|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() فلقد شرع الله بفضله ورحمته لعباده أبواب وأشكال وطرق عديدة ومختلفة، القلبية والبدنية، القولية والعملية، الجسدية والمالية، المقيد والمطلق، الفرض والنفل، الفردي والجماعي، مرةً بالفعل ومرةً بالترك ![]() اليومي منها والأسبوعي، والشهري والسنوي، ومنها ما كان في العمر مرة ومنها ما يكون في كل لحظة وعلى كل حال، قال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام 162). ولعظيم رحمته وواسع علمه سبحانه ربطها بالقدرة والطاقة وبالعلم والعقل، فقال سبحانه وتعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة 286). ![]() فهذا فتح عليه في الصلاة فلا يزال مجتهداً فيها ليل ونهارا، وهذا في الصدقة فلا يزال مجتهداً فيها كذلك سراً وجهارا، وهذا في الصوم، وهذا في المكث في المساجد واعتيادها والاعتكاف فيها، وهذا في تلاوة القرآن وتدبره وحفظه وتدارسه، وهذا في الذكر، وهذا في العلم والتعليم، وهذا في الخلق الحسن، وهذا في صلة الأرحام، وهذا في خدمة الأنام وحسن عشرة الجيران، وهذا بالمتابعة بين العمرة والحج، والبعض يفتح له في أكثر من باب، فما هو الميزان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل قال: من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،...) (رواه البخاري) ![]() فالقاعدة أن الفريضة مقدمة على النافلة، ثم ما كان على حسب حال العبد أو حال وقته وخشي فواته مثل حال سماع الأذان يفضل الترديد خلفه، وحال خوف فوات أول وقت الصلاة حيث هو أفضل أوقاتها في العموم، وحال حصول المنكر بالإنكار على صاحبه، وهكذا في كل حال ووقت. ![]() وهذا التنوع في أنواع العبادة من أسباب التيسير على العباد، فهذا يشق عليه بذل المال ولكن الصلاة والصيام يسيرة عليه، وهذا العكس، وآخر لا تصلح حاله إلا بالخلوة بنفسه مع قرآن وكتاب نافع أو ذكر وتأمل في ملكوت الله، وآخر تصلح حاله بخلطة الناس لما آتاه الله من حسن خلق وقدرة على خدمة الخلق. ![]() كما أن النفس قد تمل من تكرار عبادة واحدة فكان هذا التنوع طارداً لهذا الملل والفتور، فمرة يجد المؤمن نفسه في صلاة ومرة في صيام ومرة متصدقاً ومرة معتمراً أو حاجاً ومرة ذاكراً ومرة تالياً للقرآن ومرة آمراً بمعروفٍ أو ناهياً عن منكرٍ وغيره كثير. ![]() وهذا التنوع فيه من المراعاة لأحوال الناس ما يعجز الإنسان عن وصفه، فهذا عنده المال فه مبادر للصدقة، وهذا عنده من الجلد ما يعين على الصلاة أو الصيام أو العمرة أو الجهاد، وهذا عنده من حبٍ للعلم وقوة فهم وحفظ يستعين بهما عليه، وكلٌ بحسب حاله ![]() وبعد هذا كله مهما أطلت وفقنا الله وإياك النظر في نعمة تنوع العبادة وحكمتها فإنك ستزداد عجباً منها، هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |