رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في الرخصة في التخلف عن السرية قوله: [أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان].هو أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن ابن عفير]. هو سعيد بن كثير بن عفير المصري، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود في القدر، والنسائي. [عن الليث]. هو الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن مسافر]. هو عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي. [عن ابن شهاب]. وقد مر ذكره. [عن أبي سلمة بن عبد الرحمن]. هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، على أحد الأقوال الثلاثة في السابع. [وسعيد]. هو سعيد بن المسيب، وقد مر ذكره. [عن أبي هريرة]. وقد مر ذكره. فضل المجاهدين على القاعدين شرح حديث زيد بن ثابت في فضل المجاهدين على القاعدين قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فضل المجاهدين على القاعدين.أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا بشر يعني ابن المفضل أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أنه قال: (رأيت مروان بن الحكم جالساً فجئت حتى جلست إليه، فحدثنا أن زيد بن ثابت رضي الله عنه حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنزل عليه: (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُو نَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )[النساء:95]، فجاء ابن أم مكتوم وهو يملها علي، فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت؟ فأنزل الله عز وجل وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى ظننت أن سترض فخذي ثم سري عنه (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ )[النساء:95])، قال أبو عبد الرحمن: عبد الرحمن بن إسحاق هذا ليس به بأس، وعبد الرحمن بن إسحاق يروي عنه علي بن مسهر وأبو معاوية وعبد الواحد بن زياد عن النعمان بن سعد ليس بثقة]. أورد النسائي هذه الترجمة، وهي فضل المجاهدين على القاعدين من المؤمنين، وأنهم لا يستوون، وأورد النسائي حديث زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه الذي فيه أن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه لقي مروان بن الحكم جالساً فجاء وجلس معه وحدثه عن زيد بن ثابت: أن النبي عليه الصلاة والسلام نزل عليه (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُو نَ )[النساء:95]، قبل أن تنزل (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ )[النساء:95]، هذه الجملة، فكان يمليها على زيد بن ثابت الذي يكتب الوحي له صلى الله عليه وسلم، فجاء عمرو بن أم مكتوم، وهو مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لو أستطيع الجهاد لجاهدت، فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال زيد: وكانت فخذه على فخذي فثقلت، حتى خشيت أن ترض فخذه بفخذ الرسول صلى الله عليه وسلم من ثقلها، فسري عليه، وقد أنزل عليه (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ )[النساء:95]، هذا القيد الذي قيد به هذه الجملة من الآية فصارت (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُو نَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )[النساء:95]، هي قبل ذلك نزلت بدون (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ )[النساء:95]، ثم نزلت هذه الجملة بعد ذلك بعدما قال عمرو بن أم مكتوم هذا الكلام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام يلقى شدة عندما ينزل عليه القرآن، فيجد شدة عندما يوحى إليه، حتى أنه جاء في بعض الأحاديث أنه في اليوم الشاتي الشديد البرودة يتصبب عرقاً صلى الله عليه وسلم لما يلقى من الشدة، وزيد بن ثابت رضي الله عنه يصف ما حصل له من شدة في هذا الحديث، مع أن الذي أوحي إليه في هذا الحديث هو شيء قليل، وهذه الجملة (غير أولي الضرر)، يسمونها في أصول الفقه المخصص المتصل الذي هو الاستثناء، وقد جاء هذا المخصص المتصل بعد وقت، أي ليس الاستثناء متصلاً بالكلام الذي أنزل من قبل، ومن المعلوم أن الاستثناء في الكلام -هي مسألة أخرى غير مسألة التخصيص- ينفع إذا كان متصلاً أما إذا كان غير متصل فإنه لا يعتبر، مثل الاستثناء في اليمين -كون الإنسان يحلف- ما يمكنه أن يستثني بعد مدة، فلا بد أن يستثني في الحال أو إذا ذكر، لكن بعدما يمضي ساعة أو ساعتين مثل يقول: والله، ثم بعد ساعة يقول: إن شاء الله، أو بعد يوم أو بعد يومين ما ينفع هذا الاستثناء، لكن فيما يتعلق بتخصيص المتصل كما جاء في هذا الحديث، هذا اللفظ العام جاء ما يقيده -وهو متصل غير منفصل- بنزول هذه الجملة من الآية وهي قول الله عز وجل: https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/88.jpgغَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/89.jpg[النساء:95]، وفيه كما قلت: بيان ما يلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من الشدة عندما يوحى إليه، ولو كان في الشيء القليل الذي يوحى به إليه عليه الصلاة والسلام؛ لأن هذا الذي يحكيه زيد بن ثابت كان لإنزال هذا المقطع من الآية أو هذه الجملة من الآية التي فيها تقييد لما أطلق في أولها، والذي أنزل من قبل أن يقول له ابن أم مكتوم رضي الله تعالى عنه ما قال. ومن المعلوم أن المقصود بالذين حصلت المفاضلة بينهم وأن المجاهدين خير منهم هم المؤمنون الذين لا يتمكنون من القتال، وأما الذين يتمكنون من القتال ويتأخرون وقد احتيج إليهم فلا مقارنة ولا موازنة بينهم وبين غيرهم، وكذلك المنافقون الذين يتخلفون، هؤلاء هم في الدرك الأسفل من النار وليسوا من المؤمنين، وإن كانوا يعتبرون من المؤمنين ومن المسلمين في الظاهر، ولكنهم في الباطن ليسوا منهم؛ لأنهم كفار. تراجم رجال إسناد حديث زيد بن ثابت في فضل المجاهدين على القاعدين قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع].ثقة، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي. [عن بشر يعني ابن المفضل]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الرحمن بن إسحاق]. صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن الزهري]. وقد مر ذكره. [عن سهل بن سعد]. هو سهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن مروان بن الحكم]. وهو الخليفة ونقل الحافظ عنه في التقريب عن بعض أهل العلم أنه قال: لا يتهم في الحديث، وقد خرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [عن زيد بن ثابت]. رضي الله تعالى عنه كاتب وحي الرسول صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. ثم النسائي بعد ذلك أشار إلى عبد الرحمن بن إسحاق الذي في الإسناد، وأنه لا بأس به، وذكر شخصاً آخر يقال له: عبد الرحمن بن إسحاق، ذكر بعض تلاميذه وشيخاً من شيوخه، وقال: ذاك ليس بثقة، وهذا أراد به التمييز بين الشخصين المشتبهين، متفقين في الاسم واسم الأب، الذي هو المؤتلف والمختلف، فبين أن هذا الذي في الإسناد صدوق وأنه لا بأس به وهي بمعنى صدوق ومعناها حجة، وأن ذاك ليس بثقة. شرح حديث زيد بن ثابت في فضل المجاهدين على القاعدين من طريق أخرى قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب، قال: حدثني سهل بن سعد، قال: (رأيت مروان جالساً في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أملى عليه: https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/88.jpgلا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/89.jpg[النساء:95].. https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/88.jpgوَالْمُجَاهِدُو نَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/89.jpg[النساء:95]، قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلاً أعمى، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وفخذه على فخذي حتى همت ترض فخذي ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل: https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/88.jpgغَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ https://majles.alukah.net/imgcache/2022/05/89.jpg[النساء:95])].أورد النسائي حديث زيد بن ثابت من طريق أخرى، وهو مثلما تقدم. تراجم رجال إسناد حديث زيد بن ثابت في فضل المجاهدين على القاعدين من طريق أخرى قوله: [أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله].هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه]. هو إبراهيم بن سعد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً. [عن صالح]. هو صالح بن كيسان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن شهاب عن سهل بن سعد عن مروان عن زيد بن ثابت]. وقد مر ذكر الأربعة. شرح حديث البراء بن عازب في فضل المجاهدين على القاعدين قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا نصر بن علي حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر كلمة معناها، قال: ائتوني بالكتف واللوح فكتب http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/21.jpgلا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/22.jpg[النساء:95]، وعمرو بن أم مكتوم خلفه فقال: هل لي رخصة؟ فنزلت: http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/21.jpgغَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/22.jpg[النساء:95])].أورد النسائي حديث البراء بن عازب، وهو بمعنى حديث زيد بن ثابت؛ وأن الآية لما نزلت بدون غير أولي الضرر، قال ابن أم مكتوم ما قال، وأنزل الله عز وجل هذا القيد الذي قيد به هذا الإطلاق، وهو http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/21.jpgغَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/22.jpg[النساء:95]، فهو مثل الذي قبله ويبين سبب نزول هذه الجملة. تراجم رجال إسناد حديث البراء بن عازب في فضل المجاهدين على القاعدين قوله: [أخبرنا نصر بن علي].هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن معتمر]. هو معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه]. وهو كذلك أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي إسحاق]. أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن البراء]. هو البراء بن عازب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. حديث البراء بن عازب في فضل المجاهدين على القاعدين من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبيد حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه أنه قال: (لما نزلت http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/21.jpgلا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/22.jpg[النساء:95]، جاء ابن أم مكتوم وكان أعمى فقال: يا رسول الله فكيف في وأنا أعمى؟ قال: فما برح حتى نزلت http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/21.jpgغَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/22.jpg[النساء:95])].أورد النسائي حديث: البراء بن عازب من طريق أخرى، وهو مثلما تقدم. قوله: [أخبرنا محمد بن عبيد]. محمد بن عبيد هو المحاربي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي. [عن أبي بكر بن عياش]. ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، أخرج له أصحاب الكتب الستة، إلا مسلم فأخرج له في المقدمة. ولا يعني إخراج مسلم في المقدمة لشخص أنه لا يكون حجة، ولعل هذا هو الذي اتفق له، وإلا فإن عبد الله بن الزبير المكي الذي هو شيخ البخاري، والذي روى عنه أول حديث في صحيح البخاري ما خرج له مسلم إلا في المقدمة، أي ما خرج له في الصحيح، فقضية عدم الإخراج للشخص في كتاب دون كتاب لا يعني النيل منه أو الحط من شأنه إذا كان ثقة. [عن أبي إسحاق عن البراء]. وقد مر ذكرهما. الرخصة في التخلف لمن له والدان شرح حديث: (... ففيهما فجاهد) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرخصة في التخلف لمن له والدان.أخبرنا محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة قالا: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي باب الرخصة في التخلف عن الجهاد لمن له والدان، وأورد فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه: [(جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)]، والمقصود من هذا الجهاد الذي يكون فرض كفاية، هذا هو الذي يتخلف عنه من أجل الوالدين أو يحتاج إلى إذن الوالدين، أما فرض العين فهذا لا يتخلف عنه أحد، إذا هاجم العدو الناس في بلدهم على الجميع أن يدافعوا وأن يردوه، وكذلك إذا استنفر الإمام على الجميع النفير، ولكن حيث يكون فرض كفاية فإنه يرخص في التخلف لمن يكون له والدان. تراجم رجال إسناد حديث: (... ففيهما فجاهد) قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].محمد بن المثنى هو الملقب الزمن العنزي أبو موسى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة. [عن يحيى بن سعيد القطان]. وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سفيان]. هو سفيان بن سعيد الثوري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أيضاً ممن وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، فـسفيان وشعبة هذان ممن وصفوا بأنهم من أمراء المؤمنين في الحديث. [و شعبة]. هو شعبة بن الحجاج الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث. [عن حبيب بن أبي ثابت]. ثقة، كثير التدليس والإرسال، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي العباس]. هو السائب بن فروخ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن عمرو]. هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وهو أكبر ولد أبيه، وقد ذكر في ترجمته وفي ترجمة أبيه؛ أنه ولد وعمر أبيه ثلاثة عشر سنة، عبد الله بن عمرو ولد وعمر عمرو بن العاص ثلاث عشرة سنة. الرخصة في التخلف لمن له والدة شرح حديث معاوية بن جاهمة في الرخصة في التخلف عن الجهاد لمن له والدة قال المصنف رحمه الله تعالى: [الرخصة في التخلف لمن له والدة.أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة وهو ابن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة السلمي: (أن جاهمة رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي: الرخصة في التخلف لمن له والدة، وأورد فيه حديث: معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله تعالى عنه، الذي فيه: أن أباه جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه. قوله: [(أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك)]. أي: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد والغزو، فقال عليه الصلاة والسلام: [(فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها)]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى التخلف من أجل ملازمتها، والبقاء معها، وأرشده إلى أن الجنة تحت رجليها، يعني: كونه يخدمها، ويقوم بما يلزم لها، فإن ذلك يوصله إلى الجنة، وينتهي به إلى الجنة. تراجم رجال إسناد حديث معاوية بن جاهمة في الرخصة في التخلف عن الجهاد لمن له والدة قوله: [أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق].عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي. [عن حجاج]. هو حجاج بن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن جريج]. هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن محمد بن طلحة، وهو ابن عبد الله بن عبد الرحمن ]. هو محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه. [عن أبيه]. هو طلحة بن عبد الله بن أبي بكر، وهو مقبول، أخرج حديثه أبو داود في القدر، والنسائي، وابن ماجه. [عن معاوية بن جاهمة السلمي]. صحابي، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه. فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله شرح حديث أبي سعيد الخدري في فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله.أخبرنا كثير بن عبيد حدثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: من جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم من يا رسول الله، قال: ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره)]. أورد النسائي هذه الترجمة: فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله. أورد فيه حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: [(أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ قال: من جاهد بنفسه وماله في سبيل الله)]، فقول هذا الرجل: (أي الناس أفضل؟) يدل على فضل الصحابة، وعلى حرصهم على الخير، وسؤالهم عن أفضل الأعمال، وأفضل الرجال؛ ليصيروا إلى ذلك، وليعملوا تلك الأعمال، وليبادروا إلى تلك الأعمال التي فيها التنافس، وفيها التميز، وهذه الأسئلة التي تحصل من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، وعن أفضل الأعمال تدل على فضلهم، ونبلهم، وحرصهم على معرفة درجات الخير ودرجات الأعمال وتفاوتها، حتى يأخذوا بالأفضل فالأفضل رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر السائل أن من جاهد بنفسه وماله في سبيل الله فهذا هو خير الناس وأفضل الناس، يعني: بذل النفس والنفيس الذي هو المال في سبيل الله، وهداية الخلق، وإخراجهم من الظلمات إلى النور. ثم قال: [(ثم من يا رسول الله، قال: ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره)]، يعني: أنه معتزل للناس في شعب من الشعاب، أي: في واد من الأودية، في فلاة من الأرض يعبد الله ويتقيه، ويسلم الناس من شره، وقد جاء في الحديث: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، المسلم الحق من سلم المسلمون من لسانه ويده، فهو يكون في عزلة، وقد اختلف: أيهما أولى العزلة أو الخلطة؟ وأحسن ما يقال: أن الخلطة إذا كان يترتب عليها مصلحة وفائدة فهي أولى من العزلة؛ لأن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، ويترتب على خلطته بهم الخير الكثير فهو أولى من العزلة، وإذا خشي الإنسان على نفسه، وعلى دينه ولم يحصل منه فائدة، فعند ذلك تكون العزلة خير. تراجم رجال إسناد حديث أبي سعيد الخدري في فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله قوله: [أخبرنا كثير بن عبيد].ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [عن بقية]. هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن الزبيدي]. هو محمد بن الوليد الزبيدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي. [عن الزهري]. وقد مر ذكره. [عن عطاء بن يزيد]. هو عطاء بن يزيد الليثي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي سعيد الخدري]. هو سعد بن مالك بن سنان، مشهور بكنيته، ونسبته، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الجهاد (416) - (باب فضل غدوة في سبيل الله) إلى (باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله) من فضائل الجهاد أن غدوة أو روحة فيه خير من الدنيا وما فيها، وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أن الغزاة وفود إلى الله كالحجاج والمعتمرين، ولا يعدل الجهاد شيء إلا أن يبقى الإنسان صائماً وقائماً ليله ونهاره، وهذا لا يستطيعه أحد، ولذلك تكفل الله تعالى لمن جاهد في سبيله حق الجهاد بأن يدخله جنته ويعظم له الأجر. فضل غدوة في سبيل الله عز وجل شرح حديث: (الغدوة والروحة في سبيل الله عز وجل أفضل من الدنيا وما فيها) قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل غدوة في سبيل الله عز وجل.أخبرنا عبدة بن عبد الله حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الغدوة والروحة في سبيل الله عز وجل أفضل من الدنيا وما فيها)]. يقول النسائي رحمه الله: فضل غدوة في سبيل الله، الغدوة هي: الذهاب في الغداة، والروحة هي: الذهاب في الرواح. وقد أورد النسائي حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(الغدوة والروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها)]، فالغدوة الذهاب في الغداة، والروحة الذهاب في الرواح، فالغدوة خير من الدنيا وما فيها، والروحة خير من الدنيا وما فيها. وقوله: [(خير من الدنيا وما فيها)]، المراد منه: أن الدنيا بما فيها لا تعادل تلك الغدوة في سبيل الله، التي يحصل الثواب عليها من الله عز وجل، فإن ما يحصله من الثواب على هذه الغدوة خير من الدنيا وما فيها، وهذا يدلنا على عظم شأن الجهاد في سبيل الله، وأن الشيء القليل فيه لا تعدله الدنيا بما فيها من كل المتع والملذات، فإنها ليست بشيء أمام ذلك الخير الذي يجزي به الله عز وجل من جاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى. تراجم رجال إسناد حديث: (الغدوة والروحة في سبيل الله عز وجل أفضل من الدنيا وما فيها) قوله: [أخبرنا عبدة بن عبد الله].هو عبدة بن عبد الله الصفار، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [عن حسين بن علي]. هو حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن زائدة]. هو زائدة بن قدامة الثقفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سفيان]. هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي حازم]. هو سلمة بن دينار، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سهل بن سعد]. هو سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. فضل الروحة في سبيل الله عز وجل شرح حديث: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت) من طريق أخرى قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل الروحة في سبيل الله عز وجل.أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل بن شريك المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي أنه سمع أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (غدوة في سبيل الله أو روحة، خير مما طلعت عليه الشمس وغربت)]. أورد النسائي: فضل روحة في سبيل الله، وأورد فيه حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(غدوة، أو روحة في سبيل الله، خير مما طلعت عليه الشمس وغربت)]، وهو مثل الذي قبله، والذي طلعت عليه الشمس وغربت هي الدنيا؛ لأن الشمس تطلع على الدنيا وتغرب عليها، فالغدوة أو الروحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب، أي: خير من الدنيا بما فيها، فالحديثان بمعنى واحد إلا أنه عبر بأحدهما عن الدنيا وما فيها، وعبر في الآخر: بما طلعت عليه الشمس وغربت، والمعنى واحد؛ لأن الذي طلعت عليه الشمس وغربت هو الدنيا. تراجم رجال إسناد حديث: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت) من طريق أخرى قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].هو محمد بن عبد الله بن يزيد المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وابن ماجه. [حدثنا أبي]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا سعيد بن أبي أيوب]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً. [حدثني شرحبيل بن شريك المعافري]. صدوق، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. [عن أبي عبد الرحمن الحبلي]. هو عبد الله بن يزيد، وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [أنه سمع أبا أيوب]. هو أبو أيوب الأنصاري، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من الأنصار، وهو الذي نزل النبي صلى الله عليه وسلم في داره ضيفاً عليه أول ما قدم المدينة حتى بنى بيوته صلى الله عليه وسلم وارتحل إليها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح حديث أبي هريرة: (ثلاثة كلهم حق على الله عز وجل عونه: المجاهد في سبيل الله ...) قال رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد عن أبيه حدثنا عبد الله بن المبارك عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ثلاثة كلهم حق على الله عز وجل عونه: المجاهد في سبيل الله، والناكح الذي يريد العفاف، والمكاتب الذي يريد الأداء)].أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(ثلاثة كلهم حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والناكح الذي يريد العفاف، والمكاتب الذي يريد الأداء)]، هؤلاء الثلاثة حق على الله عونهم. والمقصود من ذلك: المجاهد في سبيل الله، لكن ليس بواضح الدلالة على الترجمة من جهة فضل الروحة في سبيل الله؛ لأنه ليس فيه نص، لكنه جميع أحوال الجهاد، وجميع التنقلات التي تكون في الصباح أو في المساء، كلها خير من الدنيا وما فيها، لكن التنصيص في الحديث على فضل الغدوة أو فضل الروحة التي ذكر الحديث تحتها ليس واضح الدلالة، لكنه دال على فضل الجهاد، وأن من يجاهد في سبيل الله عز وجل فالله تعالى يعينه. وكذلك الناكح يريد العفاف، وهو إعفاف نفسه، وإبعادها عن التفكير في الفاحشة. وأيضاً المكاتب الذي يريد الأداء، وهو المملوك الذي يتفق مع سيده على أن يحضر له مبلغاً من المال في فترات معينة، ويشتغل حتى يتوفر له ذلك المبلغ، فيعطيه لسيده، فيشتري نفسه بذلك، فالمكاتب الذي يريد الأداء فإن الله تعالى يعينه. قوله: [(حق على الله)]. يعني: أن الله تعالى وعد بهذا الوعد الذي يتحقق ويثبت ولا يتأخر، وهو واجب أوجبه الله على نفسه لم يوجبه عليه أحد، لكنه أوجب على نفسه أنه يعين هؤلاء. تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (ثلاثة كلهم حق على الله عز وجل عونه: المجاهد في سبيل الله ...) قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد عن أبيه].مر ذكرهما. [حدثنا عبد الله بن المبارك المروزي]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن محمد بن عجلان]. محمد بن عجلان المدني، صدوق، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن سعيد المقبري]. هو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي هريرة]. هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق. الغزاة وفد الله تعالى شرح حديث: (وفد الله عز وجل ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الغزاة وفد الله تعالى.أخبرنا عيسى بن إبراهيم حدثنا ابن وهب عن مخرمة عن أبيه، قال: سمعت سهيل بن أبي صالح سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وفد الله عز وجل ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر)]. أورد النسائي هذه الترجمة: الغزاة وفد الله، أي: أنهم موصوفون بأنهم وفد الله، وأورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر)، الغازي، يعني: في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، هؤلاء وفد الله، وقد ذكر الجهاد، ومعه الحج والعمرة، وقد جاء في الحديث ذكر الحج بأنه جهاد، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: (نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟، قال: لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور)، فذكر وبين: أن الحج هو من الجهاد، وهو جهاد للنفس. إذاً: الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، هذه الأنواع الثلاثة وصف أهلها بأنهم وفد الله. تراجم رجال إسناد حديث: (وفد الله عز وجل ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر) قوله: [حدثنا عيسى بن إبراهيم].هو عيسى بن إبراهيم بن مثرود المصري، وهو ثقة، أخرج له أبو داود والنسائي. [عن ابن وهب]. هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن مخرمة]. هو مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج المصري، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. [عن أبيه]. هو بكير بن عبد الله بن الأشج المصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [سمعت سهيل بن أبي صالح]. صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [سمعت أبي]. هو ذكوان السمان، اسمه: ذكوان، ولقبه: السمان، ويلقب: الزيات أيضاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي هريرة]. وقد مر ذكره. ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله شرح حديث: (تكفل الله عز وجل لمن جاهد في سبيله... بأن يدخله الجنة...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب: ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله.أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (تكفل الله عز وجل لمن جاهد في سبيله؛ لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته؛ بأن يدخله الجنة، أو يرده إلى مسكنه الذي خرج منه، مع ما نال من أجر أو غنيمة)]. أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله، أي: من الأجر الدنيوي والأخروي، أورد النسائي فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: [(تكفل الله لمن جاهد في سبيله)]، ثم قال: [(لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته)]، المقصود من ذلك: الإخلاص، يعني: الباعث له على الجهاد وعلى الخروج للجهاد هو: الإخلاص لله عز وجل، ولهذا قال: لا يخرجه إلا جهاد في سبيله، أي: في سبيل الله عز وجل، هذا هو الذي يدفعه، وهو الذي يخرجه من مسكنه ليقاتل الأعداء، ويقاتل الكفار، الذي دفعه إلى ذلك هو: الإخلاص لله عز وجل، وتصديق كلمته، وما أمر الله تعالى به من الجهاد، وما أخبر عليه من الثواب، فهو مصدق بوعد الله، ومنفذ لأمر الله، ومخلص لله سبحانه وتعالى في قصده وعمله. وليس كل خروج يكون جهاداً في سبيل الله؛ بل الخروج الذي هو جهاد في سبيل الله هو الخروج لقتال الأعداء، ولا يخرجه إلا هذا الغرض، وهذه المهمة، وهي: الإخلاص لله، والحرص على إعلاء كلمة الله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، هذا هو الذي يخرجه، لا يخرج ليوصف بأنه شجاع، أو أنه حمية، أو عنده قوة، أو ما إلى ذلك من الأسباب، ولهذا جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، أي ذلك في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله). وقوله: [(لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله، وتصديق كلمته؛ بأن يدخله الجنة، أو يرده إلى مسكنه الذي خرج منه، مع ما نال من أجر أو غنيمة)]. يعني: تكفل الله عز وجل له بشيئين: بأن يدخله الجنة، إن قتل واستشهد، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر إذا كان لم يحصل غنيمة، أو بأجر مع غنيمة إذا حصل غنيمة، يعني: أجراً وثواباً من الله عز وجل، وغنيمة عاجلة، وهي ما اكتسب وحصل عليه المسلمون من الكفار، فإن هذه غنيمة، والغزاة لهم أربعة أخماس الغنائم، توزع عليهم، وما يحصله من ذلك هذا من الثواب المعجل، وهذا من الأجر المعجل الذي يحصل عليه صاحبه في الدنيا قبل الآخرة. تراجم رجال إسناد حديث: (تكفل الله عز وجل لمن جاهد في سبيله... بأن يدخله الجنة...) قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].هو محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. [و الحارث بن مسكين]. هو الحارث بن مسكين المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن ابن القاسم]. هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وحديثه أخرجه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي. [عن مالك]. هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي الزناد]. هو عبد الله بن ذكوان المدني، وكنيته: أبو عبد الرحمن، ولقبه: أبو الزناد، وهو لقب على صفة الكنية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن الأعرج]. هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والأعرج وعبد الرحمن بن هرمز اسم ونسب، وأبو الزناد لقب، وعبد الله بن ذكوان اسم ونسب، ومعرفة ألقاب المحدثين نوع من أنواع علوم الحديث، وفائدة معرفتها: ألا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر مرة باسمه، وذكر مرة أخرى بلقبه؛ فإن من لا يعرف يظن أنهما شخصان، مع أنه شخص واحد؛ ذكر مرة باسمه، وذكر مرة بلقبه. [عن أبي هريرة]. وقد مر ذكره. يتبع |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
شرح حديث: (انتدب الله عز وجل لمن يخرج في سبيله... أنه ضامن حتى أدخله الجنة ...) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد عن عطاء بن ميناء مولى ابن أبي ذباب سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (انتدب الله عز وجل لمن يخرج في سبيله، لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في سبيلي، أنه ضامن حتى أدخله الجنة بأيهما كان، إما بقتل، أو وفاة، أو أرده إلى مسكنه الذي خرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، إلا أنه قال: انتدب، وهو بمعنى: (تكفل) التي مرت في الحديث السابق، وهو مثلما قبله من حيث المعنى: أنه يخرج وقصده الجهاد في سبيل الله وهو الباعث له، وأنه إما أن يقتل أو يتوفى في سبيل الله، فيحصل الشهادة في سبيل الله ويحصل الجنة، أو يرجع إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر إن لم يحصل غنيمة، أو من أجر مع غنيمة إذا كان الغزاة حصلوا غنائم. تراجم رجال إسناد حديث: (انتدب الله عز وجل لمن يخرج في سبيله... أنه ضامن حتى أدخله الجنة ...) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا قتيبة].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا الليث]. هو الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سعيد]. هو سعيد المقبري، وقد مر ذكره. [عن عطاء بن ميناء]. صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [سمع أبا هريرة]. وقد مر ذكره. شرح حديث: (وتوكل الله للمجاهد في سبيل الله بأن يتوفاه فيدخله الجنة...) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا أبي عن شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن يجاهد في سبيل الله- كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرجعه سالماً بما نال من أجر أو غنيمة)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثلما تقدم إلا أن فيه: (توكل الله)، وهو بمعنى: (تكفل)، وبمعنى (انتدب) التي مرت في الطريقين السابقين، وفيه: [(مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم)]، أي: الذي لا يفتر عن الصيام، ولا يفتر عن القيام، والذي يعمل ليلاً نهاراً، يكون صائماً نهاره، وقائماً ليله، ومستمراً في القيام وفي الصيام، فالمجاهد مثله في الأجر؛ لأنه منذ خروجه إلى رجوعه وهو في سبيل الله، لكن هذا المثل، وهذا الأجر، إنما يحصله من يكون قصده الإخلاص في جهاده، ولهذا قال: [(والله أعلم بمن يجاهد في سبيله)]، يعني: ليس كل من يخرج للجهاد يقال له: مجاهد، الله تعالى أعلم بمن يخرج للجهاد، ومن في قلبه الإخلاص، ومن في قلبه الصدق، هذا هو المقصود من هذه الجملة الاعتراضية التي توسطت بين المبتدأ والخبر: مثل المجاهد كمثل، ووجود تبيان لمن هو المجاهد حقاً الذي يستحق الثواب والأجر من الله عز وجل، فهو الذي علم أن الله عز وجل منه أنه مخلص في قصده، وأنه يريد إعلاء كلمة الله، وأن كلمة الله هي العليا؛ لأن ممن يخرج للجهاد يخرج حمية، ويخرج شجاعة، ويخرج رياء، وما إلى ذلك من الأسباب التي هي غير محمودة، والمحمود منها من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، هذا هو الذي في سبيل الله، كما جاء ذلك مبيناً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث أبي موسى الأشعري الذي أشرت إليه آنفاً. تراجم رجال إسناد حديث: (وتوكل الله للمجاهد في سبيل الله بأن يتوفاه فيدخله الجنة...) من طريق ثالثة قوله: [أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار].هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا أبي]. ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [عن شعيب]. هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن الزهري]. هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [أخبرني سعيد بن المسيب]. هو سعيد بن المسيب المدني، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [سمعت أبا هريرة]. وقد مر ذكره. ثواب السرية التي تخفق شرح حديث: (ما من غازية تغزو في سبيل الله... فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب: ثواب السرية التي تخفق.أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي حدثنا حيوة وذكر آخر قالا: حدثنا أبو هانئ الخولاني: أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي: ثواب السرية التي تخفق، أي: التي لا يحصل لها انتصار وحصول غنائم، فثوابها أنها تحصل الأجر كاملاً عند الله عز وجل في الدار الآخرة، وأورد النسائي في ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه قال: [(ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم)]. معناه: أنهم حصلوا شيئاً من أجرهم في الدنيا تعجلوه ويبقى لهم أجر في الآخرة، وإذا لم يصيبوا غنائم فإنهم يدركون أجرهم كاملاً، بمعنى: أنهم يحصلونه في الدار الآخرة كاملاً لم ينقص منه شيء، وعلى هذا فحصول الغنائم التي تحصل للناس هي من الأجر المعجل، وهي من الثواب المعجل، ويحصل من حصل الغنيمة نصيبه من الأجر، ويحصل الباقي من ذلك في الدار الآخرة، فإذا لم يحصل شيئاً من الغنيمة، فإنه يحصل الأجر كاملاً في الدار الآخرة؛ لأنه لم يتعجل منه شيئاً، ولم يحصل له ثواب عاجل على هذا العمل الذي عمله من الجهاد في سبيل الله. تراجم رجال إسناد حديث: (ما من غازية تغزو في سبيل الله... فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم) قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي].مر ذكرهما. [حدثنا حيوة وذكر آخر]. هو ابن شريح المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا أبي هانئ الخولاني]. اسمه حميد بن هانئ، وهو لا بأس به، وهي بمعنى صدوق، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن أبي عبد الرحمن الحبلي]. وقد مر ذكره. [عن عبد الله بن عمرو]. هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير. شرح حديث: (أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله... وإن قبضته غفرت له ورحمته) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني إبراهيم بن يعقوب حدثنا حجاج حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل أنه قال: (أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي، ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته)].ثم أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، وهو مثلما تقدم في الأحاديث السابقة، وهو حديث قدسي، قال الله عز وجل: [(أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي، ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب)]. قوله: [(ابتغاء مرضاتي)]، هو مثلما تقدم من ذكر الإطلاق، يعني: أنه يدفعه إلى ذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، مخلصاً لله عز وجل، يرجو مرضاة الله سبحانه وتعالى؛ فإنه إن أرجعه وسلم، ولم يقتل ولم يهلك في تلك السفرة، فإنه يرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، [(وإن قبضته غفرت له ورحمته)]. تراجم رجال إسناد حديث: (أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله... وإن قبضته غفرت له ورحمته) قوله: [أخبرني إبراهيم بن يعقوب].هو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود والترمذي والنسائي. [حدثنا حجاج]. هو حجاج بن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. في تحفة الأشراف قال: حجاج الأعور، وحجاج الأعور هو: حجاج بن محمد المصيصي. [حدثنا حماد بن سلمة]. هو حماد بن سلمة البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن يونس]. هو يونس بن عبيد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن الحسن]. هو الحسن بن أبي الحسن البصري، وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عمر]. هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنها، وهو أحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. مثل المجاهد في سبيل الله عز وجل شرح حديث: (مثل المجاهد في سبيل الله... كمثل الصائم القائم...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [مثل المجاهد في سبيل الله عز وجل.أخبرنا هناد بن السري عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصائم، القائم، الخاشع، الراكع، الساجد)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي: مثل المجاهد في سبيل الله، أي: المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للمجاهد في سبيل الله، وأورد فيه حديث أبي هريرة: [(مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم، القائم، الخاشع، الراكع، الساجد)]، يعني: أنه ملازم الصلاة، وملازم الصيام، فهذا مثل المجاهد في سبيل الله، معناه: أن هذا العمل الذي يعمل عملاً دائماً لا يفتر، مثله مثل المجاهد في سبيل الله عز وجل، وذاك يحصل أجراً على دأبه، وعلى عمله، وهذا يحصل أجراً على جهاده في سبيل الله، من حين يخرج إلى أن يرجع وهو على أجر وغنيمة من الله عز وجل. تراجم رجال إسناد حديث: (مثل المجاهد في سبيل الله... كمثل الصائم القائم...) قوله: [أخبرنا هناد بن السري].ثقة، أخرج حديثه البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن ابن المبارك]. هو عبد الله بن المبارك، وقد مر ذكره. [عن معمر]. هو معمر بن راشد الأزدي البصري، ثم اليماني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة]. وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة. ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل شرح حديث: (... دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: لا أجده...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل.أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة حدثني أبو حصين أن ذكوان حدثه أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه، قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: لا أجده، هل تستطيع إذا خرج المجاهد تدخل مسجداً، فتقوم لا تفتر، وتصوم لا تفطر؟ قال: من يستطيع ذلك؟)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي: ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل، أي: الذي يعدله، والمقصود من ذلك: أن الجهاد لا يعدله شيء، وأورد فيه حديث أبي هريرة: (أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: لا أجده)، أي: ليس هناك عمل يعدل الجهاد، ثم أرشده إلى عمل، هو مثل المجاهد في سبيل الله، كما مر في الأحاديث السابقة، وهو كون الإنسان يصوم ويصلي ولا يفتر، وهذا لا يطاق، ولا يفعله أحد، فهذا هو الذي يعدل الجهاد، ولكن لا يفعله أحد، إذاً: فلا يعدل الجهاد شيء. تراجم رجال إسناد حديث: (... دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: لا أجده...) قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد].هو عبيد الله بن سعيد السرخسي اليشكري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والنسائي. [حدثنا عفان]. هو ابن مسلم الصفار، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وفي النسخة حماد، ولكن في إحدى النسخ عفان، وهي الصواب، وكان ذكر عفان في الأصل هو الذي ينبغي. [حدثنا همام]. هو همام بن يحيى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا محمد بن جحادة]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثني أبي حصين]. هو عثمان بن عاصم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [أن ذكوان]. هو أبو صالح السمان الذي مر ذكره، يأتي ذكره أحياناً باسمه، وأحياناً بكنيته، فاسمه: ذكوان، وكنيته: أبو صالح. [أن أبا هريرة]. وقد مر ذكره. شرح حديث: (أي العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله عز وجل) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب عن الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر أخبرني عروة عن أبي مراوح عن أبي ذر رضي الله عنه: (أنه سأل نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله عز وجل)].أورد النسائي حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: [(أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله)]. أورده تحت هذه الترجمة وهي: ما يعدل الجهاد، أي: أنه لا يعدله شيء، ولكن ليس فيه التنصيص على ذكر عدل الجهاد، لكن يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب به عندما سئل: أي الأعمال أفضل؟ فقال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، فذكر بعد الإيمان الجهاد في سبيل الله عز وجل. تراجم رجال إسناد حديث: (أي العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله عز وجل) قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم].هو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن شعيب]. هو شعيب بن الليث بن سعد، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي. [عن الليث]. هو الليث بن سعد، وقد مر ذكره. [عن عبيد الله بن أبي جعفر]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [أخبرني عروة]. هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين. [عن أبي مراوح]. هو أبو مراوح الغفاري أو الليثي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه. [عن أبي ذر]. هو جندب بن جنادة رضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد ...) من طريق أخرى قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال حج مبرور)].أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال؟ فقال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور، وقد أورد الجهاد في سبيل الله بعد الإيمان بالله ورسوله، وهو مثل الحديث الذي قبله في حديث أبي هريرة: (إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله)، فإنه ذكر بعد الإيمان بالله الجهاد في سبيل الله، فهذا الحديث مثل ذلك الحديث، حيث ذكر الإيمان بالله عز وجل ويليه الجهاد، ثم يلي الجهاد حج مبرور الذي هو جهاد النفس، كما جاء مبيناً في حديث عائشة أن أفضل الجهاد حج مبرور، وهو الذي يأتي به الإنسان مطابقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي ليس فيه إثم، وعلامته: أن يكون الإنسان بعد الحج خيراً منه قبل الحج، فيمكن أن يعرف الإنسان من نفسه إذا رأى حاله تبدلت من حسن إلى أحسن، ومن سيئ إلى حسن، فهذه علامة كون حجه مبروراً. تراجم رجال إسناد حديث: (أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد ...) من طريق أخرى قوله [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المشهور بـابن راهويه الحنظلي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [حدثنا عبد الرزاق]. هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة]. وقد مر ذكر هؤلاء الأربعة. |
رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله
|