الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
http://twq3.files.wordpress.com/2010...111958ky1a.gif
سمعت أن كلمة الديمقراطية مستقاة من الإسلام ، فهل هذا صحيح ؟ وما حكم الترويج للديمقراطية ؟ الحمد لله أولاً: الديمقراطية ليست كلمة عربية ، بل هي مشتقة من اليونانية ، وهي مجموعة من كلمتين : الأولى : Demos ( ديموس ) ، وتعني : عامة الناس ، أو الشعب ، والثانية : Kratia ( كراتيا ) ، وتعني : حكم ، فيصبح معناها : حكم عامة الناس ، أو : حكم الشعب . ثانياً: الديمقراطية نظام مخالف للإسلام ؛ حيث يجعل سلطة التشريع للشعب ، أو من ينوب عنهم (كأعضاء البرلمان) ، وعليه : فيكون الحكم فيه لغير الله تعالى ، بل للشعب ، ونوابه ، والعبرة ليست بإجماعهم ، بل بالأكثرية ، ويصبح اتفاق الأغلبية قوانين ملزمة للأمة ، ولو كانت مخالفة للفطرة ، والدين ، والعقل ، ففي هذه النظم تم تشريع الإجهاض ، وزواج المثليين ، والفوائد الربوية ، وإلغاء الأحكام الشرعية ، وإباحة الزنا وشرب الخمر ، بل بهذا النظام يحارب الإسلام ويحارب المتمسكين به . وقد أخبر الله تعالى فيه كتابه أن الحكم له وحده ، وأنه أحكم الحاكمين ، ونهى أن يُشرك به أحد في حكمه ، وأخبر أن لا أحد أحسن منه حكماً . قال الله تعالى : ( فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) غافر/12 ، وقال تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40 ، وقال تعالى : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) التين/8 ، وقال تعالى : ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ) الكهف/26 ، وقال تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة/50 . والله عز وجل هو خالق الخلق ، وهو يعلم ما يَصلح لهم وما يُصلحهم من أحكام ، والبشر يتفاوتون في العقول والأخلاق والعادات ، وهم يجهلون ما يصلح لهم فضلا أن يكونوا على علم بما يَصلح لغيرهم ، ولذا فإن المجتمعات التي حكمها الشعب في التشريعات والقوانين لم يُر فيها إلا الفساد ، وانحلال الأخلاق ، وتفسخ المجتمعات . مع التنبيه على أن هذا النظام تحول في كثير من الدول إلى صورة لا حقيقة لها ، ومجرد شعارات يُخدع بها الناس ، وإنما الحاكم الفعلي هو رأس الدولة وأعدائه ، والشعب مقهور مغلوب على أمره . ولا أدل على ذلك من أن هذه الديمقراطية إذا أتت بما لا يهواه الحكام داسوها بأقدامهم ، ووقائعُ تزوير الانتخابات وكبت الحريات وتكميم أفواه من يتكلمون بالحق : حقائقُ يعلمها الجميع ، لا تحتاج إلى استدلال . وليس يصلح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل جاء في " موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة " ( 2 / 1066 ) : "ديمقراطية نيابية : أحد مظاهر النظم الديمقراطية التي يمارس فيها الشعب مظاهر السيادة بواسطة مجلس منتخب من نواب من الشعب ، وفيها يحتفظ الشعب بحق التدخل المباشر لممارسة بعض مظاهر السيادة عن طريق وسائل مختلفة ، أهمها : 1. حق الاقتراع الشعبي : بأن يقوم عدد من أفراد الشعب بوضع مشروع للقانون مجملاً أو مفصَّلاً ، ثم يناقشه المجلس النيابي ويصوِّت عليه . 2. حق الاستفتاء الشعبي : بأن يُعرض القانون بعد إقرار البرلمان له على الشعب ليقول كلمته فيه . 3. حق الاعتراض الشعبي : وهو حق لعدد من الناخبين يحدده الدستور للاعتراض في خلال مدة معينة من صدوره ، ويترتب على ذلك عرضه على الشعب في استفتاء عام ، فإن وافق عليه نُفِّذ… وإلا بطل ، وبه تأخذ معظم الدساتير المعاصرة . ولا شك في أن النظم الديمقراطية أحد صور الشرك الحديثة في الطاعة والانقياد أو في التشريع ، حيث تُلغى سيادة الخالق سبحانه وتعالى وحقه في التشريع المطلق ، وتجعلها من حقوق المخلوقين ، والله تعالى يقول : ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40 ، ويقول تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) الأنعام/57 " انتهى . ثالثاً : يظن كثير من الناس ، أن لفظ " الديمقراطية " يعني : الحرية ! وهذا ظن فاسد ، وإن كانت الحرية هي إحدى إفرازات " الديمقراطية " ، ونعني بالحرية هنا : حرية الاعتقاد ، وحرية التفسخ في الأخلاق ، وحرية إبداء الرأي ، وهذه أيضا لها مفاسد كثيرة على المجتمعات الإسلامية ، حتى وصل الأمر إلى الطعن في الرسل والرسالات ، وفي القرآن والصحابة ، بحجة " حرية الرأي " ، وسُمح بالتبرج والسفور ونشر الصور والأفلام الهابطة بحجة الحرية ، وهكذا في سلسلة طويلة ، كلها تساهم في إفساد الأمة ، خلقيّاً ، ودينيّاً. وحتى تلك الحرية التي تنادي بها الدول من خلال نظام الديمقراطية ليست على إطلاقها ، فنرى الهوى والمصلحة في تقييد تلك الحريات ، ففي الوقت الذي تسمح نظمهم بالطعن في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ، بحجة حرية الرأي : نجد منع هذه الحرية في مثل الكلام عن " محرقة النازيين لليهود " ! بل يتم تجريم وسجن من ينكر هذه المحرقة ، مع أنها قضية تاريخية قابلة للإنكار . وإذا كان هؤلاء دعاة حرية : فلماذا لم يتركوا الشعوب الإسلامية تختار مصيرها ودينها ؟! ولماذا قاموا باستعمار بلدانهم وساهموا في تغيير دينهم ومعتقدهم ؟ وأين هذه الحريات من مذابح الإيطاليين للشعب الليبي ، ومن مذابح الفرنسيين للشعب الجزائري ، ومن مذابح البريطانيين للشعب المصري ، ومن مذابح الأمريكان للشعبين الأفغاني والعراقي ؟! والحرية عند أدعيائها يمكن أن تصطدم بأشياء تقيدها ، ومنها : 1. القانون ، فليس للإنسان مطلق الحرية أن يسير في عكس اتجاه السير في الشارع ، ولا أن يفتح محلا من غير ترخيص ، ولو قال " أنا حر " لم يلتفت له أحد . 2. العرف ، فلا تستطيع امرأة عندهم – مثلاً – أن تذهب لبيت عزاء وهي تلبس ملابس البحر ! ولو قالت " أنا حرَّة " لاحتقرها الناس ، ولطردوها ؛ لأن هذا مخالف للعرف . 3. الذوق العام ، فلا يستطيع أحد منهم – مثلاً – أن يأكل ويخرج ريحاً أمام الناس ! بل ولا أن يتجشأ ! ويحتقره الناس ولو قال إنه حر . ونقول بعد هذا : لماذا لا يكون لديننا أن يقيِّد حرياتنا ، مثل ما قُيدت حرياتهم بأشياء لا يستطيعون إنكارها ؟! ولا شك أن ما جاء به الدين هو الذي فيه الخير والصلاح للناس ، فأن تمنع المرأة من التبرج ، وأن يمنع الناس من شرب الخمر ، وأكل الخنزير ، وغير ذلك : كله لهم فيه مصالح ، لأبدانهم ، وعقولهم ، وحياتهم ، ولكنهم يرفضون ما يقيِّد حرياتهم إن جاء الأمر من الدين ، ويقولون " سمعنا وأطعنا " إن جاءهم الأمر من بشرٍ مثلهم ، أو من قانون ! رابعاً : ويظن بعض الناس أن لفظ " الديمقراطية " يعادل " الشورى " في الإسلام ! وهذا ظن فاسد من وجوه كثيرة ، منها : 1. أن الشورى تكون في الأمور المستحدثة ، أو النازلة ، وفي الشؤون التي لا يفصل فيها نص من القرآن أو السنَّة ، وأما " حكم الشعب " فهو يناقش قطعيات الدين ، فيرفض تحريم الحرام ، ويحرِّم ما أباحه الله أو أوجبه ، فالخمور أبيح بيعها بتلك القوانين ، والزنا والربا كذلك ، وضيِّق على المؤسسات الإسلامية وعلى عمل الدعاة إلى الله بتلك القوانين ، وهذا فيه مضادة للشريعة ، وأين هذا من الشورى ؟! 2. مجلس الشورى يتكون من أناسٍ على درجة من الفقه والعلم والفهم والوعي والأخلاق ، فلا يُشاور مفسد ولا أحمق ، فضلاً عن كافر أو ملحد ، وأما مجالس النيابة الديمقراطية : فإنه لا اعتبار لكل ما سبق ، فقد يتولى النيابة كافر ، أو مفسد ، أو أحمق ، وأين هذا من الشورى في الإسلام ؟! . 3. الشورى غير ملزمة للحاكم ، فقد يقدِّم الحاكم رأي واحدٍ من المجلس قويت حجته ، ورأى سداد رأيه على باقي رأي أهل المجلس ، بينما في الديمقراطية النيابية يصبح اتفاق الأغلبية قانوناً ملزماً للناس . إذا عُلم هذا فالواجب على المسلمين الاعتزاز بدينهم ، والثقة بأحكام ربهم أنها تُصلح لهم دنياهم وأخراهم ، والتبرؤ من النظم التي تخالف شرع الله . وعلى جميع المسلمين – حكَّاماً ومحكومين – أن يلتزموا بشرع الله تعالى في جميع شؤونهم ، ولا يحل لأحدٍ أن يتبنى نظاماً أو منهجاً غير الإسلام ، ومن مقتضى رضاهم بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولاً أن يلتزم المسلمون بالإسلام ظاهراً وباطناً ، وأن يعظموا شرع الله ، وأن يتبعوا سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم . نسأل الله أن يعزنا بالإسلام ، وأن يرد كيد الخائنين . والله أعلم http://www.b7or-7wa.com/up/uploads/i...b2f2223b6f.gif |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
جزاكم الله خيراً
|
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
بارك الله فيكي اختي الكريمة على موضوعك الطيب |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
اقتباس:
شكرا جزيلا لك |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
سامحوني بس انا بعرف اسمها الديموظراطية |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
يظن كثير من الناس ، أن لفظ " الديمقراطية " يعني : الحرية ! وهذا ظن فاسد ، وإن كانت الحرية هي إحدى إفرازات " الديمقراطية " ، ونعني بالحرية هنا : حرية الاعتقاد ، وحرية التفسخ في الأخلاق ، وحرية إبداء الرأي ، وهذه أيضا لها مفاسد كثيرة على المجتمعات الإسلامية ، حتى وصل الأمر إلى الطعن في الرسل والرسالات ، وفي القرآن والصحابة ، بحجة " حرية الرأي " ، وسُمح بالتبرج والسفور ونشر الصور والأفلام الهابطة
عن راي؟؟ بحجة الحرية الديمقراطيه اللي الغرب يقصدونها تناسب اخلاقياتهم وهي بعيده كل البعد عن دين الاسلام فهي استلاب الحقوق بمظلة الامم المتحده فهي تعدي على حريات الدينيه فهي نشر الافلام الاباحيه فهي حريه المراة في النوادي الليليه اذا هي تناسبهم وبكل اشكالها فلا تناسب الدين الاسلامي بتاتا شكرا لك اخيتي ويبارك بعمرك بحفظ الرحمن |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
جزاكم الله خيرا
|
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
اقتباس:
بوركت أخي الكريم ووفقت دائما |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
اقتباس:
زادك الله من فضله وأنار بصيرتك وزادك علما |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
اقتباس:
شكرا لك |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيتي اعذريني على ما سوف اقوله اختي .... تبــــــــــاً للسياسه ولا اهل السياسه ما وصلنى اليه اليوم من مشاكل وهموم وفقر كلها تنطوي تحت مسمى السياسه كل هذا الاسماء غربية لا تمد للاسلام باي صله سوى التفرقه بين الاخوة وهذا ما نشاهده في الساحه العربية الاسلاميه اخيتي ... من اراد الصلاح فعليه بكتاب الله وسنة حبيبه محمد صلى الله وعليه وسلم تحياتي لك ولشخصكم الكريم صحونا من استبداد الدكتاتوريه لزعمانا النائمون علينا ان نصحو الان من دكتاتورية الغرب كيف ما كان مسمياتها المعروفه التى ضيعتنى .... عن ديننا الغالي الذي هو منهج اهل الارض كافه بدون تحديد وهم يعلمون هذا فادخولنى في الصراعات الغبية التى تخمنى بها |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
اقتباس:
نعم صدقت أختي الغالية وسأختصر كلامك في بضع كلمات إننا ما وصلنا إلى ما نحن عليه إلا لابتعادنا عن مبادئ ديننا وتشبهنا وتقليدنا الأعمى للغرب وسماحنا بأن يسوقوا عندنا لن أقول مفاهمهم بل مفاسدهم لانهم اعطونا ما هو فاسد وقبلنا به وأخدوا منا ما هو صالح وعملوا به في الوقت الذي تخلينا نحن عنه بارك الله بك ونسأل الله أن يخرج من أمتنا هذه أقواما تنصر هذا الدين من جديد شكرا لك اختي على الرد الراقي |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
عفوا أخيتي تعقيب ان سمحت لي كلامك جميل لكن ما الحل من وجهة نظرك ان امكن !؟ وما السبب لما حصل لسياستنا العربيه الفاشله ؟ وهل هناك امل بمولد يوم جديد :) ؟ ملاحظة اخيتي .... انا اخوكِ القلب الحزين وليس ما اخطأ قلمك بكتابته :_11: كل احـتـــــــــــــرامي لكِ ... اخوك في الله القلب الحزين |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
اقتباس:
ولأرد على سؤالك أخي سأقول بأن الحل هو نفسه السبب الذي جعلنا نصل لما وصلنا إليه اليوم من انحطاط وتراجع وتخلف وتأخر السبب هو تخلينا عن الحكم بما شرعه الله واتباع الغرب اتباعا أعمى حتى في السياسة متى وصلنا للقمة ؟؟ أليس عندما كان القرآن والسنة هو منهج الحكام ؟؟ وتراجعنا للحضيض عندما تخلينا عنها ولا حل سوى الرجوع إليها ولا أقصد هنا الحكام فقط بل الشعوب أيضا عندما ينصلح حال الجميع وتكون إرادة قوية للإصلاح بدءا بالنفس لا بد أن نرجع للسيادة لابد أن ترفع راية الإسلام ودائما هناك أمل أخي في غد مشرق نسأل الله أن يكون قريبا وان يجعلنا ممن يشهده ويعيشه ونكون ممن لهم يدا ولو بشيئ بسيط في تحقيقه بارك الله بك أخي ولك احترامي وتقديري |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
تأتي الديمظراطية (( سامحوني على التعبير )) نتيجة تفشي الخُرية في الشعوب المُخدرة من حشيشة العلمانية والله اعلم انتهت المشاركة |
رد: الديمقراطية ومفهومها في الإسلام
اقتباس:
بارك الله بك أخي وشكرا على ردك الطيب |
| الساعة الآن : 11:37 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour