هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119760 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2009, 06:49 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا

هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى في كتابه الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا){الكهف:46}.
وقالآبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا){النساء:11}. وقال قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ) حتى قال أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ){التوبة:24}.
وقال أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي السَّالَحِينِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَن أَبِي سِنَانٍ ، قَالَ: دَفَنْتُ ابْنًا لِي، وَإِنِّي لَفِي الْقَبْرِ إِذْ أَخَذَ بِيَدَيَّ أَبُو طَلْحَةَ فَأَخْرَجَنِي، فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَبَضْتَ وَلَدَ عَبْدِي قَبَضْتَ قُرَّةَ عَيْنِهِ وَثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَمَا قَالَ، قَالَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. قَالَ: ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ".
قلت: هذه النصوصُ وغيرها مبينةٌ عن قدر حبِّ الآباءِ والأمهاتِ لأبنائهم لا سيما صغارهم، ومن العادة الموروثة والأحوال المطروقة ما تفعله النِّسوانُ من ترقيصِ أبنائهن ومداعبتِهم بأراجيزِ الشِّعْرِ ومسجوعِ الكَلِمِ ومُطْرِباتِ اللَّفْظِ، وذلك كلُّه بحسبِ بيئةِ المرأةِ: فمن كانت بدويةً رقَّصت ابنها بأهازيجِ الأعرابِ وحنقتهُ الشيحَ والقَيْصُومَ([1]) ومن كانت حضرية أعملت في سمعه الراديو والتلفاز وصوت مخترعات العلوم....
والعجيب الصعيب في هذه الأزمنة أن تلقن الأم ابنها في أوائل عهده بالدنيا ما لا حاصل معه ولا طائل وراءه بل ما يبعث في النفس الهموم، ويثير فيها الغموم، ويجعلها مطية للشياطين، ومعبثة للأبالسة المتمريدن.
ومُثْلاهُنَّ طريقةً من تلاعبُ ابنها فتنشد له (المواويل!) وأراجيزَ العوامِ والمجاهيل، هذا إذا كانت ساذجةً لا تدرى، ولا لطريقة تنتمي؛ وإلا فالطُّرُقِياتُ يؤذين الصغارَ ويلهبن رقائقَ أفئدتِهم -قبلَ أسماعِهم- بالمدائحِ الغاليةِ([2]) وما يتداولُ في الموالدِ من الأحاديثِ والأذكارِ النابيةِ.

ومرادي - مختصرًا- اليومَ : أن أعرضَ نماذجَ من الأدبياتِ الـمُطْرِبةِ التي كُنَّ النساءُ يتداولنها في الجاهليةِ وصدرِ الإسلامِ، ويهدهدن به صغارَهن ليخرجوهم أبطالًا شدادًا، وملوكًا عظامًا، وسادة كرامًا.
النوذجُ الأولُ: بين معاويةَ وأمِّهِ -رضي الله عنهما-:
كنت هند بنت عتبة في (الجاهلية) ترقص ابنها معاوية بن أبي سفيان وتقول ملاعبةً له:
إنَّ ابني معرقٌ كريمْ *** محببٌ في أهلِهِ حَلِيمْ
ليسَ بفحّاشٍ ولا لئيمْ *** ولا بطخرورٍ ولا سَئُومْ
صخرٌ بني فهرٍ به زعيمْ *** لا يُخْلِفُ الظنَّ ولا يُخِيمْ
قال أبو علي القالي([3]): يخيم: يجبن، يقال: خام عن قرنه، ويمكن أن يكون يخيم في هذا الموضع يخيب أبدلت من الباء ميماً، كما قالوا: طينٌ لازبٌ ولازم.
قلت: والطخرور من لم يكن جلدًا ولا كثيفًا.

النموذجُ الثاني: المغيرة بن سلمة وأمه ضباعة بنت عامر:
كانت تلاعبه بقولها:
نمى به إلى الذُّرَى هِشَامُ *** قرمٌ وآباءٌ له كرامُ
حجاجحٌ خضارمٌ عظامُ *** من آلِ مخزومِ هم الأعلامُ
الهامةُ العلياءُ والسِّنامُ

النوذجُ الثالثُ: عبد الله بن عباس وأمه أم الفضل بن الحارث الهلالية:
كانت ترقصه وهي تقول:
ثكلتُ نفسي وثكلتُ بكري *** إن لم يَسُدْ فِهراً وغيرَ فِهْرِ
بالـحَسَبِ العَدِّ وبذلِ الوَفْرِ *** حتى يُوَارَى في ضَرِيحِ القَبْرِ
قال أبو علي القالي: الحسب: الشرف. والعد: القديم.
(قلت): وبمثل هذه التربية، وبهذه النفس العالية مع قرينة دعوة النبوة السامية(اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل) أصبح ابن عباس أوحد العلماء وإنسان عين الفقهاء ورباني الأمة ومفسرها.

النوذجُ الرابعُ: عبد الله بن الحارث وأمه هند بنت أبي سفيان:
كانت ترقصه بقولها:
لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ *** جارِيةً خِدَبَّهْ
مُكْرَمةً مُحَبَّه *** تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبَه
قال ابن جني: ببه : الغلام السمين. خدبَّة أي ضخمة. وفي اللسان في معنى " تجبُّ..." قال:"... أَي تَغْلِبُ نساءَ قُرَيْشٍ في حُسْنِها".

النوذجُ الخامسُ: الأحنف بن قيس وأمه:
كان تقول فيه وهي تمازحه وهو في مهده:
واللّه لولا ضَعْفُهُ مِنْ هزله*** وحَنَفٌ أو دِقَّةٌ في رِجْلِهِ
ما كان في صِبْيانكم مِنْ مِثْلِهِ
(قلت): وعلى هذا شاب ، فضرب بحلمه المثل فقيلأحلمُ من الأحنفِ).

ولا شك أن تكرار ذكر المآثر والأخلاق السامية والمعاني النبيلة العالية ونصرة الدين وحماية بيضته وتلاوة القرآن مع أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وسنته أمام الصبي وتلقينه إياها من أكبر مقومات بنية شخصيته فيما بعد:
فعليُّ بن أبي طالبٍ- رضي الله عنه- وغيره من الأعلام كما قدمنا أثَّر فيهم أولُ الأشياء طروقًا لآذانهم، ولذا قال عليٌّ لما برز لمرحب:
أنا الذي سمتنِ أمي حيدره *** كليثِ غاباتٍ كريهِ المنظره
أكيلُكُم بالصاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَه
ومن طريف ما يذكر هنا ولا يمت بكبير صلة إلى موضوعنا: أن عمر بن شبّه اللغوي المشهور اشتهر بـ(شبّه) واسم أبيه (زيد) وقيل: غيره.-لأن امرأة كانت تلاعبه في صغره بقولها:
يا بأبي وشبَّا
وعاش حتى دبَّا
شيخاً كبيراً خبَّا
وسيبويه عليه رحمة الله قيل: إن امرأة كانت تصبره وتلاعبه وتؤانسه بهذا الاسم فعرف به ، ومعناه: رائحة التفاح. والمشهور: أنه لقب به لجماله.

وأخيرًا: فالواجب على الأم حال ملاعبتها ابنها أن تؤانسه بالطرائف واللطائف، والمتحسنات والمستظرفات، وجميل القواعد وحَسَنِ العقائد فتقول له مثلًا:
الله في السماء
ليس بذي خفاء
فافهمه واعلمنْهُ
يا حَسَنَ الرُّوَاء
أو تقول:
محمَّدٌ نبينا
ودينَه رَضِينا
بأمرِه هُدِينا
وحسبُهُ أمينا
قلت: وهاتان من نظمي، بلغني الله وإياكم معالي الدرجات، في أعالي الجنات. وألهم نساءَ المسلمين البرَّ والتقوى والعملَ بما يرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد وعلى وصحبه وسلم.
والله أعلم.

منقول للفائدة
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 86.56 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.94%)]