انه الله التواب

[مخاوي القمر]

إنه الله التواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد :
فإن من اسماء الله الحسنى : اسم الله التواب كما في قوله تبارك وتعالى ( إنه هو التواب الرحيم ) وقال تعالى (وأنا التواب الرحيم ) فالتوبة تعني تطهير القلب من اوزار الذنوب بنور الإيمان وهي رجوع العبد الى الله سبحانه وتعالى تائباً الى ربه من كل ذنب ارتكبه عمداً او جهلاً والله عز وجل يحب التوابين ويفرح بهم قال الله تعالى ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب اليه) ومع هذا الفرح بعبده اذا تاب اليه فهو يقبل التوبة غافر الذنب قابل التوب سبحانه ويريد ذلك من عباده قال الله تعالى ( الم يعلموا ان الله يقبل التوبة عن عباده ) قال الله تعالى ( والله يريد ان يتوب عليكم ) وقال الله تعالى ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم )
والله عز وجل من كرمه وفضله وجوده وإحسانه الى عباده يبسط يده بالليل والنهار للتائبين بل ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة وهو العظيم الملك المقدس الكبير ينتظر عباده ليتوبوا اليه كما جاء عنه في الحديث القدسي ( هل من تائب فاأتوب عليه ) وجاء عنه سبحانه وتعالى ( ان الله عز وجل يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار حتى تطلع الشمس من مغربها)
والله سبحانه وتعالى اذا أوعد أنجز فقد وعد عباده التائبين اذا صدقوا في التوبة أن يبدل سيئاتهم الى حسنات عندما ذكر الله تعالى عقوبة اصحاب بعض الكبائر من قتل النفس والزنا والشرك بأنهم إن استمروا على ذلك فعذابهم مضاعف ولكن من تاب منهم فقد وعدهم الله عز وجل وهو قادر بقوله تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( التائب من الذنب كمن لاذنب له )
ومن فضل الله التواب الرحيم على عباده المذنبين التائبين أنه سبحانه وتعالى جعل من الملائكة حملة عرشه سبحانه يدعون ويستغفرون للذين تابوا ولذرياتهم قال الله تعالى ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاأغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك الفوز العظيم )
فعلينا جميعا ان نتوب الى الله التواب الرحيم وهو ينادينا بإيماننا ضعيفا كان او قوياً ينادينا سبحانه وتعالى لننال بعد ذلك الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة كما قال الله تعالى ( ياايها الذين أمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لايخزي الله النبي والذين امنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وباايمانهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا وتب علينا انك على كل شئ قدير) فهيا الى التوبة أخوتي المؤمنون والمؤمنات مادام بابها مفتوح وقبل ان يغلق بطلوع الشمس من مغربها أو الموت كما قال صلى الله عليه وسلم (ان الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر) وقال صلى الله عليه وسلم (من تاب قبل طلوع الشمس تاب الله عليه )
فلنبادر بالتوبة الى ربنا ونحن موقنون ان الله قابل التوب وغافر الذنب نسأل الله باإسمه التواب ان يتوب علينا جميعا انه هو التواب الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[عبدة القدوس]

الله تب علينا انك انت التواب الرحيم
شكرا لك و اسعدك الله في الدارين .