|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() لطالما أحببت اللون البنفسجي وعشقته .. لون راااااائع .. راقي .. وفوق هذا كله يذكرني بأغلى إنسانة عرفتها ....تلك التي عشقت البنفسجي لدرجة جعلتنا ندعوها >> زهــــــــ رة البنفسج ؛؛؛ وأضع بين أيديكم رسال الصحون البنفسجية راجية أن تنال إعجابكم ... :: أربعُ صحونٍ زهرية.. أو ربما بنفسجية! تلك هي الصحون التي كانت على مائدة الغداء في ذلك البيت ذي الإطلالة الرائعة. :: صاحبة الصحن الأول هي أكبر الأشخاص سنّاً، الأم. بعد أن أنهت غداءها، ذهبت إلى تلك الزاوية من المنزل والتي تضمّ كرسياً فخماً، وهاتف! جلست جلسةً مريحةً على ذلك الكرسي، ورفعت سماعة الهاتف. أدارت الرقم المطلوب وأخذت نفساً عميقاً، فها هي ستبدأ جولة الثرثرة اليومية المُطعَّمة بالغيبة والنميمة! :: صاحبة الصحن الثاني هي الخالة ـ أخت الأم ـ أنهت غدائها على عَجَل. وانطلقت مسرعة إلى عملها في تلك الشركة. فلديها الكثير من الحسابات الواجب إنهاؤها، ويجب أن لا تنسى تلك الحسابات ذات الختم الأحمر، والتي يجب أن تتعامل معها، وفق قواعد مديرها "الخاصة"، والبعيدة كل البُعد عن قوانين الصدقِ والنزاهة! :: صاحبة الصحن الثالث هي الابنة ذات الشعر الذهبي! كانت تأكل ببطءٍ ودلال! وبعد أن أنهت غداءها، مشت بخطواتٍ متكاسلة إلى غرفتها وجلست على مكتبها. فتحت الحاسب الآلي، وبعد ثوانٍ أطلقت صيحة فرح! هذه رسالة جديدة من "صديقها"، فكيف لا تفرح!! :: ـــ فــاصــل ـــ من الأمور الغريبة فينا ـ نحن البشر ـ أننا لا ندرك الحقائق البسيطة الماثلة أمام أعيننا، بل إننا لا نقتنع إلا بالأمور التي عركتها الدراسات وكثرت فيها البحوث، حتى نكاد نغفل أكثر الحقائق وضوحاً وبساطة. اتضح لي هذا الأمر بعد ملاحظة ذكرها أحد الأساتذة ـ وقد كانت من قبل غائبة عني تماماً ـ ملاحظة في غاية البساطة والوضوح وهي "أننا لا نملك أنفسنا". :: علقت العبارة في ذهني، وأخذت أدرسها بيني وبين نفسي، وأدركت أنها حقيقة واقعة. نعم، نحن لا نملك أنفسنا، حتى إننا لا نملك المال الذي بأيدينا، ولا اللباس الذي يكسينا، والماء الذي يروينا. إننا لا نملك أي شيء، ولكننا وكلاء على كل شيء. لقد أوكلنا الله عزّ وجلّ على مُلكِه ـ من أرواح، ثروات، ... ـ ووضع لنا من الأحكام والقواعد ما يضمن عدم حياد تلك الممتلكات عن طريقها السويّ وهدفها المنشود من تحقيق الفائدة للفرد والجماعة، وبالتالي تعمير الأرض. :: ومن المفترض أن تكون النتيجة الحتمية لهذا التوكيل،التنفيذ الفوري لكل ما أورده الله في كتابه، وذُكِر في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والتزام الأمانة وتحري الصدق في تلك المهمة. لكن ما نراه في واقعنا لا يكاد يقرب ذلك في شيء! :: فها نحن نرى حال صاحبات الصحون السابقات الذِكر، الأولى لوَّثت لسانها بالخوض في أعراض الناس، والثانية أغطست يديها في وحل المال المًحرَّم، والثالثة هتكت عِرضها مع أجنبي! :: أفلا تدرك هؤلاء النسوة ما ذكرته آنفاً؟! ألا يدركنَ أنهنَّ لا يملكن ألسنتهنّ، فكيف يخوضون في الحرام؟! ألا يدركن أنهنَّ مستأمنات على أرواحهنَّ، فكيف يستغللنها في إشباع شهواتهنَّ وأطماعهنَّ، وارتكاب المعاصي والمحرمات؟! ـــ انتهــى الفاصــل ـــ :: لكن لحظة! بقيَ صحنٌ آخر! صاحبته لم تحضر مائدة الغداء، فظلّ صحنها فارغاً كحال معدتها.. فقد نوَت الصيام منذ البارحة.. فاليوم الاثنين. معدتها صائمة عن الطعام.. ولسانها صائمٌ عن الحرام.. ويداها مشغولتان بتحريك حبّات المسبحة بتسبيح الله وتحميده.. هي في محرابها لاهية.. بصلاةٍ ودعاءٍ وترتيلٍ للقرآن.. وقبل سويعات كانت في عملها لاهية.. بأداء الواجب بإخلاصٍ وإتقان.. ولمّا نتتبعها إلى غرفتها.. تستقبلنا لوحة كُتِبَ عليها بخطٍ متناسق "نحن لا نملكُ أنفسنا" :: أختــاه، هل وعيتي الرسالــة؟ فأي صحــنٍ ستختاريــن؟ :: :: ملاحظة :: صحيح أن الخطاب ـ في الموضوع ـ موجه للفتاة لكنه موجه للشاب بنفس الدرجة. ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |