|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لااله الا الله وحده لاشريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. الاستقامة لب الإسلام عَنِ أَبيْ عَمْرٍو،وَقِيْلَ،أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَارَسُوْلَ اللهِ قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَأَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ، قَالَ: "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ" تخريج الحديث أخرجه الإمام مسلم رحمه الله ,صحيح . هذا الحديث على قلة ألفاظه ، حديث جامع، من أجمع الأحاديث يضع منهجا متكاملا للمؤمنين ، وتتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته التي يرتكز عليها ، وهي الإيمان بالله. قوله:" قل لي في الإسلام"أي في الشريعة.في شرائع الإسلام، وأحكامه. قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ يعني قولاً جامعاً لمعاني الدين يكون حداً فاصلاً مانعاً واضحاً بيّناً إذا عملت به كفاني في ديني ودنياي وآخرتي ولا أسأل أحداً غيركفيه. فقال له صلى الله عليه وسلم وهوالذي أوتي جوامع الكلم:"قُل آمَنْتُ بِاللهِ" أي الإيمان الكامل وهذا في القلب . قال أهل العلم:قول القلب: هوإقراره واعترافه. "آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"يشمل قول اللسان وقول القلب وعمل الجوارح. " ثُمَّ استَقِم"على طاعته، وهذا في الجوارح. فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم كلمتين:"آمَنْتُ بِاللهِ" محل الإيمان القلب"ثُمَّ استَقِم"وهذا في عمل الجوارح. هاتان الكلمتان أوهذه الجملة البليغة العظيمة التي تحوي معاني كثيرة جمعت الدين كله. "آمَنْتُ بِاللهِ" أي أقررت به على حسب ما يجب علي من الإيمان بوحدانيته في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.فالإيمان بالله يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به، ويتضمن الإخلاص له في العبادة.فقوله صلى الله عليه وسلم" قُلْ آمَنْتُ باللهِ" أيجدد إيمانك بالله متذكراً بقلبك ذاكراً بلسانك لتستحضرَ جميع تفاصيل أركان الإيمان. ثم بعدالإيمان"اِستَقِم"فرتّب الاستقامة على الإيمان ،فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق . فيكون الحديث جامعاً لشرطي العبادة وهما: الإخلاص والمتابعة. "اِستَقِم" أي سر على صراط مستقيم، داومْ واثبت على عمل الطاعات، وانتهي عن جميع المخالفات فلا تخرج عن الشريعة لا يميناً ولاشمالاً. وحقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات ،مستمسكا بحبل الله ، كما قال ابن رجب رحمه الله : " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها : الظاهرة والباطنة ، وترك المنهياتكلها.وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) الروم : 30 وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه ،منها قوله تعالى ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) هود:112.وقوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة) فصلت:30. أي عند الموت تبشرهم بقوله تعالى(لاتخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنت توعدون) فصلت:30. وفي التفسير أنهم إذا بشروا بالجنة قالوا: وأولادنا ما يأكلون وماحالهم بعدنا ؟ فيقال لهم( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة) فصلت:31 أي نتولى أمرهم بعدكم، فتقر بذلك أعينهم. وقال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الأحقاف وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة ، كما قال عزوجل: (وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم)الحج : 54 وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس ، يقول الله تعالى في ذلك( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) إبراهيم : 1. ولما كانت الاستقامة تستدعي من العبد اجتهاداً في الطاعة، فلا يعني ذلك أنه لا يقع منه تقصير أو خلل أو زلل ، بل لا بد أن يحصل له بعض ذلك، بدليل أن الله تعالى قد جمع بين الأمر بالاستقامة وبين الاستغفار في قوله( فاستقيموا إليه واستغفروه) فصلت : 6 . قال ابن رجب : ” فيه إشـــارة إلى أنه لا بد من التقصير في الاستقامــة المأمور بها ، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبـــة والرجـــوع إلى الاستقامة ، وذلك يستدعي من العبد أن يجبر نقصه وخللهبالتوبة إلى الله عزوجل ، والاستغفار من هذا التقصير فهو كما قال النبي e لمعاذ ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها)، وقد أخبر النبيe أن الناس لن يستطيعوا الاستقامة حق الاستقامــة ،فقال صلى الله عليه وسلم( استقيموا ولن تحصوا)رواه أحمدوفي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبيe قال ( سددوا وقاربــــوا)رواه البخاري . فالسداد هو حقيقة الاستقامــة ، وهوالإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصـــد ، والمقاربة أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه ، ولكن بشرط أن يكون العبد مصمماً على قصد السداد وإصابة الغرض ، فتكون مقاربته عن عمد. وإذا أردنا أن تتحقق الاستقامة في البدن فلابد من استقامة القلب أولا ، لأن أصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، ومتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته، وإجلاله ومهابته ومحبته، وتعظيمه وإرادته ورجائه ودعائه، والتوكل عليه والإعراض عما سواه، واستقام على معاني الخوف من الله ,استقامت الجوارح على طاعة الله ,لأن القلب هو ملك الأعضاء ، وهي جنوده،فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه، قال رسول الله: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسدكله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"رواه البخاري ومسلم. ثم يليه في الأهمية : استقامة اللسان ، وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان لأنه الناطق بما في القلب والمعبّر عنه فهو ترجمان القلب ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قَالَ قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاأَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا.وقد جاء في مسند الإمام أحمد عن أنس . أن النبي قال : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانــه. و قالe" إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ , فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ ، فَتَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا "رواه الترمذي . إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ أي دخل في الصباح (فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ) جمع عضو كل عظم وافر بلحمه (كُلَّهَا ) تأكيد تُكَفِّرُ اللِّسَانَ) بتشديد الفاء المكسورة ، أي تتذلل وتتواضع له ، كما قيل(كفر اليهودي إذا خضع مطأطأ رأسه وانحنى لتعظيم صاحبه ) . وقيل: التكفير هو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه)فَتَقُولُ) أي الأعضاء له حقيقة أو هو مجاز بلسان الحال (اتَّقِ اللَّهَ فِينَا) أي خفه في حفظ حقوقنا (فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ) أي نتعلق ونستقيم ونعوج بك (فَإِنِ اسْتَقَمْتَ) أي اعتدلت (اسْتَقَمْنَا) أي اعتدلنا تبعا لك (وَإِنِ اعْوَجَجْتَ) أي ملت عن طريق الهدى (اعْوَجَجْنَا) أي ملنا عنه اقتداء بك قال الطيبي : فإن قلت : كيف التوفيق بين هذا الحديث وبين قوله eإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب قلت : اللسان ترجمان القلب وخليفته في ظاهر البدن ، فإذا أسند إليه الأمر يكون على سبيل المجاز في الحكم. " ماهي مجالات الاستقامة؟ 1_أمور العبودية يجب أن تكون لله سبحانه وتعالى-ولذلك قال تعالى﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ قبل قوله ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ . إذاً لابد أن تتوجه العبادة لله - سبحانه وتعالى. 2- الاستقامة فى التشريع معناه الرضي و القبول بحكم الله - سبحانه وتعالى –﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم﴾ولذلك نفى الإيمان عمن يطلب التحاكم إلى غيره - سبحانه وتعالى – من المؤمنين﴿ وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم﴾. إذاً لابد من القبول بحكم الله - جل وعلا – فى النفس والمال وفى جميع أمور الحياة كلها لأن هذا الدين مبناه على الاستسلام لله - سبحانه وتعالى – فلا يكون مستقيماً إذا لم يرضى بحكم الله - جل وعلا. 3- الأستقامة على الأخلاق فعلى العبد أن يكون مستقيما في أخلاقه سواء كانت الأخلاق فيما بين الإنسان وبين أسرته أو بينه وبين الناس﴿وقولوا للناس حسنا ﴾.و قال النبى e وخالقالناس بخلق حسن).حتى الأخلاق فى التعامل مع الكفار. ولأهمية الأخلاق نص عليها فى الاقتداء بالنبى e فقال الله سبحانه وتعالى﴿ وإنك لعلي خلق عظيم ﴾ ﴿ لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ﴾. 4- فى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وفى العمل لهذاالدين" يجب أن يكون المرء مستقيماً على منهاج رسول الله e وقد أعطاناالله سبحانه وتعالى المنهاج﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾ وفى الآية الأخرى ﴿ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ﴾ . 5- الاستقامة في الحياة عموماً، بمعنى التكامل في مجالات الحياة،في التعامل مع الله , مع الأسرة .مع الناس مع الجيران هذه نقطة مهمة نأخذها من قوله e (ثم استقم). |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |