ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   {{حــكــم الإســتــمــاع لأنـاشــيــد ســامــي يــوســف }} (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=13427)

الــخــنــســاء 04-09-2006 06:44 PM

{{حــكــم الإســتــمــاع لأنـاشــيــد ســامــي يــوســف }}
 
http://www.q5q5.net/uploads/e7508fc090.gif

إخوتي الكرام تحية طيبة و بعد :

موضوعي أكتبه اليوم محاولة توضيح أمر

مهم و الذي يتسائل عنه الكل ألا

وهو معزوفات سامي يوسف أهي حلال أم حرام؟

فلنقم بتحليل و لنضبط أفكارنا

و لننهي الخلاف إن شاء الله

:O_O:
أولا و كما هو معلوم فإن الأغاني حرام

و ليس في ذالك أدنى شك و الدليل هو:

قال تعالى: (‏وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ).

قال ابن عباس رضي الله عنهما : لهو الحديث الباطل والغناء.

- وقال مجاهد رحمه الله : اللهو الطبل.

- وقال الحسن البصري رحمه الله : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير


هذا دليل على تحريم الأغاني

فهل يتغير الحكم بتغير مضمون الأغنية

و تناولها مواضيع إسلامية؟؟

لا داعي لخداع أنفسنا فالأغاني

تبقى أغاني

:O_O:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .. "

و في الحديث دليل على تحريم المعازف

ــ الآلات الموسيقيةــ

و ذالك في:

قوله صلى الله عليه وسلم:

1ْ)_يستحلون:و الدلالة من قوله عليه الصلاة والسلام أن حرام لكن أولئك القوم جعلوها حلال
2)_أن الرسول عليه الصلاة والسلام حرم المعازف و الخمر و هذا دليل على وجوب تحريم المعازف بمعنى الآلات الموسيقية كالخمار تماما

و إذا لاحظنا أناشيد سامي يوسف

فأكثرها إن لم نقل كلها تتضمن آلات

موسيقية من طبول و بيانو.......

:O_O:

أضن أن الأدلة كافية من الكتاب والسنة

التي تحرم الإستماع لأناشيد سامي يوسف

و الله أعلم

الموضوع للنقاش طبعا

الخـنـسـاء





الــخــنــســاء 04-09-2006 06:45 PM

http://www.q5q5.net/uploads/3d406a18b8.gif
فتوى لفضيلة الشيخ:
عبدالرحمن السحيم حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله ..
ماهو الحكم الشرعي في الأناشيد ( الإسلامية ) ؟

ارجوا التفصيل في المسألة ..

الجواب :
ما يتعلق بالأناشيد الإسلامية فقد ورد فيها الخلاف بناء على طبيعة الأناشيد اليوم
والذي يترجح من خلال النظر في الأدلة أن الأناشيد إذا ضُبِطت بالضوابط التالية أنه لا حرج فيها

والضوابط هي :
1 – أن لا تشتمل على آلة موسيقية
2 – أن لا تشتمل على كلماتِ فُحش ودعوة إلى سفاسف الأمور
3 – أن لا تكون على ألحان الأغاني
4 – أن لا تُلهي عن العلم النافع



وقد دلّت الأدلة على جوازهـا في الأصل .

:O_O:


وقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِحَادِيهِ – الذي يحدو ويُنشد بصوت حسَن - : ويحك يا أنجشة ! رويدك سوقك بالقوارير . قال أبو قلابة : فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلّم بـها بعضكم لعبتموها عليه قوله : سوقك بالقوارير .
وفي رواية لمسلم قال أنس : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَـادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير . يعني ضعفة النساء

:O_O:

كما كان عامر بن الأكوع ممن يُنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه سماع ذلك في السفر .
وروى البخاري ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فتسيرنا ليلا ، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنياتك ! وكان عامر رجلا شاعرا ، فنزل يحدو بالقوم يقول :





وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا السائق ؟ قالوا : عامر . قال : يرحمه الله . فقال رجل من القوم : وجبت يا رسول الله ! لولا أمتعتنا به . الحديث

:O_O:

وفي الصحيحين أيضا عن أنس – رضي الله عنه – قال : كانت الأنصار يوم الخندق تقول :
نحن الذين بايعوا محمدا == على الجهاد ما حيينا أبدا



فالشاهد أن الحداء بالصوت الحسن كان معروفا
ويحتاج إلى تقييده بالقيود السابقة كما تقـدّم .

أما الميوعة في الأناشيد كإنشاد الكلمات الرخوة والآهات !! فهو يخرجها عن مقصدها إلى الغناء والتّغنّي المذموم .

والله أعلم .



الــخــنــســاء 04-09-2006 06:54 PM

و الفتاوي كثيرة و كلها توحي بانه لا يجوز الإستماع لمثل هذه الأناشيد

وذالك لما فيها من خلل بشروط الأناشيد الإسلامية

و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الطيب708 06-09-2006 11:14 PM

الموضوع لا يحتاج للنقاش فالأمر واضح وجلي بالأدلة من الكتاب والسنة كما أوضح الشيخ

qui1985 16-09-2006 01:55 AM

السلام عليكم
و لكن اناشيد سامي يوسف تصحي ضمير الكثير من الشباب !!!!!!! فأفضل لهم من سماع ما هو فاحش سماع ما يدعيهم لدينهم و يرشدهم للطريق القويم ؟ الله اعلم و لكن اقول رأيي الخاص
و الشكر

قطرات الندى 18-09-2006 03:18 PM

السلام عليكم اختى الحبيبة
الخنساء
مشكورة بارك الله فيك على طرح هذا الموضوع
و جزاك الله خيرا
يعطيك العافية

الطيب708 18-09-2006 11:08 PM

السلام عليكم و رحمة الله وبراكاته أخي الفاضل الأصل هو التحريم جاء لس في الكلمات وإنما الحديث ينص على التحريم في المعازف و الأفضل هو الأستماع للأناشيد الإسلامية التي تقتدي للضوابط الشرعيه التي أورده الشيخ كما جاء في رساله الأخت الخنساء مثل أناشيد الشيخ العفاسي و أبو خاطر و غيرهم كثير

محمود محمد كحيل 20-09-2006 02:59 PM

حكم الجهاد في سبيل الله
حكم الجهاد في سبيل الله

في حكم الجهاد عند العلماء ثلاثة أقوال :
القول الأول : أنه فرض كفاية ، وفرض الكفاية هو الذي لا يتعلق بكل مكلف من المسلمين عينا ، وإنما الفرض القيام به قياما كافيا من طائفة منهم ، فإذا قامت به طائفة كافية سقط فرضه عن غيرها ، وإن لم تقم به طائفة قياما كافيا ، كان فرضا على جميع المسلمين أن يخرجوا منهم من يكفي قيامهم به ، ولو لم يكف إلا المسلمون جميعا وجب عليهم القيام به جميعا ، ويأثمون كلهم بتركه ، فيصبح في هذه الحالة فرض عين لا فرض كفاية . وعلى هذا القول عامة المذاهب وجمهور علماء المسلمين .
وقد استدل أهل هذا القول بالقرآن والسنة من وجهين :
الوجه الأول : ورود نصوص دالة بعمومها على وجوب الجهاد .
الوجه الثاني : ورود نصوص تدل على أن ذلك الوجوب كفائي وليس عينيا .
1- النصوص الدالة على الوجوب بعمومها
أ – من القرآن :
من ذلك قوله تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) [ التوبة 5 ]
وقوله تعالى : ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم …) الآية [ البقرة : 266 ]
وقوله تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم …. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله … ) الآية [ 190-193 ]
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض …. إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ) [ التوبة : 38- 39 ]
وقوله تعالى : ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ) [ التوبة 41 ]
وقوله تعالى : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة … ) [ التوبة 36 ]
ب ـ من السنة :
ـ من ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الجهاد واجب مع كل أمير ، برا كان أو فاجرا ) أخرجه أبو داود (3/40) وفي صحة الحديث كلام أوردته في كتاب ( الجهاد في سبيل الله – حقيقته وغايته )
- وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم ) رواه أبو داود ، وهو حديث صحيح .
- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم (3/1517) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو ماتت على شعبة من نفاق ) .
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا .
قالوا : هذه النصوص واضحة في أن الجهاد فرض يأثم المسلمون بتركه ، لأنها وردت بصيغ لا تحتمل إلا ذلك ، كصيغ الأمر في قوله ) فاقتلوا المشركين . وقاتلوا في سبيل الله . واقتلوهم حيث ثقفتموهم . فإن قاتلوكم فاقتلوهم .( ( والكفار لا يكفون عن قتال المسلمين إلا لضعف طارئ أو خضوع المسلمين لهم ) ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة . انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا … )
وصيغة التوبيخ والإنكار كما في قوله ( مالك إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم من الحياة الدنيا بالآخرة . إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ) .
هذا هو الوجه الأول من الاستدلال بالنصوص على أن الجهاد فرض لازم ، وهي واضحة في الدلالة على المراد .
أما الوجه الثاني الدال على أن فريضة الجهاد فرض كفاية ، وليست فرض عين فسيأتي في الحلقة القادمة .
أقوال العلماء مبسوطة في مصادرها ، وقد تركتها من أجل الاختصار ، وهي مستوفاة في الأصل ، وأذكر منها على سبيل المثال الكتب الآتية ، وهي شاملة للمذاهب الأربعة :
المبسوط (10/3) للسرخسي … الكافي لابن عبد البر (1463) حواشي تحفة المحتاج على المنهاج للنووي (9/212) المغني لابن قدامة (9/196) بداية المجتهد (1/ونهاية المقتصد (1/396)

( 4 )

الوجه الثاني الدال على أن الجهاد فرض كفاية وليس فرض عين .
النصوص التي ذكرت في الوجه الأول دلت دلالة عامة على أن الجهاد فرض ، وقد وردت نصوص أخرى تدل على أن هذه الفريضة كفائية وليست عينية ، والقياس يقتضي ذلك أيضا .
أولا : الأدلة من القرآن الكريم :
من ذلك قول الله عز وجل : ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) [ التوبة 122 ]
ودلالة الآية على المقصود من وجهين : الوجه الأول : في قوله تعالى : ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ) أي ما صح ذلك ولا استقام أن يهب جميع أفراد المؤمنين القادرين على الجهاد للغزو ، لما في ذلك من ضياع من وراءهم من العيال ، ومن ترك السعي للرزق وحرث الأرض وعمارتها التي لا يتم الجهاد إلا بها .
سواء فسر الفريق المتفقه في الدين بالنافرين للجهاد ، أم بالمقيم في البلد .
الوجه الثاني من دلالة الآية ، يؤخذ من قوله تعالى : ) فلولا نفر من كل فرقة طائفة منهم ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ( فإنه ظاهر بأن الله تعالى كما نفى في أول الآية أن ينفر المسلمون للجهاد كافة ، حض في آخرها على أن ينفر من كل جماعة من المسلمين طائفة لتقوم الطائفة النافرة بفرض الجهاد الذي يسقط عن الباقية ، وتقوم الباقية بالمصالح التي لا بد منها …
ـ وقوله تعالى : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) [ النساء : 95 ]
ودلالة الآية على أن الجهاد فرض كفاية واضحة ، لأن الله فضل المجاهدين على القاعدين بدون عذر ، ووعدهم جميعا بالحسنى ، فالقاعد عن الجهاد بدون عذر لا يأثم إذا قام به غيره قياما كافيا ، ولم يستنفره ولي الأمر .
ـ وقوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) [ آل عمران 104 ]
والجهاد قمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهما فرض كفاية.
وفي الحلقة القادمة سيكون الكلام في دلالة السنة - وكذا المعنى - على أن الجهاد فرض كفاية .

( 5 )

ثانيا : الأدلة من السنة على أن الجهاد فرض كفاية:
1- من السنة القولية :
من ذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى بني لحيان من هذيل ، فقال : ( لينبعث من كل رجلين أحدهما ، والأجر بينهما ) وفي رواية : ( وليخرج من كل رجلين رجل ) ثم قال للقاعد : ( أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج ) رواه الإمام مسلم [ 3/1507 ].
فالحديث صريح في أن الجهاد ليس فرضا على الأعيان ، بل هو فرض كفاية ، وإلا لما قال : ( لينبعث من كل رجلين أحدهما ] ولما أثبت للقاعد الذي يخلف الخارج أجرا
[ والأحر بينهما ]
ومن ذلك حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلفه في أهله وماله بخير فقد غزا ) مسلم أيضا نفس الجزء والصفحة .

2- السنة الفعلية :
فقد كان صلى الله عليه وسلم يخرج في الغزوات تارة ، ويبقى في المدينة تارة ، ويؤمر غيره على الغزوة أو السرية ، كما في حديث بريدة عن ، أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا علفى جيش أو سرية ، وصاه في خاصته بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : ( اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله … ) الحديث . رواه مسلم [ 3/1357 ]
ولم يكن يأمر جميع أصحابه بالخروج ، بل يأمر بعضهم دون بعض ، إلا أ ن يكون نفيرا عاما ،كما في غزوة تبوك . وهذا من أقوى الأدلة على أن الجهاد ليس فرض عين وإنما هو فرض كفاية .
2- المعنى يقتضي كون الجهاد فرض كفاية .
ومما يدل على أن الجهاد فرض كفاية المعنى الذي شرع له ، وهو إعلاء كلمة الله ، فإذا قامت به طائفة من المسلمين حتى تحقق هذا المعنى فعلت كلمة الله في الأرض ، وقُهِ أعداء الإسلام المحاربون له بتلك الطائفة ، فقد حصل المقصود الذي شرع له الجهاد ، فلا محل لجعله فرض عين على كل المسلمين كالصلاة مثلا .
تنبيه مهم
وهنا لا بد من التنبيه على معنى فرض الكفاية الذي لا يفهم فقهه كثير من الناس ، ولو فقهه المسلمون حق الفقه ، لكان للجهاد في هذا العصر شأن آخر ، غير ما أصيب به المسلمون من ذلة وصغار في كل أنحاء الأرض .
ففرض الكفاية الذي يسقط عن الأمة بقيام طائفة به ، هو أن تكون تلك الطائفة كافية في القيام به ، وليس المراد مجرد قيام طائفة مجاهدة ولو لم يكن جهادها كافيا ، فلا يصح إسقاط الجهاد عن الأمة الإسلامية كلهم بقيام طائفة منهم في جزء من الأرض ، ولو كانت كافية في ذلك الجزء ، مع بقاء أجزاء أخرى ترتفع فيها راية الكفر، فإن كل جزء من تلك الأجزاء يجب على المسلمين القريبين منه أن يجاهدوا – ما داموا قادرين - من حارب الله ورسوله وعباده المؤمنين ووقفوا عقبة لصد الناس عن الدعوة إلى الله حتى يقهروهم ، فإذا لم يقدروا على قهرهم ، وجب على من يليهم من المسلمين أن ينفروا معهم ، وهكذا حتى تحصل الكفاية . ولهذا فال في حاشية ابن عابدين : " وغياك أن تتوهم أن فرضيته ( الجهاد ) تسقط عن أهل الهند بقيام أهل الروم مثلا ، بل يفرض على الأقرب فالأقرب من العدو إلى أن تقع الكفاية ، فلو لم تقع إلا بكل الناس فرض عينا ، كصلاة وصوم "
قلت : والذي يتأمل أحوال المسلمين مع أعداء الله المحاربين للإسلام ، يجد أن الجهاد اليوم فرض عين على كل قادر عليه من أفراد المسلمين ، وليس فرض كفاية ، لأن بعض طوائف المسلمين التي تقوم بالجهاد ضد عدوان الكفار على أرضها وعرضها ومقدساتها في عقر دارها لا تكفي لقهر عدوها ، بل العدو هو الذي يقهرها ، بل ينصر العدو عليها من يدعي الإسلام ، وما قضية المسلمين في فلسطين بخافية على المسلمين !!!
راجع في تفسير الآيات الكتب الآتية : الجامع لأحكام القرآن [ 3/293 ] جامع البيان عن تأويل آي القرآن [ 11/70 ] التفسير الكبير للرازي [ 11/9 ]
وراجع في كتب الفقه : المبسوط [ 10/3 ] والمغني لابن قدامة [ 9/196 ] وبدائع الصنائع [ 9/4300 ] وتكملة المجموع للعقبي [ 18/ 47 ] وحاشية ابن عابدين [ 4/124 )

( 6 )

القول الثاني في حكم الجهاد أنه فرض عين .
وهو رأي سعيد بن المسيب رحمه الله ، وبه قال بعض الشافعية ، وذكره ابن قدامة في المغني ورد عليه ، وذكره ابن رشد عن عبد الله بن الحسن واستدل هؤلاء بأدلة فرض الجهاد المطلقة ، وقد ذكر كثير منها في القول الأول من الكتاب والسنة ، ومضى ذكر ما عارضها من النصوص الدالة على أنه فرض كفاية ، وبهذا يعلم أن القول الأول هو الراجح ، والله أعلم .
==========
مراجع هذا القول : فتح القدير لابن الهمام (5/439) المغني لابن قدامة (9/196)
حواشي تحفة المحتاج (9/439) بداية المجتهد(1/396)

( 7 )
القول الثالث : أن الجهاد مندوب .

أي إن الجهاد في سبيل الله ، ليس واجبا عينا ولا كفاية ، ونقل هذا القول عن ابن عمر وعطاء والثوري وابن شبرمة رحمهم الله .
ويفهم من عبارات بعض العلماء أنهم قد يحتجون بدخول التخصيص على النصوص العامة التي تدل على وجوب الجهاد ، لأن النص إذا دخله التخصيص ، يصبح ظني الدلالة فيضعف الاحتجاج به على الوجوب ، فيبقى على الندب .
ولكن هذا الاستدلال في غاية الضعف ، لأن العام إذا دخله التخصيص عند أهل الأصول قصر تخصيصه على بعض أفراده …وقد حمل بعض العلماء مراد ابن عمر ومن ذكر معه على أنهم أرادوا أن الجهاد ليس بفرض عين ، وغنما هو فرض كفاية ، فإذا قامت به طائفة كافية أصبح في حق غيرها مندوبا .
ولهذا قال الجصاص رحمه الله ( في أحكام القرآن (3/114) : " ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ( قلت فكيف والمسلمون اليوم يعتدى عليهم في داخل منازلهم ومساجدهم ؟؟!! ) ولم تكن فيهم مقاومة لهم ، فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم ، أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين ، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة ، إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين وسبي ذراريهم ، ولكن موضع الخلاف بينهم أنه متى ما كان بإزاء العدو مقاومين له ، ولا يخافون غلبة العدو عليهم ، هل يجوز للمسلمين ترك جهادهم حتى يسلموا أو يؤدوا الجزية ؟ فكان من قول ابن عمر وعطاء وعمر بن دينار وابن شبرمة أنه جائز للإمام والمسلمين أن لا يغزوهم ، وأن يقعدوا عنهم . وقال آخرون : على الإمام والمسلمين أن يغزوهم أبدا حتى يسلموا أو يؤدوا الجزية . "
قلت : وحمل قول هؤلاء – إذا صح عنهم – على هذا الوجه متعين ، وإلا فلا وجه له ، وكل واحد يؤخذ من قوله ويترك ، غير الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم .
وإذا لم تكن نصوص القرآن والسنة الواردة في فريضة الجهاد ، وإجماع الأمة الإسلامية على مضمونها ، والواقع التاريخي لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، إذا لم تكن كافية في الدلالة على أن الجهاد في سبيل الله فريضة ، فأي فريضة بعد ذلك ستثبت بنصوص هي أقل من نصوص الجهاد عددا ، وأضعف دلالة ؟! وعلى هذا فالقول بأن الجهاد مندوب وليس بفرض عين ولا كفاية قول ساقط لا يجوز التعويل عليه …
وينبغي أن يعلم أن هذا الخلاف إنما هو في الجهاد بمعناه الخاص ، وهو قتال الكفار ، والراجح فيه ما مضى من أنه فرض كفاية .
أما الجهاد بمعناه الشامل الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فإنه فرض عين في الجملة ن بمعنى أن المسلم لا يخلو في وقت من الأوقات من جهاد واجب عليه ، إذ ليس الجهاد مقصورا على قتال الكفار ، بل يشمل جهاد النفس والهوى والشيطان ، وجهاد الأسرة لاستقامتهم على طاعة الله ، وجهاد كثير من المسلمين الذين لا يلتزمون بطاعة الله بدعوتهم إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وتعليمهم أمور دينهم ، وجهاد ولي الأمر بنصحه وإرشاده ، وكلمة الحق عنده ، وإعداد العدة لجهاد العدو الكافر .
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم – زاد المعاد (2/65) " ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة ، وكان محرما ، ثم مأذونا فيه ، ثم مأمورا به لمن بدأهم بالقتال ، ثم مأمورا به لجميع المشركين ، إما فرض عين على أحد القولين ، أو فرض كفاية على المشهور ,
والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب ، وإما باللسان ، وإما بالمال ، وإما باليد ، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع " .
ولعل هذا المعنى الذي أشار إليه ابن القيم يفهم من قوله تعالى ) وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ( الحج [ 78 ]
فقوله : ) جاهدوا في الله حق جهاده ( ثم أمره بعد ذلك بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والاعتصام بالله ، يدل على شمول الجهاد لكل ما كلفه الله عباده .

ميسرة الراوي 28-09-2006 10:25 PM

جزاكي الله خير اختي خنساء على هذا الموضوع

nez 12-02-2007 01:34 PM

الجميع .... السلام عليكم

دخلت موقعكم باحثا عن اناشيد سامي يوسف فشدني هذا العنوان المرتبط بهذه الصفحه عن حرمة اناشيد سامي يوسف ...

وللاسف الشديد ما رأيته يحزنني كثيرا ويحز في نفسي لضيق زاوية الرؤية التي انطلقتي منها اختي الخنساء ...

وكما هو معلوم للصغير قبل الكبير ان الايه التي وردت لم تنزل في الغناء وانما سبب نزولها في النظر بن الحارث والكل يعلم العلة في ذلك ...
وكون ابن مسعود اقسم ان لهو الحديث هو الغناء فعصر النبوة ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم وابن مسعود صحابي جليل لكنه ليس معصوم من الخطأ ...
وكون لفظه وقسمه لمس في قلوب بعض الاشخاص هوى ورغبه ليس معنى ذلك انه غدى دليل لأنه لا يرتقي إلى درجة النص والحديث والمسأله مفتوحه ...

وبعيدا عن النهج الوهابي النجدي نجد ان هناك علماء كثر جزاهم الله الف خير وضحوا وبينوا .. وأعلمونا اننا امة وسطاء ... لا امة حزن وهم ونكد وتشدد ومروق وتزمت وتشدق ...

اما فيما يخص الحديث ... يستحلون الحر والحرير الى اخره ...
فأرجوا منك ان تبحث درجة صحة الحديث ...

واتمنى ان لا نرى مثل هذه المواضيع التي تشوش على عقول شبابنا فتجعلهم يضطرون لسماع غير الاناشيد ... وذلك بسبب ضيق رؤيتكم وطريقة علاجكم ونوعية تقييمكم وتقويمكم...

كل التحية

مثنى عبدالوهاب 14-02-2007 11:22 AM

العراق - الانبار
 
بارك الله فيك
فهذا ان دل علبى شي
يدل على العلم الوفير
وق في هذا الزمن من يهتم بهذه الامور الحساسة
اخوكم مثنى الانباري

emaaan.com 14-02-2007 04:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة qui1985 (المشاركة 153971)
السلام عليكم
و لكن اناشيد سامي يوسف تصحي ضمير الكثير من الشباب !!!!!!! فأفضل لهم من سماع ما هو فاحش سماع ما يدعيهم لدينهم و يرشدهم للطريق القويم ؟ الله اعلم و لكن اقول رأيي الخاص
و الشكر


وانا مععععك اخي :)

وشكرا عالموضوع المفيد

فتاة القسام 14-02-2007 05:09 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكي اختي الخنساء
على موضوعك الذي احزنني
كثيـــــــــراً لانني استمع بكثره
الى سامي يوسف وهو منشدي
المفضل ولكنني سأحاول ان
لا استمع اليه ولكن هل نقول عن
سامي يوسف منشد أم مغني؟؟
دمتي بخير...
فتاة القسام.

rosha 01-05-2007 03:39 AM

أرجو البحث والقراءة
 
السلام عليكم إخوانى و أخواتى:
دخلت على المنتدى من العنوان ، إن الأغانى عبارة عن كلمات والكلام ليس حراما مادام ليس فاحشا ولا بذيئا وأناشيد سامى يوسف تدعو إلى كل ما خير وتدفعنى لكل ما هو جيد و أنشودة freeالتى تتكلم على الحجاب كلماتها روعة ،ولكن لتوخى الحذر بدأت لا أستمع لأناشيد سامى يوسف هذه الأيام ، وبدأت فى البحث عن حكم الغناء والمعازف .................إلخ، المهم سأعرض عليكم الصفحات التى قرأتها لتقرأوها معى وأشكر كل من ساهم فى المناقشة على المجهود....... ولكم كل الشكر
من موقع عمرو خالد:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولاً : الرأي القائل بتحريم الغناء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".
وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).
"وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
أقوال أئمة أهل العلم:
قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)، ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي. فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.
أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سُئِل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تُقبَل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.
الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).
وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
ثانياً : أصحاب الرأي بالحلة مع الضوابط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغناء بآلة -أي مع الموسيقي- وبغير آلة: مسألة ثار فيها الجدل والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولي، فاتفقوا في مواضع واختلفوا في أخري.
اتفقوا علي تحريم كل غناء يشتمل علي فحش أو فسق أو تحريض علي معصية، إذ الغناء ليس إلا كلامًا، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل علي حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير ؟
واتفقوا علي إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلات والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغني امرأة في حضرة أجانب منها.
واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بينا: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحبًا، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًا بآلة وبغير آلة وعده حرامًا، بل ربما ارتقي به إلي درجة الكبيرة.
قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالي: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا) (البقرة: 29)، ولا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالي، أو سنة رسوله –صلي الله عليه وسلم- أو إجماع ثابت متيقن، فإذا لم يرد نص ولا إجماع. أو ورد نص صريح غير صحيح، أو صحيح غير صريح، بتحريم شيء من الأشياء، لم يؤثر ذلك في حله، وبقي في دائرة العفو الواسعة، قال تعالي: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه). (الأنعام: 119).
قال العلامة الأدفوي في كتابه الإمتاع: "وأما عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسماع الغناء عنه مشهور مستفيض نقله عنه الفقهاء والحفاظ وأهل التاريخ الأثبات... قال الشيخ أبو المواهب التونسي في مؤلفه في إباحة سماع الآلات قال: إن جمعا من الصحابة والتابعين سمعوا نقر العود واسم الكتاب: "فرح الأسماع برخص السماع".
فمن الصحابة: ابن عمر وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم.
نقله عنه القاضي ابن الحاج في حواشي شرح المرشد وعنه الكتاني في التراتيب الإدارية (2/122) .
يقول ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص 221 :
وقد روينا أن أحمد سمع قوالا عند ابنه صالح فلم ينكر عليه . فقال له صالح : يا أبت أليس كنت تنكر هذا ؟ فقال : إنما قيل لي أنهم يستعملون المنكر فكرهته ، فأما هذا فإني لا أكرهه .
قال المصنف رحمه الله : قلت ، وقد ذكر أصحابنا عن أبي بكر الخلال وصاحبه عبد العزيز إباحة الغناء .
وقال بن عقيل في كتابه المسمى بالفصول: صحت الرواية عن أحمد أنه سمع الغناء عن ابنه صالح وذكر ذلك شارح المقفى.
*ترجم البخاري في صحيحه باب سنة العيدين لأهل الإسلام حيث جعل الغناء يوم العيد من سنن الإسلام كما فعل ذلك وقاله رسول الله –ص-.
وترجم الإمام مسلم باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد.
وعددا في صحيحيهما من تلك السنن: غناء الجاريتين في بيت رسول الله –ص-عند عائشة.
,وترجم الحافظ النسائي في سننه "باب الرخصة في الاستماع إلى الغناء وضرب الدف يوم العيد" وترجم في النكاح ب"اللهو والغناء عند العرس".
,وترجم ابن ماجة "باب إعلان النكاح"وذكر الضرب الدف ثم ترجم "باب الغناء والدف".
,ترجم البيهقي في السنن الكبرى باب ما لا ينهى عنه من اللعب وباب لا بأس باستماع الحداء ونشيد الأعراب كثر أو قل.
,ترجم الحاكم في مستدركه بعنوان :"رخصة الغناء في العرس" رواه عنه ابن الجوزي قال: وقد أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو عثمان الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال : أكثر ما التقيت أنا وفارس بن عيسى الصوفي في دار أبي بكر الابريسمي للسماع من هزارة رحمها الله فإنها كانت من مستورات القوالات .
وعزاه ابن الجوزي لكتاب "تاريخ نيسابور".
روى البيهقي بسنده عن الزهري أنه سمع أبو مسعود وهو على راحلته وهو أمير الجيش رافعا عقيرته يتغنى النصب.
السنن الكبرى للبيهقي (10/225) والتراتيب الإدارية 2/134).
الأصل في الأشياء الإباحة: ـ
وقال رسول الله –صلي الله عليه وسلم-: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسي شيئا"، وتلا: (وما كان ربك نسيا) (مريم: 64). رواه الحاكم عن أبي الدرداء وصححه، وأخرجه البزار.
قال الإمام الغزالي: (علي أننا نقول: ليس كل غناء لغوا؛ إنه يأخذ حكمه وفق نية صاحبه، فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة، والمزح طاعة، والنية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة وباطنه الرياء: "إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم". (رواه مسلم من حديث أبي هريرة، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم).
و استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم- عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم-، وهذا يدل علي أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلي هذا الحد.
والمعول عليه هنا هو رد النبي -صلي الله عليه وسلم- علي أبي بكر -رضي الله عنه- وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل علي وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدي الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه.
وقد روي البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلي رجل من الأنصار فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
وروي ابن ماجة عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله فقال: "أهديتم الفتاة ؟" قالوا: نعم قال: "أرسلتم معها من يغني ؟" قالت: لا. فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم ؟!
وروي النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت علي قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحبي رسول الله أهل بدر يفعل هذا عندكم ؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس.
. واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي.
قال النبي -صلي الله عليه وسلم- لحنظلة -حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم.
وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت.
وقال رضي الله عنه إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوي لها علي الحق.
وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب ... و المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل ذلك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وعن الصحابة.
وأي لهو يزيد علي لهو الحبشة والزنوج في لعبهم، فقد ثبت بالنص إباحته. علي أني أقول: اللهو مروح للقلب، ومخفف عنه أعباء الفكر، والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها علي الجد، فالمواظب علي التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة؛ لأن عطلة يوم تساعد علي النشاط في سائر الأيام، والمواظب علي نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات، ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات، فالعطلة معونة علي العمل، اللهو معين علي الجد ولا يصبر علي الجد المحض، والحق المر، إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام، فاللهو دواء القلب من داء الإعياء، فينبغي أن يكون مباحًا، ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه، كما لا يستكثر من الدواء. فإذًا اللهو علي هذه النية يصير قربة، هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها، بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة، فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلي المقصود الذي ذكرناه. نعم هذا يدل علي نقصان عن ذروة الكمال، فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومن أحاط بعلم علاج القلوب، ووجوه التلطف بها، وسياقتها إلي الحق، علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غني عنه) انتهي كلام الغزالي (الإحياء: كتاب السماع ص 1152، 1153)، وهو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحقة.
وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري.
وأما تابعوهم فخلق لا يحصون منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور الشافعية) . انتهي كلام ابن النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في نيل الأوطار (جـ 8/264-266) .
قيود وشروط لابد من مراعاتها:
ولا ننسي أن نضيف إلي هذه الفتوي قيودًا لابد من مراعاتها في سماع الغناء.
فقد أشرنا في أول البحث إلي أنه ليس كل غناء مباحًا، فلابد أن يكون موضوعه متفقًا مع أدب الإسلام وتعاليمه.
فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضًا آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال.
والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم … وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (النور: 30، 31). ويقول –صلي الله عليه وسلم- يا علي : "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي وليست لك الآخرة".
ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلي إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة- ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلي دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع علي الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح علي جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وإشعالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصًا لدي الشباب والشابات.
إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) . فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير ؟!
ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة المائلة في الأذهان عند ما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء.

rosha 01-05-2007 03:44 AM

كان السابق من منتدى عمرو خالد والتالى من مجلة الوعى الإسلامى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
حكم الغناء في الإسلام


1- قبل البدء في الحديث عن حكم الغناء من ناحية شرعية أحب أن أذكر أن الميوعة والخلاعة والتمايل والتهتك والتبرج والاختلاط المحرم ليست من الإسلام، وأن الأمة في هذه الأيام والحرب معلنة مشرعة على الإسلام، وقد فرغ الغرب من الشيوعية ولم يهزمها بسلاح نووي ولا ذري ولا بدبابات ولا طائرات ولا جيوش، وإنما هزمت لأنها نظام ملحد فاشل مخالف لطبيعة الإنسان، قاتل لطموحاته، قاض على عواطفه ومشاعره وحوافز العمل، مضاد للفطرة الإنسانية بالتوجه إلى الخالق وإن الأمة لا تضيع إلا بضياع عقيدتها وأخلاقها، فإذا فسدت ضاعت وضاع مجدها ولن تستطيع أن تستعيده إلا بالتمسك- من جديد - بعقيدتها وما ينبثق عنها من شريعة وأخلاق·
وإن من واجبي أن أذكِّر وأنبِّه إلى العمل المسموم الذي يوجه إلينا لإبعادنا عن ديننا وجهادنا وإنقاذ أرضنا، وأن أنبِّه إلى خطورة انتشار المفاسد من المخدرات والخمور والفجور، ومن ثم البطالة التي يجب أن نقضي عليها في مواجهة عدو خطر يملك الأسلحة الفتاكة لهدم عقيدتنا وأخلاقنا·
2- لكن الناس يسألون- والبلاء قد عم في كل وسيلة إعلام عَّم في الفنادق وفي الملاهي وفي كل بيت وكل شارع وكل سيارة بل في جيوب الشباب يفتحون على أجهزة الراديو وعلى شاشات التلفاز لسماع الأغاني، يسألون ما حكم الغناء؟
3 - ما حكم الغناء··؟
هل نحرمه كليا؟
هل نحرم سماع الصوت الحسن؟
أهو مباح مطلقا؟
أو هو مباح بشروط؟
أو منه ماهو مباح ومنه ماهو محرم؟
ونتساءل ما الغناء؟
هو تلحين الصوت وتطريبه والترنم به، وقد يكون ترنما وحده، وقد يكون حداء وهو الغناء للإبل، فالصوت الموزون هو الذي يطرب السامع،شعرا أو نثرا·
والغناء أقسام:
1- غناء محرَّم·
2- وغناء مباح·
3- وغناء مكروه·
4- وغناء مندوب·
والإمام >الغزالي< يقسّم الغناء إلى سبعة أقسام:
1- غناء الحجيج·
2- غناء الجهاد (أو الغزاة)
3- غناء الشجعان >وهو الرجز<·
4 غناء النواح·
5- غناء السرور كالغناء في الأفراح والأعراس·
6- غناء العشاق·
7- غناء المحبين لله·
ولم يذكر نوعاً ثامناً وهو غناء الصنعة يرتزق به المغنون من طريق اللهو والفساد وهناك من يرى أن الغناء يكون من النساء لأطفالهن، وفي الجهاد وفي الأعياد فقط، ولكن الغناء قد يكون في أمور كثيرة كالحداء للإبل والترنم للنفس·

< حكم الغناء
العلماء في حيرة مترددون·· والناس يحبون أن يسمعوا رأي الشرع من آراء الفقهاء ولاسيما القدامى منهم، ونحن نقرر قاعدة >أن الغناء في حد ذاته ليس حراماً، بل هو منسجم مع النفس الإنسانية في حب الصوت الحسن<، والقرآن يُطلب قراءته بالصوت الحسن، والتجويد والترتيل وأحكامهما وهو من قواعد قراءة القرآن، قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا} >المزمل -4< والأذان يندب أن يكون بالصوت الجميل الحسن، وهو أوقع في النفس وأدعى إلى الخشوع·
فمنهم من يقول بالتحريم
وقد ذهب المحرمون إلى الاستدلال ببعض الآيات والأحاديث:
فمن الآيات قوله تعالى:{يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً} >الأحزاب -32<، فدلت الآية على تحريم الغناء للنساء في قوله {فلا تخضعن بالقول< أي لا تتكسرن في الحديث، وقوله سبحانه {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين} >لقمان -6<، قيل إن المفسرين أفادوا أن معنى اللهو هو الغناء وكل ما يلهي عن الخير بالأباطيل والتحدث بالخرافات وذهب إلى تحريم الغناء كلياً عدد من الصحابة مثل >ابن عباس وابن مسعود<
ومن الأحاديث في هذا الميدان قوله عليه الصلاة والسلام >ما رفع أحدصوته بغناء إلا بعث الله إليه شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما حتى يمسك< أخرجه >ابن أبي الدنيا<، وقوله >إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء< وذكر منها >القيان والمعازف<·
وعن >ابن مسعود< عن النبي [ >إن الغناء ينبت النفاق< وعن >أنس بن مالك< إن الرسول [ قال: >من جلس إلى قيِّنة >أي مغنية< فسمع منها صب الله في أذنيه الآنك يوم القيامة >أي الرصاص الذائب< وغيرها من الأحاديث، وذهب إلى التحريم أئمة مثل أبي حنيفة والشافعي·
ومنهم من قال بالإباحة
والمبيحون قد فصلوا في ذلك:
قالوا: إن الغناء العف مباح فليس الغناء محرَّماً في حد ذاته وإنما هو محرم إذا صحبه تكسر وفساد من الرجل أو المرأة، أو ألفاظ قبيحة أو دعوة إلى شهوة أو فسق كما نرى في كثير من غناء اليوم·
فغناء الحجيج والمسافرين جائز: فعن >سلمة بن الأكوع< خرجنا مع رسول الله [ إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لـ >عامر بن الأكوع<: >ياعامر ألا تسمعنا من هنيهاتك<؟
قال: >وكان رجلا شاعرا< فنزل يحدو بالقول يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك من اقتفينا
وثبت الأقدام إن لا قينا
وألقين سكينة علينا
إنا إذا أصيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله [: من هذا السائق؟ قالوا >عامر بن الأكوع<، قال: يرحمه الله، فقال رجل من القوم >وجبت يانبي الله لولا امتعتنا به<، رواه >البخاري في باب الأدب·
وروى >أنس بن مالك< ] قال: أتى النبي [ على بعض نسائه ومعهن أم سليم فقال >ويحك ياأنجشة رويدك سوقا بالقوارير< رواه >البخاري< في باب الأدب، قال السندي >وكان أنجشة حبشيا يكني أبا مارية، وكان يحدو للإبل فتسرع في سيرها فخاف النبي [ على النساء من السرعة فطلب إليه أن يخفف من حدائه< ويدل على أن النبي [ سمع الحداء وهو غناء الإبل فلم ينكره فهو إقرار منه [، وذكر >البخاري< عن البراء قال :>لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله [، رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه وكان كثير الشعر فسمعته يرتجز بكلمات >ابن رواحة< يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقتنا ولا صلينا
فأنزل سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
قال: ثم يمد صوته بآخرها·
وعن >قيس بن سعد بن عبادة< قال: >ما من شيء كان على عهد رسول الله [ إلا ورأيته إلا شيئا واحداً أن رسول الله [ كان يغلس يوم الفطر، قال: >جابر هو اللعب والتغليس هو الضرب بالدف والطبل وغير ذلك والغناء واللعب بين يدي القادم< >1<·
وأجمع العلماء على جواز الحداء للحج وللإبل في السفر ومنه نشيد الأعراب الذي يسمونه >النصب<·

< نشيد الجهاد
الحكم في غناء المجاهدين كالرجز والشعر المحرِّض على القتال حلال مباح، ذلك قول النبي [ في غزوة حنين:
أنا النبي لا كذب
أن ابن عبدالمطلب
وقول >عبدالله بن رواحة في مؤتة:
يانفس مالي أراك تكرهين الجنة
أحلف بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه

< غناء الأطفال
ما تغنيه النساء لتسلية أولادهن أو لإسكاتهم لإنامتهم جائز ، فن ذلك قول >الشيماء< أخت النبي [ من الرضاعة تغني له:
هذا أخ لم تلده أمي
وليس من نسل أبي وعمي
فأنمه اللهم فيما تنمي
أو غنائها له:
يارب أبق أخي محمداً
حتى أراه يافعا وأمردا
ثم أراه سيدا مسودا
وأكبت أعاديه معا والحُسَّدا
وأعطه عزاً يدوم أبدا
ومن ذلك ماجاء في كتاب >الترقيص< لـ >أبي عبدالله بن المعلى< أن من شعر >حليمة< التي كنت ترقِّص به محمداً:
يارب إذا أعطيته فأبقه
وأعله إلى العلى ورقه
وادحض أباطيل العدا بحقه
ومن غناء الأطفال الذي يحمل معنى الدعاء ماوراه >أبو علي القالي< أن النبي [ وهو صبي دخل على عمه >الزبير بن عبد المطلب< فأقعده في حجره فقال:
محمد ابن عبدم
عشت بعيش النعم
ودولة ومغنم
في فرع عز أسنم
مكَّرم معظم
دام كبيس الأزلم
وعبدم اسم منحوت من اسم >عبد المطلب<، ومعنى كبيس الأزلم أبد الدهر·
ومن ذلك غناء >أسماء بنت أبي بكر< لولدها >عبدالله بن الزبير<:
أبيض كالسيف الحسام الإبريق
بين الحواري وبين الصديق
ظني به ورب ظن تحقيق
والله أهل الفضل أهل التوفيق
أن يحكم الخطة يعيي المسليق
ويفرج الكربة في ساع الضيق
إذ نبت بالمقل الحماليق
والخيل تعدو زيما برازيق
والمسليق: كثير القوة والأذى، والحماليق جمع حملاق وهو باطن جفن العين، والزيم: المتفرق من الغارة، والبرازيق مع برزيق وهي الجماعات من الناس، وكان الحسن البصري يرقص ابنه ويغني له بقوله:
ياحبذا أرواحه ونفسه
وحبذا نسيمة وملمسه
والله يبقيه لنا ويحرسه
حتى يجر ثوبه ويلبسه

< غناء العمل
حداء العمل حين يكون هناك مجموعة يعملون فهم يغنون لتقوية أنفسهم وتنشيطها على العمل وهذاجائز، مالم يكن فيه قبح وفحش، فقد ذكر >البخاري< أن الصحابة كانوا يغنون وهم يبنون مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام:
اللهم إن العيش عيش الآخرة
فارحم الأنصار والمهاجرة
ويغنون :
نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبدا

< غناء الترنم
إذا غنى الإنسان مدندنا وهو الترنم فهو جائز·
وقد كان >عمر بن الخطاب< ] يترنم بالشعر، فمن ذلك ترنمه بقول الشاعر:
إليك يعدو قلقا وضينها
معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
والوضين: بطان عريض منسوج من الجلد، أو حزام الناقة·
وذكر البخاري في باب الأدب أن جندياً >من أصحاب رسول الله [ قال: >بينما النبي [ يمشي إذا أصابه حجر فعثر فدميت إصبعه فقال:
ما أنت إلا إصبع دميت
ففي سبيل الله ما لقيت

< غناء الأفراح
أباح العلماء غناء الأفراح إذا لم يشتمل على محرم كالغناء الفاحش، أو كان في مجلس خمر، أو كان مصحوبا بالمنكرات ومنهم >ابن تيمية< من الحنابلة و>الدردير< من المالكية و>عبدالغني النابلسي< من الشافعية و>ابن حزم< و>الغزالي< و>الماوردي< و>الرملي< والشيخ >حسن العطار< شيخ الجامع الأزهر في القرن الثالث عشر الهجري، قال >ابن تيمية< وأما غناء الحرائر للرجال بالنص فمشروع في الأفراح، وأما نصب مغنية للرجال والنساء مع الاختلاط فحرام< >2<·
واستدلوا بما ورد عن النبي [ إنه استمع إلى الجاريتين اللتين ضربتا بالدف وغنتا في بيته عند>عائشة< رضي الله عنها عنها، ذكر البخاري عن >عائشة< قالت >دخل عليَّ رسول الله [ وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، فدخل >أبو بكر< فانتهرني وقال: >مزمارالشيطان عند رسول الله [ >فأقبل عليه رسول الله [ >دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا<·
وذكر البخاري أيضا أنا النبي [ قال لماعلم أن امرأة زُفَّت إلى رجل من الأنصار< قال >فهل بعثتن معها جارية تضرب بالدف وتغني >قلت< تقول ماذا؟ قال< >تقول:
أتيناكم أتياكم فحيانا وحياكم
ولولا الذهب الأحمر ماحلت بواديكم
ولولا الحنطة السمرا مانبتت عذاريكم
فإن الأنصار يعجبهم اللهو وفي رواية >ابن ماجة< أن الأنصار قوم فيهم غزل< وقد غنى الحبشة في مسجد رسول الله [ ورقصوا رقصهم بحضور الرسول [ والصحابة وهو والصحابة يشاهدونهم·
وقال المبيحون >إن أدلة القائلين بالحرمة لم يصح منه شيء< وعن النخعي وغيره >يباح في النكاح لقوله [: واضربوا عليه بالدفوف، فيقاس عليه المزمار وغيره<·
وحكى >الروياني< عن >القفال< أن مذهب >مالك بن أنس< إباحة الغناء بالمعازف، وحكاه صاحب الإمتاع عن أبي بكر بن العربي وحكاه >الإدفوي< عن الشيخ >عزالدين بن عبد السلام< وغيرهم هؤلاء جميعا بتحليل السماع مع آلة من الآلات المعروفة وأما مجرد الغناء من غير آلة فقد نقل الاتفاق على حله، ونقل >ابن طاهر< إجماع الصحابة والتابعين عليه >4<·
ومن الكتب المفيدة للبحث في هذا الموضوع:
1- الرخصة في السماع لـ >ابن قتيبة< من علماء القرن الرابع الهجري·
2- كتاب المحلي لـ>بن حزم الأندلسي<
3- بوادر الإلماع في تكفير من يحرِّم السماع لـ >أحمد الغزالي< (أخو الإمام أبي حامد الغزالي)·
4- إبطال دعوى الإجماع في إبطال تحريم مطلق السماع لـ>الشوكاني<·
5- ايضاح الدلالات في سمع الآلات للشيخ >عبد الغني النابلسي<·
6- نزهة الأسماع في سماع الآلات لـ >بن رجب الحنبلي<·

< الموسيقا
ربط بعضهم الموسيقا مع الغناء في الحديث عنهما وأنهما لايفترقان، ولكنني أبحث الآن في الموسيقا منفردة، ثم أقرتها بعد ذلك مع الغناء·

< جمل الموسيقا
ألف المسلمون كتبا كثيرة في الموسيقا، ومن المؤلفين من ذهب إلى تحريمها مطلقاً، ومنهم من أباحها مطلقا، ومنهم من فصل في ذلك·
ومعظمهم ربط البحث فيها مع الغناء:
ابن حجر الهيثمي في كتابه: كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع·
ابن القيسراني: السماع·
الشوكاني: أبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع·
الطرطوشي:الإجماع على تحريم السماع·
عبد الغني النابلسي: إيضاع الدلالات في الآلات·

< معنى الموسيقا
الموسيقا: الألحان والايقاعات والأنغام، أي الأصوات الموزونة من الآلات، والموسيقا أصوات طبيعية للإنسان والحيوان والطيور والجماد·
الإيقاع: آثار هذه العلاقة، أو الصوت الحسن·
والعزف: الصوت وعزف الشيء صوت·
وعلم الموسيقا: العلم الذي يبحث فيه عن أصول الإيقاع والنغم من حيث التآلف أو التنافر·
والآلات الموسيقية بدأت بسيطة ثم تطورت، وأصبحت أنواعاً متعددة، ولها أسماء متعددة·

< بعض أسماء الآلات
العود، الصنج أو القيثار، القانوان، الربابة، المزمار، مزمار الجراب، القرن، البوق، المنشق، الشعيبية، السمسمية، آلات النغم، الآلات الإيقاعية، الناي·

< الموسيقا في القرآن
قال سبحانه:{واستفزز من استطعت منهم بصوتك}>الإسراء - 64<، قال المفسرون، صوت الشيطان هو المزمار، وقال >الحسن البصري<: هو الدف·
قال سبحانه: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} >لقمان- 6<، قال المفسرون: لهو الحديث والمعازف والغناء والطبل·
قال سبحانه: {وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها}>الجمعة -11< قالوا: اللهو الطبل·

< الأحاديث
1- قال النبي [ >ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف< >5<·
2-عن علي ] قال: >نهى رسول الله [ عن ضرب الدف ولعب الصنج وضرب الزمارة< >6<·
3-عن >عائشة< رضي الله عنها قال رسول الله [>صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة< >7<·
4- وعنه [ >ليشربن أناس الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير< >8<·
5- أباح النبي [ الضرب بالدف في العيد كما ورد في صحيح >البخاري<·
6- عن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله [ >أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف<·
7- عن علي ] >مر النبي [ هو وأصحابه ببني زريق فسمعوا غناء ولعبا، فقال: ما هذا؟ قالوا >نكاح فلان يارسول الله< قال: >كمل دينه، هذا النكاح لا السفاح ولا نكاح السر حتى يسمع دف أو يرى دخان<·
8 - عن أبي >هريرة< قال: قال >النبي [ استماع الملاهي معصية، والجلوس عليها فسق، والتلذذ بها كفر< >9<·

< آراء المذاهب
المذهب الحنفي
متشدد في تحريم الموسيقا، إلا الدف وطبل الغزاة، لكن >أبا يوسف< يقول يكره في غير العرس وتضربه المرأة للصبي من غير فسق، فأما الذي منه يجيء الفاحش للغناء فإني أكرهه·

< المذهب المالكي
يتسامح مع الآلات الموسيقية، وبعض علماء المالكية أجازها جمعيها·
وبعضهم كره ذلك في ذوات الأوتار كالعود·
>ابن عربي< من المالكية جواز الآلات الوترية كالعود والطنبور
وذهبت طائفة إلى جواز الضرب بالعود وسماعه منهم ـ>عبدالله بن عمر< و>عبدالله بن الزبير< و>معاوية بن أبي سفيان< و>عمرو بن العاص< وجملة من التابعين ومن الأئمة المجتهدين >10<·
يقول >ابن العربي< فإنها كلها آلات تتعلق بها قلوب الضعفاء وللنفس عليها استراحة وطرح لثقل الجدالذي لا تحمله كل نفس ولا يتعلق به قلب، فإن تعلقت به نفس فقد سمح الشرع لها فيه<·
ويقول >القرطبي< >أباح مالك الدف والطبل وحرم ذوات الأوتار إلا في العرس، فجاز بما يحسن من الكلام وليس فيه رفث<·

< مذهب الشافعية
الدف حلال، وبعضهم أجازه ولوفيه جلاجل·
الطبل حلال، إلا الكوبة وهي طبل طويل لأنها كانت للهو·
والضرب بالقضيب على الوسائد أو الصبني أجازه العراقيون منهم، وحرمه >ابن حجر< إذا كان فيه طرب، واليراع >الشبابة والمزمار< أباحها >الغزالي، والماوردي< فصل بين الأمصار أي بحسب العادات·
بعضهم قال :>إذا قصد السماع ففيه خلاف، وإذا لم يقصد السماع فلا حرمة فيه كما نسمع اليوم ما يصدر عن المذياع والتلفاز وغيرها·
>ابن القيسراني< يقول >لم نجد في تحريم الأوتار أو إباحتها أثراً صحيحا ولا سقيماً، وإنما استباح المتقدمون استماعه لأنه لم يرد الشرع بتحريمه والأصل الإباحة، وكل ما أوردوه غير ثابت عن رسول الله [< >11<·

< مذهب الحنابلة
الحنابلة على التحريم لغير الدف، والكراهة للرجال، و>ابن تيمية< حرمها·
المذهب الظاهري->ابن حزم<
ذهب >ابن حزم< إلى إباحة الآلات الموسيقية جميعها، واعتمد على عدم وجود تحريم فيها، وضعف الأحاديث الواردة >12<·
حدث >أحمد بن حنبل<: أن الدف ضرب في بيت رسول الله [·
وعن >أنس< ] أن النبي [ مر بجَوارٍ من بني >النجار< يضربن بالدف ويلعبن ويغنين:
نحن جوارٍ من بني النجار
ياحبذا محمد من جار
فقال النبي [: >الله يعلم أني لأحبكن< >13<

< الغزالي في سماع الموسيقا
من الطيور حلال كلها لأنه طيبة وموزونة، وهي حناجر حيوانات، ومن الجمادات حلال >قاسها على صوت الطيور<، ويستثنى من الآلات المزمار والأوتار التي ورد الشرع بتحريمها ويعللها، لأنها تدعو إلى شرب الخمر واجتماع أهل الفسق عليها، يعني أن هذه الأصوات لا تحرم عند الغزالي إلا بعارض آخر كشرب الخمر وغناء القينات·
>ويعتبر الإسلام الموسيقا عملاً مكروهاً إذا انغمر الإنسان فيها بإسراف، أو إذا أنسته واجباته تجاه ربه وتجاه الناس، أو إذا كانت تثير الشهوة والمشاعر الحيوانية، أما الموسيقا بحد ذاتها فليست محرمة في الإسلام، ففي أحاديث كثيرة نجد أن الرسول [ قد سمع الموسيقا كما حدث يوم هجرته من مكة ودخوله المدينة< >14<، ويوم الاحتفال بزفاف >الربيع بنت معوذ< إضافة إلى الحديث الوارد في صحيح >البخاري< نقلا عن >عائشة< رضي الله عنها أنه عندما زوج البنت اليتيمة لأحد الأنصار سألها الرسول [ فيما إذ كان هناك >لهو< لأن الأنصار كانوا يحبون اللهو كثيراً، ونجد هذا عند >ابن ماجة < نقلا عن >ابن عباس< ] حيث إن الرسول [ سأل فيما إذا كان في حفل الزفاف مغن يستطع أن يغني أغان كأتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم >15<·
فمن الواضح أن الموسيقا ليست محرمة في الإسلام ولكنها إذا صحبتها أمور محرمة كمجالس الخمر واللهو كانت المجالس محرمة·
وإذاصحبتها مجالس التعبد مثلا كمجالس الصوفيه ليست محرمة·



< الهوامش
1- رواه >أحمد بن حنبل< في مسنده
2- فتاوى >ابن تيمية< 553/29 ·
3- الشوكاني، نيل الأوطار 200/6
4- الشوكاني، نيل الأوطار 264/8 وهناك كلام يطول في الإباحة·
5- رواه >البخاري< في باب الأشربة، أبو داود في سننه·
6- رواه >البيهقي< و >أبو داود<
7 - رواه >البيهقي<
8- رواه >البيهقي< و >أبو داود<
9- أخرجه >النيسابوري< كما ذكر في نيل الأوطار
10- حاشية الصاوي على الشرح الصغير 53/2
11- كتاب السماع لـ >ابن القيسرواني< 71/51
12-المحلي لـ >ابن حزم< 56/9
13- رواه ابن ماجه
14- الصحيح أن نشيد ( طالع البدر علينا الخ···) كان عند رجوعه منتصرا من معركة بدر، >إمتاع الأسماع / 99
15- من محاضرة ألقيت في المؤتمر العالمي للسيرة النبوية الذي عقد في باكستان العام 1976م وللدكتور >محمد شمس الدين صديقي< ونشر في مجلة >الرسالة الإسلامية العراقية< عدد 130 العام 1979 م·



بقلم الكاتب: سماحة الدكتور عبد العزيز عزت الخياط

المغيرة 02-05-2007 07:00 PM

الاستماع لااغانى الخنزير سامى يوسف لايوجد مثقال ذرة شك فى تحريمها والشيخ والاخت اوضحا بما فيه الكفاية ولكن اصحاب القلوب المريضة لايرودون ذلك بل يريودون من يفتيهم بحلها وان اقول للعضو nez انت الذى يجب عليك ان لا تكتب مثل هذه الباطيل كى لا تشكك الناس فى دينها

المغيرة 02-05-2007 07:10 PM

الاستماع لااغانى الخنزير سامى يوسف لايوجد مثقال ذرة شك فى تحريمها والشيخ والاخت اوضحا بما فيه الكفاية ولكن اصحاب القلوب المريضة لايرودون ذلك بل يريودون من يفتيهم بحلها وان اقول للعضو nez انت الذى يجب عليك ان لا تكتب مثل هذه الباطيل كى لا تشكك الناس فى دينها

صوت العقل 27-05-2007 09:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المغيرة (المشاركة 307180)
الاستماع لااغانى الخنزير سامى يوسف لايوجد مثقال ذرة شك فى تحريمها والشيخ والاخت اوضحا بما فيه الكفاية ولكن اصحاب القلوب المريضة لايرودون ذلك بل يريودون من يفتيهم بحلها وان اقول للعضو nez انت الذى يجب عليك ان لا تكتب مثل هذه الباطيل كى لا تشكك الناس فى دينها


الخنزير
وأصحاب القلوب المريضة
ولا يوجد ذرة شك في تحريمها

يا مغيرة
ما قال ما قلتَ ولا حتى الشافعي
والمسألة خلافية
والاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد
لكل فريق أدلته
فلا تتعصب
واستغفر الله

عبد الله7 27-05-2007 10:19 PM

السلام عليكم و رحمة الله
إذا كان الإستماع إلى أناشيد سامي يوسف و أمثالها حرام بالكتاب و السنة فكيف يتم تخصيص قسم خاص بذلك في هذا الموقع ؟؟؟ لماذ لم تتم الإشارة إلى ذلك من قبل؟؟؟
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.

أبو إلياس 31-05-2007 03:37 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كفاكم كلاما

كل واحد يقول برأيه

العلماء قالوا كلامهم الأخير

المعازف حراام و الانشاد عنده شروط

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليكونن من أمتي أقواما يستحلون الحر والحرير والمعازف

أرى أن جميع الأعضاء يعرفون ما هي المعازف ... الرسول صلى الله عليه و سلم قال يستحلون أي أنها محرمة من ذي قبل ...

أرجو من جميع الأعضاء عدم ابداء الرأي في الأمور التوقيفية التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الغناء و المعازف

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

.::هدي القلب.:: 31-05-2007 05:02 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بارك الله فيك علي طرح هذا الموضوع القيم ويستاهل النقاش
انا بقول برايي اناشيدو حلوة وجميلة وكمان هنا في الغرب ناس كتار سمعوا اناشيدو
وحبو يتعرفوا دينا اكتر واكتر وشفت ناس اجانب كتير مهتمين يعرفوا عن ديننا اكتر
بس للاسف لو هوا بس ما يحط اي نوع من الموسيقي يكون احسن شيء عشان انا كمان عندي
كل الاناشيد بتاعتوا في الاغلبية فيها موسيقة فا اتمني ان هوا يكون منشد بطريقة الصح
الطريقة التي تليق في الاناشيد لو هوا بدو يكون مسلم بمعني الكلمة يبتعد عن المحرمات وانا متاكدة
انو راح يحصل علي نجاح اكتر من الي هوا فية
وهذا هوا رائيي
وجزاغك الله خيرا
ودمتم جميعا برعاية الله

المغيرة 01-06-2007 06:34 PM

جزاك الله خيرا الاخ صوت العقل فعلا اخطات وتعصبت اكثر من اللازم واستغفر الله العظيم وكلامى فيهوا غلظة شديدة وارجوا من الله ان يغفر لى وليس معنى ذلك انى ارى اباحتها ونسال الله ان يلهمنا الصواب 0


الساعة الآن : 02:20 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 76.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.14 كيلو بايت... تم توفير 0.94 كيلو بايت...بمعدل (1.23%)]