حديث اليوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إن كذبا عليّ ليسَ كَكَذِب على غيري ، مَن كَذبَ عليّ مُتَعَمّدا فليَتَبوأ مَقعدَهُ من النّار ” (رواه مسلم)
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمدا من الكبائر ، ولا يشفع لمن كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسن نيته إن ادعى أنه يكذب ليرغبَ الناس في أمر حسن . والأكبر من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الكذب على الله تعالى . قال تعالى: ” فَمَن أظلَمُ ممن كَذَبَ على اللّهِ وكَذّبَ بالصدقِ إذ جاءَهُ أليسَ في جَهَنَّمَ مَثوى للكافِرينَ ” سورة الزمر الآية 32
ومن الكذب على الله ورسوله اختلاق أحاديث أو وضعها أو نسبة شيء إلى الدين ابتغاء كسب دنيوي أو هوى نفس وهو يعلم أن ما يقوله كذبا وهو ما يقوم به بعض المتزيين بزي العلماء اليوم ابتغاء إرضاء أسيادهم لقاء متاع زائل . إن مثل هذا الحديث وغيره ، ورغبة من سلف هذه الأمة بحفظ الدين من أن تدخله الأحاديث الكاذبة التي يمكن أن تُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد أنشأ السلف الصالح علم رواية الحديث ، وهو علم جليل قيض الله له من حفظ لهذه الأمة دينها ، لا بحفظ القرآن فقط ، بل بحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضا . وقد بيّن علماء الحديث درجة الثقة بالأحاديث وبينوا ما ليس بحديث منها . فالأحاديث الموضوعة ليست بأحاديث ولا يجوز روايتها منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إن الدقة في نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطلوبة شرعا ، لأن أقواله دين ، وعلى المسلم أن يتأكد ويتحرى الدقة في الدين الذي يتعامل به مع ربه ، فلا ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ ما كان متأكدا من نسبته إليه ، والأفضل أن يعرف مصدره كذلك ، كما يتبع ذلك تفسير معناه على النحو الذي يليق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل ذلك من الأمانة التي أمر الله بها.
نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر
|