رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
https://al-forqan.net/wp-content/med...s/jpg_2094.jpg صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (31) مِن قرار تقسيم فلسطين إلى إنهاء الانتداب البريطاني صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بيْن العرب واليهود، ومنح اليهود -الذين جاؤوا مِن شتى بقاع الأرض- من أرض فلسطين ما يفوق بكثير ما تحت أيديهم، ولا يتناسب مع أعدادهم الفعلية في فلسطين وقت صدور القرار، على حساب الشعب العربي الفلسطيني صاحب الأرض، الذي يمتلك أكثر هذه الأرض، ويمثـِّل الثلثين من السكان الموجودين وقت صدور القرار، ويرفض بشدة هؤلاء اليهود الغرباء. وقد سارع مندوب بريطانيا بإعلان أن حكومته تقبل القرار، وستبذل كل المساعدات الممكنة لتطبيقه، ورفض الفلسطينيون والشعوب العربية والإسلامية قرار التقسيم المجحف؛ مما أجبر الحكومات العربية على إظهار الوقوف إلى جانب الفلسطينيين.قوات فلسطينية وحيث إن الفلسطينيين تحت الانتداب البريطاني ليس لهم قوة عسكرية منظمة؛ فقد تطلع الفلسطينيون إلى الجامعة العربية لتوفير الاحتياجات الدفاعية للفلسطينيين؛ ولذا قررت الجامعة العربية إنشاء اللجنة العسكرية الفنية في سبتمبر 1947م لبحث المتطلبات الدفاعية للفلسطينيين، والتي أكدت أنه ليس للفلسطينيين قوات منظمة مسلحة، وليس لديهم سلاح يوازي ما عند الصهاينة، وأنه مِن المستحيل التغلب على القوات الصهيونية في فلسطين باستخدام قوات غير نظامية. جيش الإنقاذ وقد اجتمعت الدول العربية في (القاهرة) بعد أسبوع من صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقررت إعداد جيش الإنقاذ «لإنقاذ فلسطين»، وقررت اللجنة الفنية العسكرية أن يضم الجيش 3000 متطوع من بينهم 500 فلسطيني، وقررت الجامعة في 12 أبريل 1948م زحف جيشها إلى فلسطين عند انتهاء الانتداب البريطاني وانسحاب بريطانيا من فلسطين منتصف مايو 1948م، واكتفت الجامعة العربية بذلك في انتظار ما ستسفر عنه الأحداث! هجمات إرهابية وفي الجانب الآخر: توقع اليهود أن هناك حربًا قادمة لا محالة لقيام دولتهم في فلسطين، فأخذوا يعدون العدة لذلك، وعمدوا إلى نشر الفزع والذعر بيْن الفلسطينيين لإجبارهم على ترك أرضهم وقراهم ومدنهم بالقوة. وعقب صدور قرار التقسيم بدأت المنظمات الصهيونية سلسلة مِن الهجمات الإرهابية ضد الفلسطينيين المدنيين العزل في المناطق المقترحة لإقامة الدولة اليهودية لطردهم منها، كما قاموا باستخدام السيارات المفخخة لتفجير المراكز الحكومية التي يديرها الفلسطينيون لإضعاف كيان الدولة الفلسطينية لتبدو كأنها غير قادرة على الاستمرار والبقاء. يهود مجندون وقام الصهاينة بدعوة شباب اليهود في فلسطين بيْن سن 17-25 سنة للدخول في الخدمة العسكرية، فبلغ مجموع القوات اليهودية العسكرية في فلسطين نحو 70 ألف مقاتل، معظمهم مسلحون مدربون، في مقدمتهم الميليشيات الصهيونية المسلحة جيدة التدريب والإعداد. الهاجاناه ومنها (الهاجانا): وهي تضم ثلاث فرق من سكان المدن ورجال المستعمرات المسلحين، وتضم عشرات الآلاف من المقاتلين، ومجهزة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي حصلت عليها من الحملات العسكرية البريطانية في المنطقة التي كانت تتعاون معها، وخبأتها في مخابئ مبنية لهذا الغرض في المستوطنات اليهودية في فلسطين. ومنها منظمة (أراجون): وتضم حوالي 5 آلاف رجل. ومجموعة (شتيرن): وبها المئات من الرجال، إلى جانب اليهود المتطوعين من خارج فلسطين. تصعيد عملياتها العسكرية وقد عمدت المنظمات الصهيونية إلى تصعيد عملياتها العسكرية كلما اقترب موعد إلغاء الانتداب البريطاني على فلسطين؛ لاحتلال أكبر قدرٍ ممكن مِن القرى والمدن الفلسطينية بالتهجير الجماعي بالقوة للفلسطينيين؛ حيث قام اليهود بتجزئة المناطق المخصصة للدولة العربية طبقًا لقرار التقسيم، وضربها في العمق بالاستيلاء على المحاور الرئيسة فيها، وهو ما عرف بخطة (دالت)، التي تم تنفيذها في الأسابيع الأخيرة السابقة لإنهاء الانتداب. مذابح اليهود ونفـَّذ اليهود خلالها الكثير من المذابح الفظيعة ضد الفلسطينيين، ومِن أشهرها: (مذبحة دير ياسين»). واحتل اليهود (طبريا) بعد انسحاب القوات البريطانية منها، التي كان مِن مهامها حفظ الأمن حتى نهاية الانتداب، وترتب على ذلك نزوح الكثير من الفلسطينيين إلى شرق الأردن وسوريا، كما احتل اليهود (حيفا) بعد انسحاب القوات البريطانية منها، وتم طرد الآلاف من أهلها الفلسطينيين عن طريق البحر والبر إلى لبنان ومصر، وحاصر اليهود (يافا)؛ فهرب الكثير من الفلسطينيين العزل إلى غزة. إحتلال القدس الغربية واحتل اليهود أحياءً من القدس الغربية، وطَردوا منها الكثير من الفلسطينيين باتجاه (رام الله) وبيت لحم وشرق الأردن، واحتلوا (صفد)، وطردوا الكثير من أهلها باتجاه سوريا ولبنان، وسقطت (بيسان) والقرى العربية في السهل الأوسط بين الرملة واللطرون، وفي الجنوب احتل اليهود القرى الموصلة إلى النقب، وقاموا بتشريد أهلها. تواطؤ أجنبي تم ذلك كله بتواطؤ مِن القوات البريطانية التي كان يجب عليها حماية الفلسطينيين من الهجمات اليهودية، وتوفير الأمن في البلاد لحين انتهاء الانتداب، وفي غفلة من الدول العربية التي لم تأخذ الأمر بالجدية المطلوبة، ولا بالاستعداد الواجب في انتظار ما ستفسر عنه الأحداث. واستطاع اليهود بذلك السيطرة على المناطق المقررة للدولة اليهودية، وعلى المحاور الرئيسية في المناطق المخصصة للدولة العربية المقترحة، وبسط نفوذهم على أكثر فلسطين، وقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وطردهم وتشريدهم؛ فتحسنت أوضاعهم، وصاروا مهيئين للحل العسكري. اعداد: علاء بكر |
رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
https://al-forqan.net/wp-content/med...images/-48.jpg صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (32) (حرب 1948م): نموذج للتخاذل العربي وخيانة المستعمر استطاع اليهود الصهاينة في الأسابيع القليلة السابقة على انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وعن طريق القوة العسكرية في مواجهة الفلسطينيين العُزَّل - السيطرة على المناطق المقررة للدولة اليهودية، وعلى المحاور الرئيسة في المناطق المقررة للدولة العربية، وبسط نفوذها على أكثر فلسطين. وبدؤوا سرًّا في مطالبة بريطانيا بالانسحاب من فلسطين، وبدأت القوات البريطانية في الانسحاب من مواقع لها مع تمكين اليهود منها، فكان الاستيلاء على ميناء (حيفا) ومطار (اللد) ومداخل العديد من المدن والكباري والمناطق الاستراتيجية، والمرافق الحيوية ومستودعات الأسلحة.انتهاء الانتداب وفي يوم 15-5-1948م غادر المندوب السامي البريطاني ميناء (حيفا) بعد ترك الميناء لليهود، وبعد الإعلان عن انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين؛فأعلن (بن جوريون) رئيس الوكالة اليهودية قيام دولة إسرائيل على المساحات الخاضعة لسيطرة العصابات اليهودية، وتعيين (حاييم وايزمان) رئيسًا لها، وبعد 11 دقيقة من هذا الإعلان أعلن الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) اعتراف أمريكا بدولة إسرائيل، و سارع الاتحاد السوفيتي بالاعتراف بدولة إسرائيل وحكومتها، كما أعلنت فرنسا اعترافها بدولة إسرائيل. قيام دولة اليهود وبانتهاء الانتداب البريطاني، والإعلان عن قيام دولة إسرائيل؛ قررت حكومات دول الجامعة العربية دخول القوات العربية فلسطين للدفاع عن الفلسطينيين في مواجهة الأطماع الصهيونية، ونشبت الحرب بين الجيوش العربية القادمة من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والميليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين. دخول الجيش المصري دخل الجيش المصري حدود فلسطين مِن الجنوب فاستولى على غزة، وبئر سبع، ودمر الكثير من المستعمرات اليهودية، ووصلت قواته إلى أشدود والمجدل، وعبر الجيش الأردني نهر الأردن ومعه قوات عراقية وسعودية فاستولى على القدس القديمة، وتقدمت هذه القوات حتى كادت تلحق بالقوات المصرية عند تل أبيب، ودخلت القوات السورية عبر الجولان إلى فلسطين؛ فاستولت على منطقة (مشمار هايرون)، كما حررت القوات النظامية اللبنانية قريتين على الحدود اللبنانية. بدايات المعارك وقد شهدت بدايات المعارك انتصارات كبيرة للقوات العربية، رغم ما كانت عليه العصابات الصهيونية من عتاد واستعداد لحرب كانت تتوقعها. ولإنقاذ هذه العصابات الصهيونية من الهزيمة المتوقعة سارعت الدول الغربية بالتدخل، وفرضت الهدنة الأولى على الطرفين العربي واليهودي، تضمنت حظر تزويد أي من الطرفين المتحاربين بالسلاح، والسعي للتسوية السلمية، وبالطبع التزمت الأطراف العربية بالهدنة المفروضة عليها، والتزمت بشروطها، بينما انتهزت العصابات الصهيونية الهدنة لإعادة تجميع صفوفها، وتزويد قواتها بالسلاح والمتطوعين؛ استعدادًا لجولة قادمة لا محالة، وعند استئناف القتال مِن جديد تعرضت القوات العربية لهزائم أعقبها إعلان هدنة ثانية، ثم ثالثة دائمة إيذانًا بانتهاء الحرب بيْن الجيوش العربية والقوات الصهيونية! الهدنة الأولى: سارعت حكومة إسرائيل إلى مجلس الأمن تطلب حمايتها من خطر العرب، وفي 22-5-1948م عقدت جلسة طارئة لمجلس الأمن بفضل الجهود الأمريكية، وتقرر 29-5-1948م عقد هدنة، وتكليف (الكونت برنادوت) بالنظر في النزاع القائم بين العرب واليهود، ودخلت الهدنة المفروضة التنفيذ الفعلي من كل الأطراف في 11-6-1948م، وقد استغل اليهود هذه الهدنة الدولية في إعادة تنظيم القوات الصهيونية وتسليحها لمواصلة القتال، بل تسلمت هذه القوات طائرات متطورة من إنجلترا وألمانيا قادها أمريكان يهود. الهدنة الثانية: ومع فشل (الكونت برنادوت) في إيجاد حل للمشكلة باقتراحات مقبولة؛ استؤنف القتال من جديد في 9-7-1948م، ونتيجة لانسحاب القوات الأردنية من منطقة (اللد) و(الرملة) التي كانت تسيطر عليها، وانسحاب القوات العراقية المشاركة معها من مدينة (رأس العين)، بدأت كفة ميزان القوى تميل لصالح اليهود الذين نجحوا في الالتفاف حول الجيش السوري والجيش اللبناني؛ مما ترتب عليه تدهور الموقف العربي في القتال. وقرر مجلس الأمن بناءً على طلب (الكونت برنادوت) وقف القتال، وقبلت الجامعة العربية إعلان الهدنة في 19-7-1948م إنقاذًا للموقف. التحرك اليهودي: استغلت العصابات الصهيونية الهدنة الجديدة في توسع جديد، فتقدمت القوات اليهودية إلى اللد، والرملة، وبئر سبع، ومنها إلى صحراء النقب فميناء أم الرشراش (ميناء إيلات حاليًا)، وقد ترتب على سقوط صحراء النقب أن انقطع الاتصال بين الجيوش العربية؛ مما مكَّن القوات اليهودية مِن الالتفاف حول الجيش المصري وحصاره في الفالوجا لمدة 130 يومًا مِن أكتوبر 1948م حتى 24 فبراير 1949م. وقد استغل اليهود هذه الفترة في طرد الفلسطينيين من أراضيهم فقاموا بمذبحة في مدينة (اللد) يوم 27-7-1948م، قتل فيها 250 فلسطينيًّا غير الجرحى، تلتها مذبحة أخرى فيها قتل فيها أكثر من 350 فلسطينيًّا، وتم طرد الأهالي من المدينة وإحلال يهود مكانهم. وفي 30-10-1948م اقتحم (موشى ديان) بكتيبته قرية (الدواجة) وذبح 96 فلسطينيًّا، وفي نفس اليوم وقعت مذبحة أخرى في (عيلبون)، وتوالت المذابح البشعة ضد الفلسطينيين. الهدنة الدائمة في 16-9-1948م وضع (الكونت برنادوت) تقريره الذي رفضه اليهود، وقام بعض أعضاء عصابة شتيرن الصهيونية باغتيال (برنادوت) في القدس في 17-9-1948م، كما خرقت القوات اليهودية الهدنة الثانية بشن هجومٍ على مركز القوات المصرية في 14-10-1948م؛ لإجلائها عن صحراء النقب، فقام مجلس الأمن بتعيين (المستر بانش) الأمريكي وسيطًا دوليًّا خلفًا (للكونت برنادوت)، وصدر قرار من مجلس الأمن بوقف القتال في 19-10-1948م، ثم صدر قرار في 4-11-1948م بسحب قوات الطرفين إلى مواقعهما قبل استئناف القتال. معارك رودس ومع الدخول في مفاوضات بين الطرفين: المصري واليهودي في جزيرة (رودس)؛ تم في 24-2-1949م عقد اتفاقية بين مصر واليهود تقضي بهدنة دائمة بين الطرفين، وعودة الجنود المصريين بسلاحهم إلى وطنهم، وبقاء الوضع على ما هو عليه؛ فبقيت صحراء النقب بأكملها، ومدينة بئر سبع تحت السيطرة اليهودية، وتم الاتفاق على وضع قطاع (غزة) تحت الحكم المصري، ثم عقدت اتفاقية مماثلة مع لبنان في 23-3-1949م، أعقبتها اتفاقية مع الأردن في أبريل 1949م عدت شاملة أيضًا للمنطقة التي تشغلها القوات العراقية، تلتها اتفاقية مع سوريا في 20-7-1949م! «أي عادت الجيوش العربية مِن حيث أتت، وسقطت فلسطين، وقامت دولة إسرائيل». اعداد: علاء بكر |
رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (33) المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين بعد قرار التقسيم فقد انتهج اليهود في فلسطين سياسة التهجير القسري للفلسطينيين عن طريق القيام بالعديد من المذابح والمجازر الوحشية ضد الفلسطينيين؛ لدفعهم إلى الهرب مِن قُراهم وديارهم, مع تسريب أخبار هذه المجازر وعمليات القتل الجماعي؛ لنشر الهلع والفزع في قلوب أصحاب الأرض، فيتركونها حفاظًا على أرواحهم وأعراضهم، وما زالت دولة إسرائيل على هذا النهج منذ قيامها حتى الآن. لقد كان يسكن في المناطق التابعة للدولة اليهودية المقترحة عام 1947م عند صدور قرار التقسيم ما يزيد عن 243 ألف فلسطيني في 219 قرية وأربع مدن، هي: (حيفا، وطبريا، وصفد، وبيسان)، وفي الفترة من نهاية نوفمبر 1947م وحتى يونيو 1948م هجر هذه المناطق ما يزيد عن 239 ألف، و دمرت 180 قرية فلسطينية، وأخليت ثلاث مدن كبرى من الفلسطينيين كلية، وهي: «صفد، وطبريا، وبيسان».كما قامت المنظمات العسكرية الإرهابية الصهيونية بتهجير ما يقرب من 122 ألف فلسطيني مِن المناطق التابعة للدولة الفلسطينية المقترحة، ودمرت 70 قرية، وأخلتْ (يافا وعكا) تقريبًا من الفلسطينيين، وتم تهجير عدد كبير من سكان مدينتي (اللد والرملة) من الفلسطينيين، وفي المقابل كان يتم توطين اليهود في تلك القرى والمدن! وهناك العشرات من المذابح والمجازر التي ارتكبها اليهود ضد الفلسطينيين بدم بارد في تلك الفترة، والتي شهدت الفتل الجماعي للفلسطينيين العزل بما فيهم النساء وكبار السن والأطفال. ومِن أشهر تلك المذابح: مذبحة (بلدة الشيخ): وقعت تلك المذبحة في 31-12-1947م، ونفذها رجال من عصابات الهاجانا بقرية الشيخ، التي يطلق عليها الآن (تل غنان)؛ حيث لاحقوا المواطنين العزل، فقتلوا 600 فلسطيني، وكانت أكثر جثثهم موجودة داخل منازلهم بالقرية. مذبحة قرية (سعسع): وقعت تلك المذبحة في 15-2-1948م؛ حيث نسف فيها اليهود 20 منزلا على سكانها العزل في قرية سعسع في الجليل في منتصف الليل. مذبحة قرية (الطنطورة): وقعت تلك المذبحة في ليلة 22-23 آيار 1948م؛ حيث هاجمت كتيبة يهودية قرية طنطورة فاحتلتها بعد ساعات من مقاومة أهالي القرية، وقام اليهود بقتل كل مَن وجدوه مِن الرجال؛ فبلغ القتلى 90 قتيلاً. مذبحة قرية (أبو كبير): وقعت تلك المذبحة في 31-3-1948م، ونفذها أفراد مِن عصابة الهاجانا؛ حيث هاجموا المواطنين العُزل في القرية، ولاحقوهم وطاردوهم حتى بعد فرارهم من بيوتهم. مذبحة قرية (دير ياسين): وقعت هذه المذبحة في 10-4-1948م؛ حيث هاجم رجال مِن عصابات (الأرجون وشتيرن) قرية دير ياسين الواقعة غرب مدينة القدس في الفجر فقتلوا سكانها، وألقوا القنابل على منازلهم فدمروها، واستمرت المذبحة حتى الظهر، وقبل مغادرة القرية جمع اليهود مَن بقي حيًّا مِن أهالي القرية فأعدموهم، وقد بلغ الشهداء من الفلسطينيين في هذه المذبحة 360 فلسطينيًّا قُتِلوا بصورة بشعة؛ بهدف بثّ الرعب والفزع بيْن الفلسطينيين، وقد كان بالفعل لهذه المذبحة دور كبير في الحرب النفسية ضد الفلسطينيين حملتِ الكثيرين على مغادرة قُراهم عند سماع قدوم القوات اليهودية تجاهها. وقد كان (مناحم بيجن) يفتخر بهذه المذبحة؛ لما سببته من ذعر وهلع بيْن الفلسطينيين، وتوجد مستعمرة (جفعات شاؤول) الإسرائيلية اليوم مكان قرية دير ياسين. مذبحة قرية (أبو شوشة): وقعت هذه المذبحة في 14-5-1948م، و نفذها جنود لواء (جعفاتي)، وقرية (أبو شوشة) قرية قريبة مِن قرية (دير ياسين)، قَتل فيها اليهود 50 فلسطينيًّا مِن الرجال والنساء والأطفال، وجدت رؤوس العديد منهم مضروبة بالبلطات! وقد توالت المذابح اليهودية بعد ذلك ضد الفلسطينيين بعد قيام دولة إسرائيل -وحتى الآن- على مرأى ومسمع العالم، ولم تجد إسرائيل مَن يحاسبها على تلك المذابح رغم بشاعتها، كما وقع في (كفر سالم)، و(تل الزعتر)، و(صابرا وشاتيلا)، ومذبحة (المسجد الأقصى)، ومذبحة (المسجد الإبراهيمي)، و(مخيم جنين)، و(قطاع غزة)، وغيرها كثير. اعداد: علاء بكر |
رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (34) "اغتيال الكونت برنادوت" "اغتيال الكونت برنادوت" كتبه/ علاء بكر الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛فيُعد اغتيال الوسيط الدولي "الكونت برنادوت" المبعوث مِن الأمم المتحدة عقب نشوب حرب 1948م على يد العصابات الصهيونية في فلسطين أحد فضائح الصهيونية الدالة على الاستخفاف الصهيوني بهذه المنظمة الدولية مِن بدايات إعلان قيام دولة إسرائيل. وكانت منظمة الأمم المتحدة قد عينت "الكونت برنادوت" وسيطًا لها بين العرب وإسرائيل؛ لحل النزاع القائم بينهما في أعقاب الاقتتال في مايو 1948م بيْن الجيوش العربية والعصابات الصهيونية وقرار مجلس الأمن بالهدنة الأولى بين الطرفين، ولما لم تجد مقترحات الوسيط الدولي قبولاً؛ استأنف الطرفان القتال، وأعقب ذلك الهدنة الثانية استجابة لطلب الوسيط الدولي. وفي "16 -9 -1948م" وضع "برنادوت" -الذي حضر إلى فلسطين ودرس أوضاعها- تقريره وفيه رأيه حول هذا النزاع بعد دراسته، والذي لم يرضَ عنه اليهود؛ فقام بعض أعضاء عصابة "شتيرن" الصهيونية بقتله في القدس في اليوم التالي مباشرة. يقول روجيه جارودي في كتابه (ملف إسرائيل): "وعيَّنت الأمم المتحدة الكونت (فولك برنادوت) وسيطًا، وكتب برنادوت في تقريره ما يلي: "إنه لانتهاك لأبسط القواعد أن يحال بين هؤلاء الضحايا الأبرياء، ضحايا النزاع، مِن العودة إلى بيوتهم بينما يتقاطر المهاجرون اليهود على فلسطين؛ هذا بالإضافة إلى أنهم يشكلون تهديدًا دائمًا بأن يحلوا محل اللاجئين العرب الذين عاشوا فوق هذه الأرض منذ قرون" ووصف النهب الصهيوني على أكبر نطاق، وتدمير القرى دون أي ضرورة عسكرية! (تقرير الأمم المتحدة حرف ( أ ) رقم 648 ص 14) وأرسل هذا التقرير يوم 16 سبتمبر 1948م. وفي 17 سبتمبر 1948م اغتيل (الكونت برنادوت) ومعاونه الفرنسي في القدس المحتلة، وإزاء ما أثاره الحادث مِن سخط عالمي؛ قبضت الحكومة الإسرائيلية على (ناتان فريد مان يللن) رئيس جماعة (شتيرن)، وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات، ثم صدر العفو عنه وأصبح عضوًا بالكنيست في عام 1950م! وقد أعلن أحد زعماء "شتيرن" في يوليو 1971م أنه يشرفه أن يعترف بأنه هو الذي أصدر قرار اغتيال (برنادوت)" (انتهى كلام جارودي، ملف إسرائيل: ص 60-61 ). وجاء في جريدة "الأهرام" القاهرية في "10-9- 1988م" أنه بعد أربعين عامًا اعترف إسرائيليان باشتراكهما في اغتيال (الكونت برنادوت) وسيط الأمم المتحدة في فلسطين عام 1948م. ولا شك أنه لو كان العرب هم الذين اغتالوا هذا الوسيط الدولي لقامت الدنيا على قدم وساق ضد العرب، ولو أن فئة أخرى غير اليهود قامت بارتكاب هذا الحادث الإجرامي ضد شخصية عالمية تمثـِّل هيئة عالية كهيئة الأمم المتحدة، لكن جزاؤها القمع أو الطرد مِن عداد الشعوب المتمدنة، ولكن يبدو أن اليهود بمنأى عن تطبيق القواعد العامة عليهم! ولم يكن ذنب الوسيط الدولي (الكونت برنادوت) أنه حابى العرب ضد اليهود، فإنه في الحقيقة ساير اليهود على حساب العرب؛ إذ أقرهم على دولتهم، وتغاضى عن كثير مِن مخالفاتهم التي ارتكبوها خلال الهدنتين الأولى والثانية، ولكنه اقترح في تقريره جعل القدس مدينة دولية، وأن يكون كل مِن ميناء حيفا ومطار اللد حرًّا، كما أقترح ضم منطقة النقب في الجنوب إلى الأراضي العربية، وضم الضفة الغربية إلى شرق الأردن لما بينهما مِن علاقات اقتصادية وتاريخية وجغرافية، واقترح نزع اللد والرملة مِن الدولة اليهودية على أن يضم الجليل إلى الدولة اليهودية، كما قرر حق العودة للعرب أو التعويضات لمن شُرد مِن دياره؛ فاستحق بذلك نقمة اليهود وغدرهم، ووقوفهم بالمرصاد أمام تنفيذ تقريره. وفي أعقاب خرق اليهود للهدنة الأخيرة ومهاجمة القوات المصرية للاستيلاء على النقب قام الدكتور (بانش) الذي عينته الأمم المتحدة خلفًا (للكونت برنادوت) بوضع هدنة بين الطرفين، وإجراء اتصالات بينهما؛ أسفرت عن اتفاقية (رودس) التي تلتها موافقة باقي الأطراف العربية على الهدنة الدائمة مع اليهود في فلسطين. |
رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
صفحات مطوية مِن القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (35) "نظرة على هزيمة 1948م" "نظرة على هزيمة 1948م" كتبه/ علاء بكر الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛فعلى الرغم مِن أن القضية الفلسطينية مِن أوائل ما عرض على "جامعة الدول العربية" التي تبنت القضية الفلسطينية والدفاع عن أهلها، ورغم معرفة الجميع بأطماع اليهود وجهودهم في المنطقة، ووجود عصابات صهيونية مسلحة داخل فلسطين في مواجهة فلسطينيين عزل، ورغم ظهور قرار التقسيم مِن الأمم المتحدة، ومعرفة الجميع بقرب انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين - رغم ذلك لم تتخذ الجامعة العربية والحكومات العربية الاستعداد الواجب والمنتظر؛ لحماية فلسطين والفلسطينيين مِن الأطماع الصهيونية! ففوجئت "الجامعة العربية" بانتهاء الانتداب البريطاني ليلة 15 مايو 1948م, واتخذت قرارها بدخول فلسطين بجيوش الدول العربية المحيطة بفلسطين، وهي غير مستعدة ومدربة بالقدر الكافي, ومفتقدة التخطيط والتنسيق الواجب فيما بينها، مع خضوعها لتوجهات الحكومات العربية التي استجابت لما تعرضت له مِن ضغوط دولية دون الرجوع إلى حقيقة الموقف للقوات المتحاربة على أرض فلسطين؛ فأضاعت ما تحقق مِن انتصارات مع بدء القتال، وأعطت الفرصة تلو الفرصة للعصابات الصهيونية لتصحيح أوضاعها وتحسين مواقفها وتعويض خسائرها، وتلقي ما تحتاجه مِن إمدادات. وظهر أثر التناقضات السياسية العربية التي انعكست على تحركات وأوضاع القوات العربية في المعركة، بل تسبب القائد الإنجليزي للقوات الأردنية "جلوب باشا" في تشتيت القوات العربية؛ مما ساهم في تحول سير المعارك لصالح العصابات الصهيونية، وزاد الأمر سوءًا وصول أسلحة فاسدة للقوات المصرية أثناء هذه المعارك. "ومِن معركة إلى معركة, ومن هدنة إلى هدنة، لم تؤدِّ حرب 1948م العربية الإسرائيلية إلا إلى توسيع رقعة الاحتلال الصهيوني في فلسطين؛ فبدلاً مِن 5 و56% مِن الأرض التي قررها مشروع التقسيم للدولة اليهودية مد الصهيونيون دولتهم فوق 80 % من أرض فلسطين!"، "ووصل عدد النازحين من فلسطين إلى 726 ألفًا بنهاية عام 1948م، ثم أصبح 925 ألف لاجئ فلسطيني على سجلات وكالة أونروا!" (انظر تاريخ المسألة الفلسطينية: 180-181). كتب الفريق الركن "صالح صائب الجبوري" رئيس أركان الجيش العراق -بعد أربعة أيام مِن الهدنة الأولى- في تقرير له إلى حكومته يوضِّح حقيقة الموقف، ويكشف أبعاد المناورة التي وراء وقف الهدنة: "إن الموقف مِن الوجهة العسكرية كان في صالح القوات العربية عند إعلان الهدنة التي تمت -ولا شك- مِن جراء تأثيرات سياسية، وأعتقد بأنه لو بُذلتْ جهود أخرى على الحكومات العربية؛ لكان مِن الإمكان تضييق الخناق على الصهاينة ومراكزهم الحيوية، ولكان في الإمكان أيضًا إنهاء الحركات بعد فترة غير طويلة... وهنا لا بد مِن التنويه إلى ناحية مهمة وهي أن الصهيونيين إذا أكملوا استحضاراتهم خلال فترة الهدنة -وهذا أمر غير عسير عليهم-؛ فلا يستبعد أن يباغتوا الجيوش العربية كلها أو قسم منها على انفراد بحركة قوية قبْل انقضاء مدة الهدنة أو حال انتهائها مباشرة، خاصة ولدينا المعلومات التي تبين أنهم لم يحترموا شروط الهدنة، وقد عملوا خلافًا لتحديداتها". وكتب أيضًا يقول: "إن كل يوم يمضي من أيام الهدنة دون أن ننجز عملاً ما أو ننهي ما يقتضي لاستئناف القتال أمر في غير صالح الحكومات العربية وقواتها المقاتلة في فلسطين، ولا أريد أن أتطرق إلى العواقب الوخيمة التي ستأتي من جراء خسارتنا القتال في الميدان؛ لأن ذلك أمر واضح لا يحتاج إلى دليل، ولا شك أنه سيجلب وبالاً على البلاد العربية بأكملها لا سمح الله". ولما بدأ ميزان القتال يميل لصالح القوات الصهيونية في أرض المعركة اجتمع رؤساء أركان الجيوش العربية بالقاهرة، وتدارسوا الموقف العسكري العام، وحددوا أسباب سوء الموقف في توصيات في 11 أغسطس 1948م، وقُدِّمت هذه التوصيات إلى اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية التي كانت مجتمعة في ذلك الوقت. وكان مِن أهم هذه التوصيات: "وجوب ترك حرية العمل للعسكريين، وجعل الاعتبارات العسكرية في القتال فوق جميع الاعتبارات، وحصر جهود الحكومات العربية ومساعيها في تأمين احتياجات الجيوش وتلبية مطالبها، وبعبارة أخرى: تعبئة جميع القوى وتسخيرها للمجهود الحربي". جلوب باشا: هو القائد العسكري البريطاني اللفتنانت جنرال "سيرجون باجوت جاوب" ولد عام 1897م، و تخرج في كلية "وولتش" العسكرية عام 1914م، واشترك في الحرب العالمية الأولى بالميدان الفرنسي، ثم خدم في جيش الاحتلال الإنجليزي في العراق عام 1920م، وفي عام 1926م التحق بقوات الصحراء المحاربة للقبائل البدوية، واختير في 1939م رئيسًا لأركان حرب الجيش الأردني "الفيلق العربي"، حيث أقام علاقات واسعة في الأردن مع البدو الذين كانوا عماد الفيلق العربي. وأثناء قيادته للجيش الأردني في حرب 1948م قام بتشتيت وحدة الجيوش العربية بتسببه في كارثة تسليم "اللد" و"الرملة" إلى العصابات الصهيونية، وقد ظل "جلوب" في موقعه بالجيش الأردني إلى ما بعد العدوان الثلاثي على مصر أواخر 1956م، عندما اضطر "الملك حسين" ملك الأردن إلى الاستغناء عن خدماته عام 1957م تحت ضغط الحركة الوطنية العربية، وكما خدم "جلوب" إنجلترا عسكريًّا في العراق والأردن، فقد قام بجهود تخدم التوجهات الاستشراقية للغرب بتأليفه للعديد مِن الكتب التي تبرز العداء الشديد للإسلام، ومحاولة تشويهه بالطعن في التاريخ الإسلامي بكل شخصياته؛ بدءًا مِن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرورًا بالخلفاء الراشدين، وكل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، والتهوين مِن شأن الفتوحات الإسلامية العظيمة مِن الناحية العسكرية! ومِن مؤلفاته في ذلك: "الفتوحات العربية الكبرى - الإمبراطورية العربية - جندي مع العرب - بريطانيا والعرب - الحرب في الصحراء - قصة الفيلق العربي". وقد توفي عام 1986م (راجع: "الفتوحات العربية في ميزان الإسلام والتاريخ" تأليف لواء أ. ح. بهاء الدين حنفي - هدية مجلة الأزهر - ربيع الآخر - 1435هجريًّا). |
رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبْل قيام دولة إسرائيل (36) "دور الدروز في مساعدة يهود إسرائيل" كتبه/ علاء بكر فمما يجهله الكثيرون: الدور الذي قام به دروز فلسطين في خدمة اليهود قبْل وبعد قيام دولة فلسطين وإلى الآن. وقد كان عدد الدروز قبل قيام دولة إسرائيل حوالي 17 ألف درزي، يعيش أكثرهم في جبل الكرمل، وفي الجليل في شمال فلسطين على عادتهم في الإقامة بالجبال، يحتمون بها مِن أي إغارة عليهم، فيسكنون الأماكن العالية منها، ويزرعون ما انخفض منها، وقد أظهروا مع بدايات الهجرة اليهودية إلى فلسطين الحياد، فلما بدت الأمور تميل لصالح اليهود تعاونوا معهم، وقويت العلاقات بينهم حتى تحولت إلى تحالف بينهم حيث أمدوا اليهود بالسلاح، ونقلوا لهم ما يحتاجون إليه مِن معلومات هامة عن تحركات العرب، وعملوا كستار وغطاء في شراء الأراضي من الفلسطينيين لحساب المستوطنين اليهود، بل وشاركوا في القتال ضد الفلسطينيين فربطوا مصيرهم بمصير اليهود في فلسطين منذ بداية الصراع في المنطقة. ذكر "إسحاق سادية" أنه أرسل إلى دروز جبل الكرمل يدعوهم إلى الاتفاق على إخبارهم بتحركات العرب مقابل معاونة اليهود لهم في بيع خضرواتهم في حيفا، وذكر أيضًا أنهم كانوا نشيطين في بيع السلاح لليهود، وذكر "إسحاق بن تشفي" -الذي أصبح الرئيس الثاني لإسرائيل بعد ذلك- أنه طلب مِن الشيخ الدرزي "حسن أبو ركن" توزيع منشورات بين الطائفة الدرزية عام 1928م تطالبهم بالامتناع عن مساعدة العرب، وتحثهم على التعاون مع اليهود. وقد استفاد اليهود من علاقتهم بدروز فلسطين عندما قدِمت كتيبة مِن المقاتلين الدروز من سوريا لنصرة عرب فلسطين؛ فاستغل قادة الهاجاناة علاقتهم الوثيقة بالدروز في تحييد هذه الكتيبة الدرزية السورية بعد مفاوضات ومساعٍ بيْن الطرفين. وكانت هذه الكتيبة قد ألحقت باليهود خسائر كبيرة، وقتلوا فيمن قتلوا مِن اليهود "زهر ديان" شقيق "موشى ديان"؛ فتم الاتفاق على عودتهم لسوريا، مع السماح لمن يريد مِن أفرادها بأن ينضم للجانب اليهودي. ومِن هنا ظهرت فكرة تشكيل وحدة للأقليات في الجيش الإسرائيلي، وبعد قيام دولة إسرائيل أصبح الدروز جزءًا مِن الجيش الإسرائيلي؛ مِن مسئولياتهم حراسة الحدود، ومع ازدياد العمليات الفدائية وتسلل الفائيين عبر الحدود مع الدول العربية طلب رؤساء الطائفة الدرزية في إسرائيل عام 1954م تطبيق قانون التجنيد الإجباري على أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل حيث وافق "بن جوريون" على هذا الطلب، وأصبح على كل درزي بلغ الثامنة عشرة أن يخدم في الجيش الإسرائيلي إجباريًّا، وقد عبئت أول وحدة درزية من المجندين في الخدمة الإجبارية في مايو 1956م، وشاركت في العديد مِن العمليات والمعارك مع اليهود. وهناك العديد مِن الدروز نالوا أوسمة إسرائيلية وامتيازات لجهودهم في خدمة إسرائيل، وقد أُقيم نصب تذكاري للشيخ الدرزي "حسن أبو ركن" كشهيد درزي في المقابر العسكرية في "عوسفيا" على جبل الكرمل، لخدماته الجليلة التي قدَّمها لليهود، حيث دعا الدروز للتعاون مع اليهود في فلسطين، وانضم لمنظمة الهاجاناة كعضو فيها منذ عام 1930م، وقام بزيارة "سلطان الأطرش" سرًّا في جبل الدروز بلبنان بتكليف من اليهود لإقامة علاقات بين الدروز واليهود أفادت اليهود في مجالات مختلفة، وقد قتل الشيخ "حسن أبو ركن" كرسالة تحذير بسبب تعاونه مع اليهود، ولكن قتله لم يمنع توطد علاقة الدروز باليهود؛ لإيمان الدروز أن مستقبلهم كأقلية في فلسطين مرتبط بمستقبل اليهود. وضع الدروز في إسرائيل: لا يقل عدد الدروز في إسرائيل عن 33 ألف درزي ولا يزيدون عن 50 ألف، بالإضافة إلى 9 آلاف درزي في الجولان السورية المحتلة، وللدروز كيانهم الخاص كأقلية في إسرائيل، فقد أقر لهم الكنيست الإسرائيلي بحق معالجة مسائلهم الدينية والشخصية وفق تقاليدهم وشرائعهم، وعن طريق قضاتهم، وتأخذ أعيادهم الطابع الرسمي في إسرائيل، حيث اعتادت الحكومة الإسرائيلية إرسال مندوب لتهنئة الدروز في أعيادهم! أمثلة لزعماء دروز في تاريخ إسرائيل: - الشيخ "لبيب أبو ركن": كان يرافق أباه في لقاءاته المريبة مع المستوطنين اليهود في العشرينيات، وعاون المستوطنين اليهود بنفسه بعد موت أبيه حيث كان يمدهم بالسلاح والمؤن في سرية تامة، وأمد الهاجاناة برجال من الدروز، ولعب دورًا في شراء الأراضي من الفلسطينيين لصالح اليهود، وأصبح عضوًا بالكنيست الإسرائيلي لدورة واحدة بعد قيام دولة إسرائيل. - صالح خنيفس: داهية درزي، له دور بارز في خدمة اليهود، حيث ساعد القوات اليهودية على احتلال عدة قرى بدون خسائر في الأرواح، ونجح في إقناع العديد من الفلسطينيين ببيع أراضيهم دون أن يدركوا أن ذلك لصالح اليهود، وكان له نشاطاته قبل حرب 1948م، وظل عضوًا بالكنيست الإسرائيلي لدورتين متتاليتين. - الشيخ جبر معدي: كانت له علاقة قوية بقوات جيش الإنقاذ العربية المرابطة في "رامي" و"ترشيحا" دون معرفة هذه القوات بصلته بقوات الهاجاناة مما مكَّنه مِن تزويد اليهود بمعلومات هامة ساعدتهم على احتلال الجليل الغربي، وإلحاق خسائر فادحة بالقوات العربية، كما عاون اليهود في احتلال "ياسيف" و"أبو سنان"، كما ساعد في مد اليهود المحاصرين في "يحيعام" بالطعام معرضًا حياته للخطر إذا انكشف أمره، ساهم في إقامة الوحدة العسكرية الدرزية عام 1948م, وتجنيد الدروز في الجيش الإسرائيلي عام 1956م، وهو الدرزي الوحيد الذي ظل عضوًا عاملاً بالكنيست الإسرائيلي مدة 28 عامًا. - الشيخ مزيد عباس: من الجليل، كان أبوه يرسله وهو في العاشرة من عمره بالطعام إلى اليهود المحاصرين في مستوطنة "يحيعام"، فتمرس على التعاون معهم من صغره، عمل بالجيش الإسرائيلي 29 سنة، حتى بلغ رتبة عقيد، شغل مناصب عديدة آخرها منصب حاكم منطقة رام الله وظهر الجبل حتى أريحا بالضفة الغربية، كما عمل لفترة مساعدًا لرئيس الوزراء لشئون الدروز. - أمل نصر الدين: من مواليد 1928م، من الكرمل، حصل على وسام "محاربي إسرائيل" بعد نجاحه في مهمة سرية عام 1948م، تولى تعبئة الكتيبة الدرزية الثانية في الجيش الإسرائيلي. انضم إلى حزب الماباي "العمل حاليًا" في عام 1961م، قتل ابنه "لطفي" عام 1969م في إحدى العمليات العسكرية في إطار الجيش الإسرائيلي، انتقل إلى حزب (حيروت ) بزعامة "مناحم بيجن"، ودخل الكنيست عام 1977م إثر فوز الليكود في الانتخابات. - محمد مولى: من الجليل الغربي، من قرية (يركا) الدرزية التي فقدت الكثير من أبنائها في حروب ضد العرب، من مواليد 1932م، هو أول ضابط درزي في الجيش الإسرائيلي، تلقى دورة قادة سرايا بعد حرب 1948م، وقاد الكتيبة الدرزية الأولى في الجيش الإسرائيلي، كما أنشا وحدة استطلاع درزية بتكليف مِن "حاييم بارليف"، بلغ رتبة رائد قبل تسريحه مِن الجيش عام 1975م، انضم إلى حزب الليكود. - صالح طريف: أخوه أمين طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، درس بجامعة حيفا، وخدم في الجيش الإسرائيلي كضابط مظلات، اختير عضوًا بالكنيست وعمره 38 سنة. راجع في ذلك: "الدروز في إسرائيل" تأليف المستشار محفوظ عبد العال، الملحق الإعلامي المصري السابق بالسفارة المصرية في إسرائيل، (ط. الدار المصرية للنشر والإعلام ط. الأولى 1413هجريا - 1993م). |
رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
https://al-forqan.net/wp-content/med...s/jpg_2157.jpg صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (37) هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود؟ يزعم أصحاب الحركة الصهيونية أن أرض فلسطين عند قدوم اليهود إليها لتكوين دولتهم كانت أرضًا قاحلة غير مأهولة، تنتظر مَن يملؤها ويجعلها خصبة، ويدَّعون أن اليهود اشتروا هذه الأرض مِن أصحابها بإرادتهم، وعلى هذا قامت الدعاية الصهيونية التي راجت على الكثيرين مِن بداية القضية وإلى اليوم! لذا كان مِن الواجب الرد على هذا الكذب البيِّن، وإظهار ضلاله؛ لئلا يروج على أحد، ولإيصال الحقيقة لمن لا يعلمها. وبطلان ذلك الزعم مِن وجوه، منها: - أنه مع بدايات الهجرة اليهودية إلى فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي عَمَد بعض رجال المال مِن أثرياء اليهود المتبنين للفكرة الصهيونية إلى تشجيع هذه الهجرة بشراء أراضٍ فلسطينية، وإقامة مستعمرة (مستوطنة) لليهود عليها، وتوفير سبل الحياة المستقلة ذاتيًّا لهم فيها، لتكون نواة لمطامعهم في فلسطين، وكان عاديًّا أن يمر هذا الأمر بلا نكير؛ إذ اعتاد العرب في ظل الإسلام على وجود غير المسلمين مِن أهل الكتاب بينهم على أن يكونوا خاضعين للدولة الإسلامية بوصفهم أهل ذمة.زيادة معدلات الهجرة! ولما زادت هذه الهجرة وارتاب منها الوجهاء مِن الفلسطينيين بدأ لفت النظر إليها، ولما انكشف وعد (بلفور) ظهرت الفتاوى بمنع بيع الأراضي لليهود، والدعوة إلى ذلك. - وأعقب ذلك محاولات مِن اليهود بالترغيب تارة وبالترهيب تارة لامتلاك أراضٍ فلسطينية، واحتال اليهود على ذلك -أيضًا- باتخاذ الوسطاء مِن غير اليهود في شراء الأراضي ثم بيعها لليهود، وقد ساهم العديد مِن أعيان الدروز في هذا الاحتيال، وما استطاعوا شراءه إنما اشتروه مِن غير المقيمين في فلسطين، أو مِن أراضٍ بعيدة عن العمران والمدن والقرى الكبرى في فلسطين. - وقال اليهودي (أشير هيرش جينزبيرج) المعروف بـ(أحد عاهام)، والذي زار فلسطين عام 1891م في أوائل الدعوة الصهيونية، في مقال له بعنوان: (الحقيقة حول فلسطين): «يراودنا الاعتقاد مِن الخارج بأن فلسطين اليوم هي بلد شبه خالٍ مِن السكان، وأنها صحراء يمكن لأي أحد أن يشتري فيها كل ما يرغب مِن الأرض، وإن الحقيقة مختلفة تمامًا عن ذلك، فمن الصعب العثور في هذه البلاد على أراضٍ صالحة للزراعة دون أن تكون مزروعة، وليس المزارعون فقط الذين يحجمون عن بيع هذه الأرض الطيبة، بل كبار ملاك الأراضي أيضًا، فهناك الكثير مِن إخواننا -يعني اليهود- الذين حضروا لشراء الأرض، وبقوا في البلاد أشهرًا طويلة اجتازوها في طولها وعرضها دون أن يوفقوا في الحصول على ما حضروا مِن أجله» (راجع تاريخ القضية الفلسطينية ص 63). وعد بلفور وتمكين اليهود من الأرض - إن بريطانيا خلال الانتداب على فلسطين وفتح باب الهجرة لليهود إليها على مصراعيه عملاً بوعد (بلفور)؛ سعت إلى تمكين اليهود مِن الأرض، وتهيئة الأوضاع لجعل فلسطين وطنًا لليهود على حساب الفلسطينيين، فكان الاعتراف بالمنظمة اليهودية، ومنحها الحق في التعاون مع حكومة الانتداب لإدارة شؤون فلسطين، واتخاذ الإجراءات الضرورية لتوطين اليهود القادمين مِن كل أنحاء العالم إلى أرض فلسطين، ونظرًا لصعوبة تنازل أهل الأرض عن أرضهم لليهود فكان على بريطانيا تسهيل حصول اليهود على الأراضي الأميرية التي تحت إدارة سلطة الانتداب وغير الزراعية؛ لتحويلها إلى مستوطنات -مستعمرات-، التي لا توجد بها خدمات عامة، وقد أرهقت سلطة الانتداب البريطانية الفلسطينيين بقوانين وتشريعات للتضييق عليهم؛ مما ساعد اليهود مع الضغط بالترهيب والترغيب على الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين. حيل الإستيلاء على الأرض - وبالرغم مِن كل الوسائل المادية والخدع القانونية التي توافرت للصندوق الوطني اليهودي الذي أنشأته الحركة الصهيونية لشراء الأراضي في فلسطين، وبالرغم مِن تواطؤ الاستعمار البريطاني في كل ذلك لم يكن يملك اليهود عشية إعلان دولة إسرائيل إلا 6و5% مِن أرض فلسطين! وإنما استولت الحركة الصهيونية على الأرض بالقوة العسكرية المباشرة والتهجير الجماعي للفلسطينيين بالقوة؛ فمد الصهاينة سيطرتهم إلى 80% مِن أرض فلسطين، ففي أقل مِن عام مِن أبريل 1948م إلى مارس 1949م توسعت إسرائيل وسيطرت على مساحة تساوي 14 ضعف ما كان تحت يدها، فاحتلت 420 قرية و15 مدينة، واقترفت الكثير مِن المذابح ضد الفلسطينيين، وشردت أكثر مِن 800 ألف لاجئ انتشروا في الشتات بعد هذه النكبة المفجعة! التدمير وطرد الفلسطينيين - واستمرت إسرائيل في عملية التدمير والطرد للفلسطينيين مِن بعد ذلك حتى الآن حتى تجاوز عدد اللاجئين اليوم 4 ملايين! كما سنـَّت إسرائيل قوانين تستهدف سلب أكبر مساحة ممكنة مِن الأراضي والممتلكات مِن الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم. وكان أبرزها: قانون أملاك الغائبين الذي أُقر عام 1950م، وكان هذا القانون يستهدف تحديد الوضع القانوني لأملاك الغائبين الذين غادروا البلاد، ونقل هذه الأملاك إلى القيِّم الإسرائيلي الذي عيَّنته حكومة إسرائيل، وقد فرضت إسرائيل الحكم العسكري من عام 1948م إلى عام 1965م على المناطق التي يسكنها الفلسطينيون داخل إسرائيل لمصادرة أراضيهم، ومِن بيْن الإجراءات التي اتخذتها في هذا الإطار إعلان أي قرية منطقة عسكرية مغلقة في حال إذا قرر سكانها العودة إليها بهدف منعهم مِن ذلك! لقد فاقتْ فظائع اليهود ضد الفلسطينيين ما فعله النازيون باليهود بكثير، وتغاضى عنها الغرب تآمرًا، وتغاضت عنها هيئة الأمم المتحدة تواطؤا، فإن لدى هيئة الأمم صورًا تمثـِّل كيف لقي العرب صنوف العذاب الوحشي، ولكن هذه الصور والمستندات محفوظة في ملفات وفي خزائن هيئة الأمم؛ فهل اتخذت إجراءاتٍ لوقف اليهود عند حدهم؟! ولو أن هذه الاعتداءات كانت منصبَّة على اليهود؛ لكان للإنسانية المعذبة موقف آخر، ولحملت كافة وسائل الإعلام مِن صحافة وإذاعة وتليفزيون على العرب المتوحشين!. اعداد: علاء بكر |
رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل
https://al-forqan.net/wp-content/med...s/jpg_2178.jpg صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (38) قبول دولة إسرائيل في الأمم المتحدة في «12-5-1949م» تقدَّمت إسرائيل بطلب عضوية في منظمة الأمم المتحدة، وأظهرت استعدادها لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتقسيم فلسطين وتدويل القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وقد حدث أن كانت لجنة التوفيق المؤلفة مِن: (أمريكا، وفرنسا، وتركيا) مجتمعة في لوزان، فوقـَّعت إسرائيل على (ميثاق لوزان) متعهدة بتنفيذ قراراته؛ ولا سيما فيما يتعلق بالقدس وعودة اللاجئين، وقد رحَّبت الدول الاستعمارية بطلب العضوية لإسرائيل، وتمت الموافقة على قبول إسرائيل عضوًا بالمنظمة، وفي العام نفسه تم انتخاب أول كنيست في إسرائيل وفي «25-5-1950م» صدر تصريح ثلاثي مِن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا يؤكِّد على وجوب التزام دول المنطقة بالهدنة الدائمة بينها، جاء فيه: «إن الحكومات الثلاث تعلن أنها إذا تبينت أن أي دولة مِن هذه الدول تستعد لانتهاك حرمة الحدود لخطوط الهدنة فإنها لن تتردد لالتزاماتها بوصفها أعضاء في هيئة الأمم المتحدة في أن تتدخل باسم هيئة الأمم وخارج نطاقها». ومع ذلك فلم تلتزم إسرائيل بتعهداتها أمام الأمم المتحدة أو بالهدنة المعلنة، وهي عضو بالمنظمة يَسري عليها أحكامها، فهي صنيعة الدول الاستعمارية وربيبتها، بينما تفرض على الدول العربية كل التعهدات الدولية وإلا... ! فخرقت إسرائيل التزاماتها الدولية؛ إذ طالبت بضم غزة، ورفضت عودة اللاجئين، وربطت عودتهم بعقد اتفاق نهائي مع العرب يقوم على قبولهم لإسرائيل بوصفه أمرا واقعا, وخرقت الهدنة في مرات عديدة؛ أشهرها: «المشاركة في العدوان الثلاثي على مصر» في منتصف الخمسينيات. واستمرت إسرائيل في سياسة الإرهاب والعنف ضد الفلسطينيين بعد قيام دولة إسرائيل كما كانت قبْل قيامها، وواصلتْ طردهم طردًا جماعيًّا بالقوة، والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم في ظل تغاضٍ مِن المجتمع الدولي، وغفلة وتراخٍ مِن الحكام العرب. ومِن أمثلة ذلك: - ما وقع في قرى غزال وجابا في يوليو 1948م، وكفر برعم في نوفمبر 1948م، وكفر ياسين في فبراير 1949م، والرامة في مارس 1949م، وخصاص وقبطية وجاعونة في يونيو 1949م، والتعايسية في الجليل في يناير 1950م، وأبو عوش في يوليو 1950م، والمجدل في أغسطس 1950م، وثلاث عشر قرية صغيرة في فبراير 1951م، والبويشات في المثلث في نوفمبر 1951م، وأم الفرج في سبتمبر 1953م. - وفي الفترة مِن 1956م إلى 1959م قامت السلطات الإسرائيلية بزرع القنابل الموقوتة في الأماكن الآهلة بالسكان العرب في القرى والمدن لقتل العديد منهم وترويعهم، وقد بلغ عدد هذه القنابل المكتشفة نحو 900 قنبلة خلال عامي 1956م - 1957م فقط، في الأماكن التي يقطنها الفلسطينيون فقط. - مذبحة قرية قبية: في 14-10-1953م، نفذتها وحدة مِن الجيش النظامي الإسرائيلي بقيادة «أريل شارون»؛ حيث اقتحمت القرية بعد قصفها بالمدفعية، وقامت بإطلاق الرصاص على الأهالي ونسفت بعض المنازل، وقد قُتل مِن الفلسطينيين في تلك المجزرة 67 فلسطينيًّا، وجرح المئات. - مذبحة قرية قلقيلية: في10-10-1956م، ونفذتها قوة عسكرية إسرائيلية مع بعض المستوطنين اليهود، فتم قصف القرية بالمدفعية والطائرات، ثم تم اقتحامها، وقتل فيها 70 فلسطينيًّا. - مذبحة قرية كفر قاسم: في 29-10-1956م؛ حيث هاجم جنود الاحتلال الإسرائيلي قرية كفر قاسم، وفرضوا عليها حظر التجول، وأطلقوا النار على السكان، بما فيهم العائدون مِن الأراضي الزراعية مِن خارج القرية بعد انتهاء عملهم أثناء فرض الحظر. - مذبحة خان يونس: في 3-11-1956م.حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 250 فلسطيني مِن اللاجئين في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وتكررت نفس المجزرة في 12-11-1956م، فقتلت 275 فلسطينيًّا مِن المخيم نفسه. وقد توالت المذابح والمجازر والاعتداءات الإسرائيلية داخل فلسطين وخارجها بلا حساب أو عقاب، وبلغت ذروتها بمحاولة تهويد القدس، وطمس كل المعالم الإسلامية فيها، والتخطيط لهدم المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم المزعوم مكانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون. اعداد: علاء بكر |
| الساعة الآن : 10:57 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour