|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العجب .. أسبابه ومظاهره وعلاجه ![]() الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد .. فإن العُجب من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم • والعجب هو الزهو بالنفس ، واستعظام الأعمال والركون إليها ، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى . • مساوئ العُجب : من مساوئ العجب أنه يحبط الأعمال الصالحة ، ويخفي المحاسن ، ويكسب المذام . قال الماوردي : وأما الإعجاب فيخفي المحاسن ، ويظهر المساوئ ، ويكسب المذام ، ويصد عن الفضائل .. وليس إلى ما يكسبه الكبر من المقت حد ، ولا إلى ما ينتهي إليه العجب من الجهل غاية ، حتى إنه ليطفئ من المحاسن ما انتشر ، ويسلب من الفضائل ما اشتهر ، وناهيك بسيئة تحبط كل حسنة ، وبمذمة تهدم كل فضيلة ، مع ما يثيره من حنق ، ويكسبه من حقد . حكم العجب العجب محرم ؛ لأنه نوع من الشرك .. • قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب ، فالرياء من باب الإشراك بالخلق ، والعجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله { إِيَّاكَ نَعْبُدُ} والمعجب لا يحقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء ومن حقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } خرج عن الإعجاب . • وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله : اعلم أن العجب مذموم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا } سورة التوبة. ذكر ذلك في معرض الإنكار . وقال عز وجل { وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا } سورة الحشر ، فرد على الكفار في إعجابهم بحصونهم وشوكتهم . وقال تعالى { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} سورة الكهف، وهذا أيضاً يرجع إلى العجب بالعمل ، وقد يعجب الإنسان بالعمل وهو مخطئ فيه ، كما يعجب بعمل هو مصيب فيه . • ومن السنة النبوية كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : « بينما رجل يمشي في حلةٍ تعجبه نفسه ، مرجل جمته ، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة » متفق عليه • وقال صلى الله عليه وسلم : » ثلاث مهلكات : شحُّ مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه »أخرجه البيهقي وحسنه الألباني قال القرطبي : إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال ، مع نسيان نعمة الله ، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم . وقوله : « إذ خسف الله به » يدل على سرعة وقوع ذلك به . وقوله : « فهو يتجلجل إلى يوم القيامة » وفي رواية مسلم : « فهو يتجلجل في الأرض حتى تقوم الساعة ». • قال ابن فارس : التجلجل : أي يسوخ في الأرض مع اضطراب شديد ، ويندفع من شق إلى شق ، فالمعنى يتجلجل في الأرض أي ينزل فيها مضطرباً متدافعاً. من اقوال السلف • قال ابن مسعود رضي الله عنه : الهلاك في اثنين : القنوط والعجب . • قال أبو حامد : وإنما جمع بينهما ؛ لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب والجد والتشمير ، والقانط لا يسعى ولا يطلب ، والمعجب يعتقد أنه قد سعد وقد ظفر بمراده فلا يسعى . • وقال مطرف : لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً . • وكان بشر بن منصور من الذين إذا رءُوا ذُكِرَ الله تعالى والدار الآخرة ، لمواظبته على العبادة ، فأطال الصلاة يوماً ، ورجل خلفه ينتظر ، ففطن له بشر ، فلما انصرف عن الصلاة قال له : لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإن إبليس لعنه الله قد عبد الله مع الملائكة مدة طويلة ، ثم صار إلى ما صار إليه . • وقيل لعائشة رضي الله عنها : متى يكون الرجل مسيئاً ؟ قالت : إذا ظن أنه محسن . • وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الإعجاب ضدّ الصواب ، وآفة الألباب . • وقيل : النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها : التواضع ، والبلاء الذي لا يرحم صاحبه منه : العجب . العجب والكفر وربما طغت آفة العجب على المرء حتى وصل به الأمر إلى الكفر والخروج من ملة الإسلام ، كما هو الحال مع إبليس اللعين ، حيث أعجب بأصله وعبادته ، ودفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام . • وقال الأحنف بن قيس : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟! علاجة العجب بالكبر والادلال • قال ابن قدامة : اعلم أن العجب يدعو إلى الكبر ، لأنه أحد أسبابه ، فيتولد من العجب الكبر ، ومن الكبر الآفات الكثيرة وهذا مع الخلق . فأما مع الخالق فإن العجب بالطاعات نتيجة استعظامها فكأنه يمنّ على الله تعالى بفعلها ، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها ، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها ، وإنما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها ، دون من رضيها وأعجب بها . • وقال أبو حامد الغزالي : والإدلال وراء العجب ، فلا مدلّ إلا وهو معجب ، وربّ معجب لا يدلّ ، إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة ، دون توقع جزاء عليه ، والإدلال لا يتم إلا مع توقع الجزاء ، فإذا توقع إجابة دعوته ، واستنكر ردها بباطنه ، وتعجب منه كان مدلاًّ بعلمه ، لأنه لا يتعجب من رد دعاء الفاسق ، ويتعجب من ردّ دعاء نفسه لذلك ، فهذا هو العجب والإدلال وهو من مقدمات الكبر وأسبابه . مظاهر العجب مظاهر العجب كثيرة منها : • رد الحق واحتقار الناس . • تصعير الخد . • عدم استشارة العقلاء والفضلاء . • الاختيال في المشي . • استعظام الطاعة واستكثارها . • التفاخر بالعلم والمباهاة به . • الغمز واللمز . • التفاخر بالحسب والنسب وجمال الخِلقة . • تعمد مخالفة الناس ترفعاً . • التقليل من شأن العلماء الأتقياء . • مدح النفس . • نسيان الذنوب واستقلالها . • توقع الجزاء الحسن والمغفرة وإجابة الدعاء دائماً • الإصرار على الخطأ . • الفتور عن الطاعة لظنه أنه قد وصل إلى حد الكمال . • احتقار العصاة والفساق . • التصدر قبل التأهل . • قلة الإصغاء إلى أهل العلم . اسباب العجب • الجهل ، والغريب أن بعض الناس يعجب بعمله ومعرفته لمسائل الخلاف وأقوال العلماء ، ولو علم أن إعجابه بعلمه يدل على جهله لما كان من المعجبين بأنفسهم ، قال أبو حامد : وعلّة العجب : الجهل المحض ، فعلاجه المعرفة المضادة لذلك الجهل فقط • قلة الورع والتقوى . • ضعف المراقبة لله عز وجل . • قلّة الناصح . • سوء النية وخبث المطية . • إطراء الناس للشخص وكثرة ثنائهم عليه مما يعين عليه الشيطان . • الافتتان بالدنيا واتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء . • قلة الفكر ؛ لأنه لو تفكر لعلم أن كل نعمة عنده هي من الله . • قلة الشكر لله عز وجل . • قلة الذكر لله عز وجل . • عدم تدبر القرآن والسنة النبوية . • الأمن من مكر الله عز وجل والركون إلى عفوه ومغفرته . ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |