ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=41)
-   -   من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=255945)

ابوالوليد المسلم 29-02-2024 10:18 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(121)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

من عظيم قدره صلى الله عليه وسلم عند ربه

وجوب قطع الصلاة لإجابة ندائه

عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وهو قائم يصلي، فصاح به، فقال: "تعال يا أبي"، فعجل أبي في صلاته، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟ أليس الله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، "قال أبي: لا جرم يا رسول الله، لا تدعوني إلا أجبتك، وإن كنت مصليًا، قال: "أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها؟ "فقال أبي: نعم يا رسول الله، فقال: "لا تخرج من باب المسجد حتى تعلمها"، والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي يريد أن يخرج من المسجد، فلما بلغ الباب ليخرج، قال له أبي: السورة يا رسول الله؟ فوقف، فقال: "نعم، كيف تقرأ في صلاتك؟ "فقرأ أبي أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها، وإنما لهي السبع المثاني التي آتاني الله عز وجل"؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.

وفي رواية عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على أُبي بن كعب وهو يصلِّي، فناداه، فالتفتَ أبي، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، قال: ((وعليك السلام، ما منعك أي أُبي إذ دعوتُك ألا تجيبني؟))، فقال: يا رسول الله، كنتُ في الصلاة، قال: ((أوَليس تجد في كتاب الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، قال: بلى بأبي أنت وأمِّي، قال أُبي: لا أعود إن شاء الله" صحيح ابن خزيمة - حديث رقم (861).




ابوالوليد المسلم 29-02-2024 10:20 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(122)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة الأحزاب وكأنك معهم


كانت المدينة المنورة دولةَ الإسلام حينئذٍ؛ ومساحتها عشرات الكيلومترات فقط، وما حولها كانت قبائل عربية لم تدخل الإسلام، بل المدينة نفسها يوجد فيها بقية باقية من اليهود وهم يهود بني قريظة، والمنافقون ما زالت لهم شوكة فيها.

المهم كانت مساحة دولة محمد صلى الله عليه وسلم صغيرة جدًّا، وفيها أعداء له.

فإذا بجيوش الأحزاب تأتي مُدجَّجة بالسلاح، والفرسان عددُهم أضعاف جيش النبي صلى الله عليه وسلم.

فاحتاج النبي صلى الله عليه وسلم أن يحفِرَ خندقًا في وسط مزارع المدينة المنورة من جهة الشمال؛ أي إنه أبقى أجزاء كثيرة من أملاك أهل المدينة ينزل فيها جيش الأحزاب، بل بَقِيَتْ قرى خارج الخندق نزل فيها جيش المشركين، والتجأ أهلها داخل المدينة.

وبينما الحصار يشتد، والمؤونة تقل، والخوف يزداد، يظهر فريق المخذِّلين داخل المدينة المنورة وهم المنافقون، فيزيدون في عناء أهل الإسلام، ثم اشتد أكثر حينما غدر بنو قريظة بالمسلمين، فتحالفوا مع المشركين، واتفقوا على دخول المدينة من جهتهم.

في هذه الحال صار الخندق الذي تعب في حفره المسلمون أيما تعب لا يحمي إلا جهة من المدينة، والجهة الأخرى صارت مع العدو، يسهل اقتحامها.

ففي هذا الوضع وصف الله حال المسلمين بالمدينة المنورة: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 10، 11].

بنو قريظة من أعلى المدينة، وجيش الأحزاب من النواحي الأخرى، فظن بعض المسلمين أنها النهاية لهم ولذرياتهم: ﴿ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾ [الأحزاب: 10].

وانشغل النبي صلى الله عليه وسلم بردِّ هجمات المشركين المتواصلة، حتى شُغِلَ عن صلاة العصر، فلم يصلِّها إلا بعد غروب الشمس، وتيقن المنافقون بالنهاية لأهل الإسلام، فظهر النفاق علنيًّا منهم، وتيقن الأحزاب واليهود أنها الضربة الأخيرة والقاضية على أهل الإسلام، فكأنهم يعيشون لحظات القضاء على المسلمين وأسْرِ بعضهم؛ حيث لا يوجد لأهل الإسلام مدد من مال أو رجال أو عتاد أو غذاء، فليس في الأرض جماعة تواليهم، ولا دولة تناصرهم، بل الكل يترقب النهاية لمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، وأطفالهم ونسائهم.

والجيوش الكافرة المحيطة بالمدينة التي قدمت من مسافات طويلة متلهِّفة للانتقام والفعل بأهل الإسلام الأفاعيل الشنيعة.

فكأنهم يَرَون محمدًا صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وعثمان وعليًّا، وسادات المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، منهم المجندل المقتول، ومنهم الأسير يذِلُّونه ذُلًّا يتمنى معه الموت.

فانقطعت كل حسابات التقدير العسكري الدنيوي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والجوع اشتد عليهم وعلى ذراريهم وأطفالهم.

حينها حينها جاء المدد الرباني الذي لا يُغلَب، والجند الملائكي الذي لا يُكسَر، وجاءت الريح على المشركين، وتفرَّق أمر الأحزاب، واختلفوا فيما بينهم، وتفرقوا إلى غير اجتماع للأبد، ودخلت الشكوك بينهم؛ فانهزموا وولَّوا مدبرين مسرعين إلى ديارهم، وانكشفت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشدُّ ضائقة مرت بهم.

فكان الحال كما وصف الله تعالى: ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25]، قويٌّ لا يُغلَب، عزيز لا يُغالَب.

تأملوا، لم ينالوا أي خير، ولو حبة خردل: ﴿ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ﴾، مع أنهم حشدوا حشدًا لم يبلغوه من قبل، وبذلوا فيه أموالًا طائلة، فعشرة آلاف مقاتل حُشدوا من مكة وما حولها من الأقاليم، بُذلت لهم أموال طائلة، فقد مكثوا في التجميع والذهاب والإياب والقعود حول المدينة شهرين، طعامهم وشرابهم يوفره لهم زعماء الحرب، فبذلوا جهدًا كبيرًا، ولم يزدهم ذلك إلا شتاتًا.

بل ضاع كل ذلك الجهد للأبد، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال بعد جلائهم عن المدينة المنورة: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا)).

وترك المشركون بني قريظة يواجهون جيش محمد صلى الله عليه وسلم فسار إليهم بعد إرهاق حصار الأحزاب الذي استمر شهرًا كاملًا، ولم يضع سلاحه.

فحاصرهم وأنزلهم على حكم الله الذي قضاه فاستأصل شأفتهم، ففعل بهم بعض ما كانوا يريدون أن يفعلوه بأهل الإسلام؛ حكمَ الله العَدْلِ من فوق سبع سماوات.

فكسب المسلمون بعدها أرضًا لليهود كانت تحوك عليهم المؤامرات، وزاد الله أهل الإسلام قوة وغناء، وما هي إلا ثلاث سنوات وصارت جزيرة العرب خاضعة للمدينة المنورة، التي كانت لا تشكل من مساحة جزيرة العرب واحدًا من ألفٍ (1 من 1000)، وإذا بملوك اليمن وعمان يأتون يبايعون مَن كانت تشكِّل دولته جزءًا من دولهم الكبيرة.

فالتمكين الأكبر قبله تمحيص شديد وبلاء عظيم، وكلما كان البلاء كبيرًا، كان التمكين بعده أكبر وأكثر.




ابوالوليد المسلم 16-04-2024 04:16 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(123)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

من دلائل نبوته إخباره بتغير نمط الحياة في آخر الزمان

عن عبد اللهبن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البُخت العجاف، الْعَنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات، لو كانت وراءكم أمةٌ من الأمم لخدمهنَّ نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم)؛ إسناده حسن[1].

وعن على بن أبي طالب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف بكم إذا غدا أحدكم في حُلةٍ وراح في حلة، ووُضعت صحفة ورُفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة)، قالوا: (يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونُكفى المؤنة، فقال عليه الصلاة والسلام: لأنتم اليوم خيرٌ منكم يومئذ)؛ إسناده حسن[2].

وعن أبي جحيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستُفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة)؛ إسناده صحيح[3].

[1] أخرجه أحمد (2/ 223) وابن حبان في " صحيحه " (1454 -موارد) و الطبراني في " الصغير " (232 - هند) و"الأوسط" رقم 9485 ، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 6/ 411 .
وفي رواية للحاكم بلفظ (سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب مساجدهم) ... الخ قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

[2] أخرجه الترمذي 2607، وقال الترمذي: هذا الحديث حسن غريب، وقال عنه الهيثمي في المجمع (10/ 317): روى الترمذي بعضه، ورواه أبو يعلى، وفيه راوٍ لم يُسم، وبقية رجاله ثقات، وصححه الهيثمي أيضًا في المجمع (10/ 226).

[3] وحديث أبي جحيفة ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 226)، وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وأورده الألباني في صحيح الجامع (3614).






ابوالوليد المسلم 16-04-2024 04:18 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(124)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

من دلائل نبوته إخباره بتغير أنظمة الحكم عبر تاريخ المسلمين

عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًّا، فتكون ما شاء الله أن تكون، فيرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريًّا، فيكون ما شاء الله أن تكون، فيرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"، ثم سكت؛ سنده حسن [1].

[1] أخرجه أحمد في مسنده، وقال الهيثمي في المجمع 192/5؛ رواه أحمد والبزار أتم منه، والطبراني ببعضه في الأوسط ورجاله ثقات، وذكره الألباني في الصحيحة، حديث رقم (5).




ابوالوليد المسلم 16-04-2024 04:21 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(125)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

من دلائل نبوته:

إخباره بتقليد المسلمين لليهود والنصارى


عن ابن عباس قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتركبُنَّ سَنن من قبلكم، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضبٍّ لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع أمه بالطريق لفعلتموه"؛ إسناده صحيح[1].

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعُنَّ سنن من قبلكم، شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)، قيل: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن؟)؛ أخرجه البخاري في صحيحه.

[1] أخرجه الحاكم في مستدركه 45/4 وصححه ووافقه الذهبي، وقال أحد الباحثين: قال الألباني رحمه الله قال لفظ: ((أمه))، وقع في كل المصادر ووقع في مستدرك الحاكم ((امرأته))، وهو خطأ من أحد رواته أو نُساخه، الصحيحة 1348، وبين أن يصحح هذا في صحيح الجامع 5067 ((أمه)) بدلًا من ((امرأته)).





ابوالوليد المسلم 16-04-2024 04:23 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(126)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

من دلائل نبوته إخباره بكثرة الحروب بين المسلمين في آخر الزمان

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة الهرج.. ليس بقتل المشركين ولكن بقتل بعضكم بعضًا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته)، فقال بعض القوم: يا رسول الله، ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا.. تُنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف هباءٌ من الناس لا عقول لهم)؛ أخرجه البخاري في صحيحه برقم 6037، ومسلم في صحيحه رقم 157.



ابوالوليد المسلم 16-04-2024 04:24 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(127)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

شذرات من دلائل نبوته في شفاء المرضى على يديه


عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه أنه قاتل يوم أحد، فأصابه سهمٌ أخرج إحدى عينيه من مكانها، فسعى إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يحملها في يده، فأخذها – صلى الله عليه وسلم – وأعادها إلى موضعها ودعا له، فعادت إلى طبيعتها، وكانت أجمل عينيه وأقواهما إبصارًا)؛ رواه الإمام الطبراني، وصحَّحه أبو عوانة، وقوَّاه الألباني.

عن يزيد بن أبي عبيد قال: "رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة"؛ رواه البخاري.

عن عبد الله بن عتيك رضي الله عنه حينما أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - لقتل أبي رافع اليهودي، فانكسرت ساقه أثناء تلك المهمة، فطلب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبسط قدمه، فمسح عليها، فجبر الكسر الذي أصابه واستطاع أن يمشي عليها من لحظته)؛ القصة رواها الإمام البخاري.

عن السائب بن يزيد رضي الله عنه كان يشكو من وجع، فمسح النبي - صلى الله عليه وسلم – على رأسه ودعا له بالبركة، ثم توضَّأ فشرب السائب من وضوئه، فزال عنه الألم)؛ رواه البخاري.

ويذكر المؤرِّخون أن السائب بن يزيد طال عمره حتى زاد عن التسعين عامًا وهو محتفظ بصحَّته ولم تظهر عليه آثار الشيخوخة، وذلك ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم.

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه مرض مرضًا شديدًا ألزَمه الفراش حتى لم يعد يميز من حوله، فزاره النبي - صلى الله عليه وسلم - بصحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ودعا عليه الصلاة والسلام بماء فتوضأ منه ثم رشَّ عليه، فأفاق من مرضه؛ رواه البخاري ومسلم.

قال أهل العلم: وإلى جانب علاج الأمراض الحسية، كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - تأثيرٌ في علاج الأمراض المعنوية، ومن ذلك ما ورد في الحديث:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: (إن فتى شابًّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)؛ رواه أحمد، وفي رواية أخرى: (وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه)؛ رجاله رجال الصحيح[1].

فببركة دعائه صلى الله عليه وسلم أزال الله من قلب هذا الشاب طغيان الشهوة فلم يعد يلتفت إلى النساء.

[1] أخرجه أحمد (5/ 257)، والطبراني في الكبير (7679)، والبيهقي في الشعب (5415) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه بنحوه، قال الهيثمي في المجمع (1/ 129)، رجاله رجال الصحيح.






ابوالوليد المسلم 16-04-2024 04:25 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(128)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

شذرات من دلائل نبوته في تكثير القليل من الطعام ببركته


عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ( لقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني)؛ رواه البخاري.

وعن جابر رضي الله عنه ((أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطْعِمُهُ، فَأَطْعَمَهُ شَطْرَ وَسْقِ شَعِيرٍ، فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ مِنْهُ وَامْرَأَتُهُ وَضَيْفُهُمَا حَتَّى كَالَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَكِلْهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ وَلَقَامَ لَكُمْ))؛ رواه مسلم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي، وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ نَعَمْ، فَقَالَ: أَلِطَعَامٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: قُومُوا، قَالَ: فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ حَتَّى دَخَلا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلُمِّي مَا عِنْدَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ! فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا أَوْ ثَمَانُونَ))؛ متفق عليه.

وعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثِينَ وَمِئَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامًا، فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَبيع أَمْ عَطِيَّةً - أَوْ قَالَ هِبَةً - قَالَ: لا، بَلْ بَيْعٌ، قَالَ: فَأشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ فَأَمَرَ نَبي الله صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ يُشْوَى، وَأيْمُ اللَّهِ مَا من الثَّلاثِينَ وَمِئَةِ إِلاَّ قَدْ حَزَّ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، وإِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَها لَهُ، ثُمَ جَعَلَ فيها قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلنا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وفَضَلَ في الْقَصْعَتَينِ، فَحَمَلْتُه عَلَى الْبَعِيرِ – أَوْ كَمَا قَالَ"؛ متفق عليه.

وأتى أبو هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فقال: يا رسول الله، ادع الله لي فيهن بالبركة، قال: فصَفّهن بين يديه، ثم دعا، فقال لي: ((اجعلهن في مِزْود [وعاء]، وأدخل يدك ولا تَنثُرْه))، قال: فحملت منه كذا وكذا وسْقًا في سبيل الله، ونأكل ونطعِم، وكان لا يفارق حقوي - أي معْقِدَ الإزار - فلما قُتل عثمان رضي الله عنه انقطع المِزود عن حقويّ، فسقط)؛ إسناده حسن[1].

لقد بقي رضي الله عنه يأكل من الجراب زُهاء خمس وعشرين سنة، كل ذلك ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، ليكونَ شاهدًا آخرَ على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.

[1] رواه أحمد ح (8414)، والترمذي ح (3839) وحسّنه الألباني في صحيح الترمذي ح (3015).






ابوالوليد المسلم 03-05-2024 12:10 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(129)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

من دلائل نبوته الباهرة رؤيته المعاني في صور محسوسة


عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ قال: (أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده مرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء، فَقلت مَا هَذِه يَا جِبْرِيل قال: هَذِه الْجُمُعَة يعرضهَا عَلَيْك رَبك لتَكون لَك عيدًا ولأمتك من بعْدك، قلت: مَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء فِيهَا، قال هِيَ السَّاعَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة، وَهُوَ سيد الْأَيَّام عندنَا، وَنحن نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَة يَوْم الْمَزِيد)، وهو حديث طويل، قال الألباني رحمه اللّه: (صحيح التّرغيب والتّرهيب)؛ رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما جيد قوي، وأبو يعلى مختصرًا، ورواته رواة الصحيح والبزار واللفظ له"، وقال: حسن لغيره.

495- عن أبي عسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل بالحمَّى والطاعون، فأمسكت الحُمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون الى الشام، فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة، ورجز على الكافر)؛ رواه الإمام أحمد برجال ثقات، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب؛ حديث رقم 1401[1].

وعن سلمان رضي الله عنه أنه كان في عصابة يذكرون الله تعالى، فمرَّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: "ماكنتم تقولون؟ فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم، فأردت أن أشارككم فيها"؛ رواه الحاكم في المستدرك (1/ 122)، وصححه، ووافقه الذهبي.

[1] قال السيد: والأقرب أن هذا كان في آخر الأمر بعد نقل الحمى بالكلية، لكن قال الحافظ: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كان في قلة من أصحابه، فاختار الحمى لقلة الموت بها على الطاعون؛ لما فيها من الأجر الجزيل، وقضيتها إضعاف الأجسام، فلما أمر بالجهاد دعا بنقل الحمى الى الجحفة، ثم كانوا حينئذ من فاتته الشهادة بالطاعون، لما حصلت له بالقتل في سبيل الله، ومن فاته ذلك دخلت له الحمى التي هي حظ المؤمن من النار، ثم استمر ذلك بالمدينة، يعني بعد كثرة المسلمين تمييزًا لها عن غيرها.









ابوالوليد المسلم 03-05-2024 12:12 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(130)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

شذرات من دلائل نبوته في تكثير الماء ببركته


عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال:((عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ، فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ، وَلا نَشْرَبُ إِلاَّ مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرِّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ. فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِئَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً))؛ يعني ألف وخمسمائة رجل؛ متفق عليه.

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر آخر فقال: ((إنكم إنْ لا تدركوا الماء غدًا تعطشوا)) ... ثم سار وسرنا هُنَيهةً، ثم نزل، فقال: ((أمعكم ماء؟))، قال أبو قتادة: قلتُ: نعم، معي ميضأة فيها شيء من ماء.

فقال صلى الله عليه وسلم: ((ائتني بها))، فأتيته بها، فقال: ((مَسُّوا منها، مَسُّوا منها))، فتوضأ القوم، وبقيتْ جُرعة، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ازدهر بها [أي احتفظ بها]، يا أبا قتادة، فإنه سيكونُ لها نبأ .. يقول أبو قتادة: فلما اشتدت الظهيرة خرج لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، هلكنا عطشًا، تقطعت الأعناق، فقال: ((لا هُلْكَ عليكم))، ثم قال: ((يا أبا قتادة ائت بالميضأة))، فأتيتُ بها، فقال: ((اِحلِل لي غُمري))؛ يعني قدَحَه، فحَللتُه، فأتيتُ به، فجعل يصبُ فيه، ويسقي الناس، فازدحم الناس علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس أحسِنوا الملَأْ، فكُلكم سيصدُر عن رِيّ))، فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغيرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فصب لي، فقال: ((اشرب يا أبا قتادة))، قلت: أنت يا رسول الله؛ قـال: ( إن ساقيَ القومِ آخرُهم شربا )، فشربتُ وشرِب بعدي، وبقي في الميضأة نحوٌ مما كان فيها، وهم يومَئذ ثلاثُ مائة)؛ رواه مسلم.



ابوالوليد المسلم 03-05-2024 12:13 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(131)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



من دلائل نبوته الباهرة إخباره لبعض الناس ما توسوس به نفوسهم


عن وابصة بن معبدٍ رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((جئتَ تسأل عن البر؟))، قلت: نعم، فقال: ((استفتِ قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتَوْك)، قال النووي في الأربعين النووية: حديثٌ حسنٌ، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبلٍ والدارمي بإسنادٍ حسنٍ.

وعن سلمة رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ جاءه رجل بفرس له يقوده عقوق، ومعها مهرة لها يتبعها، فقال: من أنت؟ فقال: "أنا نبي"، قال: ما نبي؟ قال: "رسول الله"، قال: متى تقوم الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "غيب ولا يعلم الغيب إلا الله"، قال: أرني سيفك، فأعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيفه، فهزه الرجل, ثم رده عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أما إنك لم تكن تستطيع الذي أردت"، قال: وقد كان، قال: "اذهب إليه فسله عن هذه الخصال"؛ أخرجه الحاكم، وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرِّجاه، وقد اتفقا جميعًا على الحجة بإياس بن سلمة، عن أبيه، واحتج مسلم بهذا الإسناد بعينه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فسلَّما، ثم قالا: يا رسول الله، جئنا نسألك، فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك، وتسألاني فعلت، فقالا: أخبرنا يا رسول الله، فقال الثقفي للأنصاري: سل، فقال: أخبرني يا رسول الله، فقال: جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة، فقال: والذي بعثك بالحق، لعن هذا جئت أسألك، قال: (فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام، لا تضع ناقتك خفًّا ولا ترفعه، إلا كتب الله لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، فيباهي بكم الملائكة، يقول: عبادي جاؤوني شعثًا من كل فج عميق يرجون جنتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر، لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار، فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات، وأما نحرك فمذخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك، فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، ويُمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك، فإنك تطوف ولا ذنب لك،يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك، فيقول: اعمل فيما تستقبل، فقد غُفر لك ما مضى)؛ حسن لغيره [1].

[1] رواه الطبراني في الكبير والبزار واللفظ له وقال وقد روي هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق ورواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب- حديث رقم (1112).






ابوالوليد المسلم 01-07-2024 07:18 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(132)
د. أحمد خضر حسنين الحسن





استجابة الله تعالى لدعائه لأنس بن مالك رضي الله عنه


عن أنس رضي الله عنه: جاءت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أزَّرتني بنصف خمارها، وردَّتني بنصفه، فقالت: يا رسول الله، هذا أُنيس ابني، أتيتك به يخدمك، فادع الله له، فقال: ((اللهم أكثِر مالَه وولده))، قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي ووَلَدَ وَلَدي ليتَعادُّون على نحو المائة اليوم.

وفي رواية قال أنس: فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، قال: ((اللهم ارزقه مالًا وولدًا، وبارك له فيه))؛ رواه البخاري ح (6344)، ومسلم ح (2481) واللفظ له.

ابوالوليد المسلم 01-07-2024 07:19 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(133)
د. أحمد خضر حسنين الحسن





استجابة الله تعالى لدعائه لأبي هريرة رضي الله عنه

عندما كانت أم أبي هريرة مشركة، كان يدعوها إلى الإسلام فتأبى وتصده عنه، يقول أبو هريرة: فدعوتُها يومًا، فأسمَعَتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلتُ: يا رسول الله، إني كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام، فتأبى عليّ، فدعوتُها اليومَ، فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهديَ أمَّ أبي هريرة. فقال: ((اللهم اهدِ أمَّ أبي هريرة))، فخرج مستبشرًا فرحًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، يرجو أن تكون سببًا في إسلام أمه، يقول: فلما جئتُ، فصِرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعتْ أمي خَشْفَ قدميَّ؛ [أي صوت مشيي]، فقالت: مكانكَ يا أبا هريرة، وسمعتُ خضْخضَة الماء، فإذا هي تغتسل للإسلام، وتشهد بشهادة التوحيد، قال: فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُه وأنا أبكي من الفرح، فقلت: ( يا رسول الله أبشِر، قد استجاب اللهُ دعوتك، وهدى أمَّ أبي هريرة )؛ رواه مسلم ح (2491).

عنه رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله انى اسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه، قال: ابسط رداءك فبسطتُه، قال: فغرف بيديه، ثم قال: ضمَّه، فضممتُه، فما نسيتُ شيئًا بعده)، رواه البخاري (1/ 41، 4/ 253)، واللفظ له، ورواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ابوالوليد المسلم 01-07-2024 07:21 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(134)
د. أحمد خضر حسنين الحسن





استجابة الله تعالى لدعائه لابن عباس رضي الله عنهما والسائب بن يزيد


كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما غلامًا جهز وَضُوءَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي شاكرًا صنيعه: ((اللهم فقِّهه في الدين))؛ رواه البخاري ح (143)، ومسلم ح (2477) واللفظ للبخاري.

وفي رواية أخرى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على كتِف ابن عباس وقال: ((اللهم فقِّهه في الدين، وعلِّمه التأويل))؛ رواه أحمد ح (2393)

عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: (ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وَجِعٌ، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة)؛ رواه البخاري، قال الجعيد: "رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين، جَلدًا معتدلًا، فقال: قد علمت ما مُتِّعْتُ به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم".

ابوالوليد المسلم 01-07-2024 07:22 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(135)
د. أحمد خضر حسنين الحسن




استجابة الله تعالى لدعائه لسعد بن أبي وقاص وأبي قتادة رضي الله عنهما


عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم استجب لسعد إذا دعاك)؛ صحيح الإسناد [1].

وقد تحققت دعوته الله صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه، قال ابن رجب: "وكان سعد بن أبي وقاصٍ مجاب الدعوة، فكذَبَ عليه رجل، فقال: اللهم إن كان كاذبًا فأَعْمِ بصرَه، وأطل عمره، وعرِّضه للفتنِ، فأصاب الرجل ذلك كله، فكان يتعرض للجوارِي في السكك ويقول: شيخ كبير مفتون، أصابتْنِي دعوة سعد، ودعا على رجلٍ سمعه يشتم عليًّا، فما برح من مكانه حتى جاء بعيرٌ نادٌّ، فخبطه بيديه ورِجليه حتى قتَله"؛ جامع العلوم والحكم ت الأرناؤوط (2/ 350).

506 - عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: (أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قرد، فنظر إلي فقال: اللهم بارك له في شعره وبشره، وقال: أفلح وجهك، قلت: ووجهك يا رسول الله. قال: أقتلت مسعدة (أحد المشركين)، قلت: نعم، قال: فما هذا الذي بوجهك، قلت: سهم رميت به يا رسول الله، قال: فأدنِ فدنوتُ منه، فبصق عليه، فما ضرب علي قط ولا قاح).

وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم أعطى أبا قتادة فرس مسعدة وسلاحه، مات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة، وكأنه ابن خمس عشرة سنة ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له [2].

[1] أخرجه الترمذي (3751)، وابن حبان (6990)، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (162). وصححه الألباني في "التعليقات الحسان" (10 /107)

[2] رواه الحاكم في مستدركه، وابن عبد البر في الاستيعاب والذهبي في سير أعلام النبلاء، كلهم في ترجمة أبي قتادة .



ابوالوليد المسلم 01-07-2024 07:24 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(136)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



استجابة الله تعالى لدعائه لفاطمة رضي الله عنها


عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: إني لجالسٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة، فقامت بحذاء النبي صلى الله عليه وسلم، مقابلة، فقال: "ادني يا فاطمة"، فدنتْ دنوة، ثم قال: "ادني يا فاطمة"، فدنت دنوة، ثم قال: "ادني يا فاطمة"، فدنت حتى قامت بين يديه، قال عمران: فرأيت صُفرة قد ظهرت على وجهها، وذهب الدم، فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، ثم وضع كفه بين تراقيها، فرفع رأسه، فقال: "اللهم مُشبع الجوعة، وقاضي الحاجة، ورافع الوضعة، لا تُجع فاطمة بنت محمد"، فرأيت صفرة الجوع قد ذهبت عن وجهها، وظهر الدم ثم سألتها بعد ذلك، فقالت: (ما جعت بعد ذلك يا عمران)؛ إسناده جسن[1].

[1] أخرجه البيهقي في الدلائل (6 /108) وأبو نعيم في دلائل النبوة (390) (462) قال الهيثمي في المجمع (9 /204): (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عتبة بن حميد، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله وثقوا).



ابوالوليد المسلم 01-07-2024 07:25 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(137)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



استجابة الله تعالى لدعائه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقبيلة دوس


عن ابن عمر أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك‏:‏ عمر، أو أبي جهل)؛ رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه: حسن صحيح غريب، وفي رواية: اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب، قال: وكان أحبهما إليه عمر )؛ صححه الألباني في صحيح الترمذي 2907.

عن الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه - وهو يحدث عن دعوة دوس إلى الإسلام – قال: (فأبطؤوا عليَّ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنه قد غلبني على دوس الزنا، فادع الله عليهم، فقال: (اللهم اهد دوسًا)، ثم قال: (ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله، وارفق بهم)، فرجعت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الله، ثم قدمت على رسول الله ورسول الله بخيبر، فنزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس، ثم لحقنا برسول الله بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين)؛ راوه البخاري (8 /78).

ابوالوليد المسلم 01-07-2024 07:35 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(138)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



استجابة الله تعالى لدعائه بنزول الغيث وانقشاعه



يقول أنس بن مالك: فرفع يديه، وما نرى في السماء قزْعة [أي قطعة من السحاب]، فوالذي نفسي بيده ما وضعهما حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم, فمُطرنا يومنا ذلك ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمُعَة الأخرى، وفي الجمعة الأخرى قام ذلك الأعرابي، أو قال: غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: ((اللهم حوالينا ولا علينا)).

يقول أنس: فما يشير بيده إلى ناحيةٍ من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجَوْبة، وسال الوادي قناة - اسم لوادٍ مشهور من أودية المدينة - شهرًا، ولم يجئ أحدٌ من ناحيةٍ إلا حدّث بالجُوْد"؛ رواه البخاري ح (1013)، ومسلم ح (897) واللفظ له.


ابوالوليد المسلم 11-09-2024 09:12 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(139)
د. أحمد خضر حسنين الحسن





استجابة الله تعالى لدعائه بتطهير المدينة المنورة من الوباء وأن يبارك فيها


عن عائشة قالت: قدمنا المدينة - وهي وبية (أي بها وباء)، فاشتكى أبو بكر واشتكى بلال، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه، قال: (اللهم حبِّب إلينا المدينة كما حبَّبت مكة أو أشدَّ، وصحِّحها، وبارك لنا في صاعها ومُدِّها وحوِّل حُمَّاها إلى الجُحفــة)؛ أخرجه مسلم، وفي رواية: فكان المولود يولد بالجحفة، فلا يبلغ الحُلمَ حتى تَصرعه الحُمَّى.


ابوالوليد المسلم 11-09-2024 09:23 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(140)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



من فضائل النبي: استجابة الله تعالى لدعائه بالنصر يوم بدر

عن ابن عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْف، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: (اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ)، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْه، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9]، فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَةِ؛ رواه البخاري (2915) ومسلم (1763) واللفظ له.

قال النووي رحمه الله: "قَالَ الْعُلَمَاء: هَذِهِ الْمُنَاشَدَة إِنَّمَا فَعَلَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرَاهُ أَصْحَابه بِتِلْكَ الْحَال، فَتَقْوَى قُلُوبهمْ بِدُعَائِهِ وَتَضَرُّعه"؛ انتهى.


ابوالوليد المسلم 11-09-2024 09:24 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(141)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

استجابة الله تعالى لدعائه على الرجل الذي أكل بشماله تكبرًا

قعد بُسر الأشجعي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وجلس يأكل بشماله، فلما ذكّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكل باليمين، استكبر عن قبول الحق، فقال: لا أستطيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا استطعت، ما منعه إلا الكبر))، فما رفعها إلى فيه)؛ رواه مسلم ح (2021)؛ أي عاجلته استجابة الله، فشُلت يمينه للتو، بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه، جزاءَ استكباره عن قبول الحق والإذعان له.

ابوالوليد المسلم 11-09-2024 09:26 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(142)
د. أحمد خضر حسنين الحسن




استجابة الله تعالى لدعائه على عتبة بن أبي لهب


عن عكرمة قال: "لما نزلت: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾ [النجم: 1]، قال عتبة للنبي صلى الله عليه وسلم: أنا أكفر برب النجم إذا هوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم أرسل عليه كلبًا من كلابك)، قال: فقال ابن عباس: فخرج إلى الشام في ركب فيهم هبار بن الأسود حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة، وهي مسبعة نزلوا ليلًا، فافترشوا صفًّا واحدًا، فقال عتبة: أتريدون أن تجعلوني حجرة؟ لا والله لا أبيت إلا وسطكم، فبات وسطهم، قال هبَّار فما أنبهني إلا السبع يشم رؤوسهم رجلًا رجلًا حتى انتهى إليه، فأنشب أنيابه في صدغيه، فصاح: (أي قوم قتلتني دعوة محمد)، فأمسكوه فلم يلبث أن مات في أيديهم"؛ رواه الحاكم (2 /588)، وصححه، ووافقه الذهبي، وحسنه ابن حجر في الفتح (4 /39).

ابوالوليد المسلم 11-09-2024 09:27 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(143)
د. أحمد خضر حسنين الحسن




استجابة الله تعالى لدعائه على قريش بعد هجرته

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قريشًا لما استعصت على رسول الله وأبطؤوا على الإسلام، قال: ((اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف))، فأصابتهم سنة، فحصت كل شيء حتى أكلوا الجيف والميتة، حتى إن أحدهم كان يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع، ثم دعوا: ﴿ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ [الدخان: 12]، فقيل للنبي: إنا لو كشفنا العذاب عنهم لعادوا فكشف عنهم، فعادوا، فانتقم منهم يوم بدر، فذلك قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴾ [الدخان: 10]، إلى قوله: ﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴾ [الدخان: 16]؛ أخرجه الشيخان.


ابوالوليد المسلم 12-09-2024 03:45 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(144)
د. أحمد خضر حسنين الحسن




من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم: تطوُّعه قاعدًا كتطوُّعه قائمًا


عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: حُدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة». قال فأتيته فوجدته يصلي جالسا، فوضعت يدي على رأسه. فقال: «مالك يا عبد الله بن عمرو؟» قلت: حدثت يا رسول الله أنك قلت: صلاة الرجل قاعدًا على نصف الصلاة وأنت تصلي قاعدًا قال: «أجل ولكني لست كأحد منكم»؛ رواه مسلم.

قال النووي وغيره من العلماء: "نافلته صلى الله عليه وسلم قاعدًا مع القدرة ثوابها كثوابه قائمًا وهو من الخصائص".



ابوالوليد المسلم 12-09-2024 03:46 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(145)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم:

أن الصدقة لا تحل له ولا لأهل بيته وأباح الله تعالى له أن يواصل الصيام

عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس)؛ رواه مسلم وأبو داود واللفظ له .

عن أنس رضي الله عنه أنهم أرادوا أن يتأسوا به في هذا الأمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني ليست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فنهاهم عن الوصال؛ متفق عليه قوله هذا الأمر؛ أي: إن الله عز وجل أباح له أن يوصل الصيام اليوم الأول بالثاني بالثالث.




ابوالوليد المسلم 12-09-2024 03:48 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(146)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم:

أن الله تعالى حرم عليه أن يمسك زوجته التي لم ترغب فيه

وأنه إذا لبس لباس الحرب فليس له أن يضعه حتى يقاتل العدو


عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ابنة الجون، فلما دنا منها، قالت أعوذ بالله منك، فقال عليه الصلاة والسلام: لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك)؛ رواه البخاري.

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه المشركون يوم أُحد كان رأيه أن يقيم بالمدينة، فيقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرًا: تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ورجوا أن يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا به حتى لبس أداته، ثم ندموا وقالوا: يا رسول الله، أقم، فالرأي رأيك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه)؛ رواه البيهقي في السنن الكبرى، وذكره الإمام البخاري في صحيحه معلقًا.


ابوالوليد المسلم 12-09-2024 03:49 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(147)
د. أحمد خضر حسنين الحسن




من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم:

أنه صلى الله عليه وسلم لا يورث وكان من واجبه على المؤمنين أن يقضي ديون من مات منهم

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي قال صلى الله عليه وسلم: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)؛ صحيح[1].

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا نورث ما تركنا فهو صدقة)؛ متفق عليه.

قال ابن كثير رحمه الله: "وقد أجمع على ذلك أهل الحل والعقد ولا التفات إلى خرافات الشيعة والرافضة، فإن جهلهم قد سارت به الركبان."

عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَهِ رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أَنَا أَوْلَى بِكُلِ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَىَ وَعَلَيَّ؛ رواه مسلم.

[1] أخرجه ابن حبان في صحيحه، وابن ماجه، وابو داوود وصححه الألباني في صحيح الجامع




ابوالوليد المسلم 12-09-2024 03:50 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(148)
د. أحمد خضر حسنين الحسن

من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم:

أن الله أباح لرسوله صلى الله عليه وسلم قتل من سبَّه أو هجاه


عن جابر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله)... فندب لقتله لأنه آذاه وهجاه؛ رواه البخاري (4037)، ومسلم (1801).

قال أبو معاوية البيروتي: ومن الفائدة ذكر ما رواه النسائي في سننه - وصححه الألباني في تعليقه عليه - عن أبي برزة الأسلمي قال: أغلظ رجل لأبي بكر الصديق، فقلت: أقتله؟ فانتهرني وقال: ليس هذا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ابوالوليد المسلم 01-10-2024 07:10 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(149)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم:

أن الله – تعالى - حرم الله عليه أكل البصل والثوم


عنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، ولِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ، وَأُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ، فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنْ الْبُقُولِ، فَقَالَ: قَرِّبُوهَا إلَى بَعْضِ أَصْحَابِه، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ: كُلْ، فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لا تُنَاجِي)؛ متفق عليه.


الساعة الآن : 07:52 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 206.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 205.07 كيلو بايت... تم توفير 1.31 كيلو بايت...بمعدل (0.63%)]