ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القصة والعبرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=134302)

راغبة في رضا الله 10-11-2011 06:42 PM

بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إخوتي الأفاضل في الله أحييكم بتحية الاسلام:
السلام عليكم ورحمة الله
في حياة كل منا أحداث جسيمة تغير واقعه وتطلعاته وطريقة تفكيره ونظرته للحياة..
في حياة كل منا قصص وحكايا فيها الكثير من العبر..والكثير من المحن ..والكثير من النعم ..والفرح تارة والحزن تارة أخرى..وربما مرات ومرات..
ولكن بما أن هذه الحياة حتما الى زوال فعلينا ان نعلم أن الأمور ليست دائماً كما تبدو لنا ..فاللون الأبيض هو مزيج لعدة ألوان ..وبعد العتمة دائماً هناك فجرٌ جديد..
وبما أن الله سبحانه وتعالى حجب الغيب عنا وأنه وحده يعلم بواطن الأمور ومنتهاها والحكمة منها ..فعلينا ان نتحلى بالصبر ..ونرتدي ثوب الرضا دوما ..ونحسن الظن بالله أنه ما اختار لنا شيئاً الا لمصلحتنا
(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم)
إخوتي الأفاضل :
حياتي كلها كانت مليئة بالغرائب والعجائب.. والاختبارات والابتلاءات الصعبة .. والكثير الكثير من النعم والخيرات..
لامجال لذكرها ..فقط أريد أن أروي لكم ماحصل معي في الشهر الأخير من حياتي ويتضمن وفاة والدتي ولحظاتها الأخيرة ومن ثم ذهابي للحج وذكرياتي فيه
وسيكون الموضوع متجدد إن شاء الله بمعنى اني سأروي لكم القصص تدريجياً وحسب مايسمح وقتي
آملةً أن يجد البعض فيه العبرة والموعظة.. وآخرين السلوى والعزاء..وأن يكتب لي الله فيه الأجر وأن يكون خالصاً لوجهه تعالى وسأبدأ بعد قليل بحولِ من الله وإذن
وأشكر لكم مسبقاً حسن الاصغاء

اخت الاسلام 10-11-2011 07:12 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غاليتي الحمد لله على سلامتك وحجا مبرور وسعيا مشكور
أختي كلنا مر بصعوبات وكلنا واجهته محن وشدائد المهم أننا نتجاوزها والحمد لله أن من الله علينا بنعمة النسيان وكذلك الصبر كل منا فقد عزيز على قلبه أوربما حتى سنده في الحياة لست وحدك يتمة
عندما مات أبي قلت انني لن أتمكن من العيش بدونه لكن الحمد لله مرت الان 15 سنة والحياة مستمرة
فالحمد لله انك لست وحدك بل عندك زهرتين تساندانك في حياتك الاتية وهما ابنتيك رعاهما الله لك
أختي رغم كل شئ فالحياة تستمر فاللهم اجعل خير ايامنا اخرها ووفقنا لما تحبه وترضاه
تابعي وسنبقى معك الى النهاية

@أبو الوليد@ 10-11-2011 07:13 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا
أشهد امام الله أنكِ قد تحملتي الكثير الكثير من المصاعب والاهوال والابتلاءات .. غير ناقمة ولا ساخطة ولا متبرمة . ... إذا ما افتقدتي زوجكِ برهةً غدوتِ لعمر ماسة ولين أنتِ المعيلُ بفضل الله ثم بفضلكِ أمي تزولُ الصعابُ ..... ما اروعك من انسانة فانت دوما ينبوع التضحية الذي لا يجف
الذي
يفيض حباً وعطاء ولا تنتظر الجزاء وتكافح وتتألم وتحملتي الصعاب ...... أيتها الأم المسلمة.. في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفكم خير وعبرة، فلماذا كانت الجنة تحت أقدام الأمهات ؟
أنتظر ااالحكايا لأتعلم منكِ ومما حصل معك

تقبلي مروري
ابنكِ البار


سامية الحرف 10-11-2011 08:24 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
الله يتقبل حجك وقولك وعملك

حفظك الله من كل سوء

واصلي ونحن معك

ابنة الحماس 10-11-2011 08:34 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
الف الحمد الله على سلامتك اخيتي الغالية واقول لكِ حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً
كما تعلمي اخيتي الغالية ان الانسان المسلم يبتلى ليجزيه الله خير الجزاء على ما ابتلاه به
وابتلاء الله لعبده دليلاً على محبته له ونحن نحسبكِ صابرة ومحتسبةً
واخيتي الغالية كما تعلمي ان امر المؤمن عجيب انطلاقاً من قول رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم "
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له "
وأسأل الله الرحمة والمغفرة لوالدتكِ وزوجكِ وان يجمعكِ معهما في حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم آمين

راغبة في رضا الله 10-11-2011 08:48 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
هل مررتم يوماً بأحداث قسمت حياتكم الى
قبل :
وبعد:
أظنكم كلكم أجبتم نعم
أحيانا يكون حدثا سعيدا واحينا حزين ولكن لنتذكر دائما ان مع العسر يسرا وانه يولد الفرج من رحم الضيق وربما بعد اشتداده ففرحة المولود تنسي الأم آلام الطلق وعذابه وكذلك فرج الله وعطاياه تنسيني الألم والعذاب
تذكرتُ قول الله تعالى لأشقى انسان في الأرض حينما يدخل الجنة ويتنعم بنعيمها فيما معناه:
عبدي هل عشتً أو جربتَ بؤساً قط
فيقول العبد :لا يارب والله ماذقتُ بؤساً قط
وهكذا فإن حلاوة الأجر تنسينا مرارة العذاب
في العشرينات من حياتي حصل أمر معي قسم الحياة الى قبل وبعد ,وكان درساً علمني ان اقدر مابي من نعمة,وكنت أظن ان الحياة بعدها لن يكون لها معنى ولاطعم..
ولكن كان بعد العسر يسرا وأصبحت الحياة أجمل.........
في الثلاثينات وبعد ان توفي زوجي قلت تلك الضربة القاسمة ..ولن أقوى على لوعة الفراق..ولكن في غمار الألم حقق الله لي حلماً سعيت لأجله أعوام وأعوام ولكن الله اختار ان تكون هذه المنحة العظيمة بعد المِ كبير..حفظتُ القرآن وكان أنيساً لي وربيعاً لقلبي وزوالاً للهم والأحزان..كان ذلك قبل عام..
بقي حلمٌ آخر هو حج بيت الله
منذ أربع سنوان وأنا أسعى اليه كان المفروض ان يكون شهر العسل عندما تزوجت ولكننا لم نستطع ان نجد حجزاً حينها فالرحلات بالطائرة كلها كانت ممتلئة
وفي السنة التالية كنتُ حاملا بابنتي التوأم ومنعني الطبيب من الحركة
وفي السنة التالية بعد ان سجلنا في الحملة توفي زوجي في حادث سيارة ورغم ان كفالتي كانت قد نقلت الى كفيل جديد ولكن اقامتي الأصلية في السعودية ألغيت لانها كانت تابعة لاقامة زوجي والغيت بوفاته وهكذا فقدت الامل ان أحج وخاصة ان اهلي كانوا يرفضون عودتي للعمل في السعودية ولا أستطيع الذهاب من الحج من بلدي لأنهم لايسمحون الا لمن تجاوز عمره الستين لأن العدد محدود ..
كان الحزن يتآكلني فكلي شوق ورغبة وامل لحج البيت الحرام وكأني لم أعد أرى غير ذلك الهدف والحلم أمامي
كان مكتب التوظيف يتصل بي مرارا وتكرارا من اجل عروض للعمل في السعودية وارفض كل مرة وقبل شهرين اتصلوا بي وقالوا هناك عقد في الرياض
كان العقد ممتازا وقلت لهم غالبا لا استطيع ولكن سأخبركم ردي لاحقا
أخبرتُ أهلي وككنت اتوقع الرفض تحديدا من أخي الكبير الذي يخاف علي كثيرا من الغربة ويرى ان لاداعي لها طالما ان عملي جيد في بلدي وانا بين اهلي واحبابي فلم الرحيل
أخبرته برغبتي لملحة والتي يعرفها سابقا بشكل جيد وكنت اتوقع منه الرفض وفجأة وافق وقال لي لا اريدك ان ترحلي ولكني لا احتمل الذنب بأن امنعكِ من الحج
سبحان الله فرحت واستخرت الله كثيراً وكانت مشكلتي الوحيدة التي تسبب لي الحيرة هي مرض والدتي فلم اكن اريد ان افارقها
بدأت فوراً بالاوراق فالوقت قصير واريد ان الحق بموسم الحج وفي العادة كانت مثل هذه الأوراق تأخذ معي اسبوع الى 10 أيام بالكثير ولكن في هه المرة الغريب انها تعرقلت بشكل كبير
شهر ونصف وانا احاول وكل يوم يظهر لي عائق جديد وغريب حتى خفت وزادت حيرتي وعلمتُ ان وراء هذا التأخير حكمة وسبب يعلمه الله فقط
كتبت موضوعا قبل أيام هنا في قاعة المشرفين وطلبتُ من اخوتي الـأفاضل النصح والمشورة هل أذهب واترك والدتي المريضة مع احتياجي للسفر أم أبقى قربها ولم يقصروا معي بالنصح والارشاد ومشاعرهم الطيبة
وفي نفس الوقت طلبتُ من المدير الفاضل ابو آية مساعدتي في موضوع الرقية الشرعية كعلاج أستخدمه لوالدتي
فلبى طلبي مشكوراً وبعث لي برسالة يشرح لي تفاصيل العلاج
قبل أيام أجرينا صورة رنين مغناطيسي لوالدتي وكانت أمورها ممتازة ولايوجد مشاكل
تحاليل الدم كلها سليمة
ولكنها تعاني فقط من ضيق النفس وقبل يومين من وفاتها احضرنا الطبيب فقال ان سبب ذلك رشحة والتهاب بلعوم فقط وامورها طيبة ولاشيء يدعو للقلق
بما ان اوراقي كانت قد شارفت على الانتهاء قررتُ ان اقضي معظم الوقت في ايامي الاخيرة في سوريا قرب والدتي وقلت أقرأ لها القرآن ليخفف عنها باذن الله
وقبل يوم واحد من الوفاة توضأت لصلاة العصر وجلستُ قربها وكانت تبدو لي نائمة أمسكت يدها وبقيتُ قليلاً وعندما أردتُ النهوض شدّت على يدي فعرفتُ أنها تريدني ان ابقى قربها فبقيت وكانت تتنفس بصعوبة وعندما بدأت بترتيل القرآن ارتخت وهدأت وارتاحت معالم وجهها ففرحت كثيراً وأحسست بتقصيري لأنها كانت تبدو نائمة معظم الوقت فلم اكن اريد ان ازعجها ولكن حينها قلت ابقى قربها حتى لو نائمة
بعد قليل أتت ابنتي ماسة وكانت تحب امي كثيراً وامي تحبها لأنها دوماً تضحك وتحب ان تأتي كثيرا لعند والدتي وتقبلها,سبحان الله اورم الذي كانت تعاني منه والدتي كان قد أثر على ذاكرتها فأحيانا تنسى اسمي واسم اخوتي واخواتي ولكنها لم تنس يوما اسم أبي ولا اعرف لماذا كثيرا ما تتذكر اسم ابنتي ماسة فحينما يأتي ضيوف يقولون ما اسم هذه الصغيرة فتجيب امي
هذه ماسة
المهم قلتُ لماسة قبّلي يد جدتك فمدت امي يدها اتجاهها
يالله كم فرحت فمنذ ايام امي كانت لاتتواصل معنا لا بحركة ولا بكلام فقلتُ لأخواتي ان امي واعية ومدركة لكل شيء حولها فلا تتكلموا قربها الا خيراً
أمي مهجة قلوبنا وأجمل شيء في حياتنا
أمي الحنونة الرحيمةالبكّاءة رقيقة القلب وينبوع العطاء
نحن 11 اخ وأخت وكنا جميعا نفديها بأرواحنا ونسهر على راحتها وهذا أقل واجب ولن نوفيها يوما حقها
اخوتي جميعهم كانوا يأتون لزيارتها يوميا تقريبا الا من كان منهم يسكن خارج المدينة فيأتي كلما سنحت له الظروف ولايطيل الغياب
كنا قلقين عليها ولكن الأطباء طمأنونا وقالوا الوضع مستقر والأمور جيدة ولم نحسب حسابا ان فراقها سيكون قريبا
ولكن شيء ما داخلي كان يخبرني اني لو سافرت فلن أراها ثانية وكنت قد ذكرتُ هنا قلقي من هذا الأمر
الى ان أتى اليوم الأخير وتوضحت لي الكثير من علامات الاستفهام..
يتبع ان شاء الله

راغبة في رضا الله 10-11-2011 09:14 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت الاسلام (المشاركة 1196826)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غاليتي الحمد لله على سلامتك وحجا مبرور وسعيا مشكور
أختي كلنا مر بصعوبات وكلنا واجهته محن وشدائد المهم أننا نتجاوزها والحمد لله أن من الله علينا بنعمة النسيان وكذلك الصبر كل منا فقد عزيز على قلبه أوربما حتى سنده في الحياة لست وحدك يتمة
عندما مات أبي قلت انني لن أتمكن من العيش بدونه لكن الحمد لله مرت الان 15 سنة والحياة مستمرة
فالحمد لله انك لست وحدك بل عندك زهرتين تساندانك في حياتك الاتية وهما ابنتيك رعاهما الله لك
أختي رغم كل شئ فالحياة تستمر فاللهم اجعل خير ايامنا اخرها ووفقنا لما تحبه وترضاه
تابعي وسنبقى معك الى النهاية

نعم أختي الحبيبة رغم صعوبة الابتلاء فأنا ادرك جيدا أني بألف خير ونعمة
وأدرك جيدا ان حالي افضل من ملايين البشر وقد أدركت ذلك جيدا حينما كنت في الحج
يالله كم خجلت من نفسي امام نماذج تستحق كل التقدير والاحترام
بوركتِ أختي الغالية وأعجز عن شكركِ لما قدمته لي من دعم كبير على الجوال والماسنجر والرسائل الخاصة ومهما قلت سيبقى قليلاً في حقك
فقط اتمنى ان دعواتي لكِ بظهر الغيب ان يستجيب الله لها
حفظكِ الله ورعاك


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة @أبو الوليد@ (المشاركة 1196827)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا
أشهد امام الله أنكِ قد تحملتي الكثير الكثير من المصاعب والاهوال والابتلاءات .. غير ناقمة ولا ساخطة ولا متبرمة . ... إذا ما افتقدتي زوجكِ برهةً غدوتِ لعمر ماسة ولين أنتِ المعيلُ بفضل الله ثم بفضلكِ أمي تزولُ الصعابُ ..... ما اروعك من انسانة فانت دوما ينبوع التضحية الذي لا يجف
الذي
يفيض حباً وعطاء ولا تنتظر الجزاء وتكافح وتتألم وتحملتي الصعاب ...... أيتها الأم المسلمة.. في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفكم خير وعبرة، فلماذا كانت الجنة تحت أقدام الأمهات ؟
أنتظر ااالحكايا لأتعلم منكِ ومما حصل معك

تقبلي مروري
ابنكِ البار

بارك الله بكَ ابني الفاضل وجزاكَ خير الجزاء
كيف لي وبأي حق أن أسخط على رب كريم رحيم غمرني بالنعم والفضل والمنح والعطايا..
كيف لي ان لا أرضى وقد وعدنا الله بخير جزاء..
كيف لا أصبر وقد قال
(إنَّمَ يُوَفّى الصَّابِرُونَ أجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابْ)
أتمنى ان اكون قد صبرت بالشكل الذي يرضاه الله عني
جزاكَ الله خيرا ابني وأيضا أعجز عن شكرك ولقد دعوت لك كثيرا فعسى الله ان يرزقك الحج
و يوفقك لما يحب ويرضى اللهم آمين


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير العتيبي (المشاركة 1196863)
الله يتقبل حجك وقولك وعملك


حفظك الله من كل سوء


واصلي ونحن معك

آمين الله يتقبل منا ومنكم صالح أعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا ويدخلنا الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب
بوركتِ أختي الفاضلة عبير
أسأل الله ان يوفقكِ لما فيه الخير ويسعدكِ في الدارين
شكراَ لمرورك العطر ومبارك لكِ الاشراف أسأل الله ان يكون لكِ عونا
في حفظ الله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابنة الحماس (المشاركة 1196867)
الف الحمد الله على سلامتك اخيتي الغالية واقول لكِ حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً

كما تعلمي اخيتي الغالية ان الانسان المسلم يبتلى ليجزيه الله خير الجزاء على ما ابتلاه به
وابتلاء الله لعبده دليلاً على محبته له ونحن نحسبكِ صابرة ومحتسبةً
واخيتي الغالية كما تعلمي ان امر المؤمن عجيب انطلاقاً من قول رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم "
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له "
وأسأل الله الرحمة والمغفرة لوالدتكِ وزوجكِ وان يجمعكِ معهما في حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم

اللهم آمين


الله يسلمك أيتها الغالية ويحفظك من كل سوء
كيف لي ان اشكرك وانتِ حاضرة دوماً في فرحي وترحي
تعلمين جيدا محبتي وتقديري لكِ رغم قلة تواصلي معكِ ولكنكِ دوماَ في البال
وأسأل الله لكِ كل الخير ويبعد عنك كل السوء
اللهم آمين
بارك الرحمن بك وأسعدك
في حفظ الله

الفراشة المتألقة 10-11-2011 10:40 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله
حضرت لأسجل متابعتي ، فربما أنا أكثر المزعجين هنا ، وعلي الصمت قليلا :) أحبك في الله :_11: .

إسلامنا نور 10-11-2011 11:30 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
أسأل الله ان يربط على قلبك اختى الحبيبه وان يرزقك الجنه جزاءا على صبرك ويرحم والدتك وجميع اموات المسلمين احكى اختى الحبيبه فنحن معكى نتابع بقلوبنا

اخت الاسلام 11-11-2011 12:11 AM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
رغم أن بيتنا يعج بالضيوف احببت أن أعرف ما ستجود به قريحتك
أحبك في الله
جمعنا الله جميعا في جنة المتحابات في الله

راغبة في رضا الله 11-11-2011 02:38 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفراشة المتألقة (المشاركة 1196937)
السلام عليكم ورحمة الله

حضرت لأسجل متابعتي ، فربما أنا أكثر المزعجين هنا ، وعلي الصمت قليلا :) أحبك في الله :_11: .

ولو ياحبيبتي
انتِ تعرفين انكِ من أقرب الناس الى قلبي هنا
وان وجودكِ قربي يسعدني في أي مكان في الملتقى وخارجه
وأني لن أنسى فضلكِ بعد الله علي بحفظ القرآن ماحييت
يسعدني على كل حال حضورك ومتابعتك


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسلامنا نور (المشاركة 1196962)
أسأل الله ان يربط على قلبك اختى الحبيبه وان يرزقك الجنه جزاءا على صبرك ويرحم والدتك وجميع اموات المسلمين احكى اختى الحبيبه فنحن معكى نتابع بقلوبنا

بوركتِ أختي الحبيبة بستان
تسعدني أيضاً متابعتكِ
وشكراً لوجودكِ هنا على صفحاتي
تعرفين جيداً معزتك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت الاسلام (المشاركة 1196987)
رغم أن بيتنا يعج بالضيوف احببت أن أعرف ما ستجود به قريحتك
أحبك في الله
جمعنا الله جميعا في جنة المتحابات في الله

آمين يارب
شكراً لمتابعتكِ أختي الحبيبة وآسفة على تعطيلك
سأتابع الآن ان شاء الله

راغبة في رضا الله 11-11-2011 03:10 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله
عدت الآن لمتابعة فصلِ جديد من حكاياتي وهو بعنوان
يوم الوداع الأخير لأمي الحبيبة
استيقظت صباح ذلك اليوم المصادف 24 -10 -2011
وكانت أختي الصغيرة قد أنجبت مولودها في فجر نفس اليوم وهي موجودة في بيت أهلي فاطمأنيت عليها ثم ذهبت لؤية أمي وكانت نائمة ونفسها قد هدأ ففرحت وحمدت الله
ولكنها بقيت كل اليوم نائمة وفي فترة العصر عاد نفسها للضيق فاتصل أخي بالطبيب وأخبره انه سيأتي بعد قليل لزيارتها
عند المغرب كنت صائمة فأحضرت طعام الافطار وجلست قربها وهي على نفس الحال وأمسكت يدها ولكنها لم تشد على يدي فعرفت ان الامور ليست على مايرام وهناك خطب ما
جاءت اثنتين من أخواتي وجلستا معها وذهبت أنا لأفتح الملتقى فقد كنتُ موعودة برسالة من مديرنا أبو آية يذكر لي فيها آيات الرقية التي يجب أن أقرأها على العسل
وحينما فتحت الرسالة وقبل أن أقرأ حرفاً واحدا فيها سمعت صوت أخواتي يصرخن أحضروا الطبيب حالاً
أسرعتُ مع أبي الى غرفة أمي فوجدتها لا تتنفس ولا يوجد نبض,حاولت اجراء التنفس الاصطناعي لها وأبي أيضا كان يساعدني ولكن دون جدوى..أدركتُ أن أمي قد فارقت الحياة
كنتُ أقول بصوتِ مرتفع منذ دخلت أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمداً رسول الله مراراً وتكراراً ودون شعورِ مني
ثم سألني ابي
ماذا ؟؟
قلت لا فائدة انا لله وانا اليه راجعون
بكى وخرج مسرعاً من الغرفة وكانت أخواتي يصرخن ويبكين بصوت مرتفع فأخرجتهن من الغرفة وقلت لا أحد يصرخ فوق رأس امي أرجوكم
خرجوا جميعاً وبقيت أدعو وأقرأ القرآن ولا اعرف ماذا ايضاً
وبعد 5 دقائق وصل الطبيب وفحصها وقال
ليس هناك نبض أحضروا طبيب قلبية
وفي نفس الوقت كان اخوتي قد احضروا طبيبا ثانيا فقال
لانبض
لا أحد يستطيع ان يقول امكم ماتت بينما يرى الكثير من الوجوه مصفرة والكثير من البكاء
قالت اخواتي :
يادكتور نأخذها للمشفى انظر جسمها ساخن ونجري لها صدمات كهربائية
قال على راحتكم خذوها
فقلتُ له وقد كان جارا لي في عيادتي
يادكتور:لم نعذبها هل هناك امل؟
قال لا استطيع ان اقول لك
فقلت بعد ان نظرتُ لوجوه اخوتي واخواتي وأدركت انهم ان لم يأخذوها فسيلومون انفسهم وربما يلوموني ويلاً فقلت له دعهم يأخذوها والله يقدر مايشاء
أسرعوا بأخذها للمشفى وقد كنتُ أعلم أن أمي فارقت الحياة ولكن أخواتي لايردن التصديق جميعهن يقلن
جسمها حار ,أمي لم تمت
وبعد ربع ساعة أعادوها مع بكاء كثير
كنتُ في حينها قلقة كثيراً على أبي والذي أعلم جيدا حبه لأمي
لم أرَ في حياتي رجلاً يحب زوجته ويعاملها كما يعامل أبي أمي
منذ ان مرضت كان يحضر لها يوميا طعام الافطار ويطعمها بيده ويحاكيها ويمازحها ويخفف عنها,وكان يتعب ويحزن كثيراً حينما يراها متعبة ويقول لنا:
أمكم هذه رفيقة دربي ,خمسين سنة من الزواج لم تخالفني ولم تزعجني ,تحملتني في الضيق والرخاء,تزوجتها ابنة الخامسة عشر وتغربت معها عن مدينتنا حيث كان ابي متطوعاً في الجيش
وفي حرب ال67 وال 73 كان يتركها وحيدة في الجبهة وهي صغيرة السن لا أحد من حولها لا أهل ولا أقرباء
تحملت الفقر وساعدت ابي الى ان فتح الله عليهم وأوسع لهم رزقهم ,كانت نعم الأم والزوجة والأخت والابنة رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه

راغبة في رضا الله 11-11-2011 04:03 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
سألت أختاي اللتان كانتا تجلسان معها ماذا حدث؟؟
فقالتا كانت مثل وضعها منذ الصباح تتنفس بصعوبة وتبدو نائمة وفجأة هدأ النفس قليلاً وبدا أنها ارتاحت ثمّ أمالت رأسها كأنما نامت دونما ان تتغير معالم وجهها او تنازع او تتضايق او أي شيء..
في لحظة واحدة فارقت الحياة
كان ملك الموت موجوداً في الغرفة لا أحد يحس ويعلم به ولا أحد يستطيع انقاذها
قال تعالى:
(فَلَوْلَآ إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُوْمَ * وَأَنْتُمْ حِيْنَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَآ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِيْنِيْنَ * تَرْجِعُونَهَآ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِيْنَ ) سورة الواقعة 83-87
ماتت أمي في الساعة السابعة ليلاً من ذلك اليوم وخلال ساعة امتلأ البيت بمئات الناس وللأسف عادة النساء السيئة هي الصراخ والعويل ولكني مع بعض أخواتي وقفنا لهم بالمرصاد وقلنا أرجوكم لاتصرخوا فوق رأس أمنا ولا تخيفوها ..
كانت النساء يدخلن .الكل يريد ان يراها ,ويقلن تبدو كأنها نائمة وليس عليها معالم الموت وأكثر من ساعتين وسمها لايزال دافئاً
كانت قبل وفاتها تتفس من فمها بسبب ضيق التنفس وبعد ان توفيت بقي فمها مفتوحا فحاولنا انا وأختي اغلاقه ولكن دون جدوى تعود لفتحه
تركناها على هذا الحال ووهها مغطى وبقينا انا وبعض أخواتي جانبها ندعو لها كثيراً مراراً وتكراراً بينما ذهبت اخواتي الأخريات مع النساء الى الغرفة المجاورة
وكنت كل فترة أذهب لأرى وجهها وكأنني أريد ان أشبع من رؤيتها وأريد أيضا ان أطمئن على حالها ,بعد فترة كشفت وجهها فبكيتُ مما رأيت
رأيتها قد أغلقت فمها وابتسمت ابتسامة خفيفة حتى ظهر سنها من بين شفتيها ففرحت وناديت أختي وقلت لها تعالي وانظري الى وجه أمي ثم نادت اختي اخواتي جميعاً
خلال ساعات قليلة جدا اجتمع كل اخوتي واخواتي حتى الذين يسكنون في مدن بعيدة والجميع كان يتحلى بالصبر رغم قسوة الموقف الا واحدة من اخواتي التي كانت تبكي كطفلة صغيرة رغم ان عمرها تجاوز الأربعين ,جلسنا طوال الليل ندعو لها والبعض يقرأ القرآن والجميع لايستطيع ان يغادر الغرفة وكل فترة يلقي احدنا نظرة عليها
عند الفجر كان موعد التغسيل .المرأة التي تغسل جميع النساء في مدينتنا كانت موجودة وهي قريبة لنا ولكنني كنت اراها تصرخ وتنعي في العزاء فخفتُ ان لاتقوم بلتغسيل وفق الطريقة الصحيحة حسب السنة ,فأسرعت وقرأت طريقة التغسيل الصحيحة وقررتُ الدخول معها ,وفعلاً نبهتها على بعض الأمور وكنت حاضرة معها كل الوقت مع أخت لي وبعض خالاتي رغم ان الموقف في منتهى الصعوبة ومنتهى الألم ورغم ان ترتيبي بين اخواتي السادسة فقط أخت واحدة أصغر مني ولكن كان علي أن اكون حاضرة لأنهم يقولون انني أكثرهم التزاما ولأنني كنت خائفة وحريصة على أمي وأريد ان يكون كل شيء على مايرام وبالشكل الصحيح الذي يرضي الله عز وجل
انتهى التغسيل على خير ومن ثم التكفين ووضعت أمي في الغرفة الكبيرة وانا صليت الفجر وعدتُ وجلست قربها بجانب رأسها أدعو لها وألقنها الأسئلة التي يمكن ان تُسأل بها في القبر ولا أعلم ان كانت تسمعني ولكنني كنتُ أدعو الله بكل رجاء والحاح ان يسمعها صوتي وبينما كانت النساء تبكين بصوت مرتفع كنت أقول يارب لاتسمعها الا صوتي وصوت من يدعو لها ويقرأ القرآن وكنتُ أقول
يا أم لاتخافي أنتِ بين يدي الرحمن وكنتُ أشرح لأخواتي منذ البداية أقول
الآن صعدت روح أمي للسماء ان شاء الله تقول الملائكة ما هذه الروح الزكية فيجيب البعض هذه روح فلانة بأحب أسمائها
الآن يكتب كتابها ان شاء الله يكون في عليين
وآخر شيء كنت أقول أمي سيأخذون أمي بعد قليل لعلها تقول قدموني قدموني
ادعوا لأمي بالتثبيت وأوصيت اخوتي الرجال ان يجلسوا قربها عند القبر قليلاً ويدعوا لها بالتثبيت
كانت لحظات عصيبة لم أنم كل الليل لحظة واحدة ولم أفارق امي لحظة الا حينما صليت
وجاءت اللحظة الأخيرة وأخذوا أمي حملوها ورحلوا ,طوال ال15 ساعة الماضية لم أكن أفكر الا في كيف يمكن ان افيد امي وماذا يمكن ان ادعو لها وكنت افكر فقط في الموقف الصعب الذي ستتعرض له وهو السؤال هذا ما كنت افكر فيه وهو خوفي وحرصي عليها فقط
ولكن في تلك اللحظة وحينما أخذوها شعرتُ بمرارة الموقف ولوعة الفراق المر
حاولت النهوض والسير فأغمي علي وسقطت ,اعتقد الجميع انه انخفاض في ضغط الدم فأنا اعاني منه طوال عمري وبعد ان صحوت أخذوا يلومونني ويقولون
طوال الوقت تكابرين وتحصرين في قلبك ,لو بكيت او صرخت لكان اهون على نفسك وفي الحقيقة انا كنت ابكي ولكن دموع العين فقط ,اما قلبي فكان يصرخ بشدة ويتألم بشدة
كيف لا وانا افارق اعز الناس
كيف لا وانا اتخيل الملائكة تقول لي:
ماتت من كانت نكرمكِ لأجلها
قاست لي الطبيبة ضغط الدم وكانت المفاجأة انه كان مرتفعاً كثيراً فوق المئتين وقالت لي انا اسمع نبض قلبكِ من مكاني ودون سماعة
في لحظة اختل توازني وأحسست رأسي يتفجر من الضغط وقلت
يالله تعب قليل لا أستطيع احتمال ,فكم تحملت امي وكم صبرت خلال مرضها الطويل
وفي الفترة الأخيرة كانت لاتستطيع الكلام يعني حتى لو أرادت ان تقول يؤلمني كذا لا تستطيع
وفي تلك اللحظات انتابني شعور غريب شعرتُ به للمرة الأولى في حياتي كان شعورٌ صعب لا أستطيع التعبير عنه ابدا ولكن مفاده ان الحياة الدنيا لاتساوي قشرة بصلة وان هذه الحياة وهمية وكأنها حلمٌ فقط سنستيقظ منه حينما نموت وحينها فقط ستبدأ حياتنا الحقيقية
لا اعلم كيف اصف لكم ذلك الشعور يا اخوان ولكن في اللحظة التي غبت فيها عن الوعي او نمت لا اعلم ولكن كأنني كنتُ في نفس موضع امي وكأنني جربت الموت وكنتُ هناك وحيدة لا أحد ينفعني ولا يحمل عني شيئاً فقط انا ليس لي الا الله
يالله
وكنت اقول يارب ارحمني واغفر لي
استيقظت بعدها ولم يكن قد مر على هذا الشعور الا ثوانٍ معدودة ولكن أقول لكم بكل صدق انه يعادل الحياة ومافيها وتذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)

نعم يا اخوتي
حق لي ولكم ان نخاف وان نراجع حساباتنا وان نتيقن ان الموت سيداهمنا فجأة ولا مفر منه ولامهرب وحينها تبدأ حياتنا الحقيقية التي سنحاسب فيها على كل ما نفعله الآن
( فَأمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُقَرَّبِيْنَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيْمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَان مِنْ أَصْحَابِ اليَمِيْنِ (90) فَسَلاَمٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِيْنِ (91)وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُكَذِّبِيْنَ الضَآلِّيْنَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيْمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيْمٍ ( 94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ اليَقِيْنِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيْمِ (96) ) سورة الواقعة.
أعتذر عن عدم تشكيل الآيات لضيق الوقت
السلام عليكم ورحمة الله
يتبع ان شاء الله

اخت الاسلام 11-11-2011 07:37 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
لا عليك غاليتي سأحاول أنا وضع الايات بالشكل وكذلك الاحاديث
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الواقعة
***83فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ84وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ85وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ
86فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ87تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

***88فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ89فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ90وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
91فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ

92وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ93فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ94وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ95إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ96فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ

قال عليه أزكى الصلاة والسلام
إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ؛ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا . والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله . لوددت أني كنت شجرة تعضد
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2312
أعتذر منكم فعندي مشكل بالجهاز بالنسبة للالوان وما الى ذلك
تابعي

@أبو الوليد@ 11-11-2011 08:22 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
كل نفس ذائقة الموت
اعانكِ الله يارب

ورد جوري 11-11-2011 11:39 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
جئتُ متأخره على ما اعتقد
لا اعرف لمَ اصبحت في صفوف المتأخرين دوما في هذه الايام !:icon14:
اقرأ واشعر بقشعريره
استمتع كثيرا بحديثك غاليتي فهو ملئ بالحكم والفوائد والنصائح
حماكِ ربي ورحم والدتك وزوجك

نبراس الايمان 12-11-2011 04:58 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
رحم الله والدتكِ واسكنها الفردوس الاعلى من الجنة
متابعةً بإذن الله
جعله الله في ميزان حسناتك

راغبة في رضا الله 12-11-2011 08:29 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أدين لكم باعتذار كبير بسبب الأخطاء في كتابة الآيات والتشكيل وذلك بسبب مرضي يوم أمس والآيات هي من سورة الواقعة وليس الملك وانا أحفظ سورة الواقعة والملك وبعض السور منذ سنين طويلة أحفظها كاسمي لذا لم اتوقع ان أخطئ فيها ولذا لم أراجع ما كتبت الى ان وجدتُ اليوم رسالة من حبيبتي الفراشة المتألقة تخبرني بأخطاء في الآيات وقد قامت أختي الغالية أخت الاسلام مشكورة بالتصحيح وان شاء الله تقوم مراقبتنا الفاضلة الفراشة بتصحيحها أيضا في مشاركتي الأصلية
فاعذروني اخوتي على تقصيري الذي سببه المرض
جلّ من لايسهو



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد جوري (المشاركة 1197537)
جئتُ متأخره على ما اعتقد

لا اعرف لمَ اصبحت في صفوف المتأخرين دوما في هذه الايام !:icon14:
اقرأ واشعر بقشعريره
استمتع كثيرا بحديثك غاليتي فهو ملئ بالحكم والفوائد والنصائح

حماكِ ربي ورحم والدتك وزوجك

أنت دوماً في الصفوف المتقدمة في قلبي غاليتي حتى ولو جئت متأخرة
فشكراً لوجودك ومساندتك
سأتابع ان شاء الله ولكن فقط بعد أن تتحسن حالتي الصحية كي لا أقع بأخطاء مجدداً

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبراس الايمان (المشاركة 1197780)
رحم الله والدتكِ واسكنها الفردوس الاعلى من الجنة

متابعةً بإذن الله

جعله الله في ميزان حسناتك


بوركتِ أختي الغالية نبراس الايمان
يسعدني وجودك ومتابعتك وان شاء الله تجدون الفائدة والعبرة هنا
بارك الله بكم وأسعدكم
السلام عليكم

اخت الاسلام 12-11-2011 10:44 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
كما قلت لا عليك غاليتي أنت اكتبي فنحن نعلم بحالتك وسنتابعك الى الاخير

راغبة في رضا الله 13-11-2011 04:12 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
بارك الله بكِ أختي الحبيبة -أخت الإسلام-
سأتابع الآن إخوتي الأفاضل وسأنتقل إلى فصلٍ جديد من حكاياتي بعنوان

** من قلب المحن تأتي المنح **

توفيت أمي وبدأت أيام العزاء وتعلمون جميعكم وجود مخالفات كثيرة في العادات المتبعة في مجتمعاتنا العربية أثناء التعزية وعند فقد شخصٍ عزيز على قلوبنا ومنها مشكلتين كان علي التعامل معهما
الأولى هي النواح والعويل
والثانية قراءة القرآن وعمل ختمات وإهدائها للميت

من المعلوم أن قراءة القرآن وإهداؤه للميت هي عادة لم يقم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة وبالتالي يمكن ان تدخل في إطار البدعة ويمكنكم الاطلاع أكثر على هذه النقطة من خلال مابينته فراشتنا المتألقة في حكم هذه المسألة في هذا الرابط
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=134399

المهم فور موت والدتي أرادت إخوتي ان يبدؤوا بختمة لها قبل خروجها من البيت فأخبرتهم بحكم تلك المسألة وأنه ماهو ثابت أن الميت ينتفع بالدعاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ؛ صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 793
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فقمنا بالدعاء لها طول الوقت وأيضاً قرأ البعض القرآن على أساس ان ينتفع القارئ نفسه به فيخفف حزنه ويمنعه من البكاء بصوت عالٍ ويصبر قلبه وبهذا تغلبنا على المشكلة الأولى أيضاً وخاصة بعد أن أخذنا أمي بعد تكفينها الى المجلس حيث تجمعت النساء بكثرة فكلما أرادت النساء الصراخ بدأتُ وأخواتي الدعاء بصوتٍ عالٍ فأمّنَ الجميع على دعائي أو قراءة القرآن بصوتٍ عالٍ فيستمع الجميع له ويتوقفن عن النواح واستمر ذلك كل أيام التعزية
-طبعاً خيمة الرجال في الشارع بعيدة عنا ولايسمعون أصواتنا-

مرّت أيام العزاء على خير وكنتُ في ذلك الوقت أفكر وأقول لنفسي
سبحان الله كنتُ مستغربة من تأخير أوراقي وظهور عقبات كثيرة ولم أكن أعرف مالحكمة من ذلك والآن فقط عرفتها ,لو أنني سافرت وتوفيت أمي بعد سفري دون أن أودعها في لحظاتها الأخيرة لحزنت أشد الحزن وللمتُ نفسي لوماً كثيراً
وماحصل هذا أعطاني درساً جديدا بالتوكل المطلق والثقة المطلقة بالله والرضا بكل مايحدث للإنسان لأنه دوماً فيه حكمة ومصلحة يعلمها الله ويجهلها البشر..
كانت تنقصني ورقة واحدة كنتُ قد أرسلتها الى دمشق حيث يسكن أخي من أجل ايصالها للسفارة السعودية وكان يفترض ان تصل في صباح اليوم الذي توفيت فيه أمي ولكنها تأخرت وطبعاً أخي حينما علم بوفاة أمي جاء مسرعاً ,والورقة مبعوثة باسمه لايستطيع احد استلامها غيره وهكذا ولم يبقً الا أقل من 10 أيام على يوم عرفة وهكذا قطعتُ الأمل بالذهاب الى الحج هذا العام وقلتُ لنفسي
قدر الله وماشاء فعل
انتهت أيام العزاء وأنا غارقة في حزني على أمي وحزني أنني على مايبدو -هكذا ظننتُ حينها أني-أخفقتُ للسنة الرابعة على التوالي الذهاب للحج
ولكن الله شاء غير ذلك وأتتني المنحة من الله عز وجل ,فكافأني على صبري وفي نفس اللحظة التي قطعتُ فيها الأمل وقاربتُ على اليأس جاءني الفرج

راغبة في رضا الله 13-11-2011 04:50 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اتصلت بي صديقتي المقربة من دمشق وسألتني ماذا حصل في موضوع أوراقي فشرحتُ لها ماحصل فقالت غيري اسم المرسل اليه وأنا أقوم بإيصال الورقة للمكتب ,حينها كنتُ خجلة من طرح الموضوع في ذلك الوقت العصيب فسكتت فسألتني اخواتي من اتصل بك فقلتُ لهم الحكاية وقلتُ لهم ربما ليس من المناسب ان اتابع الأوراق الآن وأسافر ,فقال لي الجميع
لا ,لايزال هناك أمل أن تصلي قبل يوم عرفة وتحجي وهذه فرصة مناسبة للدعاء لوالدتنا هناك فتوكلي على بركة الله وفعلاً اتصل أخي الأكبر بصديقه في دمشق وأوصل الورقة للمكتب وسبحان الله جاءت الموافقة من السفارة في اليوم التالي مباشرة وكان يوم 4 ذو الحجة وبحث لي عن حجز في الطيارة ورغم ان الحجوز تكون صعبة جدا في هذا الوقت والأماكن ممتلئة الا انه وجد لنا حجز في يوم الاربعاء 6 ذو الحجة
لم أصدق ذلك حزمت حقائبي سريعاً وسافرت مع أخي أولاً الى دمشق بالباص صباح الأربعاء وكان لدى أبي عملاً هاماً في مدينة تدمر التي تقع في منتصف طريقنا الى دمشق فسافر معنا
عادةً لا أسافر بالباص لأن السفر فيه يتعبني كثيراً كوني أعاني من الدوار الدهليزي في الأذن فتسوء حالتي أثناء السفر الطويل ولكن كنتُ مضطرة حينها
المهم بعد أن انطلق الباص بفترة قصيرة بدأت حالتي تسوء ولكن ليس مشاكل الغثيان المعتادة بل أصابتني نوبة تسرع في القلب وكانت المرة الثانية التي تصيبني في حياتي بعد المرة الأولى يوم وفاة أمي,بدأ النبض بالتسرع والضغط بالاارتفاع الى أن كاد رأسي يتفجر ,وماذا أفعل هنا في الباص لا طبيب ولا دواء ولامعين الا الله
هل أنزل في أقرب مدينة ولكن طائرتي في الساعة السابعة مساءً وأي تأخير لن ألحق موعد الرحلة ,أحس أبي الجالس جانبي بتوتري وضيقي فابتسمتُ في وجهه لأني لم أرد أن يقلق علي وأنا ذاهبة في سفر طويل
ضاقت بي الدنيا بما رحبت وضاق صدري وأصبحتُ أتنفس بصعوبة فأدرت وجههي للنافذة وبكيت..
قلتُ يارب تعلم أني أحلم بالحج والذهاب الى بيتك وأني مهاجرة اليك ,ربما يحصل لي الآن ماحصل لزوجي فقد توفيته وهو في طريقه لمكة ,فيارب ان قدرت علي الموت الآن فقط تقبل مني وارضَ عني واغفر لي..واغفر لأمي وزوجي..
ماهي الا لحظات فوجدتُ نفسي قد غطيتُ في نومٍ عميق رغم سوء حالتي الصحية ولم أستيقظ الا حينما وصلنا الى تدمر في الاستراحة ,وهناك وجدتُ حالتي قد تحسنت وذهب كل الضيق ,ودعتُ أبي وأكملتُ الرحلة مع أخي الى دمشق
ثم سافرنا في رحلة مريحة جداً على متن الطائرة الى الرياض ووصلنا هناك بعد ساعتين وربع
وفور وصولنا الى بيت أختي هناك استقبلنا ابن أختي الأخرى لأن أختي في سوريا ,المهم نمنا من التعب حتى ظهر اليوم التالي
وحين استيقاظنا علمنا أن تصاريح الحج توقفت منذ يوم الاثنين وأكدت لي الفراشة أيضاً بعد ان تكلمتُ معها بالهاتف انه هناك تشديد في هذا العام ومن الصعب الذهاب بدون تصريح ولكنها أيضاً بعثت فيّ الأمل والتفاؤل بأنه لن يحدث الا مايكتبه الله
قال لي ابن أختي:
ياخالتي من الصعب كثيراً الذهاب بلا حملة وأنتِ لست معتادة على شظف العيش ستتعبين كثيراً
قلت أذهب وأتحمل كل شيء فإن رفضوا دخولي الى مكة أكون قد عملت كل جهدي ولن أتراجع
وهكذا قررنا الذهاب يوم الجمعة 8 ذو الحجة بالسيارة الى مكة
طبعاً بناتي تركتهما عند قريبة لي في الرياض خوفاً عليهما من الزحام وكانت تلك المرة الأولى التي أفارقهما ولكن كل شيء يهون في سبيل الله..
أتوقف الآن عند هذا الحد وأستسمحكم بأخذ فاصل بسيط أرتاح به ثم أعود معكم لمواصلة حديثي عن يوم السفر الى مكة وعن ذكرياتي في الحج
السلام عليكم ورحمة الله
يتبع ان شاء الله.....

راغبة في رضا الله 13-11-2011 07:32 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم الجمعة 8 ذو الحجة انطلقنا بالسيارة أنا وأخي وابن أختي بعد المغرب تقريباً في الخامسة او السادسة مساءً الى مكة وكان قريب لنا مع زوجته أيضاً ذهبوا في الساعة العاشرة صباحاً في نفس اليوم وكنا ننتظر منهم الأخبار ,هل سيسمح لهم بالدخول الى مكة من غير تصريح أم لا
وصلنا الميقات الخاص بمدينة الرياض تقريباً الساعة الواحدة ليلاً واتصلنا بهم فأخبرونا انهم منذ اربع ساعات تقريباً عند نقطة التفتيش على مدخل مكة ولم يأتيهم الدور بسبب الزحام الشديد ثم بعد نصف ساعة بعد أن احرمنا وقبل انطلاقنا لمتابعة المشوار الى مكة التي تبعد 75 كم عن الميقات اتصلوا بنا وأخبرونا انهم سُمح لهم بالدخول طبعاً بعد ان كانوا وقفوا اربع او خمس ساعات المهم استبشرنا خيراً بدخولهم
انطلقنا ومازلتُ خائفة وقلبي يخفق بشدة ,كيلومترات قليلة تفصل بيني وبين تحقيق الحلم وكنا نردد
لبيك اللهم لبيك ..لبيك لاشريك لك لبيك ..ان الحمد والنعمة لك والملك..لا شريك لك
ما أحلاها من عبارات
طبعاً المرأة تخفض صوتها والرجال يجهرون بأصواتهم
بعد أقل من ساعة وصلنا نقطة التفتيش وكانت المفاجأة الكبرى
اختفى كل الزحام ولايوجد الا سيارتين او ثلاثة قبلنا
أوقفنا الشرطي وسألنا أسئلة بسيطة وجميلة ثم سمح لنا بالدخول
دخلنا وحينها قلتُ لابن أختي الذي كان يقود السيارة:
ماذا بعد هذا
قال :ياخالتي ماشاء الله يسر الله لنا المرة الماضية وقفتث ست ساعات حتى دخلت واليوم دقيقة واحدة ان شاء الله يكتب لنا التيسير ,لاشيئ بعد هذا نركن السيارة في الموقف المخصص ثم ندخل مكة
انفجرت عيناي بالبكاء حينها لم أصدق
أخيراً تحقق الحلم ,أخيراً..بكيت كثيراً وحمدتُ الله كثيراً ودعوت للشرطي الذي كان سمح الوجه كريم الأخلاق وبدأن بالتلبية من جديد ولكن هذه المرة كان لها طعمٌ مختلف لأنني في المرة الأولى كنت خائفة من العودة
أخي وابن أختي سبق لهم الحج قبل ذلك اكثر من مرة لذا فقد نوى أخي الحج عن زوجي رحمه الله ونوى ابن أختي الحج عن قريبٍ لنا توفي أيضاً ولم يتمكن من الحج
وهكذا انطلقنا أولا الى الحرم لأداء طواف القدوم ثم ذهبنا في سيارة أجرة الى عرفات وكان صباح 9 ذو الحجة يوم عرفة قد حل,ولكن سيارة الأجرة انزلتنا قبل الوصول وقال صاحبها غير مسموح لي بالدخول أكثر بقي 2 كم
قلنا لابأس نمشيها ولكن الحقيقة ان المسافة كانت حوالي 5 كم في طريق جبلي صعب مشيناه غير آبهين بالتعب والسعادة تغمر قلوبنا اننا سنصل الى عرفة
وصلنا تقريبا في الساعة 11 ظهراً, الناس من شدة التعب نصبوا خيامهم في أول عرفة فسدوا الطريق الى الأمام فما ان دخلنا لم نعد نستطع لا الدخول أكثر ولا الخروج وبدأ الزحام العجيب ,الأماكن كلها ممتلئة على جانبي الطريق وفجأة يسر الله لنا شباب طيبون قالوا لنا تعالوا ابنوا خيمتكم هنا ,نصبنا الخيمة الصغيرة ودخلنا أخيراً وجلسنا بعد ارهاق شديد ولكن الحر كان خانقاً والخيمة لاتسد عنا جيداً وهج الشمس وحرارتها الشدية
كان الموقف صعباً وكنا نستخدم الأوراق للتهوية في هذا الحر الشديد وبعد قليل جاءنا اناس ومعهم امرأة متعبة وطلبوا منا ان تجلس المرأة معي في الخيمة وطبعاً وافقنا فخرج اخي وابن اختي ودخلت المرأة معي ونامت من شدة التعب ,اما انا فلم أستطع النوم في هذا الحر الشديد فأمضيت الوقت بالدعاء وقراءة القرآن فهذه فرصة ذهبية لاتعوضوالحمد لله من الله علي بالنوم لحظات بسيطة ولكنها كانت كافية للراحة والحماس والنشاط من جديد
,دعوتُ لكل من أحب وكل من أعرف وكل من وقف بعرفة ولكم يا أهل الشفاء خصصتُ كل من اعرف بالاسم وقلت من نسيت اسمه ايضا فليعطيه الله كل الخير هو وكل المسلمين في الأرض
كانت الفراشة المتألقة جزاا الله عني كل الخير تطمئن علي باستمرار فدعوتُ لها أيضاً دعاءً كثيراً
وطبعاً الحصة الأكبر في الدعاء لأمي وزوجي رحمهم الله وأبي وبناتي أطال الله في عمرهم ومن ثم لجميع من احب واعرف وكنت قد طلبت من الله عز وجل ان يريني في منامي رؤية اولا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم رؤيا لزوجي وامي بأنهما في حال طيب
الغريب انه مع اقتراب وحلول وقت المغرب ترى الناس جميعهم يبدؤون بالدعاء بشدة قبل فوات الأوان وكأنهم لم يكونوا يملكون كل اليوم
بعد قليل وبعد أذان المغرب مر موكبٌ أظنهم لأمراء في سيارات وباصات فخمة يحرسه الكثير من الحرس
نظرتُ من حولي فرأيت صعيد عرفة يعج بملايين الناس
الأبيض والأسود ,العربي والأجنبي,الفقير والغني,القوي والضعيف ,وكلنا ضعفاء وفقراء لله نرجو رحمته ونخشى عذابه
ولا أحد يعلم قد يكون عبدُ ضعيف الجسم مسكين فقير أقرب الى الله ودعاؤه أكثر استجابة من غني او أمير والعكس صحيح قد يكون غني او أمير شاكر لأنعم الله خيرٌ من فقير ساخط لا أحد يعلم ولكن ما أريد قوله أنه على هذه الأرض أرض عرفة وقف الجميع على اختلاف احوالهم ولكنهم كلهم سواسية لافضل لأحد على أحد الا بالتقوى
موقفٌ رهيب ذكر كل واحدٍ فينا بيوم الحشر حيثُ بلايين البلايين من البشر حفاةً عراة والشمس تقرب مقدار ميل
يالله يالله
اذا كنا قد وجدنا هذا الموقف في غاية الصعوبة فمابالنا بذاك الموقف ..نسأل الله أن يهونه علينا ويجعلنا من عباده المؤمنين الذي يمر عليهم ذلك اليوم الذي مقداره خمسين الف سنة يمر كفترة مابين الظهر والعصر على عباد الله المؤمنين كما ورد في حديث صحيح
اللهم انا نسألك العفو والعافية
حل الليل وبعد ان دعونا ودعونا كثيراً كان علينا النزول من عرفة الى مزدلفة
عرض علي اخي وابن اختي الذهب في سيارة ولكني رفضت
قلت أذهب سيراً على الأقدام أريد ان اتعب في سبيل الله ,أريد ان أشعر بنفس شعور الفقراء والمساكين
أريد ان أشعر بلذة التعب في سبيل الله
كانت المسافة 5 كم تقريبا الى مزدلفة مشينا مع ملايين الناس حتى وصلنا مزدلفة ,ولكني حينها كنت قد أصبتُ بتعبٍ شديد فللأسف لم أكن متعودة على المشي قبل ذلك لا أتحرك خطوتين بدون سيارة وهذه غلطة كبيرة على الجميع ان يعودوا أجسامهم على المشي من اجل الصحة واللياقة
وصلنا مسجد المشعر الحرام بعد مشي طويل وعناء كبير حينها كان التعب قد بلغ مني كل مبلغ وأحسست اني سأصاب بالاغماء فجلستُ على الأرض وفجأة يمر أمام نظري 3 شيوخ أظن أعمارهم تجاوزت الثمانين- ضعاف البنية حتى تكاد تبان عظام أقفاصهم الصدرية -يركضون بكل همةٍ ونشاط فدمعت عيناي وطأطأت رأسي خجلاً من الله
أنا في الثلاثينات وقد خارت قواي وهم في الثمانينات يركضون بهمة ونشاط في سبيل الله
عندها استجمعتُ قواي واستغفرتُ ربي ومضينا في المشي وماهي الا لحظات قليلة واذا بي أرى فجأة صورة زوجي يلبس لباس الإحرام ويحمل حقيبته السوداء التي يحملها دوماً على كتفه وبوجهه السمح ولحيته الطويلة ,خفق قلبي بشدة فدققتُ النظر هل أنا أحلم أم هو شخصٌ يشببه نظرتُ جيداً فلم يوجد أحد ,لم يكن يوجد أحد أصلاً وعرفتُ انها رؤيا من الله او بشارة والله اعلم فلم أكن حينها افكر بزوجي ولستُ ابداً من النوع الذي يهلوس او شيء من هذا القبيل ..
حمدتُ الله كثيراً ودمعت عيناي واستبشرتُ خيراً الى أن وجدنا كانا نصبنا فيه خيمتنا المتواضعة
كان لي أقارب هناك في الحج ,خالي وايضاً بعض أقاربي ومعهم نساء ذهبوا في حملات ممتازة وعرضوا علي أن أذهب هناك ولكني رفضت فأنا لم أذهب هناك في رحلةٍ للاستجمام وبما انها اول حجةٍ لي أردت ان تكون صعبة وان أتعب فيها كثيراً في سبيل الله وكما ذكرتُ لكم سابقاً أردت أن أحس وأشعر بنفس شعور الناس البسطاء فقد كان هناك ملايين منهم يبيتون في شوارع مزدلفة ومنى منهم في خيامٍ متواضعة ومنهم في الطرقات ولكن كل شيءٍ يهون في سبيل الله
انتهى اليوم الأول وخلدنا الى النوم مع كثير من التعب وكثيرٍ من الرضا والسعادة
يتبع ان شاء الله

اخت الاسلام 13-11-2011 07:53 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
معك اختي حتى النهاية
لبيك اللهم لبيك ..لبيك لاشريك لك لبيك ..ان الحمد والنعمة لك والملك..لا شريك لك
اللهم اني أسألك الحج لي ولابي يارب لا تحرمني منهما

@أبو الوليد@ 13-11-2011 08:09 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
حكم وعبر
بوركتم

القدس روحى 13-11-2011 09:04 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
عظم الله اجرك اختى رغم انى جديدة بالمنتدى ولكنى اشعر بان اعضائه اصبحوا جزءا من حياتى و منذ قرات حكايتك وانا احاول المتابعة واكيد انتى فى نعمة كبيرة بعد حجة مبرورة ماجورة باذن الله فانى احاول الحج من زمن وقد وصلت هذا العام الى مرحلة الذروة بالشوق للحج ولكنى لم احج لعله لا تكون بسبب ذنوبى
فرج الله همك واجارك بمصابك وابدلك خيرا

راغبة في رضا الله 13-11-2011 10:08 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت الاسلام (المشاركة 1198312)
معك اختي حتى النهاية
لبيك اللهم لبيك ..لبيك لاشريك لك لبيك ..ان الحمد والنعمة لك والملك..لا شريك لك
اللهم اني أسألك الحج لي ولابي يارب لا تحرمني منهما

اللهم آمين آمين
بوركتِ أختي الحبيبة
ولكن ماذا عن أمكِ أختي هل يسّر الله لها الحج هذا العام

راغبة في رضا الله 13-11-2011 10:10 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة @أبو الوليد@ (المشاركة 1198329)
حكم وعبر

بوركتم

شكراً لتواجدك ابني الفاضل
أسأل الله أن يرزقك الحج عاجلاً وليس آجل
وأسأل الله الاخلاص في القول والعمل لي ولكم

راغبة في رضا الله 13-11-2011 10:13 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القدس روحى (المشاركة 1198356)
عظم الله اجرك اختى رغم انى جديدة بالمنتدى ولكنى اشعر بان اعضائه اصبحوا جزءا من حياتى و منذ قرات حكايتك وانا احاول المتابعة واكيد انتى فى نعمة كبيرة بعد حجة مبرورة ماجورة باذن الله فانى احاول الحج من زمن وقد وصلت هذا العام الى مرحلة الذروة بالشوق للحج ولكنى لم احج لعله لا تكون بسبب ذنوبى
فرج الله همك واجارك بمصابك وابدلك خيرا

بارك الله بكِ أختي العزيزة
وأنتِ جزء منا فكلنا كالجسد الواحد يؤازر بعضه بعضا
لاتيأسي أختي واعلمي كلما زاد الشوق لبيت الله كلما زادت الفرحة بلقائه
أسأل الله لكِ وللجميع زيارته عاجلاً وليس آجل
اللهم آمين

ابنة الحماس 14-11-2011 11:16 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
لبيك اللهم لبيك ..لبيك لاشريك لك لبيك ..ان الحمد والنعمة لك والملك..لا شريك لك
اسأل الله ان يكتب لوالدتي الحبيبة الحج عاجلاً غير اجل
متابعة بإذن الله
في ميزان حسناتك غاليتي

اخت الاسلام 14-11-2011 11:42 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راغبة في رضا الله

[b
ولكن ماذا عن أمكِ أختي هل يسّر الله لها الحج هذا العام
[/b]

الله يبارك فيك غاليتي
أمي لم يتيسر لها الحج لانه عندنا لا بد من اجراء قرعة والذي يطلع اسمه يروح وايضا محددين نسبة الحجاج
في امان الله

القدس روحى 15-11-2011 07:41 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
ياااا الله زادك الله همة وصلاحا وتابع لكى بين الحج والعمرة
دائما يات اليسر مع العسرففراق الام بلاء كبير اسال الله ان يصبرك ويرضيك بقدره..ولكن الحج.... وبهذه الطريقة وهذا التيسير العجيب من الله لهو النعمة البينة من الله ورؤيتك لزوجك بشرى كبيرة وتثبيتا لك من الله
استثرت مشاعرى نحو البيت الحرام

أم اسراء 24-11-2011 03:26 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
أعانك الله أختى راغبة

وبارك لك الله فى بناتك

متابعة معك منذ البداية .


رامي الأردني 24-11-2011 05:34 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
شكرا لك ......

راغبة في رضا الله 30-11-2011 08:39 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأخرت في تكملة ذكرياتي في الحج وذلك بسبب ضغط العمل الكبير
كما يبدو أني أجيد البدايات ولب الموضوع ولا أبرع في النهايات..فلدي موضوعان في قسم الجالية وقسم طب الأسنان لم أكملهما بعد..
أسأل الله أن تكون نهاياتنا وخواتمنا في الحياة الدنيا على خير...
وصلتُ معكم في الفصل السابق الى نهاية يوم عرفة ووصولنا مزدلفة وقبل ان أكمل أريد أنأهمس نصيحة هنا في أذن كل من يذهب إلى الحج
وهي حينما ينتهي يوم عرفة استبشر خيراً ففي هذا اليوم يغفر الله لك كل ذنوبك وتعود كما ولدتك أمك ,الآن بعد انتهاء اليوم سيهمس الشيطان في أذنك ويقول :
ذنوبك كثيرة لن يتقبل الله منك ولن يغفر لك
حينها استعذ بالله ولا تلقي له بالا وأحسن الظن بالله لأنك ان صدقته فسيكون هذا أول ذنبٍ ترتكبه لأنك حينها تكون قد أسأت الظن بالله الذي يقول في حديث قدسي
- قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان فيك و لا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 127
خلاصة حكم المحدث:
حسن

قضينا الليلة في مزدلفة ومع أن الفراشة جزاها الله كل خير قالت لي أنه مرخص للنساء كونهن من الضعفة أن ينطلقوا من مزدلفة الى منى بعد انقضاء منتصف الليل بسبب الزحام وأنا أعرف ان الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه ولكنني نظرت لنفسي ونظرت لمن حولي من الشيوخ والنساء اللواتي جلبن أطفالهن فوجدت نفسي لست من الضعفة وما يضعفني وقد آتاني الله الصحة فقلت اذا نطبق السنة ونبقى للفجر
صلينا الفجر في مزدلفة وجمعنا الحصوات التي سنرجم بها وانطلقنا مشياً الى منى ومنها الى جسر الجمرات وكانت المسافة تقريبا من 4 الى 5 كم
وصلنا الى جسر الجمرات وكنا ننوي الرمي في الطابق الثالث لتجنب الزحام ولكننا وجدنا انفسنا في الطابق الأرضي ولم يكن هناك زحام ورمينا جمرة العقبة الكبرى وكان الأمر ميسراً جدا وجميلاً
أمر واحد فقط أزعجني عندما خرجت وهو وجود أطفال كثيرين كلهم اناث افريقيات يجلسن في ساحة جسر الجمرات تحت الشمس الحارقة أيدهن مقطوعات ,ما لفت انتباهي أنهن كلهن أيدهن مقطوعة بنفس الطريقة ومتقاربات في الأعماروعددهن كبير أكثر من عشرين متفرقات في الساحة مع امهاتهن فتعجبت وقال لي ابن اختي ,أيعقل ان يكونوا أهلهن هم من قطعوا ايدهن بغرض التسول عليهن لأن الأمر غريب ,وبجميع الأحوال كان منظرهن وهن جالسات تحت الشمس والعرق يتصبب منهن ويناشدن الناس لمساعدتهن ,كان المنظر مؤلماً جدا ومشعراً لي بالخجل ,أنا التي اعتقدت ان عندي الكثير من الهموم والابتلاءات ,حري بي ان أشكر الله في كل لحظة على ما أعطاني من نعم..
ذهبنا للحرم من أجل طواف الافاضة وكان التعب قد بلغ مني كل مبلغ وكنت على وشك الإغماء خارت قواي وكنت بحاجة ماسة للراحة ولكن كيف السبيل ,من الصعب جدا أن تجد غرفة فارغة في فندق في مكة في هذا الوقت
مع ذلك قال أخي وابن اختي سنجرب وحينما دخلوا أحد الفنادق المواجهة للحرم وسألوا صاحبه بالفعل يسر الله ان وجدنا غرفة لمدة 6 ساعات وكانت هذه منحة من الله عز وجل فقد كنت بأمس الحاجة للنوم والراحة
مع حلول الليل عدنا لمنى وتعبنا كثيرا حتى وجدنا مكان مناسب قرب جبل نضع فيه خيمتنا وننام
حينما أتذكر أني نمت في خيمة صغيرة في الطريق وسط ملايين البشر ,وأنني جربت احساس التشرد أتعجب كيف استطعت احتمال هذا بل أيضاً مع شعور كبير بالسعادة ,كان بإمكاني ان انتظر حتى السنة القادمة وأذهب بحملة فاخرة لاتكلفني الا اقل من راتب شهر واحد وتوفر لي كل سبل الراحة ولكني متأكدة يقيناً اني لن اشعر بنفس السعادة ,فمنذ أيام زارتني صديقة لي هنا في جيزان وأخبرتني انها ذهبت في حملة فاخرة ولم تشعر انها حجت لأن الأمر كان أشبه برحلة سياحية كل شيء فيها موفر فحمدت الله عز وجل أنه جعلني أجرب تعبا لم أشعر به في حياتي وانه يسر لي قضاء المناسك على افضل وجه وكما هي السنة وكنت أشعر ان ذنوبي تتطاير مع كل مشقة وكلما كنت أشعر بالتعب كنت أردد
ألا إن سلعة الله غالية
ألا إن سلعة الله الجنة
كان اليوم الثاني للرجم مشابها لليوم الأول ولكن مع تعب أكبر فقد تعبنا في الليل حتى وجدنا مكان نضع فيه خيمتنا لأني في هذا اليوم تأخرت في الحرم فقد طفت طواف الافاضة الذي لم أستطع ان اطفه في اليوم الاول ولم أكن أريد ان اجمعه مع طواف الوداع
كان هذا الطواف جميلا جدا حيث لم يكن هناك زحام فأغلب الحجاج اما طافوا في اليوم الأول واما أجلوه ليجمعوه مع طواف الوداع
طفت في الصحن مباشرة حول الكعبة ولم يكن هناك زحام وكنت فرحة جدا لأني بهذا أستطيع النظر للكعبة طوال الوقت
وما أجمل النظر للكعبة
هناك دعوتُ كثيرا لأمي وزوجي وكل أحبتي ولكن ما كان يلفت نظري هو انه كانت هناك اثنتان دائماً تخطران على بالي وبكثرة وهما لمسة ملاك وأخت الإسلام ,فقلت في نفسي لعلهما بحاجة ماسة للدعاء ولذلك تأتيان دوماً على بالي ولذا أنا مستبشرة كثيرا بخير يصيبهما ان شاء الله

راغبة في رضا الله 30-11-2011 09:21 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اليوم الأخير كان شاقا جدا فالكثير من الحجاج يريد ان يحج متعجلاً وهكذا كان الزحام خيالياً بعد رمي الجمرات لدرجة بالكاد يستطيع المرء التقاط انفاسه أردنا الذهاب للحرم من اجل طواف الوداع ولكن لامجال للوصول لسيارات الأجرة بسبب الزحام وحتى لو وصلنا فهي تأخذ وقت طويل في الوصول أيضا بسبب الزحام فلم يكن هناك حل الا الذهاب على دراجة نارية فهي اسرع وسيلة في هذه الحالة وأكثرها غلاءً
فركبت مع اخي في دراجة ولكن السائق أخطأ بالطريق فذهب بنا برحلة في رحاب مكة وكانت الرحلة جميلة جدا غير انه كان يسوق بسرعة 100 كم في الساعة فكنت أشعر أني سأطير من الدراجة وتشاهدت كثيرا على روحي ..
طواف الوداع كان صعباً جدا بسبب الزحام ,طفنا في آخر طابق ومع ذلك استغرق الطواف تقريباً 6 ساعات ولكن أكثر ما أجبني ولفت انتباهي هو الأخلاق العالية للحجاج ,الكل يشعر بتعب كبير, الكل يريد ان ينتهي ومع ذلك كانوا يتجنبون التدافع وتراهم يتمازحون
فيسأل أحدهم الآخر: في أي شوط انت
يقول الآخر: في السابع
يقول الأول :ياه أنا لسا بالأول وبحلم اني أوصل السابع
فيقول الأول لا ما تحلم تخلص قبل الصبح
فيضحك الجميع ,أعجبني صبرهم وروحهم المرحة فهذا الموقف لم يكن الانسان قادراً على احتماله لولا انه في سبيل الله مهما أصف لكم شدة الزحام لايمكن ان تتخيلوه ولولا اني تركت بناتي في الرياض لانتظرت يومين حتى يخف الزحام وأقوم بطواف الوداع
حقيقة لا أعرف حتى الآن كيف انتهيت من طواف الوداع فمع الشوط الثاني كانت قدماي تؤلماني بشدة وكنت اشعر اني لن أستطيع ان امشي خطوة أخرى وكنت على وشك الاصابة بالاغماء وخاصة اني لم اتناول اي طعام منذ الصباح الباكر وقد شارف اليوم على الانتهاء ففاضت عيناي دمعا من شدة التعب والجوع وألم الظهر والقدمان وقلت يارب أرجوك أعطني القوة كي أتم على خير ولا تجعلني أرتمي أو يغمى علي هاهنا دون ان أكمل الطواف ,وكان أخي جزاه الله كل خير ممسكا يدي ويجلب لي الماء مع كل شوط ومن ثم بعد دعائي لا أعرف كيف أنهيت الاشواط الخمسة الباقية فقد كانت في منتهى السهولة والتيسير وقد احسست بنشاط عجيب وزالت آلامي وزالت الدوخة بفضل الله ومنته والساعات الطويلة مرت سريعة
صليتُ ركعتي السنة خلف مقام ابراهيم ثم صليتُ ركعتين شكر لله أنه أتم لي حجي وقضى عني مناسكي ومن ثم غادرنا مكة الى الرياض وكنت متشوقة لرؤية بناتي
كانت هذه المرة الأولى التي افارقهما فيها وقد كنت اعتقد اني لا أستطيع فراقهما وهذا فعلاً صحيح ولكن سبحان الله في ذاك المكان يكون أكثر مايشغل بال الانسان هو التفكير في الله عز وجل والقرب منه ورضاه فينسى كل البشر حتى أحب أحبابه ولكني كنت احلم بهما كلما غفت عيناي ومع ذلك فقد زرع الله في قلبي اطمئنانا عليهما وكنت مرتاحة أكلمهما كل يوم وأطمئن عليهما
أما بعد أن سارت سيارتنا ورجعنا كان قلبي يخفق بشدة وأريد ان أسابق الريح للقاء حبيبتي
وصلنا لبيت قريبتي وكنت أصعد على الدرج وقلبي لايتوقف عن الخفقان وما ان فتحوا لي الباب ورأيتهما حتى بدأت ببكاء عجيب وبكى جميع الموجودين وهما ترددان
ماما ماما اجت ماما هادي ماما وتحضناني وكأنهما غير مصدقتين عودتي
سبحان الله لم أدرك مقدار الحب والرحمة التي أحملها اتجاههما الا في ذلك اليوم فتذكرتُ أمي رحمها الله وتخيلتُ كم كانت تحبني وتخاف علي
ثم بعد كل هذا حاولت ان اتخيل -ولن أستطيع- رحمة الله عز وجل حيث انه ارحم من الأم على وليدها
فما أعظمه من اله وله الحمد والشكر أولا وأخيراً وفي كل لحظة ,الحمدلله ان ربنا الله ليس كمثله شيء فكيف لانحبه وكيف تطاوعنا قلوبنا على معصيته ..وكيف يأخذنا بحلمه ويغفر لنا ..أحبك يارب ..
لازلتُ حتى اليوم لا أصدق كيف تيسرت أمور حجي وكم أحمد الله ان منحني تلك المنحة وأراح بالي وفؤادي ,وان شاء الله سأذهب العام القادم ان يسر الله لي الذهاب ولكن ان شاء الله ضمن حملة حتى أستطيع اصطحاب بناتي معي
هذا ما استطعتُ أن أتذكره من ذكريات وخاصة مع ضغط العمل واتمنى ان لا أكون قد أثقلتُ عليكم أو أصبتكم بالملل وقبل أن أنهي كلامي أريد أن أقول لكل مهموم ومغموم :
لا تيأس أبدا وتذكر دوما
ان مع العسر يسرا
وان من قلب المحن تأتي المنح
لا شيء في الحياة ولافرحة تساوي فرحة القرب من الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك
ان الحمد والنعمة لك والملك
لاشريك لك
الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله

راغبة في رضا الله 30-11-2011 09:26 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القدس روحى (المشاركة 1199349)
ياااا الله زادك الله همة وصلاحا وتابع لكى بين الحج والعمرة
دائما يات اليسر مع العسرففراق الام بلاء كبير اسال الله ان يصبرك ويرضيك بقدره..ولكن الحج.... وبهذه الطريقة وهذا التيسير العجيب من الله لهو النعمة البينة من الله ورؤيتك لزوجك بشرى كبيرة وتثبيتا لك من الله
استثرت مشاعرى نحو البيت الحرام

أشكركِ أختي العزيزة على كلماتك الطيبة وأسأل الله ان يرزقكِ الحج في العام القادم


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم اسراء (المشاركة 1203360)
أعانك الله أختى راغبة


وبارك لك الله فى بناتك

متابعة معك منذ البداية .

بارك الله بكِ أختي الغالية أم إسراء
وبارك لك بعائلتك
شكراً لمتابعتك ويسعدني تواجدك
أسأل الله ان ييسر لكِ الحج في العام القادم


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رامي الأردني (المشاركة 1203404)
شكرا لك ......

ولك الشكر لمرورك وتواجدك
أسأل الله أن يرزقك الحج قريبا

نبراس الايمان 30-11-2011 09:52 PM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
كم إستمتعت بقراءة قصصكِ الرااائعة والتي حقاً تغرس فينا الإشتياق الشديد لبيت الله الحراااام
بارك الله فيكِ مشرفتي وغاليتي راغبة في الله
الله يحفظلك الماسة ولين سلميلي عليهم وقبليهم على وجنتيهم نيابة عني وقولي لهم هذه من خالتو نبراس الايمان .
ورحم الله والدتكِ وأسكنها فسيح جناته ورحم زوجك وجمعكِ بهم على حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم .
دعواتك .
في أمان الله ..

راغبة في رضا الله 01-12-2011 12:43 AM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبراس الايمان (المشاركة 1205927)
كم إستمتعت بقراءة قصصكِ الرااائعة والتي حقاً تغرس فينا الإشتياق الشديد لبيت الله الحراااام

بارك الله فيكِ مشرفتي وغاليتي راغبة في الله
الله يحفظلك الماسة ولين سلميلي عليهم وقبليهم على وجنتيهم نيابة عني وقولي لهم هذه من خالتو نبراس الايمان .
ورحم الله والدتكِ وأسكنها فسيح جناته ورحم زوجك وجمعكِ بهم على حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم .
دعواتك .

في أمان الله ..

الله يحفظك أختي الغالية نبراس الإيمان
أسأل الله أن ييسر لكِ الحج قريباً
ويسعدكِ في الدارين
ألماستي وليني الشقيتين يهديان خالتهم الحبوبة نبراس أجمل القبلات
بارك الله بكِ ووفقكِ لمايحب ويرضى

كنوز الليل 01-12-2011 12:53 AM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
أسأل الله أن ييسر لكِ الحج قريباً

القلب السمـح 01-12-2011 06:02 AM

رد: بين الحزن والسعادة قصص وحكايات..متجدد ان شاء الله
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ....
مؤلم وحزين وجميل ورائع ....اختلطت المشاعر في هذه القصه ....
بس كلها قوة وثبات...ما شاء الله
بارك الله بك امي الغاليه ...والله يقويك و ينصر دينك

:_11::_11::_11::_11:


الساعة الآن : 02:12 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 105.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.56 كيلو بايت... تم توفير 2.55 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]