ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=139813)

قرآنى جنتى 15-02-2012 03:07 AM

مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
"مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية "

http://akhawat.islamway.net/forum/up...1289323329.gif

المقدمة :

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله و علي آله و صحبه ومن والاه

الرسول قدوتنا في الحياة

لا قدوة لنا سواه
إنه كان أولاً رسول الله ونبيه، وهذا مصدر عظمته.

لقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة فكان قدوة للحكام، ودعا إلى الله فكان قدوة للدعاة،
وقاد الجيوش فكان قدوة لجميع القادة، وربَّى الصحابة فكان قدوة للمربين. لقد علم الناس فنون
الاقتصاد والسياسة والحرب والسلم والتربية والاجتماع.

رعى الغنم ولكنه قاد الأمم، رقع الثوب وحلب الشاة وكنس البيت. ضحك وبكى، وصام وأفطر
، وسافر وتاجر، وتزوج النساء. مازح الأطفال، وربى الكبار، وواسى المحتاجين،
وأعطى المساكين. اغتنى فشكر، وافتقر فصبر. وبالجملة فقد اجتمعت فيه كل خصال الخير

http://akhawat.islamway.net/forum/up...1289323329.gif

لقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لنا أنموذجًا نتبعه، ومثالاً نحتذيه عليه الصلاة والسلام،
فهل يعقل يا أمة الإسلام بعد كل هذا أن نبحث عن غيره، أو أن نتلمس سواه؟

لا ينبغي هذا ولا يكون، بل هو أسوتنا وقدوتنا..
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[الأحزاب:21].

فهلموا إخوتي نتفقد بعض مواقفه مع صحبه الكرام لنستخلص بعض العبر

ونسعي للتطبيق في حياتنا ليعلوا شأننا ونتلمس طريق النجاة

والفلاح في دنيانا وآخرتنا

فتابعونا وندعوا الله ان يرزقنا خيري الدنيا والآخرة



http://akhawat.islamway.net/forum/up...1289323329.gif

قرآنى جنتى 15-02-2012 03:13 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
هيا بنا نعيش مع أول موقف !

أتعجبون من دقة ساقيه؟


عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه،
فضحك القوم منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مم تضحكون؟) ، قالوا:
يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد) ، رواه أحمد .

وفي رواية أخرى: " فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :
(ما يُضحككم ؟ لَرِجْل عبد الله في الميزان أثقل من أُحُد) رواه الطبراني .




معاني المفردات

يجتني سواكاً: يقطف السواك

الأراك: من شجر البوادي ويُصنع منها السواك

تكفؤه: أي تحرّكه يميناً وشمالاً

حموشة ساقيه: دقّة الساقين



تفاصيل الموقف

كان معدوم المال ولكن غني النفس، وضئيل الجسد ولكن ذائع الصيت، ومستور المكانة ومغمور الجاه
، فأبدله الله بذلك كلّه شرفاً وعزّاً، وعلماً وعملاً، ومحبة في قلوب الناس،ومنزلة في نفوس المتقين.

إنه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم
- في حلّه وترحاله، وأوّل من صدح بالقرآن الكريم على رؤوس الملأ بمكّة وناله من ذلك أذىً كثيراً،
وهو الذي قام بالإجهاز على أبي جهل يوم بدر وحمل رأسه إلى المسلمين ليُبشّرهم بمقتل عدوّهم.

وفضائل هذا الصحابي الجليل وخصاله أكثر من أن تُعدّ وتُحصى، بيد أنها انضوت كلّها داخل جسدٍ صغير
ذي قامةٍ نحيلة لم تزل موضع عجبٍ وتساؤل، واستغراب وتندّر، وكانت له في ذلك قصّة!.

تروي لنا كتب السير أن ابن أم عبد -كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقّبه- اشتهى عوداً من
أراك ليُطهّر به فمه، فيجتمع له نقاء الظاهر وصفاء الباطن، خصوصاً
أثناء قراءته لكتاب ربّه آناء الليل وأطراف النهار.

والحصول على الأراك كان يتطلّب بطبيعة الحال صعوداً فوق الشجرة حتى يتخيّر الأنسب والأفضل،
فكان أن ارتقى رضي الله عنه الشجرة مستعيناً بساقيه الدقيقتين ويديه الضعيفتين، وبينما
هو كذلك إذ هاجت الريح واشتدّ هبوبها حتى كادت أن تسقطه من العلو،
وظلّ الجو العاصف يلعب به يمنةً ويسرة.

وشاهد من كان حاضراً من الصحابة ابن مسعود رضي الله عنه وهو على تلك الحال، فتضاحك
بعض القوم من منظره، ولم يستحسن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ضحكهم على أخيهم،
فسألهم: (مم تضحكون؟) ، فذكروا له دقّة ساقيه رضي الله عنه.



ولكن هل يُقاس الناس بأشكالهم وألوانهم؟! وهل يضرّ عبدالله رضي الله عنه ضعفه ونحوله؟
!! لا والله؛ فإن لصاحب تلك الساقين فضائل تُثقل الميزان، وأعمالاً تُقرّ العين، ومزايا تُبهر الألباب
، جامعاً في ذلك بين جمال السيرة ونقاء السريرة.

ويشهد لتلك المنزلة العالية خير الخلق –صلى الله عليه وسلم- ويُسطّرها في سجلاّت الخالدين
: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد) .



إضاءات حول الموقف

يُذكر العلماء هذا الحديث ضمن فضائل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، والتي تُجمع إلى مناقبه الأخرى،
كقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (خذوا القرآن من أربعة:...وذكر منهم من عبد الله بن مسعود)
متفق عليه، وقوله عليه الصلاة والسلام : (من أحب أن يقرأ القرآن غضّاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)
رواه ابن ماجة و أحمد في مسنده، وطلب النبي عليه الصلاة والسلام منه أن يقرأ عليه القرآن ليسمعه منه،
بل أذن له أن يدخل عليه بيته في أي وقت شاء، وأن يستمع إلى أسراره حتى ينهاه عن ذلك، كما جاء في سنن ابن ماجة .

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

التطبيق 1)

التنبيه على أن الميزان الحقيقي عند الله لا يكون بالصور ولا المناظر، ولكن بالجوهر والعمل،
يقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)
متفق عليه، وقبل ذلك يقول الله في كتابه: { والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون،
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون} ( الأعراف:8-9) وهذا هو الوزن الحق والعدل.

إخوتي كم من مرة ضحكنا او همزنا او لمزنا على آخرين ممن معنا في البيت او الشارع او العمل

على قصرهم او طولهم او مشتيهم او .......

فلنراجع أنفسناولننظر الى أقوالنا وأفعالنا

هدانا الله واياكم لما يُحب ويرضى .



2)
وفي القصّة بعدٌ عقدي، نصّ عليه كثيرٌ من علماء أهل السنة والجماعة، وهو إثبات أن الميزان
كما يكون للأعمال يوم القيامة، فإنه يكون كذلك لصاحب العمل، استدلالاً بهذه القصّة،
وبحديث النبي –صلى الله عليه وسلم- :
( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة
لا يزن عند الله جناح بعوضة قال واقرءوا إن شتم:
{ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا }
( الكهف : 105 ) ) متفق عليه.

جعل الله تطبيقكم لما قرأتم وعملكم به في ميزان حسناتكم

نور من الله 15-02-2012 04:51 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
بارك الله فيكم

قرآنى جنتى 15-02-2012 11:04 PM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
وفيك بارك الله أختي

جزاك الله خيرا

أمة_الله 17-02-2012 12:13 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحجز لنفسي مقعدا هنا أتابع بإذن الله ما ستنثرينه
من مواقف ودروس من معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خيرا أختي في الله قرآني جنتي ولا حرمك ربي الأجر والثواب
ووفقنا وإياك لما يحب ويرضى من قول وعمل
في حفظ الله

قرآنى جنتى 17-02-2012 12:19 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
اللهم آمين

جزاكِ الله خيرا أختي أمة الله لمرورك ومتابعتك غاليتي .. بارك الله فيكِ

سامية الحرف 17-02-2012 08:29 PM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
جزاك الله خيرا

قرآنى جنتى 21-02-2012 03:36 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
جزاك الله خيرا أختي الغالية

قرآنى جنتى 21-02-2012 03:36 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
ألا هل برّكت؟


عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: "مرّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف رضي الله عنهما وهو يغتسل،

فقال: لم أر كاليوم ولا جِلدَ مُخبّأة، فما لبث أن لُبِطَ به، فأتي به النبي -صلى الله عليه وسلم-
، فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً، قال : ( من تتهمون به؟) ، قالوا: عامر بن ربيعة ، فقال:
( علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ، ثم دعا بماء، فأمر عامراً أن يتوضأ،
فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه" رواه ابن ماجة .

وفي رواية للطبراني وغيره: "فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس".

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

معاني المفردات

جِلدَ مُخبّأة: المخبّأة هي الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد.

لُبِطَ به: صُرِع بسببه وسقط على الأرض.

فليدع له بالبركة: فليقل له بارك الله فيك.

وداخِلَة إزاره: طرفه وحاشيته من الداخل.

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

تفاصيل الموقف

بين مهاجري وأنصاري استحكمت عُرى المحبّة وتشابكت أغصان الأخوة حتى غدت جنّة وارفة الظلال،
أما المهاجري: فهو عامر بن ربيعة أحد السابقين الأوّلين والقلائل المعدودين الذين هاجروا الهجرتين
وشهدوا مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- غزوة بدر،

وأما الأنصاري: فهو سهل بن حنيف أحد الأبطال الذين شهدت لهم ساحات القتال بشجاعتهم وثباتهم،
لا سيّما يوم أحد حين انكشف الناس عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فبايعه يومئذٍ على الموت وقام ينافح
عنه بالنَبل، حتى انكشفت الغمّة وانتهت المعركة.

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

ولقد قامت دلائل المحبّة بين الصحابييّن الجليلين واضحةً لكل من كان يعرفهما ويراهما،
ومن بين تلك الدلائل ما كان بينهما من التزاور والتلاقي بين الحين والآخر، خصوصاً
إذا استبطأ أحدهما رؤية أخيه أو افتقده.

ويوماً عزم عامر بن ربيعة رضي الله عنه أن يزور أخاه سهلاً كعادته، فدخل عليه فإذا به يغتسل،
وعندها توقّف عامر رضي الله عنه مشدوهاً، وهاله ما رآه من جمال أخيه الأنصاري الذي فاقت
محاسنه كلّ تصوّر، فلم يُر قط بياضٌ كبياض جلده، ولا زهرة كزهرة لونه، فانفلت لسان عامر المعجب قائلاً
: " لم أر كاليوم ولا جِلدَ مُخبّأة!".

وما أن خرجت تلك الكلمات من فم عامر رضي الله عنه حتى انطلقت سهماً صائباً في أخيه،
فتهاوى جسده وتخاذلت قدماه، وخرّ صريعاً من لحظته.

تفاجأ عامر رضي الله عنه بما حدث، فلم يكن يتصوّر أن تُحدث كلماته في أخيه كلّ هذا الأثر،
وندم على تسرّعه وتلقائيّته، وفي الوقت ذاته: ألجمته المصيبة التي حلّت فلم يدرِ ما يصنع.

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

وسرعان ما حُمل سهل رضي الله عنه إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- والناس ينظرون إليه فزعين،
وكلماتهم تستنجد برسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليُرشدهم في إنقاذه قائلين: " أدرك سهلاً صريعاً".

نظر النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى سهل رضي الله عنه وهو في حالةٍ يُرثى لها من الإعياء والإجهاد،
وأدرك من النظرة الأولى أنه مصابٌ بالعين، فاستفسر عن الفاعل، فأُخبر أنه عامر رضي الله عنه
، فغضب لذلك ووجه كلامه لعامّة من كان حوله: ( علام يقتل أحدكم أخاه؟) ،
وحتى لا تتكرّر المأساة بيّن لهم ما يجب فعله على من رأى ما يُعجبه:
(إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) .

وبعد التحصين جاء دور العلاج، فدعا بماء وأمر عامراً أن يتوضأ منه ، فيغسل الوجه واليدين،
ثم الركبتين وطرف الإزار، ثم أمر أن يُجمع ذلك الماء فيُصبّ على سهل رضي الله عنه،
وسرعان ما انجلت الغُمّة وانكشف البلاء، وزالت العين، لتكون تلك الحادثة شاهدة على أثر العين،
ودرساً مهماً في كيفية التعامل معها.

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif


إضاءات حول الموقف

تُبرز الحادثة التي وقفنا معها مدى خطورة العين وقوّة تأثيرها وبالغ ضررها؛ فهي ذلك السهم الذي لا يُرى
بالعيون المجرّدة ولكن يُدرك أثرها من خلال نتائجها الوخيمة، فتجعل السليم سقيماً، والقوي ضعيفاً، والكثير قليلاً،
والخصيب قاحلاً، بل هي القادرة على إنزال الفارس عن مركبه، وإيراد الرجل القبر، وإدخال الجمل القدر
، كما صحّ بذلك الحديث.

ولأن العين حق، وأثرها نافذ وشرّها واقع، جاءت الأوامر الشرعيّة والنصوص النبويّة لتحذّر الناس من خطرها،
وتدعوهم إلى التحصّن منها، وتبيّن لهم سبل الوقاية، وكيفيّة رفع بلائها.

فقد جاءت الوصيّة من النبي –صلى الله عليه وسلم- بالتزام الأذكار والأوراد الشرعيّة في كل يوم وليلة،
كقراءة آية الكرسي، والدعاء بقول: " أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة،
ومن كل عين لامة"، وقول: " أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق"، والمداومة على قراءة سورتي
"الفلق والناس" التي قال عنهما النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما تعوذ متعوذ بمثلهما) رواه أبو داوود .

كما جاء التشديد على ضرورة ذكر الله تعالى والدعاء بالبركة عند رؤية المستحسن من الأمور،
فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:
( إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة؛ فإن العين حق) رواه الحاكم .

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

التطبيق 1) :

هل عودتي أُخيتي لسانك على ذكر الله عند رؤية ما يعجبك

حتى لا تؤذي غيرك !

فإذا وقعت العين، شُرعت الرقية لدفعها، وقد كان جبريل عليه السلام يرقي النبي –صلى الله عليه وسلم-
بقوله: " بسم الله أرقيك من كل شىء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عينِ حاسد ، الله يشفيك، باسم الله أرقيك"
رواه مسلم ، ورخّص النبي عليه الصلاة والسلام-كما صحّ عنه- بالرقى ما لم تكن شركاً.

ومن وسائل الاستشفاء من العين، الاغتسال من الماء الذي توضّأ منه العائن واغتسل به على نحو
ما مرّ بنا في الموقف الذي تناولناه، ولا ينبغي للمسلم أن يمتنع من الاغتسال إذا اتُّهم بالعين،
لأن النبي –صلى الله عليه وسلم قال: (وإذا استُغسلتم فاغتسلوا) رواه مسلم .

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

التطبيق 2)

عودي نفسك غاليتي ألا تتضايقي اذا حضرتي موقفا وطلب منكِ الاغتسال
ففيه السلامة والعلاج !

ومما يعين على درء العين والوقاية منها، ستر المحاسن عن أعين الناس حتى يُؤمن جانبهم، خصوصاً
إذا كان الستر عند من لا يُؤمن شرّه، وقد رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه غلاماً جميلاً ،
فأمر أهله أن يخفوا جماله حتى لا تصيبه العين.

وقال الإمام ابن القيم في هذا الباب، حيث قال: " ومن جرّب هذه
الدعوات والتعوّذات عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها ، وهي تمنع وصول أثر العائن ،
وتدفعه بعد وصوله ، بحسب قوة إيمان قائلها ، وقوة نفسه واستعداده ، وقوة توكله وثبات قلبه ،
فإنها سلاح ، والسلاح بضاربه لا بحدّه" .

سامي 21-02-2012 12:56 PM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
جزاك الله خيرا

وبارك الله فيكم

أمة_الله 04-03-2012 07:16 PM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
جزاك الله خيرا ،،، وبارك الله فيك أختي العزيزة :_11:

قرآنى جنتى 07-03-2012 02:52 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
وفيك بارك الله أختي الغالية

جزاكِ الله خيرا أختي لمرورك الكريم ومتابعتك الطيبة

قرآنى جنتى 07-03-2012 02:52 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-611.gif

أساليب المشركين في مواجهة الدعوة دروس وعبر


أجمع المشركون على محاربة الدعوة التي كشفت واقعهم الجاهلي، وعابت آلهتهم ومعتقداتهم، فاتخذوا
العديد من الوسائل والمحاولات لإيقافها والقضاء عليها، أو تحجيمها وتقليل مجال انتشارها،
ومع كثرة هذه الوسائل وتنوعها، إلا أن جميعها باءت بالفشل، لأن صوت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان أقوى من أصواتهم، ووسائله في التبليغ كانت أبلغ من وسائلهم، وثباته على دينه ودعوته، كان أعلى
بكثير مما كان يتوقعه أعداؤه، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يجلس في بيته، ليحمى نفسه من المشركين
، بل كان يدعو أهل مكة للإسلام مع شدة ما يلاقيه منهم، ويخرج للوفود القادمة إلى مكة يدعوها إلى الله،
ولذلك تعددت وتنوعت أساليب المشركين في مواجهة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعوته ،

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

ومن هذه الأساليب
:
*السخرية والاستهزاء والتكذيب

وقصدوا بذلك تشكيك المسلمين، وإضعاف قواهم المعنوية، فرموا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
بتهم كثيرة، فكانوا ينادونه بالمجنون، ويصفونه بالسحر والكذب، ويتعرضون له ولأصحابه بالسخرية والاستهزاء،
قال تعالى: { وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } (الحجر:6)،
وقال: { وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } (ص:4) ..

ولم تقتصر وسائل المشركين على السخرية والتكذيب والاستهزاء، بل تعدت ذلك إلى الإيذاء البدني للنبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، فأهل الباطل لا يستسلمون أمام الحق بسهولة، فكلما أخفقت لهم وسيلة
من وسائل محاربة الحق، ومحاولة القضاء عليه، انتقلوا إلى وسائل أخرى،
وهكذا يستمر الصراع، حتى يتحقق وعد الله، وينتصر رسل الله والمؤمنون،
قال تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } (غافر:51)
.. وقال تعالى:{ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } (الروم: من الآية47).

لم تفلح هذه الوسيلة، فانتقلوا إلى وسيلة أخرى، ـ بلغة العصر أكثر دبلوماسية ـ وهي المساومة،
فعرضوا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عروضا لعله يرجع عما هو فيه،
أو يتنازل عن بعض الحق الذي يدعوا إليه، فعرضوا عليه المال والشرف والملك ..
تحتاج إلى وقفة تأمل وتدبر، لنستلهم منها بعض الدروس والعبر وهي كثيرة، منها :

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

*صبر النبي صلى الله عليه وسلم

لقد واجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأذى والمحن الكثير في مواقف متعددة،
وكان ذلك على قدر الرسالة التي حملها، ولذلك استحق المقام المحمود، والمنزلة الرفيعة عند ربه،
وقد صبر على ما أصابه، إشفاقًا على قومه أن يصيبهم مثل ما أصاب الأمم الماضية من العذاب،
وليكون قدوة للدعاة في كل زمان ومكان، فإذا كان الإيذاء قد نال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
فلم يعد هناك أحد لكرامته أو علو منزلته أكبر من الابتلاء والمحن، وتلك سنة الله مع الأنبياء والمؤمنين ..

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه ـ قال: ( قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال ـ
صلى الله عليه وسلم ـ : الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه،
فإن كان في دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي حسب دينه، فما يبرح
البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) ( ابن ماجه ) ..

فلا ينبغي للمسلم أن يضعف إذا ما عانى شيئا من المشقة والابتلاء، في طريق سيره ودعوته إلى الله
، فقد سبقه في ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وليعلم أنه كلما اشتد الظلام أوْشك طلوع الفجر،
وكلما ازدادت المحن والابتلاءات، قرب مجيء النصر، قال الله تعالى :
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } (البقرة:214).

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

*الثبات أمام الإغراءات والمساومات

حينما عرض المشركون عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ المال والشرف والملك، لعله يرجع عن الدين الذي جاء به
، أو يتنازل عن بعض الحق الذي يدعو إليه، ثبت ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنه جبل أشم،
أمام هذه الإغراءات والمساومات، ولم يناقشها، بل قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وضوح وحسم وثبات ـ
كما ذكر ابن هشام في سيرته ـ : ( ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم،
ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم
رسالة ربي، ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه
علي أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم )..

فهذا درسا تربويا للصحابة، تعلموا منه الثبات على العقيدة، والتمسك بالمبادئ، وعدم التفكير في المغريات
التي تعرض عليهم لصرفهم عن دينهم ودعوتهم .. ومن ثم لم تفلح وسائل المشركين في إضعافهم،
فإن أحدا منهم لم يرتد عن الدين الذي شرفه الله به، بل ازدادوا ثباتا وتمسكا وعزة،
لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رباهم على التمسك بدينهم، والصبر على الإيذاء،
والتفاؤل وعدم تعجل النتائج، وهذا درس آخر.

http://akhawat.islamway.net/forum/up...1289323373.gif

*التفاؤل وعدم اليأس والعجلة

ظهر ذلك واضحا في قصة خباب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ، عندما جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقال له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا ؟، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين
، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير
الراكب من صنعاء إلى حضرموت، فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) ( البخاري ) ..

ـ كان الرسول يربي أصحابه على الصبر والثبات، والتفاؤل وعدم اليأس، والتأسي في ذلك بالأنبياء والمرسلين،
والتعلق بما أعده الله للمؤمنين الصابرين في الجنة، والتطلع للمستقبل الذي ينصر الله فيه الإسلام
، وهذا من الدروس الهامة في التربية، وفي مواجهة أساليب المشركين في الصد عن سبيل الله،
ومحاربة الدعوة إلى الله، حتى تكون القلوب متفائلة ولا يتسرب اليأس إليها
، فاليأس قاتل للرجال وهازم للأبطال ..

المبشرات التي كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يزفها لأصحابه بين آونة وأخرى، يؤكد لهم ولنا من بعدهم
، أن المستقبل للإسلام، ويشحذ همم المسلمين، ويقتلع القنوط من قلوب القانطين،
فمن ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر
ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر ) ( أحمد ).

وسُئِل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أي المدينتين تفتح أولا، أقسطنطينية أو رومية؟، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
: مدينة هرقل تفتح أولا )( أحمد ) يعني القسطنطينية ..

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

التطبيق :

* معرفة أساليب المشركين في مواجهة الدعوة

ثم الصبر كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه

*الثبات أمام الإغراءات والمساومات

*التفاؤل وعدم اليأس والعجلة

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

إن الصراع بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، قصته واحدة، وإن اختلفت صوره وأساليبه على حسب الزمان والمكان،
لكن العاقبة للمتقين، فما أحوج أمتنا في ظل هذا الواقع الذي تعيشه، أن تقف مع سيرة نبيها ـ
صلى الله عليه وسلم ـ، لتعيش دروسها ومعانيها واقعا عمليا في حياتها..
نسأل الله تعالى أن يعيد للأمة عزها ومجدها ..

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-612.gif

قرآنى جنتى 16-03-2012 01:46 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-611.gif



فيك جاهليّة

عن المعرور بن سويد قال : "رأيت أبا ذر رضي الله عنه وعليه بُردٌ وعلى غلامه بُرد، فقلت:
لو أخذتَ هذا فلبسته كانت حلّة، وأعطيته ثوباً آخر، فقال: كان بيني وبين رجل كلام، وكانت أمه
أعجمية فنلت منها، فذكرني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: ( أساببت فلاناً؟ ) ،
قلت: نعم قال: ( أفنلت من أمه؟ ) ، قلت: نعم، قال: ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) ، قلت:
على حين ساعتي هذه من كبر السن ؟، قال: ( نعم، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم،
فمن جعل الله أخاه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا يكلّفه من العمل ما يغلبه،
فإن كلفه ما يغلبه فليُعِنْه عليه ) "متفق عليه واللفظ للبخاري .

وفي رواية مسلم : "فشكاني إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- فلقيت النبى -صلى الله عليه وسلم-
فقال: (يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية) ، قلت: يا رسول الله، من سبّ الرجال سبّوا أباه وأمه، قال:
(يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية) ".

وفي رواية أبي داوود :
(إنهم إخوانكم فضّلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذّبوا خلق الله) .

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

معاني المفردات

بُرد: هو كساء مربع مخطط

حلّة: الحلة هي ثوبان من جنس واحد يلبسان معاّ.

أعجمية: حبشية من غير العرب.

نلت منها: أي ذمّها.

فعيّرته بأمّه: عاب عليه بسبب أمه لكونها سوداء.

فيك جاهلية: أي خصلة من خصال الجاهلية وهي التفاخر بالآباء.

على حين ساعتي هذه من كبر السن: يعني بعد هذا العمر الطويل الذي قضاه في الإسلام؟

خَوَلكم : الخول : أتباع الرجل، وهو اسم يقع على العبد .

تحت أيديكم: أي تحت سلطتكم.

ما يغلبهم: ما يعجزون عن القيام به

يلائمكم : يناسبكم؟

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

تفاصيل الموقف

في بادية من البوادي التي تحيط بالمدينة، عاش شيخٌ وقور كانت له قدم صدقٍ عند ربّه،
وقد كان من أوائل الذين التحقوا بقوافل المؤمنين والرسالة المحمّدية، ومن النوادر الذين بدؤوا
صفحات حياتهم بالمواجهة والتحدّي والمصادمة مع أعداء الملّة وطواغيت الكفر، فأصابه لأجل ذلك
أذىً كثيراً، وما زاده البلاء إلا استمساكاً بدين الله وإقبالاً على تعاليمه، كما أن إسلامه
كان فاتحة خيرٍ على عشيرته الذين تابعوه على دينه.

ذلك هو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، شريفٌ من أشراف قومه،
وصاحب القلب الحيّ والنفس الأبيّة والشعور المرهف، والذي كان يرى في نفسه رابع
أربعةٍ دخلوا الإسلام، وإن كان قد ثبت إسلامُ نفرٍ قبله ومنهم آل النبي –صلى الله عليه وسلم-
إلا أن ذلك يعني أنّه من الرعيل الأوّل في الإسلام.

وعندما تُوفّي النبي –صلى الله عليه وسلم- قرّر ابو ذر رضي الله عنه أن يستقرّ في موضعٍ يُقال له
:"الربذة"، فرآه يوماً المعرور بن سويد وعليه حلّة جميلة، إلا أنّه اقتسمها مع غلامه الذي يرافقه
بحيث ائتزر أحدهما بالنصف الأوّل وارتدى الآخر نصفها الثاني، فاحتار المعرور من هذه القسمة الغريبة،
وتعجّب كيف لم يقم أبو ذر رضي الله عنه بارتداء كلا القطعتين لتصبحا حلّةً كاملة عليه،
ثم يُعطي الغلام ثوباً آخر!!،
ونقل تساؤله إلى صحابيّ رسول الله ليقف على الحقيقة ويطّلع على الحكمة من هذا التصرّف.

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

لكنّ كلام المعرور أثار ذكرياتٍ قديمة ما كان لأبي ذر رضي الله عنه أن ينساها، وأنّى له ذلك وقد نال
من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عتاباً بلغ من نفسه مبلغاً كبيراً، وأحدث في حياته نقطة تحوّل
في منهج التعامل مع الضعفاء، فمضى أبو ذرّ يشرح لصاحبه وقائع تلك الذكريات.

كان ذلك فيما مضى، إذ كان لأبي ذر رضي الله عنه عبدٌ مملوك، وحصل أن دار بينهما خلافٌ حول مسألةٍ ما،
وتطوّر الخلاف إلى تلاسن بالقول وتراشقٍ بالألفاظ، فعيّر أبو ذر رضي الله عنه الرجل بأمّه الأعجمية فقال:
"يا ابن السوداء"، فغضب العبد من هذه المقولة لما انطوت عليه من استنقاصٍ وتعريضٍ به،
فانطلق إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يشكو إليه قول أبي ذر رضي الله عنه.

وعندما استمع النبي –صلى الله عليه وسلم- شكاية العبد تمعّر وجهه غضباً، وقال لأبي ذر رضي الله عنه:
( أساببت فلاناً؟، أفنلت من أمه؟) ، فاعتذر قائلاً: "يا رسول الله، من سبّ الرجال سبّوا أباه وأمه"
، لكنّ اعتذاراً كهذا لا يمكن القبول به في ميزان الشرع، بل هو ضربٌ من ضروب العصبيّات الجاهليّة
التي جاء الإسلام لاجتثاثها، فقال له عليه الصلاة والسلام: (يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية) ".

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

استعظم أبو ذر رضي الله عنه أن يتبقّى فيه من رواسب الجاهليّة شيء، وهو الذي ظلّ يُفاخر الناس بإسلامه مبكّراً،
واستاء أن يتسلّل إليه ذلك الخلق دون انتباهه، فقال رضي الله عنه: "على حين ساعتي هذه من كبر السن ؟"
، فجاءه الجواب: (نعم) ثم تطرّق النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى قيمٍ أخلاقيّة ومُثُلٍ عالية لم يحظ بمثلها الضعفاء
على مرّ العصور: ( إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه
مما يلبس، ولا يكلّفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليُعِنْه عليه ) .

وبعد أن انتهى أبو ذر رضي الله عنه من سرد الموقف أدرك المعرور سبب اقتسامه للحلّة بينه وبين غلامه،
إنه الإحسان إلى من جعله الله تحت يديه وسخّره لخدمته وتحقيق رغباته، ومنذ ذلك اليوم والألسنة تتناقل
هذه القصّة لتبقى شاهداً على عظمة الإسلام وأهله.

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

إضاءات حول الموقف

لم يحذّر النبي –صلى الله عليه وسلم- من شيء تحذيره من الجاهليّة وأخلاقها، وقيمها ومبادئها،
حتى إنه عليه الصلاة والسلام جعل لهذه القضيّة نصيباً من خطبته يوم عرفة حيث قال:
( ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع) رواه مسلم .

ومن صور الجاهليّة التي يقع فيها الناس بين الحين والآخر: التنقيص بالآباء والأمهات؛ ذلك أن
مثل هذه المعايير المبنيّة على المفاخرة الكاذبة والنظرة الدونيّة للآخرين تتنافى مع الإيمان بوحدة الناس
من جهة النسب بأبينا آدم وأمّنا حوّاء عليهما السلام، قال سبحانه وتعالى:
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء}
(النساء:1)، والشرف كلّ الشرف إنما هو في تقوى الله عز وجل والالتزام بشريعته الغرّاء بعيداً عن القيم
الأرضيّة والفوارق التي يذكرها الناس من النسب أو اللون أو الجاه ونحو ذلك، بل الكل يُقيّم بحسب
الميزان الإلهيّ الأوحد، قال تعالى: { إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات:13).

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

التطبيق 1 )

احذري اُُخيه من التفاخر والنظرة الدونية للناس

وفي الموقف النبويّ الوصيّة بالضعفاء والتنبيه على حقوقهم، فهم "إخوة" قبل أن يكونوا خدماً، وقد سخّرهم
الله لأسيادهم، فكان لهم الحق في المطعم الذي يُناسبهم والملبس الذي يلائم حالهم، مع عدم تكليفهم بالأعمال
الشاقة التي تفوق قدراتهم وملكاتهم فيعجزون عن القيام بها، وإن كان لابد من تكليفهم بمثل هذه الأعمال فلابد
من إعانتهم عليها، وإن لم يحصل التوافق والانسجام بين السيّد والعبد ولم تصل كفاءة العمل إلى المستوى
المطلوب فالحلّ يكون في بيع العبد والبحث عن غيره، لا أن يُعذّب بأعمالٍ لا يطيقها.

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-610.gif

التطبيق 2 )

حقوق العباد والحرص عللى آدائها وعدم إذاء المسلم بالقول أوالفعل

والعجب من موقف أبي ذرٍّ رضي الله عنه من هذه الوصيّة، فعلى الرغم من أنها كانت تدعو إلى مجرّد
المواساة لا المساواة، إلا أن أبا ذرّ أصرّ على أن يُعامل مماليكه وخدمه بالأكمل والأفضل،
فالتزم المساواة بينه وبينهم، ولم ذلك في موقفٍ عابرٍ أو حالةٍ استثنائيّة،
ولكن سلوكاً راسخاً ظلّ يطبّقه طيلة حياته.

وفي الحديث جملة أخرى من الفوائد، منها:

تحريم أذيّة المسلم بالقول أوالفعل،
والنهي عن التنابز بالألقاب كما جاء في الآية الكريمة، وبيان قرب النبي –صلى الله عليه وسلم-
من جميع طبقات المجتمع، بحيث يستطيع الجميع أن يحادثه ويشتكي إليه ويُناجيه،
وحرصه عليه الصلاة والسلام على وحدة الصفّ الإسلامي،
ووضوح سرعة استجابة الصحابة للأوامر الشرعيّة

http://i64.servimg.com/u/f64/15/84/50/71/post-612.gif

قرآنى جنتى 21-04-2012 03:11 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
أصلهم ويقطعوني



عن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني،

وأُحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلمُ عنهم ويجهلون علي.

فقال: ( لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك )

رواه مسلم .




معاني المفردات


تسفّهم: تطعمهم.


المَلّ : الرماد الحار الذى يُحمى ليدفن فيه الطعام فينضج، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحقهم

من الأذى بأكل الرماد الحارّ.


الظهير : الناصر والمعين .




تفاصيل الموقف


للظلم مذاقه العلقميّ الذي لا تستسيغه النفوس، ولا تُطيقه القلوب، فهو الموقد لنيران الحسرة،

المُكدّر لصفو الحياة وصفائها

، المستجلب للهموم والمستدرّ للأحزان.


ولئن كان وقعُ الظلم على النفوس بمثل هذه المثابة، فإنّ أقذعه وأشنعه، وأعمقه جرحاً وأشدّه إيلاماً،

ما كان صادراً من قرابة الإنسان ورَحِمه؛

ذلك لأنّ المتصوّر من الأقربين نسباً توافر أسباب الرحمة وأواصر اللُحْمة،

بما يكون سبباً في تماسك بنائهم الأسريّ ليبقى حصناً يحمي من عاديات الزمان وحوادث الزمان.


أما أن تأتي الإساءة وتنطلق الأذيّة ممن تربطك بهم وشائج الأخوّة والدمّ، فأعظِمْ به

من ظلم، وأعظِمْ بها من إساءة، على حدّ قول الشاعر:


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهنّد




وكان من الذين اكتووا بهذه النيران،

أحد صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلّم-، ما توقّفت قرابته عن الإساءة إليه قولاً وفعلاً، بدءاً بالهجران والقطيعة

، ومروراً بالهمزِ واللمز، وانتهاءً بالسخرية والتطاول.


وحاول الصحابيّ رضي الله عنه أن يحتمل هذه التصرّفات، وأن يتذرّع بالحلِم والصبر،

لعلمه بأن عشيرته مهما أساؤوا إليه سيظلّون جناحه الذي به يُحلّق، ولسانه الذي به ينطق،

ويده التي بها يُنافح، لكنّهم لم يقدّروا هذا السموّ الخُلقيّ والرفعة الإنسانيّة فلا كرامةَ ولا احترام،

بل زادوا عتوّاً ونفوراً، وطغياناً وظلماً، وعندها قرّر أن يلملم جراحاته ويشتكي للنبي

صلى الله عليه وسلم- ما يجده من قرابته.


وأمام النبي –صلى الله عليه وسلّم- ألقى إليه مظلِمَته بكلماتٍ تقطرُ ألماً وحسرةً:

" يا رسول الله، إن لي قرابةً أصِلَهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إلي،

وأحلم عنهم ويجهلون علي"

وكأنّه يقول بلسان حاله: "فبماذا تأمرني يا رسول الله؟".




وجاءت الإجابة من النبي –صلى الله عليه وسلم- بعيداً عن المتوقّع، فلم يبيّن الوعيد في حقّ أولئك

، ولم يوجهه إلى المعاملة بالمثل –

وهذا من حقّ السائل- ، ولكنّه أرشده إلى ما تقتضيه معالي الأخلاق من الاستمرار على صلتهم

والتواصل معهم مهما فعلوا، مبيّناً له حاله وحالهم في مثلٍ رائع، مبشّراً في الوقت ذاته بمعونة

الله سبحانه وتعالى ونصره له، قال عليه الصلاة والسلام : ( لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفّهم الملّ،

ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك ) .


وهذا والله هو محض الكرم ولُباب العقل، فعفوٌ يتلوه عفو، وحلمٌ يقابل إساءة،

وتغافلٌ عن زلّة، وتأويل لهفوة،

وتتابع من هذه المواقف الكريمة، والخصال الكريمة، والأعمال الجليلة،

ستذيب جبل الجليد مهما طال الزمن،

وإن لم يكن ما يريد فهو نهر الأجور الجاري، والثناء العطر من الخلق،

والمكانة العظيمة من النفوس، ورضى الله سبحانه فوق ذلك كلّه.




إضاءات حول الموقف


يشير الموقف النبويّ إلى أهمّية صلة الرحم ومكانتها بين مكارم الأخلاق،

ولولا فضلها وعظيم منزلتها ما أرشد النبي –صلى الله عليه وسلم- صاحب القصّة إلى احتمال الأذى

في سبيل تحقيق هذه الشعبة من شعب الإيمان، والتي جاء ذكرها في قول الله تعالى

{ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} (النساء:1)،

وجاء التحذير من ضدّها في قول الحقّ تبارك وتعالى: { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا

في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}

(محمد 22- 23)

وقوله تعالى: { والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل

ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار} (الرعد:25).


وصلة الرحم ورد الحثّ عليها في عددٍ ليس بالقليل من الأحاديث النبويّة الصحيحة،

تبيّن أنها سببٌ في طول العمر ومباركة الرزق، وأنّ الله تعالى قد تكفّل للرحم بأن يصل

من وصلها ويقطع من قطعها، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم- :

( إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة،

قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت: بلى يا رب قال: فهو لك)

متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام: (من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره -

أي يؤخر له في أجله وعمره- فليصل رحمه) متفق عليه، وفي التحذير من القطيعة قال عليه الصلاة والسلام

: ( لا يدخل الجنة قاطع رحم) متفق عليه.



بل قد صحّ في السنّة ما يحثّ على صلة الأرحام غير الأوفياء، وهو ما يُطابق المعنى الذي جاء به

الموقف الذي بين أيدينا، فقد قال عليه الصلاة والسلام:

( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل هو الذى إذا قطعت رحمه وصلها) رواه أبو داود .


وبل قد صحّ في السنّة ما يحثّ على صلة الأرحام غير الأوفياء،

وهو ما يُطابق المعنى الذي جاء به الموقف الذي بين أيدينا، فقد قال عليه الصلاة والسلام:

( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل هو الذى إذا قطعت رحمه وصلها) رواه أبو داود .




التطبيق ..


إخوتي احسنوا لمن أسائوا إليكم واتصفوا بالحلم والصبر

ولاتقطعوا الرحم وان قطعوكم صلوا رحمكم ..

فكما ذكر في الحديث "أن الواصل هو الذي قطعت رحمه وصلها"

وبين رسولنا صلى الله عليه وسلم حسن ثواب من وصل رحمه من بسط في رزقه وطول في العمر

وبالمقابل وعيد وعقاب لمن قطع رحمة بعدم دخول الجنة والعياذ بالله..


فاحرصوا كل الحرص على وصل أقربائكم ,رعاكم الله ..





ومما يستوقفنا في أصل القصّة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يُعلّم صحابته الرُقيّ والإحسان

في أمورهم كلّها، فلئن كان العدل يقتضي من المظلوم أن يُعامل من ظلمه بالمثل،

أو أن يهجرهم تجنّباً لسهامه المؤذية، ونباله الجارحة، فأين الصبر وأين الحلم؟

وأين العفو وأين المسامحة؟ وأين المودّة وأين الرحمة؟

بهذا فقط تُنال طمأنينة النفس وراحة البال، وما أحسن قول


المقنع الكندي :


وإن الذي بيـني وبيـن بني أبي ..... وبين بني عمي لمختلف جدا


أراهم إلى نصـري بطـاءً وإن ...... هم دعوني إلى نصر أتيتهم شدا


إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم ...... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

اسدالغابة 24-04-2012 10:36 AM

رد: مواقف نبوية ،وتطبيقات حياتية
 
جزاك الله خيرا


الساعة الآن : 05:06 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 96.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.08 كيلو بايت... تم توفير 0.72 كيلو بايت...بمعدل (0.75%)]