|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سبب كتابتي لهذا موضوع هو أنه منذ مدة أُطلِقت إشاعة ضد إحدى الأخوات مفادها أنها سحارة, فتجنبها الناس وعُزلت تماما عن المجتمع فلا أحد يزورها أو حتى يكلمها وكثرت حولها الأحاديث فتألمتْ لذلك كثيرا وتألمتُ لحالها
بعدها بمدة أطلِقت إشاعة أخرى هي أخطر وأشد , حيث رُمِي إمام الحي بتهمة شرف وانتشرت الإشاعة انتشار النار في الهشيم وبدأ الناس يهجرون المسجد وتركوا الصلاة فيه حتى أنه كاد أن يخرب. فتذكرت هذا الموضوع . الإشاعة بل إن الإشاعة قد تفتك بالدول فتزعزع أساساتها وتدمر الممالك وتزلزل عروشها . الإشاعة تعرض لها ولم يسلم من شرها حتى الأنبياء والعلماء والأئمة والمصلحون عموما. ومن الإشاعات التي ذكرت في القرآن وفي سورة الأحزاب تحديدا ما أشيع حول نبي الله موسى u . غير ان الله برأه من تلك الأقاويل . قال الله U :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}.وفيها قصة طريفة وغريبة من شاء يرجع إليها هناك . وأشيع عن يوسفu إشاعة رهيبة , قضى بسببها سنين طويلة داخل السجن . وما من نبي إلا وقد تعرض لإشاعة أو لإشاعات كثيرة , كالجنون والسفه والشعوذة ...الخ ألم يقولوا عن موسىu :{ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}؟ ألم يقولوا عنه :{ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ}؟ وقالوا لنبي آخر هودu :{إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}. رسول مرسل من عند الله يُخاطَب بهذا الكلام: سفيه وكذاب ! ومن الإشاعات الخطيرة والمدمرة والتي ذُكرت في القرآن أيضا ما أشيع ضد أم المؤمنين الطاهرة المطهرة عائشة بنت أبي بكر الصديق t وزوجة النبي r حيث اتهمها المنافقون والمرجفون بعمل شنيع وفظيع ...... اتهموها برجل يسمى صفوان بن المعطل وهو صحابي جليل أيضا . والهدف من اختلاق هذه الإشاعة ليس عائشة وإنما النبي r بل هدفهم الإسلام. نعم هدفهم هو تشويه الإسلام وتنفير الناس منه وصدهم عنه , فالدافع على نشر هذا النوع من الإشاعات إنما هو الحقد . الحقد على الإسلام ونبي الإسلام فلما لم يجدوا أشياء حقيقية يشوهون بها ـ مع بحثهم الدائم وحرصهم الشديد , نعم هم بحثوا ولكنهم لم يجدوا إلا الطهارة والعفاف والتُقى ـ عند ذلك لجؤوا الى اختلاق الإشاعات والأكاذيب ينشرونها ويروجون لها, ليقول الناس ما هذا الدين الذي يمارس أهله هذه الأفعال, ناسين أفعالهم هم قبل أيام فقط . مثل ما يشاع اليوم عن الإسلام بأنه يدعوا للعنف والإرهاب والقتل ...... والحقيقة بعكس ذلك تماما تماما , فليس هناك دين دعا الى السلم واحترام الآخر مثل الإسلام . ومن الإشاعات المدمرة في العصر الحديث والتي دمرت دولة بكاملها ما أشيع حول العراق من أنه يمتلك أسلحة الدمار الشامل . ومن الغريب أن الأغلب صدق تلك الإشاعة . فدُمِّر العراق الحبيب بلد الحضارة العريقة والتاريخ المجيد بسبب إشاعة أوشك نعم لمجرد إشاعة وشك دمرت دولة . بينما من يمتلك تلك الأسلحة حقا ودون شك وباعتراف الجميع بل وباعترافه هو يُسكَت عنه ولا يُحرك نحوه أي ساكن , لأنه من حقه أن يدافع عن نفسه ! تلكم هي الإشاعة وتأثيراتها السيئة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع وعلى مستوى الأمم والدول والحضارات . غير أن ما يهمنا أكثر الآن هو تأثيرها على الأفراد والأسر. فما زالت الإشاعات تطلق بين الحين والآخر وهي دائما تطلق ضد أهل الصلاح والفضل والمنزلة العالية كالعلماء والدعاة والمصلحون .... أما الفاسق أو الفاجر فلا تطلق ضده الإشاعات لأن الإشاعة هدفها التشويه , والفاسق مشوه من أصله فيكون العمل تحصيل حاصل يحكى أن مسلما تحدث مع أحد من أصحاب الديانات الأخرى فقال له نحن المسلمون يوسوس لنا الشيطان أثناء صلاتنا وعبادتنا. فقال الرجل الآخر نحن لا يوسوس لنا . فرد عليه المسلم ![]() أي أن عبادتكم فاسدة من أصلها فلماذا يفسدها الشيطان؟ كما أن اللص لا يدخل بيتا خربا لأنه لاشيء فيه . وهذا ما جعل الإشاعات تطلق ضد أهل الخير والصلاح فمرة نسمع أن فلانا جاسوس احذروا منه لا تقربوه. ومرة نسمع أن فلانا أو فلانة ساحرة فإياكم وإياها وأحيانا أخرى نسمع عن فلان الذي خرج آخر الليل مختفيا وفلانة التي وقفت سيارة أمام منزلها ....................الخ ثم ما ذا فيها لو أن شخصا خرج آخرالليل,أو وقفت سيارة أمام منزل ؟ النبي r يقول :{من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه}.فهل يعنيك أن تعرف أين ذهب فلان؟ أو يهمك لماذا قدمت السيارة ؟ إن الانسياق وراء الظنون والأوهام ثم تُبنى على ذلك إشاعات ثم عداوات فأمر خطير جدا يرفضه الإسلام رفضا باتا ويرتب عليه العقاب الأليم , سواء الذي اختلق الإشاعة وافتعلها أو الذي صدقها ونشرها فهما في الإثم والعقوبة سواء. قد يسأل أحد وماذا أفعل إذا نقلت ألي إشاعة أو سمعت كلاما ؟ الجواب سهل وبسيط , افعل ما أمرك الله بفعله . فاستمع لما قال : {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} سورة النور فمن سمع إشاعة ضد أخيه المسلم فليبادر الى رفضها وإنكارها والإنكار على قائلها . ليقل :سبحانك هذا بهتان عظيم , مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا. أما المشاركة والمساهمة في نشرها ففيه العذاب والخزي في الدنيا والآخرة وقد أقام النبيr الحد على الذين روّجوا للإشاعة السالفة الذكر ضد أم المؤمنين فجلدهم . نعم جلدهم وبأمر من الله وليس انتقاما لنفسه , فمعروف عنه أنه r(لم ينتقم لنفسه قط) وإنما بأمر من الله . مع أن بعضا منهم كبار وبعضا منهم له مركز محترم ولقب مميز مثل حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش أخت زوجته زينب رضي الله عنهما ومع ذلك نفذ فيهما الحكم وكيف لا ينفذ وهو القائل :{وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد rسرقت لقطعت يدها}. ولهذه الأمور وخطورة الموقف أرشدنا ربنا الى طريق السلامة فقال :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}. فيا أخي المسلم حافظ على عرض أخيك فأنه عرضك أنت اسمع معي قول الله في هذا المجال : {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} هل لاحظت معي أن القرآن الكريم لم يقل: ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بإخوانهم خَيْرًا, وإنما قال بأنفسهم . ليشعرك بأن عرض أخيك هو عرضك أنت , وأن كرامته هي كرامتك أنت , وكما تحزن أنت وتتألم نفسيا عندما تطلق ضدك إشاعة فأخوك كذلك , فراعي شعوره وراعي نفسيته وراعي كرامته . قال النبي:{من رد عن عرض أخيه ، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة} . بلغك كلام سيء عن أحد إخوانك قل :هذه إشاعة,لا أصدقها . كلمة بسيطة ولكنها تدخلك الجنة , لأنها تنبئ عن إيمان قوي وحرص شديد على الأعراض وغيرة قوية على المجتمع من أن تنتشر فيه الإشاعات والفضائح . وبالعكس كلمة أخرى (أو نقل كلمة) تحسبها أمرا هينا فتوردك النار وبئس القرار . قال الله {..وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} لذلك أنصحك أخي , حتى وان كان ما يشاع صحيحا , فاكتمه فإن في كتمه أعظم فائدة لك أنت أولا , فبكتمه تسلم من الوعيد الشديد الوارد في الآيات والأحاديث السابقة وغيرها , إضافة الى فوائد أخرى . وفيه مصلحة للمعنى بالإشاعة فربما يتوب , خاصة إذا لم يُفضح ويُكشف (ومن تاب تاب الله عليه ) أما إذا كُشف وفُضح فيصعب رجوعه واندماجه مع المجتمع كما كان سابقا . وفيه مصلحة للمجتمع بحيث يبقى بعيدا عن الخوض في هذه الأمور. أما إذا نشرتها ففيها المضرة على الأطراف الثلاثة : المتضرر الأول هو أنت فقد عرضت نفسك لبلاء لا تحتمله ولا طاقة لك به. وثانيهم المعني بالإشاعة , فربما يكون بريئا بل الأغلب أنه برئ, وحتى إن كان غير بريء فمن سمح لك بتقطيع عرضه ؟ قال رجل للنبي r أرأيت إن كان فيه ما أقول ؟ فقال:{ إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه فقد بهته} ففي كلا الأمرين أنت الخاسر : ــ إن كانت الإشاعة حقا وكنت صادقا فيما تنقل فأنت مغتاب خاسر ــ وإن كانت الإشاعة غير صادقة فخسارتك أشد . ولماذا يؤدي العاقل بنفسه إلى هذه المآزق الخطيرة إلى الجلد وسقوط العدالة(ذاك أن من ينقل الإشاعات في حكم الإسلام فاسق ساقط العدالة) ثم أخيرا عذاب النار وغضب العزيز الجبار من أجل قيل وقال وما تردد من أخبار. فالأفضل لك أخي إذا سمعت عن أحد إشاعة أن تدعه , فالله هو الحسيب وهو الرقيب , وهناك محكمة عليا تنتظر الجميع , محكمة العدل المطلق. أما تكفيك تلك المحكمة ؟ أما يرضيك حكمها ؟ المتضرر الثالث من نشر الإشاعات هو المجتمع بأكمله حيث يألف الحديث في هذه الأمور ولم تعد مستغربة أو مستهجنة بل تصبح عند الناس أمرا عاديا فيتجرؤون على فعلها وتلك هي الطامة الكبرى. فما أعظم حكمة الإسلام ! وما أعدل حكمه! وإني في انتظار ردودكم وانتقاداتكم ومن لم يجد نقاط للنقاش فسأطرح أنا إحداها: ذكرت أثناء كلامي أن أعداء الإسلام في وقت من الأوقات كانوا يبحثون عن أشياء يشوهون بها الإسلام كي ينفروا الناس منه . ألا ترى معي أخي أن ما يقوم به البعض منا ـ هداهم الله وأصلح حالهم ـ من أعمال تنافي الإسلام أنما هي تصب في مصلحة أعدائنا بالدرجة الأولى . وفي شرح قوله تعالى:{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} قال بعض العلماء أي بتصرفاتنا السيئة ننفرهم من الإسلام فنكون فتنة لهم . الا تستطيع ذكر أمثلة عن الأعمال التي يقوم بها البعض منا وهي تنفر الناس وتصدهم عن الإسلام ؟ أخيرا تقبلوا تحيات أخيكم إسماعيل الذي يحبكم ويتمنى لكم الخير . جمعنا الله جميعا في دار كرامته ومستقر رحمته في الفردوس الأعلى من الجنة . قولوا : آمين ! السلام عليكم. |
#2
|
|||
|
|||
![]() شكرا لك اخي اسماعيل ويبارك بعمرك
|
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك اخي بشيرمحمدي وبكل أهل العراق الأبطال الشجعان
والله إني أحبكم ياأهل العراق فأنتم لنا إخوة وإشقاء اللهم انصر العراق,اللهم انصر العراق,اللهم انصر العراق. أتمنى أن ![]() ولا تنس أنت ان لك أخا في الجزائر يحبك كثيرا. ومع الف تحية وسلام لكل العراق |
#4
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك اخى الفاضل
موضوع متميز ويستحق النقاش تقبل مرورى........
__________________
انـــــــــا لم اكـــن اعـلـم ان بدايــــــة الدنـيـا الـيــــــك وان نــهــايـتـهـــــا الـيـــــــــك وان لـقـيــانــا قـــــــــــــــــــــــدر .................. ![]() ![]() ![]() سوف افتقد..زمااااااانك.. ضحكاااااااااتك.. حزنـــــــــك.. وحنــــانـك.. |
#5
|
||||
|
||||
![]() وفيك بارك الله أختي ابتسامة جرح .
قلت عن موضوعي إنه بحاجة لنقاش . ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() نعم أخي الفاضل : الإشاعات في مجتمعاتنا العربية تنتشر كالنار في الهشيم، والسيء حقا أن الناس تصدق الخبر السيء ، وتبذل جهودا جبارة في نشره ، بينما يمر الخبر الجيد مرور الكرام. هذا واقعنا للأسف ، والويل لمن الصقت به إشاعة أطقها شخص حاقد، فستظل تلاحقه مى الحياة ، حتى لو ثبتأنها أكذوبة. أما عن الحل : فالحل موجود فينا نحن ، فلو لم نسمع لمثل هذه الإشاعات ، ولو رفضنا الطعن في إخواننا بسبب وبدون سبب ، لاختفت هذه الحالات من مجتمعنا، ولكن للأسف هذا الحل صعبٌ حقا أتمنى أن لا تنعتوني بالتشاؤم، ولكن هذا هو الواقع. أذكر أيام دراستي في المرحلة المتوسطة ، فتاة تغيبت عن المدرسة لأيام ، سأل الكل عنها ولكن لا أحد كان يعلم ما بها، وفجأة أطلق عليها شائعة سخيفة بأنها خرجت مع أحد الشباب ، بالرغم من إني لم أكن أعرفها جيدا ،إلا إني تألمت من كلام الطالبات عنها ، بدأت أدافع عنها وأقول لهم اتقوا الله ، ولا تقولوا شيئا تحاسبون عليه يوم القيامة، لم يسمع لي أحد ، ومرت أيام لتأتي أمها إلى المدرسة وتخبرالإدارة بأنها كانت في العناية المركزة بسب حادث سير حصل لها ، فقد تعرضت لها سيارة فيها مجموعة من الشباب على الطريق ولماحاولت الهروب علقت عباءتها في عجلة السيارة لتلتف العباءة حول العجل وتسحبها به ، هرب الشباب وتركوها ملقاة على الأرض ، حتى تجمع الناس حولها واستدلوا على أهلها. هذه القصة باختصار ولكن لك أن تتخيل أثر هذه الشائعة عليها وعلى أسرتها ، لقد تركت البنت المدرسة وترك أهلها المنطقة، كل هذا بسبب شائعة اطلقتها فتاة لا تخاف الله. بالتوفيق
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |