رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: أن الله تعالى قذف حبه الشديد في قلوب أُمته التي جاءت من بعده (41) د. أحمد خضر حسنين الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ)؛ مسلم (2832). أثر مؤثر: خرج الركب العراقي حاجًّا في سنة 394هـ، فلما فرغوا من الحج عزم أميرهم على العود سريعًا إلى بغداد، وألا يقصدوا المدينة النبوية خوفًا من سرَّاق الحجيج، فقام شابان قارئان على جادة الطريق التي منها يُعدل إلى المدينة النبوية - عند المفرق - وقرأا: ﴿ مَا كَانَ لأَهْلِ المَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ﴾ [التوبة: 120]، فضج الناس بالبكاء، وأمالت النوق أعناقها نحوهما، فمال الناس بأجمعهم والأمير إلى المدينة، فزاروا وعادوا سالمين إلى بلادهم)[1]. ورحم الله القائل: نسينا في ودادك كلَّ غال https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأنتَ اليومَ أغلى ما لدينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نلامُ على محبتكم ويكفي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لنا شرفٌ نلام وما علينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولما نلقكم لكن شوقًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يذكرنا فكيف إذا التقينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تسلّى الناس بالدنيا وإنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لعمر الله بعدك ما سلينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif [1] تاريخ ابن كثير (11/334)، والمنتظم (15/44) . |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: أنه بشَّر من رآه ومن رأى من رآه إلى ثلاثة أجيال، وأن الله حرم على أمته أن يكذبوا عليه (42) د. أحمد خضر حسنين الحسن من عظيم فضله أنه بشَّر من رآه ومن رأى من رآه إلى ثلاثة أجيال: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (طوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني)؛ رواه الطبراني وصححه الألباني.من فضائله وتمام حرمته أن الله حرم على أمته أن يكذبوا عليه: عَنْ عَلِي رضى الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار"؛ متفق عليه.وعَنْ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة رضى الله عنه قَالَ: سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: "إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْرِي، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار"؛ متفق عليه. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار"؛ متفق عليه. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: من عظيم فضله أنه شرف أمته بحبه لأصحابه ولمن جاء بعدهم (43) د. أحمد خضر حسنين الحسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: (يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)؛ رواه أبو داود، وفي إحدى روايات الحديث ـ كما عند البخاري في "الأدب المفرد": أن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ ردَّ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائلا: (وأنا والله أحبك).وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: (رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ النِّساء والصبيان مقبلين قال: ـ حسبت أنه قال: من عُرْس ـ فقام النبي صلى الله عليه ـ وسلم مُمْثِلًا (قائما منتصبا)، فقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ، قالها ثلاث مرات)؛ رواه البخاري. وعن عبدالله بن زيد أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لَما فتح حنينا قسم الغنائم، فأعطى المؤلفة قلوبهم، فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس، فقام رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ ومتفرقين فجمعكم الله بي؟»، ويقولون: الله ورسوله أمن، فقال: «ألا تجيبوني؟»، فقالوا: الله ورسوله أمن، فقال: «أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا، وكان من الأمر كذا وكذا» لأشياء عددها، زعم عمرو أن لا يحفظها، فقال: (ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم، الأنصار شعار، والناس دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا وشعبًا، لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)؛ رواه مسلم. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى المقبرة، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أن رجلًا له خيل غر، محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غرًّا، محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادنَّ رجالٌ عن حوضي، كما يذاد البعير الضال أناديهم، ألا هلمَّ؟ فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا، سحقًا"؛ رواه مسلم. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: أن الله أكرمه هو وأمته بيوم الجمعة،وأن الله يباهي ملائكته ببعض أعمالهم الصالحة (44) د. أحمد خضر حسنين الحسن عن هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: (نحن الآخِرون السابقون يوم القيامة، أُوتوا الكتابَ مِن قبلنا، وأُوتِيناه من بعدهم، فهذا اليومُ – الجمعة - الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله له فغدًا لليهود، وبعد غدٍ للنصارى)؛ متفق عليه. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية علي حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: الله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: الله ما أجلسنا غيره، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقل حديثًا مني، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على حلقة من أصحابه، فقال: "ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده علي ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا، قال: الله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: الله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: "أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله - عز وجل - يباهى بكم الملائكة"؛ رواه مسلم . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي، ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته؛ رغبةً فيما عندي، وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله، فانهزم مع أصحابه، فعلِم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع، فرجع حتى هُريق دمه، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي حتى هُريق دمه"؛ إسناده حسن[1] . [1] رواه الإمام البغوي في شرح السنة، ورواه الإمام أحمد في مسنده، وقال الألباني: الحديث حسن أو صحيح بالنظر إلى شواهده، وقد صححه الحاكم والذهبي وابن حبان. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: من فضائل النبي: أن الله تعالى امتنَّ به على أمته (45) د. أحمد خضر حسنين الحسن 156- عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: خرج معاوية بن أبي سفيان على ناس وهم جلوس، فقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة وهم جلوس، فقال: "ما أجلسكم؟"، فقالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمَده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ علينا ربُّك، قال: "الله ما أجلسكم إلا ذلك؟"، قالوا: ما أجلسنا إلا ذلك، قال: "إني لم أستحلفكم تُهمة لكم، ولكن أخبرني جبريل أن الله يباهي بكم الملائكة)؛ رواه أحمد وابن مَنده في كتاب التوحيد. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: من فضائل النبي أن الله ضاعف لأمته أجر صيام عرفة وعاشوراء، وأكرمها بعيدي الفطر والأضحى د. أحمد خضر حسنين الحسن عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفِّر سنة ماضية"؛ رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. أنس بن مالك رضي الله عنه: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)؛ رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه . وعن عبدالله بن قُرْط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قـال: (إن أعظمَ الأيام عند الله تعالى يومُ النحر ثم يوم القر)؛ صحيح[1]. [1] رواه أحمـد في المسـند ( 4 / 350 )، والحـاكـم فـي المسـتدرك ( 4 / 221 ) وصـححه، ووافقه الذهبي، وهو في صحيح الجامع برقم 1064؟ |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: من فضائل النبي: أن أمته تُصَفُّ في الصلاة كما تُصَفُّ الملائكة، وأن الله وملائكته يصلون على عدد من أفراد أمته (47) د. أحمد خضر حسنين الحسن عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجعلت تربتها طهورًا إذا لم نجد الماء"؛ رواه مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا فَقَالَ: «أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصَفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: (يُتِمُّونَ الصفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ)؛ رواه مسلم. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صلَّى عليَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً)؛ قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ؛ انتهى، وكذا حسن إسناده السخاوي في (القَولُ البَدِيعُ في الصَّلاةِ عَلَى الحَبِيبِ الشَّفِيعِ). - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: "ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)[1]. - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف)؛ رواه أبو داود قال الشيخ الألباني: (حسن)؛ مشكاة المصابيح (1 / 241). وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يُصلون على الصف المقدم والمؤذن، يغفر له مدى صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه)؛ رواه أحمد والنسائي بإسناد حسن جيد، قال الشيخ الألباني: (صحيح لغيره)؛ انظر: صحيح الترغيب والترهيب، [1/ 58]. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول)؛ رواه أحمد بإسناد جيد، وقال الشيخ الألباني: (حسن)؛ انظر: صحيح الترغيب والترهيب [1/ 118]. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي ناحية الصف ويسوي بين صدور القوم ومناكبهم، ويقول: (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول)[2]. [1] رواه الترمذي وقال حسن غريب قال الشيخ الألباني: (حسن)؛ انظر: مشكاة المصابيح [1/ 46] وصحيح الترغيب والترهيب (1/19). [2] رواه ابن خزيمة في صحيحه وقال الشيخ الألباني: (صحيح)، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 119). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: أن الله عوضهم عن قصر أعمارهم بمضاعف الأجر بقيام ليلة القدر وفرض عليهم صلاة العشاء دون الأمم قبلها (48) د. أحمد خضر حسنين الحسن عن ابن عباس: ذُكِر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذلك وتمنى ذلك لأمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارًا وأقلها أعمالًا؟ فأعطاه الله ليلة القدر، فقال سبحانه: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3] التي حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله، لك ولأمتك إلى يوم القيامة؛ انظر تفسير البغوي وابن كثير والسنن الكبرى للبيهقي. عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: أبقينا النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة العَتمَة فأخرى حَتى ظنَّ الظان أنه ليس بخارج، والقائل منَّا يقول: صلى، فإنَّا لكذلك حَتى خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا له كما قالوا، فقال: (أَعتِموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلتُم بها على سائر الأمم، ولم تُصلِّها أمةٌ قبلكم)؛ صححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1 /85) رقم (421). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: محبة الشجر له واشتياقها لرؤيته والقرب منه (49) د. أحمد خضر حسنين الحسن عن يعلى بن مرة الثقفي رضي الله عنه قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلنا منزلًا، فنام النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت شجرة تشق الأرض، حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال: " هي شجرة استأذنت ربها عز وجل في أن تسلِّم عليَّ، فأذِن لها "؛ رواه أحمد والطبراني وأبو نعيم والبيهقي، ورجال أحمد وأبي نعيم والبيهقي رجال الصحيح، وللحديث شواهد. وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: "كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما وضع له المنبر سَمِعنا للجذع صوتًا كأصوات العشار، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليه فسكت"؛ رواه البخاري. - وروى أبو حاتم الرازي الإمام العلم عن شيخه عمرو بن سواد قال: قال لي الشافعي: (ما أعطى الله تعالي نبيًّا ما أَعطى محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، أَعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطى محمدًا حنين الجذع، فهي أكبر من ذاك). وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صُنع له المنبر، فاستوى عليه، صاحت النخلة التي كان يخطب عليها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمَّها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: (بكت على ما كانت تسمع من الذكر)؛ رواه البخاري، الفتح، كتاب البيوع، باب النجار، رقم (2095). وعنه - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأةٌ من الأنصار - أو رجلٌ -: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: (إن شئتم)، فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دُفع إلى المنبر، فصاحت النخلةُ صياح الصبي! ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فضمَّه إليه، تئن أنينَ الصبي الذي يُسكن، قال: (كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)؛ رواه البخاري - حديث رقم (2095). - وكان الحسنُ البصري - رحمه الله تعالى - إذا حدث بحديثِ حنين الجِذْع، يقولُ: يا معشرَ المُسلمين، الخشبةُ تحنُّ إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شوقًا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه؛ من فتح الباري 6/697. وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أنه قال: (سِرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديًا أفيح - أي: متسِع - فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته، فاتبعتُه بإداوة من ماء، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ير شيئًا يَستتِر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: " انقادي عليَّ بإذن الله "، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يُصانِع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي علي بإذن الله"، فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما - أي في المنتصَف - لأم بينهما - يعني: جمَعهما - فقال: " التَئِما علي بإذن الله "، فالتأمتا )؛ رواه مسلم (5328). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: د. أحمد خضر حسنين الحسن محبة الجبال له واهتزازها فرحًا بصعوده عليها (50) 1- جبل أحد: هو جبل من جبال الجنة؛ كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أحد جبل من جبال الجنة، وقال أيضًا: أُحد جبل يُحبنا ونُحبه. عن أبي حميد رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى (العلا)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني مسرع، فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: (هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يُحبنا ونُحبه)؛ رواه الإمام مسلم. وعن سيدنا أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه حدَّثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدًا، فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه نبي الله صلى الله عليه وسلم برجله، وقال: (اثبُت أُحد، نبي وصديق وشهيدان)؛ رواه أبو داود. وعن أنس بن مالك أيضًا رضي الله عنه أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدًا، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح. 2 - جبل حراء (جبل النور)، وهو بمكة شرفها الله: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)؛ رواه مسلم. 3 - جبل ثبير: عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان، فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم عليَّ، قال: فجيء بهما، فكأنهما جملان أو كأنهما حماران، قال: فأشرف عليهم عثمان، فقال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يُستعذب غير بئر رومة، فقال: مَن يشتري بئر رومة، فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب حتى أشرب من ماء البحر، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي، قالوا: اللهم نعم، ثم قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا، فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض، قال: فركضه برجله، وقال اسكن ثبير، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان، قالوا: اللهم نعم، قال: الله أكبر، شهدوا لي ورب الكعبة أني شهيد ثلاثًا)؛ رواه الترمذي، وقال: (هذا حديث حسن). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي: انشق له القمر صلى الله عليه وسلم (51) عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما)؛ رواه الشيخان وغيرهما. وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "انشق القمر علي عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله عليه وآله وسلم: "اشهدوا"؛ رواه البخاري ومسلم. قال الإمام الخطابي رحمه الله: "انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيءٌ من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجًا من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من الطبائع، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة، فلذلك صار البرهان به أظهر". |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: د. أحمد خضر حسنين الحسن اهتزاز المنبر فرحا بسماع الذكر منه صلى الله عليه وسلم (52) عن عبيد بن مقسم، أنه نظر إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَأْخُذُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَنَا اللهُ - وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا - أَنَا الْمَلِكُ)، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ رواه مسلم (2788). وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ (يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ)، فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا: لَيَخِرَّنَّ بِهِ)؛ رواه الإمام أحمد (5414)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (7 /596). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: د. أحمد خضر حسنين الحسن طاعة السحاب له صلى الله عليه وسلم، وتسبيح الحصى بين يديه(53) طاعة السحاب له صلى الله عليه وسلم: عن أنس رضي الله عنه - في حديث استسقاء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على المنبر يومَ الجمعة - وفيه: "ثم دخل رجل من ذلك الباب في يوم الجمعة المقبلة، ورسول الله قائم يَخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يُمسكها، قال: فرفع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يديه، ثم قال: ((اللهم حَوَالَيْنَا، ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية، ومنابت الشجر)؛ متفق عليه.تسبيح الحصى بين يديه: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "إني انطلقتُ ألتَمِس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض حوائط المدينة، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد، فأقبلتُ إليه حتى سلمتُ عليه، وحصيات موضوعة بين يديه فأخذهنَّ في يده فسبَّحنَ في يده، ثم وضعهنَّ في الأرض فسكتنَ، ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في يد أبي بكر فسبَّحنَ في يده، ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في الأرض فخَرِسنَ - أي: سكتْنَ - ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في يد عمر فسبَّحنَ في يده، ثم أخذهنَّ فوضعهن في الأرض فخَرِسنَ، ثمَّ أخذهنَّ فوضعهنَّ في يد عثمان فسبَّحنَ، ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في الأرض فخرسن"؛ أخرجه البزار والطبراني في الأوسط، وصحَّحه الألباني في ظلال الجنة (1146). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: فرحت المدينة النورة بقدومه حتى أضاء منها كل شيء وحزنت لفراقه حتى أظلم منها كل شيء (54) د. أحمد خضر حسنين الحسن عن أنس رضي الله عنه قال: (لَما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أضاء منها كل شيء)؛ صحيح[1].وفي رواية الترمذي قال: (لَما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا أيدينا عن التراب وإنا لفي دفنه، حتى أنكرنا قلوبنا). قال الطيبي: الضمير راجع إلى المدينة، وهذا يدل على أن الإضاءة كانت محسوسة. [1]رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه، وأخرجه الدارمي بلفظ: (ما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: د. أحمد خضر حسنين الحسن حنين الجمل واشتياقه له صلى الله عليه وسلم (55) عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أحدث به أحدًا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفًا، قال: فدخل حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم، فمسح ذفراه - أصل أذنيه وطرفاهما - فسكت، فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار، فقال: لي يا رسول الله، فقال أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إليَّ أنك تُجيعه، وتُدئبه - تَكُدُّهُ وتُتعبه)؛ رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الألباني. |
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له د. أحمد خضر حسنين الحسن عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أنه كان لآلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَحْشٌ، فكان يُقبِلُ ويُدبِرُ، فإذا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ربَض - جلس - فلَمْ يَتَرَمْرَمْ - يتحرك - كراهيةَ أنْ يُؤذِيَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)[1]. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فأبطأ بي جملي، فأتى عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: (يا جابر!) قلت: نعم، قال: (ما شأنك؟) قلتُ: أبطأ بي جملي، وأعيا، فتخلفت، فنزل فحجنَه بمحجنِه (عصا معوجة)، ثم قال: (اركب) فركبت، فلقد رأيتني أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛ رواه مسلم. وفي رواية للبخاري: قال جابر رضي الله عنه: (فما زال الجمل) بين يدي الإبل قدامها يسير، فقال لي صلى الله عليه وسلم: (كيف ترى بعيرك؟) قلت: بخير، قد أصابته بركتك)؛ رواه البخاري[2]. [1] رواه أحمد والطبراني. قال السندي: " قولها: وحش، أي: حيوان وحشي، ولعله كان قبل تحريم المدينة، وكان قد صيد من الحل"، ومعنى الحديث: أن هناك حيوانًا بريًّا كان في بيت لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان كلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندهم كان هذا الحيوان يشتد ويلعب ويكثر الحركة، وإذا دخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن؛ توقيرًا له وتأدبًا معه. [2] قال ابن حجر: "آل أمر جمل جابر هذا لما تقدم له من بركة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مآل حسن، فرأيت في ترجمة جابر من "تاريخ ابن عساكر" بسنده إلى أبي الزبير عن جابر قال: فأقام الجمل عندي زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فعجز، فأتيت به عمر، فعرف قصته، فقال: اجعله في إبل الصدقة، وفي أطيب المراعي، ففعل به ذلك إلى أن مات". |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (57) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي: سرور الفرس بركوب النبي وخضوع البراق له سرور الفرس بركوب النبي صلى الله عليه وسلم عليه: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فَزِعَ النَّاسُ فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ بَطِيئًا ثُمَّ خَرَجَ يَرْكُضُ وَحْدَهُ... فَرَكِبَ النَّاسُ يَرْكُضُونَ خَلْفَهُ، فَقَالَ: (لَمْ تُرَاعُوا إِنَّهُ لَبَحْرٌ... فَمَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ)؛ رواه البخاري 2747، واللفظ له ورواه مسلم 4266. حصول البركة لفرس جعيل الأشجعي بضرب النبي صلى الله عليه وسلم لها: عن جعيل الأشجعي قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته، وأنا على فرس لي عجفاء ضعيفة، فكنت في آخر الناس فلحقني فقال: "سرْ يا صاحب الفرس"، فقلت: يا رسول الله، عجفاء ضعيفة، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخفقة كانت معه، فضربها بها، وقال: "اللهم بارك له فيها"، قال: (فلقد رأيتني ما أمسك رأسها، أتقدم الناس قال: ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفًا)؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2172)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (5/262) كتاب الجهاد - باب الدعاء للخيل: (رواه الطبراني ورجاله ثقات). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (58) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: ألقى الله المهابة على مظهره الشريف في القلوب • كان علي رضي الله عنه إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن رآه بديهةً هابه، ومَن خالطه معرفةً أحَبَّه"؛ الترمذي (3638)، ومصنف ابن أبي شيبة (3180)، وشعب الإيمان للبيهقي (1350). • وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: "وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد أُلقيَتْ عليه المهابةُ"؛ رواه مسلم. • وعن عمرو بن العاص، قال: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلَّ في عينيَّ منه، وما كنت أُطيق أن أملأ عيني منه إجلالًا له، ولو سُئلت أن أصفَه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو متُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهل الجنة"؛ رواه مسلم. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (59) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: نبع الماء من بين أصابعه الشريفة، وحفظ يده الشريفة من الضرب في غير الجهاد في سبيل الله عن أنس أيضًا قال: "إن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، كانوا بالزَّوراء، فدعا بقدح فيه ماء، فوضع كفَّه فيه، فجعل الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ أصحابه، قال قتادة: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاءَ الثلاثمائة"؛ رواه البخاري ومسلم. قال الغماري: قصة نبع الماء من أصابعه الشريفة تكررت عدة مرات ووردت في أحاديث كثيرة. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما ضرَب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قطُّ بيده ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيءٌ قطُّ إلا أن يُنتهك شيءٌ من محارم الله، فينتقم لله عز وجل"؛ رواه مسلم. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (60) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كانت يده الشريفة ألين من الحرير وأطيب من المسك، ومباركة كثيرة الجود بالخير عن أنس قال: "ما مسستُ حريرًا ولا ديباجًا ألينَ مِن كفِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ولا شممتُ مسكًا ولا عنبرًا أطيبَ من ريح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"؛ رواه البخاري ومسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يُؤتى بإناء إلا غمَس يده، فيها فربما جاؤوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها"؛ رواه مسلم. وعن حنظلة بن حذيم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسح رأسه بيده، وقال له: بورك فيك، قال الذيال - هو حفيد حنظلة وراوي الحديث عنه – فرأيتُ حنظله يؤتي بالشاة الوارم ضرعُها والبعير والإنسان به الورم، فيتفل في يده ويَمسح بصلعته، ويقول: بسم الله على أثر يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيمسحه، ثم يمسح موضع الورم، فيذهب الورم)[1]. وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أجودَ الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إن جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أجودَ بالخير من الريح المرسلة؛ رواه البخاري ومسلم. - وفي الصحيحين أيضًا عن جابر بن عبد الله قال: ما سُئل رسول الله عليه وآله وسلم شيئًا قط فقال: لا. [1] - رواه الإمام أحمد والبخاري في التاريخ، والبيهقي وغيرهم، قال الغماري: (وإسناد الحديث لا بأس به). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (61) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان عرقُه أطيبَ من المسك والعنبر، ويرى بعينيه من خلفه كما يرى من أمامه كان العرق الذي يتصبب من جسده الشريف أطيب من المسك والعنبر: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال عندنا – نام نوم القيلولة – فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرق نجعله لطيبنا وهو أطيب الطيب"؛ رواه مسلم. كان صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه كما يرى من أمامه: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: " هل ترون قبلتي ها هنا، فوالله ما يخفى عليَّ ركوعكم ولا سجودكم، إني لأركم من وراء ظهري "؛ رواه البخاري ومسلم. وعن أنس أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: " أيها الناس؛ إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، فإني أراكم من أمامي ومن خلفي "؛ رواه مسلم. وعن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يومًا، فصلى على أهل أُحدٍ صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: " إني فرطُكم وأنا شهيد عليكم، إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أُعطيت خزائنَ مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها "؛ رواه البخاري ومسلم. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (62) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان يسمع ما لا يسمعه البشر ويرى ما لا يراه البشر عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئطَّ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضعٌ جبهته ساجدًا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا، وما تلذَّذتم بالنساء على الفُرُش، ولخرجتُم إلى الصعدات تجْأَرون إلى الله)؛ صحيح؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في السلسلة، رقم: (1722). وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أُطُمٍ من آطام المدينة، فقال: (هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا، قال: فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر)؛ متفق عليه. وعن عبدالله بن عباس، قال: (انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه: فقالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟ فقال: إني رأيت الجنة، فتناولت عنقودًا، ولو أصبته لأكلتُم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار، فلم أر منظرًا كاليوم قطُّ أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بِمَ، يا رسول الله؟ قال: بكفرهنَّ قيل: يَكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهرَ كله، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت خيرًا قط)؛ رواه البخاري ومسلم. وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت الحديث، وفيه: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتُم، حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفًا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم، ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا حين رأيتموني تأخرت)؛ رواه البخاري ومسلم. وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: أتيت عائشة وهي تصلي، فقلت: (ما شأن الناس؟)، فأشارت إلى السماء، فإذا الناس قيام، فقالت: سبحان الله، قلت: آية، فأشارت برأسها؛ أي: نعم، فقمتُ حتى تجلاني الغَشْيُ، فجعلت أَصُبُّ على رأسي الماء، (فحمِد الله عز وجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأثنى عليه، ثم قال: ما من شيء لم أكن أُريتُه إلا رأيتُه في مقامي حتى الجنة والنار)؛ متفق عليه. وعن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تدرون ما هذا؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (هذا حجرٌ رمي به في النار منذ سبعين خريفًا، فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها)؛ رواه مسلم. وعن أبي أيوب رضي الله عنهم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس، فسمع صوتًا، فقال: (يهود تُعذَّبُ في قبورها)؛ رواه البخاري. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (63) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: جعل الله شعره الشريف مباركًا عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه سلم أتى منى فأتى الجمرة، فرماها ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق: خذ وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس، وفي رواية قال للحلاق: ها وأشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا، فقسم شعره بين من يليه قال: ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم، وأما في رواية أبي كريب قال: فبدأ بالشق الأيمن فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس، ثم قال: بالأيسر فصنع به مثل ذلك، ثم قال: ها هنا أبو طلحة فدفعه إلى أبي طلحة؛ رواه مسلم. وعن أنس أيضًا قال: ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ )؛ رواه مسلم. وعن ابن سيرين قال: قلت لعبيدة: عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبلُ أهل أنس، فقال: (لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلى من الدنيا وما فيها)؛ رواه البخاري. وعن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: (أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدحٍ من ماء، فجاءت بجلجل من فضة فيه شعرٌ من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أصاب الإنسان عينٌ أو شيءٌ بعث إليها بإناءٍ، فخضخضت له، فشرِب منه، فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمرًا)؛ رواه البخاري. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (64) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أعطاه الله قوة بدنية معجزة • عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه عرض على ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الإسلامَ، ودعاه إلى الله، وكان ركانة من أشد العرب لم يُصرع قطُّ، فقال: لا أسلم حتى تدعو الشجرة فتقبل إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وهو بظهر مكة للشجرة: أقبلي بإذن الله، وكانت طلحة – شجرة - أو سمرة فأقبلت، وركانة يقول: ما رأيت كاليوم سحرًا أعظم من هذا مُرْها فلترجع، فقال لها رسول الله صلى الله عليه: ارجعي بإذن الله، فرجعت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلم، قال: لا والله حتى تدعو نصفها فيقبل إليك ويبقى نصفها في موضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصفها: أقبل بإذن الله، فأقبل وركانة يقول: ما رأيت كاليوم سحرًا أعظم من هذا مُرها فلترجع، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارجعي بإذن الله، فرجعت إلى مكانها، فقال له رسول الله صلى الله عليه: أسلم، فقال له ركانة: لا، حتى تصارعني فإن صرعتني أسلمت، وإن صرعتك كففت عن هذا المنطق، قال: فصارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه وأسلم ركانة بعد ذلك)؛ رواه أبو داود وحسَّنه الألباني. • وعن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنَّ إحدى عشرة. قال قتادة - أحد الرواة - قلت لأنس: أوكان يطيقه، قال: كنا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين، وقال سعيد عن قتادة: إن أنسًا حدثهم تسع نسوة)؛ رواه البخاري. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي: الوحش يتأدب عند دخول النبي بيته وإسراع جمل جابر الأنصاري طاعة له (65) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أعطاه الله جمالًا وقوة في صوته إلى حد الإعجاز عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في العشاء: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾ [التين: 1]، فما سمع أحدًا أحسن صوتًا منه؛ رواه البخاري. وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: (سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾ [الطور: 35 - 37]، كاد قلبي أن يطير)؛ [البخاري، 4854]. وعن عبد الرحمن بن معاذ رضي الله عنه قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنًى، فَفُتِحَت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، وكنا جموعٌ قريب من مائة ألف)؛ أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد.. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(66) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم أنه أغناه عن الطعام والشراب، وما تميز به القلب الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأيكم مثلي، إني أبيت يُطعمني ربي ويسقيني، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم، كالمنكِّل لهم حين أبوا أن ينتهوا)؛ رواه الشيخان. وفي رواية لهما عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((نهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال رحمةً لهم، فقالوا: إنك تواصل، قال: إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي ويسقيني). عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشقَّ عن قلبه، فاستخرج منه علَقة، فقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره – فقالوا: إن محمدًا قد قُتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره)؛ رواه مسلم. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي ثلاثًا، فقلت: يا رسول الله، تنام قبل أن توتر، قال: (تنام عيني ولا ينام قلبي)؛ متفق عليه. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(67) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: جعل الله له نورًا في نفسه وقلبه وفي أعضائه الشريفة كلها ونورًا من حوله عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن خلفي نورًا، واجعل لي في نفسي نورًا، وأعظم لي نورًا)؛ رواه البخاري ومسلم. وعن كعب بن مالك رضي الله عنه - وهو يحدِّث حين تخلف عن تبوك - قال: (فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه)؛ رواه البخاري. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان (أي مضيئة)، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر)؛ صحيح، أخرجه الترمذي في الشمائل والسنن والدارمي وأبو الشيخ والحاكم، وصحَّحه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير. وعن أبي إسحاق السبيعي قال: سأل رجل البراء بن عازب: (أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر)؛ رواه البخاري. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(68) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان لسانه الشريف لا ينطق إلا بالحق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (كنت أكتُب كلَّ شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: اكتُب فوالذي نفسي بيده، ما يخرج منه إلا حق)؛ إسناده صحيح، رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني. وعنه رضي الله عنهما أنه قال: (يا رسول الله، أكتب ما أسمع منك؟ قال: "نعم"، قلت عند الغضب وعند الرضا؟ قال: (نعم، إنه لا ينبغي لي أن أقول إلا حقًّا)؛ إسناده صحيح، رواه الحاكم وصحَّحه. وعن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا! قال: (إني لا أقول إلا حقًّا)؛ إسناده صحيح؛ رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(69) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق (مع ذكر نماذج من فصاحته) عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "كان إذا سلم، سلم ثلاثًا، وإذا تكلم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا"؛ أخرجه البخاري. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تصف حديثه صلى الله عليه وسلم بقولها: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم"؛ متفق عليه. نماذج من فصاحته صلى الله عليه وسلم: قال السيوطي: (أفصح الخلق على الإطلاق سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبيب رب العالمين جل وعلا)[1]. و"قال الخطابي:... ومن فَصَاحَته أنه تكلم بألفاظ اقتضبها، لم تُسْمع من العرب قبله، ولم توجد في متقَدمِ كلامها، كقوله: «مات حَتْفَ أنفه»، و«حَمِي الوَطِيس»، و(لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين)[2]. ومن فصاحته قوله صلى الله عليه وسلم: • (إن مما ينبت الربيع لما يقتل حبطًا أو يُلِم)؛ متفق عليه، ومعناه أن الماشية يروقها نبت الربيع فتأكل فوق حاجتها، فتهلك والحَبَط: أن تَرِم بطونها وتنتفخ فزجر بهذا الكلام عن فضول الدنيا. • ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)؛ متفق عليه. • ( هدنة على دخن, وجماعة على أقذاء)؛ الحديث حسنه الالباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود، 3\799 800؛ انظر: الصحيحة 1791، ومعنى هدنة على دخن؛ أي على فساد واختلاف، ومعنى جماعة على أقذاء؛ أي اجتماع على فساد القلوب؛ (الخيل معقود في نواصيها الخير)؛ متفق عليه. • ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )؛ أخرجه مسلم. • ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)؛ متفق عليه، وهذا لفظ لمسلم. • (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)؛ أخرجه مسلم. • ( زر غبًّا تَزدد حبًّا)؛ صحيح الجامع رقم 356. • ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)؛ متفق عليه. • (الحرب خدعة)؛ متفق عليه. • (ليس الخبر كالمعاينة)؛ رواه أحمد والحاكم وابن حبان وغيرهم وهو صحيح.[1] المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي: (1/ 165). [2] المرجع السابق. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(70) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي: جعل الله ريقه ونفثه الشريف بركة وشفاءً عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: (لأعطينَّ الراية رجلًا يفتح الله على يديه)، فقاموا يرجون لذلك أيهم يُعطى، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى، فقال: أين علي؟ فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فَدُعي له، فبصق في عينيه، فبرَأ مكانه، حتى كأنه لم يكن به شيء)؛ متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه في حفر الخندق وما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من شدة الجوع، وصنع جابر لطعام قليل، ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الخندق جميعًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنزلنَّ بُرمتكم ولا تخبزنَّ عجينكم حتى أجيء، فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس، فأخرجت له عجينًا فبصق فيه، وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: (ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي في برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف، فأقسم بالله، لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتَغِطُّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو)؛ متفق عليه. وعن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد رضي الله تعالى عنها: (كنا نتطيب ونجهد لعتبة بن فرقد أن نبلغه فما نبلغه، وربما لم يمس عتبة طيبًا، فقلنا له، فقال: أخذني البثر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته، فتفل في كفه، ثم مسح جلدي، فكنت من أطيب الناس ريحًا)؛ رواه البخاري في التاريخ والطبراني وأبو الحسن بن الضحاك. وعن يزيد بن أبي عبيد قال: "رأيت أثر ضربة في ساق سلمة - يعني ابن الأكوع - فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة"؛ رواه البخاري. وعن عبد الله بن عتيك رضي الله عنه حينما أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم – لقتل أبي رافع اليهودي، فانكسرت ساقه أثناء تلك المهمة، فطلب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبسط قدمه، فمسح عليها، فجبر الكسر الذي أصابه، واستطاع أن يمشي عليها من لحظته، والقصة رواها الإمام البخاري. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(71) د. أحمد خضر حسنين الحسن شهادة الله له في القرآن بحسن الخلق جاء في حديث طويل في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل، فقال: فَقُلتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ، أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَت: أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَت: (فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ)، قَالَ: فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ...إلخ)؛ رواه مسلم (746). وعن سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل، فقال: قُلتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ، حَدِّثِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَت: يَا بُنَيَّ أَمَا تَقرَأُ القُرآنَ؟ قَالَ اللَّهُ: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، خُلُقُ مُحَمَّدٍ القُرآنُ)؛ أخرجه أبو يعلى (8/275) بإسناد صحيح. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(72) د. أحمد خضر حسنين الحسن جمَّله الله تعالى بمحاسن الأخلاق قبل بعثته الشريفة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: (أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [العلق: 1 - 3]، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زمِّلوني زمِّلوني، فزملوه حتى ذهب عنه الرَّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يُخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق)؛ رواه البخاري. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(73) د. أحمد خضر حسنين الحسن شهادة كل من عاشره بحسن خلقه عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له: والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب، لما أمرني به صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنس، اذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله، فذهبت"؛ رواه مسلم وأبو داود. وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن. وعن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أُفٍّ قط، ولا قال لشيء: لِمَ فعلت كذا، وهلا فعلت كذا"؛ رواه الشيخان وأبو داود والترمذي. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله)؛ رواه مالك والشيخان وأبو داود. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(74) د. أحمد خضر حسنين الحسن ثناء الله تعالى عليه في التوراة بحسن الخلق، كان أطوع الناس لله تعالى وأكثرهم له ذكراً وأخشعهم في عبادته ثناء الله تعالى عليه في التوراة بحسن الخلق: عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: (أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا)؛ رواه البخاري. كان أطوع الناس لله تعالى وأكثرهم له ذكرًا وأخشعهم في عبادته: عن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء)؛ رواه أبو داود وصححه الألباني. وعن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدًا شكورًا)؛ رواه البخاري. وعنها رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أحْيَانِهِ)؛ أخرجه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – في حديث طويل - (فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين كث اللحية محلوق، فقال: اتَّق الله يا محمد، فقال: (مَن يُطع الله إذا عصيت)؛ رواه البخاري، وسيأتي بطوله عند الكلام على أمانته صلى الله عليه وسلم. وعن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذ، ثم ركع فجعل يقول سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه)؛ رواه مسلم. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(75) د. أحمد خضر حسنين الحسن أنه خير الناس لأهل بيته، وأخلاقه هي المقياس التي بها تعرف مكارم الأخلاق وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)؛ رواه الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة)؛ رواه مسلم والترمذي. أخلاقه صلى الله عليه وسلم هي المقياس التي بها تعرف مكارم الأخلاق: عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: (إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق)؛ إسناده حسن[1]. وعنه أيضًا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق)؛ إسناده حسن[2]. [1] رواه: أحمد، ومالك، والبخاري في ((الأدب المفرد))، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان [2] أخرجه أحمد في مسنده حديث رقم8939 - تكملة شاكر - وهو في السلسلة الصحيحة (1/ 7). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(76) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي: لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كأني: (أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)؛ متفق عليه، وذلك فيما وقع له يوم أحد لما شج وجهه وجرى الدم منه. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنيمة بالجعرانة؛ إذ قال له رجل: اعدل فقال له: (لقد شقيت إن لم أعدل)؛ رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذُهيبة في أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر، بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع: إما علقمة وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء»، وفي رواية: فغضبت قريش، والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا، قال: «إنما أتألَّفهم»، قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار، فقال يا رسول الله، اتق الله، قال: «ويلك، أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله», وفي رواية: فقال: «من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني»، قال: ثم ولى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: «لا، لعله أن يكون يصلي»، فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لم أومر أن أنقِّب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم»، قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ، فقال: « نه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، وأظنه قال: «لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل ثمود»، وفي رواية: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"؛ صحيح البخاري (4351), (3344)، صحيح مسلم (1064). وعن عبد الله بن سلام قال: (إن الله عز وجل لما أراد هدي زيد بن سعنة، قال زيد بن سعنة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، قال زيد بن سعنة: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فأتاه رجل على راحلة كالبدوي، فقال: يا رسول الله، لي نفر في قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدًا، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث، فأنا أخشى يا رسول الله، أن يخرجوا من الإسلام طمعًا كما دخلوا فيه طمعًا، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغيثهم به فعلت، فنظر إلى رجل إلى جانبه - أراه عليًّا - فقال: يا رسول الله، ما بقي منه شيء، قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا معلومًا في حائط بني فلان إلى أجل معلوم، إلى أجل كذا وكذا ؟ قال: "لا تسمي حائط بني فلان"، قلت: نعم، فبايعني، فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالًا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، فأعطى الرجل وقال: "اعدل عليهم وأغثهم بها"، قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه، فلما صلى على الجنازة ودنا إلى الجدار ليجلس إليه، أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه، ونظرت إليه بوجه غليظ، قلت له: يا محمد، ألا تقضيني حقي؟ فوالله ما علمتم بني عبدالمطلب إلا مُطل، ولقد كان بمخالطتكم علم، ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، فقال: يا عدو الله، أتقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أسمع وتصنع به ما أرى؟ فوالذي نفسي بيده، لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلي في سكون وتُؤدة، فقال: "يا عمر، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه، اذهب به يا عمر، فأعطه حقَّه، وزده عشرين صاعًا من تمر مكان ما رعته"، قال زيد: فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعًا من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة يا عمر؟ قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أزيدك مكان ما رعتك، قال: وتعرفني يا عمر؟ قال: لا، من أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة، قال: الحبر؟ قلت: الحبر، قال: فما دعاك إلى أن فعلت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعلت، وقلت له ما قلت؟ قلت: يا عمر، لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفت في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، وقد اختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا، وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالًا - صدقة على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم، قال عمر: أو على بعضهم، فإنك لا تسعهم؟ قلت: أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وآمن به وصدقه وبايعه، وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلًا غير مدبر، رحم الله زيدًا)، رجاله ثقات[1]. [1] أخرجه ابن ماجه وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه . |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(77) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان أشجع الناس على الإطلاق عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، قال: وقد فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتًا، قال: فتلقاهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس لأبي طلحة عُرْي، وهو متقلِّد سيفه، فقال: لم تراعوا، لم تراعوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجدته بحرًا، يعني الفرس)؛ متفق عليه. وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما أنه قال لرجل قال له: أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال: أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولَّى، ولكنه انطلق إخفاءً من الناس، وحسر إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رُماة، فرموهم برشق من نبل، كأنها رجل من جراد، فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر، وهو يقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، اللهم نزل نصرك»؛ رواه مسلم. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (رأيتني يوم بدر ونحن نَلوذ بالنبي وهو أقربنا إلى العدو، وكان - صلى الله عليه وسلم - من أشد الناس يومئذٍ بأسًا)[1]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي، وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أُمتي ما قعدت خلف سرية، ولوَدِدت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)؛ متفق عليه. رحم الله القائل: وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كأنك في جَفْن الرَّدى وهو نائمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تمرُّ بك الأبطالُ كَلْمى هزيمةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ووجهُك وضَّاح وثغرُك باسمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif [1] رواه أحمد (1/ 86 - 654)، إسناده صحيح ورجاله ثِقات: رجال الشيخين غير حارثة بن مُضَرِّب؛ (تعليق شعيب الأرناؤوط). |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(78) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان أجود الناس على الإطلاق ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إن جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)؛ متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: (ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، قال فجاءه رجل، فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم، أسلِموا فإن محمدًا يعطي عطاءَ من لا يخشى الفاقة)؛ رواه مسلم. وعن جبير بن مطعم أنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفلة من حنين، فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة، فخطفت رداءه، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاة نعمًا لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذوبًا ولا جبانًا)؛ رواه البخاري. وهو صلى الله عليه وسلم أولى الناس بقول الشاعر: تَعوّد بَسْط الكفِّ حتَّى لو انَّهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثناها لِقَبْضٍ لم تجِبْه أَناملُهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تراه إذا ما جئتَه مُتهلِّلًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كأنَّك تُعطيه الذي أنت سَائلُهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولو لم يكن في كفِّه غير رُوحهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لجَادَ بها فليتقِ اللهَ سَائلُهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هُو البَحْرُ من أيِّ النًّواحي أتيته https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلُجَّتُهُ المعروفُ والجُودُ ساحِلُهْ |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(79) د. أحمد خضر حسنين الحسن من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان أوفي الناس للناس على الإطلاق عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما غرت على أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما بي أن أكون أدركتها، وما ذاك إلا لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان ليذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة، فيهديها لهنَّ)؛ رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل. قال: فأخذنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدًا؟ فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر، فقال: (انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم)، رواه مسلم. وعن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا من الناس خليلًا، لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدُّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر)؛ رواه البخاري. وعن مروان والمسور بن مخرمة قالا: لما جاء سهيل بن عمرو قال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابًا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب ...، وفيه فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟! فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إليَّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنا لم نقض الكتاب بعد)، قال: فوالله إذًا لم أصالحك على شيء أبدًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأجزه لي)، قال: ما أنا بمجيزه لك، قال: (بلى فافعل)، قال: ما أنا بفاعل، قال مكرز: بل قد أجزناه لك، قال أبو جندل: أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلمًا، ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابًا شديدًا في الله ... ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .. إلخ)؛ رواه البخاري. |
رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم(80) د. أحمد خضر حسنين الحسن أنه كان أعظم الناس أداءً للأمانة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي، ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا، قال: إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق، فقال: اتَّق الله يا محمد فقال: (من يطع الله إذا عصيت، أيأمنني الله على أهل الأرض، فلا تأمنوني، فسأله رجل قتلَه أحسبه خالد بن الوليد، فمنعه فلما ولى، قال: إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد)؛ رواه البخاري. وعن عائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان قطريان غليظان، فكان إذا قعد فعرق ثقُلا عليه، فقدم بز من الشام لفلان اليهودي، فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة، فأرسل إليه، فقال: قد علمت ما يريد، إنما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذب، قد علم أني من أتقاهم لله وآداهم للأمانة)؛ رواه البخاري. |
الساعة الآن : 07:52 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour