|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا أدري لعل بعضكم بدأ يشك في أنني امرأة! بسبب ما أكتب من مواضيع تهم المرأة[1]. والله لا يهمني ذلك , المهم الفكرة ومناقشة الفكرة سواء قلتم امرأة أو قلتم رجل . فمع أنني رجل ـ كما أعلن ذلك دائما ـ إلا أنه لا تعجبني تصرفات بعض الأزواج نحو زوجاتهم . ومن تلكم التصرفات (غير المرضية) : التهديـد. فكلما أخطأت المرأة خطأ حتى وإن كان بسيطا صاح في وجهها لأتزوجن عليك ! تأخرت في تحضير الفطور أو تعطلت قليلا في العودة من بيت أهلها أو من زيارة جارتها أو غلبها النوم يوما ما ...........كل تلك تعد عنده مبررات للزواج عليها أو تهديدها بالزواج عليها . وهذه العادة السيئة أي التهديد (كانت في عهد الجاهلية الأولى) حيث قال شاعرهم[2] : أكلتُ دماً إن لم أَرُعْكِ بِضَرَّةٍ بعيدةِ مَهْوى القرطِ طيبَةِ النشرِ شرح البيت : بعيدةِ مَهْوى القرطِ : كناية عن كون الضرة ستكون جميلة. طيّبَةِ النشرِ: أي رائحتها طيبة . أكلت دماً: دعاء على نفسه إذا لم ينفذ تهديده بأن يُقتل ابنه (مثلا) ويأكل ديته , فالعبارة تأكيد للتهديد. والمعنى أجمالا: أنه سوف يُروِّعها بضرة جملية ورائحتها طيبة. وهكذا بقي التهديد بالطلاق (أو الضرة) سيفا مسلطا على رقاب الكثير من النساء مذ ذاك الوقت ولحد اليوم . وأنا لا أنكر على أهل الجاهلية قولهم , فليقولوا ما شاءوا مادام ليس لديهم دين يرجعون إليه أو نور يبصرون به . ولكني ألوم من منحه الله نورا كيف يطفئ ذلك النور ويسير مُكِبًّا على وجهه في الظلام !؟ فيا إخوتي: إن ديننا الإسلامي بينَ ـ وبكل وضوح ـ علاقة الزوج بزوجه , حيث جعلها علاقة قائمة على المحبة والمودة والرحمة والاحترام المتبادل , ولم يجعلها أبدا قائمة على التهديد والاحتقار والقهر والخوف والتسلط ...... الكثير من الرجال (وبعض النساء!) ينصح الزوج أن يهدد زوجته بالطلاق أو الزواج عليها إذا رأى منها تقصيرا أو تكاسلا أو خروجا عن العرف , وذلك (لكي تستقيم , زعموا ). غير أن قناعتي أن التهديد بالطلاق أو الضرة يضر عشرات المرات أكثر مما ينفع[3] . وأعرف الكثير من الحالات التي وقعت في قريتي هذه , وكلها تؤكد ما أزعمه. أخرها ما حدث في الأسبوع الماضي , حيث كاد بيت أن يحترق بكل ما فيه . والبداية أن الزوج هدد زوجته بأنه سيتزوج عليها (بسبب تقصيرها وإهمالها....) طبعا غضبت الزوجة وتصرفت تصرفا غير مدروس , فقام هو برد فعل , قابلته هي بردٍ آخر ... وهكذا انقضى أسبوع بين الفعل ورد الفعل , حتى كان آخر رد فعل هو إشعال النار في البيت بما فيه ومن فيه ! فاحترق جزء منه فقط , ولولا لطف الله حيث تدخل بعض الجيران لاحترق كله. وبعد التمحيص والتحقيق تأكد ـ قطعا ـ أنه لم يكن ينوي لا طلاق ولا زواج وإنما كان يخوفها فقط لكي يصلح حالها ! فتأكدت لدي قاعدة , هي : " إن التهديد لا يُصلح العلاقات بل يُفسدها " . وأن الزوج هو أو ل من يجني الثمار المرة الحاصلة من التهديد , ثم يتقاسمها الزوجان مع باقي أفراد الأسرة . وما كتبته هو رأيي أنا , فما رأيكم أنتم ؟ شكرا لكل من قرأ هذا الموضوع , وشكرا مضاعفا لكل من علق عليه أو أضاف إليه. والسلام عليكم. [1] )وإن كان في الحقيقة مواضيعي تهم الأسرة بكاملها [2] ) هذا البيت ينسب للعديد من الشعراء وبعدة صيغ . [3] ) ولذلك لم يذكره القرآن . وإنما ذكر الوعظ والصُّلح والحَكمين.....الخ
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |