|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم،
لو بقي الإنسان يتعلم في كل لحظة من حياته فلن يحيط البتة بكل علوم الدنيا. بل لا يستطيع أن يحيط تماما بعلم واحد معين من علوم الدنيا لو تخصص فيه، هذا إذا افترضنا أنه يتعلم في كل لحظة من حياته كلها دون أن يفعل أي شيء آخر : لا نوم ولا أكل ولا شرب ... فإذا رجعنا إلى حقيقة الأمر وهي أن الإنسان لا بد أن يحتاج للنوم ولا بد أن يحتاج للأكل ولا بد أن يحتاج للشرب...، فهنا يظهر جليا أن الإنسان يستحيل قطعا أن يبلغ تمام العلم لتقلص الوقت الصافي للتعلم. فإذا زدنا على هذا أن الإنسان ينسى أشياء من العلم وأنه لا يستطيع استحضار كل ما يعلمه في لحظة واحدة، بل كل لحظة يستحضر أشياء وينسى أشياء. فإذن هذا مما يبين جليا أيضا الاستحالة التامة للإحاطة التامة بجميع العلوم. ولذلك نستنتج أن قدر العلم الذي يحصله الإنسان هو قَدَرٌ. فكل يبلغ من العلم ما قدّره الله تعالى له. فكل له حظ مكتوب من العلم يبلغه. وحظه هذا مهما كان كبيرا وواسعا يبقى ناقصا و قليلا مقارنة مع علم البشرية جمعاء. لذلك فالمسألة نسبية والصحيح أن يقال أن : الإنسان قد يكون واسع العلم مقارنة بما هو متعارف عليه من قدرة الإنسان العادي على التعلم. أي نربط سعة العلم بالنسبة للسعة العادية. لا أن نجردها عنها. ولذلك عندما نغيّر مجال النسبة : بأن نقارن سعة علم الشخص بالعلم البشري أجمع أو بعلم الله تعالى، فحينها نجد أن هذا العلم الواسع الذي حققه الشخص لا يساوي شيئا مقارنة بالعلم البشري كله أو بعلم الله تعالى. ولذلك يقول العلماء : ما لا يُدرك كله لا يُترك بعضه. لأن من الناس من إذا علم أنه مهما تعلم لن يبلغ تمام العلم فإنه يقول في نفسه فلماذا أتعلم إن كنت لن أبلغ أبدا التمام ؟ فيترك العلم كلية. ولذلك فعملا بالقاعدة : ما لا يُدرك كله لا يُترك بعضه. ففيها أن الإنسان وإن علم استحالة إحاطته بجميع العلوم فلا يترك التعلم ولو القليل منها. |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
نسبية العلم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |