الصديقة الحزينة

[zineb_imane]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته صديقتي فتاة ملتزمة تبلغ من العمر 25 سنة تتحلى باخلاق فاضلة محبوبة بين الناس وخصوصا بين الاطفال لانها تعمل مربية باحدى المدارس الخاصة المشكلة ان العديد من الشباب يعجبون بها و يتقدمون لخطبتها لكنهم لا يرجعون علما انها تقبل بهم و يتم الاتفاق على كل شئ لكن للاسف لا يكتمل اي شئ فما العمل ارجو تقديم النصائح لصديقتي التي اصبحت حزينة و تظن انها ستصبح عانسا و لن تتزوج ابدا و جزاكم الله عنا كل خير

[شروق الاجزجي]

حبيبتي ..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
حياك الله وحياك صديقتك الملتزمة ..

اعلمي يا زينب ان الطعام رزق ولن تأكلي الا ما كتب لك ..كذلك الزواج رزق ..ولن تتزوجي الا زوجك ..
وسبحان الله ..كل من تقدم لخطبة صديقتك ما كان فيهم واحد بأسمها ..اي انه ما كان احدهم رزقها ..

فلننظر معا هذا الكلام ..
واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك ..رفعت الاقلام وجفت الصحف ..

اي ان الشخص الذي لم يخطبها مع انه حصل قبول ما بينهما ..لم يكن ليتزوجها وذلك لسبب بسيط وهو : "انا كل شئ خلقناه بقدر".."وفي السماء رزقكم وما توعدون"..
انه الرزق ..
الذي ليس لنا دخل فيه ..فهو قسمة رب العالمين .."ان الله هو الرزاق العليم "
وهنا اقول لك دعاء نمى عندي مفهوم خطير..وهو مفهوم اليقين ..
والدعاء هو "الحمد لله على كل قضائه وجميع قدره حمد الرضا بحكمه لليقين بحكمته" ..
وهنا اليقين هو درجة عالية في التصديق ..والثقة ..والتوكل ..
وهو جميل العلاقة بيننا وبين الله ان تقوم على اليقين في صفات الله بانه الرزاق فلن يرزقني سواه ...فكما قلت لك الزوج رزق ..فلن يرزقني لزوج احد سواه ..لن يرزقني الزوج قليل من الماكياج ولن يرزقني الزوج كثير من الدلال ..
هذا هو التوكل واليقين ..
ثم ناتي للنقطة الاخرى المهمة ..
صديقتك ..
لما اشعر من كلامك انها تفقد شئ من الثقة بنفسها ؟؟!
ليس معنى ان يتقدم لي احد ولا يتم بيننا نصيب انني سيئة او غير مقبولة او عندي مشكلة ..بل الامر ابسط من هذا ..
لو عندك فستان لونه اصفر لن يناسبه طرحة لونها اخضر ..؟؟ صحيح ؟
بالرغم ان الاصفر والاخضر لونان رائعان في حد ذاتهما ولكن مع بعضهما البعض لا يتناسبان ..فهمت ..
هذا هو المربط ..هي انسانه رائعة ..ويتقدم اليها شباب ايضا رائعين ..لكن ليس شرطا ان يكونا متوافقان مع بعضهما ..
طيب ومن يعلم هذا ؟ من يعلم ان كان الشاب المتقدم مناسب او لا ؟؟
انه الله عز وجل ..
لذلك المؤمن على يقين من ان الله يقدر الخير كله وان رأيناه غير ذلك الا انه الخير ونحن لا نراه خيرا ..لقصور نظرتنا على الواقع ولكنه تعالى يعلم المستقبل ويختار لنا الخير على هذا الاساس ..
طيب نرجع لثقتها بنفسها ..
لا ينبغي ان يؤثر هذا الامر على ثقتها ونفسيتها وادائها اليومي ..
لما قدمت من اسباب ..
لذلك يجب عليها ان تمضي في حياتها واعمالها الخيرية والتطوعية ومساعدة من يحتاجها من ايتام ومسنين ومعاقين وذلك نظرا لما عندها من موهبة في التعامل مع الطفل ..وكذلك في عملها ..
ولتعلم ان العقل ان ملأته بموضوع الزواج فقط ..سوف تستسلم للافكار السلبية ولكن ان ملأته بالعمل للاسلام ونشر الدعوة ومساعدة المسلمين وتنمية المجتمع ستجد الخير ان شاء الله ..
واختم بقول النبي ..
في البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي .

وفي صحيح مسلم عنه : لا يزال يستجاب للعبد ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل ، قيل : يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء .

وفي مسند أحمد من حديث أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ، قالوا : يا رسول الله كيف يستعجل ؟ قال : يقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي .