ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=94440)

ahmed1954 20-09-2010 10:03 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

- الرابع‏:‏ عن أبي ظريف عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏



http://alkalemaltayeb.jeeran.com/aqeda60.jpg


الرابع عن أبي طريف عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى رواه مسلم
الشرح
اليمين هي الحلف بالله عز وجل أو باسم من أسمائه أو صفة من صفاته ولا يجوز الحلف بغير الله لا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بجبريل ولا بأي أحد من الخلق لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت وقال من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك فمن حلف بغير الله فهو آثم ولا يمين عليه لأنها يمين غير منعقدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ولا ينبغي للإنسان أن يكثر من اليمين فإن هذا هو معنى قوله تعالى واحفظوا أيمانكم على رأي بعض المفسرين قالوا : واحفظوا أي : لا تكثروا الحلف بالله وإذا حلفت فينبغي أن تقيد اليمين بالمشيئة فتقول : والله إن شاء الله لتستفيد بذلك فائدتي عظيمتين الفائدة الأولى : أن يتيسر لك ما حلفت عليه والفائدة الثانية : أنك لو حنثت فلا كفارة عليك واليمين التي توجب الكفارة هي اليمين على شيء مستقبل أما اليمين على شيء ماض فلا كفارة له ولكن إذا كان الحالف كاذبا فهو اثم وإن كان صادقا فلا شيء عليه ومثاله لو قال قائل : والله ما فعلت كذا فهنا ليس عليه كفارة صدق أو كذب لكن إن كان صادقا أنه لم يفعله فهو سالم من الإثم وإن كان كاذبا أنه قد فعله فهو آثم واليمين التي فيها الكفارة هي اليمين على شيء مستقبل فإذا حلفت على شيء مستقبل فقلت : والله لا أفعل كذا فهنا نقول : إن فعلته فعليك الكفارة وإن لم تفعله فلا كفارة عليك فهذه يمين منعقدة ولكن هل الأفضل أن أفعل ما حلفت على تركه أو الأفضل أن لا أفعل ؟ في هذا الحديث بين النبي عليه الصلاة والسلام أنك إذا حلفت على يمين ورأيت غيرها أتقى لله منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو أتقي فإذا قال قائل : والله لا أكلم فلانا وهو مسلم فإن الأتقى لله أن تكلمه لأن هجر المسلم حرام فكلمه وكفر عن يمينك ولو قلت : والله لا أزور قريب فهنا نقول : زيارة القريب صلة رحم وصلة الرحم واجبة فصل قريبك وكفر عن يمينك لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير وعلى هذا فقس الخلاصة أن نقول : اليمين على شيء ماض لا يبحث فيها عن الكفارة لأنه ليس فيها الكفارة لكن إما أن يكون الحالف سالما أو يكون آثما اليمين على المستقبل هي التي فيها الكفارة فإذا حلف الإنسان على شيء مستقبل وخالف ما حلف عليه وجت عليه الكفارة إلا أن يقرن يمينه بمشيئة الله فيقول إن شاء الله فهذا لا كفارة عليه ولو خالف والله الموفق



ahmed1954 24-09-2010 01:34 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
الخامس‏:‏ عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال ‏:‏ اتقوا الله ، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي، في آخر كتاب الصلاة وقال ‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏



ahmed1954 24-09-2010 01:37 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

ahmed1954 24-09-2010 01:39 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
عن أبي إمامة صدي بن عجلان الباهي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: (( اتقوا الله، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، و أطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم))([18]) رواه الترمذي، في آخر كتاب الصلاة وقال: حديث حسن صحيح)).
الشرح

كانت خطب الرسول عليه الصلاة والسلام علي قسمين: خطب راتبة وخطب عارضة. فأما الراتبة: فهي خطبة في الجمع والأعياد، فانه صلي الله عليه وسلم كان يخطب الناس في كل جمعة وفي كل عيد، واختلف العلماء_ رحمهم الله_ في خطبة صلاة الكسوف، هل هي راتبة أو عارضة، وسبب اختلافهم: إن الكسوف لم يقع في عهد النبي صلي الله عليه وسلم إلا مرة واحدة، ولما صلي قام فخطب الناس عليه الصلاة والسلام، فذهب بعض العلماء فذهب بعض العلماء إلى إنها من الخطب الراتبة، وقال: إن الأصل إن ما شرعه النبي صلي الله عليه وسلم فهو ثابت مستقر، ولم يقع الكسوف مرة أخرى فيترك النبي صلي الله عليه وسلم الخطبة، حتى نقول إنها من الخطب العارضة. وقال بعض العلماء: بل هي من الخطب العارضة، التي إن كان لها ما يدعوا إلها خطب وإلا فلا، ولكن الأقرب إنها من الخطب الراتبة، وانه يسن للإنسان إذا صلي صلاة الكسوف إن يقوم فيخطب الناس ويذكرهم ويخوفكم كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم. أما الخطب العارضة فهي التي يخطبها عند الحاجة أليها، مثل خطبته صلي الله عليه وسلم حينما اشترط أهل بريرة_ وهي جارية اشترتها عائشة رضي الله عنها_ فاشترط أهلها إن يكون الولاء لهم، ولكن عائشة_ رضي الله عنها_ لم تقبل بذلك، فأخبرت النبي صلي الله عليه وسلم فقال: (( خذيها فاعتقيها، واشترطي لهم الولاء، ثم قام فخطب الناس واخبرهم إن الولاء لمن اعتق))([19]). وكذلك خطبته حين شفع أسامة بن زيد_ رضي الله عنه_ في المرأة المخزومية، التي كانت تستعير المتاع فتجدده، فأمر النبي صلي الله عليه وسلم إن تقطع يدها، فاهم قريشا شانها، فطلبوا من يشفع لها إلى الرسول صلي الله عليه وسلم، فطلبوا من أسامة بن زيد_ رضي الله عنهما_ إن يشفع، فشفع، ولكن النبي صلي الله عليه وسلم قال له: (( أتشفع في حد من حدود الله)) ثم قال(( فخطب الناس واخبرهم بان الذي اهلك من كان قبلنا انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد))([20].) وفي حجة الوداع خطب النبي صلي الله عليه وسلم يوم عرفة، وخطب يوم النحر، ووعظ الناس وذكرهم، وهذه خطبة من الخطب الرواتب التي يسن لقائد الحجيج إن يخب الناس كما خطبهم النبي صلي الله عليه وسلم. وكان من جملة ما ذكر في خطبته في حجة الوداع، انه قال: (( يا أيها الناس اتقوا ربكم)) وهذه كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ )(النساء: من الآية1)، فأمر الرسول صلي الله عليه وسلم الناس جميعا إن يتقوا ربهم الذي خلقهم، و أمدهم بنعمه، واعدهم لقبول رسالاته، فأمرهم إن يتقوا الله. وقوله: (( وصلوا خمسكم)) أي: صلوا الصلوات الخمس التي فرضها الله_ عز وجل_ علي رسوله صلي الله عليه وسلم. وقوله: (( وصوموا شهركم)) أي: شهر رمضان. وقوله: (( وأدوا زكاة أموالكم)) أي: أعطوها مستحقيها ولا تبخلوا بها. وقوله: (( أطيعوا أمراءكم)) أي: من جعلهم الله أمراء عليكم، وهذا يشمل أمراء المناطق والبلدان، ويشمل الأمير العام: أي أمير الدولة كلها، فان الواجب علي الرعية طاعتهم في غير معصية الله، أما في معصية الله فلا تجوز طاعتهم ولو أمروا بذلك، لان طاعة المخلوق لا تقدم علي طاعة الخالق جل وعلا، ولهذا قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )(النساء: من الآية59). فعطف طاعة ولاة الأمور علي طاعة الله تعالى ورسوله صلي الله عليه وسلم وهذا يدل علي إنها تابعة، لان المعطوف تابع للمعطوف عليها مستقل، ولهذا تجد إن الله جل وعلا قال: (ا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)(النساء: من الآية59)، فأتى بالفعل ليتبن بذلك إن طاعة النبي صلي الله عليه وسلم طاعة مستقلة أي: تجب طاعته استقلالا كما تجب طاعة الله، ومع هذا فان طاعته من طاعة الله واجبة، فان النبي صلي الله عليه وسلم لا يأمر إلا بما يرضي الله، أما غيره من ولاة الأمور فانهم قد يأمرون بغير ما يرضي الله، ولهذا جعل طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله. ولا يجوز للإنسان إن يعصي ولاة الأمور في غير معصية الله ويقول إن هذا ليس بدين، لان بعض الجهال، إذا نظم ولاة الأمور أنظمة لا تخالف الشرع، قال: لا يلزمني إن أقوم بهذه الأنظمة، لأنها ليست بشرع، لأنها لا توجد في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، وهذا من جهله، بل نقول: إن امتثال هذه الأنظمة موجود في كتاب الله ، موجود في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، قال الله: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة انه أمر بطاعة ولاة الأمور ، ومنها هذا الحديث، فطاعة ولاة الأمور فيما ينظمونه مما لا يخالف أمر الله تعالى ورسوله صلي الله عليه وسلم مما أمر الله به ورسوله صلي الله عليه وسلم. ولو كنا لا نطيع ولاة الأمور إلا بما أمر الله تعالى به ورسوله صلي الله عليه وسلم لم يكن للأمر بطاعتهم فائدة، لان طاعة الله تعالى ورسوله مأمور بها، سواء أمر بها ولاة الأمور أم لم يأمروا بها، فهذه الأمور التي أوصى بها النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع: تقوي الله، والصلوات الخمس، والزكاة، والصيام، وطاعة ولاة الأمور، هذه من الأمور الهامة التي يجب علي الإنسان إن يعتني بها، وان يمتثل أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم فيها، والله اعلم.

ahmed1954 12-12-2010 02:25 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

ahmed1954 12-12-2010 02:28 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
اليقين والتوكل

قال الله تعالى‏:‏ ‏{ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا‏:‏ هذا ما وعدنا الله ورسوله،وصدق الله ورسوله، وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً} ‏(‏‏(‏الأحزاب ‏:‏ 22‏)‏‏)‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناًوقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل‏.‏ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوءٌواتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران ‏:‏ 173‏:‏ 174‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وتوكل على الحي الذي لا يموت‏}‏(‏‏(‏الفرقان ‏:‏ 58‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{وعلى الله فليتوكل المؤمنون‏}‏ ‏(‏‏(‏إبراهيم‏:‏11‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{فإذا عزمت فتوكل على الله‏} ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏159‏)‏‏)‏‏.‏ والآيات في الأمر بالتوكل كثيرة معلومة‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{ومن يتوكل على اللهفهو حسبه‏}‏ ‏(‏‏(‏ الطلاق ‏:‏3‏)‏‏)‏ أي‏:‏ كافية‏:‏ وقال تعالى ‏:‏‏{إنما المؤمنونالذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهميتوكلون‏}‏ ‏(‏‏(‏الأنفال ‏:‏ 2‏)‏‏)‏

جوهر الشفاء 12-12-2010 09:39 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
مرررررررررررره حــــــــــــــلووووووووووووو

ahmed1954 13-12-2010 07:53 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

ابو المعتصم كحيل 20-12-2010 04:22 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
نرجو منكم قرائة الفاتحه لروح ولدتي
رحمها الله
ولكم مني خالص الشكر والعرفان ارجوكم ان تدعو لها
http://up7.up-images.com/up//view.php?file=c42c7ac9d1

ahmed1954 28-12-2010 02:20 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
دعاء للمتوفي

اللهم اغفر له وأرحمه وعافه واعف عنه واكرم نزلها ووسع مدخله- إن كانت محسناً فزد في حسناته وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه اللهم وسع في قبره ونور له فيه


كود بلغة HTML:

http://www.ahdaf.info/up/media/audio/do3a-motwfi1.rm

ahmed1954 01-01-2011 01:22 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. (رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح)
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم :(( اتق الله حيثما كنت )) أي اتقه في الخلوة كما تتقيه في الجلوة بحضرة الناس ، واتقه في سائر الأمكنة والأزمنة. مما يعين على التقوى استحضار أن الله تعالى مطلع على العبد في سائر أحواله ، قال الله تعالى :{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم يُنَبِّئُهم بما عملوا يوم القيامة إنّ الله بكل شيء عليم } [المجادلة:7]. والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات .
وقوله صلى الله عليه وسلم :(( وأتبع السيئه الحسنة تمحها )) أي إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها .
اعلم : أن ظاهر هذا الحديث يدل على أن الحسنة لا تمحو إلا سيئة واحدة ، وإن كانت الحسنة بعشر ، وأن التضعيف لا يمحو السيئه ، وليس هذا على ظاهره ، بل الحسنة الواحدة تمحو عشر سئيات . وقد ورد في الحديث ما يشهد لذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((تُكِّبرون دبر كل الصلاة عشراً وتحمدون عشراً وتُسبِّحون عشراً فذلك مَائة وخمسون باللسان وألف وخمسائة في الميزان )).
ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( أيكم يفعل في اليوم الواحد ألفاً وخمسمائة سيئة ))دل على أن التضعيف يمحو السيئات . وظاهر الحديث : أن الحسنة تمحو السيئة المتعلقة بحق الله تعالى ، أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة ، فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد ، ولا بد أن يعين له جهة الظلامة ، فيقول : قلت عليك كيت وكيت .
وفي الحديث دليل على أن محاسبة النفس واجبة ، قال صلى الله عليه وسلم :(( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )) . وقال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتَنظُر نفسُ ما قدمت لغد ٍ} [الحشر:18].
قوله صلى الله عليه وسلم : (( وخالق الناس بخلق حسن )).. اعلم أن الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس ، وإلى كف الأذى عنهم ،قال صلى الله عليه وسلم : (( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوه ا ببسط الوجه وحسن الخلق )).
وعنه صلى الله عليه وسلم : (( خيركم أحسنكم أخلاقا ً)).
وعنه صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال ؟ قال :(( حسن الخلق )) ، وهو على ما مر أن أن لا تغضب .
ويقال : اشتكى نبي إلى ربه سوء خلق امرأته ، فأوحى الله إليه : قد جعلت ذلك حظك من الأذى .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وخيارهم خيارهم لنسائهم )) .
وعنه صلى الله عليه وسلم : (( إن الله اختار لكم الإسلام ديناً فأكرموه بحسن الخلق والسخاء ، فإنه لا يكمل إلا بها )).
وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } [الأعراف : 199].
قال في تفسير ذلك : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.
وقال الله تعالى :{ اُدْفَعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } [فصلت:34].
وقيل في تفسير قوله تعالى :{ وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم } [القلم:4].
قال : كان خلقه القرآن ، يأتمر بأمره وينزجر بزواجره ، ويرضى لرضاه ، ويسخط لسخطه صلى الله عليه وسلم.

ahmed1954 28-01-2011 01:19 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

ثمرات اليقين والتوكل على الله بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,
ثمرات اليقين والتوكل على الله

قال الله تعالى

( ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم الله ايمانا وقالوا , حسبنا الله ونعم الوكيل )

سبحان الله العظيم فكنت سابقا من سنتين اتعالج عن شيخ معروف
أصابتني اكثر من نفس وعين
وتعالجت ربما ان اعراض العين مازالت موجودة بي لكن خفت بكثير ولله الحمد
فكان اثر هذا الآية عجيب عندما يقرأها الشيخ علي ويرددها ثلاث مرات
يارب أسالك العفو والعافية والحمدلله بخير
فالإنسان ربما يصاب بالعين رغم ان العائن لم يقصد الأذى له
ربما من عجب او استحسان ولم يذكر الله
نرجع للموضوع الرئيسي التوكل وثمراته الله يجعلنا من المتوكلين على الله
ويعطينا حسن التوكل
قال تعالى ( وتوكل على الحي الذي لايموت )
( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
( فاذا عزمت فتوكل على الله )
( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
أي كافيه من كل ما أهمه وشغل باله وكذلك كافيه من كل شر

وأن التوكل على الله هو الثقة بالله والإيقان بأن قضاء الله ماض
وإتباع سنة نبيه في السعي فيما لابد منه من الأسباب من مطعم ومشرب وغيرها
لهذا لما قال أهل اليمن نحن المتوكلون و أنزل الله فيهم قرآن يتلى الى يوم القيامة
( وتزودوا – فان خير الزاد التقوى ) و لابد من الأخذ بالأسباب وبعدها التوكل

عندما قال الإعرابي لرسول الله أأعقلها ام أتوكل على الله
قال سول الله عليه الصلاة والسلام أعقل وتوكل .

وعنه قال كان آخر كلام إبراهيم حين ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل.

فكان الامر الرباني الفوري من الله عز وجل ( يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم)

وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول
لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا
أي معنى هذا( تذهب العصافير أول النهار خماصا أي خاصرة البطون فارغه من الجوع
وترجع آخر النهار بطانا ممتلئة البطون)

وأمنا هاجر عندما تركها ابراهيم وابنها اسماعيل في صحراء قافرة عند بيت الله المحرم
وترك معهم جرابا من تمر وسقاء من ماء فما تبعته وقالت له يا ابراهيم لمن تدعنا
فلم يجبها 3 مرات فقالت له آ الله امرك بهذا فقال نعم
فقالت إذن لن يضيعنا – يقين كامل على الله

ومن ثمرات – التوكل على الله واليقين
انشراح الصدر راحة البال والفكر وقوة الإنسان في جميع شأنه

وتجده كذلك من أهل القول السديد والرأي الراجح
واستجلاب الرزق كذلك حيث انه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطأه
وكذلك يعلم انه لو أجتمعت الانس والجن
على ان ينفعوه بشيء لم يكن قد كتبه الله له لن ينفعوه
إلا بشيء قد كتب له
ولو اجتمعوا على ان يضروه بشيء لن يضروه الا بشيء قد كتبه الله عليه
لهذا كان المصطفى يقول في دبر صلاته ( اللهم لامانع لما أعطيت ولما عطي لما منعت ) .



وعن أم المؤمنين أم سلمة ان النبي اذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله , ولاحول ولا قوة الا بالله . يقال له هديت وكفيت ووقيت , ويتنحى عنه الشيطان سائر يومه - فيقول الشيطان لشيطان آخر – كيف لك برجل ( قد هدي وكفي ووقي ؟؟ ) وكذلك اللهم اني اعوذ بك ازل وأو أوزل أو اضل او أضل أو أجهل أو يجهل علي او أظلم ا و أظلم .( وهذا دعاء مهم جدا عن الخروج من البيت ليتحصل الانسا ن على حفظ الله له)

قال سعيد بن جبير رضى الله عنه : التوكل جماع الإيمان , ومن سره ان يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ولقد كان دعاء المصطفى : اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته, وكذلك اللهم اني اسألك صدق التوكل عليك . يا سبحان الله اليس الله جل جلاله يقول

اليس الله بكاف عبده بلا والله يارب انك كافي عبدك اللهم اني اشهدك واشهد حملة عرشك بأنك كاف عبدك وانا من هذ المقام ادعوك حيث قلت وقولك الحق
ادعوني استجب لكم
وكذلك واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني بأن تكفيني
وتكفي كل من يقرأ رسالتي وتكفي والدينا وكل من له حق علينا ويعز علينا
ما أهمنا في هذه الدنيا والآخرة وتكفينا شر الاشرار . ومكر وكيد الفجار
والحاسدين وتكفينا عذاب الدنيا وعذاب الآخرة
وتكفينا من شر ماخلقت ومن شر حاسد اذا حسد ومن شر النفاثات في العقد
ومن شر كل دآبة انت آخذ بناصيتها ومن همزات الشياطين
ونعوذك بك ربي ان يحضرون
وان لاتكلنا لأنفسنا طرفة عين.
اللهم آمين




ثمرات اليقين والتوكل على الله بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,
ثمرات اليقين والتوكل على الله

قال الله تعالى

( ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم الله ايمانا وقالوا , حسبنا الله ونعم الوكيل )

سبحان الله العظيم فكنت سابقا من سنتين اتعالج عن شيخ معروف
أصابتني اكثر من نفس وعين
وتعالجت ربما ان اعراض العين مازالت موجودة بي لكن خفت بكثير ولله الحمد
فكان اثر هذا الآية عجيب عندما يقرأها الشيخ علي ويرددها ثلاث مرات
يارب أسالك العفو والعافية والحمدلله بخير
فالإنسان ربما يصاب بالعين رغم ان العائن لم يقصد الأذى له
ربما من عجب او استحسان ولم يذكر الله
نرجع للموضوع الرئيسي التوكل وثمراته الله يجعلنا من المتوكلين على الله
ويعطينا حسن التوكل
قال تعالى ( وتوكل على الحي الذي لايموت )
( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
( فاذا عزمت فتوكل على الله )
( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
أي كافيه من كل ما أهمه وشغل باله وكذلك كافيه من كل شر

وأن التوكل على الله هو الثقة بالله والإيقان بأن قضاء الله ماض
وإتباع سنة نبيه في السعي فيما لابد منه من الأسباب من مطعم ومشرب وغيرها
لهذا لما قال أهل اليمن نحن المتوكلون و أنزل الله فيهم قرآن يتلى الى يوم القيامة
( وتزودوا – فان خير الزاد التقوى ) و لابد من الأخذ بالأسباب وبعدها التوكل

عندما قال الإعرابي لرسول الله أأعقلها ام أتوكل على الله
قال سول الله عليه الصلاة والسلام أعقل وتوكل .

وعنه قال كان آخر كلام إبراهيم حين ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل.

فكان الامر الرباني الفوري من الله عز وجل ( يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم)

وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول
لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا
أي معنى هذا( تذهب العصافير أول النهار خماصا أي خاصرة البطون فارغه من الجوع
وترجع آخر النهار بطانا ممتلئة البطون)

وأمنا هاجر عندما تركها ابراهيم وابنها اسماعيل في صحراء قافرة عند بيت الله المحرم
وترك معهم جرابا من تمر وسقاء من ماء فما تبعته وقالت له يا ابراهيم لمن تدعنا
فلم يجبها 3 مرات فقالت له آ الله امرك بهذا فقال نعم
فقالت إذن لن يضيعنا – يقين كامل على الله

ومن ثمرات – التوكل على الله واليقين
انشراح الصدر راحة البال والفكر وقوة الإنسان في جميع شأنه

وتجده كذلك من أهل القول السديد والرأي الراجح
واستجلاب الرزق كذلك حيث انه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطأه
وكذلك يعلم انه لو أجتمعت الانس والجن
على ان ينفعوه بشيء لم يكن قد كتبه الله له لن ينفعوه
إلا بشيء قد كتب له
ولو اجتمعوا على ان يضروه بشيء لن يضروه الا بشيء قد كتبه الله عليه
لهذا كان المصطفى يقول في دبر صلاته ( اللهم لامانع لما أعطيت ولما عطي لما منعت ) .



وعن أم المؤمنين أم سلمة ان النبي اذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله , ولاحول ولا قوة الا بالله . يقال له هديت وكفيت ووقيت , ويتنحى عنه الشيطان سائر يومه - فيقول الشيطان لشيطان آخر – كيف لك برجل ( قد هدي وكفي ووقي ؟؟ ) وكذلك اللهم اني اعوذ بك ازل وأو أوزل أو اضل او أضل أو أجهل أو يجهل علي او أظلم ا و أظلم .( وهذا دعاء مهم جدا عن الخروج من البيت ليتحصل الانسا ن على حفظ الله له)

قال سعيد بن جبير رضى الله عنه : التوكل جماع الإيمان , ومن سره ان يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ولقد كان دعاء المصطفى : اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته, وكذلك اللهم اني اسألك صدق التوكل عليك . يا سبحان الله اليس الله جل جلاله يقول

اليس الله بكاف عبده بلا والله يارب انك كافي عبدك اللهم اني اشهدك واشهد حملة عرشك بأنك كاف عبدك وانا من هذ المقام ادعوك حيث قلت وقولك الحق
ادعوني استجب لكم
وكذلك واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني بأن تكفيني
وتكفي كل من يقرأ رسالتي وتكفي والدينا وكل من له حق علينا ويعز علينا
ما أهمنا في هذه الدنيا والآخرة وتكفينا شر الاشرار . ومكر وكيد الفجار
والحاسدين وتكفينا عذاب الدنيا وعذاب الآخرة
وتكفينا من شر ماخلقت ومن شر حاسد اذا حسد ومن شر النفاثات في العقد
ومن شر كل دآبة انت آخذ بناصيتها ومن همزات الشياطين
ونعوذك بك ربي ان يحضرون
وان لاتكلنا لأنفسنا طرفة عين.
اللهم آمين



بنت ابي عباده 16-04-2011 08:54 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
اخوتي با لله جزكم الله خير الجزا ضعو خطه يوميه نعمل بها في المنتدا يعني
على سبيل المثال في يوم الاحد يكون اسغفار وفي يوم الاثنين يكون صيام وهكذا جزاكم الله خيرا وضعو جدول ومىشر لل العمل وسابقو الى العمل الصالح ولنكن من الذين اسغفرت لهم الملكه امين

ahmed1954 19-05-2011 04:27 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
http://img68.imageshack.us/img68/7630/60ra.gif


و كان لا يتطير من شئ صلوات الله و سلامه عليه

لذا يجب على المسلم أن يتوكل على الله تعالى ويجعل قلبه معلقا بخالقه في كافة أموره
ومن ذلك عليه أن يأخذ بأسباب طلب الرزق
فيخرج ويسعى ويعمل
فيغنيه الله تعالى من فضله ويعفه عن سؤال الناس



والمقصود بقوله صلى اللّه عليه وسلم(لرزقكم كما يرزق الطير.....)

http://emanmatr.jeeran.com/عصفور3.gif
معناه أنها تذهب أول النهار خماصاً

http://emanmatr.jeeran.com/عصفور13.gif

أي ضامرة البطون من الجوع

وتتجه إلى غير وجهة محددة

http://emanmatr.jeeran.com/عصفور10.gif

تطير وتبحث وتسعى ثم ترجع آخر النهار بطاناً أي ممتلئة البطون.

ومسألة الرزق والبحث عن لقمة العيش من الهموم التي تسيطر على كثير من الناس
فترى بعض الناس قد تغرب عن أهله ووطنه
وآخرين قد ظهر على وجوههم التعب والإجهاد من آثار السعي في جمع المال
وعلى صعيد آخر يعيش مجموعات من الموظفين والعمال تحت رحمة أرباب الأعمال والكفلاء فترى الواحد منهم يعصره همه الخصومات من مرتبه فنهاره يترقب القرارات الصادرة من رئيسه التي تتعلق به وبراتبه وفي الليل تسيطر عليه كوابيس شتى فهو يعيش في رق الوظيفة ليله ونهاره

http://www.nshj.com/up-pic/uploads/c918de7f3b.jpg

وشرع الله لا يهمل مسألة الرزق وكسب العيش بل إن التمسك بشرع الله حقاً من أعظم أسباب الرزق وذلك أن تعمل بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والتوكل على الله حق التوكل وذلك بأن يعتمد القلب على الله وحده فتُظهِر عجزك واعتمادك على خالقك

والرزق في الدنيا والسعي فيها أمر يحرص عليه كل مسلم بلا استثناء
ولا شك بأن العاقل هو من يسلك الأسباب الشرعية والتي هي من أسباب الرزق

ومن ذلك فإن أعظم أسباب الرزق
التوبة إلى الله والرجوع إليه واستغفاره قال الله تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً )

سماء الإسلام 23-05-2011 10:21 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
http://www.islamicsky.com/zx.gif

ahmed1954 30-06-2011 10:21 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

التوكّل هو الثقة بما عند الله واليأس مما في أيدي الناس، أو هو تفويض الأمر إلى الله عز وجل والالتجاء إليه والاعتماد عليه في الأمور كلّها.
وقد كان فهم الرعيل الأول والسلف الصالح من الصحابة والتابعين للتوكل حقّ الفهم، ولذلك قاموا بعظائم الأمور وأنجزوا أعظم الإنجازات وحقّقوا ما يشبه المعجزات.
وهذا بخلاف ما عليه حال المسلمين اليوم ولا سيما بعد أن ضعف إيمانهم وطغى على نفوسهم وعقولهم طغيان المادة وأصبحوا يقيسون الأموربمقياس قدرتهم البشرية المحدودة، فبعدوا عن فهم حقيقة التوكّل وصارت عبارة: توكلت على الله، عبارة جوفاء فارغة من المعنى الصحيح وروح الإيمان.إننا نرى كثيرا من الناس، إذا ذكر التوكّل، ينصبّ تفكيرهم مباشرةعلى الأخذ بالأسباب والمسببات، لذلك يطلقون التوكّل ويلحقون به مباشرةحديث:"اعقلها وتوكل".
فصار الحديث يستعمل لإضعاف معنى التوكّل وليس لتقويته ودفع ما تتوهمه النفوس والعقول من ترك الأخذ بالأسباب والمسببات أي أنّ الناس يستعملون الحديث في غير موضعه وعلى خلاف مقصده.

إن التوكل ثابت بنصوص قرآنية قطعية الدلالة منها:
قوله سبحانه وتعالى:{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّل الْمُؤْمِنُونَ}،
وقوله سبحانه وتعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}،
وقوله سبحانه وتعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}،
وقوله سبحانه وتعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}،
وقوله سبحانه وتعالى: { فَإِذَاعَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

كما وردت أحاديث نبوية كثيرة صريحة في الدلالة على التوكل، منها: عن ابن عباس أن رسول الله http://www.nourcafe.com/forum/images/smilies/sal.gif قال: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون"(رواه البخاري)، وعن عمر بن الخطاب أنه سمع نبي الله http://www.nourcafe.com/forum/images/smilies/sal.gif يقول: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدوخماصا وتروح بطانا" (رواه أحمد)،
وعن أنس بن مالك أن النبي http://www.nourcafe.com/forum/images/smilies/sal.gif قال: "إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله وتوكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله. قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين .فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟" (رواه أبوداود)، وعن المغيرة بن شعبة عن النبي http://www.nourcafe.com/forum/images/smilies/sal.gif قال: "من اكتوى أو استرقى،فقد برئ من التوكل" (رواه الترمذي).

فطلب التوكّل على الله في هذه الأدلة كلها، لم يأت مقرونا بشرط أو قيد، بل جاء مطلقا في الطلب، فيكون من الواجب على كل مسلم أن يتوكل على الله بشكل مطلق في كل أمر من الأمور وفي كل عمل من الأعمال.
أما حديث "اعقلها وتوكل"فليس ناسخا لما قبله.

عن أنس بن مالك قال: قال رجل: "يا رسول الله أعقلها وأتوكل، أوأطلقها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل" (رواه الترمذي). فالنبي http://www.nourcafe.com/forum/images/smilies/sal.gif حين رأى سوء فهم الأعرابي للمسألة، علّمه أنّ التوكل لا يعني ترك الأخذب الأسباب والمسببات؛ فهو مطالب بالتوكل وبالأخذ بالأسباب والمسببات معا.

إن عظائم الأمور والمنجزات الكبيرة لا يمكن تحقيقها من قبل الذين حدوا قدرتهم بحدود الطاقة البشرية والقوى الإنسانية؛ لأنها إذا نظرإليها الإنسان قصرت همته وضاق أفقه عن الإبداع بحكم ارتباطها بالمحدود.ولكن إذا آمن الإنسان حق الإيمان بأن وراءه قوة غير محدودة تساعده على تحقيق مطالبه وأهدافه فإنه بلا ريب يندفع إلى الأمام في عزم لتحقيق المنجزات الرائعة والأعمال العظيمة. وعليه فإن التوكّل على الله، إذا فهم حق الفهم، كان دافعا للنهضة والرقي والسيادة، ولذلك فهو من أعظم مقوّمات الأمة الإسلامية ومن أهمّ الأفكار التي يجب على المسلمين فهمها والوعي عليها والتقيّد بها.

قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ , فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.

ahmed1954 25-07-2011 10:34 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 



عشرة قواعد في الإستقامة


عرف ابن القيم الاستقامة بأنها :

القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد .


القاعدة الأولى :
أن الاستقامة منَة من الله وهبة منه ، فيتضرع العبد لله عز وجل أن يرزقه الله إياها وأن يثبته عليها .


القاعدة الثانية :
أن حقيقة الاستقامة هي لزوم المنهج القويم والصراط المستقييم .

http://www.kheel.net/40na/Images/21.gif



القاعدة الثالثة :
أن أصل الاستقامة استقامة القلب فقد روى الإمام أحمد في مسنده وابن أبي الدنيا عن أنس رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ،ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه ) حسنه الألباني .

القاعدة الرابعة :
أن الاستقامة المطلوبة من العبد هي السداد ( وهو إصابة السنة )
فإن لم يستطع فالمقاربة . وذكر لطيفة
في قوله تعالى { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ }[سورة فصلت: 6]
أنه سبحانه لما أمر بالاستقامة أمر بالاستغفار بعدها لعدم حصول كمال الاستقامة كما أمر .

القاعدة الخامسة :
أن الاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والنيات والأحوال وأشار إلى حديث أنس السابق ولما في
الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... ألا وإن في
الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .

القاعدة السادسة :
أن الاستقامة لا تكون إلا لله ( خالصة له ) ،
وبالله ( مستعان عليها به - حصولا وثباتا -) وعلى أمرالله ( على صراطه الذي أمر به ) .

القاعدة السابعة :
أن الواجب على العبد ألا يتكل على عمله ويغتر به مهما صلح ذلك العمل .
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْاوَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } [سورة المؤمنون: 60].
جاء عند الترمذي أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }
قالت عائشة : هم الذين يشربون الخمر ويسرقون. قال : لا يا بنت الصديق ، ولكنهم
الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات ) صححه الألباني .

القاعدة الثامنة :
أن من هُدي في الدنيا إلى الصراط المستقيم وبقدر ثباته عليه تكون هدايته وثباته على الصراط المنصوب على ظهر جهنم يوم القيامة .
( وهذه القاعدة في نظري من أهم القواعد في الثبات على الاستقامة إذا استحضرها العبد في كل أحواله ) .

القاعدة التاسعة :
أن الشبهات والشهوات قواطع تصرف عن الاستقامة وذكر ههنا حديث عظيم ، عن ابن مسعود رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعند رأس الصراط داع يقول: استقيموا على الصراط ولا تعوجوا ، وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال:
ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه .
ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام وأن الأبواب المفتحة محارم الله
وأن الستور المرخاة حدود الله وأن الداعي على رأس الصراط هو
القرآن وأن الداعي من فوقه واعظ الله في قلب كل مؤمن )
. رواه وأحمد والترمذي وصححه الألباني في المشكاة .

القاعدة العاشرة :
أن مشابهة المغضوب عليهم والضالين من أسباب الانحراف عن الصراط المستقيم .
وختم حفظه الله محاضرته بما نقله ابن القيم من كلام شيخ الإسلام :
أعظم الكرامة لزوم الاستقامة .


رزقنا الله وإياكم الاستقامة
والثبات عليها وأخلص نياتنا وأصلح أعمالنا

http://i4.tagstat.com/image06/d/dca5/00ho052LtOB.gif

اثبت وجودك..http://www.alawda.org/quran/nk/laatkra.gif تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

التوقيع:

ahmed1954 25-07-2011 10:43 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 

قال الله تعالى‏:‏‏{فاستقم كماأمرت‏}‏ ‏(‏‏(‏هود ‏:‏ 112‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏‏{ إن الذين قالوا ربناالله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنةالتي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهيأنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم‏}‏‏(‏‏(‏فصلت ‏:‏ 30، 32‏)‏‏)‏وقال تعالى ‏{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هميحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون‏}‏(‏‏(‏ الأحقاف ‏:‏ 13،14‏)‏‏)‏‏.‏
85 - وعن أبيعمرو، وقيل‏:‏ أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول اللهقل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏قل آمنت بالله‏:‏ ثماستقم‏"‏‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
86 - وعن أبيهريرة رضي الله عنه ‏:‏ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا،واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله‏"‏ قالوا‏:‏ ولا أنت يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏‏"‏ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواهمسلم‏)‏‏)‏‏.‏

أمجاد الجنوب 03-11-2011 02:59 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
جـــــــزاكــ الله خيـــــــــــراً

ahmed1954 18-02-2012 02:48 AM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
http://islam.makcdn.com/image18676_500_361/500X361.jpg


http://4.bp.blogspot.com/-rwwvSndvhB...1268491502.gif


http://sfiles.d1g.com/photos/31/14/3921431_max.jpg

ahmed1954 19-01-2015 01:16 PM

رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين
 
حمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
أمَّا بعدُ:
فإنَّ الاستِقامة هي لُزُوم طاعة الله - عزَّ وجلَّ - وطاعة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومن جوامِع كلام الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: قولُه للصحابي سفيان بن عبدالله - رضِي الله عنْه - حين سألَه قائلاً: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرَك، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قُلْ: آمنت بالله، ثم استقم))؛ رواه مسلم؛ أي: استَقِم بعد الإيمان بالله، وهو لُزُوم طاعة الله، حيث لا يجدك حيث نَهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.

وقد أمَر الله - سبحانه وتعالى - نبيَّه محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأتباعه من المؤمِنين بالاستِقامة على الدين؛ كما قال - تعالى -: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 112]، وقد قال عنها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((شيَّبتني هودٌ وأخواتها))، كما بيَّن - سبحانه وتعالى - عاقِبةَ أهلِ الاستقامة بقوله - تعالى -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت: 30]، كما قال - تعالى -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأحقاف: 13 - 14].
درجات الاستقامة:
أولها: الثَّبَات على التوحيد، والبراءة من الشرك وأهله.
وذلك عندما سُئِل أبو بكر الصديق - رضِي الله عنْه - عن الاستقامة قال: "ألاَّ تشركَ بالله شيئًا"؛ أي: لزوم التوحيد الخالص.
ثانيًا: لُزُوم الأَوامِر والنواهي بفعل الأمر وترك النهي، وهي إتيان الطاعات واجتِناب المعاصي.

كما قال بذلك عمر بن الخطاب - رضِي الله عنْه -: "أن تستَقِيم على الأمر والنهي، ولا تَرُوغ روغان الثعلب".

وذلك بِلُزُوم الطاعات في كلِّ الأحوال حتى ينشَغِل الإنسان بما فيه النفْع والخيْر، ويترُك المَعاصِي والمحرَّمات؛ لتَحقِيق الثَّبات على طاعة الله - عزَّ وجلَّ - لأنَّ التذبذب وعدم الثَّبات من صِفات المنافقين؛ كما قال - تعالى -: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ﴾ [النساء: 143]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان))؛ رواه البخاري ومسلم.

فجِماع الاستقامة هي إخلاص التوحيد لله - عزَّ وجلَّ - وترْك النواهي والثَّبات على ذلك، فهي بجَمِيع أحوال الإنسان من أقوال وأعمال وثَبات.
والاستِقامة تتضمَّن عِدَّة أمور كما بيَّنها ابن القيِّم - رحمه الله - في "مدارج السالكين" وهي:
1 - إفراد المعبود بالإرادة من الأفعال والأقوال والنيَّات، وهو الإخلاص.
2 - وقوع الأعمال وحصولها وَفْق الأمر الشرعي لا البدعي، وهو متابعة السنَّة.
3 - العمل والاجتِهاد في الطاعة بقدر وسعه، ولا يكلِّف الله نفسًا إلا وُسعَها، فاتَّقوا الله ما استطعتُم.
4 - الاقتِصاد في العمَل بين الغلوِّ والتفريط (لا إفراط ولا تفريط).
5 - الوقوف مع ما يرسمه الشرع ويحدِّده لا مع دَواعِي النفس وحظوظها، وفي حديث ثَوبان - رضِي الله عنْه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((واستَقِيموا ولن تُحْصُوا، واعلَمُوا أنَّ خير أعمالِكم الصلاة، ولا يُحافِظ على الوضوء إلا مؤمن))؛ رواه أحمد بإسنادٍ صحيح.
فمَن يُطِق السداد في كلِّ أحواله وهي الاستِقامة التامَّة فليقاربْها بحسب طاقته، ولا ينزل عن تلك الدرجة، سَدِّدوا وقارِبُوا.

قال بعض السلف - رحمهم الله -: "ما أمَر الله بأمرٍ إلا وللشيطان فيه نزغتان: إمَّا إلى تفريطٍ وإمَّا إلى مُجاوَزة"، وهي الإفراط، ولا يُبالِي بأيِّهما ظفَر (الزيادة أو النقصان)؛ أخرجه أحمد وابن ماجه.

وإنَّ أعظم ما يُكرِم الله - سبحانه وتعالى - به عبدَه هو لزوم الاستقامة، كما قال بذلك شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى": "إنَّ الكرامة لُزُوم الاستقامة، وإن الله لم يُكرِم عبدَه بكرامةٍ أعظم من موافقته فيما يحبُّه ويَرضاه، وهو طاعته وطاعة رسوله".

والاستِقامة يجب أن تكون في الظاهر والباطن؛ أي: في أعمال القلب والجوارح.
وسائل تحقيق الاستقامة:
1 - وجوب الإيمان بأنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد عرَّف الأمَّة بجميع أمور دينِهم وما يحتاجُون إليه في الاعتِقاد والعمل؛ كما قال - تعالى -: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: 115]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تركتُكم على البيضاء؛ ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك))؛ رواه ابن ماجه في "سننه".
2 - لُزُوم لوازم الإيمان بترك الابتداع أو التقصير في السنة والتهاون والتفريط.
3 - التوسُّط والاعتِدال وترْك التكلُّف والغلوِّ والتنطُّع، في الاعتِقاد والعمل، والتوسُّط هو منهج سلفنا الصالح وسلوكهم؛ قال - تعالى -: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: 143]؛ أي: خِيارًا عُدُولاً.

وبذلك يتحقَّق أهمُّ قواعد الاستقامة وهو لزوم طاعة الله باطنًا وظاهرًا، علمًا وعملاً.
الأسباب المُعِينة عليه:
1 - تقوى الله ومُراقَبته.
2 - دعاء الله - سبحانه وتعالى - بالهداية: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6].
3 - الاستِعانة بالله - عزَّ وجلَّ - والتوكُّل عليه؛ لحديث عبدالله بن عباس - رضِي الله عنْهما -: ((احفَظ الله يحفظك)).
4 - طلب العلم الشرعي (العلم نور).
5 - لزوم الرفقة الصالحة (الجليس الصالح).
6 - الأعمال الصالحة من برِّ الوالدين، وصلة الرَّحِم وغيرها، وكثرة النوافل.
7 - التوبة النَّصُوح.
8 - قراءة القرآن الكريم وتدبُّره.
9 - كثْرة الذِّكْر؛ قال - تعالى -: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41].
10 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
11 - الدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ.
12 - التفكُّر في مخلوقات الله - عزَّ وجلَّ.
13 - تذكُّر الموت والآخرة.
14 - محاسبة النفس.
15 - النظر في سيرة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقراءة كتب السلف، والنظر في حياتهم وأحوالهم.
16 - لُزُوم المساجد في الصلوات ودروس العلم.
من ثمرات الاستقامة:
• الأمن في الدنيا والآخرة.
• أداء الأمانات.
• إتقان العمل.
• أداء الحقوق.
• بذل المعروف للناس، وكف الأذى.
• حسن الخلق.
• المحبَّة من الله - عزَّ وجلَّ - ومن الناس.
• رغد العيش.
• التوفيق من الله - عزَّ وجلَّ.
• التعاوُن وترابُط المجتمع وتماسُكه.
• العمل الجادُّ.
• العلم النافع؛ ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: 282].
أسباب الانحِراف:
1 - رفقة السوء.
2 - ضعف الإيمان، والبعد عن الله، وترك الصلاة ومجالس الذكر.
3- الغلوُّ والتشديد على النفس حتى يملَّ فيتركها وينحرف؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الدين مَتِين فأَوغِلوا فيه برفق))؛ "مسند الإمام أحمد"، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تكن كالمُنْبَتِّ لا أرضًا قطَع، ولا ظهرًا أبقَى)).
4 - الفَراغ بشقَّيْه الرُّوحي والزمني كما قال الشاعر:
إِنَّ الشَّبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَهْ
مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيَّ مَفْسَدَهْ
5 - اليأس والقُنُوط من رحمة الله عندَما يسرف الإنسان على نفسه، فيظن أنَّ الله لا يغفِر له، فيستمر فيها ويقنِّطه الشيطان من رحمة الله، والله يقول: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].
6 - وسائل الإعلام المضلِّلة (إنترنت، وقنوات فضائية، وإذاعة، ومجلاَّت وصحف).
7 - عدم وضوح الهدف في الحياة، وعدم تحديد الوجهة والغاية.
وسائل الثَّبات:
1 - الإقبال على القرآن الكريم قراءةً وتدبُّرًا وعملاً؛ لأن هذا القرآن يَهدِي للتي هي أقوم؛ ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9].
2 - التِزام شرعِ الله والإكثارُ من الأعمال الصالحة؛ قال - تعالى -: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم: 27].
3 - قراءَة سِيَرِ الأنبِياء وقصصهم وتدبُّرها؛ لمعرفة ثباتهم وصبرهم والتأسِّي بهم؛ لقوله - تعالى -: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود: 120].
4 - كثرة الدعاء بالثَّبات، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول في دعائه: ((يا مُقلِّب القلوب، ثبِّتْ قلبي على دينك)).
5 - كثْرة ذِكر الله - عزَّ وجلَّ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45].
6 - اتِّباع السنة وهُدَى السلف - رحمهم الله - وهو طريق أهل السنَّة والجماعة.
7 - التربية الإسلامية الصحيحة للناشئة.
8 - الإيمان الصادق والتصديق.
9 - مُمارَسة الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
10 - الالتِفاف حوْل العلماء وطلَبَة العلم الشرعي، والحرص على الدروس وحِلَق الذكر.
11 - الثقة بنصر الله للدين، والقَناعة التامَّة بأنَّه الحقُّ، والإيمان بوَعْد الله - عزَّ وجلَّ - من أن العزَّة لهذا الدين وأهله.
12 - معرفة حقيقة الباطل وأهله، وعدَم الاغتِرار به مهما بلَغ من الطُّغيان والظُّهور؛ قال - تعالى -: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ﴾ [آل عمران: 196]، وقال - تعالى -: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ [الرعد: 17].
13 - الصبر وعدَم الاستِعجال واحتِساب الأَجْر؛ ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 3]، وقال - تعالى -: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]، وقال - تعالى -: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28].
14 - الاستِشارة وطلَب الموعظة والدُّعاء من الرجال الصالحين، وكذلك الاستِخارة في جميع الأمور.
15 - معرفة الدنيا على حقيقتها، والتجافي عن دار الغرور، وتذكُّر الموت والآخرة.

الخاتمة:
يجب لُزُوم الصراط المستقيم؛ قال - تعالى -: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].

وحديث عبدالله بن مسعودٍ - رضِي الله عنْه -: خطَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطًّا مستقيمًا في الأرض، وخطَّ خُطُوطًا مائِلة على جانِب ذلك الخط، فقلنا: ما هذا يا رسول الله؟.... (الحديث)، فمَن لزمه في الدنيا استَقام عليه في الآخرة.


الساعة الآن : 01:43 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 88.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.40 كيلو بايت... تم توفير 0.98 كيلو بايت...بمعدل (1.11%)]