كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (1) أ. محمد خير رمضان يوسف بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. هذه كلماتٌ قلتها في طريقِ العلمِ والدعوةِ والإرشاد، أسألُ الله أن ينفعَ بها. • اتبعوا رأي العلماء، فهم ورثة الأنبياء، ولا تتبعوا آراء السفهاء، فإنهم للسوء قرناء. • الدنيا سفينة تحملُ الناسَ على ظهرها، لا تلبثُ أن ترسوَ على شاطئ الآخرة، فمنهم من ينزلُ منها عاريًا، خاليَ الوفاض، لم يحسب حسابَ مستقبله الحقيقي، فيسودُّ وجهه، كما اسودَّ قلبه في الدنيا، ومنهم من يحملُ معه كنوزَ البرِّ وجبالَ الحسنات، فيمشي، وهو يعرفُ دربه، وينظرُ حواليه وهو يبتسم، ومنهم من يشفقُ على نفسه، لا يدري مصيره، ويعرف أنه قصَّرَ وتلهَّى بالدنيا كثيرًا، فتتناوبهُ الآهات، وتلتهمهُ الحسرات، حتى يقضيَ الله فيه.. إنه يوم التغابن. • كنتُ مثلكَ يا بنيّ، ألهو، وأجوبُ الشوارعَ والأزقَّة، وأسهرُ مع الأصدقاء، وما كان أحدٌ ينهاني عن ذلك ويوجِّهني إلى ما هو أرشد منه، ولو تابعتُ العلمَ في فتوَّتي وشبابي، لكان لي شأنٌ آخر... فلا تلمْ أباكَ إذا طلبَ منكَ الجدِّيةَ في شبابك، ونصحكَ بمتابعةِ العلمِ وأهله، فإنه خيرٌ لك، وأرضَى لربِّك، وأنفعُ لمجتمعك. • رحمَ الله امرءًا ابتغى الآخرةَ وعرفَ أنه صائرٌ إليها، ولم ينسَ نصيبهُ من الدنيا ولم يركنْ إليها. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (2) أ. محمد خير رمضان يوسف • لا تنتظرْ سلامًا من مجرم. ولا أمانًا من خائن. ولا عدالة ً من ظالم. ولا رحمةً من عدوّ. ولا محبةً من حاسد. ولا مساعدةً من أنانيّ. ولا نصيحةً من حاقدٍ متربِّص. • أنت حريصٌ على تحسُّس بشَرتك لئلا يتراكمَ عليها الغبار. وحريصٌ على تنظيف جسدكَ لئلا ترتادهُ الهوام. وحريصٌ على غسل فمكَ وتنظيف أسنانك قبل أن تنام. فلمَ لا تكونُ حريصًا على غسل قلبكَ بالاستغفار والتوبة والندم على ما ارتكبتَ من آثام، وقد يكونُ بينها ما يُغضبُ ربَّك، ومع ذلك تنامُ ملءَ جفنيك، وقد تمكَّنَ منكَ طولُ الأمل، وعشَّش الشيطان في قلبك، وفتحَ خيمةً له على بابِ عقلك، وقد يأتيكَ الموتُ وأنتَ نائم، وتلقى ربَّكَ وهو عليك غاضب؟ • لا راحة للمكلومِ إلا ببرءِ جرحه. ولا راحة للمسافر إلا بعودته إلى أهله. ولا راحة للمحبِّ إلا بلقاء محبوبه. ولا راحة للطالب إلا بنجاحه. ولا راحة للشاب إلا بتأمين عمل له. ولا راحة للفتاة إلا بزواجها. ولا راحة للأسرة إلا بالتوافق بين أفرادها. ولا راحة للمعلم إلا بتجاوب الطلبة معه. ولا راحة للتاجر حتى تَنفُقَ بضاعته. ولا راحة للعامل إلا بتأدية حقوقه له. ولا راحة للأديب إلا بنشر نتاجه أو الاستماع لما يلقيه. ولا راحة للعبقري إلا بـ "تفريغ" عبقريته. ولا راحة للمصلح إلا بإيصال كلمته أو تأثير آرائه. ولا راحة للنفس إلا بالإيمان، وتبرئة الذمة من حقوق الناس. ولا راحة للمؤمن إلا بعزَّة دينه. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (3) أ. محمد خير رمضان يوسف • طوبى لمن لم يغترَّ بالمظهر. وتمسَّك بالجوهر. ودفعَ عن نفسه المنكر. ورأى الخيرَ فبدَر. ولم يأبهْ بكلام من أدبرَ واستكبر. • لا حضارةَ بدون علم. ولا علمَ بدون فهم. ولا فهم بدون بيان. ولا بيان بدون تخطيط. ولا تخطيط بدون أكفاء. • لا علمَ إلا بالتعلم. ولا تعلمَ إلا بالمواظبة. ولا مواظبةَ إلا بالصبر. ولا صبرَ إلا بالعزيمة. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (4) أ. محمد خير رمضان يوسف • ما تقولُ في عدوٍّ جميلِ المحيّا. يبتسمُ لك. ويعطيكَ كلامًا معسولاً. ولكنه يسلبُ مالكَ خفية. ويقتلُ أولادكَ سرًّا؟ وما تقولُ في فاتنةٍ تبتزُّكَ بجمالها. وتأخذُ منكَ الأسرار. وتحوِّلُ أموالكَ إلى حسابها؟ وما تقولُ في فضائياتٍ مثيرة. تثيرُ شهوتك. وتسلبُ عقلك. وتقتلُ غيرتك. وتهشمُ نخوتك. وتهدمُ أخلاقك. وتضعفُ دينك؟ إنَّ أعداءكَ لكثُر.. وإنهم لكَ لبالمرصاد.. الأفضلُ أن تتجنَّبَ شرورهم بداية. بصبركَ وعزيمتكَ من تربيتكَ الدينية القويمة. فلن تستطيعَ دفعها كلَّها عن نفسكَ إذا وقعتَ فيها. وقد تنغمسُ معها فتسبَحُ معها في الحياة. وتجدُ معها لذَّة الحرام. فتضيعُ وتهلك.. نسألُ الله العافية من ذلك. فإذا كان الجمالُ مدعاةً للإعجاب. فإنه ليس مقياسًا للخير. ولا منهاجًا للإصلاحِ. ولا طريقًا للنجاة. بل هو فتنةٌ وامتحان. يتبيَّنُ من خلالِ التعاملِ معهُ العاقلُ من المغرور. فالطرقُ الملتويةُ في الحياةِ كثيرة. تعرفُ بعضها وقد لا تعرفُ الكثيرَ منها. ولذلك فإن المسلمَ يدعو في كلِّ صلاةٍ أنْ يهديَهُ الله ويثبِّتَهُ على الطريقِ القويم: ﴿ اهْدِنا الصِّراطَ المـُستَقيم ﴾. فإن هذا عونٌ له على الهداية، والثبات، والنجاة. إنْ شاءَ الله. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (5) أ. محمد خير رمضان يوسف • كلُّ شيءٍ سيفنى في هذه الحياةِ الدنيا. فلا تتشبَّثْ بما هو فان. إلا بقدرِ ما يقضي حاجتك، ويكونُ نافعًا لك. وأكثرِ العملَ لما هو باقٍ من الحياةِ الآخرة. فإنه من دأبِ العقلاء الأسوياء، والمؤمنينَ الأتقياء. • كم هو جميلٌ في هذا الزمان. أن يُرَى الشابُّ مفكِّرًا. وعلى قسَماتِ وجههِ مسحةُ حزن. وفي بريقِ عينيهِ إصرارٌ وعزيمة. وفي حركاتهِ تأنٍّ وخشوع. وكأنهُ يقولُ للدنيا: ماذا تخبِّئينَ لي؟ هل تخطِّطين سوى للمتعةِ والغرور.. وآخرها الموت.. والحساب؟ أما أنا فقد ودَّعتُ حياةَ العبث. وركبتُ جوادَ الجدّ. وعزمتُ على الجهاد. وكفى... • من التزمَ حدَّهُ لم يُتَّهم. • من زادَ في الكلامِ كثرَ ناقدوه. • من كثرتْ شكاويه قلَّ سامعوهُ وإنْ صدق. • من رمى بسهمِ غدرٍ أوشكَ أن يُغرَسَ في صدره. • لا أمانَ إلا بإزالةِ أسبابِ الخوف. • الراحةُ في العافية، وليست في الغنى أو الفقر. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (6) أ. محمد خير رمضان يوسف • إلى متى تلهو يا صغيري، ولا تذكرُ الموتَ والبلى؟ أغرَّتكَ حياةُ الترفِ والنعيم؟ أما تنظرُ حواليك؟ أما ترى أطفالاً رضَّعًا يموتون؟ وفتيانًا في عمرِ الزهورِ يقضون؟ وشبابًا أقوياءَ يغيبون؟ ماتوا فجأةً دونَ وداع.. وكانوا يحلمون مثلك.. ويتخيَّلونَ حياةً طويلةً.. بهيجة.. كنْ مستعدًّا يا ولدي، قبلَ أن يفجأكَ ما لا تريدُ أن تفكرَ فيه. • انظر إلى أصدقائكَ الذين تجالسهم، هل يذكِّرونكَ بالله؟ إذا لم يكونوا كذلك فلا خيرَ فيهم. • مَن ناداهُ أخوهُ فليُجب. • مَن اتكأ على أخيه فليخفِّف. • مَن أودعَ أخاهُ سرًّا فليكنْ أمينَ سرِّه. • مَن رأى في أخيه انحرافًا فليخبرهُ بأدب، وليعالجهُ بحكمة. • منَ أرادَ أن يساعدَ أخاهُ فلا يمنن. • مَن انتظرَ أخاهُ فلا يضجر، فلعلَّ عذرًا حبسه. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (7) أ. محمد خير رمضان يوسف • أحبُّ الكلامِ إلى الله تعالى، كما في الأحاديثِ الصحيحة: "سبحانَ الله وبحمده". "سبحانَ ربي وبحمده". "سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". • إذا رأيتَ شغَبًا. هرجًا ومرجًا. لا يُعرفُ فيه الظالمُ من المظلوم. فلا يدفعنَّكَ حبُّ الاستطلاعِ إلى الدخولِ في وسطهِ لترى ما فيه. لئلا ينالكَ شيءٌ من وباله. بل قفْ على طرَفٍ واعرفْ ما يجري. أو اسألْ ماذا جرى. وتعوَّذْ بالله من الفتن. ما ظهرَ منها وما بطَن. • كلُّ شيءٍ تفعلهُ في هذه الحياةِ الدنيا محسوبٌ لك أو عليك. يعني أنك ستُسألُ عنه وتُحاسَبُ عليه عند ربِّ العالمين. بما سمعتهُ من أمرٍ فما كان موقفكَ منه؟ وبما رأيتهُ بنظركَ من حادثٍ أو موقفٍ فماذا فعلتَ بعدُ؟ وبما عزمتَ عليه بقلبكَ ونفَّذته... فإلى ذلك تشيرُ الآيةُ الكريمةُ بوضوح: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ (جزء من الآية 36 من سورة الإسراء). |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (8) أ. محمد خير رمضان يوسف • لماذا لا يُعطى الناسُ حقوقَهم إلا أن يُقتَلوا؟! لماذا يُقتَلُ عشراتُ الألوفِ ومئاتُ الألوفِ لمنعهم من مطالبةِ حقوقهم؟! إنه الانحرافُ عن الحق. وإنه الظلمُ. والكبرياء، والتسلط، والهمجية! ولا بدَّ أن يُزالَ هؤلاء من سدَّةِ الحُكم. ولو كلَّفَ الناسَ الآلافَ المؤلَّفةَ من الأرواحِ في جهادهم. وإلا فإن الظلمَ لن يُزال. بل سينتشرُ أكثر. ويزيد، ويصيرُ أصنافًا.. ويبقى الناسُ كالعبيد. • إذا خافَ القائدُ العسكريُّ هُزم. • مَن خُدعَ في الحربِ خَسر. • فلابدَّ من مستشارينَ عسكريين. • وخبراءَ حاذقين. • المعنوياتُ القويةُ تعني الإصرارَ على الانتصار. • قهرُ العدوِّ لا يكونُ إلا بمواصلةِ الجهاد. • لا تنزعجْ من "خشونة" أخلاقِ بعضِ المجاهدين، فإنهم في شغلٍ عن فنونِ "الإتيكيت". • ليكنْ في برنامجكَ دقائقُ تحاسبُ فيها نفسك. لتنطلقَ بقوةٍ أكبرَ إذا كنتَ صائبًا. وترجعَ إنْ كنتَ مخطئًا. فإن الرجوعَ إلى الحقّ. خيرٌ من السيرِ في وحلِ الباطل. استشرْ قبلَ أنْ تنطلق. خطِّطْ قبلَ أن تعقدَ العزم. أخلصِ النيةَ لخالقك. وأحسِنْ توكلكَ عليه. الثباتُ على الحقِّ يمنحكَ القوة. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (9) أ. محمد خير رمضان يوسف • قال بعضهم: لا تستترْ تحت الظلام بريبةٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن الذي خلق الظلامَ يراكا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كان الحسن البصري رحمه الله يتمثل بهذا البيت من الشعر: الموتُ بابٌ وكلُّ الناس داخلهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا ليتَ شعري بعد البابِ ما الدارُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif • أيها الإنسان، أنت مخيَّرٌ في هذه الحياة. فإذا ابتغيتَ الخيرَ يسَّرهُ اللهُ لكَ وزادكَ من فضله. وإذا ابتغيتَ الشرَّ فالطريقُ أمامكَ مفتوح. تلجُ فيها متى ما شئت، وتفعلُ من الشرورِ والقبائحِ ما تريد. ولا تقولنَّ يومَ القيامة: يا ربّ، لمَ لمْ تسيِّرني إلى طريقِ الخير. فقد بيَّنَ لكَ الله طريقَ الخيرِ والشرّ. ومنحكَ إرادة الاختيارِ لتكونَ حرًّا. فاخترتَ لنفسِكَ تلكَ الطريقَ بإرادتك. وأنتَ الذي تتحمَّلُ مسؤوليةَ ذلك ونتائجه. ومع ذلك فطريقُ التوبةِ والرجوعُ إلى الصوابِ مفتوحةٌ أمامك. وسيمحو الله خطاياكَ السابقة إذا صدقتَ في توبتك. ولم تعدْ إلى ما كنتَ تفعلهُ سابقًا من شرورٍ وآثام. • العلمُ جذَّاب. والعالمُ المخلصُ الواثقُ من علمهِ يصيرُ جذَّابًا، مهيبًا، ذا جلالة. ولو لم يكنْ جميلَ الصورة، أو مقبولها. فقد كان التابعيُّ الجليلُ عطاءُ بنُ أبي رباحٍ مولًى أسودَ شديدَ السواد، أعورَ، أصلعَ، أفطسَ، أشلَّ، أعرج، ثم عمي! وكان ثقةً فقيهًا عالمـًا كثيرَ الحديث. قصدَهُ طلبةُ العلمِ والعلماءُ من أنحاءِ العالمِ الإسلامي. فكانوا يتحلَّقونَ حولهُ وينهلونَ من علمهِ الجمّ. وقد روى عنه خَلقٌ كثيرٌ حديثَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم خاصة. والفقهَ وغيرَهُ من علومِ الشرع. وقد عُمِّرَ مائةَ عام. وانتهتْ إليه فتوى أهلِ مكة. وما بقيَ على ظهرِ الأرضِ أحدٌ أعلمَ منهُ بمناسكِ الحجِّ في زمانه. ولمـّا قدمَ عبدالله بنُ عمرَ إلى مكة، فسألوه، قال: أتجمعونَ لي يا أهلَ مكةَ المسائلَ وفيكم ابنُ أبي رباح؟ ولمـّا جاء الخليفةُ عبدالملك بن مروان إلى مكة وحواليه الأشرافُ من كلِّ بطن. زارهُ عطاء لينصحه. فقامَ إليه وأجلسهُ معه على السرير. وقعد بين يدي عطاء! وفي عصرنا العلاّمةُ الشيخُ محمد متولي الشعراوي رحمهُ الله مثلاً. لم يكن جميلَ الصورة. ولكنْ كانت تمتدُّ إليه الأعناق. وتشتدُّ إليه العيونُ والقلوبُ بالملايين. ولا تملّ.. إنه العلمُ النورانيُّ المؤيَّدُ من ربِّ الكون. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (10) أ. محمد خير رمضان يوسف • حتى نكرِّسَ في أنفسنا أخوَّتنا لعامَّةِ المسلمين. ونتبرَّأ من العنصريةِ المقيتة. ولا يكونَ أحدُنا ضيِّقَ الأفق. فإنَّ المطلوبَ هو ألاّ نفرِّقَ بين عالمٍ وآخرَ بسببِ موطنه. فلا يتعصَّبُ كلُّ أهلِ بلدٍ لعلماءِ بلده. فإنهُ مسلكٌ منكر. ووجهةٌ منفِّرةٌ لا تناسبُ عالميةَ الإسلام. ولكنْ يؤخَذُ العلمُ من عامَّةِ علماءِ الإسلام. بحسبِ القدرةِ وبحسبِ الإمكان. لنثبتَ لأنفسنا وللآخرينَ أن هذا الدينَ عالميّ. وليسَ وطنيًّا أو عنصريًّا. فلم يخصَّ اللهُ تعالى قبيلةً أو أهلَ بلدٍ بدينه. وإنما هو لأهلِ الأرضِ جميعًا بدونِ تفرقة. ومن فرَّقَ فقد ظلمَ نفسَهُ واعتدى. وأحدثَ في الدينِ وابتدعَ طريقةً مذمومةً تفرِّقُ صفَّ المسلمينَ وتؤذيهم. • التهجمُ على علماءِ الدينِ الإسلامي. لا يكونُ إلا عن جهل، أو نيةٍ خبيثةٍ وحقدٍ على الإسلام. فالعلماءُ هم أولُ مَن يحملونَ همَّ هذا الدين وينشرونه. وهمُ الذينَ بلَّغونا القرآن. وعلَّمونا السنَّة. وفقَّهونا في الدِّين. وبصَّرونا بواجباتنا وحقوقنا كما يريدهُ الإسلام. وحذَّرونا من الغزو الفكريّ. ومن الأحزابِ العلمانية. ومكرِ الأعداء.. والنيلُ منهم خطةٌ قديمةٌ ماكرةٌ من الأعداء. ليوهنوا هذا الدينَ أو يقضوا عليه. وإنَّ القضاءَ عليهم أو استبعادهم من الساحة. يعني استبعادَ الدينِ من الحياة. ويعني أن يُفسحَ المجالُ للجهلاءِ والمتربِّصينَ بالدين من العلمانيينَ والليبراليينَ. الذين يريدونَ أن يقولوا في الإسلامِ ما شاؤوا. ليشوِّهوهُ ويحرِّفوه ويقدِّموهُ دينًا آخرَ للناس. لا نظامَ فيه ولا جهاد. ولا قدسيَّةَ له ولا التزامَ به. ولا فرقَ في ذلك بينهم وبين المتلبِّسين بالإسلامِ من علماءِ السلطةِ ومن لفَّ لفَّهم. الذين لا يهمُّهم سوى إرضاءِ الحاكم. ولو كان فيه غضبُ الربّ. • من بركةِ العلمِ أنهُ لا يُترَكُ طلبهُ والأمَّةُ في سلمٍ أو حرب. وهذا دالٌّ على أهميته. وأنه يُسعَى إليه في كلِّ ظرف. لتبقَى الأمةُ على اتصالٍ دائمٍ بالعلم. اتصالاً وثيقًا ومتتابعًا. وإذا كان المرءُ مشغولاً جدًا. كأنْ يكونَ في عملٍ شاقّ، أو رحلة، أو جهاد. فإنه إذا عادَ سألَ عمّا فاتهُ من أبوابِ العلمِ وفنونه. وتابعَ تعليمه. يقولُ ربُّنا تباركَ وتعالَى:﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122]. أي: وما صلحَ الأمرُ ولا استقامَ أنْ يَخرجَ جميعُ المؤمنينَ إلى الغزو، لأنَّ هناكَ مصالحَ أخرى تتعطَّلُ بذلك، فهلاّ خرجَ مِنْ كلِّ جماعةٍ كبيرةٍ منهم عُصبةٌ تَحصلُ بهمُ الكفاية، ويُقيمُ الباقونَ فيَتعلَّموا أحكامَ الدِّين، وما أُنْزِلَ مِنْ وحي على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فإذا رَجعَ المـجاهدونَ منْ كلِّ قومٍ علَّموهم ما تَعلَّموا، ليَتذكَّروا ويَحذَروا ويَعرِفوا أحكامَ الدِّين، وما أمرَ اللهُ بهِ ونهَى عنه. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (11) أ. محمد خير رمضان يوسف • من سالمَ سَلِم. • من سمَتْ نفسهُ إلى معالي الأمورِ دنَتْ إلى القلوب. • من طلبَ الحقَّ صادفتهُ مصاعب، فإذا تغلَّبَ عليها كان من أهلِ العزم. • هذا عصرُ الباطلِ أكثرَ مما هو عصرُ الحقّ، ونشرُ الحقِّ واجبٌ على كلِّ قادرٍ عليه. • إذا أعنتَ أخاً لكَ على الحقِّ فقد انتصرتَ له. • العبادةُ في الإسلامِ بمكان. لا عذرَ للمسلمِ في تركها. فالصلاةُ مفروضةٌ عليه وإنْ كان في حربٍ وجهاد. ولا تتوقَّفُ وعينٌ فيهِ تطرف. وإن اختلفتْ كيفيَّتُها. مادامَ عاقلاً بالغًا. والصومُ واجبٌ على الغنيِّ والفقير. متقشِّفًا كانَ أو متنعِّمًا. في الحرِّ وفي البرد. والزكاةُ تُعطَى لأصحابها في أوانها في المواسمِ أو عند حوَلانِ الحَول. واجبةٌ مادامَ النصابُ كاملاً. على الغنيِّ والفقير. وعلى الدائنِ والمـَدين. فللناسِ حقوقٌ في مالِكَ أيها المسلمُ ينتظرونها. فإذا لم تعطِ فقد أثمت، ومنعتَ الناسَ حقًّا لهم. والحجُّ فريضةٌ على القادرِ من المسلمين. لا عذرَ لأحدٍ في تركها مادامَ الطريقُ آمنًا. لم يتركها المسلمونَ في سلمٍ أو في حرب. فهي فريضةٌ وكفى. • المثقَّفُ المسلمُ لا يستخدمُ المصطلحاتِ الخاصَّةَ التي يستخدمُها الحداثيونَ والعلمانيونَ والليبراليونَ وأمثالُهم. ولا يقلِّدهم في لغتهم وأسلوبهم. فالمصطلحاتُ الإسلاميةُ كافية وموجودةٌ بكثرة، وشخصيَّةُ المسلمِ معجونةٌ بالإسلام. عصامية. حازمة. لا تقلِّدُ ولا تتشبَّه. فالتقليدُ والتشبُّهُ دليلُ ضَعفٍ وخوَر. ودليلُ شخصيةٍ ضعيفةٍ قلقة. تتقاذفها رياحُ الثقافةِ من أينَ ما أتت. • أقربُ ما يكونُ المرءُ من الشيطانِ وهو سكران. فإنهُ قد يرتكبُ أيةَ جريمةٍ أو فعلٍ فاحش. ويكونُ الفرقُ بينهما، أنَّ أحدَهما واعٍ والآخرَ غيرُ واع. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (12) أ. محمد خير رمضان يوسف • هل تشكُّ في مقولة "فاقدُ الشيءِ لا يعطيه"؟ إنها مقولةٌ صحيحة، ولكنْ سترَى أنها تهتزُّ في هذا العصرِ اهتزازًا قويًّا، فكم مِن جاهلٍ بالإسلامِ يتكلَّمُ باسمه، ويقولُ فيه برأيه؟ وكم من "مثقَّفٍ" ينقدُ نظامهُ وهو لم يقرأ كتابًا واحدًا في السياسةِ الشرعيةِ والأحكامِ السلطانية؟ إذًا ففاقدُ الشيءِ قد يُعطيه!! ولكنْ يُعطي ماذا؟ إنه يُعطي خُرافاتٍ وجهلاً وقبائحَ وظلماتٍ وطامّات، ومن المؤسفُ أن هذا موجودٌ بكثرةٍ كاثرة، في عصرنا هذا، الذي يسمَّى عصرَ العلم! • الذي لم يتشرَّبْ بأحكامِ الدين. ولم يلتزمْ بآدابه، ولم يتربَّ تربيةً إسلامية، لا يُنتظَرُ أنْ يُنتجَ طيِّبًا، ولو كان مسلمًا بالاسم، ولو أعطى يكونُ فيه دخَنٌ كثير. • لأبي العتاهية: نعَى نفسي إليَّ من الليالي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تقلُّبهنَّ حالاً بعد حالِ فما لي لستُ مشغولاً بنفسي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما لي لا أخافُ الموتَ ما لي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لقد أيقنتُ أني غيرُ باقٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولكني أراني لا أُبالي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تعالى الله يا سَلْمَ بنَ عمرٍو http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أذلَّ الحرصُ أعناقَ الرجالِ |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (12) أ. محمد خير رمضان يوسف • هل تشكُّ في مقولة "فاقدُ الشيءِ لا يعطيه"؟ إنها مقولةٌ صحيحة، ولكنْ سترَى أنها تهتزُّ في هذا العصرِ اهتزازًا قويًّا، فكم مِن جاهلٍ بالإسلامِ يتكلَّمُ باسمه، ويقولُ فيه برأيه؟ وكم من "مثقَّفٍ" ينقدُ نظامهُ وهو لم يقرأ كتابًا واحدًا في السياسةِ الشرعيةِ والأحكامِ السلطانية؟ إذًا ففاقدُ الشيءِ قد يُعطيه!! ولكنْ يُعطي ماذا؟ إنه يُعطي خُرافاتٍ وجهلاً وقبائحَ وظلماتٍ وطامّات، ومن المؤسفُ أن هذا موجودٌ بكثرةٍ كاثرة، في عصرنا هذا، الذي يسمَّى عصرَ العلم! • الذي لم يتشرَّبْ بأحكامِ الدين. ولم يلتزمْ بآدابه، ولم يتربَّ تربيةً إسلامية، لا يُنتظَرُ أنْ يُنتجَ طيِّبًا، ولو كان مسلمًا بالاسم، ولو أعطى يكونُ فيه دخَنٌ كثير. • لأبي العتاهية: نعَى نفسي إليَّ من الليالي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تقلُّبهنَّ حالاً بعد حالِ فما لي لستُ مشغولاً بنفسي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما لي لا أخافُ الموتَ ما لي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لقد أيقنتُ أني غيرُ باقٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولكني أراني لا أُبالي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تعالى الله يا سَلْمَ بنَ عمرٍو http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أذلَّ الحرصُ أعناقَ الرجالِ |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (13) أ. محمد خير رمضان يوسف • الذي يأخذُ العلمَ عن العلماءِ يتأدَّبُ بأدبهم، والذي لا يصحبهم ولا يأخذُ عنهم ينبو، وتكونُ هناكَ فراغاتٌ في ثقافته وفي سلوكه. والذي لم يحضرْ مجالسهم لا يعرفُ سرَّ الصفاء، واللذَّةَ التي لا يجدها الأكابر! وإنها لتذكِّرُ بمجالسِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع صحابته! • الذي يمشي سويًّا، لا يهمُّهُ الشغبُ عليه. • الذي لا يجدُ وقتًا فيه فراغ، لا يجدُ المللُ طريقًا إلى نفسه. • عاقبةُ العارِ وخيمةٌ على النفس، وعلى مستقبلِ الشخص. • إذا أضفتَ مبلغًا إلى حسابك، فقد أوجبتً حملاً على نفسك. • لئنْ تبتلعَ جمرًا، خيرٌ لكَ من أن تأكلَ لقمةً من فائدةٍ تسمَّى ربا. • مَن تلذَّذَ بالحرامِ في الدنيا، عوقبَ بألمٍ بالغٍ في الآخرة. • الحركاتُ الإسلاميةُ هي أملُ الأمةِ الإسلامية، مادامتْ ملتزمةً بكتابِ الله تعالى، ومتمسِّكةً بسنَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولا تخرجُ عن إجماعِ المسلمين. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (14) أ. محمد خير رمضان يوسف • إثارةُ المسلمِ شبهاتٍ حولَ دينهِ على الملأ يُثبتُ أن عندهُ شكوكًا، فيصفِّقُ له أعداءُ الدينِ وعلى رأسهمُ الشيطان، فإذا تراكمتْ وجادلَ عنها يُخشَى عليه من الارتدادِ عن دينِ الله، وعليه بمعالجةِ نفسهِ باللجوءِ إلى الله تعالى لهدايته وتثبيتِ إيمانهِ وطمأنةِ قلبه، وتركِ مصاحبةِ أهلِ الفكرِ المنحرف، والبعدِ عن وسائلِ الاتصالِ الملغومة، وعليه بزيارةِ فضلاءِ أهلِ العلم، ومصاحبةِ الصالحينَ وحضورِ مجالسهم والتحبُّبِ إليهم وتفضيلهم على سائرِ البشَر. • الذي في قلبهِ مرضٌ يَفرحُ بشبهةٍ تَرِدُ على الإسلام! وإذا رأى في الدينِ أمرًا لا يتناسبُ ونفسيَّتهُ أطالَ فيه لسانه، وقال: انظروا، هذا هو الإسلام! وقد يصلِّي هذا الشخصُ ويصوم، لِمـَا درَجَ عليه من الصغَر، ولكنَّ المرضَ الذي في قلبهِ إما أنْ يستفحلَ فيغطِّيَ قلبَهُ كلَّهُ فلا يرَى الدينَ شيئًا، وإمّا أنْ يتوجَّهَ إلى الله تعالى ويطلبَ منه الهدايةَ والثباتَ على الدينِ الحقّ، فيُشفَى بإذنِ الله. ونعوذُ بالله من سوءِ الخاتمة. • قد تأتي شبهةٌ للشخصِ من قولٍ شاذٍّ سمعهُ عن الإسلام، أو مخالفٍ لإجماعِ المسلمينَ أو جمهورهم، أو هو من قَبيلِ دفعِ ضررٍ أكبرَ بضررٍ أصغر، أو فيه اختلاف بين علماء الإسلام، في مسألةٍ عقديةٍ أو فقهية، فيعمِّمها هذا الشخصُ ويقول: هذا هو الإسلام! وهذا لا يكونُ إلا من شخصٍ في قلبهِ مرض، على حافَّة، ينتظرُ أيةَ فرصةٍ ليقولَ في دينهِ شيئًا! بدلَ أن يبحثَ ويسألَ ليؤمنَ ويَطمئنّ، ولا يشيعَ الخطأ ويزيدَ من رقعةِ الشكوكِ والشبهاتِ التي يُثيرُها أعداءُ الإسلام، ولا يعلمُ هذا الشخصُ أنه بذلك يُهلكُ نفسه، ويؤذي المسلمين، ودينُ الله باق. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
شكرا جزيلا لك على هذه الكلمات الجميله متابع وبشده
|
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (15) أ. محمد خير رمضان يوسف • لعلكَ لَقِيتَ بشَرًا كلَّما حدَّثتَهم عن الإسلامِ تضايقوا وتنرفزوا، أو صدَّقوا بعضَ ما تقول وكفروا ببعضه، ولا يُهمُّهم إذا قلتَ لهم إن الكفرَ يُحبطُ جميعَ الأعمالِ الصالحةَ التي فعلوها من قبل، فإيمانهم رقيقٌ لا يَثبتُ أمامَ نصيحةٍ فيها الحقُّ المرّ. • البعضُ ممن ابتُليَ برقَّةِ الدين، يردُّ عليكَ من عقله، لا منْ آيةٍ أو حديث، يعني أنه يَعرِضُ دينَ الله العظيمَ على عقلهِ الصغيرِ وعلمهِ القليل، فيَقبَلُ ما يوافقُ عقلهُ أو هواه، ويردُّ ما لا يُعجبه، مثلُ هذا لا يُقالُ له "مؤمن"، وإنما في أحسنِ الظنِّ يُقالُ له "مسلم"، وهو كما قالَ الله تعالى في بعض الأعراب: ﴿ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [سورة الحجرات: 14] أي: إنِّ الإيمانَ لم يَستَحكِمْ في قلوبِكم بعد، ولكنْ قولوا استَسلَمنا وانقَدْنا، فإنَّ الإسلامَ انقيادٌ ودُخولٌ في السِّلم، ولم تَصِلوا إلى حقيقَةِ الإيمانِ بعد. • الحكمةُ من النهي عن التشبُّهِ بالكفّار، أنَّ المتشبِّهَ بهم يذوبُ فيهم شيئًا فشيئًا، وقد يصيرُ منهم بعدَ حين، وهو ينفثُ سمومَهم في المجتمعِ الإسلامي، أساليبَهم وعاداتِهم وثقافتَهم، ولو نظرتَ إلى هؤلاءِ المقلِّدينَ لمـَا فرَّقتَ بينهم وبينهم قالبًا، والله أعلمُ بهم قلوبًا! • نقلَ الإمامُ النووي في كتبهِ عن الإمامِ أبي حنيفة أنه قال: إن لم يكنْ العلماءُ أولياءَ الله، فليسَ لله ولي.ّ |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (16) أ. محمد خير رمضان يوسف • مِن أسبابِ الركونِ إلى الدنيا: حياةُ الترفِ والنعيم، فإنهُ يصعبُ الفطامُ منها. • إذا أردتَ أنْ تهرب، فاهربْ إلى الله، وإذا أردتَ أنْ تثبت، فاثبتْ أمامَ العدوّ، وإذا أردتَ أنْ تبني، فابنِ على أساسٍ سليمٍ متين، وإذا أردتَ أنْ تكتب، فلا تكتبْ إلاّ حقًّا، وإذا أردتَ أنْ تحبَّ أو تكره، فلا توغلْ فيهما، وإذا أردتَ أنْ تنصح، فانصحْ بشفقةٍ وقلبٍ رحيم، وإذا أردتَ أنْ تَفي، ففِ لصديقٍ أعانكَ في وقتِ الشدَّة، وإذا أردتَ أنْ ترضيَ أحدًا، فأرضِ والديك، ففيهما رضا الله، وإذا أردتَ أنْ تُوهَبَ نورًا وجلالاً، فأقمِ الليل، وإذا أردتَ أنْ تصمت، فاصمتْ عن فكر، وإذا أردتَ أنْ تمزح، فلا تُكثر، ولا تقلْ إلاّ حقَّا، وإذا أردتَ أنْ تُقيمَ صُلبك، فلا تأكلْ ولا تشربْ إلا من حلال، وإذا أردتَ أنْ تبتعدَ عن الأسقام، فكُلْ نظيفًا، ولا تشبع، وإذا أردتَ أنْ تكسبَ أجرًا، فاكفلْ يتيمًا، أو ابنِ مسجدًا...، وإذا أردتَ أنْ تُنفق، فأنفقْ في سبيلِ الله، وفي صلةِ الرَّحِم، وإذا أردتَ إحسانًا، فاعفُ، وإذا أردتَ عافيةً وسلامًا، فادعُ اللهَ بذلك بين الأذانِ والإقامة، وإذا أردتَ أنْ يُستجابَ دعاؤك، فخَفْ ربَّك، وأطبْ مَطعمَك، وإذا أردتَ أنْ تجاهد، فأخلصْ نيَّتكَ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، وإذا أردتَ رضا الله، فلا تَحِدْ عن الإسلام، وإذا أردتَ أنْ يُختَمَ لكَ بالإيمان، فداومْ على الطاعة. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (17) أ. محمد خير رمضان يوسف من المؤسف أن كثيرًا من شبابِ الإسلامِ في هذا العصرِ يتميَّزون بالجرأةِ في دينهم، بدلَ أدبِ الاستماعِ والوجلِ والخشوعِ والسكونِ فيه، كما هو شأنُ طالبِ العلم، فيبدون رأيهم ويرجِّحون، ويؤيِّدونَ ويعارضونَ بدونِ دليلٍ شرعيّ، سوى زادٍ من ثقافةٍ إسلامية، قليلٍ أو كثير، لا فقهٍ أو أصول. وقد كان كثيرٌ من صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وهم خيرُ القرون، يتهرَّبونَ من الأسئلةِ ويسكتون، ويحيلونها إلى مَن هو أفقهُ منهم، إلا إذا اضطرُّوا إلى الجواب، خوفًا من كتمِ العلم. وكان من السلفِ مَن إذا أخطأ، اهتمَّ لذلك وخافَ وارتعد، ومضى إلى مَن أفتى له ورجعَ عن كلامه، فإذا افتقدَهُ ولم يعرفْ مكانهُ نادى في مجتمعٍ أو في سوق، أنهُ أفتى في أمرٍ وهو راجعٌ عنه؛ خوفًا وخشيةً من الله تعالى مِن أنْ يقولَ في دينهِ ما لا يعلم، أو ما هو غيرُ متأكدٍ منه، فهل مِن معتبِر؟ وهل مِن مقتدٍ بالسلف؟ وهل مِن متَّقٍ وَجِل؟ ولعلَّ من أسبابِ جرأةِ شبابنا هكذا، هو تتلمذهمْ في مدارسَ أو معاهدَ وجامعاتٍ علمانية، لا دينَ فيها ولا أدبٌ إسلاميٌّ ولا خُلقٌ كريم، فيتناقشونَ في الدينِ كما يتناقشونَ في أيةِ مادةٍ دراسية! أتُراجعونَ دينَ الله الذي ارتضاهُ لكم وللعالَمينَ بعقولكم الصغيرة؟ أأنتم أعلمُ أم الله؟! ومن أسبابِ ذلك أيضًا كتبٌ يقرؤها الشبابُ لحداثيينَ وليبراليين، فيها الغثُّ والخلطُ والتشكيكُ والنقدُ للإسلام، وفيها الكفرُ والزندقةُ والإلحاد، وهدفهم زعزعةُ قدسيةِ نصوصِ الإسلامِ في قلوبِ المؤمنين، فتُحدِثُ أثرًا سلبيًا في نفوسهم وتكوينهم الثقافي، نتيجةَ تكرارِ الشبهاتِ والقلاقلِ النفسية، أو لضعفِ الثقافةِ الإسلاميةِ عندَ المتلقِّي. والذي يكونُ هكذا، عليه بالتفكرِ والتأنِّي، والتأدُّبِ والاحترام، والتذلُّلِ لدينِ الله والاستكانةِ لأوامرِ رسوله، والقراءةِ لأعلامِ الإسلامِ المرضيِّينَ في الأمة، ونبذِ كتاباتِ أعداءِ الدين والمشكِّكينَ فيه، والله يتولَّى عبادَهُ الصالحين، ويَهدي مَن يشاءُ إلى صراطهِ المستقيم. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (18) أ. محمد خير رمضان يوسف لا تظنَّ إلا حقًّا. لا تُهنْ أخًا لك. لا تنَمْ على ظُلم. لا تسكتْ على ضَيم. لا تكسبْ إثمًا. لا تأكلْ إلا حلالاً. لا تقطفْ ثمرةَ غيرِك. لا تحكمْ على أمرٍ وأنتَ غاضب. لا تجرَّ نفسَكَ إلى ريبة. لا تسرَحْ فيما لا خيرَ فيه. ♦ ♦ ♦ ♦ الحكمةُ من ابتلاءِ الله الناسَ بالجوعِ والخوفِ والموت، هي تنبيههم بشدَّةٍ بعدَ غفلةٍ منهم إلى أنَّ هناكَ إلهًا يتحكَّمُ في الكون، ويتحكَّمُ في حياتهم وفي تغييرِ شؤونهم؛ ليتضرَّعوا إليه، ويطلبوا منه الرزقَ والأمن، والعونَ والتوفيقَ والعافية، فهل يتوجَّهونَ إليهِ ليكشفَ ما بهم من سوءٍ وبلاء، أم يعتبرونَ ذلك أمرًا "طبيعيًّا"؟! وابتلاءُ المسلمِ خاصة، ليُعرَفَ قوةُ إيمانهِ مِن ضعفه، ليُعرَفَ هل هو مؤمنٌ حقًّا أم أنه على حرف؟ في جميع مواقفِ الحياةِ التي يمرُّ بها وظروفِها، فإذا جاعَ أو مرضَ ماذا يفعلُ وماذا يقول؟ هل يتضرَّعُ إلى الله ويُخبتُ ويؤوب، ويتمسَّكُ بحبلهِ ولا يَحِيد، أم يجزعُ ويضجرُ وييأس، ويزدادُ تشبُّثًا بالدنيا وشؤونها؟ وإذا قبضَ الله أرواحَ أحبابٍ له، هل يصبرُ ويسترجعُ ويزدادُ إيمانًا، أم تتمادَى نفسهُ في غيِّها فتعودُ إلى الغفلةِ والمعاصي والمنكراتِ بعد حين؟ يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]. ويقولُ عزَّ مِن قائل: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (19) أ. محمد خير رمضان يوسف اقرأ. اكتشف. ترفَّق. تصدَّق. جاهد. تعبَّد. تودَّد. كنْ حبيبًا. كنْ كريمًا. كنْ فطنًا. كنْ حازمًا. كنْ داعية. كنْ متعاونًا. كنْ سموحًا. كنْ بارًّا بوالديك. كنْ أمينًا في تعاملك. كنْ جاهزًا لنداء الحق. كنْ حذرًا من العدوّ. كنْ رأسًا في الصدق. كنْ واثقًا من خطواتك. كنْ مهتمًّا بأمرِ المسلمين. •••• مفاهيمُ الناسِ تختلفُ في الأمور، في العقائدِ والأديانِ وغيرها، وكلٌّ يدعو إلى نحلتهِ كما فهمها، حتى في ديننا، ولذلك تجدُ فيه طوائفَ ومذاهبَ ومدارس، وأقربهم إلى الحق: المخلص، المتعمِّق، المحايد. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (20) أ. محمد خير رمضان يوسف إذا دعوتَ اللهَ فلا تعتدِ. إذا ساعدتَ فلا تمنن. إذا عاقبتَ فخفِّف. إذا غظتَ فاكظم. إذا أحسنتَ فانسَ معروفك. إذا خاصمتَ فتجاوزِ التوافه، إذا فكَّرتَ فابتعدْ عن الخيالاتِ الفاسدة. ••••• ما أجملَ الإحسانَ بعدَ العفو. ما ألذَّ الثراءَ بعدَ الفقر. ما أهونَ المالَ عند الكريم. ما أرقى النفسَ التي تتعالَى على الصغائر. ما ألطفَ مَن يعاتبُ برقَّةٍ وأدب. ما أعظمَ مَن يبتسمُ في الشدائد. ما أشجعَ مَن يقولُ الحقَّ في مجتمعٍ سيِّء. ••••• كنْ ليِّنًا مع أهلك. كنْ قدوةً لأصدقائك. كنْ سهلاً في تعاملك. كنْ لطيفًا في المعاشرة. كنْ جاهزًا للمساعدة. كنْ ساعيًا للشهادة. كنْ سالمًا للمسلمين. كنْ ذليلاً على المؤمنين. كنْ عزيزًا على الكافرين. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (21) أ. محمد خير رمضان يوسف خرجتُ صباحًا، فرأيتُ حادثَ سَيرٍ قريبًا من الدار، فحمدتُ الله على العافية، وتذكرتُ دعاءَ الخروجِ فدعوتُ به، ركبتُ السيارة، ودعوتُ الله تعالى أنْ يكلأني بحفظه، ويتولَّاني بوَلايته، ويرحمَني برحمته، وأن يحفظَني من شرِّ الأشرار، ومن شرِّ الحوادث، وألاّ يُخرجَني أشَرًا، ولا بطَرًا، ولا رياءً، ولا سُمعة، وألاّ يكِلَني إلى نفسي طَرفةَ عين، وأنْ يعيدَني سالمـًا غانمًا إلى البيت. سرتُ قليلاً فإذا بسيارةِ إسعاف، وهي تُرسلُ أصواتًا مخيفةً متتالية، وتقتربُ من مستشفى، فيهرولُ الممرضونَ إليها ليسحبوا منها جثةً مضمَّخةً بالدماء، حمدتُ الله على العافيةِ كذلك، ودعوتهُ أن يشفيَ مرضانا ومَرضَى المسلمين. مررتُ بشارعٍ طويل، على جانبيهِ أسواقٌ ومكاتبُ ومطاعمُ وبنوك، والعينُ لا تملُّ من النظرِ هنا وهناك، استدركتُ أمري فتذكَّرتُ الدعاءَ الذي يُقالُ في الأسواق، "لا إله إلا الله، وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو حيٌّ لا يموت، بيدهِ الخير، وهو على كلِّ شيءٍ قدير". وصلتُ إلى مكتبِ العمل، فدعوتُ الله تعالى أنْ أكونَ عبدًا طيبًا مباركًا أينما كنت، وأن يهديَني ويسدِّدَني، وتعوَّذتُ به من أن يحُولَ بيني وبين ذكرهِ شيء، أو أنْ أنشغلَ بما لا يرضيه، ودعوتهُ سبحانهُ أن يَكفيَني بحلالهِ عن حرامه، وأن يُغنيَني بفضلهِ عمَّن سواه، وسألته تعالى خيرَ زملائي وخيرَ مسؤوليَّ وخيرَ الخدَمِ والعمّال، وعذتُ به من شرِّهم جميعًا. ... عدتُ واسترحت، وتابعتُ فضائياتٍ مختارة، ففاجأتني صورٌ غيرُ لائقة، فدعوتُ الله أنْ يحفظَ عيني وقلبي. ثم جاءني الأصدقاء، فدعوتُ الله أن تكونَ جلسةَ خير، وأن يحفظَ لساني فيها، ويجنِّبني الغيبةَ والنميمة، والكلامَ اللغو، وما لا خيرَ فيه. ثم اجتمعتِ الأسرةُ من أبناءٍ وأحفادٍ وأحباب، فدعوتُ الله أنْ يحفظهم جميعًا، في هذه الدنيا المتقلِّبةِ الأحوال، وأنْ يجمعنا في جنَّتهِ كما جمعَنا في أرضه.. ... يحتاجُ المرءُ إلى أنْ يكونَ ذا صلةٍ بربِّ العالمين، ولا ينسى ذكره، وفضله، في مواقفَ مختلفةٍ ومتعدِّدة، وأنْ يدعوَ بما يناسبَ المقام، ليكونَ في حصنٍ حصين، وليكونَ مؤمنًا صادقًا في إيمانهِ وعبوديتهِ لله ربِّ العالمين. والفائدةُ تعودُ إليه، فاللهُ غنيٌّ عنه، وعن العالَمين. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (22) أ. محمد خير رمضان يوسف • لن تجدَ أجملَ من خُلقِ الحِلمِ عند الرجل. ولن تجدَ أجملَ من خُلقِ الحياءِ عند المرأة. •••• • الطيشُ والسفاهةُ يُفسدانِ أخلاقَ الرجال. والتبرُّجُ والاختلاطُ يُذهبانِ خُلقَ الحياءِ من النساء. •••• • اللهم حبِّبْ إليَّ الإيمانَ وزيِّنْهُ في قلبي، وكرِّهْ إليَّ الكفرَ، والفسوقَ، والعصيان، واجعلني من عبادِكَ الراشدين. •••• اللهم إني أسألُكَ التعاونَ على البرِّ والتقوى، وأعوذُ بكَ من التعاونِ على الإثمِ والعدوان. •••• اللهم يسِّرْ لي أعمالاً جليلةً أخدمُ بها كتابكَ ودينك. •••• ودعا أعرابيٌّ دعاءً جميلاً فقال: اللهم إني أسألُكَ خيرَ ما تُسأل، فأعطني أفضلَ ما تُعطي. •••• • إذا عاتبتَ فعرِّض، ولا تتعمَّق، وأبقِ مجالاً للصلح. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (23) أ. محمد خير رمضان يوسف إذا مُنِعَ شخصٌ من حقِّهِ فكَّرَ في الانتقام. •••• إذا كان مزاجُكَ حادًّا فلا تتناولْ آلةً حادَّةً بيدك. •••• الغضبُ يهيِّجُكَ حتى يُلجئكَ إلى التفكرِ في أسوأ الحلول. •••• فرقٌ بين مَن يبكي على صفقةٍ خاسرة، ومَن يبكي على فواتِ الشهادة. فرقٌ بين مَن يخاطرُ لأجلِ العلمِ والدعوة، ومَن يخاطرُ لأجلِ المالِ والشهوة. •••• ما أندرَ هذه الأخلاقَ الجميلةَ في المجتمعاتِ الحديثة: المروءة، والحِلم، والوفاء، والحياء. •••• تبدو قيمةُ الصلاةِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأهميتُها وأجرُها الكبير، من خلالِ الحوارِ التالي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: قال أُبَيُّ بن كعبٍ رضيَ الله عنه: يا رسولَ الله، إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعَلُ لكَ مِن صلاتِي؟ فقال: "ما شِئْتَ". قلتُ: الربعَ؟ قال: "ما شئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ". قلتُ: النصفَ؟ قال: "ما شئتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ". قلْتُ: فالثلثين؟ قال: "ما شئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ". قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال: "إذًا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفَرُ لكَ ذنبُكَ". (رواه الترمذي في السنن (2457) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح). قال الملا علي القاري: أي: كم أجعلُ لكَ من صلاتي، أي: بدلَ دعائي الذي أدعو به لنفسي. قال في تحفة الأحوذي (7/130): يعني إذا صرفتَ جميعَ أزمانِ دعائكَ في الصلاةِ عليَّ، أُعطيتَ مرامَ الدنيا والآخرة. • اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على نبيِّنا محمد، وعلى آلهِ وأصحابه، عددَ ما خلقت، وما تخلق، من كائنات، ونباتات، وجمادات، وبعددِ كلماتهم، وحركاتهم، وهمساتهم، وأنفاسهم. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (24) أ. محمد خير رمضان يوسف الأقلامُ قلَّت، وبعضها نشفَ؛ لعدمِ صلاحيتها للحاسوبِ وشِبهه. •••• الحاسوب: قلم، وقرطاس، وذاكرة، ومعلومات، وأعمال، وفنون. •••• الحاسوبُ قضَى على أزماتِ الورقِ المتكررة. •••• الكتابُ الورقيُّ في خطر، وخطورتهُ شكلية، فإن الخطرَ على الورقِ فقط، ومعلوماتهُ تُحفَظُ بشكلٍ آليٍّ ولا تضيع. •••• لم يعدْ تعريفُ الكتابِ محدَّدًا بغلافين. •••• المستقبلُ للكتابِ الإلكتروني، لأنه المناسبُ للعصر، واسترجاعُ معلوماتهِ أسهلُ وأسرعُ من الورقيّ. •••• الكتابُ الورقيُّ سيضعف، ولكنهُ لن يموت، وسيبقَى رمزًا للعلم، وصديقًا وديعًا للإنسان، وتراثًا، وتحفة، وذكريات. •••• الذي يحبُّ العلمَ لا يهمُّهُ إنْ كان الكتابُ ورقيًّا أو إلكترونيًّا. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (25) أ. محمد خير رمضان يوسف السياسةُ علم، وفنّ، وخبرة. ومَن دخلَ الحياةَ السياسيةَ وهو لا يحملُ هذه الأسلحةَ وقعَ في مطبّات، وأفسدَ المجتمعات. •••• الشخصُ العاديُّ الذي يتكلَّمُ في السياسة، ويُبدي رأيهُ في الأحداثِ الجاريةِ والمشكلاتِ السياسية، ويحلِّلُ الوقائعَ ويراهنُ عليها، تكونُ آراؤهُ فجَّةً ومتواضعة؛ لأنه غيرُ مطَّلعٍ على الأسرارِ الحقيقيةِ للمسألة، ولا يعرفُ ما وراءَ الكواليس، وما تخبِّئهُ السراديب، وكثيرًا ما تعلَنُ الأخبارُ على غيرِ حقيقتها، وقد يُعقَدُ اجتماعٌ في أمرٍ خطير، وبعدَ الخروجِ منه تصدرُ تصريحاتٌ لا علاقةَ لها بالموضوعِ ألبتة! أما افتعالُ مشكلاتٍ وهمية، لصرفِ النظرِ عن أمورٍ خطيرة، ونشرُ شائعاتٍ عبرَ وسائلَ إعلاميةٍ قوية، لأجلِ تحقيقِ أهدافٍ خفيَّة، فلا تخفَى على عقليةٍ سياسية، وإنْ كان العاديونَ يتكلمونَ فيها بجدِّية! •••• الحياةُ فصلان: الفصلُ الأول: حياةٌ مؤقتة، وهي الدنيا: وفيها العمل، والاختبار. الفصلُ الآخِر: حياةٌ دائمة، وهي الآخرة: وفيها الحساب، والجزاء. الغفلةُ في الفصلِ الأولِ واقعيةٌ وكثيرة، والجزاءُ عليها - في الفصلِ الآخِر - شديدةٌ وقوية. تصوَّرْ نفسكَ من الآن، وأنتَ رهينُ اثنينِ من الملائكةِ الأقوياء، أحدهما يسوقُكَ إلى ساحةِ المحشرِ لتُحاسبَ على ما عملتَ في الدنيا، والآخرُ يشهدُ عليكَ بكلِّ ما عملت، من صغيرةٍ وكبيرة! اقرأ الآيةَ التالية، وحاسبْ نفسكَ، قبلَ أنْ يحاسبكَ ربُّ العالمين.. ﴿ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [سورة ق: 21-22]. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (26) أ. محمد خير رمضان يوسف أخطأتُ معكَ مرةً يا صديقي، والتمستُ منكَ العذرَ فلم تقبل، ثم جعلتني حكايةً في أفواهِ الناس، فكيف لو ندَّ مني قولٌ آخر، ماذا كنتَ ستفعلُ بي؟ أو كيف لو احتجتُ إليك، هل كنتَ ستساعدني؟ الأصدقاءُ الأوفياءُ قلةٌ قليلةٌ بين الناس. لا تصادقْ إلا مَعدِنًا أصيلاً، اختبرْ قبلَ أنْ تُصادق، وكنْ قريبًا من أهلِ الصدقِ والوفاء. ♦ ♦ ♦ ♦ مَن خاضَ في الأوحال، ساءتْهُ أحوالٌ وفاجأتْهُ أهوال. ♦ ♦ ♦ ♦ مَن أعجبتهُ نفسهُ فليكرَّ عليها، ولْيذكِّرها بأحوالٍ مأساوية، وأوضاعِ الأسرى والمتضرِّرين، والأراملِ واليتامى النازحين، وكم هي مقصِّرةٌ معهم. ♦ ♦ ♦ ♦ مَن أدانَ فليَعلمْ أنه قد يُدان، فليفعلْ كما يحبُّ أن يُعامَلَ به لو أُدينَ هو. ♦ ♦ ♦ ♦ كم هو قبيحٌ أن يتكلمَ الإنسانُ في موضعِ السكوت، وأن يسكتَ في موضعِ الكلام. ♦ ♦ ♦ ♦ إذا تكلمتَ فتكلمْ عن حق، وإذا سكتَّ فلا تسكتْ عن حق. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (27) أ. محمد خير رمضان يوسف • سئل الفقيهُ المالكيُّ محمد بن عبدالسلام الطاهري عن حكمِ صلاةِ المدخِّنِ فقال: الذي يدخِّنُ إذا صلَّى وفي فمهِ رائحةُ الدخان، صلاتهُ ليستْ بباطلة، ولكنهُ فعلَ شيئًا قبيحًا، لأنه يقرأُ القرآن، ويناجي ربَّه، وتحضرهُ الملائكة، فكان عليه أن يزيلَ عنه كلَّ رائحةٍ قبيحة، من فمهِ وثيابه، قبلَ الدخولِ في الصلاة. والتدخينُ حرام، لأن الأطباءَ قالوا: إن الذين يصابونَ بالسرطانِ جلُّهم من الذين يدخِّنون. (الفتاوى الشاملة والأجوبة الكاملة للطاهري ص 51). • لا تمرحْ وأخوكَ نائم، أو مريض، أو محتاج. • المسيرةُ إلى اللهِ تبدأُ بالتوبةِ عمّا مضى. • لا تَبنِ رحلتكَ الإيمانيةَ على معاصٍ ورفقةِ سوء، فإنها لا تلبثُ أنْ تقفَ بكَ وتتركك. فالإيمانُ نور، وإخلاص، ونقاء، لا يصلحُ معه إلا الصدقُ والعملُ الطيب، والجدُّ في الطاعة. • النظامُ يعني: الاهتمام، وترتيب الأمور، والثقة، والراحة. والفوضى تعني: اللامبالاة، والضياع، والقلق، والتعب. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (28) أ. محمد خير رمضان يوسف مَن آمنَ فليعلمْ أنه أسلمَ نفسَهُ لله، فليستَقم، فإذا انحرفَ فليعلمْ أن اللهَ لا يغفلُ عنه وعن أفعاله، ولكنْ يُمهلهُ فرصة، قد تطول؛ ليؤوبَ إلى الإيمانِ والطاعة. وسيُبتلَى بالمسرَّاتِ والأحزان، لتتقلَّبَ به الأحوالُ ويتفكَّرَ في الحالَين، فإذا لم يتَّعظْ بالإشاراتِ والنذُر، وأصرَّ على الانحرافِ وعدمِ العودةِ إلى الله، فلا يلومنَّ إلا نفسه، فإنه يضرُّها، وما هو إلا انتفاعٌ قليل، ومتعةٌ مؤقتة، في دنيا زائلة، ويبقى العملُ المؤدَّى، والحسابُ عليه. •••• مَن جاءهُ نورٌ فليفتحْ له عينيه، ومَن أغمضهما فقد جهل، وفاتتهُ أشياء. •••• مَن سارَ في ظلامٍ تعثَّرَ وانحرف، وسقطَ في حفرةٍ أو حُفَر، قد لا يرَى النورَ بعدها! •••• مَن كتمَ علمًا فقد سدَّ كوَّةً يشعُّ منها النور، ومَن نشرَ علمًا فقد فتحَ عيونًا وبصَّرَ قلوبًا، ومَن اهتمَّ بالعلمِ وجعلَهُ ديدنهُ، فقد شاركَ في بناءِ العقولِ وهدمِ بيوتِ الجهل. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (29) أ. محمد خير رمضان يوسف علماءُ الاجتماعِ يدرسونَ المجتمعَ ويحلِّلونهُ ويؤثِّرونَ فيه، والأدباءُ يؤثِّرونَ في عواطفِ الناس، والاقتصاديونَ يؤثِّرونَ في معاشهم، والتربويونَ يؤثِّرونَ في سلوكهم وتعلُّمهم، والأطبّاءُ يعالجونَ أبدانهم، والمتخصِّصونَ في العلومِ البحتةِ والتطبيقيةِ يؤثِّرونَ في صناعاتهم وتقدُّمهم، وأهلُ الفنونِ يؤثِّرونَ في ترفيههم، والمؤلِّفونَ والكتبيونَ يؤثِّرونَ في ثقافتهم، والإعلاميونَ يؤثِّرونَ في توجُّهاتهم، واللغويونَ يقوِّمونَ ألسنتهم، والمؤرِّخونَ يؤثِّرونَ في نفوسهم، والعباقرةُ والمصلحونَ يؤثِّرونَ في عقولهم، وعلماءُ الدينِ يوجِّهونَ كلَّ ذلك ويقوِّمونه، ويؤثِّرونَ في المجتمعِ من خلالِ ذلك، فالدينُ عقيدةٌ ونظامٌ للحياةِ كلِّها. •••• تصفيةُ النفوسِ تكونُ بتحريرها من الشهوات، وتصفيةُ العقولِ تكونُ بتحريرها من الخرافاتِ والانحرافات، وتصفيةُ القلوبِ تكونُ بتحريرها من الضغائنِ والأحقاد. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (30) أ. محمد خير رمضان يوسف الذي لا يُعجِبهُ العجبُ ليسَ سويًّا، فمن الفطرةِ أن يُعجَبُ منَ العجب، ولهذا وردَ عن المغيرةِ بنِ شعبةَ رضيَ الله عنه قوله: "لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما تعجَّبوا من العجب"! يعني "ما داموا على الفطرة". ولكنْ لا يُعجَبُ من الأمرِ العاديّ، فإذا عُجِبَ منه دلَّ على ثقافةٍ ناقصة، واطِّلاعٍ قاصر. ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ الذي يفعلُ المنكراتِ علنًا، بدونِ حياءٍ من اللهِ ومن الناس، ماذا يكونُ أمرهُ سرًّا؟ وكم يكونُ قد آذى وأفحش؟ وكيف السبيلُ إلى وقفِ تصرفاتهِ الوحشيةِ وقلبهِ القاسي؟ إلا أن يبتليَهُ اللهُ بأمراضٍ تنخرُ جسمهُ فيضعف، أو مسكنةٍ تتربهُ فلا يقوَى، وقد يمرُّ به ناسٌ ويتألَّمونَ لحاله، ويتصدَّقونَ عليه، ولا يعلمونَ عدلَ الله فيه، وأنه فعلَ ذلك به لمصلحةِ الآخرين، وليعتبروا به. وتُقاسُ على ذلك أمورٌ أخرى لا نعرفها، ولا نحيطُ علمًا إلا بأشياءَ قليلة، وعلمنا بظاهرها أكثرُ من باطنها. ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ أهلُ الدنيا من المسلمينَ المفتونينَ يفرحونَ بكنوزِ المالِ أكثرَ من كنوزِ الحسنات، وأهلُ الآخرةِ المتَّقونَ يفرحونَ بكنوزِ الحسناتِ أكثرَ من كنوزِ المال. والمالُ فان، والحسناتُ ذُخر. والموعدُ الحشر. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (31) أ. محمد خير رمضان يوسف تذكَّرْ أيها المؤمنُ لمـّا كنتَ في بيداءِ الضلالة، ثم أحسنَ الله إليكَ وهداكَ إلى دينه، وجعلكَ على ملَّةِ خليله، وعلى دينِ أحبِّ خلقهِ إليه، كم هو فضلهُ عليك؟ وكم تحتاجُ إلى شكره؟! •••• في زحمةِ الأعمال، لا تنسَ ذكرَ الله. في طفرةِ الغنى، لا تنسَ الفقر. في نشوةِ الانتصار، لا تنسَ مَن هو أقوى منك. في رياضِ الحدائقِ والزهور، لا تنسَ أنها ستذبل. وبين المتعةِ والملذّات، لا تنسَ رحلةَ الموت. وكن مستعدًّا لتقلباتِ الدنيا ومراحلِ الحياة، صعودًا وهبوطًا، لئلا تضعفَ وتجزع، فكم بكى منها رجالٌ كانوا ملءَ العيون! •••• إذا تذكَّرتَ تاريخكَ الأسود، فبيِّضهُ بالحسنات: بذكرِ الله في معظمِ أحوالك، وبالأعمالِ الصالحة: من عبادات، وقُربات، وبرٍّ وصِلة، ومعاملةٍ حسنة، وأخلاقٍ كريمة. وبالأعمالِ الخيرية، في خدمةِ الآخرين، وتخفيفِ الآلامِ عنهم، فإنَّ الله يبدِّلُ سيِّئاتِكَ حسنات، ويزيدُكَ إحسانًا. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (32) أ. محمد خير رمضان يوسف التفاعلُ مع الأحداثِ الجاريةِ، يجبُ ألاّ يُنسي الرؤيةَ الشرعيةَ لها، سواءٌ أكان المتابعُ فاعلاً فيها، أم دارسًا لها. وينبغي السؤالُ عنها لمن لا يعرفُ حكمها، حتى تكونَ موالاةُ المسلمِ ومعاداتهُ في الأحداثِ موافقةً لعقيدته، فلا يؤيدُ ولا يُعادي عن هوًى وعصبيةٍ أو جهل، بل بما يوافقُ أحكامَ دينه. والموالاةُ والمعاداةُ أصلٌ كبيرٌ من أصولِ العقيدةِ الإسلامية، لا تنتبهُ لها الأحزابُ القوميةُ والعلمانيةُ ولا تعتبرها! لأنها بعيدةٌ عن الدين. وأيضًا حتى تتوافقَ وجهاتُ نظرِ المسلمين، وتساعدَ في تشكيلِ الرأي العامِّ الإسلامي، في الساحةِ المحليةِ والدولية. وإذا تفرَّقتِ الآراءُ ضعفتِ القوة، وضعفَ معه الإعلام، وظهرَ المسلمونَ متنافرين. والدينُ هو الذي يجمعهم، ويوحِّدُ كلمتهم. •••• لا ثقافةَ ولا مدنيةَ تستطيعُ أن تفرضَ نفسها على المؤمنِ القوي، مهما كانت كبيرة، فهو قويٌّ بإيمانه، وبعلمه. والضعيفُ يخضعُ لها ويستسلم، لقلَّةِ ثقافتهِ الإسلامية، ولضعفِ إيمانه. اعملْ لزيادةِ إيمانِكَ وتقويتهِ أيها المسلم، واطلبِ العلمَ بهمَّة؛ لئلاّ تُفقدَ من أمتك، أو تنهارَ فتضيع. •••• للعلمِ طغيانٌ كطغيانِ المال. يبقَى أحدهم مع العلمِ دراسةً وبحثًا ومطالعةً وتعليمًا عشراتِ السنين، ويغورُ في أعماقِ مسائلهِ المشكلة، ويكتبُ فيه ويحلِّله، ويقلِّبهُ على وجوههِ ويقوِّمه، وينقبُ فيه ويكشفُ عويصه، ويحاضرُ فيه ويخطب، ويؤلِّفُ فيه ويصنِّف.. وعندما يرى الإقبالَ على ما قال، والإعجابَ بما كتب، قد يأخذهُ ذلك إلى الإكبارِ والإعجابِ بنفسه، وهنا يكمنُ الخطر.. فيفرحُ ويفخَر، ويُبدي آراءً حدَّثتْ به نفسهُ ولم يُخرجها من قبل، ويظنُّ أنه صارَ أهلاً لتجديدِ آراءٍ وتكريسِ نظريات، وإصلاحِ عوالمَ ونفوسِ بريَّات، وما لا يخطرُ على بالِ الكائنات! وينسى قولَ الحكيمِ العليم: ﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾، فيشطحُ ويَزِلّ، وإذا كان عالمًا مشهورًا زلَّتْ معه أمَّة! إنه طغيانُ العلم! نعوذُ بالله منه، ومن كلِّ طاغية. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (33) أ. محمد خير رمضان يوسف لستَ وحدكَ مادامَ لكَ صديق. •••• إذا تسامعَ صوتاكما، فقد أذِنتما. وإذا تصافحتْ يداكما، فقد اقتربتما. وإذا تناظرتْ عيناكما، فقد أجبتما. وإذا هاتفَ قلباكما، فقد تصافيتما. وإذا صادقتْ روحاكما، فقد توحَّدتما. •••• السكنُ السعيدُ في مودَّةِ الزوجة، ولو كان خيمةً في صحراء. |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (34) أ. محمد خير رمضان يوسف إذا لم يُسدَّدِ العقلُ بالوحي ضَلّ. ومَن قالَ - مثلاً - لا أؤمنُ بالأمرِ الفلاني ولو صحَّ في الحديث، فهو ضالّ، وليس مسلمًا حقًا؛ لأن المسلمَ يعني من أسلمَ نفسهُ لله، فآمنَ بما أنزلَ من وحي، سواءٌ أكان الوحيُ قرآنًا أم سنة. فالقرآنُ وحي، والسنةُ وحي إذا صحَّت، فالرسولُ صلى الله عليه وسلم لا ينطقُ عن هوى، وهذا يقول: لو صحَّ الحديثُ لما آمنتُ به! والنتيجة أنه يكفرُ بالوحي، فهذه عقليةُ الكافرِ وليس المسلم. •••• إن الدينَ ليس بالرأي، يعني أن أصلهُ ليس العقل، بل النقل. فأولهُ وأساسهُ الوحي، والعقلُ تبعٌ للوحي، فهو الذي يصنعُ ثقافةَ المسلمِ بداية، يعني أن أساسَ ثقافةِ المسلمِ قائمةٌ على الوحي، وتقولُ القاعدةُ المتفقُ عليها: لا اجتهادَ في موردِ النص. يعني إذا وردَ قرآنٌ وسنةٌ سكتنا وسلَّمنا، فلا مجالَ لمزيدِ كلام. فإذا لم يجدِ العقلُ فيه أمرًا، فعند ذلك يجتهد، على أن لا يخالفَ حكمًا شرعيًا، ولا قاعدةً دينية. وهذا ما رضيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرسولهِ إلى اليمن معاذ بن جبل رضي الله عنه، الذي قال إنه ينظرُ في كتابِ الله تعالى أولاً، فإذا لم يجدهُ بحثَ في السنة، وإلا اجتهدَ ولم يألُ. وهذا أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسدِّدُ العقولَ ويقول: "لو كان الدِّينُ بالرأي لكان أسفلُ الخُفِّ أولَى بالمسحِ من أَعلاهُ، وقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على ظاهِر خُفَّيْه". يعني سلِّمْ ونفِّذ، فهذا دينٌ وأمر، وليس نظريةً أو رأيًا يمكنُ مناقشته. ففي الدينِ غيبياتٌ كثيرةٌ لا تُرى، فلا نرى الجنّ، ولا الملائكة، وأعمالهم عجيبةٌ لا دخلَ للعقلِ فيها، ولكنه الإيمان... ومصدرهُ الكتابُ والسنة، سواءٌ أوافقَ ذلكَ عقلكَ أم لم يوافقه.. وكذلك أحوالُ الأممِ الماضية، وأحداثها الغابرة، ووقائعها الطويلة.. ومستقبلُ الناسِ في الحياةِ البرزخية، وفي اليوم الآخِر.. من جنةٍ ونار.. فإذا كنتَ صاحبَ دِينٍ حقًا فاخضعْ له، لأن الدينَ معناهُ الخضوع، ودانَ دِينًا وديانةً: خضعَ وذلَّ. وسمَّاهُ ربُّنا دينًا لتعرفَ ذلك جيدًا وتلتزمَ به، لا أن تُخضعَهُ لعقلِكَ القاصرِ وتجرَّهُ إلى مزاجِكَ المريض، وتقول: هذا هو الدينُ الذي أريده، فيكونُ هذا دينكَ وحدك، لا دينَ ربِّ العالمين. •••• يجبُ أن لا ننسى، أن الفِرقَ الإسلاميةَ تفرَّقت عن أصلِ الإسلامِ لأنها لم تكتفِ بالوحيين: الكتابِ والسنة، بل استعملت هواها ومزاجها في تفسيرِ النصوص، وابتدعتْ في الدين أشياءَ جديدةً غيرَ موجودةٍ في القرآنِ والحديث، فضلَّت وأضلَّت، وقد صارَ من أتباعها الملايين! ولو أنها اكتفت بكتابِ ربِّنا سبحانهُ وتعالى، وبسنةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم، لما ضلَّت. •••• ومَن قال إن العقولَ لا تتأثرُ بالأمزجة؟ إنه واقعٌ لا يُنكر.. وإن مَن يصرُّ على أن يكونَ مزاجهُ هو الحكمَ في قبولِ الأخبارِ أو ردِّها، أو عقلهُ الممزوجُ بمزاجه، وخاصةً إذا كان ذا مزاجٍ عكرٍ وعصبية، فإنه لا يضرُّ إلا نفسه، فقد آتى اللهُ النفسَ فجورًا وتقوى، فإذا اختار امرؤٌ الفجورَ والضلالَ فلا يلومنَّ غدًا إلا نفسه. •••• ما أجملَ النفسَ السمحة، الأصيلة، الهادئة، القويمة، الهينة، اللينة، الخاشعة، التي ترضى بالحقِّ بمجرَّدِ معرفتهِ ومعرفةِ مصدره؛ لأنه حقّ، ولأنه من الحقّ، فتسلِّمُ بالأمر، وتؤوبُ وتخشعُ لربِّها، وتبكي على خطيئتها، فعند ذلك توفَّقُ وتُلهَمُ الخيرَ والسدادَ مِن خالقها. ولا يستوي عند الله مَن قال آمنت، ومَن قال أنكرت. آمنتُ بالله، وبما جاءَ من عندهِ ومن عند رسوله، سواءٌ أوافقَ مزاجي ومزاجَ الآخرينَ أم لم يوافقها. اللهم أرنا الحقَّ حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابه، ونعوذُ بالله من اللجاجةِ والعناد، ونعوذُ به من الكفرِ والضلال، والحمدُ لله على نعمةِ الإيمان، والحمدُ لله على دينِ الإسلام. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (35) أ. محمد خير رمضان يوسف المؤمنُ الحقُّ يتقبَّلُ أمرَ الله تعالى وسنةَ نبيِّهِ الصحيحةَ بكلِّ إيمانٍ ورحابةِ صدر، كما هو أدبُ الأنبياءِ مع ربِّهم، عليهم صلواتُ الله وسلامه، كما في صنيعِ سيِّدِ الأنبياءِ إبراهيمَ عليه السلام، ï´؟ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [سورة البقرة: 131]، فأجابَ إلى أمرِ ربِّهِ وأطاعه، وأخلصَ على أحسنِ ما يكون، مفوِّضًا أمرَهُ إلى الله. وهكذا يكونُ المؤمن. أما مَن ابتُليَ بالحداثةِ والعلمنةِ والليبراليةِ من أبناءِ المسلمين، فإنهم يريدونَ أن يشوِّشوا على الناسِ دينهم، ليصرفوهم عنه بأيِّ شكلٍ كان، فهم لا يطيعونَ الله أصلاً، فكيفَ يستسلمونَ له؟ بل هم في تحركاتهم وتوجهاتهم الثقافيةِ يصرفونَ النصوصَ الإسلاميةَ من الكتابِ والسنةِ إلى غيرِ وجهتها ومعانيها الصحيحة، فيؤوِّلونها ويناقشونها ويقولون فيها ما شاؤوا ليزعزعوا قدسيتها في نفوسِ المسلمين، وهدفهم أن يبثوا بين الطبقة المثقفةِ بأن نصوصَ الدينِ مثلها مثلُ أيِّ نصٍّ كتابي، يمكنُ أن تُناقشَ وتُردَّ وتصرَّفَ وتُؤوَّلَ وتُنقدَ وتُعارضَ وتوازنَ وتقوَّم، يعني لا فرقَ بين نصٍّ من الوحي وآخرَ من عقلِ الإنسان، أيِّ إنسان! وأن القيامَ بتفسيرها وشرحها والاستنتاجِ منها ليستْ من مهمةِ العلماءِ المتخصصين وحدهم، بل كلُّ أحدٍ يمكنُ أن يتصدَّى لها ويبيِّن معناها، وسواءٌ أكان مسلمًا أم كافرًا! متخصصًا في التفسيرِ والحديثِ أم غيرَ متخصصٍ فيهما... طبعًا هم لا يقولونَ هذا في أيِّ تخصصٍ سوى في دينِ الإسلامِ وعلومه! ليُحدثوا فوضى وبلبلةً في ساحته... فمن اتَّبعَ سبيلهم ضلَّ وخابَ وخسر. ومن اتَّبعَ نهجَ الأنبياءِ والمؤمنين فازَ ونجا، ورضيَ الله عنهم وعنه. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (36) أ. محمد خير رمضان يوسف رحمَ الله آباءنا وأجدادنا والحكماءَ من ذوينا وأقربائنا، الذين كانوا يحذِّروننا دائمًا من الذين لم يكملوا علومهم، فيقولون عنهم من قبيلِ وصفهم بالجهل: فلانٌ صاحبُ نصفِ علم، فهم ليسوا أميين حتى يكونوا على الفطرةِ ويسلِّموا بالأمور، ولم يكملوا علومهم حتى يعرفوا الأمورَ على حقيقتها، فصاروا يخبطون ويخبصون، ويقذفون كلماتهم شرقًا وغربًا، مثلهم مثلُ الَّذِي ï´؟ يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ï´¾ [البقرة: 275]. إن الجهلَ آفةٌ كبيرة، ومَن جهلَ شيئًا عاداه، فالإنسانُ عدوُّ ما يجهل، ولو كان حقًا! •••• سبحان الله! هناك من البشرِ مَن قد تحكَّمَ العنادُ في نفسهِ تحكُّمًا راسخًا، فكلما أوردتَ له الحجَّةَ تلوَ الحجَّةِ ازدادَ عنادًا وتكبرًا عن قبولِ الحقّ، فازدادَ بذلك ضلالاً! يعني أنه كلما رأى نورًا تخفَّى منه في الزوايا ليزدادَ ظلمة! فهو لا يريدُ أن يرى النور، وإذا رآهُ تجنَّبه، إنه لا يريدُ أن يسمعَ الحقّ، فإذا سمعهُ تجاوزَهُ! هؤلاء نفوسهم مظلمة، وليست مهيَّأةً لاستقبالِ نورِ الله، وليست أهلاً له. هؤلاءِ لن يهديَهمُ الله حتى يكسروا عنادَهم ويَلينوا للحقّ، ويستعدُّوا لقبولِ دخولِ النورِ في قلوبهم.. عند ذلك يهديهم الله... فتتنوَّرُ نفوسهم، وتقبلُ الحقّ. •••• لقد علَّمنا الإسلامُ أن نلينَ للحقِّ ونتقبَّلَهُ من أيِّ مصدرٍ كان، فكيف إذا كان مصدرهُ الإسلامِ نفسه؟! https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (37) أ. محمد خير رمضان يوسف الذي يتتبَّعُ أخطاءَ العلماءِ وهفواتهم، ويتركُ علمهم النافعَ وأقوالهم الصحيحة، كمثلِ الذبابِ الذي يقعُ على الأوساخِ والدماءِ المسفوحة، ويدَعُ الجسمَ الصحيحَ والمناطقَ النظيفة! إن العلماءَ بشر، يخطؤونَ كما يخطئُ التاجرُ الخبيرُ في تجارته، فيخسرُ وهو لا يريدُ ذلك، وكالبنّاءِ الماهرِ الذي يخطئُ في جزءٍ من البناء، وهو لا يقصدُ ذلك، وكالطبيبِ الحاذقِ الذي يخطئُ مراتٍ قليلةً في تشخيصه، وهو لا يتمنَّاه.. فإذا شيَّدَ بنَّاءٌ عمائرَ فخمة، وناطحاتِ سحاب، ومطاراتٍ ومعالمَ جماليةً رائعة، على أحسنِ ما يكون، موافقةً لمقاييسِ الضبطِ والجودة، لكنه أخطأ مرةً أو مرتين، فبنى جدارًا مائلاً في غرفةٍ ما، فهل من العدلِ أن يقولَ أحدنا: وما عليَّ أن أبنيَ جدارًا مائلاً وقد بنى مثلَهُ البنّاءُ الفلاني وهو مشهورٌ في مجالِ تخصُّصه؟ لقد نسيَ هذا المجادلُ أنه لا يحقُّ له أن يبنيَ أصلاً، لأن البناءَ تخصُّصٌ لا يلجهُ كلُّ أحد، وهو أمانةٌ مثلُ كلِّ الأعمال، إذا دخلَ فيها من دونِ إتقانٍ هدمَ البيوتَ على أهلها. ثم.. أمن العدلِ أن يتركَ هذا المجادلُ كلَّ أعمالِ ذلك البنّاءِ الرائعةَ ويتشبَّثَ بهفوته، ثم يصفهُ بأقذعِ الصفاتِ على تلك الهفوة؟! لماذا لا يشيدُ بعملهِ الجيِّد، ليتربَّى به وبمثلهِ جيلٌ إسلاميٌّ متفكِّك، بينما يبرزُ عملَهُ السيِّئَ ليزيدَ من ضعفِ المجتمعِ المسلمِ وتماسكه؟ ما الذي يقدِّمهُ للإسلامِ هذا الذي يتتبَّعُ الأخطاء، ويُشهرُ الأقوالَ الضعيفةَ والشاذَّةَ في مجتمعهِ الإسلاميِّ الضعيف، وقد رجعَ عنها أصحابها، أو نقدها العلماءُ وانتهوا منها وهو يبعثها من جديدٍ لدخيلةٍ في نفسه؟ من يكونُ مسؤولاً عن جزءٍ من انحرافِ الناسِ بهذا الهجومِ المتكرِّرِ والتشكيكِ والتقريع؟ لماذا لا يشعرُ المرءُ بالإثمِ الذي يرتكبهُ من كلامه؟ لماذا لا يحسبُ حسابَ جرائمِ اللسانِ والقلمِ التي تبقى آثارها أكثرَ مما يعملُ السيفُ في رقابِ الناس؟ أما علمَ أن ﴿ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾؟ أما علمَ أنه لا خيرَ في علمٍ بدونِ تربيةٍ وأخلاقٍ وخشية؟ لماذا لا يخشى بعضنا جبّارَ السماواتِ والأرضِ يومَ الحسابِ الأكبر؟ لماذا لا يحاولُ أحدنا أن يكونَ عنصرًا فاعلاً يصلحُ بدلَ أن يفسد؟ لماذا لا يبني بدلَ أن يهدم؟ بهدوء، وبحكمة، كما أمرنا ديننا؟! https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله
كلمات في الطريق (38) أ. محمد خير رمضان يوسف لا خيرَ في علمٍ من دونِ خشية. انظروا كم ضلَّ من العلماء، فصاروا أذنابًا للسلطاتِ الظالمة، وأرضَوا رؤساءهم وأسخطوا خالقهم، لأنهم تركوا أهمَّ خصلةٍ مطلوبةٍ في العلم، وهي الخشيةُ من الله. ومن لم يكنْ منهم مرتبطًا بالسلطة، دخلَ في متاهاتٍ أخرى. يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ: ï´؟ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ï´¾ [سورة فاطر: 28]. قال ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه: "ليسَ العلمُ عن كثرةِ الحديث، ولكنَّ العلمَ عن كثرةِ الخَشيَة". يعني أنَّ العالمَ الحقيقيَّ هو الذي يخافُ اللهَ ويتَّقيه، فمَنْ لم يكنْ كذلكَ فإنَّ علمَهُ غيرُ مقبولٍ عنده. •••• الحِلمُ سيِّدُ الأخلاق، والإحسانُ عينها، والورعُ ناصيتها، والعفَّةُ وجهها، والصدقُ لسانها، والمروءةُ جسدها، والرحمةُ قلبها، والحكمةُ صدرها، والنجدةُ جناحها، والشجاعةُ نبضها، والحياءُ نفَسها، والصبرُ لبسها، والتواضعُ هيئتها، والدعةُ سمتها، والإيثارُ تاجها، والقناعةُ رمزها، والتودُّدُ سلَّمها، والرفقُ ديدنها، والوفاءُ نهجها، والسخاءُ رفدها، والإصلاحُ طريقها. https://dl.dropbox.com/u/63580683/a874.gif |
الساعة الآن : 06:25 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour