[quote=فاديا;533905] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أعتذر بتأخري في العودة للموضوع جزاك الله خيرا :_11: أديبتنا الكريمة فاديا :_11: إن بدأنا بالحديث عن هذه الجملة : لماذا يكون سعر قيراط واحد من الماس .... أغلى من سعر لتر من الماء ؟؟ رغم ان الماء تفوق اهميته الماس ، فقد يكون كوب من الماء سبب حياة احدهم.! تذكرت قصة تحدث بها الدكتور النابلسي مؤخراً في أحد دروسه الدينية قائلا : أن أحد الملوك كان عطشاً جداً ، فطلب كوب من الماء ليشرب ، فسأله من يقدم له الماء ، كم تدفع ثمناً لهذا الكوب الآن في هذه اللحظة خلال عطشك الشديد ؟ فقال الملك ، أدفع نصف ما أملك من أموال و ممتلكات ... :icon14: فقال له الوزير : و كم تدفع من أجل أن تتخلص من هذا الماء بعد شربه ؟ فقال الملك ، أدفع النصف الآخر من ما أملك ما أردت أن أذكره في هذه القصة ، أنه حين الحاجة ، سوف تكون مجرد قطرات من الماء أغلى من كل الماسات بكل قيراطاتها و حين يمرض أي شخص ثري ، يكون على إستعداد أن يدفع كل ما يملك من أجل لحظة شفاء فسبحان الله ، كل شيء مقدر بإذن الله بقدر .... و مع هذا ، فما تفضلتِ به من القانون الإقتصادي السائد هو ما يُعمل به فعلياً و التقسيم الطبقي مع أنه لأكثر من فئة بين ( فئة ثرية ، و الفئة المتوسطة و الفئة الفقيرة ، و الفئة الكادحة و الفئة المعودمة ، إلخ... ) كل هذه التسميات أرها أصبحت مجرد تسميات ، لأنه إذا نظرنا فعلياً ، نجد أن النظرة الشاملة هي جزئين فئة ثرية ، و فئة غير ثرية ( التي تندرج تحتها كل الفئات الأخرى جمعاء ) و طبعا ما يسبب ذلك ، هو سيطرة النظام العالمي الرأسمالي على معظم مقدرات العالم ، التي يتم تقسيمها حسب ما يرونه مناسبا و بالرغم من كل ما فعلته الأنظمة الأخرى و إنتشارها في فترة ما لمحاولة دعم باقي الفئات إلا أنها لم تدم أو لم ترسخ كثيراً في الأذهان لدى الغير إلا بمفهومها الضئيل ربما لأنه حتى من أنشأ الأنطمة الأخرى التي تعتمد على المشاركة و المساواة و الشعور بالآخرين كانوا هم أنفسهم من الرأسمالين ، أو بحاجة إلى الإختباء وراء هذه الأنظمة لمصالح أخرى فالفقير لا يفكر الا في ( الفائدة ) والغني يفكر في ( الندرة ) أنا أرى الأمر هنا يتبع الوقت ، فالفقير بالرغم من الكثير من المشاكل الحياتية التي يتعرض لها ، فلديه الكثير من الوقت ليفكر في نفسه و فقره وما يحتاجه ليؤمنه ، و بالتالي فتفكيره في الفائدة ، هو نتاج الوقت الأكبر المسموح له في مقابل أن الثري يفكر في الندرة ، فهذا لأنه يحاول أن يفكر بما يلبي رغباته بما هو مميز و نادر و ( حصري ) و ذلك لضيق الوقت لديه ، و لأنه يفكر في فوائد أكبر من وراء الحصول على النادر و المميز ، فتصبح الأشياء النادرة هي جزء من هذا الثري قد تقترن بأسمه و أعجبني قولك كيف اصبحنا ننظر الى انفسنا ونتعامل مع غيرنا بنظرية الارقام ؟ صحيح ... و فعلا كلما قرأت خبرا عنه ، أشعر أني أقرأ عن ( رجل من أرقام ) و ليس رجل بإنسانيته وتعاملاتهو أيضا سيكون المثال عن أحد أكثر الأثرياء الذين يشغلون العالم العربي و الإسلامي و حتى العالمي بمتابعة أخبار أرقامه اليومية ... الأمير وليد بن طلال ، أخباره تتصدر مواقع الإنترنت و المنتديات بكل ما يتعلق به ، و بكل ما يفعل هذا الرجل من أنفاقه من أرقام ، كونه أصبح مرتبطاً بعدد من الأرقام التي ترافق أي خبر عنه ... و إن لاحظنا أيضا ، بالرغم من الكثير من الأعمال الخيرية الكثيرة التي يفعلها يومياً في عدد من البلدان و المؤسسات و التبرعات الكثيرة ، إلا أن أخباره التي تتصدر هي عن ( ثرائه ، ماذا يشتري ، ماذا يقتني ، أين كان عرس ابنته ، كيف كان حفل زفافها ، و قصرها و مقتنياتها ، طائرته ، أنواع سياراته ، إلخ ...) حتى أني رأيت مؤخرا موضوعا يقول - شوفوا خادمات الأمير وليد ، و هن خادمات لهن مواصفات جمالية خاصة و متناقسة مع بعضهن ، و مع هذا فالتركيز في هذه الناحية كان كم يدفع لكل خادمة ، دون النظر لأي أهمية أخرى في الموضوع ) فأصبح الرجل و كأنه رقم للتدوال بكل ما يخصه و يلفت النظر إليه ( بين خبر ملفت ، مثير :icon14:) و طبعا أخبار التبرعات لا تهم الكثيرون بالإعلام ، بينما الأرقام المدفوعة في أماكن أخرى هي ما تهم أكثر الطبقات الأخرى التي تم إدراج باقي الطبقات ضمنها ... فهم الطبقة الأكثر تتبعاً لأخبار الأثرياء و المشاهير ، ربما لأنهم يعوضون نوعاً ما شيء ينقصهم ، أو بحاجة إليه ... الموضوع كبير ، كما معظم مواضيع حضرتك ، أكون أحب أن أتوسع و أضيف أكثر فيها و لكن سأكتفِ بهذا القدر حالياً و قد يكون لي عودة لو قدّر المولى عز و جل ** ملاحظة : أنا أقرأ جميع مواضيع حضرتك من أول ما أراها ، و أتابعها ربما مرتين أو ثلاثة ، كما و اتابع كل مداخلة على مواضيعك و إضافتك للردود ، فإن لم أشارك بأي مداخلة ، تأكدي أديبتنا الكريمة ، أني أكون متابعة لمواضيعك كمتابعتك و كأنه أحد مواضيعي :o حفظك الله و عائلتك من كل سوء و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله |
جزاك الله خيرا اختي الحبيبة روان ونتمنى دوما ان تشاركينا بمشاركاتك المميزة
حفظك الله ورعاك |
جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة ملاك النور المتميزة دوما بالمشاركات الجادة التي تفتح ابوابا وافكارا عديدة
لقد اصبحنا نعلم فعلا ان الحاجة هي المحرك الاساسي لدوافع الانسان واهدافه وسلوكه وردود فعله وحتى مشاعره... ولكننا ركزنا على الحاجة المادية واهملنا الحاجة الانسانية وبهذا اصبحنا بشر من ورق وهذا ما حرمنا من صفاء الذهن وجعلنا نغرق في بحر الضغوطات ،، فالمضايقات على انواعها لا تتوقف الا برحيلنا، واهمالنا الجانب الانساني جعلنا في معظم الاحوال لا نتعامل مع الامور وما يجدّ في حياتنا بشكل حكيم. لقد طغت الحاجة المادية على حاجاتنا الاخرى فأصبحنا مركبات من ارقام ناسين ومتناسين ان الرزق اصلا بيد الله ، وليس هناك ما يضطرنا الى التضحية بإنسانيتنا ومبادئنا واخلاقنا....لماذا نقدم التزامنا الاخلاقي والديني والانساني قربانا للمادة ؟ وما هو وجه التعارض بين محافظتنا على انسانيتنا ومحافظتنا على وجودنا وبقائنا؟ كيف يمكننا ان نتخيل ان الحياة يمكن ان نعيشها بلغة الارقام ؟ سيكون الازعاج فيها فتاك وقاتل لأننا لن نتوقف عن السعي والمقارنة وستزداد احتياجاتنا المادية دوما ، فلماذا نحرم انفسنا من الحياة بصفاء ذهن ؟ دون ارقام ولا معادلات ؟ وطبعا انقسم البشر اليوم فقط الى اغنياء وفقراء لأن الغنى يزيد في الغالب على حساب الفقراء وعلى حساب احتياجاتهم والعالم يعاني اليوم من الغنى الفاحش كما يعاني من الفقر المدقع كانت الدراسات الديموغرافية قديما تؤكد ان غنى الانسان الاقتصادي محدود ومتوازن، وتعتمد على انه بازدياد الواردات تزيد المصروفات...الا ما يشذّ عن هذه القاعدة بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ولكن كثر اليوم من يسحبون من جيوب غيرهم فانعدم توازن معادلة الواردات والمصروفات واصبحت - تبعا لذلك - لغة المادة هي اللغة المشتركة بين البشر ، واصبحنا نعيش في محيط مادي كل هدفه يسحق الآخر ويبيده ليخلو له المحيط، هذه الحرب الضروس طغت على اهتماماتنا فأصبح معظمنا يراقب تطوراتها ، ربما نوع من الهواية و المتابعة كما نتابع مسابقة كرة القدم او حلبة المصارعة |
الساعة الآن : 04:35 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour