي في "يتيمة الدهر" (3/316) للصاحب بن عبَّاد، انظر: "ديوان الصاحب بن عباد" 276 مع اختلاف يسير. [136] البيتان من الطويل، وهما لابن أبي الإصبع، انظر: "تحرير التحبير" 446. [137] هو مصعب بن الزبير بن العوام الأسدي (26 - 71هـ) حصل بينه وبين عبدالملك بن مروان حروب انتهت بموت مصعب - رحِم الله الجميع، وعفا عنَّا وعنهم. [138] البيتان من الوافر، وهما لبعض العجم، كما قال ابن أبي الإصبع في "التحرير" 494، وتابعه في ذلك العباسي في "معاهد التنصيص" 3/22. وانظر: "طراز الحلة" 298، و"الغيث المسجم" 1/128، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/261. [139] رواية التحرير مسودّ وفْرتي، وفيه الشَّاهد، ولكني أبقيت ما ذكره المؤلف. [140] من الطويل، وهو لابن أبي الإصبع، انظر: "تحرير التحبير" 497. [141] سورة الأنبياء؛ الآية: 112. |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (6/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل باب الانسجام هو أن يأتي الكلام منحدرًا كتحدُّر الماء المنسجم؛ لسهولة سَبكه، وعذوبة ألفاظه[1] نحو: إِنْ شِئْتَ أَلاَّ تَرَى صَبْرًا لِمُصْطَبِرٍ فَانْظُرْ عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحَ الطَّلَلُ[2] ونحو:نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الهَوَى مَا الحُبُّ إِلاَّ لِلحَبِيبِ الأَوَّلِ[3] ونحو:فَيَا لائِمِي فِي عَبْرَةٍ قَدْ سَفَحْتُهَا لِبَيْنٍ وَأُخْرَى قَبْلَهَا لِتَجنُّبِ ومنه قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86] الآية، وقوله: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ} [الأعراف: 199] الآية، {وَللَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: 123] الآية، وأكثرُ القرآن من شواهد هذا الباب.تُحَاوِلُ مِنِّى شِيمَةً غَيْرَ شِيمَتِي وَتَطْلُبُ مِنِّى مَذْهَبًا غَيْرَ مَذْهَبِي[4] باب حسن البيان وهو عبارةٌ عن الإبانة عمَّا في النَّفْس بعبارةٍ سهْلة بليغة، بعيدة عن اللَّبس، ودلالة التأليف غير متناهية كالأعداد، ولذلك لو قال قائل: لا يمكن أن يُؤتَى بقصيدة إلاَّ وقد قِيلت من قبلُ، كان قولُه محالاً، غير أنَّ البيانَ فيه الأقبحُ والأحسن والوسائط، وحُسنُ البيان تارةً تكون العبارة عنه من طريق الإيجاز، وتارةً من طريق الإطناب، بِحسب ما يقتضيه الحال، والإطنابُ بلاغة، والإسهابُ عِيٌّ؛ لأنَّ الإطنابَ هو كثرةُ العبارة بسبب كثرة المعاني. والإسهاب كثرةُ العبارة عن المعنى الواحد، أو المعاني القليلة، وهي الإطالة المذمومة التي هي إطالةُ العبارة عن المعنى الواحد بالألفاظ الكثيرة، والإسهاب [17ب/18] مأخوذ مِن السَّهْب، وهو المتَّسِع من الفلاة التي لا ينتهي النظر فيها إلى عَلَمٍ يُهتدَى به، فكأنَّ المُسهِب اتَّسع في الكلام اتِّساعًا لا فائدة فيه، والأوَّل[5] هو حدُّ البلاغة وحقيقتها، وبها جاء كلُّ بيان القرآن كقوله - تعالى - في التحذير من الاغترار بالنِّعَم: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} [الدخان: 25، 26]، وفي الوعد: {إِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} [الدخان: 51] الآية، وفي الوعيد: {إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدخان: 40]، وفي الاحتجاج القاطع للخصْم: {قَالَ مَنْ يُحْيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس: 78، 79] الآية، ونحو ذلك في القرآن كثير. وكقول أبي العتاهية[6] في موسى الهادي[7]: يَضْطَرِبُ الخَوْفُ والرَّجَاءُ إِذَا حَرَّكَ مُوسَى القَضِيبَ أَوْ فَكَّرْ[8] مدحه بالخِلافة، ووصَفَه بالقدرة المطلقة، وعِظَم المهابة، بحيث إذا حرَّك القضيب مرَّة، أو أطرق مفكِّرًا لحظةً اضطرب الخوف والرَّجاء في قلوب النَّاس، فأبان عن هذه المعاني أحسنَ إبانة.وكقول بعضهم[9] في عبدالله[10] بن عبدالملك الخليفة: فِي كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبَقٌ مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ فَلا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ[11] باب الاختراع وهو أن يخترع المتقدِّم معنًى لم يُسبقْ إليه، كقول ابن الحجَّاج[12] في رئيسٍ كان قريبًا من قلبه، بعيدًا من رفده: وَإِنِّيَ وَالمَوْلَى الَّذِي أَنَا عَبْدُهُ طَرِيفَانِ فِي أَمْرٍ لَهُ طَرَفَانِ ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} [الحج: 73] الآية، فانظر إلى غرابة هذا التَّمثيل الذي تضمَّن هذا الإفراط في المبالغة[14] مع كونه جاريًا على الحقِّ، خارجًا مخرجَ الصِّدق، ولم يُسمع مثل هذا التمثيل لأحدٍ قبلَ نزول القرآن.بَعِيدًا تَرَانِي مِنْهُ أَقْرَبَ مَا تَرَى كَأَنِّيَ يَوْمُ العِيدِ مِنْ رَمضَانِ[13] باب حسن الاتباع وهو أن يأتي المتكلِّم إلى معنًى اخترَعَه غيرُه فيُحسِن [18أ/18ب] اتِّباعَه فيه بزيادة توجِب للمتأخِّر استحقاقَ معنى المتقدِّم؛ إمَّا باختصار لفظه، أو عذوبة قافيته، أو تتميم نقصه، أو تحليته بحلية من البديع، كقول جرير[15]: إِذَا غَضِبَتْ عَلَيْكَ بَنُو تَمِيمٍ رَأَيْتَ النَّاسَ كُلَّهُمُ غِضَابَا[16] فتبعه أبو نواس، ونقل المعنى مِن الفخر إلى المدح فقال:لَيْسَ عَلَى اللَّهِ بِمُسْتَنْكَرٍ أَنْ يَجْمَعَ العَالَمَ فِي وَاحِدِ[17] وتبع [أبا][18] نواس في هذا المعنى الوزيرُ المغربيُّ[19] فقال:حَتَّى إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ يُسْعِدُنِي رَأَيْتُهُ فَرَأَيْتُ النَّاسَ فِي رَجُلٍ[20] فأتى بمعنى بيت أبي نواس في نِصف بيت، وإن كان قاصرًا باقتصارِه على ذِكر النَّاس، بخلاف أبي نواس فإنَّه أعمُّ؛ لذكره العالَم، ولو قال: رأيت الخلق في رَجل، لكان نهايةً في الحُسن، ويمكن الجواب بأنَّ النَّاس أشرف العالَم، فيدخل غيرُهم تبعية، وكقول البُحتري[21]:إِنْ أطْرَقَ اسْتَوْحَشَتْ لِلخَوْفِ أَفْئِدَةٌ وَيَمْلأُ الأَرْضَ مِنْ أُنْسٍ إِذَا ابْتَسَمَا[22] فإنَّه أحسن في اتباع مَن قال:يُغْضِي حَيَاءً ويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ فَلا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ[23] باب الافتنان وهو أن يأتي المتكلِّم بفنَّين متضادينِ من فنون الكلام في بيت واحد، أو جملة واحدة، كقول عبدالله بن طاهر[24]: أُحِبُّكِ يَا ظَلُومُ فَأَنْتِ عِنْدِي مَكَانَ الرُّوحِ مِنْ جَسَِدِ الجَبَانِ وكقول بعضهم[26] ليزيد بن معاوية[27] حين دفن أباه - رضي الله عنه -:وَلَوْ أَنِّي أَقُولُ مَكَانَ رُوحِي خَشِيتُ عَلَيْكِ بَادِرَةَ الطِّعَانِ[25] اصْبِرْ يَزِيدُ فَقَدْ فَارَقْتَ ذَا ثِقَةٍ وَاشْكُرْ حِبَاءَ الَّذِي بِالمُلْكِ أَصْفَاكَا وكقول أبي نواس يُعزِّي بالرشيد[29] ويُهنِّئ بالأمين[30]:لا رُزْءَ أَصْبَحَ فِي الأَقْوَامِ نَعْلَمُهُ كَمَا رُزِئْتَ وَلا عُقْبَى كَعُقْبَاكَا[28] حَوَادِثُ أَيَّامٍ تَدُورُ صُرُوفُهَا لَهُنَّ مَسَاوٍ مَرَّةً ومَحَاسِنُ [18ب/19أ] ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72]، فجمع الوعد والوعيد، وقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} الآية [الرحمن: 26، 27]، فجمع بين التعزية والفخر.وَفِي الحَيِّ بِالمَيْتِ الَّذِي غَيَّبَ الثَّرَى فَلا أَنْتَ مَغْبُونٌ وَلا المَوْتُ غَابِنُ[31] باب الاتفاق وهو أن يتَّفِق للشاعر واقعةٌ تعلِّمه العمل في نفسها، كما اتفق لبعض الشُّعراء في حسام الدِّين لؤلؤ[32] حاجب الملك الناصر صلاح الدين[33] لمَّا ظفر بالفرنج الذين قصدوا الحجاز من بحر القلزم[34]، فقال مخاطبًا للفرنج، ثم لصلاح الدين: عَدُوُّكُمْ لُؤْلُوٌ وَالبَحْرُ مَسْكَنُهُ وَالدُّرُّ فِي البَحْرِ لا يَخْشَى مِنَ الغِيَرِ وقول الآخر لمَّا قصد صلاح الدِّين يوسفُ حصنَ بيت يعقوب[36] بالشام:فَأْمُرْ حُسَامَكَ أَنْ يَحْظَى بِنَحْرِهِمُ فَالدُّرُّ مُذْ كَانَ مَنْسُوبٌ إِلَى النَّحَرِ[35] دَعُوا بَيْتَ يَعْقُوبَ فَقَدْ جَاءَ يُوسُفُ[37] وقول الآخر لمَّا التقى الملك الأشرف موسى[38] بابن عمه الخضر[39]، بملْتقى الخابور[40] والفرات:غَدَا مَجْمَعُ البَحْرَيْنِ شَاطِي فُرَاتِنَا أَلَمْ تَرَ مُوسَى فِيه قَدْ لَقِيَ الخِضْرَا[41] وقول الآخر: عند اجتماع الملك الأشرف موسى بأخيه الملك الكامل محمد[42] صاحب مصر:نَقُولُ وَمُوسَى قَدْ أَتَى لِمُحَمَّدٍ أَهَلْ لَيْلَةُ الإِسْرَاءِ عَادَ بِهَا الدَّهْرُ[43] وقول الآخر في عثمان[44]، وقد وُلِدَ لَهُ ولدان في ليلة:لِيَهْنِ عَلْيَاكَ بَدْرَا نِ زَيَّنَا الخَافِقَيْنِ الآنَ صِرْتَ يَقِينًا عُثمانَ ذَا النُّورَيْنِ[45] يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (6/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) د. محمد بن علي الصامل باب النوادر وسمَّاه بعضٌ[46] التَّطريف وبعضٌ[47] الإغراب والطرفة، وهو أن يأتيَ الشاعر بمعنى غريب لقلَّته في كلام النَّاس، كقوله في الشيب: وَلَقَدْ سَمِعْتُ وَمَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ بَيْنَا غُرَابُ البَيْنِ فِيهِ أَبْيَضُ[48][19أ/19ب] وقوله: غَيْرِي جَنَى وَأَنَا المُعَاقَبُ فِيكُمُ فَكَأنَّنِي سَبَّابَةُ المُتَنَدِّمِ[49] وقول ابن الرومي[50] في نسوة: يَسْتَغْفِرُ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمُ وَهُنَّ يَسْتَغْفِرْنَ بِالأَرْجُلِ فَيَا لَهُ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ يَرْفَعُهُ اللَّهُ إِلَى أَسْفَلِ[51] أغرب بمخالفة العادة؛ حيث يفعلن بالأرجل ما يفعله النَّاس بالأيدي، والارتفاع إلى الأسفل مِن أغرب الغريب. وكقول ابن سناء[52] في صبيٍّ حَسنٍ ضُرِب وسُجن: بِنَفْسِي الَّذِي لَمْ يَضْرِبُوهُ لِرِيبَةٍ ولَكِنْ لِيَبْدُو الوَرْدُ فِي سَائِرِ الغُصْنِ وَقَالُوا لَهُ شَارَكْتَ فِي الحُسْنِ يُوسُفًا[53] فَشَارِكْهُ أَيْضًا فِي الدُّخُولِ إِلَى السِّجْنِ[54] وقوله: عَلَيْكِ زَكَاةٌ فَاجْعَليِهَا وِصَالَنَا لأَنَّكِ فِي العِشْرِينَ وَهْيَ نِصَابُ[55] باب التخيير وهو أن يكون البيتُ صالحًا لقوافٍ شتَّى، فيتخيَّر الشاعر أحسنَها بمعرفته، كقوله: إِنَّ الغَرِيبَ طَوِيلُ الذَّيْلِ مُمْتَهَنٌ فَكَيْفَ حَالُ غَرِيبٍ مَا لَهُ قُوتُ[56] فيجوز أن يُقال ما له سبب، ما له حال، ما له مال، ما له أحد، لكن ما له قوت أبلغُ وأدلُّ على الفاقة، وأبينُ للضرورة، وأدعى للاستعطاف، وقوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [المائدة: 118][57]، فيجوز غفور رحيم، رؤوف رحيم، لكن عزيز حكيم أبلغُ وأنسب؛ لأنَّ مَن يغفر لمن يستحقُّ العذاب إنَّما يكون مَن لا فوقه أحدٌ يردُّ حكمه، ومَن كان كذلك كان عزيزًا ممتنعًا من الردِّ عليه، ومن كان حكيمًا وَضَع الشيء في محلِّه، وإن خفي وجهُ الحِكمة عن المخلوقين القاصرين عن إدراك أسرار الرُّبوبيَّة. باب الاتساع وهو أن يأتي الشاعر ببيتٍ يتسع فيه التأويل على قدر قوَّة الناظر فيه، وبحسب ما تحمله ألفاظه كقوله: إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا نَسِيمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القُرُنْفُلِ[58] فمن قائل: تضوَّعَ مثل المسك منهما بنسيم الصَّبا، أو تضوَّع نسيم [19ب/20أ] الصَّبا منهما، أو تضوَّع المسكُ منهما تضوُّعَ نسيمِ الصَّبا، أو تضوع المَسك بفتح الميم؛ يعني: الجلد، وقوله في صفة الفرس: مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ[59] وصف الفرس بلِين الرأس، وسرعة الانحراف، وشدَّة العَدْوِ. وقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3][60]، فظاهره يقتضي إباحةَ الجمع بين تسع أو [ثماني عشرة][61]، باعتبار أنَّه مكرَّر اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة، والأصحُّ إنَّما هو الجمع بين [أربع][62] فقط. وجميع فواتح السُّور المعجمة من هذا الباب. باب التوجيه[63] ويُقال[64] الإبهام؛ وهو أن يأتيَ الكلام محتملاً لوجهين مختلفين كقوله: وَيَرْغَبُ أَنْ يَبْنِي المَعَالِيَ خَالِدًا وَيَرْغَبُ أَنْ يُرْضِي صَنِيعَ الأَلائِمِ[65] فإن جعلت الرغبة الأولى مقدَّرة بـ "في" كان مدحًا، وبـ "عن" كان ذمًّا، وإن جعلت الثانية مقدرة بـ "عن" كان ذمًّا، وبـ "في" كان مدحًا. يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (6/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) وكقول بعضهم للمأمون[66] في تهنئة بعروس: يَا إِمَامَ الهُدَى ظَفِرْ تَ ولكِنْ بِبِنْتِ منْ[67] وقول آخرَ في خيَّاط أعورَ اسمُه زيد: خَاطَ لِي زَيْدٌ قُبَاءْ لَيْتَ عَيْنَيْهِ سَواءْ[68] فلا يُدْرَى ببنت مَنْ في الضَّعة أو الرِّفعة، أو الصحيحة تساوي العوراء أو العكس؟وقول ابن حجَّام: أَنَا ابْنُ مَنْ دَانَتِ الرِّقَابُ لَهُ مِنْ بَيْنِ مَخْزُومِهَا وَهَاشِمِهَا فهذه أوصافٌ تصلح للملوك وللحجَّام.تَأْتِيهِ طَوْعًا إِلَيْهِ خَاضِعَةً يَأْخُذُ مِنْ مَالِهَا وَمِنْ دَمِهَا[69] وقول ابن طباخ: أَنَا ابْنُ الَّذِي لا تَنْزِلُ الأَرْضَ قِدْرُهُ وَإِنْ نَزَلَتْ يَوْمًا فَسَوْفَ تَعُودُ فهذه تصلح للحاتم[71]، وللطبَّاخ.تَرَى النَّاسَ أَفْوَاجًا إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ فَمِنْهُمْ قِيَامٌ حَوْلَهَا وَقُعُودُ[70] ومنه حديث ((مَن جُعِل قاضيًا فقد ذُبِح بغير سِكِّين))[72]؛ أي: لما يتحمَّله من المشاقِّ لوفاء الحقوق، وهذا مدح، أو لما يقع فيه مِن الظُّلم وهذا ذمٌّ. قال السَّكَّاكي[73]: ومنه [20أ/20ب] متشابهات القرآن[74]. باب الهجاء في معرض المدح وهو أن يأتي بألفاظ ظاهرُها المدح وباطنُها القدح، كقوله تعالى: {إِنَّكَ لأَنْتَ الحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]، فهذا من أمثلة ورود الذمِّ في صورة المدح. وكقول الشاعر في بعض الأشراف: لَهُ حَقٌّ ولَيْسَ عَلَيْهِ حَقٌّ ومَهْمَا قَالَ فالحَسَنُ الجَمِيلُ وقول بعضهم في أبي تمَّام -[76] وقد كان في لسانه لُكنة-:وقَدْ كَانَ الرَّسُولُ يَرَى حُقُوقًا عَلَيْهِ لِغَيْرِهِ وَهْوَ الرَّسُولُ[75] يَا نَبِيَّ اللَّهِ فِي الشِّعْ رِ وَيَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمْ وقوله:أَنْتَ مِنْ أَشْعَرِ خَلْقِ الْ لهِ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ[77] لَوْ شَاءَ مِنْ رِقَّةِ أَلْفَاظِهِ أَلَّفَ مَا بَيْنَ الهُدَى والضَّلالْ وأمَّا ورود المدح في صورة الذم، فكقولهم: أخزاه الله ما أشعرَه! ولعنه ما أفصحَه! وذكر ابن جني[79] أنَّ أعرابيًّا رأى ثوبًا فقال: ما له مَحَقَه الله! قال: فقلت له: لِمَ تقول هذا؟! فقال: إنَّا إذا استحسنَّا شيئًا دعَوْنا عليه، وأصل هذا أنَّهم يكرهون أن يمدحوا الشيء فيصيبوه بالعين! فيعدِلوا من مدحه إلى ذمِّه[80]، والحاصل أنَّ المدح قد يخرج مخرجَ الذمِّ، والذم قد يخرج مخرجَ المدح.يَكْفِيكَ مِنْهُ أَنَّهُ رُبَّمَا قَادَ إِلَى المَهْجُورِ طَيْفَ الخَيَالْ[78] باب التهكم وهو الإتيان بلفظ البِشارة في موضع الإنذار، والوعد مكان الوعيد، والمدح في معرض الاستهزاء، كقوله تعالى: {بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: 138]، وقوله: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ} [الدخان: 49]، وقوله: {بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 93]، فإيمانكم تهكُّم. وقول ابن الرومي: فَيَا لَهُ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ يَرْفَعُهُ اللَّهُ إِلَى أَسْفَلِ[81] والفرق بين التهكُّم والهِجاء في معرض المدح: أنَّ التهكُّمَ لا تخلو ألفاظه من لفظة تدلُّ على الذمِّ، أو لفظة يفهم مِن فحْواها الهجو، بخلاف الهجاء، فإنَّ ألفاظ المدح لا يقع فيها شيءٌ من ذلك، كذا قيل. [20ب/21أ].والشماتة: هي إظهار المسرَّة بمن أُصيب كقوله - تعالى -: {ذُقْ} فلفظة "ذق" شماتة، والباقي تهكُّم، والشماتة المحْضة قوله لفرعون: {آلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ} [يونس: 91]. والهزل الذي يُراد به الجِدُّ: هو أن يقصد المتكلِّم مدحَ إنسان أو ذمَّه، بتخريج ذلك مخرجَ الهزل المعجب، والمجون المطرب، كما حُكِي عن أشعب[82] أنَّه حضر بمكَّة وليمةً لبخيل ثلاثة أيَّام، وفي المائدة جِدْي مشوي لا يمسُّه أحد؛ لعِلمهم ببخله، فقال أشعب في اليوم الثالث: زوجتُه طالق إن لم يكن عمر هذا الجِدي بعد أن ذُبِح وشُوي أطولَ منه قبل ذلك، فهو كلامٌ ظاهره الهزل، ومراده به الجِد. وكقوله: إِذَا مَا تَمِيمِيٌّ أتَاكَ مُفَاخِرًا فَقُلْ عَدِّ عَنْ ذَا كَيْفَ أَكْلُكَ لِلضَّبِّ[83]؟! وقوله: أَرْقِيكَ أَرْقِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَا مِنْ بُخْلِ نَفْسِكَ عَلَّ اللَّهَ يَشْفِيكَا وقوله:مَا سَلْمُ كَفِّكَ إِلاَّ مَنْ يُتَارِكُهَا وَلا عَدُوُّكَ إِلاَّ مَنْ يُرَجِّيكَا[84] وَقَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وإِنْ كَانَ بَعْلُهَا بِأَنَّ الفَتَى يَهْذِي وَلَيْسَ بِفَعَّالِ[85] والفرق بينه وبين التهكُّم؛ أنَّ التهك ظاهره جِدٌّ، وباطنه هزل، وهذا ظاهره هزل، وباطنه جِد.باب النزاهة وتختصُّ غالبًا بالهجاء، وهي عبارةٌ عن نزاهة الألفاظ عن الفُحش، قال أبو عمرو بن العلاء[86] وقد سُئل عن أحسن الهجاء: هو الَّذي إذا أنشدتْه العذراءُ في خِدرها لا يقبح عليها، مثل قول جرير: لَوْ أَنَّ تَغْلِبَ جَمَّعَتْ أَحْسَابَهَا يَوْمَ التَّفَاخُرِ لَمْ تَزِنْ مِثْقَالا[87] ونحوه: مَوَدَّةٌ ذَهَبَتْ أَثْمَارُهَا شَبَهٌ وَهِمَّةٌ جَوْهَرٌ مَعْرُوفُهَا عَرَضُ[88] نحوه: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّ القَوْمَ بُغْيَتُهُمْ فِي رَبَّةِ العُودِ لا فِي رَنَّةِ العُودِ[89] وكقوله - تعالى -: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} الآية [النور: 50]، فانظر إلى مضاضةِ هذه الألفاظ ونزاهتها عن الفُحش.ـــــــــــــــــــ [1] للانسجام مفهوم آخر هو: "أن يأتي كلام المتكلِّم شعرًا من غير أن يقصد إليه"، انظر: البديع لابن منقذ 192، وقد تجرَّأ بعض البلاغيين في التَّمثيل له من القرآن الكريم، كما فعل الحلي في شرح الكافية البديعية 264، 265، بل إن السَّكاكي في "المفتاح" 598 - 601 كان يُقطِّع الآياتِ تقطيعًا عروضيًّا. [2] من البسيط، وهو لأبي تمَّام من قصيدة يَمدح بها المعتصم، انظر: ديوان أبي تمام 3/6، وانظر تحرير التحبير 429. [3] من الكامل، وهو لأبي تمَّام، انظر: ديوانه 4/253، وانظر: تحرير التحبير 430. [4] البيتان من الطويل، وهما للبُحتري، انظر: ديوان البحتري 1/191، وانظر: تحرير التحبير 430. [5] يعني: حسن البيان الذي يأتي عن طريق الإيجاز. [6] هو أبو إسحاق، إسماعيل بن القاسم العنزي (130 - 211هـ): شاعر مطبوع، كان طويل النفس في شعره، اشتهر بزهديَّاته، هجر الشعر مدَّة ثمَّ عاد إليْه، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/250 - 260. [7] هو أبو محمد موسى الهادي بن محمَّد المهْدي بن أبي جعفر المنصور (144 - 170هـ)، له معرفة بالأدب والشعر، أرادَ خلْع أخيه هارون، فزجرَته أمُّه عن ذلك، فلمَّا لم يرعوِ، أمرت جواريَها بخنْقِه، فقتلْنَه، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 13/21 - 25. [8] من المنسرح، انظر كتاب: أبو العتاهية أشعاره وأخباره، لشكري فيصل 555، وانظر: تحرير التحبير 491، وانظر: خزانة الأدب لابن حجة 2/483، وفي البيت مبالغة ليس فيها ما يقرب إلى الصحَّة؛ لذا فهي من الغلو المردود. [9] تنسب هذه الأبيات للفرزدق، وليست في ديوانه، وتنسب لداود بن سلم في مدح قثم بن العباس بن عبدالله بن العباس، وتنسب للعين المنقري في مدح علي بن الحسين، انظر: الأغاني 19/40، وزهر الآداب 1/65، وأظنها للحزين الكناني، انظر: نقد الشعر 27، وتحرير التحبير 482، 492. [10] هو أبو عمر عبدالله بن عبدالملك بن مرْوان، ولاَّه أبوه مصر، فدخلها في يوم الاثنين 11/6/86هـ، وهو ابن سبع وعشرين سنة، انظر: كتاب الولاة والقضاة 58 - 60. [11] البيتان من البسيط، مختلف في نسبتهما، والرَّاجح أنهما للحزين الكناني - كما مرَّ آنفًا. [12] هو أبو عبدالله حسين بن أحمد بن الحجاج (391هـ)، شاعر متمكن، أكثر في شعره من الهزل والفحش، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/14 - 15. [13] البيتان من الطويل، يظهر أن المؤلف نقلهما عن تحرير التحبير، انظر: تحرير التحبير 473 - 474. [14] لا أدري أين المبالغة التي يراها المؤلِّف – غفر الله له - في الآية، ثم كيف يجتمع وصفه لما تضمنته من الإفراط في المبالغة، وكون الآية – كغيرها من الآيات – جارية على الحقِّ، خارجة مخرج الصدق؟! [15] هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفى (28 - 110هـ)، أشعر أهل عصره، ساجَلَ عددًا من الشعراء، فلم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل، انظر في ترجمته: وفيات الأعيان 1/321 - 327. [16] من الوافر، انظر: ديوان جرير 2/649 - 823، وانظر: كتاب الصناعتين 276، وتحرير التحبير 478، وخزانة الأدب 2/372، ومعاهد التنصيص 4/81. [17] من السريع، انظر: ديوان أبي نواس، دار صادر، 218، وانظر: كتاب الصناعتين 216، وتحرير التحبير 478، وخزانة الأدب 2/373، ومعاهد التنصيص 4/81. [18] في الأصل "أبو"، والصواب ما أثبتناه؛ لأنَّ أبا نواس متبوعٌ. [19] هو أبو القاسم حسين بن علي بن الحسين المغربي (370 - 418هـ)، من الوزراء العلماء الأدباء، له مجموعة من الكتب، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/172 - 177. [20] من البسيط، انظر: تحرير التحبير 478. [21] هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي (206 - 284هـ)، أحد الثلاثة الذين كانوا أشعرَ أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام البحتري، وحين سئل أبو العلاء المعري أي الثلاثة أشعر؟ قال: المتنبي وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري، انظر: وفيات الأعيان 6/21 - 31. [22] من البسيط، انظر: ديوان البحتري 3/3049، وانظر تحرير التحبير 483. [23] مرّ تخريجه انظر: باب حسن البيان. [24] هو أبو العباس عبدالله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعي بالولاء (182 - 230هـ). من أشهر الولاة في العصر العباسي، كان سيدًا نبيلاً عالي الهمة، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/483 - 489. [25] البيتان من الوافر، نسبهما ابن أبي الإصبع في تحرير التحبير 588 لعبدالله بن طاهر، ويذكر ابن حجة في خزانة الأدب 1/138 أنهما ينسبان تارة لأبي دلف العجلي وتارة لعبدالله بن طاهر. [26] هو عبدالله بن همام السلولي، انظر: زهر الآداب 1/49، وكفاية الطالب (تحقيق النبوي شعلان)، 116، وتحرير التحبير 588، أنوار الربيع 1/321. [27] هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (25 - 64هـ) ثاني ملوك الدولة الأُموية في الشام، تولَّى الخلافة بعد أبيه، يروى له شعر رقيق، انظر ترجمته في: فوات الوفيات 3/327. [28] البيتان من البسيط، وقد اعتمد المؤلف على ما ورد في تحرير التحبير 588. [29] هو أبو جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور العباسي (149 - 193هـ) خامس خلفاء الدولة العباسيَّة، كان يغزو عامًا ويحجُّ عامًا، قيل: لم يجتمع على باب خليفة مثل ما اجتمع على بابه من العلماء والشعراء، انظر: ترجمته في تاريخ بغداد 14/5 - 21. [30] هو محمد بن هارون الرشيد (170 - 198هـ)، كان أديبًا رقيق الشعر، انصرف إلى اللهو، دارت بينه وبين أخيه المأمون فتنة، انتهت بقلته وتولي المأمون الخلافة. انظر: ترجمته في تاريخ بغداد 3/336 - 342. [31] البيتان من الطويل، انظر: ديوان أبي نواس (دار صادر) 663، انظر كفاية الطالب (تحقيق النبوي شعلان) 117، وتحرير التحبير 589، وخزانة الأدب لابن حجة 1/139. [32] لم أقف على ترجمة له، وما ذكره المؤلف كافٍ في التعريف به. [33] هو أبو المظفر يوسف بن أيُّوب بن شاذي الملَّقب بالملك الناصر (532 - 589هـ)، كان قائدًا مظفرًا، انتصر على الفرنج يوم حِطِّين، وفتح الله على يديه القدس، انظر: ترجمته في وفيات الأعيان 7/139 - 218. [34] هو المعروف بالبحر الأحمر، انظر: تحديده في: معجم البلدان 1/344. [35] البيتان من البسيط، لم أقف على معرفة قائلهما، ذكرهما ابن أبي الإصبع في التحرير 503، وذكر ابن حجَّة البيت الأول فحسب، انظر: خزانة الأدب 2/288، وجاء في التحرير (فالدر مذ كان منسوبٌ إلى البحر)، بالباء الموحَّدة التحتية، ومع يقيني بأنَّ المؤلِّف اعتمد على ما ورد في التحرير فقد أبقيت روايتَه (إلى النحر) بالنون، لما في الكلمة من مجانسة لكلمة نحورهم، فلعلَّ المؤلِّف تعمَّد ذلك، والله أعلم. [36] لم أستطع معرفة تحديد موقع هذا الحصن سوى أنَّه بالشام - كما ذكر المؤلِّف. [37] انظر: تحرير التحبير 503. [38] هو موسى بن إبراهيم بن أسد الدِّين شيركوه (627 - 662هـ)، ملك حمص والرحبة، كان داهية حازمًا شجاعًا، حارب التتار وهزمهم، انظر: شذرات الذهب 5/311. [39] ابن عمِّ ملك حمص - كما هو واضح من كلام المؤلف - غير أنِّي لم أقف له على ترجمة. [40] الخابور: اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة، انظر: معجم البلدان 2/334. [41] من الطويل، وهو لابن أبي الإصبع المصري، انظر: تحرير التحبير 503 - 504، وانظر: خزانة الأدب لابن حجَّة 2/289. [42] لم أقف له على ترجمة. [43] من الطويل، وهو لابن أبي الإصبع المصري، انظر: تحرير التحبير 504. [44] في تحرير التحبير أن ابن أبي الإصبع هنَّأ بهما فخر الدِّين عثمان بن قزل، انظر: تحرير التحبير 504. [45] البيتان من المجتث، وهما لابن أبي الإصبع يهنئ بهما فخر الدِّين عثمان بن قزل، انظر التحرير 504. [46] نقل المؤلف ذلك عن ابن أبي الإصبع في التحرير 506، وقد ورد مصطلح التطريف عند أسامة بن منقذ في بديعه 129، ولكنَّه بمفهوم مغاير لمفهوم النوادر. [47] نقل أيضًا المؤلِّف هذا المصطلح عن ابن أبي الإصبع 506، وقد عزاه ابن أبي الإصبع لقدامة، وهو عند قدامة في نقد الشعر 149. [48] من الكامل، ورد في تحرير التحبير 508، مع بيتين آخرين دون عزو، وورد في خزانة الأدب مع بيت قبله دون عزو أيضًا، انظر: الخزانة 2/4. [49] من الكامل، وهو لابن شرف القيرواني، انظر: ديوان ابن شرف القيرواني 97، وانظر: تحرير التحبير 509. [50] هو علي بن العباس بن جريج الرومي (221 - 283هـ)، شاعر عرف بالتشاؤم، يقال إنَّه لم يمدح أحدًا إلا عاد وهجاه، اشتهر بدقَّة الوصف في تشبيهاته، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 3/358 - 362. [51] البيتان من السَّريع، لم أجدهما في ديوان ابن الرومي، وقد تابع المؤلِّف في نسبتهما وذِكْرِهما ابن أبي الإصبع في التحرير 512، وانظر: خزانة الأدب لابن حجة 1/216. [52] هو أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن سناء الملك السعدي (545 - 608هـ)، عمل في ديوان الإنشاء بمصر، جيد الشعر، بديع الإنشاء، له عدد من المؤلفات، انظر ترجمته في: معجم الأدباء 19/265 - 271. [53] صرف يوسف لضرورة الوزن. [54] البيتان من الطويل، وهما لابن سناء الملك، انظر: ديوان ابن سناء الملك 783، وانظر: تحرير التحبير 514. [55] من الطويل، وهو أيضًا لابن سناء الملك من قصيدة يمدح بها القاضي الفاضل، انظر: ديوان ابن سناء الملك 46، وانظر: تحرير التحبير 514. [56] من البسيط، ورد دون عزو في تحرير التحبير 527، وخزانة الأدب لابن حجة 1/175، وهو للحريري ورد في المقامة الحجرية، انظر: مقامات الحريري 514، وقد جاء فيها لفظ الطويل معرفًا. [57] ويستشهد البلاغيون بهذه الآية في باب مراعاة النظير، والغريب أن تعريف المؤلِّف لنوع التخيير يحصره في الشعر، ولكنَّه يذكر له مثالاً من القرآن الكريم! [58] من الطويل، وهو لامرئ القيس، انظر: ديوان امرئ القيس 15، برواية مختلفة، وانظر: تحرير التحبير 454، وخزانة الأدب 2/403. [59] من الطويل، وهو لامرئ القيس، انظر: ديوان امرئ القيس 19، وانظر: تحرير التحبير 454. [60] ومن الغريب أيضًا تمثيله بالآية على نوع ينصُّ تعريفه على أنه خاصٌّ بالشعر، وهو هنا قد تابع ابن أبي الإصبع في التمثيل بالآية. [61] ورد في النسختين "ثمانية عشر"، ولأن المقصود بالعدد المرأة، وهي مؤنث فصوابه "ثماني عشرة". [62] ورد في النسختين أربعة، والصواب أربع لأن المعدود نساء. [63] أخذ المصطلح من الخطيب والسَّكَّاكي، ونقل الأمثلة عن ابن أبي الإصبع في باب الإبهام. [64] ممن سمّاه الإبهام - بالباء الموحدة - ابن أبي الإصبع، انظر: تحرير التحبير 596. [65] من الطويل، لم أتمكن من معرفة قائله، وإن كنت لا أستبعد أنَّه للمؤلِّف نفسه، أو لصاحبه ابن قرقماس!! مع أني لم أعثر عليه في ديوان مرعي، ولا في زهر الربيع لابن قرقماس. [66] هو أبو العباس عبدالله بن هارون الرشيد (170 - 218هـ) سابع خلفاء بني العباس، اشتهر بما بذله في ترجمة كتب العلم والفلسفة، وفي عهده امتحن العلماء بفتنة القول بخلق القرآن بتأثير من المعتزلة، انظر: ترجمته في تاريخ بغداد 10/183 - 192. [67] من مجزوء الخفيف، ورد دون عزو في تحرير التحبير 596، وخزانة الأدب لابن حجة 1/302، وهو لمحمد بن حازم الباهلي، انظر: معاهد التنصيص 2/139. [68] من مجزوء الرمل، ورد دون عزو في عدد من المصادر منها: المنتقى من بهجة المجالس 234، وتحرير التحبير 597، وخزانة الأدب لابن حجة 1/302، وقد اعتمد المؤلِّف على تحرير التحبير. [69] البيتان من المنسرح، وقد وردا في عدد من المصدر موصوفين بأنهما لابن حجام، انظر: الغيث المسجم 1/101. انظر: طراز الحلة 612، وخزانة الأدب لابن حجة 2/360. [70] البيتان من الطويل، وردا موصوفين بأنهما لابن طباخ، انظر الكناية والتعريض للثعالبي 46، والغيث المسجم 1/101، وطراز الحلة 612، وخزانة الأدب لابن حجة 2/359. [71] يعني به الكريم أيًّا كان. [72] أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/230، وانظر: المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي (406 – 407) حديث 1107. [73] هو أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر السَّكَّاكي الخوارزمي الحنفي (555 - 626هـ)، عالم بالعربية والأدب، له كتاب مفتاح العلوم الذي اشتهر القسم الثالث منه الخاص بالبلاغة، وأصبح قطب الرَّحى في الدراسات البلاغية المتأخرة، انظر ترجمته في: معجم الأدباء 20/58 - 59. [74] انظر قول السكاكي في: مفتاح العلوم في حديثه عن الإبهام والتوجيه 427. [75] البيتان من الوافر، وردا في تحرير التحبير 550، دون عزو، وهما لمحمد بن حمزة السلمي في الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، انظر: العمدة لابن رشيق 2/849، وكفاية الطالب 80. [76] هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (188 - 331هـ)، أحد أبرز شعراء الدولة العباسية، له عدد من المؤلفات والاختيارات الشِّعْرية، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/11 - 62. [77] البيتان من مجزوء الرمل، نسبهما ابن أبي الإصبع في تحرير التحبير 550 لعبدالرحمن بن المعذل، وقال: أو قول أبي العميثل. [78] البيتان من السريع، وهما للسعيد بن سناء الملك في صديق مصلح، انظر: ديوان ابن سناء الملك 576، وقد جعلهما ابن أبي الإصبع في وصف قوَّاد، والصواب أنهما في وصف صديق مصلح، بدليل أن البيت الأول: لِي صَاحِبٌ أَفْدِيهِ مِنْ صَاحِبٍ حُلْوُ التَّأَنِّي حَسَنُ الاحْتِيَالْ ثم ذكر البيتين، ولعلَّ ابن أبي الإصبع ادَّعى تلك المناسبة، ولم يذكر البيت الأول؛ ليصبح استشهاده بهما على الهجاء في معرض المدح، فلو ذكر المناسبة الصحيحة لكان مدحًا خالصًا.ومع أنَّ المؤلِّف لم يذكر مناسبة البيتين مع اعتمادِه على كتاب ابن أبي الإصبع، ولعلَّ هذا تورع منه، إلاَّ أنَّه تابع ابن أبي الإصبع في الاستشهاد بهما على الهجاء في معرض المدح، وانظر البيتين في: تحرير التحبير 551، والغيث المسجم 1/388، وخزانة الأدب لابن حجة 1/261، ونفحات الأزهار 155. [79] هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (392هـ)، عالم باللغة والنحو والأدب له عدد من المؤلفات، تميَّز بشخصية مستقلة، له آراء متميزة في علوم اللغة، انظر ترجمته في: بغية الوعاة 2/132. [80] لم أقف على توثيق، ما ذكره ابن جني، بنصِّه، ولكني وقفتُ على كلام لابن جني في مثل هذا الموضوع حين ذكر قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((عليك بذات الدِّين تربت يداك))، قال: "دعاء عليه في ظاهره كما تقول للرجل إذا استحسنت فعله: قاتلك الله...) الفَسْر لابن جني 2/114ب (مخطوط). [81] مرَّ تخريجه قبل قليل في باب النوادر. [82] هو أبو العلاء أشعب بن جبير المعروف بالطامع (154هـ) ظريف من أهل المدينة كان مولًى لعثمان بن عفان، وقيل هو مولًى لعبدالله بن الزبير، يضرب به المثل في البخل والطمع، انظر: ترجمته في: تاريخ بغداد 7/37 - 44. [83] من الطويل، لأبي نواس يهجو تميمًا وأسدًا، ويفاخر بقحطان، ورد غير معزو في تحرير التحبير 139، انظر: ديوان أبي نواس 90 (دار صادر)، ومعاهد التنصيص 3/156، وانظر: الطراز العلوي 3/82، والإيضاح 6/84، ونهاية الأرب 7/124. [84] البيتان من البسيط، وهما لأبي العتاهية، انظر: ديوانه 289، وانظر: معاهد التنصيص 3/158، وتحرير التحبير 139، وطراز الحلة 615، وخزانة الأدب 1/126. [85] من الطويل، وهو لامرئ القيس، انظر: ديوان امرئ القيس 34، وانظر: معاهد التنصيص 3/158، وتحرير التحبير 139، والإيضاح 6/85، وخزانة الأدب لابن حجة 1/127. [86] هو زبان بن عمار التميمي (70 - 154هـ)، من أئمَّة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة، قال عنه أبو عبيدة: كان أعلم الناس - يعني: في زمانه - بالأدب والعربية والقرآن والشعر، انظر ترجمته في: بغية الوعاة 2/231 - 232. [87] من الكامل، انظر: ديوان جرير 1/65، وانظر: تحرير التحبير 584، وخزانة الأدب 1/173. [88] من البسيط، وهو لأبي تمام، انظر: ديوان أبي تمام 4/466، وانظر: الجامع الكبير لابن الأثير 249، وتحرير التحبير 585، والطراز 2/329. [89] من البسيط، نسبه ابن أبي الإصبع لمعد بن الحسين بن جبارة، قاله لرجل كان يدعو قومًا إلى سماع قينة له، ثم انكشف له بعد ذلك أنهم ينالون منها القبيح، انظر: تحرير التحبير 585، وانظر: خزانة الأدب 1/173. |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (7/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) باب الكناية * وهي أن يُعبر عن المعنى القبيح [21أ/21ب] باللَّفظ الحسن، وعن الفاحش بالطَّاهر؛ كقوله تعالى: {كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ} [المائدة: 75] كناية عن الحَدَث، {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ} [النساء: 43] كناية عن قضاء الحاجة، وقوله: {وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} [البقرة: 235] كناية عن الجماع، وقوله: {الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [النور: 26]، والمراد الزُّناة. ولا تجد معنًى من هذه المعاني في القرآن[1] إلاَّ بلفظ الكناية؛ لأنَّ المعنى الفاحش متى عبِّر بلفظه الموضوع له كان الكلامُ معيبًا من جهة فُحش المعنى، وكقول مَن هجا شخصًا به داءُ الأسد، فكنى عنه، ورمى أمَّه بالفجور بطريق الكناية: أرَادَ أَبُوكَ أُمَّكَ حِينَ زُفَّتِ فَلَمْ تُوجَدْ لأُمِّكَ بِنْتُ سَعْدِ أخُو لَخَمٍ أَعَارَكَ مِنْه ثَوْبًا هَنِيئًا بِالقَمِيصِ المُسْتَجِدِّ[2] بنت سعد: العذرة، وأخو لخم: هو الجذام. وقوله في حجَّام: إِذَا عَوَّجَ الكُتَّابُ يَوْمًا سُطُورَهُمْ فَلَيْسَ بِمُعْوَجٍّ لَهُ أَبَدًا سَطْر[3] ومن مليح الكناية قول بعض العرب: أَلا يَا نَخْلَةً مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلامُ سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْكِ فَخَبَّرُونِي هَنَا مِنَ ذَاكَ يَكْرَهُهُ الكِرَامُ ولَيْسَ بِمَا أَحَلَّ اللَّهُ بَأْسٌ إِذَا هُوَ لَمْ يُخَالِطْهُ الحَرَام[4] كنى بالنَّخلة عن المرأة، وبـ "الهَن" عن الرَّفث، لكن من عادة العرب الكناية بِـ "هَن" عن مثل ذلك، وأمَّا الكناية بالنَّخلة عن المرأة، فمن ظريف الكناية وغريبها. باب التورية ويُقال[5] لها الإيهام والتوجيه والتخييل، والتورية أولى، مصدر ورَّيت الخبر توريةً، إذا سترته وأظهرت غيره، وفي الاصطلاح[6]: أن يذكر المتكلِّم لفظًا مفردًا له معنيان حقيقيان، أو حقيقة ومجاز، أحدهما قريب والآخَرُ بعيد، فيريد المتكلِّم المعنى البعيد، ويورِّي عنه بالمعنى القريب، فيتوهَّم السامع أنَّه يريد القريب، وليس كذلك، قال الزمخشري[7]: ولا نَرى[8] بابًا في البيان أدقَّ ولا ألطفَ من هذا الباب، ولا أنفع منه، ولا أعون على تعاطي [21ب/22أ] تأويل المشتبهات من كلام الله - تعالى - وكلام رسوله، وكلام أصحابه، وذلك كقوله - عليه السلام - في مجيئه إلى بدر، وقيل له مِمَّن أنتم؟ فلم يُرِدْ أن يُعلِم السائل، فقال: ((مِن ماء))[9]، فورَّى بقبيلة من العرب يُقال لها: ماء، وأراد: أنا مخلوقٌ من ماء. وكقول الصِّديق[10] في الهجرة، وقد سُئِل عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مَن هذا؟ فقال: هادٍ يَهديني[11]، فورَّى عنه بهادي الطَّريق، وأراد هاديًا يَهديني للإسلام. وكقول عليٍّ في الأشعث بن قيس[12]: وهذا كان أبوه ينسج الشمال باليمين[13]؛ لأنَّ قيسًا كان يحوك الشِّمال التي واحدها شملة. وأقسام التورية أربعة، وفي التلخيص[14] ضربان: - مجرَّدة: وهي التي لا تجامع شيئًا ممَّا يلائم المعنى القريب، نحو: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}[طه: 5] أراد[15] باستوى معناه البعيد، وهو استولى، ولم يُقرنْ به شيءٌ ممَّا يلائم المعنى القريب، الذي هو الاستقرار كالجلوس والاضطجاع. - مرشحة: وهي التي تجامع شيئًا ممَّا يلائم المعنى القريب، نحو: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47]. أراد بالأيدي معناها البعيد وهو القدرة، وقرن بها ما يلائم المعنى القريب الذي هو الجارحة المخصوصة، وهو قوله بنيناها؛ لأنَّ البناء يلائم اليد. والتحقيق أنَّ الأقسام[16] أربعة: - المجرَّدة: وهي التي لم يُذكر لها لازمٌ من لوازم المورَّى به، ولا لازم من لوازم المورَّى عنه كقول القاضي عياض[17] في صيفية باردة: كَأَنَّ كَانُونَ أَهْدَى مِنْ مَلابِسِهِ لِشَهْرِ تَمُّوزَ أَنْوَاعًا مِنَ الحُلَلِ أَوِِ الغَزَالَةُ مِنْ طُولِ المَدَى خَرِفَتْ فَمَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَدْيِ والحَمَلِ[18] فالغزالة تطلق على الحيوان المعروف، وهو المعنى القريب المورَّى به، وعلى الشَّمس، وهو المعنى البعيد المورَّى عنه؛ وهو المراد، ولم يُذكر في البيت شيءٌ من لوازم المورَّى به، كطول العنق وحسن الالتفات، ولا من لوازم المورَّى عنه كالإشراق والطُّلوع والغروب، والجدي والحمل يُطلقان على الحيوان المعروف؛ وهو [22أ/22ب] المعنى القريب المورَّى به، وعلى بُرجين في السَّماء معروفين؛ وهو المعنى المورَّى عنه، ولم يُذكر شيءٌ من لوازم المورى به كالرَّعْي، ولا من لوازم المورَّى عنه كالسَّير في السماء[19]، فوقعت التورية مجرَّدة. ومنها ما ذُكر معها لازمُ المورى به ولازم المورى عنه، كقوله: يَا حَبَّذَا زَمَنُ الرَّبِيعِ وَرَوْضُهُ وَنَسِيمُهُ الخَفَّاقُ بِالأَغْصَانِ زَمَنٌ يُرِيكَ النَّجْمَ فِيهِ يَانِعًا وَالشَّمْسُ كَالدِّينَار فِي المِيزَان[20] فالميزان يحتمل السَّابع من بروج السَّماء، وقد ذكر من لوازمه الشمس؛ وهو المعنى القريب، ويحتمل ميزان الذهب، وقد ذكر من لوازمه الدِّينار؛ وهو المعنى البعيد المورَّى عنه، فلمَّا ذُكر لهذا لازم، ولهذا لازم كانا كالبينتين المتكافئتين فتعارضَا وتساقطَا، فصارتِ التورية مجرَّدة. الثاني: التورية المرشَّحة: وهي المقرونة بلازم المورى به، لا المورى عنه، واللازم تارة يتقدَّم، وتارة يتأخَّر، كقوله: تَوَلَّتْ وَجَاءَتْ بِشِعْرِيَّةٍ حَلالِي بِهَا الوَزْنُ وَالقَافِيَهْ وَرَاحَتْ كَشَمْسِ الضُّحَى تَجْتَلِي بِمِيزَانِهَا وَالسَّمَا صَافِيَه[21] فالشِّعرية يراد بها الميزان، وهو المعنى القريب المورَّى به، وذكر من لوازمه على جهة الترشيح الوزن، ويُراد بها غشاء الوجه للمرأة، وهو المعنى البعيد المورَّى عنه؛ وهو المراد، ولم يُذكر من لوازمه شيءٌ، ومنها: تَوَلَّى بَاخِلاً بِالوَصْلِ تِيهًا عَلى عُشَّاقِهِ وَرَنَا كَرِيمْ وَقَالَ وَقَدْ رَأَى دَمْعِي حَمِيمًا لَقَدْ أَصْبَحْتَ صَبًّا ذَا حَمِيمْ[22] فالحميم يُراد به الماء الحار، وهو المعنى القريب المورَّى به، وقد ذكر من لوازمه على جهة الترشيح الدَّمع، ويُراد به الصَّدِيق، وهو المعنى البعيد المورَّى عنه، ولم يُذكر من لوازمه شيءٌ. الثالث: التورية المبيَّنة: وهي المقرونة بلازم المورَّى [22ب/23أ] عنه، لا المورَّى به؛ ولذلك سُمِّيت المبيَّنة، كقوله: لَقَدْ حَفِظَتْ بَنُو الأَيَّامِ عَهْدِي كَحِفْظِ الرِّيحِ أَجْزَاءَ الرَّمَادِ وَكَمْ عَيْنٍ صَرَفْنَاهَا فَكَانَتْ مُسَاعِدَةً عَلَى نَيْلِ المُرَاد[23] فعين يحتمل الذَّهب، وهو المعنى البعيد المورَّى عنه؛ وهو المراد، وقد ذكر من لوازمه على جهة التبيين الصَّرف، ويحتمل عين الجارحة، وهو المعنى القريب المورَّى به، ولم يُذكر شيءٌ من لوازمه، ومنها: وَلَمَّا هَاجَ لِي تِذْكَارُ لَيْلَى وَأَكْنَافُ الحِجَازِ سَنَا البُرُوقِ تَبَسَّمَ بُغْيَتِي لَيْلاً فَلاحَتْ ثَنِيَّاتُ العُذَيْبِ مَعَ العَقِيقِ[24] فالثنيات[25] والعذيب[26] والعقيق[27] تحتمل الأماكنَ الثلاثة من أودية الحِجاز، وهو المعنى القريب المورَّى به، ولم يُذكر شيءٌ من لوازمه، ويحتمل: ثنيات الثغر، والعذيب الريق، والعقيق حمرة الشفتين، واللاَّزم تبسم، ومنها: أَيُّهَا المُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلاً عَمْرَكَ اللَّهُ كَيفَ يَجْتَمِعَانِ هِيَ شَامِيَّةٌ إِذَا مَا اسْتَقَلَّتْ وَسُهَيْلٌ إِذا اسْتَقَلَّ يَمَانِي[28] قاله عمر بن أبي ربيعة[29] في صاحبته[30] الثريا من ولد تيم بن عبد مناف؛ لمَّا تزوَّجها سهيل[31] ابن عبدالرحمن بن عوف أحد العشرة[32]، وأمُّه من قبيلة باليمن فنسبه إليها، فالثريا وسهيل يُراد بهما النَّجم، وهو المعنى القريب المورَّى به، ويراد بهما الشخص؛ وهو المعنى البعيد المطلوب المورَّى عنه، واللازم قوله المنكح. الرَّابع: التورية المهيِّئة: وهي ما وقعت فيها التهيئة للمورَّى به، لا المورى عنه، كقوله: لِلَّهِ عَصْرُ الرَّبِيعِ المُشْتَهَى فَلَكَمْ جَاءَتْ مِنَ السُّحْبِ في آيَاتِهِ زُمَرُ عَصْرٌ بِهِ تَغْتَدِي الأَطْيَارُ صَادِحَةً وَالنَّجْمُ يُزْهِرُ لَمَّا يُوُرِقُ الشَّجَرُ[33] فالنجم يحتمل النبات، وهو المعنى القريب المورى به، وقد ذكر له الشجر، ولولا ذكره بَعْدُ ما تنبه السامع للنبات، ولكن بذكره [23أ/23ب] تهيَّأت التورية، ويحتمل الكوكب، وهو المعنى البعيد المورَّى عنه؛ وهو المراد، ولم يذكر له شيء، ومنها: رَاحَتْ ظُعُونُهُمُ تَحْدُو بِكَاعِبَةٍ تَغَارُ مِنْهَا لَدَى الظَّلْمَاءِ أَقْمَارُ ما أَنْجَدُوا بَلْ تَوَلَّوْا مُتْهِمِينَ بِه يَا لَيْتَهُمْ أَنْعَمُوا مِنْ بَعْدِ مَا غَارُوا[34] يُقال لِمَن خيَّم بنجد أنجد، ولِمَن حلَّ بتهامة أتهم، ولمن ارتبع بنعمان أنعم، و لمن ضرب بالغور غار، فقوله: "متهمين" يحتمل دخولهم تهامة، وهو المعنى القريب المورَّى به، ويحتمل التهمة، وهو المعنى البعيد المورَّى عنه؛ وهو المراد، ولو لم يتقدَّم "متهمين ما أنجدوا" ما تهيَّأت التورية في متهمين، ولم يفهم منها إلاَّ معنى التُّهمة، فلمَّا ذكر ما يُفهم منه دخول نجد تهيَّأت التورية في متهمين، وقوله: "غاروا" يحتمل دخوله غورة تهامة، وهو المعنى القريب المورى به، ويحتمل الغيرة أو الإغارة، ولو لم يذكر ما يفهم منه دخولُ نعمان، ما تهيَّأت في "غاروا". ومنها ما تهيَّأت فيه التورية بين لفظين، لولا كلُّ واحد منهما لَمَا تهيَّأت التورية في الآخَرِ، كقوله: مُذْ غَدَا الكَلْبُ صَائِدًا ظَبْيَةَ الحِقْ فِ وَلاقَتْ بَعْدَ النَّعِيمِ نَكَالَهْ قُلْتُ أَيُّ الزَّمَانِ مِثْلُ زَمَانٍ فِيهِ تَلْقَى العَوَّاءَ فَوْقَ الغَزَالَهْ[35] فالعوَّاء يحتمل الكوكب، وهو المعنى القريب المورى به، ويحتمل الكلب، وهو المعنى البعيد المورى عنه؛ وهو المراد، ولولا ذِكْرُه العواء المشترك بين اسم الكوكب والكلب ما فُهِم معنى اسم الغزالة المشترك بين الشمس والحيوان، وكذلك لولا ذِكْر الغزالة ما فُهِم اسم العواء، فلم تتهيَّأ التورية في كلِّ واحد منهما، إلاَّ بذِكْر الآخر. تنبيهات: الأول:أنَّه ليس كلُّ لفظ مشترك بين معنيين يُتصوَّر فيه التورية، وإنما تُتصوَّر حيثُ يكون المعنيان ظاهرين، إلاَّ أنَّ أحدهما أسبقُ إلى الفَهْم من الآخر، وهذا يختلف باختلاف الأماكن والعُرْف، وبحسب اللوازم المبينة والمرشحة. الثاني: [23ب/24أ] التورية المهيِّئة أعمُّ من المجرَّدة؛ لأنَّه كلَّما وُجِدت المهيِّئة وُجِدت المجرَّدة، ولا عكس؛ لأنَّ المجرَّدة قد تكون في لفظ واحد لا يتعلَّق بغيره. الثالث:الفرْق بين اللَّفظ الذي يهيئ، واللَّفظ الذي يرشح أو يبين؛ هو أنَّ اللَّفظ الذي وقعت فيه التهيِّئة، لو لم يذكر لم يكن ثَمَّ تورية، والمرشح والمبين إنَّما هما مقومان للتورية، فلو فُقِدَا لكانت التورية موجودة. الرابع: اللُّغز، والفرق بينه وبين التورية: أنَّ لفظ التورية يكون المعنى المراد منه مدلولاً عليه باللَّفظ؛ حقيقةً كان أو مجازًا، والمعنى المراد من اللُّغز لا يدلُّ عليه اللَّفظ بحقيقة ولا مجاز، ولا يكون من عوارض ذلك اللَّفظ، وإنَّما هو أمر يُدرك بالحدس، وتتفاوت فيه الأفهام بحسب التمرين والاعتياد، فكمْ مَن يكون أقوى النَّاس ذِهنًا، وهو بطيء في استخراجه؛ لقلَّة اعتياده، وكم من هو بالعكس، مأخوذ من اللّغز: وهو الطَّريق الذي يلتوي، ويُشكِل على سالكه، كقوله في كتاب: وَمَا رَوْضَةٌ يَجْنِي اللَّبِيبُ ثِمَارَهَا وَذُو الجَهْلِ مِنْها لا يَنَالُ سِوَى الوَرَقْ زَكَا غَرْسُهَا فِي غَيْرِ أَرْضٍ وَزَهْرُهَا إِذَا مَا سُقِي مَاءً تَمَزَّقَ وانْخرَقْ[36] وقوله في إبرة: سَعَتْ ذَاتُ سَمٍّ فِي قَمِيصِي فَغَادَرَتْ بِهِ أَثَرًا وَاللَّهُ شَافٍ مِنَ السُّمِّ كَسَتْ قَيْصَرًا ثَوْبَ الجَمَالِ وَتُبَّعًا وَكِسْرَى وَعَادَتْ وَهْيَ عَارِيَةُ الجِسْمِ[37] وقوله في الأيام والليالي: وَمَا مُقْبِلاتٌ مُدْبرِاتٌ تَشَابَهَتْ مُفَرَّقَةُ الأَسْمَاءِ واللَّوْنُ وَاحِدُ يُصَادَفُ فِي أَطْوَارِهِنَّ حَلاوَةٌ وَمِنْهُنَّ مُرَّاتٌ وسُخْنٌ وبَارِدُ[38] وقوله في الشمعة: وَرَائِقُ اللَّوْنِ مُسْتَحَبّْ يَجْمَعُ أَوْصَافَ كُلِّ صَبّْ سُهَادُ عَيْنٍ وَسَكْبُ دَمْعٍ وذَوْبُ جِسْمٍ، وَحَرُّ قَلْبْ[39] باب التمثيل[40] وهو أن يريد المتكلِّم معنًى ما، فلا يدلُّ عليه بلفظه الموضوع له، ولا بلفظ قريب من لفظه، بل بلفظ يصلح أن يكون مثالاً للفظ المعنى المراد كقوله [24أ/24ب] - تعالى -: {وَقُضِيَ الأَمْرُ} [هود: 44]؛ أي: هلك مَن قُضي هلاكُه، ونجا مَن قُدِّرت نجاته، وإنَّما عدل عن اللفظ الخاص إلى التمثيل؛ لأمرين: اختصار اللفظ، وكون الهلاك والنجاة كانَا بأمرِ آمرٍ مطاع. ولحديث أمِّ زرع[41] ((زوجي ليل تهامة، فلا حَرٌّ، ولا بَرْدٌ، ولا خامة ولا سآمة))، فإنَّها أرادت وصْفَه بحُسن العِشرة مع نسائه، فعدلت عن لفظ التمثيل؛ لِمَا فيه من الزِّيادة لتمثيلها الممدوحَ بليل تهامة، الذي صِفتُه بأنَّه معتدل، فتضمن ذلك وصف الممدوح باعتدال المزاج المستلزم: حسن الخُلق، وكمال الخَلق، وكمال العقل المنتج لِين الجانب وطِيب المعاشرة، وحذفت أداة التَّشبيه؛ ليقربَ المشبَّه من المشبَّه به، وهذا ممَّا يُبيِّن لك لفظ التمثيل في كونه لا يجيء إلاَّ مقدَّرًا بمثل غالبًا، وكقول الرماح بن ميادة[42]: أَلَمْ أَكُ فِي يُمْنَى يَدَيْكَ جَعَلْتَنِي فَلا تَجْعَلَنِّي بَعْدَهَا فِي شِمَالِكَا[43] أراد أن يقول: ألم أكن قريبًا منك؟! فلا تجعلني بعيدًا عنك، فَعَدل عنه إلى لفظ التمثيل، لِمَا فيه من الزِّيادة في المعنى؛ لِمَا يعطيه لفظتا اليمين والشِّمال من الأوصاف؛ لأنَّ اليمين أشدُّ قوة، معدَّة للطعام والشراب، والأخذ والعطاء، وكل ما شَرُف، والشِّمال بالعكس، واليمين مشتق من اليمن وهو البركة، والشِّمال من الشؤم، فكأنَّه قال: ألم أكن مكرمًا عندك فلا تجعلني مهانًا! وكنت منك في المكان الشريف! فلا تجعلني في الوضيع. ويُلحق بالتمثيل ما خرج مخرج المثل السَّائر، كقوله – تعالى -: {وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88]، {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء: 7]، وكقول النابغة[44]: وَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخَا لا تَلُمُّهُ عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ[45]؟! وقول بشار[46]: فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً ومُجَانِبُهُ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى القَذَى ظَمِئْتَ وَأَيُّ المَاءِ[47] تَصْفُو مَشَارِبُه[48] باب الإفراط في الصفة[49]ويسمى المبالغة[50] وهو أن يُدَّعى [24ب/25أ] لوصف بلوغُه في الشِّدة أو الضعف حدًّا مستحيلاً أو مستبعدًا؛ خوفَ توهُّم السامع أنَّ الموصوف قاصرٌ في تلك الصِّفة. وهي ثلاثة أقسام: تبليغ، وإغراق، وغلو؛ لأنَّ الصفة المبالغ فيها إمَّا أن تمكن عقلاً وعادة؛ وهو التبليغ، أو عقلاً لا عادة؛ وهو الإغراق، أو لا عقلاً ولا عادة؛ وهو الغلو، وأصل الإغراق في الزَّرع، والغلو بعد الرَّمية بالسهم بقدر الإمكان، ولَمَّا كان الخروج من الحقِّ إلى الباطل يشبه خروج هذه الرَّمية عن الحدِّ سُمِّي غلوًّا. وقد اختُلف[51] في المبالغة: فقوم يَرَوْنها من محاسن هذا الفن؛ لقولهم: أحسنُ الشِّعر أكذبُه، وخير الكلام ما بولغ فيه، وقوم يَرَوْنها من عيوب الكلام، ولا يرون من محاسنه إلاَّ ما خرج مخرجَ الصِّدق، واحتجُّوا بقول حسان[52] - رضي الله عنه -: وَإِنَّمَا الشِّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُهُ عَلَى المَجَالِسِ إِنْ كَيْسًا وَإِنْ حُمُقَا وَإِنَّ أَشْعَرَ بَيْتٍ أَنْتَ قَائِلُهُ بَيْتٌ يُقَالَ إِذَا أَنْشَدْتَهُ صَدَقَا[53] وذلك كقول طَرَفة[54]: لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وَثِنْيَاهُ فِي اليَدِ سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً وَيَأتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ[55] والصواب أنَّ المبالغة من المحاسن، لوقوعها في مواضعَ من القرآن، كقوله – تعالى -: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، مع قوله – تعالى -: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8]، وكقوله – سبحانه -: ((كلُّ عمل ابن آدمَ له إلاَّ الصَّوْم، فإنَّه لي وأنا أجزي به))[56]، فهذا لقصد المبالغة في تعظيمه وتشريفه، وإلاَّ فالأعمال كلُّها لله، باعتبار قصد وجهه بها، وللعبد باعتبار ثوابه عليها، فالتبليغ والإغراق مقبولان. فالتبليغ كقوله: وَرَامٍ كَبَدْرٍ حَلَّ بِالقَوْسِ لَمْ يَزَلْ لأَسْهُمِهِ فِي القَلْبِ مِنِّيَ مَوْقِعُ وَأَلْحَاظُهُ مِنْ مُرْسَلاتِ نِبَالِهِ إِلَى مُهَجِ العُشَّاقِ أَمْضَي وَأَسْرَعُ[57] وصف المعشوق الرَّامي بالقوس أنَّ نِبال ألحاظِه أمضى وأسرع إلى مهج عشاقه مِن نِبال قوسه، وهذا غير مستحيل عقلاً وعادةً، في [25أ/25ب] كون اللَّحظ أمضى، وأسرع من مَرِّ السهم. يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (7/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) والإغراق كقوله: وَمِنْ سَقَمِي أَنِّي كَسِلْكِ نِظَامَةٍ لآلئِ دُرٍّ مِن مَوَاقِعِهَا الحَدُّ فالجسم النحيل من فرط المحبَّة، حتى صار كالسِّلك الذي ينظم فيه الدُّرُّ يستحيل عادةً لا عقلاً.فَلَوْ عَطَفَتْ لَيْلَى عَليَّ وَأَنْعَمَتْ بِضَمٍّ لَظَنَّ الجِيدُ أَنِّي لَهُ عِقْدُ[58] والغلو أقسام: مقرون بكاد ونحوها، ومبني على تخييل حسن، وخارج مخرجَ الهزل والخلاعة، وكلُّ ذلك مقبول وسواه لا، كقوله: وَغَادَةٍ رَاحَ ظَبْيُ القَاعِ مُخْتَلِسًا أَلْحَاظَهَا وَسَنَاهَا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ سعيه ليس بممكن عادةً وعقلاً، ولكن لَمَّا قرن بكاد قَبِلَه العقل، وكقوله:فَلَوْ أَمَرَّتْ عَلَى صَخْرٍ أنَامِلَهَا لَكَادَ مِنْ وَجْدِهِ يَسْعَى لَهَا الحَجَرُ[59] لَمَّا سَرَوْا لَيْلاً بِلَيْلَى بَغْتَةً وَأَصَابَنِي سَهْمُ النَّوَى فَتَمَكَّنَا فالتخييل هو تجميد الدَّمع بواسطة نار الغرام، وتشبيه الدَّمع بالدُّر.جَمَّدْتُ مِنْ نَارِ الغَرَامِ مَدَامِعًا لَوْ رُمْتُ مِنْهَا نَظْمَ عِقْدٍ أَمْكَنَا[60] [و][61] كقوله: أَسْكَرُ بِالأَمْسِ إِنْ عَزَمْتُ عَلى الشْ شُرْبِ غَدًا إِنَّ ذَا مِنَ العَجَبِ[62] وكقوله: وَأَخَفْتَ أَهْلَ الشِّرْكِ حَتَّى إِنَّهُ لَتَخَافُكَ النُّطَفُ التي لَمْ تُخْلَقِ[63] وهذا ممتنع عقلاً وعادة.باب حسن التعليل[64] وهو أن يُدَّعى لوصف علَّة مناسبة له، باعتبارٍ لطيف غير حقيقيٍّ، كقوله: وَلَوْ لَمْ تُصَافِحْ رِجْلُهَا صَفْحَةَ الثَّرَى لَمَا كُنْتُ أَدْرِي عِلَّةً لِلتَّيَمُّمِ[65] وقوله: سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ جُعِلَتْ مُصَلًّى وَلِمْ كَانَتْ لَنَا طُهْرًا وَطِيبَا والوصف المعلَّل في هذا الباب أربعة:فَقَالَتْ غَيْرَ نَاطِقَةٍ لأَنِّي حَوَيْتُ لِكْلِّ إِنْسَانٍ حَبِيبَا[66] ثابت خفيُّ العِلَّة، وثابت ظاهرُ العِلَّة، وغير ثابت ممكن، وغير ثابت غير ممكن، كقوله: لَمْ يَحْكِ نَائِلَكَ السَّحَابُ وإِنَّمَا حُمَّتْ بِهِ فَصَبِيبُهَا الرُّحَضَاءُ[67] وقوله: مَا بِهِ قَتْلُ أَعَادِيهِ وَلَكِنْ يَتَّقِي إِخْلافَ مَا تَرْجُو الذِّئَابْ[68] فإنَّ قتل [25ب/26أ] الأعداء في العادة لِدفع مضرَّتِهم، لا لِمَا ذَكَره.وكقول مسلم بن الوليد[69]: يَا وَاشِيًا حَسُنَتْ فِينَا إِسَاءَتُهُ نَجَّى حِذَارُكَ إِنْسَانِي مِنَ الغَرَقِ[70] وقوله: لَوْ لَمْ تَكُنْ نِيَّةُ الجَوْزَاءِ خِدْمَتَهُ لَمَا رَأَيْتَ عَلَيْهَا عِقْدَ مُنْتَطِقِ[71] وأُلحق به ما بُني على الشكِّ، كقول أبي تمَّام: رُبًى شَفَعَتْ رِيحُ الصَّبَا بِنَسِيمِهِا إِلَى الغَيْثِ حَتَّى جَادَهَا وَهْوَ هَامِعُ جعل عِلَّة دوام مطر السَّحاب على هذه الرُّبى كونَ الحبيب دفن تحتها، ومِثْلُ بيت مسلم بن الوليد بيتُ ابن سناء الملك: كَأَنَّ السَّحَابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحْتَهَا حَبِيبًا فَمَا تَرْقَى لَهُنَّ مَدَامِعُ[72] عَلَّمَتْنِي بِهَجْرِهَا الصَّبْرَ عَنْهَا فَهْيَ مَشْكُورَةٌ عَلَى التَّقْبِيحِ[73] وقول القائل: أَعْتَقَنِي سُوءُ مَا صَنَعْتَ مِنَ الرّ رِقِّ فَيَا بَرْدَهَا عَلَى كَبِدِي فَصِرْتُ عَبْدًا للِسُّوءِ فِيكَ وَمَا أَحْسَنَ سُوءٌ قَبْلِي إِلَى أَحَدِ[74] باب تأكيد المدح بما يشبه الذم وبهذا سمَّاه[75] عبدالله بن المعتز؛ لأنَّه لَمَّا كان مبنيًّا على مبالغة المدح قيل تأكيد المدح، ولَمَّا كان بعد الاستثناء يُوهِم الذَّمَّ قيل بما يشبه الذَّم، وهو ضربان: أفضلهما أن تستثني من صفةِ ذمٍّ منفية عن الشيء صفةَ مدح، وكأداة الاستثناء حرفُ الاستدراك، كقول النابغة الذبياني: وَلا عَيْبَ فِيهِم غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ[76] وكقوله: وَمَا لِيَ ذَنْبٌ غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّهُ وَمَا فِيه مِنْ عَيْبٍ سِوَى وَرْدِ خَدِّهِ والثاني: أن تثبت لشيء صفة، ويعقب بأداة استثناء تَليها صفةُ مدح أخرى؛ كقول النابغة الجعدي[78]: وَلا فِيهِ مِنْ شَيْءٍ يَشِينُ صِفَاتِهِ سِوى سِحْرِ عَيْنَيْهِ وَقَامَةِ قَدِّهِ وَلا شَاقَنِي إِلاَّ تَجَنِّيهِ عَامِدًا وَلا ضَرَّنِي إِلاَّ بِتَطُوِيلِ صَدِِّه[77] فَتًى كَمُلَتْ أَخَلاقُهُ غَيْرَ أَنَّهُ جَوَادٌ فَلا يُبْقِي مِنَ المَالِ بَاقِيَا[26أ/26ب] وقوله: فَتًى تَمَّ فِيهِ مَا يَسُرُّ صَدِيقَهُ عَلَى أَنَّ فِيهِ مَا يَسُوءُ الأَعَادِيَا[79] هُوَ البَدْرُ إِلاَّ أَنَّهُ البَحْرُ زَاخِرٌ سِوَى أَنَّهُ الضِّرْغَامُ لَكِنَّهُ الوَبْلُ[80] ومنه[81] تأكيد الذَّمِّ بما يُشبه المدح: وهو قسمان، كما مرَّ نحو: زيد ظالم، إلاَّ أنَّه يُكثر الكذب، ولا خيرَ في زيد، إلاَّ أنَّه يُخلف الوعد، وكقوله: إِذَا شِئْتَ أَنْ تَهوَى تَهَيَّأْ مُصَابِرًا لِعَذْلِ عَذُولٍِ فِي المَحَبَّةِ مَارِقِ ـــــــــــــــــــــــوَوَاشٍ كَكَلْبٍ نَابِحٍ غَيْرَ أَنَّهُ كَذُوْبٌ لَهُ فِعْلٌ كَفِعْلِ المُنَافِقِ[82] * الكناية ليست من البديع الاصطلاحي، وقد أوردها المؤلِّف بالمعنى الذي عرَّفها به ابن أبي الإصبع، انظر: التحرير 143. [1] لا أدري كيف غاب عن المؤلِّف قوله - تعالى -: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2]، فقد جاء لفظ الزِّنا صريحًا!! [2] البيتان من الوافر، وردَا في تحرير التحبير 145 دون عزو، ووصفهما ابن أبي الإصبع، بأنهما لبعض الشعراء يهجو إنسانًا به داء الأسد، فكنى عن ذلك، ورمى أمَّه بالفجور بطريق الكناية، وقد نقل المؤلِّف عبارة ابن أبي الإصبع بعينها. وورد في كتاب الكناية والتعريض للثعالبي (ص: 14) البيت الأول مسبوقًا بقوله: "ومن عويص هذا الباب قول الشاعر لأبي المدبر"، وذكر البيت الأول فحسبُ. [3] من الطويل، ورد دون عزو في البديع لابن المعتز 65، وكذا في تحرير التحبير 145. [4] الأبيات من الوافر، وردت دون عزو في عدد من المصادر منها: الخصائص لابن جني 2/386، وإحكام صنعة الكلام للكلاعي 81، وتحرير التحبير 145، وخزانة الأدب لابن حجة 2/264 - 265، ونسبها البغدادي في خزانة الأدب للأحوص 2/192 - 193، 3/131. وانظر: شرح شواهد المغني للسيوطي 263. [5] نصُّ المؤلف في ذكر مصطلحات التورية مطابقٌ لنصِّ الرعيني في طراز الحلة 447. [6] انظر تعريف التورية في: الاصطلاح عند القزويني في الإيضاح 6/38، والرعيني في طراز الحلة 447. [7] هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري (467 - 538هـ)، عالم باللغة والأدب، من أئمة المعتزلة، خدم الاعتزال في كشَّافه، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 5/168 - 174. [8] انظر قول الزمخشري في: الكشَّاف، وذكره القزويني في الإيضاح 6/40، وانظر: خزانة الأدب لابن حجة الحموي 2/40، والبرهان الكاشف عن إعجاز القرآن 111، والبلاغة القرآنية في كشَّاف الزمخشري 525. [9] انظر: السيرة لابن هشام 3/306 - 307، وفي كتب البلاغة مثل: المثل السائر 3/94، ولم أجده في كتب الحديث التي اطلعت عليها. [10] أبو بكر - رضي الله عنه -. [11] انظر قول أبي بكر - رضي الله عنه - في: صحيح البخاري كتاب المناقب حديث رقم 3621، وانظر: خزانة الأدب لابن حجة 2/41. [12] هو أبو محمد الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي (23ق هـ - 40هـ)، أمير كندة في الجاهلية والإسلام، كان من ذوي الرأي والإقدام، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 1/196 - 197. [13] انظر القول في: تحرير التحبير 268، وجامع العبارات في تحقيق الاستعارات 701. [14] يعني: تلخيص المفتاح للخطيب القزويني، انظر: التلخيص بشرح البرقوقي 359 - 360. [15] الاستشهاد بهذه الآية في باب التورية فيه مخالفة لمعتقد أهل السنة؛ إذ صفة الاستواء ثابتة لله – سبحانه - والخوض في كيفيَّتها مخالف لما عليه أهل السنة الذين يُثبتون الصفة ويُفوضون الكيفية، وقد اعتمد البلاغيون في استشهادهم بهذه الآية على التورية على بيت مجهول القائل ورد فيه الاستواء بمعنى الاستيلاء، وقد أفرد الإمام ابن القيم - يرحمه الله - كتابًا رصَد فيه ما قاله العلماء في معنى الاستواء، مما ينقض صحة استشهاد البلاغيِّين بها، انظر: كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية، وانظر: للمحقق كتاب: المدخل إلى دراسة بلاغة أهل السنة. [16] ممن جعل أقسام التورية أربعة: ابن مالك الرعيني في طراز الحلة 447، 450 - 451. [17] هو أبو الفضل عياض بن موسى اليَحصُبي السبتي (476 - 544هـ)، عالم المغرب، وإمام أهل الحديث في زمنه، له عدد من المؤلفات، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 3/483 - 485. [18] البيتان من البسيط، وانظر: تحرير التحبير 270، والإيضاح 6/41، وخزانة الأدب لابن حجة 2/244. [19] والجدي والحمل مع ما فيهما من التورية فإنَّ كلاًّ منهما يلائم الغزالة بمعنييها، فعلى معنى الشمس فالجدي والحمل كوكبان سماويان، وعلى معنى أنثى الغزال فالجدي ابن الماعز، والحمل ابن الضأن، وما دامَا صالحين للمعنيين، فقد تقابلا فتساقطا. [20] البيتان من الكامل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 35ب. [21] البيتان من المتقارب، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 35ب. [22] البيتان من الوافر، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 36أ. [23] البيتان من الوافر، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 35أ - 35ب. [24] البيتان من الوافر، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 35ب. [25] الثنيات: جمع ثنية، وهي كل عقبة في الجبل مسلوكة معجم البلدان 2/85. [26] العذيب: قيل هو واد لبني تميم، وهو من منازل حاج الكوفة، معجم البلدان 4/92. [27] العقيق: يقول ياقوت الحموي: "العرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه: عقيق، وفي بلاد العرب أربعة أعقة معجم البلدان 4/138، قلت: الشاعر يريد عقيق المدينة، والله أعلم. [28] البيتان من الخفيف، وهما لعمر بن أبي ربيعة، انظر: ديوان عمر بن أبي ربيعة 397، وقد جعلهما المحقِّق من الشعر المنسوب إليه، وانظر: تحرير التحبير 268، وخزانة الأدب لابن حجة 2/249، ونهاية الأرب 7/131. [29] هو أبو الخطاب عمر بن عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي (23 - 93هـ)، شاعر غزل، من طبقة جرير والفرزدق، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء2/557 - 562. [30] هي الثريا بنت علي بن عبدالله بن الحارث بن أمية الأصغر، كانت نهايةً في الحسن، انظر: ترجمتها في: الوافي بالوفيات 11/8. [31] لم أقف على ترجمة لسهيل. [32] المقصود بأحد العشرة هو الأب عبدالرحمن بن عوف الصحابي الجليل. [33] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 36أ. [34] البيتان أيضًا من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 36أ. [35] البيتان من الخفيف، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 36ب. [36] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 37أ. [37] البيتان من الطويل، وهما لأبي العلاء المعري، انظر: خزانة الأدب لابن حجة 2/342، وشرح عقود الجمان للسيوطي 137، ونفحات الأزهار 231، وإقامة الحجة 63. [38] البيتان من الطويل، لم أتمكن من معرفة قائلهما. [39] البيتان من الأوزان المستحدثة، ولم أستطع معرفة قائلهما. [40] جعل التمثيل من البديع متابعًا ابن أبي الإصبع؛ إذ نقل تعريفه له، انظر: التحرير 214، وهو قريب من مفهوم قدامة، والتمثيل عند متأخري البلاغيين يطلق على التشبيه التمثيلي، كما هو عند عبدالقاهر، والسكاكي والقزويني، أو يطلق على نوع من الاستعارة، كما هو عند ابن رشيق في العمدة. [41] هذا جزء من حديث أم زرع، وما ذكره المؤلف هو قول المرأة الرابعة، والحديث متفق عليه، انظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان 3/144 - 151 ورقمه 1590، وقد نقله المؤلف عن ابن أبي الإصبع في التحرير 214، مع اشتغاله بعلم الحديث! [42] هو الرماح بن أبرد بن ثوبان المري (149هـ)، اشتهر بنسبته إلى أمِّه ميادة، شاعر رقيق، وفد على عدد من الخلفاء ومدحهم، انظر ترجمته في: معجم الأدباء 11/143 - 148. [43] من الطويل، انظر: شعر ابن ميادة، 182 والرواية فيه مختلفة قليلاً، وانظر: نقد الشعر 59، وكتاب الصناعتين 355، وسر الفصاحة 273، وتحرير التحبير 215. [44] هو أبو أمامة زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني (18 ق هـ)، شاعر جاهلي، كان مشهورًا باعتذارياته للنعمان، وكان يحكم بين الشعراء في سوق عكاظ، انظر: ترجمته في الشعر والشعراء 1/163 - 179. [45] من الطويل، انظر: ديوان النابغة الذبياني (شرح محمد الطاهر بن عاشور) 56، وانظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/178، وكتاب الصناعتين 57، وتحرير التحبير 218، والطراز 3/113، والإيضاح 6/143، ومعاهد التنصيص1/358. [46] هو أبو معاذ بشار بن برد العقيلي (95 - 167هـ)، أشعر المولدين، أدرك الدولتين الأموية والعباسية، انظر: ترجمته في الشعر والشعراء 2/771 - 764. [47] في النسختين (الماء)، وفي الديوان، وتحرير التحبير (الناس). [48] البيتان من الطويل، انظر: ديوان بشار 1/309، وانظر: تحرير التحبير 218. [49] يلحظ أنَّ المؤلف اختار الإفراط بالصِّفة؛ إذ جعله عنوانًا، وجعل المبالغة مصطلحًا ثانيًا، ولعله بذلك يتابع ابن أبي الإصبع، مع العلم أنَّه لم يعتمد عليه كثيرًا في هذا الباب، وسيعود المؤلف لاستعمال مصطلح المبالغة، ربما بسبب شيوعه وكونه مختصرًا. [50] انظر مصطلح المبالغة عند الرماني في: النكت في إعجاز القرآن 104، وابن رشيق في العمدة 1/649 - 654، والقزويني في الإيضاح 6/60. [51] اعتمد المؤلف في عرضه للاختلاف في المبالغة على ما ذكره ابن أبي الإصبع في التحرير 147 - 150، وانظر: العمدة لابن رشيق 1/649 - 654، وخزانة الأدب لابن حجة 2/7 - 11، وأنوار الربيع 4/207 - 318. [52] هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري (54هـ) صحابي جليل، وشاعر النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الشعراء المخضرمين، أثنى الأصمعي على شعره في الجاهلية والإسلام، انظر: الشعر والشعراء 1/311 - 314. [53] البيتان من البسيط، انظر: ديوان حسان 292، وانظر: كتاب الصناعتين 239، وتحرير التحبير 150، وخزانة الأدب لابن حجة 2/7 - 8. [54] هو طرفة بن العبد بن سفيان البكري الوائلي (60 ق هـ)، شاعر جاهلي من شعراء المعلَّقات، مات وهو ابن ست وعشرين سنة، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء 1/191 - 220. [55] البيتان من الطويل، وهما من معلقة طرفة، انظر: شرح القصائد المشهورات لابن النحاس 1/84، 94، وانظر: نقد الشعر 55، وكتاب الصناعتين 274، وتحرير التحبير 149. [56] الحديث متفق عليه، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الصيام، باب فضل الصيام، الجامع الصحيح 2/31، وكذلك أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، انظر: صحيح مسلم بشرح النووي 8/29، ويظهر أنَّ المؤلف نقل الحديث عن تحرير التحبير - كعادته - انظر: التحرير 153؛ [وهو حديث قدسي]. [57] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 43أ. [58] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 43أ. [59] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 43أ. [60] البيتان من الكامل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 43ب. [61] ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، أضيف ليستقيم الكلام. [62] من المنسرح، ورد دون عزو في عدد من المصادر مثل: طراز الحلة 554، والإيضاح للقزويني 6/64، وخزانة الأدب لابن حجة 2/17، وشرح عقود الجمان للسيوطي 123، ومعاهد التنصيص 3/46 وقال العباسي: لا يعرف قائله. ونسبه النابلسي في نفحات الأزهار 203 لأبي نواس، وذكر قبله. أَمُرُّ بِالْكَرْمِ جَنْبَ حَائِطِهَا تَأْخُذُنِي نَشْوَةٌ مِنَ الطَّرَبِ ولم أقف عليه في ديوان أبي نواس.ونسبه ابن معصوم في أنوار الربيع 4/240 لأبي الشكر محمود بن سليمان ابن سعيد الموصلي المعروف بابن المحتسب، وذكر قبله البيت الذي أورده النابلسي. [63] من الكامل، وهو لأبي نواس، انظر: ديوانه (صادر) 452، وانظر: نقد الشعر لقدامة 60، والعمدة لابن رشيق 1/665، والمثل السائر 2/333، والتبيان للطيبي 329، وخزانة الأدب لابن حجة 2/10. [64] أخذ المؤلِّف مصطلح القزويني، ونقل جُلَّ أمثلة ابن أبي الإصبع على التعليل. [65] من الطويل، نسبة ابن أبي الإصبع لأبي القاسم بن هانئ الأندلسي انظر: تحرير التحبير 309 - 310، وتابعه ابن حجة الحموي، انظر: الخزانة: 2/391، ونسبه الرعيني في طراز الحلة 565 لأبي هفان، وانظر: سر الفصاحة 327، والطراز 3/139. [66] البيتان من الوافر، وهما لابن رشيق القيرواني، انظر: تحرير التحبير310، وخزانة الأدب لابن حجة 2/391، وانظر طراز الحلة 565، والطراز 3/139. [67] من الكامل، وهو لأبي الطيب المتنبي، انظر: شرح ديوان المتنبي للعكبري 1/30، وفيه: "لم تحك"، وانظر: الإيضاح 6/68، وطراز الحلة 564. [68] من الرمل، وهو لأبي الطيب المتنبي، انظر: شرح ديوان المتنبي للعكبري 1/134، وانظر: الإيضاح 6/96، وطراز الحلة 564. [69] هو أبو الوليد مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء (208هـ)، المعروف بصريع الغواني، شاعر غزل، يغلب على شعره البديع، فصار قدوة للشعراء فيه، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء 2/836 - 846. [70] من البسيط، انظر: شرح ديوان صريع الغواني 328، وانظر: تحرير التحبير 311، وطراز الحلة 573، والتبيان للطيبي 322، والإيضاح 6/27، ومعاهد التنصيص 3/54. [71] من البسيط، ورد غير معزو في طراز الحلة 575، ونسبه التفتازاني للخطيب القزويني، فقال: "هذا البيت للمصنف، وقد وَجد بيتًا فارسيًّا في هذا المعنى فترجمه"، انظر: المطول 437، وهذا غير صحيح؛ لأن عبدالقاهر ذكره في أسرار البلاغة 278، ووصفه بأنَّه ترجمة لبيت فارسي. وهو توهُّم من التفتازاني؛ إذ كيف ينسب للخطيب القزويني المتوفى (739هـ)، وقد ذكره عبدالقاهر المتوفى سنة (471هـ)؟! [72] البيتان من الطويل، انظر: ديوان أبي تمام 4/580 - 581، وقد جاء في الديوان البيت الثاني مقدَّمًا على البيت الأول، وانظر: تحرير التحبير 310 - 311. [73] من الخفيف، ولم أقف عليهما في ديوان ابن سناء الملك، وقد صرَّح المحقِّق بحذفه بعض الأبيات المشتملة على الفحش، وانظر: تحرير التحبير 312. [74] البيتان من المنسرح، وردَا غير معزوين في أسرار البلاغة 156، وتحرير التحبير 312 - 313. [75] انظر: البديع لابن المعتز 62. [76] من الطويل، انظر: النابغة حياته وشعره 51، وديوان النابغة (شرح محمد الطاهر بن عاشور) 47، وانظر: البديع لابن المعتز 111، وحلية المحاضرة 1/59، كتاب الصناعتين 408، وتحرير التحبير 133، والتبيان للطيبي 391، والإيضاح 6/76، وخزانة الأدب لابن حجة 2/399، ومعاهد التنصيص 3/107. [77] الأبيات من الطويل، ولم أقف عليها في ديوانه، غير أنِّي وقفت على قصيدة اكْتُفِي بذكر بعض أبياتها على وزنها ورويِّها، يقول في مطلعها: يُعَاتَبُ مَنْ فِي النَّاسِ يُدْعَى بِعَبْدِهِ وَيُقْتَلُ مَنْ بِالقَتْلِ يَرْضَى بِعَمْدِهِ انظر الغزل المطلوب في المحب والمحبوب لمرعي 12أ.[78] هو أبو ليلى قيس بن عبدالله بن عدس الجعدي العامري (50هـ)، صحابي جليل، وشاعر مبدع، وهو من المعمَّرين، كان ممن هجر الأوثان في الجاهلية، ونهى عن شرب الخمر، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء 1/295 - 302. [79] البيتان من الطويل، انظر: شعر النابغة الجعدي 173 - 174، وانظر: البديع لابن المعتز 111، وكتاب الصناعتين 338، ونسبه في موضع آخر 408 لجندل الفزاري، وانظر: تحرير التحبير 133، والتبيان للطيبي 391. [80] من الطويل، ورد دون عزو في شرح عقود الجمان للسيوطي 126، وهو لأبي الفضل بديع الزمان الهمداني يمدح خلف بن أحمد السجستاني، انظر: الإيضاح للقزويني 6/77، ومعاهد التنصيص 3/111، وانظر: نفحات الأزهار 69. [81] لم يفرده بباب كما في فعل في تأكيد المدح، ولعلَّه يراه تابعًا له. [82] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 47أ. |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (7/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) باب القول بالموجِب ويسمَّى[1] الاستدراك؛ وهو تخصيص الصِّفة بعد أن كان ظاهرها العموم، وبكسر الجيم؛ لأنَّ المرادَ به الصِّفة الموجِبة للحكم، فهو اسم فاعل، ويحتمل فتح الجيم إنْ أُريد به الحُكم الذي أوجبته الصِّفة، وهو من محسِّنات الكلام، كقوله: وَإِخْوَانٍ تَخِذْتُهُمُ دُرُوعًا فَكَانُوهَا وَلَكِنْ لِلأَعَادِي وكقوله في مَن أودعت عنده وديعة، فادَّعى ضياعها:وَخِلْتُهُمُ سِهَامًا صَائِبَاتٍ فَكَانُوهَا وَلَكِنْ فِي فُؤَادِي وَقَالُوا قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوبٌ وَقَدْ صَدَقُوا وَلَكِنْ مِنْ وِدَادِي[2] إِنْ قَالَ قَدْ ضَاعَتْ فَيَصْدُقُ أَنَّهَا ضَاعَتْ ولَكِنْ مِنْكَ يَعْنِي لَوْ تَعِي والقَسَم والدُّعاء من المحسِّنات للكلام، كقول ابن المعتز:أَوْ قَالَ قَدْ وَقَعَتْ فَيَصْدُقُ أَنَّها وَقَعَتْ وَلَكِنْ مِنْهُ أَحْسَنَ مَوْقِعِ[3] لا وَالَّذِي سَلَّ مِنْ جَفْنَيْهِ سَيْفَ رَدًى قُدَّتْ لَهُ مِنْ غَدَائِرٍ حَمَائِلُهُ وكقوله:مَا صَارَمَتْ مُقْلَتِي دَمْعًا وَلا وَصَلَتْ غُمْضًا وَلا سَالَمَتْ قَلْبِي بَلابِلُهُ[4] جَنَى وَتَجَنَّى وَالفُؤَادُ يُطِيعُهُ فَلا ذَاقَ مَنْ يَجْنِي عَلَيَّ كَمَا يَجْنِي وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي كَعَيْنِي وَمَسْمَعِي فَلا نَظَرَتْ عَيْنِي وَلا سَمِعَتْ أُذْنِي[5] باب تجاهل العارف ويسمَّى[6] الإعنات، وهو أن يسأل المتكلِّم عن شيءٍ يعرِفُه سؤالَ مَن لا يعرفه تَجاهُلاً منه؛ للمبالغة في مدْح، أو ذم، أو تعظيم، أو تحقير، أو تدله، كقوله: غَزَانِي بِلَحْظَيْهِ وَلِينِ قَوَامِه وَأَسْكَرَنِي مِنْ مَرْشَفَيْهِ رَحِيقُهُ[26ب/27أ] وقوله:فَحِرْتُ فَلا أَدْرِي أَرُمْحٌ قَوَامُهُ أَمِ السَّيْفُ عَيْنَاهُ أَمِ الخَمْرُ رِيقُهُ[7]؟! وَإِنِّي لَسْتُ أَدْرِي مِنْ غَرَامِي أَإِنْسَانٌ عَذُولِي أَمْ حِمَارُ[8]؟!! وقوله: بَدَا فَرَاعَ فَؤَادِي حُسْنُ صُورَتِهِ فَقُلْتُ هَلْ مَلِكٌ ذَا الشَّخْصُ أَمْ مَلَكُ[9]؟! وقوله: وَمَا أَدْرِي وَلَسْتُ إِخَالُ أَدْرِي أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ[10]؟! وقوله: بِاللَّهِ يَا ظَبَيَاتِ القَاعِ قُلْنَ لَنَا لَيْلايَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلَى مِنَ البَشَرِ[11]؟! باب المذهب الكلامي وهو أن يأتي البليغ على صِحَّة دعواه، وإبطال دعوى خصمِه بحجَّةٍ قاطعة، على طريقة أهل الكلام، كقوله: بِرُوحِيَ خَوْدٌ يُخْجِلُ الغُصْنَ قَدُّهَا كَظَبْي المُصَلَّى لَفْتَةً وَنِفَارَا أي: لكنَّها صيَّرتْ الظلام نهارًا، فينتج أنَّها أبهى من الشمس.وَلَوْ لَمْ تَكُنْ أَبْهَى مِنَ الشَّمْسِ بَهْجَةً لَمَا صَيَّرَتْ جُنْحَ الظَّلامِ نَهَارَا[12] وقول ابن المعتز: كَيْفَ لا يَخْضَرُّ عَارِضُهُ وَمِيَاهُ الحُسْنِ تَسْقِيهِ[13]؟! أي: لكن مياه الحُسن تسقيه، فكيف لا يخضر، وفي التنزيل: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]؛ أي: لكنَّهما لم تفسدَا، فليس فيهما آلهة إلاَّ الله.وقال الفرزدق[14]: لِكُلِّّ امْرِئٍ نَفْسَانِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ وَنَفْسٌ يُعَاصِيهَا الفَتَى وَيُطِيعُهَا أي: إذا أَمَرتْك الأمَّارة بترك النَّدى، شفعت إليها المطمئنَّة في النَّدى فقبلت، فأنت أكرم النَّاس.وَنَفْسُكَ مِنْ نَفْسَيْكَ تَشْفَعُ للِنَّدَى إِذَا قَلَّ مِنْ أَحْرَارِهِنَّ شَفِيعُهَا[15] باب التجريد وهو أن يَنزع من أمرٍ ذي صفة آخرَ مثلَه فيها؛ مبالغةً في كمالها فيه، نحو: لي من فلان صديق حميم؛ أي: بلغ من الصداقة حدًّا صحَّ معه أن يستخلص منه آخرَ مثله فيها، وكقولهم: لئن سألتَ فلانًا لتسألنَّ به البحر، بالغَ في اتِّصافه بالسَّماحة، حتَّى انتزع منه بحرًا في السماحة، وقوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ} [فصلت: 28]؛ أي: في جهنَّم، وهي دار الخلد، ومنه مخاطبة الإنسان نفسه، كقوله: لا خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيهَا وَلا مَالُ[16] وقوله: أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيرَانٍ بِذِي سَلَمِ مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ[17] باب الاستخدام هو أن يُراد بلفظ له معنيان أحدُهما [27أ/27ب] ثم بضميره المعنى الآخر، أو يُراد بأحد ضميريه أحدهما، ثم بالآخَرِ الآخرُ، كقوله: إِذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ رَعَيْنَاهُ وَإِنْ كَانُوا غِضَابَا[18] وقول البحتري: فَسَقَى الغَضَى وَالسَّاكِنِيهِ وَإِنْ هُمُ شَبُّوهُ بَيْنَ جَوانِحِي وَضُلُوعِي[19] فالغضى يحتمل الموضع، والشَّجر، والسُّقيا صالحة لهما، وضمير الساكنيه للموضع، وضمير شبوه للشجر.والفرق بينه وبين التورية أنَّ التوريةَ استعمالُ أحد المعنيين من اللَّفظة، وإهمال الآخر، والاستخدام استعمالها معًا. ومنه أن يُؤتى بلفظ له معنيان متوسطًا بين لفظين، يستخدم لكـلٍّ منهما معنـاه، كقـوله - تعالى -: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللَّهُ} [الرعد: 38، 39]، فكتاب يُراد به الوقت، ويُراد به المكتوب، وقد توسَّط بين أجل ويمحو، فباعتبار الأجل يراد به الوقت، وباعتبار يمحو يُراد به المكتوب. ومن أنواع البديع[20] نفي الشيء بإيجابه: وهو أن ينفي ما هو من سبب الشيء، كوصفه والمقصود في الحقيقة نفي ذلك الشيء، نحو: {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273]، نفى الإلحاف والمقصود نفي المسألة ألبتة، قيل: وعليه إجماع المفسِّرين[21]. ونحو: {وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18] نفى طاعة الشَّفيع، والمقصود نفي الشفيع أصلاً، وكقولك لمن تريد أن تسلبه الخير: ما أقل خيرَك، فظاهره يدلُّ على إثبات خير قليل، والمراد نفي الخير: كثيره وقليله. والسلب والإيجاب: وهو أن يثبت الشيء من جهة، ويُنْفَى من جهة أخرى نحو: {فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]، ونحو: وَالعَاذِلُونَ بِإِيجَابِ المَلامِ غَلَوْا وَمَا غَلَوْا قِيمَةً مِنْ سَلْبِ ذَوْقِهِمُ[22] أثبت غلوَّهم إلى تجاوزهم الحدَّ من جهة اللوم، ونفاه من جهة قيمتهم وقَدرِهم.والترشيح: وهو لفظ يذكر لتهيئةِ نوع من البديع: استعارة، أو تورية، و طباقًا أو غير ذلك، كقوله: وُكَلَّمَا نَسَجُوا حَوْكًا بِوَشْيِهِمُ عَنِّي لَهُمْ رَشَّحُوهُ بِاخْتِرَاعِهِمُ[23] فالترشيح هنا في التورية والاستعارة، فالوشْي تورية؛ لأنَّ له معنيين أحدهما الثوب المنمَّق المخطَّط، والثاني الكلام الذي [27ب/28أ] ينقلُه الواشي، وذِكْر النَّسج والحوك الذي هو من لوازم الأوَّل ترشيح له، والنَّسج والحوك استعارةٌ من حقيقته إلى الكلام المنمَّق.الخاتمة قد أحببتُ أن أذكر هنا نصيحةً نافعة، وزبدةً لامعة، وإن كنتُ[24] في ذلك كمَن يصف الدَّواء ولا يستعمله، ويأمر بالمعروف ولا يستَمْثِله، غير أنِّي أنهج الطَّريق، وأحضُّ على التوفيق: ينبغي لك أيُّها الناظم والناثر أن لا تُكرِه الخاطرَ على وزن مخصوص، ورويٍّ مقصود، وتوخَّ الكلام الجزل دون الرَّذْل[25]، والسَّهْل دون الصَّعب، والعَذْب دون المستكرَه، والمستحسن دون المستهجَن، واجعل الألفاظَ جزلةً فصيحة، وعربيَّةً سمحة فسيحة، تحكي سلاستها رقَّة الماء، وصفوة الهواء، ولا تعمل نظمًا ولا نثْرًا عندَ الملل والضَّجَر؛ فإنَّ الخواطِرَ ينابيعُ إذا رُفق بها جمعت، وإذا عنِّف عليها نزحتْ، واكتب كلَّ معنًى يسنح، وقيِّدْ كلَّ فائدة تعرض؛ فإنَّ نتائج الأفكار تعرض كلمحِ البرق ولمحة الطَّرْف، والترنُّم بالشعر ربما يُعين عليه. وعن الفرزدق أنَّه قال: لقد يمر عليَّ الزمن وإنَّ قلْع ضرس من أضراسي لأهونُ عليَّ من أن أقول بيتًا واحدًا من الشِّعر[26]، وإيَّاك وتعقيدَ المعاني وتقعيرَ الألفاظ، واعمل في أحبِّ الأغراض إليك، وفيما وافق طبعَك؛ فالنفوس تُعطي على الرَّغبة ما لا تُعطي على الرَّهبة، وأشعر القصيدة أوَّلاً، ونقِّحْها ثانيًا، وكرِّر التَّنقيح، وعاود التَّهذيب، فقد كان الحطيئة[27] يعمل القصيدةَ في شهرين ويُنقِّحها في شهرين اقتداءً بزهير[28]، فإنَّه كان راويتَه، وقد كان زهير يعمل القصيدةَ في شهر واحد، وينقِّحها في حَوْل كامل، حتَّى قيل لشعره: المنقَّح الحَولي. وعن البحتري[29] أنَّه قال: "كنتُ في حداثتي أروم الشِّعر، وكنتُ أرْجِع فيه إلى طبعٍ سليم، ولَم أكن وقفتُ على [28أ/28ب] تسهيل مأخذه، فقصدتُ أبا تمَّام[30]، فقال لي: يا أبا عُبادة، تخيَّرِ الأوقات وأنت قليل الهموم، صِفر من الغموم، واخترْ وقت السَّحَر؛ فإنَّ النفس قد تكون أخذتْ حظَّها من الرَّاحة، وقسْطها من النوم، وخفَّ عنها ثقلُ الغذاء، وصَفَا من أكثر الأبخرة والأدخنة جسمُ الهواء، ورقَّت النَّسائم، وتغنَّت الحمائم. وتغنَّ بالشِّعر واجتهد في إيضاح معانيه، فإن أردتَ النسيب، فاجعل اللَّفظ رقيقًا والمعنى رشيقًا، وأكثِر فيه من بيان الصَّبابة، وتوجُّع الكآبة، وقلق الأشواق، ولوعة الفراق، والتعلُّل باستنشاق النسائم، وغناء الحمائم، والبروق اللامعة، والنجوم الطَّالعة، والتبرُّم بالعذَّال والعواذِل، والوقوف على الطَّلل الماحل. وإذا أخذتَ في مدح سيِّد ذي أياد، فأشْهِرْ مناقبَه، وأظهر مناسبه، وأَبِنْ معالمَه، وشرِّف مقاومه، وأرْهِفْ من عزائمه، ورغِّب في مكارمه، وتقاصَّ المعاني، واحذرِ المجهول منها، وإيَّاك أن يشين شعرك بالعبارة الرزيَّة، والألفاظ الوحشيَّة، وناسبْ بين الألفاظ والمعاني في تأليف الكلام، وكن كأنَّك خيَّاطٌ تقدِّر الثياب على مقادير الأجسام، وإذا عارضكَ الضجر فأرحْ نفسك، ولا تعمل إلا وأنت فارغ القلب، واجعل شهوتك لقول الشِّعر الذَّريعة إلى حُسن نظمِه؛ فإن الشهوة نِعْمَ المعين" انتهى[31]. واعلم أنَّ من النَّاس مَن شِعرُه في البديهة أبدعُ منه في الروِيَّة، ومنهم بالعكس، ومنهم مَن إذا خاطب أبْدع، وإذا كاتبَ قصَّر، ومنهم بضدِّ ذلك، وقد يبرز الشَّاعر في معنى من معاني مقاصد الشِّعر دون غيره،؛ ولهذا قيل: أشعر النَّاس: امرؤ القيس إذا ركب، وزهيرٌ إذا رَغِب، والنابغة إذا رَهِب، وعنترة[32] إذا كَلِب[33] والأعشى[34] إذا طَرِب[35]، واحذر[36] إذا كاتبتَ من الإسراف في الشُّكر؛ فإنَّه يوجِب للكلام ثقلاً، ولا تطلِ الدُّعاء؛ فإنَّه يورث مللاً، ولا تجعل كلامك مبنيًّا على السَّجع كله، فتظهر عليه الكُلفة [28ب/29أ]، وربَّما استدْعى إلى ارتِكاب المعنى السَّاقط، واللَّفظ النازل، بلِ اصرفْ كلَّ النظر إلى تجويد الألفاظ وصِحَّة المعاني، واجتهد في تقويم المباني. فإن جاء الكلام مسْجوعًا عفوًا من غير قصْد، وتشابهت مقاطعه من غير [كسب][37] فهو غاية المراد، وإن عزَّ ذلك فاترُكْه، فقد كان المتقدِّمون لا يحتفلون بالسجع جملة، ولا يقصدونه بتة إلاَّ ما أتت به الفصاحة في أثناء الكلام، واتَّفق من غير قصد، وإنَّما كانت كلماتُهم متوازنة، وألفاظُهم متناسبة، ومعانيهم ناصعة، وعبارتُهم رائقة، وفصولُهم متقابلة، وجمل كلامهم متماثلة، وتلك طريقة أمير المؤمنين علي، ومَن اقتفى أثرَه كابن المقفَّع[38]، وسهل بن هارون[39]، وإبراهيم بن العباس[40] والحسن بن سهل[41]، وعمرو بن مسعدة[42]، وأبي عثمان الجاحظ[43]. ولا تجعلْ كلَّ الكلام شريفًا عاليًا، ولا وضيعًا نازلاً، بل فصِّله تفصيل العقود؛ فإنْ العقد إذا كان كله نفيسًا لا يظهر حسن فرائده[44]. واعلم أنَّ الألفاظ أشباح، والمعاني أرواح لا تقوم إلاَّ بقيامها، ولا تنتظم إلاَّ بنظامها، والمعنى الأصيل في اللَّفظ الثقيل بمنزلة الرُّوح الكريمة في النَّفْس اللئيمة تَمَلُّها الأبصار، وتنقبض عنها الأفكار، فإذا قويت الألفاظ فقوِّ المعاني، فإذا أضعفتها فأضعِفْها، واقصدِ القوافي السَّهلة المستحسنة دونَ المستصعبة المستهْجَنة، والأوزان الحلوة المستعملة دون المهجورة الكزَّة، واجعل كلامَك كلَّه كالتوقيعات، وعليك بالمقطَّعات؛ فإنَّها في القلوب أحلى وأكمل، وفي المجالس أشرق وأجْول، ولم تزلِ الأجلاَّء المتقدِّمون يَحمَدون ذلك ويذمُّون ما سواه، قال أحمد بن يوسف الكاتب[45]: دخلت[46] يومًا على المأمون وفي يده كتاب، وهو يعاود قراءتَه تارةً بعد أخرى، فتفكَّرْت في ذلك فالتفتَ إليَّ وقال: يا أحمد، أراك مفكِّرًا، إنَّه لا مكروه في الكتاب، ولكنِّي قرأت فيه كلامًا وجدتُه نظير ما سمعت الرَّشيد - رحِمه الله - يقوله في البلاغة [29أ/29ب]. فإنِّي سمعته يقول: البلاغة التباعُد من الإطالة، والتقرُّب من البغية، والدلالة بالقليل من اللَّفظ على الكثير من المعنى، وما كنت أتوهَّم أنَّ أحدًا يقدِر على ذلك، حتَّى قرأتُ هذا الكتاب، ورمى به إليَّ وقال: هذا كتاب عمرو بن مسعدة[47] إليْنا، قال: فقرأتُه فإذا فيه: كتابي إلى أمير المؤمنين، ومَن قِبَلي من قُوَّاده، وسائر أجناده، في الانقِياد والطَّاعة على أحسنِ ما يكون عليْه طاعةُ جند تأخَّرت أرزاقُهم، وانقياد كافَّةٍ تراخت أُعطياتُهم، فاختلَّت لذلك أحوالُهم، والْتاثَتْ معه أمورهم، فلمَّا قرأتُه قال لي: يا أحمد، إنَّ استحساني لهذا الكلام بعثني على أن أمرْتُ للجُند قِبَله بعطياتهم لسبعة أشهر، وأنا على مجازاة الكاتب بما يستحقُّه محلُّه من صناعته[48]. وفي هذا القدر كفاية لِمَن تدبَّره، والله أعلم[49]. ثَبَت المصادر والمراجع - أ- • ابن دقيق العيد، حياته وديوانه، لعلي صافي حسن، القاهرة، دار المعارف بمصر، د.ت. • أبو العتاهية، أشعاره وأخباره، للدكتور شكري فيصل، دمشق، مكتبة دار الملاح، د.ت. • الإرشاد الكافي على متن الكافي في علمي العروض والقوافي، للسيد محمد الدمنهوري، مصر: مطبعة مصطفى البابي وأولاده، 1344هـ. • أخبار ابن مسعدة الصولي، للدكتور عبدالرحمن بن عثمان الهليل، انظر، مجلة عالم الكتب مج22 (رجب - شوال 1421هـ). • أخبار ضرورة الشعر للمبرد، مخطوط، انظر، مجلة عالم الكتب مج16 ع5. • أسرار البلاغة، لعبدالقاهر الجرجاني، تحقيق محمود محمد شاكر، ط1، جدة: دار المدني، 1412هـ. • الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني، ط1، مطبعة السعادة، 1328هـ. • أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات، لمرعي بن يوسف المقدسي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط1، مؤسسة الرسالة، 1406هـ/1986م. • الإقناع في العروض وتخريج القوافي، للصاحب بن عباد، تحقيق الشيخ/ محمد حسن آل ياسين، ط1، بغداد: منشورات المكتبة العلمية مطبعة المعارف 1960م. • إيضاح المكنون في الذيل على كشْف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لإسماعيل باشا البغدادي، دار الفكر 1402هـ. - ب - • بدائع التفسير (الجامع لتفسير ابن القيم)، جمعه يسري السيد محمد، ط1، دار ابن الجوزي، 1414هـ. • البديع في نقْد الشعر، لأسامة بن منقذ، تحقيق عبد.آ. علي مهنا، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1407هـ. • بديع القرآن، لابن أبي الإصبع المصري، تحقيق الدكتور حنفي محمد شرف، ط2، مصر، دار نهضة. • بغية الوعاة، للسيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط2، دار الفكر، 1399هـ. • البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية، للدكتور محمد محمد أبو موسى، ط2، القاهرة، مكتبة وهبة، 1408هـ. • البيات والتبيين، الجاحظ، تحقيق عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي، د.ت. - ت - • تحقيق باب الاستدراك من خزانة الأدب لابن حجة الحموي، إعداد: حاتم بن راشد العتيبي، بحث مخطوط بإشراف: د/ محمد بن علي الصامل. • تحقيق البرهان في شأن الدخان الذي يشربه النَّاس الآن، لمرعي الحنبلي، تحقيق أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، ط1، الرياض، دار السلف، 1415هـ. • تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، لأبي السعود العمادي، تحقيق عبدالقادر أحمد عطا، الرياض، مكتبة الرياض الحديثة. • تفسير البيضاوي، (أنوار التنزيل وأسرار التأويل)، للقاضي البيضاوي، تحقيق الشيخ عبدالقادر عرفات حسونة، دار الفكر، 1416هـ. • تفسير الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، لابن جرير الطبري، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية، 1412هـ. • تهذيب اللغة، للأزهري، تحقيق يعقوب عبدالنبي، مراجعة محمد علي النجار، القاهرة، الدار العربية للتأليف والترجمة، مطابع سجل العرب. - ج - • الجامع الصحيح، للبخاري، ط1، الطبعة السلفية، 1400هـ. • جامع العبارات في تحقيق الاستعارات، لأحمد مصطفى الطرودي، تحقيق محمد رمضان الجربي، ط1، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع، 1395هـ. • جمهرة خطب العرب، تأليف أحمد زكي صفوت، بيروت، لبنان، المكتبة العلمية، د.ت. - ح - • حدائق السحر في دقائق الشعر، لرشيد الدين الوطواط، نقله إلى العربية إبراهيم الشواربي، ط1، القاهرة، 1364هـ. • الحماسة، لأبي تمام، تحقيق عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1401هـ. - خ - • خزانة الأدب، للبغدادي، تحقيق عبدالسلام هارون، القاهرة، مكتبة الخانجي. • خزانة الأدب، لابن حجة الحموي، شرح عصام شعيّو، ط1، بيروت: دار ومكتبة الهلال، 1987م. • الخصائص، لابن جني: تحقيق محمد علي النجار، بيروت، دار الكتاب العربي، د.ت. • دليل الطالب لنيل المطالب، لمرعي الحنبلي، تحقيق عبدالله عمر البارودي ط1 ، بيروت: مؤسسة الكتاب الثقافية، 1405هـ. • ديوان أبي تمام، بشرح الخطيب التبريزي، تحقيق محمد عبده عزام، مصر، دار المعارف، 1965م. • ديوان أبي الفتح البستي، تحقيق درية الخطيب، ولطفي الصقال، دمشق، مجمع اللغة العربية، 1410هـ. • ديوان ابن حيوس، تحقيق خليل مردم بك، دمشق، المجمع العلمي العربي، المطبعة الهاشمية، د.ت. • ديوان ابن سناء الملك، تحقيق الدكتور/ محمد عبدالحق، بيروت، دار الجيل. د.ت. • ديوان ابن شرف القيرواني، تحقيق الدكتور/ حسن ذكري حسن، مكتبة الكليَّات الأزهرية، د.ت. • ديوان ابن نباتة المصري، نشر محمد القلقيلي، دار إحياء التراث العربي. د.ت. • ديوان ابن هانئ الأندلسي، بيروت، دار صادر، 1384هـ. • ديوان ابن الوردي، تحقيق الدكتور/ أحمد فوزي الهيب ط1 ، الكويت، دار القلم، 1407هـ. • ديوان إسحاق الموصلي، جمع وتحقيق: ماجد أحمد العزي - بغداد، مطبعة الإيمان، 1970م. • ديوان البحتري، تحقيق حسن كامل الصيرفي، ط2، مصر، دار المعارف. • ديوان بشار بن برد، لمحمد الطاهر بن عاشور، علق عليه محمد رفعت فتح الله، ومحمد شوقي أمين، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1369هـ. • ديوان جرير، بشرح محمد بن حبيب، تحقيق الدكتور/ نعمان محمد أمين طه، مصر، دار المعارف، د.ت. • ديوان حسان بن ثابت، تحقيق د/ وليد عرفات، بيروت، دار صادر، 1974م. • ديوان الخنساء، شرحه ثعلب، وحققه د/ أنور أبو سويلم، ط1، الأردن، دار عمار، 1409هـ. • ديوان دعبل بن علي الخزاعي، تحقيق د/ محمد يوسف نجم، بيروت، دار الثقافة، 1962م. • ديوان الصاحب بن عباد، تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، ساعد المجمع العلمي العراقي على نشره، ط1، بغداد، مكتبة النهضة، 1384هـ. • ديوان طرفة بن العبد البكري، مع شرح الأعلم الشنتمري 1901م. • ديوان العرجي، رواية أبي الفتح ابن جني، تحقيق خضر الطائي، ورشيد العبيدي، ط1، بغداد، الشركة الإسلامية للطباعة والنشر، 1375هـ. • ديوان عمر بن أبي ربيعة، تحقيق د/ فايز محمد، ط1، بيروت، 1412هـ. • ديوان الفرزدق، بيروت، دار صادر، 1386هـ. • ديوان كُثيِّر عزَّة، جمع وتحقيق، د. إحسان عباس، بيروت، دار الثقافة، 1391هـ. • ديوان كشاجم، دراسة وشرح وتحقيق الدكتور النبوي عبدالواحد شعلان، ط1، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1417هـ. • ديوان ليلى الأخيلية، جمع وتحقيق: خليل إبراهيم العطية، ط2، بغداد، 1397هـ. • ديوان النابغة الذبياني، جمع وتحقيق وشرح الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الشركة التونسية للنشر، 1976م. • ديوان المعاني، لأبي هلال العسكري، مكتبة القدسي، 1352هـ. يتبع |
رد: القول البديع في علم البديع
القول البديع في علم البديع (8/8) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ) - ز - • زهر الربيع في شواهد البديع، لمحمد بن قرقماس المصري، مخطوط، نسخة مصورة عن دار الكتب الوطنية بتونس برقم 16392، ورقمها في جامعة الملك سعود، ف964، وهذه النسخة كتبها علي بن داود الحنفي سنة 862هـ. - س - • سجع الحمام في حكم الإمام، جمع وشرح: علي الجندي، ومحمد أبي الفضل إبراهيم، ومحمد يوسف المحجوب، بيروت، دار القلم، د. ت. • السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، لمحمد بن عبدالله بن حميد النجدي، تحقيق: بكر بن عبدالله أبو زيد، ود/ عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، ط1، مؤسسة الرسالة، 1416هـ. - ش - • الشافي في علم القوافي، لابن القطاع، تحقيق الأستاذ الدكتور/ صالح بن حسين العايد، دار إشبيليا، 1419هـ. • شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، بيروت، المكتب التجاري للطباعة والنشر. • شرح التلخيص، للبابرتي، تحقيق الدكتور/ محمد مصطفى صوفية، ط1، ليبيا، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، 1392هـ. • شرح حماسة أبي تمام للأعلم الشنتمري، تحقيق د/ علي المعصل حمودان، بيروت، دمشق، دار الفكر المعاصر، ط1، دبي، مطبوعات مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، 1413هـ. • شرح ديوان المتنبي، للعكبري، والمسمَّى (التبيان في شرح الديوان)، تحقيق: مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبدالحفيظ شلبي، بيروت، دار المعرفة (د. ت). • شرح ديوان الهذليين، لأبي سعيد الحسن بن الحسين العسكري، تحقيق: عبدالستار أحمد فراج - مصر، مكتبة دار العروبة. • شرح القصائد المشهورات، لابن النحاس، بيروت، دار الكتب العلمية. • شرح الكافية البديعيَّة، لصفي الدين الحلي، تحقيق الدكتور/ نسيب نشاوي، دمشق، مجمع اللغة العربية، 1402هـ. • شعر الأحوص الأنصاري، تحقيق إبراهيم السامرائي، بغداد، مكتبة الأندلس، 1389هـ. • الشعراء نقادًا، للدكتور عبدالجبار المطلبي، ط1، بغداد، وزارة الثقافة والإعلام، 1986م. • شعر ابن ميادة، جمعه وحققه: د/ حنا جميل حداد، راجعه: قدري الحكيم، دمشق، مجمع اللغة العربية، 1402هـ. • شعر زهير بن أبي سلمى، صنعة الأعلم الشنتمري، تحقيق الدكتور/ فخر الدين قباوة، ط2، حلب: دار القلم العربي، 1393هـ. • شعر عمرو بن معد يكرب، جمع وتحقيق مطاع الطرابيشي، دمشق، مطبوعات مجمع اللغة العربية، 1394هـ. • شعر الكميت بن زيد الأسدي، جمع وتقديم: د/ داود سلوم، بغداد، مكتبة الأندلس، 1966. • شعر مروان بن أبي حفصة، جمع وتحقيق: د/ حسين عطوان، مصر، دار المعارف، د.ت. • شعر النابغة الجعدي، عبدالعزيز رباح، ط1، بيروت، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، 1384هـ. • الشفا في بديع الاكتفا، للنواجي، تحقيق د/ محمود أبو ناجي، ط1، 1408هـ. • الشهادة الزكية في ثناء الأئمَّة على ابن تيمية، لمرعي الحنبلي، تحقيق: د/ نجم عبدالرحمن خلف، دار الفرقان، ط1، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1404هـ. - ص - • صحيح الإمام مسلم بن الحجاج، بشرح الإمام النووي، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، د.ت. • صحيح البخاري، انظر: الجامع الصحيح. • صحيح الجامع الصغير، زياداته (الفتح الكبير) لمحمد ناصر الدين الألباني، ط2، المكتب الإسلامي، 1406هـ. - ط - • طراز الحلة وشفاء الغلة، ابن مالك الرعيني، تحقيق الدكتورة/ رجاء السيد الجوهري، الإسكندرية، مؤسسة الثقافة الجامعية. - ع - • عقود الجمان للسيوطي، شرح عقود الجمان للسيوطي، مصر، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، 1358هـ. • العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، لابن رشيق، تحقيق الدكتور محمد قرقزان، بيروت، دار المعرفة، 1408هـ. • العين، لأبي عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: الدكتور/ مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، ط1، بيروت، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1408هـ. • العيون الغامزة على خبايا الرامزة، للدَّماميني، تحقيق: الحساني حسن عبدالله، القاهرة، مطبعة المدني. د.ت. - غ - • الغزل المطلوب في المحب والمحبوب، لمرعي الكرمي، مخطوط نسخة جامعة الملك سعود برقم 1/322م 1942ف. • الغيث المسجم في شرح لامية العجم، لصلاح الدين الصفدي، ط2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411هـ. - ف - • فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، رقَّم كتبه وأبوابه وأحاديثه محمد فؤاد عبدالباقي، تحقيق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - د.ت. • الفَسْر (شرح ديوان المتنبي) لابن جني، مخطوط مصور عن الأسكوربال، برقم 309، ومنه نسخة مصورة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم 11324. • فوات الوفيات، لمحمد بن شاكر الكتبي، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، دار صادر، د.ت. - ق - • القوافي، لأبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش، تحقيق: عزة حسن، دمشق، 1390هـ. - ك - • الكافي في العروض والقوافي، للخطيب التبريزي، تحقيق: الحساني حسن عبدالله، بيروت: مؤسسة عالم المعرفة، د.ت. • الكتاب، لسيبويه، تحقيق عبدالسلام هارون، القاهرة، مكتبة الخانجي، الرياض، مكتبة الرفاعي. • كشف الخفاء ومزيل الإلباس عمَّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة النَّاس، لإسماعيل بن محمد العجلوني، ط2، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1352هـ. • الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية، لمرعي الحنبلي، تحقيق نجم عبدالرحمن خلف، ط1، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1406هـ. - م - • الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء الصفات، للشمس السلفي الأفغاني، ط1، الطائف، مكتبة الصديق، 1413هـ. • مجمع الأمثال، الميداني، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، ط3، دار الفكر، 1392هـ. • مختصر الدسوقي على مختصر المعاني، للحاج علي الأقشهري، ط4، منشورات شكوري، 1409هـ. • مختصر القوافي، لأبي الفتح عثمان بن جني، تحقيق الدكتور/ حسن شاذلي فرهود، ط2، الرياض، دار المعارف السعودية، 1397هـ. • مسبوك الذهب في فضل العرب على شرف النسب، لمرعي الحنبلي، تحقيق د/ نجم عبدالرحمن خلف، ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 1411هـ. • المطول على التلخيص، للتفتازاني، مطبعة أحمد كامل، 1330هـ. • معاني القرآن، للفراء، ط2، بيروت، عالم الكتب، 1980م. • معجم البلدان، لياقوت الحموي، بيروت، دار صادر، ودار بيروت، 1404هـ. • المعجم المفصَّل في شواهد اللغة العربية، للدكتور إميل بديع يعقوب، ط1، دار الكتب العلمية، 1417هـ. • المعيار في أوزان الأشعار للشنتريني، تحقيق وشرح: محمد رضوان الداية، ط3، مكتبة دار الملاح، 1400هـ. • معيار النظَّار في علوم الأشعار، للزنجالي، تحقيق د/ محمد المرزوق الخفاجي، القاهرة، دار المعارف، د.ت. • مفتاح العلوم، لأبي يعقوب السكاكي، ضبط وشرح: نعيم زرزور، ط1، دار الكتب العلمية، 1403هـ. • مفتاح دار السعادة، لطاش كبرى زادة، مراجعة وتحقيق: كامل محمد بكري، وعبدالوهاب أبو النور، دار الكتب الحديثة (د.ت). • المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، للسخاوي، تصحيح وتعليق عبدالله محمد الصديق، ط1، دار الكتب العلمية، 14.7هـ. • مقامات الحريري، للحريري، ط1، دار الكتب العلمية، 1413هـ. • المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، لابن مفلح، تحقيق: الدكتور/ عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 1410هـ. • المنزع البديع، للسجلماسي، تحقيق علال الفاسي، ط1، الرِّباط، المغرب، مكتبة المعارف، 1402هـ. - ن - • نضرة الإغريض في نصرة القريض، للمظفر العلوي، تحقيق الدكتورة/ نهى عارف الحسن، ط2، بيروت، دار صادر، 1416هـ. • نظم البديع في مدح الشَّفيع، للسيوطي، مخطوط في مكتبة جامعة الملك سعود، برقم 590م خ. • النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل للعامري، تحقيق محمد مطيع الحافظ، ونظار أباظة، دار الفكر، 1402هـ. • نفحة الريحانة ورشحة طلا ألحانه، لمحمد أمين المحبي، تحقيق عبدالفتاح الحلو، ط1، دار إحياء الكتب العربية، 1387هـ. • النكت في إعجاز القرآن، للرماني، (ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)، تحقيق محمد خلف الله، د/ محمد زغلول سلام، ط3، مصر، دار المعارف. • نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز، لفخر الدين الرازي، تحقيق الدكتور/ بكري الشيخ أمين، ط1، بيروت، دار العلم للملايين، 1985م. - و - • الوافي بالوفيات، لصلاح الدين الصفدي، المعهد الألماني للمنشورات الشرقية، دار صادر، 1411هـ. • الوافي في العروض والقوافي للتبريزي، انظر: الكافي. • وفيات الأعيان، لابن خلكان، تحقيق الدكتور/ إحسان عباس، بيروت، دار صادر. - ي - • يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، لأبي منصور الثعالبي، تحقيق الدكتور/ مفيد قميحة، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403هـ. ــــــــــــــــــــــ [1] الذي جعل المؤلِّف يقول إنَّه يُسمَّى الاستدراك أنَّ ابن أبي الإصبع في التحرير 599، ذكر أنَّ بعض شواهد القول بالموجب مرَّت في باب الاستدراك، والمصطلح الذي قد يطلق على القول بالموجب هو الأسلوب الحكيم، والمصطلح الذي يتداخل مع القَول بالموجَب هو التعطُّف، وليس الاستدراك. [2] الأبيات من الوافر، وردت في عدد من المصادر دون عزو، مثل البديع في نقد الشعر لابن منقذ 70، والإيضاح 6/89، وخزانة الأدب لابن حجة 1/146، ونفحات الأزهار 97، وهي لابن الرومي، انظر: ديوانه 2/305، وعزاها ياقوت في إرشاد الأريب 14/94 إلى عليِّ بن فضال المجاشعي. [3] البيتان من الكامل، وردَا دون عزو في عدد من المصادر، مثل تحرير التحبير 599، ونسبهما ابن حجَّة في خزانته 1/146 لابن دويدة المغربي، وكذا فعل العباسي في معاهد التنصيص 3/185، وابن معصوم في أنوار الربيع 1/389 نقلاً عن ابن أبي الإصبع، ونسبهما النَّابلسي في نفحات الأزْهار لابن دريد المعري، انظر: نفحات الأزهار 97، وربَّما حصل تصحيف في الاسم. ولعلَّه ابن الدويدة المعري، وهو إمَّا أن يكون أبا الحسين أحمد بن محمد بن الدويدة، أو والده محمد بن الدويدة، وقد رجَّح حاتم بن رشاد العتيبي في تحقيقه لباب الاستدراك من خزانة الأدب لابن حجة ص34 أنَّه لأبي الحسين محتجًّا بما ورد في دمية القصر 1/153، وخريدة القصر 2/53 من هجائه لبعض القضاة! [4] البيتان من البسيط، ولم أعْثُر عليهما في ديوان ابن المعتز. [5] البيتان من الطويل، ولم أوفَّق لمعرفة قائلهما. [6] ذكر ابن أبي الإصبع: أنَّ ابن المعتز سمَّاه الإعنات، انظر: التحرير 135، والحق أن الإعنات لم يرد مصطلحًا عند ابن المعتز لمثل هذا النَّوع، وإنما جاءت كلمة إعنات في وصْف نوع من البديع؛ هو ما يعرف بلزوم ما لا يلزم، حيث قال عنه ابن المعتز: "إعنات الشَّاعر نفسه في القوافي" انظر: البديع 74. [7] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 49ب. [8] من الوافر، ورد دون عزو في نفحات الأزهار 43، وهو لابن قرقماس، وقبله: وَلِي هَيْفَا لَهَا شَعْرٌ وَوَجْهٌ كَلَيْلٍ قَدْ بَدَا فِيهَا نَهَارُ انظر: زهر الربيع 49ب.[9] من البسيط، ورد دون عزو في عدد من المصادر، مثل: تحرير التحبير 136، وطراز الحلة 619، وخزانة الأدب لابن حجة 1/278، ونسبه النويري في نهاية الأرب 7/123 للبحتري، ووقفت عليه في ديوان البحتري 4/2626، مع الشعر المنسوب إليه. [10] من الوافر، وهو لزهير بن أبي سلمى، انظر: شعر زهير بن أبي سلمى 136، وانظر: تحرير التحبير 136، وطراز الحلة 619، ومعاهد التنصيص 3/165. [11] من البسيط، ذكر العباسي في "معاهد التنصيص" أنَّه اختلف في نسبة هذا البيت، فنُسِب للمجنون، ولذي الرمَّة، وللعرجي، وللحسين بن عبدالله الغزي، قال: ونسبه الباخرزي في "دمية القصر" للكامل الثقفي، ثم عقَّب بقوله: والأكثر على أنَّه للعرجي، انظر: معاهد التنصيص 3/167، ووقفت على قول للبغدادي في "خزانة الأدب" "ثم رأيت الصاغاني قال في العباب: يقولون ما أميلح زيدًا، ولم يصغِّروا من الفعل غيره، وغير قولهم ما أُحيسنه، قال الحسين بن عبدالرحمن العريني: بالله يا ظبيات..." خزانة الأدب للبغدادي 1/98، ونسبه ابن حجة في خزانته للعجري، انظر: خزانة الأدب لابن حجة 1/279. [12] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: زهر الربيع 45أ. [13] من المديد، ورد في معاهد التنصيص 3/49 دون عزو، ونسبه ابن أبي الإصبع لابن المعتز، انظر: التحرير 122، وتبعه المؤلِّف انظر: ديوان ابن المعتز 1/440. [14] هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة التميمي (110هـ)، شاعر متمكن، قيل عن شعره: لولا شعر الفرزدق لذهب ثُلُث اللُّغة، كانت له مناقضات شهيرة مع جرير، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء 1/478 - 489. [15] البيتان من الطويل، انظر: ديوان الفرزدق 1/415، وانظر: تحرير التحبير 121، ومعاهد التنصيص 3/49، ونهاية الأرب 7/114. [16] صدر بيت من البسيط، لأبي الطيب المتنبي، وعَجُزُه. ......... ......... ....... فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ يُسْعِدِ الْحَالُ انظر: شرح ديوان المتنبي للعكبري 3/276، وانظر: التبيان للطيبي 289، ومعاهد التنصيص 3/14.[17] من البسيط، وهو مطلع قصيدة البردة للبوصيري، انظر: ديوان البوصيري 190. [18] من الوافر، ورد في طراز الحلة 489، وخزانة الأدب لابن حجة 1/120 دون عزو، وذكر العباسي في معاهد التنصيص اختلافًا في نسبته، فقال: ذكره غالبُ شارحي التلخيص لجرير، ونسبه المفضل في اختياراته لمعاوية ابن مالك "معود الحكماء"، ثم رجَّح العبَّاسي نسبته إلى معاوية بن مالك مستدلاً بأنَّه ليس في ديوان جرير، انظر: معاهد التنصيص 2/260 - 261. وانظر: المفضَّليات، شرح أحمد شاكر، وعبدالسلام هارون 359، ولم أقف عليه في ديوان جرير. [19] من الكامل، انظر: تحرير التحبير 275، وطراز الحلة 488، وخزانة الأدب 1/120، ومعاهد التنصيص 2/269، ولم أقف عليه في ديوان البحتري. [20] بدأ المؤلِّف يعدد أنواعًا من البديع لم يفرد لها أبوابًا خاصة، ولم يذكر السبب! [21] انظر: معاني القرآن للفراء1/181، وتفسير الطبري 3/100، وتفسير البيضاوي 1/573، وبدائع التفسير لابن القيم 1/434، وتفسير أبي السعود 1/411. [22] من البسيط، وهو للسيوطي في بديعيَّته نظم البديع في مدح الشفيع 3ب. [23] من البسيط، وهو للسيوطي من بديعيته، انظر: النظم البديع في مدح الشفيع 4أ، وانظر أنوار الربيع 6/174. [24] لعله من تواضع العلماء، وجُلُّ ما أورده في هذه الخاتمة أفاده مما ذكره ابن أبي الإصبع في باب التهذيب والتأديب، انظر: تحرير التحبير 401 - 424. [25] الرذل: الرديء، انظر: القاموس المحيط: رذل. [26] انظر قول الفرزدق في: البيان والتبيين للجاحظ 1/130، والعمدة لابن رشيق 1/373، وانظر القول في: تحرير التحبير 413، وانظر: الشعراء نقادًا 158. [27] هو أبو مليكة جرول بن أوس بن مالك العبسي (45هـ)، شاعر مخضرم، اشتهر بشعر الهجاء، سجنه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين هجا الزبرقان بن بدر - رضي الله عنه - فامتنع عن الهجاء في زمن عمر، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء 1/328 - 335. [28] هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني (13ق هـ)، حكيم الشعراء في الجاهلية، من شعراء المعلَّقات، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء 1/143 - 159. [29] انظر وصية أبي تمام في: تحرير التحبير 410 - 411. [30] في التحرير: فقصدت أبا تمام، وانقطعت إليه، واتَّكلت في تعريفه عليه، فكان أوَّل ما قال لي: يا أبا عبادة... التحرير 410. [31] يعني: نصَّ أبي تمام، وقد تصرَّف المؤلف فيما نقل منه؛ لأنَّه ترك بعض الألفاظ والعبارات، انظر: التحرير 410 - 411، وانظر: الوصية في العمدة لابن رشيق 2/749 - 750، وزهر الآداب للحصري 1/152 - 153، ومنهاج البلغاء لحازم 203، وشرح مقامات الحريري للشريشي 1/97. [32] هو عنترة بن شداد بن عمرو العبسي (22ق هـ)، من الشعراء الفرسان في الجاهلية، وهو من شعراء المعلَّقات، كان عزيزَ النفس، شديد البطش بالأعداء، حليمًا عفيفًا، انظر ترجمته في: الشعر والشعراء 1/259 - 260. [33] كَلِب: بمعنى غَضِب، انظر: القاموس المحيط: "كلب". [34] هو أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل الوائلي (7هـ)، من شعراء المعلَّقات في العصر الجاهلي، كان غزير الشعر، يعرف بصنَّاجة العرب، لقب بالأعشى لضعف بصره، انظر: ترجمته في الشعر والشعراء، 1/263 - 272. [35] انظر القول في: العمدة لابن رشيق 1/204، ونسب للفرزدق في كتاب "الشعراء نقادًا" ص101. [36] من قوله: "واحذر..." منقول بنصِّه من التحرير، انظر ص415. [37] في الأصل "كتب"، ولعلها تصحيف، والتصويب من نسخة ب، ومن تحرير التحبير 415. [38] هو عبدالله بن المقفع (106 - 142هـ)، أصله من الفرس، من أشهر الكتاب، ترجم عددًا من الكتب من الفارسية، وإليه ينسب ترجمة كليلة ودمنة، وله عدد من الرسائل، اتهم بالزندقة، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/151 - 155. [39] هو أبو عمرو سهل بن هارون بن راهبون (215هـ)، فارسي الأصل، كاتب بليغ، وهو ممن أجاد الخطابة والشعر والكتابة، وَزَرَ لهارون الرشيد والمأمون، ويقال: إنه كان يتعصَّب للعجم، انظر ترجمته في: معجم الأدباء 11/266 - 267. [40] هو أبو إسحاق إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول (176 - 243هـ)، كاتب العراق في عصره، عمل كاتبًا لعدد من الخلفاء، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/117 - 118. [41] هو أبو محمد الحسن بن سهل بن عبدالله السرخسي (166 - 236هـ)، من الأدباء الفصحاء، اشتهر بالذكاء، وحسن التوقيعات، عمل وزيرًا للمأمون، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/120 - 123. [42] هو أبو الفضل عمرو بن مسعدة بن سعد بن صول الصولي (217هـ)، كان وزيرًا للمأمون، من الكتاب البلغاء، كان مشهورًا برسائله وتوقيعاته، انظر ترجمته في وفيات الأعيان 3/475 - 478. [43] هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء (163 - 255هـ)، من أئمة الأدب، كثير التأليف، معتزلي المعتقد، وهو رئيس الفرقة الجاحظيَّة إحدى فرق المعتزلة، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 3/470 - 475. [44] أسقط المؤلِّف هنا خمسة أسطر من كلام ابن أبي الإصبع انظر: التحرير ص415. [45] هو أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم البغدادي (نحو 340هـ) من فصحاء الكتاب، تولَّى أعمال الديوان في العهد الطولوني، له عدد من الكتب، انظر ترجمته في: معجم الأدباء 5/161 - 183. [46] انظر هذا النص في: تحرير التحبير 422 - 423. [47] هو أبو الفضل عمرو بن مسعدة بن صول، من كتاب الدواوين، برع في الكتابة وكان معتزلي المعتقد، توفي سنة (217هـ) انظر في ترجمته: أخبار ابن مسعدة الصولي للدكتور عبدالرحمن بن عثمان الهليل: مجلة عالم الكتب مج22، ع1 - 2 (رجب شوال) ص11 - 35. [48] انظر: القول في أخبار ابن مسعدة الصولي، للدكتور عبدالرحمن الهليل (ص: 25)، موثقًا من زهر الآداب 837، وكفاية الطالب 217. [49] وجاء في آخر الأصل، وكتبت من خط مؤلفه - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - قال: أنهاه مؤلفه بخطه بالجامع الأزهر في أوساط ربيع الأول عام ثلاثين وألف. |
الساعة الآن : 10:28 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour