°·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
لماذا تعرف على ربك ؟ معرفة أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته عليها مدار الإيمان، فهي ركن من أركان التوحيد وذروة سنــــام العبوديــــة .. والإيمان بأسماء الله وصفاته يقتضي:معرفة الله سبحانه وتعالى بصفاته الواردة في القرآن والسُّنَّة الصحيحة، وإثبــــات لله ما أثبته لنفسه من غير تمثيــل، ولا تكييف ولا تعطيل، ولا تحريف. والعلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم وأوجبها .. يقول الإمام ابن القيم "إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم، فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا .. إما علم بما كونه أو علم بما شرعه ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى" [بدائع الفوائد (273:2)] فمن يُمعِن النظر في أسرار هذا العلم يقف على ريــــاض من العلم بديعة، وحقائق من الحِكَم جسيمة .. ويحصل له من الآثــار الحميدة ما لا يُحــاط بالوصف ولا يُدرك إلا لمن يُرزق فهمها ومعرفتها .. ومنها أنه: إذا علم العبد ربَّه وامتلأ قلبه بمعرفته، أثمرت له ثمرات جليلة في سلوكه وسيره إلى الله عزَّ وجلَّ .. وتأدب معه ولزم أمره واتبع شرعه، وتعلَّق قلبه به وفاضت محبته على جوارحه، فلهج لسانه بذكره، ويده بالعطاء له، وسارع في مرضاته غاية جهده، ولا يكاد يمل القرب منه سبحانه وتعالى .. فصار قلبه كله لله ولم يبق في قلبه سواه .. كما قيل: قَدْ صِيْغَ قَلْبِيْ عَلَىَ مِقْدَارِ حُبِّهِمْ .... فَمَا لِحُبِّ سِوَاهُمْ فِيْهِ مُتَّسَعْ http://www.manhag.net/main/images/2.gif ومن أحب الله لم يكن عنده شيء آثر من الله .. والمحب لا يجد مع الله للدنيا لذة، فلم يثنه عن ذلك حب أهل أو مال أو ولد؛ لأن هذه وإن عظمت محبتها في قلبه إلا أنه يدرك أنها بعض فضل الله عليه .. فكيف يشتغل بالنِعَم وينسى المُنعِم؟! http://www.manhag.net/main/images/2.gif ومنزلة العبد عند الله سبحانه وتعالى على قدر معرفته به .. لذلك اختصت آية الكرسي بكونها أعظم آية في القرآن؛ لأنها أشتملت على أعظم أسماء الرحمن .. وعدلت سورة الإخلاص ثلث القرآن؛ لاشتمالها على اسمه الأحد الصمد الذي يُقصد لذاته وليس له نظير ولا مثيل سبحانه وتعالى. ومن أحبَّها أحبَّه الله .. كما في قصة الرجل الذي بعثه النبي صل الله عليه وسلم على سريةوكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بــ{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1].. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صل الله عليه وسلم ، فقال "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟". فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صل الله عليه وسلم "أخبروه أن الله يحبه"[متفق عليه] كما أن من عمل بها وحقق ما تقتضيه من فِعْل المأمورات وترك المحظورات، كان من المقربين الذين أحبهم الله وتولاهم. http://www.manhag.net/main/images/2.gif وكلما أدام ذكرها بقلبه ولسانه، أوجب ذلك له دوام مراقبته وشاهد ربَّه بعين بصيرته .. فاستحيى منه، وانكسر له، فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة، وهي أعلى مقامات الدين .. يقول ابن القيم "وإذا بلغ العبد في مقام المعرفة إلى حد كأنه يطالع ما اتصف به الربَّ سبحانه من صفات الكمال ونعوت الجلال وأحست روحه بالقرب الخاص الذي ليس هو كقرب من المحسوس حتى يشاهد رفع الحجاب بين روحه وقلبه وبين ربِّه .. فإن حجابه هو نفسه وقد رفع الله سبحانه عنه ذلك الحجاب بحوله وقوته، أفضى القلب والروح حينئذ إلى الربِّ فصار يعبده كأنه يراه"[مدارج السالكين (3:221,222)] والتعرُّف على أسماء الله تعالى يسلم الإنسان من آفات كثيرة .. كالحسد، والكبر، والريـــاء والعجب .. كما قال ابن القيم "لو عرف ربَّه بصفات الكمال ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات، لم يتكبَّر ولم يغضب لها ولم يحسد أحدًا على ما آتاه الله. فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله، فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله، ويحب زوالها عنه والله يكره ذلك. فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته"[مدارج السالكين (1:172)] http://www.manhag.net/main/images/2.gif كما إن أنوار الأسماء والصفــات تُبدد حُجُب الغفلة .. قال تعالى{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (*) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ..}[الأعراف: 179,180].. فلكي تتخلص من تلك الحُجُب، عليك أن تدعوه بأسمائه وصفاته. ومن أعظم آثارها: أن من قام في قلبه حقائق هذه الأسماء، وتراءت معانيها لناظريه كان أعظم الناس تحقيقًا للتوحيد، وأكملهم عبودية لربِّ العالمين .. يقول الإمام ابن القيم "الأسماء الحسى والصفات العلا مقتضية لآثارها من العبودية: والأمر اقتضاءها لآثارها من الخلق والتكوين فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها أعنى من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح. فعلم العبد بتفرد الربِّ تعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة، يثمر له عبودية التوكُّل عليه باطنًا ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا. وعلمه بسمعه تعالى وبصره وعلمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وأنه يعلم السر وأخفى ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضى الله وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك الحياء باطنًا، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح .. ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته، توجب له سعة الرجاء وتثمر له ذلك من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه. وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه، تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة .. وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعًا من العبودية الظاهرة هي موجباتها، وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العلى يوجب له محبة خاصة بمنزلة أنواع العبودية فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات وارتبطت بها ارتباط الخلق بها"[مفتاح دار السعادة (90:2)] فالذي يكمُل علمه بالأسماء والصفات هو العبد الرباني بحق،، http://www.manhag.net/main/images/2.gif ولذلك كله كان إحصاء أسماء الله تعالى من أعظم موجبات الجنــــة ..كما قال رسول اللهصل الله عليه وسلم"إن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة"[متفق عليه]وإحصـــاء الأسماء والصفات يكون من خلال: 1) حفظها ..بأن يستودعها قلبه ..2) معرفة معانيها ..فيتعلم معانيها وكيفية عبادة الله عزَّ وجلَّ بمقتضاها .. 3) العمل بمقتضاها .. فإذا علم أنّه الأحد فلا يُشرك معه غيره، وإذا علم أنّه الرزّاق فلا يطلب الرّزق من غيره، وإذا علم أنّه الرحيم، فإنه يفعل من الطاعات ما يجلب له هذه الرحمة، وهكذا ..فيتعلَّق القلب بمعاني الجلال بأن يذل وينكسر، ومعاني الجمال بأن يُحب ويُقبل على الله سبحانه وتعالى. 4) دعاؤه بها .. كما أمرنا الله جلَّ وعلا{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ..}[الأعراف: 180]..والدعــاء على مرتبتين إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة ..فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها.يقول ابن القيم "ولما كان سبحانه يحب أَسمائه وصفاته، كان أَحب الخلق إِليه من اتصف بالصفات التى يحبها، وأَبغضهم إِليه من اتصف بالصفات التى يكرهها، فإِنما أبغض من اتصف بالكبر والعظمة والجبروت لأَن اتصافه بها ظلم، إِذ لا تليق به هذه الصفات ولا تحسن منه، لمنافاتها لصفات العبيد، وخروج من اتصف بها من ربقة العبودية ومفارقته لمنصبه ومرتبته، وتعديه طوره وحدَّه، وهذا خلاف ما تقدم من الصفات كالعلم والعدل والرحمة والإِحسان والصبر والشكر فإِنها لا تنافى العبودية، بل اتصاف العبد بها من كمال عبوديته"[طريق الهجرتين (19:23)]فعلى العبد أن يتخلَّق بصفات الجمـــال ..الله سبحانه وتعالى رحيـــم: ارحم تُرحم .. الله عفو: اعفُ يُعف عنك .. الله حليـــم: أحلم يُحلَم عليـــك .. أما صفات الجلال، فيُنزه نفسه عن مشاكلة الله عزَّ وجلَّ بها ..الله عزَّ وجلَّ عزيـــز: أنت ذليــــل .. الله مُتكبِّر: أنت متواضع .. وهكذا. 5) التحقق ..بأن ينظر في الآفــاق ويتفكَّر في آلاء الله سبحانه وتعالى؛ كما أمرنا النبي صل الله عليه وسلم ، فقال"تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله"[حسنه الألباني، صحيح الجامع (2975)].. أي: تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذات الله سبحانه وتعالى ..والقاعدة في كل ذلك قول الله تبارك وتعالى: {..لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: 11] http://www.manhag.net/main/images/2.gif تَــــــأَمَّلْ سُطُوْرَ الْكَائِنَاتِ فَإِنَّهَا ... مِنَ الْمُلْكِ الْأَعْلَىَ إِلَيْـــــكَ رَسَــــائِلُ وَقَدْ خَطَّ فِيْهَا لَوْ تَأَمَّلْتَ خَطَّهَا ... أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الْلَّهَ بَــاطَلَّ http://www.manhag.net/main/images/2.gif تعالوا نتعلَّم أسماء الله تعالى وصفاته؛ فنخرج من الشقاء إلى الراحة ومن الغفلة إلى التذكرة .. فلا سعادة للقلب ولا سرور له إلا بمعرفة مولاه ومربيه وإلهه .. لنجعل قلوبنا تهتف: {.. قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}[الإسراء: 30] ولنستغرق الأوقات في الثنـــــاء عليه سبحــــــانه بأسمائه وصفاته .. ونتحقق بمعاني التوحيد، فتذل قلوبنا له ونتحبب له سبحــــانه وتعالى .. وهذا ما سيكون من خلال تلك السلسلة المباركة إن شاء الله تعالى، التي سنتناول فيها اسم من أسماء الله تعالى كل يومين بإذن الله .. نتعلَّم معانيها وكيف نتعبَّد الله تعالى بها ونتعرَّف على حظنا من كل اسم من أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى .. فتابعونـــا إن شاء الله ولا تنسونــــا من صـــالح دعـــائكم .. جعلنا الله وإياكم ممن عرفه فخافه، وأحبه فأطـــاعه، وعلَّق به رجـــــاءه ولم يلتفت لسواه .. اللهم آمين،، يرجى التثبيت ليعم النفع بإذن الله |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك أخيتي وجزاك خيرا |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
وعلكِ السلام ورحمة الله وبركاته جزانا الله وإياكِ غاليتي خير الجزاء عطرتي الصفحة بمروركِ أخيتي سبحان الله وبحمد عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
الودود سبحانه وتعالى لوْ لمْ يَكُنْ مِنْ تَحَبُّبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى عبادِهِ وإحسانِهِ إليهم وَبِرِّهِ بهم إلاَّ أنَّهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ لهم ما في السَّمَاواتِ والأرضِ وما في الدنيا والآخرةِ، ثُمَّ أَهَّلَهُم وَكَرَّمَهم، وَأَرْسَلَ إليهمْ رُسُلَهُ وأَنْزَلَ عليهمْ كُتُبَهُ، وَشَرَعَ لهم شَرَائِعَهُ، وَأَذِنَ لهم في مُنَاجَاتِهِ كلَّ وقتٍ أَرَادُوا، وَكَتَبَ لهم بكُلِّ حسنةٍ يَعْمَلُونَهَا عَشْرَ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وكَتَبَ لهم بالسيِّئَةِ واحدةً، فإنْ تَابُوا منها مَحَاهَا وأَثْبَتَ مكانَهَا حسنةً .. وإذا بَلَغَتْ ذُنُوبُ أحدِهِم عَنانَ السماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرَهُ غَفَرَ لهُ، ولوْ لَقِيَهُ بِقُرَابِ الأرضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيَهُ بالتوحيدِ لا يُشْرِكُ بهِ شيئاً لأَتَاهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، وَشَرَعَ لهم التوبةَ الهادمةَ للذنوبِ؛ فَوَفَّقَهُم لِفِعْلِهَا ثُمَّ قَبِلَهَا مِنْهُم .. فَإنَّما الفضلُ كُلُّهُ والنعمةُ كُلُّهَا والإحسانُ كلُّهُ منهُ أَوَّلاً وآخِراً .. أَعْطَى عَبْدَهُ مالَهُ، وقالَ: تَقَرَّبْ بهذا إِلَيَّ أَقْبَلْهُ منكَ .. فالعبدُ لهُ، والمالُ لهُ، والثوابُ منهُ .. فهوَ المُعْطِي أوَّلاً وآخِراً، فكيفَ لا يُحَبُّ مَنْ هذا شأنُهُ؟!! وكيفَ لا يَسْتَحِي العبدُ أنْ يَصْرِفَ شَيْئاً منْ مَحَبَّتِهِ إلى غَيْرِهِ؟!! ومَنْ أَوْلَى بالحمدِ والثناءِ والمَحَبَّةِ منهُ سبحانَهُ؟!! ومَنْ أَوْلَى بالكَرَمِ والجُودِ والإحسانِ منهُ؟!! [طريق الهجرتين (23:261,262)] http://www.manhag.net/main/images/2.gif وروده في القرآن الكريم ورد اسم الله تعالى الودود مرتين في القرآن الكريم: في قوله تعالى {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90] وقوله جلَّ وعلا {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (*) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [البروج: 13,14] http://www.manhag.net/main/images/2.gif المعنى اللغوي الوُدُّ مصدر المودَّة .. والودُّ هو الحبُّ يكون في جميع مداخل الخير. وَوَدِدْتُ الشيء أوَدُّ، وهو من الأمنية وشدة التعلُّق بحدوث الشيء .. كما في قوله تعالى {.. يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ..} [البقرة: 96]، أي: يتمنى أن يعيش ألف سنة .. وكقوله تعالى { .. يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} [البروج: 11] قال ابن العربي "اتفق أهل اللغة على أن المودَّة هي المحبة" .. قال تعالى {.. وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ..} [الروم: 21]. ويأتي أيضًا بمعنى الملازمة مع التعلُّق ..فالودد معناه الوتد؛ لثبوته ولشدة ملازمته وتعلقه بالشيء. ويأتي على معنى المعية والمرافقة والمصاحبة كلازم من لوازم المحبة ..كما ورد عَنْ ابنِ عُمَرَ http://www.manhag.net/forum/.main/im...ady%20copy.png أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صل الله على محمد صل الله عليه وسلم يَقُولُ "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ" [صحيح مسلم] أما الحبُّ ..فهو نوعٌ من الصفاء والنقاء والطهُّر والخضوع .. والحُبُّ من القِرط، الذي من شأنه أنه دائم التقلقل .. كما قال الجنيد "الصادق يتقلَّبُ في اليوم أربعين مرة، والمرائي يثبت على حالة واحدة أربعين سنة" [مدارج السالكين (2:274)] .. فالمُحبُّ يتقلَّب قلبه بين الخوف والرجاء، والسكينة والقلق، والسرور والحزن .. أما من مات قلبه، تسكن أحواله .. وهذا من علامات النفاق والعياذ بالله تعالى،، والفرق بين الحُبُّ والودُّ ..أن الحب ما استقر في القلب، والودُّ ما ظهر على السلوك .. فكل ودود مُحب، وليس كل مُحب ودود .. وكل ودود أساسه مشاعر الحب في قلبه. http://www.manhag.net/main/images/2.gif معنى الاسم في حق الله تعالى قال ابن عباس "الودود هو الرحيم"، وقال البخاري "الودود هو الحبيب" وقال الزجاج: الودود: فعول بمعنى فاعل، كقولك: غفورٌ بمعنى غافر، وشكور بمعنى شاكر .. فيكون الودود في صفات الله http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png بمعنى: الذي يودُّ عباده الصالحين ويحبهم. والمعنى الثاني: أنه http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png مودود بمعنى مفعول، أي: الذي يوده عباده ويحبونه. قال الخطابي "وقد يكون معناه أن يُوَدِّدَهم إلى خلقه، كقوله http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]" يقول السعدي: "الودود: الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه ودًا وإخلاصًا وإنابةً من جميع الوجوه" [تيسير الكريم الرحمن (1:947)] ويقول ابن القيم في النونية: وهوَ الودودُ يُحِبُّهُم وَيُحِبُّهُ ... أحبابُهُ والفضلُ لِلْمَنَّانِ وهوَ الذي جَعَلَ المَحَبَّةَ في قُلُو ... بِهِمُ وَجَازَاهُم بِحُبٍّ ثَانِ هذا هوَ الإحسانُ حَقًّا لا مُعَا ... وَضَةً ولا لِتَوَقُّعِ الشُّكْرَانِ لكنْ يُحِبُّ شُكُورَهُم وَشَكُورَهُم ... لا لاحْتِيَاجٍ منهُ للشُّكْرَانِ [القصيدة النونية (245)] http://www.manhag.net/main/images/2.gif عجـــائب ودُّ الله http://www.manhag.net/forum/.main/im...naho_Small.png يقول ابن القيم "ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه. كفى بك عزًّا أنك له عبد * * * وكفى بك فخراً أنه لك رب" [الفوائد (1:38)]من أنت أيها العبد الفقير حتى يتقرَّب إليك أغنى الأغنياء؟! .. وماذا تساوي أنت أيها الذليل حتى يتودد إليك العزيز جلَّ في علاه؟! صل الله على محمد صل الله عليه وسلم "إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ .. هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ .. هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ .. حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ" [صحيح مسلم] ألا تشكو من قسوة القلب؟! .. ألا تعاني هجر القرآن؟! .. ألا يسوؤك حالك مع الله تعالى؟! ألا يواجههك ضيق العيش؟! .. ألا تبتلى؟! .. إذًا، هلم ارفع شكواك وقَدِم نجواك في الثلث الأخير من الليل، فاتحة الأحزان وفاتحة الرضوان، وجنات النعيم والكرم الإلهي .. عجبًا لك أيها العبد! ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحراس والحُجَّاب، وتنسى من بابهُ مفتوحٌ إلى يوم القيامة !! ومن عجائب ودَّهُ: أن تسبق محبته للعباد محبتهم له .. فالله http://www.manhag.net/forum/.main/im...naho_Small.png هو الذي يبتديء عباده بالمحبة .. قال تعالى { .. فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..} [المائدة: 54] يقول ابن الجوزي "سبحان من سبقت محبته لأحبابه؛ فمدحهم على ما وهب لهم، واشترى منهم ما أعطاهم، وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم، فباهى بهم في صومهم، وأحب خلوف أفواههم. يا لها من حالةٍ مصونةٍ! لا يقدر عليها كل طالب، ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب" [صيد الخاطر (1:28)] ومن عجائب ودَّهُ: أنه يتودد بنعمه لأهل المعاصي، ويقيم بها عليهم الحجة .. ومن لطائف ودَّهُ: أنه لا يرفعه عن المذنبين، وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها وعادوا إليه شملهم بمحبته أعظم مما كانوا عليه .. أليس الله يحب التوابين؟ يقول ابن القيم "وهذا بخلاف ما يظنه من نقصت معرفته بربِّه من أنه سبحانه إذا غفر لعبده ذنبه فإنه لا يعود الودُّ الذي كان له منه قبل الجناية، واحتجوا فى ذلك بأثرٍ إسرائيليٍ مكذوب أن الله قال لداود http://www.manhag.net/forum/.main/im...alam_small.png: يا داود، أما الذنب فقد غفرناه، وأما الودُّ فلا يعود. وهذا كذبٌ قطعاً، فإن الودُّ يعود بعد التوبة النصوح أعظمُ مما كان، فإنه سبحانه يحب التوابين، ولو لم يعد الودُّ لما حصلت له محبته، وأيضًا فإنه يفرح بتوبة التائب، ومحال أن يفرح بها أعظم فرح وأكمله وهو لا يحبه. وتأمل سر اقتران هذين الاسمين فى قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِيءُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْودُود} [البروج: 13,14] .. تجد فيه من الرد والإنكار على من قال: لا يعود الودُّ والمحبة منه لعبده أبدًا، ما هو من كنوز القرآن ولطائف فهمه، وفى ذلك ما يُهَيِّج القلب السليم ويأْخذ بمجامعه ويجعله عاكفًا على ربِّه الذي لا إله إلا هو ولا ربُّ له سواه .. عكوف المحب الصادق على محبوبه الذي لا غنى له عنه، ولا بد له منه ولا تندفع ضرورته بغيره أبدًا." [طريق الهجرتين (23:98)] فالله http://www.manhag.net/forum/.main/im...naho_Small.png هو الذي يبدأ بالمغفرة ويُعيدها مرةً أخرى .. تذنب ثم تتوب إليه بصدق، فيغفر ويصفح .. ليس هذا فحسب بل تزداد محبته لك، أفضل وأعظم مما كانت لك قبل ذلك .. http://www.manhag.net/main/images/2.gif فكيف لا تحب ربًّا هذه صفته بكل ذرة فيك؟! |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
جزاكِ الله كل خير اختي دمتي برضا الرحمن |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
بارك الله فيكِ اختي
وكتب لكِ الاجر ان شاء الله |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
بارك الله فيكِ اختي
وكتب لكِ الاجر ان شاء الله |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
جزانا الله وإياكن أخياتي خير الجزاء بارك الله لنا ولكن وكتب لنا الأجر ونفعنا الله وإياكن بما نكتب عطرتن الصفحة بمروركن اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
الربُّ جلَّ جلاله اسْمُ (الرَّبِّ) من الأسماء الجميلة التي تُشعِر العبد بالأمان والطمأنينة والسكينة .. فالله سبحانه هوَ ربُّ كلِّ شيءٍ وخالقُهُ، والقادرُ عليهِ، لا يَخْرُجُ شيءٌ عنْ رُبُوبِيَّتِهِ، وكلُّ مَنْ في السَّمَاواتِ والأرضِ عَبْدٌ لهُ في قَبْضَتِهِ، وَتَحْتَ قَهْرِهِ .. وهوَ الذي يُرَبِّي عَبْدَهُ، فَيُعْطِيهِ خَلْقَهُ، ثُمَّ يَهْدِيهِ إلى مَصَالِحِهِ ..فلا خالق إلا هو .. ولا مُدبِّر لأمركَ سواه .. ولا رازق لك إلاه .. http://www.manhag.net/main/images/2.gif المعنى اللغوي يرد اسم الربُّ على عدة معاني لغوية، منها 1) الإصلاح .. قال الزجاجي: الربُّ: المصلح للشيء، يقال: رَبَبتُ الشيء أرُبُه رَبًا وربابة، إذا أصلحته وقمت عليه. 2) المالك ..ربُّ الشيء مالكه. ومصدر الربُّ:الربوبية، وكل من ملك شيئًا فهو ربُّه، يقال: هذا ربُّ الدار وربُّ الضيعة، ولا يقال: "الربُّ" معرفًا بالألف واللام مطلقًا، إلا لله ؛ لأنه مالك كل شيء .3) العبد الربَّاني ..وقال الجوهري: "الربَّاني: المُتَألِّهُ العارف بالله تعالى" .. أي العبد الذليل الخاضع المُحب لله تعالى، العارف بالله .. فمن عَرِفَ الله أحبه وذلَّ بين يديه وعظمَّه حقَّ التعظيم. 4) سياسة الشيء وتدبير الأمر .. قال ابن الأنباري "الرَّبُّ ينقسم على ثلاثة أقسام: يكون الربُّ المالك، ويكون الربُّ السيد المطاع .. ويكون الربُّ المُصلِح" 5) المُربِّي .. وقال الراغب "الربُّ في الأصل التربية، وهو إنشاءُ الشيءِ حالاً فحالاً إلى حد التمام" ورود الاسم في القرآن الكريم ثبت الاسم في القرآن والسنة، فقد سمى الله نفسه بالربِّ على سبيل الإطلاق والإضافة، وكذلك سماه به رسوله صل الله عليه وسلم؛ فالإطلاق الذي يفيد المدح والثناء على الله بنفسه فكما ورد في قوله: { سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } [يس:58]، وكقوله: { بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور } [سبأ:15]، وفي السنة ما رواه مسلم من حديث ابن عباس رضى اللهعنه: أن رَسُول اللهِ صل الله عليه وسلم قال: "أَلاَ وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ (أي: فأولى) أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " [رواه مسلم]. وَعَن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ رضى الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ في جَوْفِ الليْلِ الآخِرِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ" [رواه الترمذي وصححه الألباني] . http://www.manhag.net/forum/.main/images/2.gif معنى الاسم في حق الله تعالىالربُّ سبحانه هو .. المتكفل بخلق الموجودات وإنشائها والقائم علي هدايتها وإصلاحها، وهو الذي نظَّم معيشتها ودبَّر أمرها .. يقول الله جلَّ وعلا { إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ } [الأعراف:54]؛ فالربُّ سبحانه هو المتكفل بالخلائق أجمعين إيجادًا وإمدادًا ورعايةً وقيامًا على كل نفس بما كسبت، قال تعالى { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلى كُل نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [الرعد:33] . وحقيقة معنى الربوبية في القرآن تقوم على ركنين اثنين وردا في آيات كثيرة: الركن الأول: إفراد الله بالخلق، والثاني: إفراده بالأمر وتدبير ما خلق، كما قال تعالى عن موسى وهو يبين حقيقة الربوبية لفرعون لما سأله {قَال فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (*) قَال رَبُّنَا الذِي أَعْطَى كُل شَيْءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه: 49,50]، فأجاب عن الربوبية بحصر معانيها في معنيين جامعين، الأول إفراد الله بتخليق الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم حيث أعطى كل شيء خلقه وكمال وجوده، والثاني إفراد الله بتدبير الأمر في خلقه كهدايتهم والقيام على شؤونهم وتصريف أحوالهم والعناية بهم، فهو سبحانه الذي توكل بالخلائق أجمعين قال تعالى: { اللهُ خَالقُ كُل شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُل شَيْءٍ وَكِيل } [الزمر:63] . قال السعدي "الربُّ: هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم. وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم. ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة" [تيسير الكريم الرحمن (1:945)] حظ المؤمن من اسم الله تعالى الربِّ ) أن يكتسي العبد بثوب العبودية، ويخلع عن نفسه رداء الربوبية ..لعلمه أن المنفرد بها من له علو الشأن والقهر والفوقية، فيثبت لله أوصاف العظمة والكبرياء، ولا ينازع ربُّ العالمين في كمال شريعته أو يتخلف عن درب النبي صل الله عليه وسلم وسنته.2) أن يتقي العبد ربَّه فيمن ولاه عليهم .. عن عبد الله بن جعفر رضى اللهعنه قال: أن رَسُول اللهِ صل الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ: مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: "أَفَلاَ تَتَّقِى اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ التِي مَلكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَى إِلَىَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " [رواه أبو داوود وصححه الألباني]. وألا يصف نفسه بأنه ربُّ كذا تواضعًا لربِّه وتوحيدًا لله في اسمه ووصفه، وإن جاز أن يصفه غيره بذلك .. فقد ورد عن أَبِى هريرة http://www.manhag.net/forum/.main/im...ady%20copy.png: أن رسول صل الله عليه وسلم قال "لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلاَ يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ: رَبِّى وَرَبَّتِي، وَلْيَقُلِ الْمَالِكُ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي، فَإِنَّكُمُ الْمَمْلُوكُونَ وَالرَّبُّ اللهُ " [رواه أبو داوود وصححه الألباني] 3) الرضــا بالله ربًّا .. ومن كانت هذه صفته ذاق طعم الإيمان وحلاوته، قال رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا" [صحيح مسلم] 4) أن يسعى العبد في تربية وإصلاح نفسه ..فمن كل حينٍ لآخر عليه أن يبحث عن آفات نفسه وعيوبها، ويسعى في علاجها وتهذيب نفسه .. وقواعد إصلاح النفس وتهذيبها، هي :القاعدة الأولى: الاستعانة بالله تعالى .. على تلك المهمة الصعبة القاسية، ويعلم إنه لن يُهذَّب إلا إذا شاء الله له ذلك .القاعدة الثانية: الصدق والإخلاص في طلب التغيير . .فلن يتغيَّر إلا إذا كان صادقًا مخلصًا، وإذا صدق بُشِّر .القاعدة الثالثة: معرفة عيب النفس .. ومن عرف نفسه، عرف ربَّه .. فعليه أن يُبصَّر بعيوبه، من خلال أمرين: الأول نقد الناقد ونصيحة الناصح .. وأن يُبصِّر الإنسان نفسه بعيوب نفسه، قال تعالى {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (*) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14,15] القاعدة الرابعة: الشروع في إصلاح عيوب نفسه .. على علم وبصيرة، بالعلاج الذي يناسب آفاته وعيوبه .5) التدرُّج والمنهجية في التعامل مع النفس .. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ "{.. كُونُوا رَبَّانِيِّينَ..} [آل عمران: 79] .. الرَّبَّانِيُّ: الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ" [صحيح البخاري] فعليك أن تتدرَّج في معاملتك لنفسك، فتبدأ معها بالأمور اليسيرة إلى أن تصل إلى الأصعب فالأصعب .. ويتضح ذلك في طريقك لطلب العلم، فينبغي أن تبدأ بتعلُّم الأمور الأساسية التي تُقيم بها دينك وتدرَّج بعدها حتى تصل إلى المسائل الصعبة .. أما إذا بدأت بصعاب الأمور، فلن تتمكن من إكمال الطريق وستتعثر لا محالة .. قال رسول الله صل الله عليه وسلم"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" [رواه أحمد وحسنه الألباني، صحيح الجامع (2246)] فَإِنَّ الْمُنْبَتّ لَا أَرْضًا ... قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى http://www.manhag.net/main/images/2.gif كيف ندعو الله تعالى باسمه الربُّ؟ ورد الدعاء بالاسم المقيد في نصوص كثيرة، كقوله تعالى { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّل مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَليم } [البقرة:127]. وأيضًا ما جاء في قوله تعالى: { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِل عَليْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلتَهُ عَلى الذِينَ مِنْ قَبْلنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلنَا مَا لا طَاقَةَ لنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلى القَوْمِ الكَافِرِينَ } [البقرة:286]. وقوله سبحانه: { وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً } [الإسراء:80] .. وقوله: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس:10]. وعن شدّاد بن أوسٍ رضى الله عنه : أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "سيِّد الاستغفار: اللهم أنتَ ربي لا إلهَ إلا أنت خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِكَ ووعدِك ما استَطعت أبُوءُ لك بنعمتك، وأبوءُ لك بذنبي فاغفِرْ لي؛ فإنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعت، إذا قال حينَ يُمسي فمات؛ دخل الجنَّة، أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حِينَ يُصبح فمات من يومِه دخل الجنَّة" [صحيح البخاري] المصادر:
|
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
جزاكم الله خيرا |
رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°
جزانا الله وإياكِ خير الجزاء أخيتي عطرتي الصفحة بمروركِ اللهم صل عل محمد وعلى آله وصحبه وسلم سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ممداد كلماته |
الرقيـــب جلَّ جلاله
الرقيـــب جلَّ جلاله مراقبة الله تعالى لخلقه مراقبة عن استعلاء وفوقية، وقدرة وصمدية، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، ملك له الملك كله، وله الحمد كله، وإليه يُرجع الأمر كله .. تصريف الأمور كلها بيديه، ومصدرها منه ومردها إليه، سبحـــانه مستو على عرشه لا تخفى عليه خافية، عالمٌ بما في نفوس عباده مطلع على السر والعلانية، يسمع ويرى، ويعطي ويمنع، ويثيب ويعاقب، ويكرم ويهين، ويخلق ويرزق، ويميت ويحيي، ويقدر ويقضي، ويدبر أمور مملكته، فمراقبته لخلقه مراقبة حفظٍ دائمة، وهيمنةٍ كاملة، وعلم وإحاطة .. المعنى اللغوي الرقيب في اللغة: فعيل بمعنى فاعل وهو الموصوف بالمراقبة، والرقابة تأتي بمعنى الحفظ والحراسة والانتظار مع الحذر والترقب. عن ابن عمر http://www.manhag.net/forum/.main/im...ady%20copy.png: أن أبا بكر http://www.manhag.net/forum/.main/im...ady%20copy.png قال: "ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ" [صحيح البخاري]، أي: احفظوه فيهم .. وقال هارون http://www.manhag.net/forum/.main/im...alam_small.png { .. إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 94] .. فالرقيب الموكل بحفظ الشيء المترصد له المتحرز عن الغفلة فيه، ورقيب القوم حارسهم، وهو الذي يشرف على مرقبة ليحرسهم، ورقيب الجيش طليعتهم، والرقيب الأمين .. وراقب الله تعالى في أمره، أي: خافه. http://www.manhag.net/main/images/2.gif ورود الاسم في القرآن الكريم ورد اسم الله الرقيب في القرآن ثلاث مرات: في قوله تعالى {.. وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]، وقوله تبارك وتعالى {.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، وقوله {.. وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52] http://www.manhag.net/main/images/2.gif معنى الاسم في حق الله تعالى الرقيب سبحانه هو المطلع على خلقه يعلم كل صغيرة وكبيرة في ملكه، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .. قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [المجادلة:7]، وقال الله http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png: { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } [الزخرف:80]. فبما ينبض قلبك؟ هل ينبض ب"لا إله إلا الله" أم قد زاغ مع سبل الشيطان؟! والله سبحانه رقيب راصد لأعمال العباد وكسبهم، عليم بالخواطر التي تدب في قلوبهم، يرى كل حركة أو سكنة في أبدانهم، ووكل ملائكته بكتابة أعمالهم وإحصاء حسناتهم وسيئاتهم، قال تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [الانفطار: 10,12]، فالملائكة تسجيل أفعال الجنان والأبدان، وقال تعالى عن تسجيلهم لقول القلب وقول اللسان: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 16,18]، وهو http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png من فوقهم رقيبٌ عليهم وعلى تدوينهم، ورقيبٌ أيضًا على أفعال الإنسان قال تعالى: { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } [يونس:61]. قال الحليمي: "الرقيب: هو الذي لا يغفل عما خلق فيلحقه نقصٌ، أو يدخل خلل من قِبَلِ غفلته عنه" [المنهاج (1:206)] قال ابن الحصار "الرقيب: المراعي أحوال المرقوب، الحافظ له جملة وتفصيلاً، المحصي لجميع أحواله" [الكتاب الأسنى (375 ب)] وقال الزجاج "الرقيــب: هو الحافظ الذي لا يغيب عمَّا يحفظه" [تفسير الأسماء (51)] قال السعدي "الرقيب: المطلع على ما أكنته الصدور، القائم على كل نفسٍ بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير" [تيسير الكريم الرحمن (1:947)] يقول ابن القيم في النونية: وَهْوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ واللَّوَا ... حِظِ كَيْفَ بالأَفْعَالِ بالأَرْكَانِ [القصيدة النونية (244)] http://www.manhag.net/main/images/2.gif حظ المؤمن من اسم الله الرقيب أولاً: مراقبة الله تعالى في سره وعلانيته .. ما معنى المراقبة؟ يقول ابن القيم "المراقبة: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق http://www.manhag.net/forum/.main/im...naho_Small.png على ظاهره وباطنه" [مدارج السالكين (2:65)].. فكلما هَفَت نفسه إلى المعصية، عَلِمَ علم اليقين أن الله البصير http://www.manhag.net/forum/.main/im...naho_Small.png مُطلعٌ على خفايا نفسه وعلى سره وجهره .. فلا يكن الله تعالى أهون الناظرين إليه. فإذا تيَّقن العبد من نظر الله تعالى إليه، تتولد لديه مراقبة لله في جميع أحواله مما يجعله يرتقي درجة عظيمة من درجات الإيمان ألا وهي درجة الإحســـان. فأول المراقبة:: علم القلب بقرب الربِّ .. قال الحارث المحاسبي: "أوائل المراقبة: علم القلب بقرب الرب http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png، والمراقبة في نفسها التي تورث صاحبها وتكمل له الاسم ويستحق أن يسمي مراقبًا: دوام علم القلب بعلم الله http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png في سكونك وحركتك، علمًا لازمًا للقلب بصفاء اليقين" [القصد الرجوع إلى الله (105)] والمراقبة درجـــــات يقول الإمام الغزالي "أعلم أن حقيقة المراقبة هي ملاحظة الرقيب وانصراف الهمم إليه، فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره يقال: أنه يراقب فلانًا ويراعى جانبه، ويعنى بهذه المراقبة حالة للقلب يثمرها نوعٌ من المعرفة وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب .. أما الحالة: فهي مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظتهإياه وانصرافه إليه وأما المعرفة: التي تثمر هذه الحالة فهو العلم بأن الله مطلع على الضمائر عالم بالسرائر، رقيب على أعمال العباد، قائم على كل نفس بما كسبت وأن سر القلب في حقه مكشوف كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشد من ذلك. فهذه المعرفة إذا صارت يقينًا، أعنى أنها خلت عن الشك ثم استولت بعد ذلك على القلب فقهرته. فرُبَّ علمٍ لا شك فيه لا يغلب على القلب، كالعلم بالموت .. فإذا استولت على القلب، استجرت القلب إلى مراعاة جانب الرقيب وصرفت همه إليه والموقنون بهذه المعرفة هم المقربون وهم ينقسمون إلى الصديقين وإلى أصحاب اليمين" [إحياء علوم الدين (4:398)] والمراقبة لمن وحد الله في اسمه الرقيب على نوعين: النوع الأول: مراقبة العبد لربِّه بالمحافظة على حدوده وشرعه واتباعه لسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم .. فعلى العبد أن يسعى لتحقيق أركان القبول في جميع أعماله، وهي: 1) الإخلاص ..فإن كان يقوم بأعمال بر ظاهرة، عليه أن يقوم بأعمال خفية عن الناس في المقابل؛ لكي يُحقق معنى الإخلاص .. قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل" [صحيح الجامع (6018)] 2) المتابعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .. بأن يتحرى السُّنَّة في عمله. فيوقن بأن الله معه من فوق عرشه يتابعه يراه ويسمعه، كما ورد من حديث عبد الله بن عباس http://www.manhag.net/forum/.main/im...ady%20copy.png أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَألت فاسْأل الله، وإذا اسْتعنتَ فاسْتعن بالله" [رواه الترمذي وصححه الألباني].. والنوع الثاني: إيمان العبد بمراقبة الله لعباده وحفظه لهم وإحصائه لكسبهم .. عن أبي هريرة http://www.manhag.net/forum/.main/im...ady%20copy.png: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ، فَقَالَ: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّاي" [صحيح مسلم].. مِنْ جَرَّاي، أي: ابتغاء وجهي. فيستشعر العبد أن الله تعالى ناظرٌ إليه حال عمله، ويرى خطارات قلبه وظاهر عمله،، http://www.manhag.net/main/images/2.gif نموذج تطبيقي للمراقبة:: إذا فرغ العبد من فريضة الصبح، ينبغي أن يفرِّغ قلبه ساعة لمشارطة نفسه .. فيقول للنفس: ما لى بضاعة إلا العمر، فإذا فني منى رأس المال وقع اليأس من التجارة، وطلب الربح، وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه، وأخرَّ أجلي، وأنعمَّ عليَّ به، ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا حتى أعمل فيه صالحاً .. هل تحب أن تلقى الله http://www.manhag.net/forum/.main/im...ajal_small.png بحالك هذا؟ أم أفضل منه؟! إن كنت تريد أن تكون أفضل مما أنت عليه الآن، لِمَ لا تتحرك وقد أمهلك الله تعالى وأمدَّ في عمرك؟! فقل لنفسك: احسبي يا نفس أنك قد توفيتِ ثمَّ رددتِ، فإياكِ أن تضيعي هذا اليوم. وينبغى أن يراقب الإنسان نفسه قبل العمل وفى العمل ..هل حركه عليه هوى النفس أو المحرك له هو الله تعالى خاصة ؟ فإن كان الله تعالى، أمضاه وإلا تركه، وهذا هو الإخلاص . قال الحسن "رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر" .. فهذه مراقبة العبد في الطاعة وهو:: أن يكون مخلصاً فيها. أما مراقبته في المعصية تكون:: بالتوبة والندم والإقلاع ..فكلما ورد الذنب على خاطره، يستعيذ بالله منه ويبعث على وجل قلبه .. فيكون دائمًا أبدًا مُنيـــب إلى ربِّ العالمين، كثيــر الرجوع إليه. ومراقبته في المباح تكون:: بمراعاة الأدب، والشكر على النعم ..فإنه لا يخلو من نعمة لابد له من الشكر عليها، ولا يخلو من بلية لابد من الصبر عليها، وكل ذلك من المراقبة .. والتوسع في المباحات يبعث على الذنب لا محالة؛ لأن النفس تطغى بذلك وهي لا تأمر بخيرٍ أبدًا. ثم تأتي مرحلة المراقبة بعد العمل .. وهي أن يكون قلبه وجلاً ألا يُقبَل عمله، وهذا من تمام المراقبة .. قال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60] http://www.manhag.net/main/images/2.gif ثـانيــــًا: حراسة الخواطر فمراقبة الله سبحانه تعالى تقتضي أن يحترس المرء من خواطره؛ لأنها نقطة البداية لأي عمل .. وذلك بألا تسبح مع خاطرك ..فلا تطلق لخيالك العنــان وتدع نفسك تشرُد في كل ما تشتهي وتتمنى .. وكلما راودتك تلك الخواطر وأحلام اليقظة، تحرَّك واشغل نفسك بأي عمل آخر: حتى لا تسبح بخيالك بعيدًا عن هدفك. ومن راقب الله في خواطره، عصمَّه الله في حركات جوارحه،، http://www.manhag.net/main/images/2.gif وفوائد المراقبة ست: 1) الفوز بالجنة والنجاة من النــار ..فإن من راقب الله http://www.manhag.net/forum/.main/im...naho_Small.png يُبلَّغ المنازل العلا. 2) أن يشمله الله بحفظه ورعايته في الدنيــا والآخرة ..كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم ".. ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" [متفق عليه] 3) الأمان من الفزع الأكبر يوم القيامة .. 4) المراقبة دليلٌ على كمال الإيمان وحُسن الإسلام .. فالمراقبة ترتقي بإيمان العبد إلى درجة الإحسان، كما ذكر النبيصلى الله عليه وسلمفي تعريف الإحسان "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" [رواه مسلم]، والمحسن أعلى درجة من المؤمن والمسلم . 5) تُثمر محبة الله تعالى ورضاه .. 6) يرزقه الله تعالى حُسن الخاتمة ..إذا راقب قلبه واستقامت أحواله في حياته. http://www.manhag.net/main/images/2.gif دعاء المسألة باسم الله الرقيب ورد دعاء المسألة بالاسم المقيد في قوله تعالى عن عيسى http://www.manhag.net/forum/.main/im...alam_small.png { فَلمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَليْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شيء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيم } [المائدة:117]. وورد في السُّنَّة المطهَّرة ..عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم "تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } .. فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }" [صحيح البخاري] وفي خطبة الحاجة ..كما ورد من حديث ابن مسعود http://www.manhag.net/forum/.main/im...ady%20copy.png قَال: علمنا رسول اللهِصلى الله عليه وسلمخطبة الحاجة: "إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِل لهُ، وَمَنْ يُضْلِل فَلاَ هَادِي لهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَليْكُمْ رَقِيبًا " [رواه أبو داوود وصححه الألباني] http://www.manhag.net/main/images/2.gif سُئِل ذو النون: بِمَ ينال العبد الجنة؟، فقال "بخمس: استقامة ليس فيها روغان، واجتهاد ليس معه سهو، ومراقبة الله تعالى في السر والعلانية، وانتظار الموت بالتأهب له ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب وقد قيل" [إحياء علوم الدين (4:398)] http://www.manhag.net/forum/.main/images/Sep_small2.png إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا ... فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ سَاعَةً ... وَلَا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيبُ ألم ترَ أن اليوم أسرع ذاهبٍ ... وأن غدًا إذًا للناظرينَ قريبُ |
تعرف على ربك (الكريم )
اسم الله تعالى الكريم من الأسماء المُحببة إلى النفوس المؤمنة، فهم متقلبون في نعيمه ليل نهار .. فلا كرم يسمو على كرمه، ولا إنعام يرقى إلى إنعامه، ولا عطاء يوازي عطاؤه .. له علو الشأن في كرمه، يعطي ما يشاء لمن يشاء كيف يشاء بسؤال وغير سؤال .. يعفو عن الذنوب ويستر العيوب .. ويجازي المؤمنين بفضله، ويمهل المعرضين ويحاسبهم بعدله .. فما أكرمه .. وما أرحمه .. وما أعظمه .. المعنى اللغوي الكريم:صفة مشبهة للموصوف بالكرم، والكرَم نقيض اللؤم .. وكَرُمَ السحــابُ:إذا جــــاء بالغيث .. والكريم: الصفوح، كثير الصفح .. وقيل لشجرة العنب: كَرمَةٌ بمعنى كريمة .. وقد يُسمى الشيء الذي له قدرٌ وخطرٌ: كريمًا، ومنه قوله سبحانه وتعالى في قصة سليمان عليه السلام {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} [النمل: 29].. جاء في تفسيره: كتابٌ جليلٌ خطيرٌ، وقيل: وصفته بذلك لأنه كان مختومًا، وقيل: كان حسن الخط، وقيل: لأنها وجدت فيه كلامًا حسنًا. قال الزجاج: الكرم سرعة إجابة النفس، كريم الخُلُق وكريم الأصل. يقول أحمد بن مسكويه في كتابه (تهذيب الأخلاق) "أما الكرم فهو إنفاق المال الكثير بسهولة من النفس في الأمور الجليلة القدر الكثيرة النفع كما ينبغي" [تهذيب الأخلاق (1:7)].. ويقول الإمام الغزالي "وأما الكرم فالتبرع بالمعروف قبل السؤال والإطعام في المحل والرأفة بالسائل مع بذل النائل" [إحياء علوم الدين (3:246)].. والكرم السعة والعظمة والشرف والعزة والسخاء عند العطاء. وروده في القرآن ورد اسم الله تعالى الكريم ثلاث مرات .. في قوله تعالى {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 116] وقول الله عزَّ وجلَّ { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الإنفطار: 6] .. وقوله تعالى {.. وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40] وورد اسمه تعالى الأكرم في قوله { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق: 3].. وهي من أوائل السور التي نزلت في مفتتح البعثة، فكان ميثاق التعرُّف بين الله سبحانه وتعالى ونبيهصل الله عليه وسلممن خلال اسمه الأكرم .. لأن الكرم كان من أبلغ المناقب عند العرب، والله سبحانه وتعالى أكرم من كل ما تتصور. معنى الاسم في حق الله تعالى يقول الغزالي "الكريم: هو الذي إذا قدر عفا وإذا وعد وفى .. وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى .. وإن رُفِعَت حاجةٌ إلى غيره لا يرضى .. وإذا جُفِيَ عاتب وما استقصى .. ولا يضيع من لاذ به والتجأ، ويغنيه عن الوسائل والشفعاء .. فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكلُّف، فهو الكريم المطلق وذلك لله سبحانه وتعالى فقط " [المقصد الأسنى (1:117)] فالكريم هو كثير الخير، الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه .. الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل .. فالكريم اسم جامعٌ لكل ما يُحمد .. وقد أورد ابن العربي ستة عشر قولاً في معنى اسمه تعالى الكريم، وهي: 1) الذي يعطي لا لعوض .. 2) الذي يعطي بغير سبب .. 3) الذي لا يحتاج إلى الوسيلة .. 4) الذي لا يبالي من أعطى ولا من يُحسَن إليه ..كان مؤمنًا أو كافرًا، مُقرًا أو جاحدًا .. لولا كرمهُ ما سقى كافر شربة ماء. 5) الذي يُستبشر بقبول عطائه ويُسرُّ به. 6) الذي يعطي ويثني ..كما فعل بأوليائه حبَّبَ إليهم الإيمان وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، ثم قال { .. أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (*) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحجرات: 7,8] يُحكى أنَّ الجُنيد سَمِعَ رجلاً يقرأ {.. إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44].. فقال: سبحـــان الله ! أعطى وأثنى .. فالله تعالى هو الذي وهب عبده أيوب عليه السلام الصبر، ثمَّ مدحه به وأثنى. 7) الذي يَعُمُّ عطاؤه المحتاجين وغيرهم. 8) الذي يُعطي من يلومه .. فيعطي العبد برغم إساءته للأدب مع ربِّه سبحانه وتعالى. 9) يُعطي قبل السؤال ..قال تعالى { وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34] 10) يُعطي بالتعرُّض .. 11) الذي إذا قَدَرَ عفى .. 12) الذي إذا وَعَدَ وفَّى .. 13) الذي تُرفَع إليه كل حاجة صغيرة كانت أو كبيرة .. 14) الذي لا يُضيع من توسَّل إليه ولا يترك من التجأ إليه .. عن سلمان رضى الله عنه قال: قال رسول اللهصل الله عليه وسلم "إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين" [رواه أبو داود وصححه الألباني] 15) الذي لا يُعاتب .. 16) الذي لا يُعاقب .. الفرق بين الكرم والجود .. الجود:هو صفة ذاتية للجواد، ولا يستحق بالاستحقاق ولا بالسؤال. والكرم:مسبوق باستحقاق السائل والسؤال منه. [كتاب الكليات (1:545)] أما معنى اسم الله تعالى الأكرم الأكرم:اسم دل على المفاضلة في الكرم، فعله: كرم يكرم كرما، والأكرم هو الأحسن والأنفس والأوسع، والأعظم والأشرف، والأعلى من غيره في كل وصف كمال، قال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات:13] الفرق بين الكريم والأكرم والأكرم سبحانه هو الذي لا يوازيه كرم ولا يعادله في كرمه نظير، وقد يكون الأكرم بمعنى الكريم .. لكن الفرق بين الكريم والأكرم: أن الكريم .. دل على الصفة الذاتية والفعلية معًا، كدلالته على معاني الحسب والعظمة والسعة والعزة والعلو والرفعة وغير ذلك من صفات الذات، وأيضًا دل على صفات الفعل فهو الذي يصفح عن الذنوب، ولا يمُنُ إذا أعطى فيكدر العطية بالمن .. وهو الذي تعددت نعمه على عباده بحيث لا تحصى وهذا كمال وجمال في الكرم. أما الأكرم ..فهو المنفرد بكل ما سبق في أنواع الكرم الذاتي والفعلي، فهو سبحانه أكرم الأكرمين له العلو المطلق على خلقه في عظمة الوصف وحسنه، ومن ثم له جلال الشأن في كرمه وهو جمال الكمال وكمال الجمال. حظ المؤمن من اسم الله تعالى الكريـــم الأكرم 1) أن يظهر على العبد أثر النعمة .. عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت رسول الله صل الله عليه وسلم وعليَّ ثوب دون، فقال لي "ألك مال؟"، قلت: نعم . قال "من أي المال؟"، قلت: من كل المال قد أعطاني الله من الإبل والبقر والخيل والرقيق. قال "فإذا آتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته" [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني] 2) إكرام النـــاس .. قالصل الله عليه وسلم "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" [حسنه الألباني، صحيح الجامع (269)] .. إذا كنت تُحب أن يعاملك الله الكريم، بكرمه وجوده وفضله وإنعامه، فعليك أن تُكرم النــاس في معاملاتك وأخلاقك.والاهتمام بإكرام الضيف والجــار على الأخص .. لأن النبيصل الله عليه وسلمقال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه" [متفق عليه].. وقالصل الله عليه وسلم "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" [رواه أحمد وصححه الألباني] فبإكرامك لضيفك وجارك، يزدد إيمانك وترتفع درجتك عند الله سبحانه وتعالى،، 3) أن يعلم أن الإكرام بالنعمة إبتلاء، يستوجب الشكر والطاعة .. لا كما يظن البعض أنها دليل حبٍ ورضــا .. يقول الله تعالى { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (*) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (*) كَلَّا ..} [الفجر: 15,17] فالله سبحانه وتعالى يبتلينا بالخير والشر، وحق الخير شكره وحق الشر الصبر عليه. وعن أبي هريرة أن الرسولصل الله عليه وسلمقال "فيلقى العبد فيقول: أي فُل (فلان) ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟، فيقول: بلى، قال: أفظننت أنك ملاقيَّ ؟ فيقول لا فيقول فإني قد أنساك كما نسيتني" [رواه مسلم] والإكرام الحقيقي هو إكرام الله للعبد بالتوفيق للطاعة واليقين والإيمان .. قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات:13] 4) كثرة فعل الخيـــرات .. لأن من معاني اسمه تعالى الكريم أنه كثيـــر الخير، فعلى العبد أن يبذل الخيـــر للناس .. بأن يُكثر من الصدقات عن طيب نفس .. من نفقة على مسكين وفقير، وسعي على أرملة، سقي الظمآن، وإغاثة اللهفان، وحتى ذكر الله سبحانه وتعالى صدقة. 5) كرم الأخلاق .. إذا أردت أن يكرمك الله، كن كريم الأخلاق .. قال رسول اللهصل الله عليه وسلم "إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها" [صحيح الجامع (1801)] عن أبي هريرة رضى الله عنه: عن النبيصل الله عليه وسلمقال "من كان هينا لينًا قريبًا حرمه الله على النار" [رواه الحاكم وصححه الألباني] 6) التعزز عن سفاسف الأمور وعدم التذلل لأحد .. فالكريم هو الذي له خطر وقدر، فتعالى عن سفاسف الأمور ولا تذل لمال أو جــاه أو شهوة .. فكن على طاعة الله وابتعد عن مخالفته، تكن كريمًا في الأرض ويَعظُم شأنك .. أما المعصية فهي سبب ذُلَك وشؤمك .. قال رسول اللهصل الله عليه وسلم ".. وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم" [صحيح الجامع (2831)] 7) التخليـــة والتصفيــة .. لأن الكريم معناه: المُنزه عن النقائص والآفــات .. فعليك أن تسعى في تربية وتهذيب نفسك؛ لإنك لن تكون كريمًا عند الله وأنت مليء بالنقائص والعيــوب. 8) لا تجعل الله أهون الناظرين إليـــك .. قال تعالى {.. وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18] 9) اللوذ واللُجأ بالكريــم عن الكُربــــات .. عن ابن عباس: أن رسول اللهصل الله عليه وسلمكان يقول عند الكرب "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم" [متفق عليه] فلُذ بربِّك الكريـــم، يُفرج كربك،، 10) إكرام القرآن .. قال تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة: 77].. فأكرم كتاب الله الكريم قراءةً وتدبرًا وعملاً؛ لكي تكون كريمًا عند ربِّ العالمين. الدعاء باسمي الله تعالى الكريم الأكرم منه: دعـــاء ليلة القدر ..عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟، قال: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" [رواه الترمذي وصححه الألباني] وورد الدعاء باسمه الأكرم ..عن ابن مسعود رضى اللهعنه: أنه كان يدعو في السعي: "اللهمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ"، وفي رواية: "اللهمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمُ وَأَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ، اللهمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، وقال الألباني: "وإن دعا في السعي بقوله: رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم فلا بأس لثبوته عن جمع من السلف" [مناسك الحج والعمرة (26)] ومما ورد في الدعاء بالوصف ..ما رواه مسلم من حديث عوف بن مالك رضى الله عنه أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِصل الله عليه وسلميُصَلِّي عَلَى مَيِّتٍ فَسَمِعْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: "اللهُمَّ اغفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكرِمْ نُزُلَهُ، وَأَوْسِعْ مُدْخَلهُ، وَاغسِلهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ" [صحيح مسلم] المصادر:
|
الساعة الآن : 02:01 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour