«أين نحن من هؤلاء»؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024214 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301473 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119091 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40243 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367088 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-03-2010, 09:29 PM
الصورة الرمزية أملي في الله
أملي في الله أملي في الله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
مكان الإقامة: ليبيا الحرة
الجنس :
المشاركات: 1,573
الدولة : Libya
افتراضي «أين نحن من هؤلاء»؟

الحمد لله الذي وعد من أطاعه جنات عدن تجري من تحتها الأنهار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، خير من صلى وصام وعبد الله حتى أتاه اليقين

ونحن في زمن الضعف والتكاسل والتشاغل أحببت ذكر همم من كان قبلنا ومسارعته لأداء هذه الفريضة العظيمة ألا وهي الصلاة حتى تكون محيية للقلوب محركة للنفوس مقوية للعزائم.

وهي فريضة دائمة مطلقة، لا تسقط حتى في حال الخوف، قال تعالى: }حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ{ [سورة البقرة، الآيتان: 238، 239].

وهي أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات، وهي أول ما يحاسب عليه العبد وهي آخر وصية وصى بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمته عند موته فقال: « الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم»أخرجه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.



وهي آخر ما يفقد من الدين، فإن ضاعت ضاع الدين كله، قال صلى الله عليه وسلم: «لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضًا الحكم وآخرهن الصلاة»أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وصححه والألباني..

واستثنى تبارك وتعالى المحافظين على الصلوات من أصحاب الأخلاق الذميمة فقال تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) [المعارج: 19-23]. وقال تعالى وهو يحكي عن أهل النار: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)

ولقد اهتم المسلمون بهذه الصلوات أيما اهتمام وحافظوا عليها أشد المحافظة وكان قدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرت ذلك عائشة -رضي الله عنها-: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه».

هذا هو قدوتنا صلى الله عليه وسلم نسير على طريقه ونقتفي أثره.

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا

كفى بالمطايا طيب ذكراك هاديًا


وأرشد صلى الله عليه وسلم للمحافظة على هذا الخير العظيم فقال: « اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»أخرجه أحمد والبيهقي والحاكم وصححه الألباني.

وقوله صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وذكر منهم: «رجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه»متفق عليه

لقد حرك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية، والهمم العالية، فأسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية، وأسمع الله من كان حيًا فهزه النداء إلى منازل الأبرار وحدا به في طريق سيره فما حطت به رحاله إلا بدار القرار.

وسار السلف الصالح من هذه الأمة على هذا المنهج النبوي الشريف، لقد أعطوا الصلاة حقها وأنزلوها منزلتها، ولذلك كانت عندهم المقياس الأول، وهذا الاهتمام بالصلاة تحول إلى فرح وسرور بدخول وقتها وهو فرح وبهجة بالعطاء العظيم من الله الكريم المنان ..

فهذا سعيد بن المسيب من شدة حرصه على الصلاة حافظ على دخول المسجد قبل الأذان لمدة تزيد عن أربعين سنة، قال برد مولى سعيد بن المسيب: ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد

فهذا عدي بن حاتم يقول: ما جاء وقت الصلاة إلا وأنا إليها بالأشواق، وما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا لها مستعد..

ويقول أيضا-رضي الله عنه-: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء.

فعن ميمون بن حيان قال: ما رأيت مسلم بن يسار متلفتًا في صلاته قط خفيفة ولا طويلة، ولقد انهدمت ناحية المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه في المسجد في صلاته فما التفت.

وعندما سئل خلف بن أيوب: ألا تؤذيك الذبابة في صلاتك فتطردها قال: لا أعود نفسي شيئًا يفسد علي صلاتي قيل له: وكيف تصبر على ذلك؟ قال: بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان فيقال: فلان صبور ويفتخرون بذلك، فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة!!

وكان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع.
وكان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته.

* كان محمد بن إسماعيل «الإمام البخاري» يصلي ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة، قال: انظروا أيش آذاني.



وهذا الصبر ناتج من عظم خشوعهم واستحضارهم مناجاة ربهم كما قال أبو نصر الفرادس عن سعيد بن عبد العزيز: كنت أسمع وقع دموعه على الحصير في الصلاة.

ونحن لقسوة في قلوبنا لا نرى تلك الدموع إلا في شهر رمضان ومن قلة قليلة لانت قلوبهم وخشعوا لربهم وأذلوا
جباههم له.


ولم يمنع الصالحين كبر السن وضعف الجسم عن الوقوف الطويل بين يدي الله فهذا أبو إسحاق السبيعي يقول: ذهبت الصلاة مني، ضعفت ورق عظمي، إني اليوم أقوم في الصلاة فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران.



أما عطاء بن أبي رباح فهو كما قال عنه ابن جريج: لزمت عطاء ثماني عشرة سنة، وكان بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية في البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك.



لنرى حال عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وهو المعروف بطول صلاته قال عنه مسلم بن بناق المكي: ركع ابن الزبير ركعة، فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه.

لقد كان عبد الله بن مسعود إذا قام في الصلاة كأنه ثوب ملقى.

وكان سعيد بن جبير إذا قام إلى الصلاة كأنه وتد.

فأين نحن من هؤلاء؟

وما بالنا هكذا عن الصلاة معرضون ولواجباتنا مضيعون؟

وإلى الله المشتكى، أسرع شيء يؤدى في حياتنا الصلاة فمنا من ينقرها نقرًا ومنا من لا يخشع الخشوع الواجب، ويغلب علىالكثرة تأدية الصلاة بلا اهتمام ولا حرص.

فمن قرت علينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه -عز وجل- في الآخرة، وقرت عينه أيضًا في الدنيا، ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله -تعالى- تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.

وفقنا الله جميعا لكل خير وفلاح وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

__________________
اللهم ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 123.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 122.06 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.39%)]