ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   قواعد قرآنية مفسرة وضرورية لكل مسلم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=148918)

ورد جوري 16-09-2012 06:58 PM

قواعد قرآنية مفسرة وضرورية لكل مسلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخوتي واخواتي اعضاء ملتقانا الاكارم

كثير من اعضاء ملتقى الشفاء الاسلامي


هم من فئة الطلاب , سواء كانوا طلاب جامعات او طلاب مدارس ,


او انهم من فئة الموظفين ,



وبذلك فأغلبنا يعاني من ضيق الوقت , ونتيجة لذلك الضيق فالكثير منا – وانا أولكم :10:– يقصر في تأدية واجب مهم من واجباته ,كمسلم أومسلمة,
ألا وهو (قراءة القرآن الكريم)



فالطلاب حجتهم بأنهم طلاب والوقت لا يكفي لعمل شئ آخر سوى الدراسة ,



والموظفة تقول " اعود من عملي وانا متعبة جدا ووقتي لا يكفي حتى لإكمال أعمال البيت ومتابعة الاولاد "



والموظف كذلك يجد حجة ..




في الحقيقة كل تلك الحجج غير مُقنِعة , فأغلبنا يجد وقتا ليجلس امام هذه الشاشة ويفتح النت , او يتابع مسلسلا او برنامجا او او او ...




فمن أينَ أتيت بذلك الوقت ؟؟!


;)




..


صدقوني عشر دقائق يومياً لقراءة بعض الايات الكريمة لن تؤثر سلباً على دراستك ولن تؤثر على ادائك المنزلي ,



بل ستؤثر تأثيراً ايجابياً عظيماً :)


وستلمسون ذلك التأثير بتجربتكم انتم ان شاء الله..




لنتعاهد احبتي في الله على ألا نترك قراءة القرآن ابداً


ولو (حزب واحد يومياً ) فمنه سنستمد القوة والنشاط والتركيز والبركة والابداع وكل المنافع ان شاء الله ..




لتكن صفحتنا هذه صفحة اجتماع اسبوعي


:)




نأتي نهاية كل اسبوع ونسجل اداءنا الاسبوعي مع القرآن الكريم



هل اتممت جزء خلال الاسبوع؟



هل اتممت جزئين ام ثلاثة ام ...؟



هل اتممت نصف جزء؟؟



نشجع بعضنا البعض , ونتدبر بعض الآيات , ونروي بعض الحكايات..



ونسأل الله ان يغفر لنا تقصيرنا ويدخلنا جناته جنات النعيم..



بانتظاركم جميعا احبتي في الله .. ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )




في حفظ الله ورعايته :_11:

عبق الأحبة 16-09-2012 07:48 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
بارك الله فيك وردتي الجورية

يالله بدأت الدراسة كيف الوقت بيروح ما عم بعرف
كأن الساعة عم تركض ركض و الدراسة يوميا ما بلاحق عليها

بس بردو كلامك صحيح لازم كون في شوية للقران ;)
انا معك بالاقتراح و ان شاء لله ساكون متواجدة في اخر كل اسبوع
في هذه الصفحة لاخبركم بأهم التفاصيل من قلب الحدث :ppu

ام الشفاء 16-09-2012 07:53 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
بارك الله فيك يا ورد يا رب يجعله في ميزان حسناتك وانا معك من بكره ببدأ معك باذن الله

لمسة ملاك 16-09-2012 07:56 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
أسعدتني رسالتك أختي ولكن رح تستغربي مهما كنت مشغولة ضروري اغذي روحي بالقرآن يوميا بل لا أنام إلا والقرآن شغال بجانبي لذلك أشعر بيتي يغشاه السكون والهدوء والمحبة وأحياناً اشعل المسرح المنزلي بأعلى صوت بسورة البقرة والرقية الشرعية والآن بدأت بمرحلة الحفظ والحمد لله دعواتك تتيسر لي الامور لأني عم بجد صعوبة وعم ادعي الله اكون حافضة لكتاب الله
زوجي بيسمعلي كل يوم وإزا اخطأت بحكيلي صفر يلا روحي احفضي منيح

لمسة ملاك 16-09-2012 07:58 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
نست احكيلك رح كون معكم أكيد بهذه الحملة اسأل الله انه يجعل ماتقدميه في ميزان حسناتك تثقليه به

نمضي كـ حلم 16-09-2012 08:02 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
انااااااااا انضم الى هذه المبادرة الطيبة.وان شاء الله من الغد
وبارك الله فيك..وجعله في ميزان حسناتك

ورد جوري 16-09-2012 08:05 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبق الأحبة (المشاركة 1318909)
بارك الله فيك وردتي الجورية


يالله بدأت الدراسة كيف الوقت بيروح ما عم بعرف
كأن الساعة عم تركض ركض و الدراسة يوميا ما بلاحق عليها

بس بردو كلامك صحيح لازم كون في شوية للقران ;)
انا معك بالاقتراح و ان شاء لله ساكون متواجدة في اخر كل اسبوع

في هذه الصفحة لاخبركم بأهم التفاصيل من قلب الحدث :ppu

وفيكِ بارك الله مراسلتي من غزة (قلب الحدث)
ربي يباركلك بوقتك ويرضى عنك
انتظرك نهاية كل اسبوع وكمان انتظرك نهاية السنة بخبر يفرحني بأحلى واعلى مجموع :_11:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سامي (المشاركة 1318911)
بارك الله فيك يا ورد يا رب يجعله في ميزان حسناتك وانا معك من بكره ببدأ معك باذن الله

اللهم آمين واجمعين..
يشرفني تواجدك معنا خالتو ام سامي
شعبيتك كبيرة ( مكسب يعني ;))
ربي يجزيك الخير:_11:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمسة ملاك (المشاركة 1318913)
أسعدتني رسالتك أختي ولكن رح تستغربي مهما كنت مشغولة ضروري اغذي روحي بالقرآن يوميا بل لا أنام إلا والقرآن شغال بجانبي لذلك أشعر بيتي يغشاه السكون والهدوء والمحبة وأحياناً اشعل المسرح المنزلي بأعلى صوت بسورة البقرة والرقية الشرعية والآن بدأت بمرحلة الحفظ والحمد لله دعواتك تتيسر لي الامور لأني عم بجد صعوبة وعم ادعي الله اكون حافضة لكتاب الله
زوجي بيسمعلي كل يوم وإزا اخطأت بحكيلي صفر يلا روحي احفضي منيح


اهلا بملاكنا الطيبة
لا ياغالية مابستغرب بالعكس
الله يبارك فيك ويفتح عليك وييسرلك
طيب تابعي معنا وكمان اخونا هدي الصحابة
بس من غير اصفار :ppu
مابنستغني عن افكارك ياشطورة ;)


بالاسلام نرتقي 16-09-2012 08:08 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
وردتي الجوريه الرائعه الله يبارك فيكي يا رب و يجعلو بميزان حسناتك
وانا معكي يا غاليه

بالتوفيق للجميع


ورد جوري 16-09-2012 08:09 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمسة ملاك (المشاركة 1318915)
نست احكيلك رح كون معكم أكيد بهذه الحملة اسأل الله انه يجعل ماتقدميه في ميزان حسناتك تثقليه به

اللهم آمين واجمعين..
يامية اهلا وسهلا حبيبتي :)


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارجو رحماك يا الله (المشاركة 1318917)
انااااااااا انضم الى هذه المبادرة الطيبة.وان شاء الله من الغد


وبارك الله فيك..وجعله في ميزان حسناتك

آمين واجمعين يارب
اهلا بك غاليتي
نفع الله بك وفتح عليك وثبتك:)

ورد جوري 16-09-2012 08:10 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالاسلام نرتقي (المشاركة 1318920)
وردتي الجوريه الرائعه الله يبارك فيكي يا رب و يجعلو بميزان حسناتك

وانا معكي يا غاليه

بالتوفيق للجميع

آمين ولكِ بالمثل زهرتي الشفائية الغالية
مية اهلا وسهلا حبيبة قلبي :)
الله يرضى عنك

أبلة ناديا 16-09-2012 11:05 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
السلام عليكم ورحمة الله
أولا أهلا بالغاليات
عبق الاحبة
أم سامي
لمسة ملاك
بالاسلام نرتقي
أرجو رحماك يا الله
مشكورة غاليتي ورد عن الدعوة وعن المبادرة الطيبة
ستجدونني معكم بحول الله
نتمنى انضمام الباقي
بالتوفيق

أمة_الله 17-09-2012 02:31 AM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مبادرة طيبة وردتنا لا حرمك ربي الأجر والثواب
معكم بإذن الله بعد عودتي :_11: (سأتغيب لفترة)

في حفظ الله

آمنة مختار 17-09-2012 02:36 AM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
السلام عليكم
حبيبتي ورد...الله يقويكي لطاعتو..و يجعلو في ميزان حسناتك يــــــــــــارب....
وأنا أتمنى من الله إنو يقويني و أستطيع أنضم معكن..فكما تعلمين أنا أخرج للجامعة من الساعة السادسة صباحا و أعود السادسة مساء وورايا دش وبعدو قطران .....الله المستعان

نمضي كـ حلم 17-09-2012 02:32 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 

نمضي كـ حلم 17-09-2012 02:32 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اليوم............
قرات سورة البقرة

نمضي كـ حلم 17-09-2012 02:34 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة_الله (المشاركة 1319103)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


مبادرة طيبة وردتنا لا حرمك ربي الأجر والثواب
معكم بإذن الله بعد عودتي :_11: (سأتغيب لفترة)


في حفظ الله

اسال الله ان تعودي سالمة غانمة
في رعاية الله

أتعبها الزمن الغدار 17-09-2012 03:59 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
ما شاااء الله عنك حبيبتي جووري
الله يجعل ذلك في ميزاان حسناتك
ان شااء الله رااح أشارك موضوعك
بس انتي ادعيلي واذا ما شاركت اعلمي اني بكون قراءت لا تألأي علي

ورد جوري 17-09-2012 04:09 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبلة ناديا (المشاركة 1319020)
السلام عليكم ورحمة الله

أولا أهلا بالغاليات
عبق الاحبة
أم سامي
لمسة ملاك
بالاسلام نرتقي
أرجو رحماك يا الله
مشكورة غاليتي ورد عن الدعوة وعن المبادرة الطيبة
ستجدونني معكم بحول الله
نتمنى انضمام الباقي
بالتوفيق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
واهلا بكِ خالتي الحبيبة
ناديا
:)
سعيدة جدا بوجودك معنا
لاحرمك ربي الاجر
بانتظار تحفيزك للامورات :_11:
في حفظ الله


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة_الله (المشاركة 1319103)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


مبادرة طيبة وردتنا لا حرمك ربي الأجر والثواب
معكم بإذن الله بعد عودتي :_11: (سأتغيب لفترة)


في حفظ الله

استاذتي الهادئة الغالية
امة الله
:)
لاحرمك ربي جنة النعيم :_11:
بانتظار عودتك والى ذلك الحين استودعك الله الذي لاتضيع ودائعه
في حفظ الله :)

ورد جوري 17-09-2012 04:13 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة مختار (المشاركة 1319107)
السلام عليكم
حبيبتي ورد...الله يقويكي لطاعتو..و يجعلو في ميزان حسناتك يــــــــــــارب....
وأنا أتمنى من الله إنو يقويني و أستطيع أنضم معكن..فكما تعلمين أنا أخرج للجامعة من الساعة السادسة صباحا و أعود السادسة مساء وورايا دش وبعدو قطران .....الله المستعان

وعليكم السلام ورحمة الله
حبيبتي في الله
آمنة مختار
اشكرك على دعواتك الطيبة ولك بالمثل ان شاء الله :).
اسأل الله ان يبارك لك في وقتك وعلمك وعافيتك
,,
اذن , وقتك كوقتي انا ايضا استيقظ فجرا اصلي واجهز نفسي للجامعة واعود بعد العصر بالكاد يكفي الوقت لبعض الراحة والدراسة , لكن ان شاء الله نتعاون على فعل الخير ونتخذ القرآن خير رفيق لنا وخير مصدر للبركة :)..

انتظرك ان شاء الله بين فترة واخرى;)..

ورد جوري 17-09-2012 04:15 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارجو رحماك يا الله (المشاركة 1319221)
اليوم............
قرات سورة البقرة

ماشاء الله
الله يفتح عليك وينور دربك حبيبتي :)


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أتعبها الزمن الغدار (المشاركة 1319242)
ما شاااء الله عنك حبيبتي جووري

الله يجعل ذلك في ميزاان حسناتك
ان شااء الله رااح أشارك موضوعك
بس انتي ادعيلي واذا ما شاركت اعلمي اني بكون قراءت لا تألأي علي

الله ييسرلك ويباركلك بوقتك ياقمرة
:)
موفقة ان شاء الله , ديري بالك ع دراستك

ورد جوري 17-09-2012 04:19 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
احبتي في الله يسر الله اموركم وانار دروبكم وصدوركم بنور الايمان والقرآن
:)

استاذنا الفاضل
ابو الشيماء
سيزودنا بدرس (يوم من كل اسبوع )
يحدثنا فيه عن آية او آيات من كتاب الله من اختياره هو جزاه الله خيراً
ادرجها لكم لتنتفعوا منها..

بالاسلام نرتقي 17-09-2012 07:50 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
حلو كتير
الله يبارك فيكن يا رب
بالانتظااااااار

أبلة ناديا 17-09-2012 09:22 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
الغالية
أمة الله ننتظر عودتك
ننتظر كل من شارك معنا في
سأكون انسانا جديدا في علاقتي بربي
والخيمة الرمضانية
للانضمام والمشاركة

ورد جوري 18-09-2012 05:52 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
السلام عليكم
سأدرج الان الدرس الاول
فتابعوا معنا ,, اسأل الله ان ينفعنا واياكم ويستخدمنا بطاعته

ورد جوري 18-09-2012 05:55 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال تعالى
:

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)

[ سورة الأنفال: الآية 33
]
الشق الأول من الآية
قال العلماء: إذا فهمنا الآية، والنبي عليه الصلاة والسلام بين ظهرانيهم نفهمها بشكل أو بآخر، ولكن كيف نفهمها إذا انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدار الآخرة ؟

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾

[ سورة الأنفال: الآية 33
]
أجمع العلماء على أنه مادامت سنة النبي صلى الله عليه
وسلم مطبقة في حياتهم، في بيوتهم، في أعمالهم، في حلهم، في ترحالهم، في أفراحهم، في أتراحهم، في كسب أموالهم، في إنفاق أموالهم، في اختيار زوجاتهم، في تطليق زوجاتهم، في تربية أولادهم، فهم في بحبوحة من عذاب الله، وبشكل أو بآخر:

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ﴾

[ سورة
النساء: الآية 147]
الإنسان إذا شكر وآمن كأن الله عز وجل خلق الكون وسخره له
تسخيرين، تسخير تعريف، وتسخير تكريم، رد فعل التعريف أن نؤمن ورد فعل التكريم أن نشكر، فإذا آمنا، وشكرنا حققنا الهدف الذي من أجله خلقنا، فلمَ العذاب ؟ طبيب أخذ قراراً أن يستأصل كلية متوقفة عن العمل، لو أنه صوّرها قبل العملية بساعات فإذا بها تعمل قبل العملية بساعات هل يستأصلها ؟ مستحيل:

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)

[ سورة النساء: الآية 147
]
فحينما تزل أقدامنا، وحينما نعصي ربنا
يسوق لنا الله الشدائد، هناك آيتان كل منهما يلفت النظر، الآية الأولى:

﴿تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا﴾

[ سورة التوبة: الآية
118]
والآية الثانية
:

﴿تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾

[ سورة البقرة: الآية 160
]
كيف نفهم الآيتين ؟ الآية
الأولى: تاب الله عليهم ليتوبوا، أي ساق لهم من الشدائد ما حملهم على أن يتوبوا.
والآية الثانية: تابوا فتاب عليهم، أي قبل توبتهم، ومن أسماء الله
الحسنى أنه تواب، ومن معاني التواب أنه يسوق الشدة لعبده كي يحمله على التوبة، لأنك إذا رأيت ألف تائب فاعلم علم اليقين أن تسعين بالمئة منهم التجؤوا إلى الله عقب مشكلة ساقها الله لهم، فتاب عليهم ليتوبوا.
أنت حينما تقيم الإسلام في بيتك في
بحبوحة من عذاب الله، لو أن القدم زلت في ساعة غفلة، والمؤمن كما يقال مذنب تواب، وكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، ذلك أن الإنسان أودعت به الشهوات، فحينما يغفل عن الله لحظة تزل قدمه، فالإنسان المؤمن في بحبوحة إقامة منهج الله، وفي بحبوحة الاستغفار، فما دام يستغفر فهو في بحبوحة ثانية، البحبوحة الأولى بحبوحة الالتزام بمنهج الله، أما لو زلت قدمه فالبحبوحة الثانية أن يستغفر، لو انتزعنا مثلاً واقعياً، جاء ابن بجلائه إلى أبيه عقب الامتحان النصفي، وقد نال الصفر في الرياضيات، أراد الأب أن يقيم عليه النكير، وأن يؤدبه تأديباً ما بعده تأديب، فإذا بالابن يصفر لونه، ويكمد، ويهتم، ويتألم أشد الألم، وعنده مبلغ مدخر، أرادا أن ينفقه على دروس خاصة لكي يتقوى بهذه المادة، حينما يرى أبوه هذا الابن متألمًا أشد الألم، نادمًا أشد الندم يعقد العزم على أن ينفق ما عنده كي يرفع مستواه في هذه المادة، الأب يتوقف عن معالجته.
شيء منطقي عندما يرى الله من العبد ندماً ألماً
وخوفاً وحياءً وانكماشاً من عبده المذنب يتوقف العلاج، بل إن هناك آيةً دقيقةً جداً، قال تعالى:

﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)

[ سورة الزخرف: الآية 79
]
أذكر قصةً لا أنساها، أن أحد التجار
تقاعد من عمله، وترك تجارته لابنه، فالابن ارتكب خطأً كبيراً في شراء بضاعة، اشترى بضاعة من إنسان في البادية، اشترى الصوف، فهذا الإنسان ليس عنده ما يكفي كي يدقق في الحسابات، أعطاه أوزاناً كلها غير صحيحة، فهذا الإنسان دفع ثلثي ثمن البضاعة، وتلاعب على هذا الأعرابي، بعد أن خرج قال له هذا الأعرابي كلمة أخافته، لعلك احتلت علي، لا أسامحك، فقال لي هذا الرجل: بقيت كلمة هذا البدوي ترن في أذني مسافة ساعتين، وأنا أقود السيارة، أرجع إليه، أم لا أرجع، ماذا أفعل ؟ إلى أن أخذت قراراً، قلت له: ماذا فعلت ؟ قال: ما فعلت شيئاً، أقسم بالله أنه ما أتم هذه الكلمة إلا وهو وسط بركة من الدماء، انقلبت به المركبة، وتناثر الصوف، وجرح، وسال دمه، آية دقيقة جداً:

﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)

[ سورة الزخرف: الآية 79
]
مادمت في شك، ما دمت في أخذ ورد، في صراع، مادمت في ندم،
مادمت في خوف فأنت في بحبوحتين، في بحبوحة أن تكون ملتزماً، قال تعالى:

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ﴾

[ سورة
النساء: الآية 147]
وفي بحبوحة أن تكون نادماً، فالعلاج متوقف، أما حينما يتباهى
الإنسان بالمعصية، ويذكرها، ولا يبالي بها، وحينما تصغر عنده تكبر عند الله، وحينما تكبر عنده تصغر عند الله، لذلك البطولة ليست في التوبة، بل في دوام الاستغفار، وكأن الاستغفار من شيم المؤمن، النبي عليه الصلاة والسلام علّمنا إن صلينا أن نستغفر، تستغفر من ماذا ؟ أنت في طاعة، لعلك في الصلاة سهوت، لعل إقبالك لم يكن محكماً، لعلك شردت عن الله عز وجل، إذا حججنا البيت نستغفر، إذا صمنا نستغفر، أية عبادة كان عليه الصلاة والسلام يستغفر، أيْ يصحبها بالاستغفار، كي نستغفر الله من تقصيرنا، وكأن الله عز وجل حينما يقول:

﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)

[ سورة المعارج: الآية 23
]
هل يعقل أن نصلي دائماً ؟ هناك صلوات
خمس، هناك آية:

﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)

[ سورة المؤمنون: الآية 9
]
وهناك آية
:

﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)

[ سورة المعارج: الآية 23
]
كأن دوام الصلة
بالله عن طريق الاستغفار، وعن طريق الدعاء، والدعاء مخ العبادة، أنت حينما تدعو الله فأنت في عبادة، ذلك أن إنساناً لا يمكن أن يدعو إنساناً إلا إذا آمن بوجوده، وأن إنساناً لا يمكن أن يدعو إنساناً إلا إذا أيقن أنه يسمعه، وأن إنساناً لا يمكن أن يدعو إنساناً إلا إذا كان قادراً على حل مشكلته، وأن إنساناً لا يمكن أن يدعو إنساناً إلا إذا كان هذا المدعو يحب أن يحل هذه المشكلة، ويرحمك، فلمجرد أن تدعو الله عز وجل فأنت مؤمن بوجوده، وبسمعه، وبقدرته، ورحمته، هذا معنى قول الله عز وجل:

﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾

[ سورة
الفرقان: الآية 77]
الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام هو العبادة، فأنا حينما
أداوم على الاستغفار، وحينما أداوم على الدعاء فإنني مع الله، ومن كان مع الله كان الله معه، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ هذه الشحنة الروحية المستمرة عن طريق الاستغفار، وعن طريق الدعاء تهبك رؤيةً صحيحة، وتهبك قراراً سديداً، وتهبك حكمةً فائقة، هذا كله يؤكد أن دوام الاستغفار أحد أسباب الثبات على التوبة.
المذيع
:
ودوام الاستغفار ما شئت أن تستغفر، في ليلك ونهارك، ومقامك
وترحالك، فضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي، هيئة الاستغفار هو سؤال من إحدى الأسئلة، أننا نقول: أستغفر الله، وأتوب إليه، مع العقد والعزيمة، وحضور القلب، ويزل لسان المرء بمعصية ما، بغيبة ما، بكلام ما، ويقول فوراً: أستغفر الله العظيم، وأتوب إليه، هل أزيل هذا الزلل، أو هذه المعصية، والله أعلم طبعاً، ولكن هل هذا الاستغفار من موجبات العفو عنها ؟
الأستاذ
:
هناك ملاحظتان، أنا حينما أتوهم أنني أخطئ
ما شاء لي أن أخطئ، وعقب كل خطأ أستغفر الله، هذا الاستغفار مرفوض، أنا أخطئ ما شاء لي أن أخطئ، وأنا أخطئ كمبدأ، كسلوك يومي ثابت مستمر، أنا حينما أخطئ كسلوك ثابت يومي مستمر، وعندي معلومات من الدين، أنك إذا استغفرت، وتاب الله عليك فهذا الاستغفار مرفوض من أصله، أما حينما أخطئ دون أن أقصد، وحينما أخطئ دون أن أعاود الخطأ، وحينما أخطئ دون أن أنوي أن أتابع الخطأ، وأستغفر، يغفر الله لي إذا كان الذنب بيني وبين الله، أما إذا كان بيني وبين العباد فلابد من أداء الحقوق أو المسامحة، المشكلة أن الناس يفهمون الدين فهماً مغلوطاً، قال تعالى:

﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)

[ سورة الحجر: الآية 49
]
لكن الله عز وجل يتابع
ويقول:

﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)

[ سورة
الحجر: الآية 50]
أنا لا يمكن أن أوظف هذه التوجيهات النبوية كي أستبيح المعاصي،
هذا شيء مستحيل.
أضرب لك بعض الأمثلة، أنا حينما أركب طائرةً أول مرة في حياتي
كي أحج بيت الله الحرام، وحينما أضع ثياب الإحرام في المحفظة الكبيرة، وحينما أطلبها وقت الإحرام فلا آخذها، مستحيل أن آخذها لأن المحفظة الكبيرة مع البضاعة، في الشحن.
إذاً أنا أدخل الآن منطقة الحرم غير مُرتدٍ ثياب الإحرام، الشرع مرن سمح
لي أن أذبح هدي الجزاء، وأن أتلافى دخولي بيت الله الحرام من دون ارتداء ثياب الإحرام، أن أجبر هذا الكسر.
لو جاء غني، وقال: أنا ما دام يجوز أن أذبح شاةً
مقابل ارتدائي الثياب الكاملة أنا سأذبح مئة ألف شاة، هذا لا يقبل منه، لا يمكن أن يكون الاستغفار بالمعنى الدقيق سبباً لمتابعة المعاصي، لا يمكن أن يقبل الله الاستغفار كسبب لمتابعة المعاصي، أما أنا حينما أعصي دون أن أصر، وحينما أعصي دون أن أفكر أن أعاود المعصية، وأستغفر أجد الله غفوراً رحيماً، أما حينما أستخدم الاستغفار كمبرر لمعاودة المعصية فهذا لا يمكن أن يقبله الله عز وجل، هذا استهزاء بالدين.
المذيع
:
وما هي أفضل مواضع الاستغفار ؟
الأستاذ
:
قال
تعالى:

﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾

[ سورة يوسف: الآية
98]
انتبه العلماء إلى سَوْفَ، كأن هناك وقت، وفي الحديث الصحيح القدسي عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ ))

[ متفق عليه
]
أفضل وقت للاستغفار
وقت السحر، وهناك ساعات الإجابة كساعة يوم الجمعة، وفي أيام رمضان، في قيام الليل، عند الشدة، في السجود، في بيت الله في، وقت فضيل، في مكان فضيل، كأن الله سبحانه وتعالى اصطفى بيته الحرام ليشيع فيه الصفاء على كل مكان، واصطفى شهر رمضان ليكون فيه الصفاء فيه في كل الأيام، لابد من وقت تشعر أن الله عز وجل معك، وهذا كما قلت قبل قليل معنى قوله تعالى:

﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾

[ سورة يوسف: الآية 98
]
والله عز وجل يقبل استغفارك، ولو أن شفتيك مطبقتان، يمكن
أن تناديه بقلبك:

﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4)

[ سورة مريم
]
الله معك
.
سيدنا يونس
أين خاطب الله ؟ وهو في بطن الحوت، أحياناً يقتني الإنسان هاتفاً خلوياً، في أماكن محددة ليس هناك تغطية، لكن الله مع الإنسان في أي مكان، وهو في بطن الحوت، قال تعالى:

﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)

[ سورة الأنبياء
]
والحمد لله رب العالمين

ورد جوري 18-09-2012 08:18 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 

ورد جوري 19-09-2012 08:41 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتربنا من نهاية الاسبوع
:)
نراكم ان شاء الله يوم الجمعة او السبت
لتخبرونا عن احوالكم مع كتاب الله
مصدر الخير والاطمئنان والسعادة
:_11:

بالاسلام نرتقي 19-09-2012 11:01 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
باركك الرحمن جوريتي
ارتحت كتير لما قريت مشاركتك السابقه
الله يريحك و يجزيك الخير ويبارك فيك
ويجعله بميزان حسناتك

بانتظار مشاركات مشابهة وياريت تكثفين



ورد جوري 20-09-2012 05:51 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
الله ينور دربك ويشرح صدرك ويسعدك على طول حبيبتي
بالاسلام نرتقي
همتك معي يلا ;)

جودينا 21-09-2012 11:42 AM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
جمعه مباركه جوري
شكرًا للدعوه و عذرا على التأخير
فكره رائعه يا رائعه
والآيات المفسرة تعود بالنفع الكثير لكل من يمر من هنا ولك الأجر بإذن الله
سأدخل واقراء كل مايستجد ان شاءالله كل ما اتيحت لي الفرصه


ورد جوري 21-09-2012 12:03 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
جودينا الرائعة
حياكِ ربي وبارك ايامك وعمرك وعملك
:)
اسعدني وجودك ياطيبة
نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ويثقل لنا في الميزان,,اللهم آمين..


لا تنسوا قراءة سورة الكهف اليوم والدعاء في الساعة الاخيرة من الجمعة يا احبة :)

أنـــار الله قلوبكم ودروبكم بنور الإيمان والقرآن

أبلة ناديا 21-09-2012 04:13 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
جمعة مباركة
ننتظر غدا بحول الله
ونتمنى من الله أن يقوي عزيمتنا
بالتوفيق يا غاليات

راغبة في رضا الله 21-09-2012 11:41 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
رائع جدا وردتنا الجورية
نفع الله الجميع بكتاب الله فهو دواء كل عليل وراحة للنفوس المتعبة
بارك الله بك وبجهدك الطيب

ورد جوري 22-09-2012 05:17 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبلة ناديا (المشاركة 1320388)
جمعة مباركة

ننتظر غدا بحول الله
ونتمنى من الله أن يقوي عزيمتنا

بالتوفيق يا غاليات

خالتي الحبيبة
نادية
اسعد بكلماتك المشجعة
لاحرمنا الله تواجدك المثمر :)

ورد جوري 22-09-2012 05:19 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راغبة في رضا الله (المشاركة 1320492)
رائع جدا وردتنا الجورية
نفع الله الجميع بكتاب الله فهو دواء كل عليل وراحة للنفوس المتعبة
بارك الله بك وبجهدك الطيب

وفيكِ بارك الله اختي الغالية
ام ماسة
:)
ننتظر نشاطك وهمتك معنا

ورد جوري 22-09-2012 07:46 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر. ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر. وفي رواية (بدل المنافق) الفاجر". صحيح مسلم



ورد جوري 25-09-2012 04:07 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
السلام عليكم ورحمة الله
الدرس الثاني من اخونا الفاضل
ابو الشيماء

ورد جوري 25-09-2012 04:08 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلموبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسانإلى يوم الدين..
أما بعد

الآية..
قول الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} [فاطر:

فهذا موعد جديد لموضوعنا المتنور: (قواعد قرآنية)، نعيش فيها مع قاعدة من القواعد المحكمة في أبواب التعامل مع الخلق، تلكم هي القاعدةالقرآنية التي دل عليها قول الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُالسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} [فاطر: 43].

وهذه القاعدةالقرآنية جاءت ضمن سياق آيات في سورة فاطر، يحسن ذكرها ليتضح معناها، يقول تعالى عن طائفة من المعاندين(1): {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيْقُ المَكْرُالسَّيِّئُ إلا بَأَهْلِه فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْتَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر: 42، 43].

ومعنى هذه القاعدة التي تضمنتهاهذه الآية باختصار:

أن هؤلاء الكفار المعاندين أقسموا "بالله أشد الأَيْمان: لئن جاءهم رسول من عند الله يخوِّفهم عقاب الله ليكونُنَّ أكثر استقامة واتباعًا للحق من اليهود والنصارى وغيرهم، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم ما زادهم ذلك إلا بُعْدًا عن الحق ونفورًا منه، وليس إقسامهم لقَصْد حسن وطلبًا للحق، وإنما هو استكبارٌ في الأرض على الخلق، يريدون به المكرالسيِّئ، والخداع والباطل، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فهل ينتظر المستكبرون الماكرون إلا العذاب الذي نزل بأمثالهم الذين سبقوهم، فلن تجد لطريقة الله تبديلاًولا تحويلاً فلا يستطيع أحد أن يُبَدِّل، ولا أن يُحَوِّل العذاب عن نفسه أو غيره" (2).

وهذا المعنى الذي قررته هذه القاعدة، جاء معناه في آيات أخر من كتاب الله تعالى، تأمل قوله عز وجل: {يا أيها الناس إنمابغيكم على أنفسكم} وقولَه تعالى: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}، بل قد قرر الله تعالى أن هذا الأسلوب ـ وهو المكر ـ إنما هو منهجٌ من مناهج أعداء الرسل معا لأنبياء والرسل، فقال ـ في سورة الرعد: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}[الرعد: 42]، وقال عز وجل: {وَقَدْ مَكَرُوامَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46].


وأما الأمثلة الفردية التي تبين معاني هذه القاعدة، فكثيرة في كتاب الله تعالى، لكن حسبنا أن نشير إلى بعضها، فمن ذلك:

1
ـ ما قصه الله تعالى عن مكر إخوة يوسف بأخيهم، فماذا كانت العاقبة؟ يقول تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}[يوسف: 102] صحيح أن إخوته تابوا، لكن بعد أن آذوا أباهم وأخاهم بأنواع من الأذى، فعاد مكرهم على غيرمرادهم، وفاز بالعاقبة الحسنة، والمآل الحميد من صبر وعفى وحلَم.

2
ـ وتأمل في قول الله تعالى عمن أرادوا كيداً بني الله عيسى؛: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54]!

3
ـ ولما تحايل المشركون بأنواع الحيل لأذية نبينا صلى الله عليه وسلم، قال الله عنهم: {وَإِذْ يَمْكُرُبِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

وأما في السنة، وفي التاريخ فكثيرٌ جداً، ومن قرأ التاريخ قراءة المتدبر المتأمل، وجد من ذلك عبراً، وأدرك معنى هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}.

ولهذا، ولما كان المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً، والكيدُ له عظيماً، سلاه الله بآية عظيمة، تبعث على الثقة والطمأنينة، والأمل والراحة، ليس له صلى الله عليه وسلم وحده، بل لكل داعية يسير على نهجه ممن قد يشعر بكيد الكائدين ومكر الماكرين، فقالـ: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَاتَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ* إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْاوَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[النحل: 127، 128].

"
فالله حافظه من المكروالكيد، لا يدعه للماكرين الكائدين وهو مخلص في دعوته لا يبتغي من ورائها شيئاً لنفسه، ولقد يقع به الأذى لامتحان صبره، ويبطئ عليه النصر لابتلاء ثقته بربه، ولكن العاقبة مظنونة ومعروفة: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ومن كان الله معه فلا عليه ممن يكيدون وممن يمكرون"(3)، والمهم أن يحفظ سياج التقوى، ولا يقطع إحسانه إلى الخلق، ثم ليبشر بعد ذلك ببطلان كيد الماكرين.

أيها القارئ المحب لكلام ربه:

لعلك تلاحظ أن المكر ـ في هذه القاعدة القرآنية: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّابِأَهْلِه} ـ لعلك تلاحظ أن المكر أضيف إلى السوء، وهذا يوضح أن المكر من حيث هو لايذم ولا يمدح إلا بالنظر في عاقبته، فإن كان المكرُ لغاية صحيحة فهو ممدوح، وإلافلا، ومن بلاغة البيان القرآني التعبير بالحيق مع كلمة المكر، في قوله: (ولا يحيق)،فالعرب تقول: حاق به المكروه يحيق به حيقاً، إذا نزل به وأحاط به، ولا يطلق إلاعلى إحاطة المكروه خاصة، فلا تقول: حاق به الخير، بمعنى: أحاط به(4).


ولعلك تتأمل معي ـ أيها المستمع الكريم ـ في الحكمة من اتباع هذه القاعدة القرآنية بقوله ـ: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} ليتبين أن هذه القاعدة القرآنية مطردة، وفي ذلك من التحذير من مكرالسوء ما فيه، لمن تدبر ووعى، كما سبق في ذكر الآيات الكريمة الدالة على ذلك.

وإذا تقرر أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فإنه يدخل في هذه الآية كل مكرٍ سيء،يقول العلامة ابن عاشور: مبيناً علة اطراد وثبات هذه القاعدة {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّابِأَهْلِه}:
"
لأن أمثال هذه المعاملات الضارة تؤول إلى ارتفاع ثقة الناس بعضهم ببعض، والله بنى نظام هذا العالم على تعاون الناس بعضهم مع بعض؛ لأن الإنسان مدنيب الطبع، فإذا لم يأمن أفراد الإنسان بعضهم بعضاً تنكر بعضهم لبعض، وتبادروا الإضراروالإهلاك؛ ليفوز كل واحد بكيد الآخر قبل أن يقع فيه؛ فيفضي ذلك إلى فساد كبير في العالم، والله لا يحب الفساد، ولا ضر عبيده إلا حيث تأذن شرائعه بشيء.
وكم في هذا العالم من نواميس مغفول عنها، وقد قال الله _تعالى_: [وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ].

وفي كتاب ابن المبارك في "الزهد" بسنده عن الزهري بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمكر، ولا تُعن ماكراً فإن الله يقول: [ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله]".

ومن كلام العرب: من حفر لأخيه جباً وقع فيه منكباً!.
فكم انهالت من خلال هذه الآية من آداب عمرانية، ومعجزات قرآنية، ومعجزات نبوية خفية"(5).

أيها الممعن النظر:

وإذا أردنا أن ننظر في آثار هذه القاعدة {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّابِأَهْلِه} على أهلها في الدنيا والآخرة، فلنتأمل هذه القصص التي ذكرها ربنا في كتابه عن أهل المكر بأوليائه والدعاة إلى سبيله، فبالإضافة إلى ما سبق ذكره عن جملة من الأنبياء، نجد أمثلة أخرى لأتباعهم، نجاهم الله فيها من مكر الأعداء، ومن ذلك:

ـ فهذا فرعون! كم كاد لبني إسرائيل لمّا آمنوا به! ومن جملتهم ذلك الرجل الذي عرف بـ"مؤمن آل فرعون" الذي قصّ الله خبره في سورة غافر! تأمل قوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُالْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَتَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر: 45، 46] فنجى الله المؤمن، وأما فرعون وجنوده فهم الآن، بل منذ ماتوا وهم يعذبون وإلى يوم القيامة.

ـوهذا الإمام البخاري: ـ صاحب الصحيح كان كثير من أصحابه يقولون له: إن بعض الناس يقع فيك! فيقول: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} [النساء 76] ويتلو أيضاً: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّابِأَهْلِه} [فاطر: 43]، فقال له أحد أصحابه: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟

فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبرواحتى تلقوني على الحوض"، وقال صلى الله عليه وسلم: (من دعا على ظالمه، فقد انتصر)(6).

ـ وقد ذكر ابن القيم: أمثلةً تطبيقية وعملية من واقع الناس لهذه القاعدة: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} ـ في سياق حديثه عن المتحايلين على الأحكام الشرعية، كالمتحايلين على أكل الربا ببعض المعاملات، أويحتالون على بعض الأنكحة، وأمثال هؤلاء، فقال:

"فالمحتال بالباطل مُعَاملٌ بنقيض قصده شرعاً وقَدَرَاً، وقد شاهد الناس عيانا أنه من عاش بالمكر مات بالفقر، ولهذا عاقب الله ـ من احتال على إسقاط نصيب المساكين وقت الجداد بحرمانهم الثمرة كلها(7)، وعاقب من احتال على الصيدالمحرم بأن مسخهم قردة وخنازير، وعاقب من احتال على أكل أموال الناس بالربا بأن يمحق ماله، كما قال تعالى: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} فلا بد أن يمحق مالا لمرابي ولو بلغ ما بلغ، وأصل هذا: أن الله سبحانه جعل عقوبات أصحاب الجرائم بضد ماقصدوا له بتلك الجرائم،... إلى أن قال:

وهذا بابٌ واسعٌ جداً عظيمُ النفع،فمن تدبره يجده متضمناً لمعاقبة الرب سبحانه من خرج عن طاعته بأن يعكس عليه مقصود هشرعاً وقدراً، دنياً وأخرى، وقد اطردت سنته الكونية سبحانه في عباده بأن: من مكر بالباطل مكر به، ومن احتال احتيل عليه، ومن خادع غيره خُدِعَ، قال الله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم}، وقال تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُالسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}، فلا تجد ماكراً إلا وهو ممكورٌ به، ولا مخادعا إلاوهو مخدوع ولا محتالا إلا وهو محتال عليه" انتهى كلامه.
وبه تنتهي هذه الوقفات
المختصرات مع هذه القاعدة القرآنية الكريمة، ولم تنته بعد وقفاتنا التي نريدها مع بقية القواعد.
فإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى

ورد جوري 07-10-2012 07:06 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
السلام عليكم ورحمة الله
جزيل الشكر لمراقبنا الفاضل
ابو الشيماء
على تزويده الدائم لنا بالدروس القيمة الطيبة
رغم مسؤولياته وضيق وقته
جزاك الله عنا خير الجزاء استاذنا الفاضل
واثقل لك في الميزان

...
الآن الدرس الثالث ان شاء الله

ورد جوري 07-10-2012 07:07 PM

رد: مع القرآن الكريم , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى آله وصحبه

وبعد:
فهذه مشكاة أخرى من موضوعنا الموسوم بـ: (قواعد قرآنية)، نقف فيها مع قاعدة من قواعد التعامل مع النفس،ووسيلة من وسائل علاجها لتنعم بالأنس، وهي مع هاتيك سلّمٌ لتترقى في مراقي التزكية،فإن الله تعالى قد أقسم أحد عشر قسماً في سورة الشمس على هذا المعنى العظيم، فقال: "قد أفلح من زكاها"، تلكم القاعدة هي قول الله تعالى: {بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَىنَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}!

والمعنى: أن الإنسان وإن حاول أن يجادل أو يماري عن أفعاله و أقواله التي يعلم من نفسه بطلانها أو خطأها، واعتذر عن أخطاء نفسه باعتذارات؛ فهويعرف تماماً ما قاله وما فعله، ولو حاول أن يستر نفسه أمام الناس، أو يلقي الاعتذارات، فلا أحد أبصر ولا أعرف بما في نفسه مننفسه.

وتأمل ـ أيها المبارك ـكيف جاء التعبير بقوله: "بصيرة" دون غيرها من الألفاظ؛ لأن البصيرة متضمنة معنىالوضوح والحجة، كما يقال للإنسان: أنت حجة على نفسك! والله أعلم.

إن لهذه القاعدةالقرآنية مجالات كثيرة في واقعنا العام والخاص، فلعنا نقف مع شيء من هذه المجالات؛علّنا أن نفيد منها في تقويم أخطائنا، وتصحيح ما ندّ من سلوكنا، و ما كَبَتْ به أقدامنا، أو اقترفته سواعدنا، فمن ذلك:

1 ـ في طريقة تعامل بعض من الناس مع النصوص الشرعية!
فلربما بلغ بعضَ الناس نصٌ واضح محكمٌ، لم يختلف العلماء في دلالته على إيجاب أو تحريم، أو تكون نفسه اطمأنت إلى حكمٍ ما، ومع هذا تجد البعض يقع في نفسه حرجٌ! ويحاول أن يجد مدفعاً لهذا النص أو ذاك لأنه لم يوافق هواه!
يقول ابن القيم رحمه الله: "فسبحان الله! كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم أن لو لم ترد؟ وكم من حرارة في أكبادهم منها، وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها؟ " اهـ(1).
ولا ينفع الإنسان أن يحاول دفع النصوص بالصدر فالإنسان على نفسه بصيرة، وشأن المؤمن أن يكون كما قال ربنا تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواتَسْلِيمًا} [النساء: 65].

يقول ابن الجوزي، في كتابه الماتع الذائع الرائع (صيد الخاطر) يقول رحمهالله ـ وهو يحكي مشاعر إنسان يعيش هذه الحال مع النصوص الشرعية ـ:
"قدرتُ مرةعلى لذة ظاهرها التحريم، وتحتمل الإباحة، إذ الأمر فيها متردد، فجاهدت النفس فقالت: أنت ما تقدر فلهذا تترك! فقارِبِ المقدورَ عليه، فإذا تمكنتَ فتركتَ، كنت تاركاً حقيقة! ففعلتُ وتركتُ، ثم عاودت مرة أخرى في تأويل أرتني فيه نفسي الجواز ـ و إن كان الأمر يحتمل ـ فلما وافقتها أثّر ذلك ظلمه في قلبي؛ لخوفي أن يكون الأمر محرماً، فرأيت أنها تارةً تقوى عليّ بالترخص والتأويل، وتارةً أقوى عليها بالمجاهدة والامتناع، فإذا ترخصتُ لم آمن أن يكون ذلك الأمر محظوراً، ثم أرى عاجلاً تأثير ذلك الفعل في القلب، فلما لم آمن عليها بالتأويل،... إلى أن قال رحمه الله: فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن، وترك الترخص فيما يجوز إذا كان حاملاً ومؤدياً إلى ما لايجوز "(2) انتهى كلامه رحمه الله.

2 ـ ومن مجالات تفعيل هذه القاعدة ـ في مجال التعامل مع النفس ـ:
أ ـ أن مِنَ الناس مَنْ شُغف ـ عياذاًبالله ـ بتتبع أخطاء الناس وعيوبهم، مع غفلة عن عيوب نفسه، كما قال قتادة: ـفي تفسيره لهذه الآية ـ: {بل الإنسان على نفسه بصيرة} قال: إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم، غافلاً عن ذنوبه(3)، وهذا ـ بلا ريب ـ من علامات الخذلان، كما قال بكر بن عبدالله المزني: إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس،ناسيا لعيبه، فاعلموا أنه قد مُكِرَ بِهِ.
ويقول الشافعي:: بلغني أن عبدالملك بن مروان قال للحجاج بن يوسف: ما من أحد إلا وهو عارف بعيوب نفسه، فعب نفسك ولا تخبىءمنها شيئاً(4)، ولهذا يقول أحد السلف: أنفع الصدق أن تقر لله بعيوب نفسك (5).

ب ـومن مواضع تطبيق هذه القاعدة:أن ترى بعض الناس يجادل عن نفسه في بعض المواضع ـ التي تبين فيها خطؤه ـ بما يعلم في قرارة نفسه أنه غير مصيب، كما يقول ابن تيمية: في تعليقه على هذه الآية: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} فإنه يعتذر عن نفسه بأعذار ويجادل عنها، وهو يبصرهابخلاف ذلك(6).

ج ـ ومن دلالات هذه القاعدة الشريفة:
أن يسعى المرء إلى التفتيش عن عيوبه، وأن يسعى في التخلص منها قدر الطاقة، فإن هذا نوع من جهاد النفس المحمود، وأن لا يركن الإنسان إلى ما فيه من عيوب أو أخطاء، بحجة أنه نشأ على هذا الخلق أو ذاك، أو اعتاد عليه، فإنه لا أحد من الناس لا أعلم منك بنفسك وعيوبها وأخطائها وذنوبها، وما تسره من أخلاق، أوتضمره من خفايا النوايا.

وإليك هذا النموذج المشرق من حياة العلامة ابن حزم:، حيث يقول ـ في تقرير هذا المعنىـ:
"كانت فيَّ عيوب، فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم، والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين ـ في الأخلاق وفي آداب النفس ـأعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنّه، وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها، ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاءالله.
ثم ساق الإمام ابن حزم جملة من العيوب التي كانت فيه، وكيف حاول التغلب عليها، ومقدار ما نجح فيه نجاحاً تاماً، وما نجح فيه نجاحاً نسبياً(7) اهـ.

د ـومن مواطن استفادة المؤمن من هذه القاعدة:
أن الإنسان ما دام يدرك أنه أعلم بنفسه من غيره، وجب عليه أن يتفطن أن الناس قد يمدحونه في يومٍ من الأيام، بل قد يُفرطون في ذلك، وفي المقابل قد يسمع يوماً من الأيام من يضع من قدره بمنسم الافتراء، أو يخفض من شأنه،وربما ضُرِّس بأنياب الظلم والبغي، فمن عرف نفسه: لم يغتر بمدحه بما ليس فيه، ولم يتضرر بقدحه بما ليس فيه، بل يفيد من ذلك بتصحيح ما فيه من أخطاء وزلات، ويسعىلتكميل نفسه بأنواع الكمالات البشرية قدر المستطاع.

وخاتمة هذه المجالات التي تناسب حديثنا هنا ـ ولعله من أشرفها ـ:
أن من أكبر ثمرات البصيرة بالنفس، أن يوفق الإنسان إلى الاعتراف بالذنب،والخطأ، وهذا مقام الأنبياء والصديقين والصالحين، وتأمل في قول أبوينا ـ حين أكلامن الشجرة ـ: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَاوَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]}،ثم من بعدهما نوح،وموسى،في سلسلة متتابعة كان من آخرها: ما أثبته القرآن عن أولئك المنافقين الذيناعترفوا بذنوبهم فسلموا وتيب عليهم، قال تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102] "فعلم أن من لميعترف بذنبه كان من المنافقين" (8)
أسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا، وأنيقينا شحها.
ومع توديعة الختام أهمس:



أقرر بذنبك ثم اطلب تجاوزه *** عنك، فإن جحودَ الذنب ذنبانِ


الساعة الآن : 04:01 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 103.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 101.09 كيلو بايت... تم توفير 2.42 كيلو بايت...بمعدل (2.33%)]