شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024193 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301436 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119020 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40240 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367083 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-10-2009, 02:34 AM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
افتراضي شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فعن الْأَحْنَفِ بن قَيْسٍ قال ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هذا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أبو بَكْرَةَ فقال أَيْنَ تُرِيدُ قلت أَنْصُرُ هذا الرَّجُلَ قال ارْجِعْ فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ هذا الْقَاتِلُ فما بَالُ الْمَقْتُولِ قال إنه كان حَرِيصًا على قَتْلِ صَاحِبِهِ [إنه قد أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ]).جاء في الصحيحين


شبهة القوم:

يقولون إذا كان القاتل والمقتول في النار فما مصير الصحابة الذين تقاتلوا في موقعة الجمل وصفين ؟؟؟


الجواب على هذه الشبهة:

أولاً:
نبدأ بالتأصيل، فتأصيل المسألة من وجوه.

الوجه الأول:
أن هذا الحديث وما جاء في معناه من الأحاديث والآيات؛ هي من باب الوعيد و نظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر). "حم، ق. فأهل السنة والجماعة لا يُكفِّرون القاتل، إلا المستحل.
ولما كانت هذه الأحاديث والآيات من باب الوعيد رأينا عمَل السلف بها، ألاَ ترى "ما أخرجه عبد بن حميد أن ابن عباس رضي الله عنه كان يقول: لمن قتل مؤمناً توبة.
فجاءه رجل فسأله ألمن قتل مؤمنا توبة قال: لا إلا النار.
فلما قام الرجل قال له جلساؤه: ما كنت هكذا تفتينا، كنت تفتينا أن لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة، فما شأن هذا اليوم؟! قال إني أظنه رجل يغضب يريد أن يقتل مؤمناً، فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك" . "الدر المنثور" (2/629) وفي ط. : (2/353).

وأعلى من ذلك في الزجر والوعيد قوله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً . (النساء : 93 ).

لم يقل أحد من أهل العلم أن القاتل كافر، ولم يقولوا أنه مخلد في النار، وإنما قالوا أن هذه من آيات الوعيد والزجر و أمرُّوها كما هي.

و من قال من أهل العلم أنه ليس للقاتل من توبة ـ ولم يقولوا أنه كافر أو مخلد في النار ـ ؛ إنما قالوا: ليس للقاتل توبة إلا أن يقاد منه أو يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية . وهذا قول زيد بن اسلم. وهو قول ابن عباس أيضاً كما رواه الديلمي عنه في "الفردوس" (3/410/ رقم 5256).

ولهذا قال سفيان: بلغنا أن الذي يقتل متعمداً فكفارته أن يقيد من نفسه أو أن يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية فإن فُعل به ذلك رجونا أن تكون كفارته ويستغفر ربه فإن لم يفعل من ذلك شيئا فهو في مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء لم يغفر له. فقال سفيان ـ وهنا الشاهد ـ فإذا جاءك من لم يقتل فشدد عليه ولا ترخص له لكي يفرض، وإن كان ممن قتل فسألك فأخبره لعله يتوب ولا تؤيسه". ـ وبذلك يقول ابن عمر ـ، فقد أخرج النحاس عن نافع وسالم أن رجلا سأل عبد الله بن عمر كيف ترى في رجل قتل رجلاً عمداً؟ قال: أنت قتلته؟ قال: نعم. قال تب إلى الله يتب عليك. "الدر المنثور" (2/629) وفي ط. : (2/354).

ومثل ذلك ما أخرجه عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قاتل المؤمن، قال: كان يقال: له توبة إذا ندم. "الدر المنثور" (2/928).


الوجه الثاني:
قال العلماء معنى كونهما ـ أي المسلمان ـ في النار أنهما يستحقان ذلك، ولكن أمْرُهما إلى الله تعالى إن شاء عاقبهما ثم أخرجهما من النار كسائر الموحدين و إن شاء عفا عنهما فلم يعاقبهما أصلا، وقيل هو محمول على من استحل ذلك ولا حجة فيه للخوارج ومن قال من المعتزلة بأن أهل المعاصي مخلدون في النار لأنه لا يلزم من قوله فهما في النار استمرار بقائهما فيها". "الفتح" (13/33).


ثانيا:
رد الشبهة بعد أن انتهينا من تأصيل المسألة من أوجه:

الوجه الأول:
أنّ آخر الحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (كان حَرِيصًا على قَتْلِ صَاحِبِهِ). يُخرج الصحابة من هذا الوعيد الذي تقرر في المسألة؛ أن هذا الحديث من باب الوعيد، حيث أن الصحابة في الموقعتين المذكورتين ـ الجمل وصفين ـ لم يخرجوا للقتال، ولم يكونوا حريصين على قتل بعضهم البعض، بل خرجوا للصلح بالإجماع.

الوجه الثاني:
أن الذي وقع بينهم من حروب؛ إنما وقع عن اجتهاد من كلا الطرفين رضي الله عنهم أجمعين، ومن المعلوم المقرر بالأدلة أن المجتهد المصيب له أجران، والمجتهد المخطىء له أجر واحد بنص السنة النبوية فقد ثبت من قوله صلى الله عله وسلم أنه قال: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد). حم، ق.

ولا شك أن ما وقع بين الصحابة هو من هذا القبيل .

" واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع بينهم ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وان المصيب يؤجر أجرين .. وحمل هؤلاء الوعيد المذكور في الحديث: على من قاتل بغير تأويل سائغ بل بمجرد طلب الملك". "فتح الباري" (13/33ـ34).


الوجه الثالث:
أن الصحابة خرجوا من هذا الوعيد الذي في الحديث بنص القرآن الكريم، وذلك في قول الله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً. (الفتح : 18 ).

وقوله تبارك وتعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . (التوبة : 100 ).

فهل بعد هذه التزكية والرضا من الله تعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم؛ نقول أن القاتل والمقتول منهم في النار ؟؟!!

أضف إلى ذلك أنْ قد حكم لهم رب الجنة والنار ـ تبارك وتعالى ـ أنهم في الجنة بإعداده لهم إياها، بل وحكم لهم بالخلود فيها في قوله تعالى: خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً

أم أن أحداً يقول أن الله تعالى لم يعلم أنهم سيقتتلون؟

فإن قال ذلك فقد كفر، لأنه نفى علم الغيب عن الله تعالى.

وإن قال عَلِمَ الله تعالى قتالهم مسبقاً؛ فنقول: إذن؛ قد زكاهم الله تعالى وحكم لهم بالرضا؛ فلا حاجة لتصنيف الصحابة رضي الله عنهم من قِبَلِ أحد من الناس.

كما خرج الصحابة من الوعيد الذي في حديث الباب بنص السنة، فالأحاديث في تزكية عموم الصحابة لا تعد ولا تحصى، والأحاديث التي جاءت بذكر تزكية بعضهم على الخصوص كذلك، أما في تزكية عموم الصحابة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ " .إسناده متصل، رجاله ثقات.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا ، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا ، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا " .إسناده متصل، رجاله ثقات.

وهذا النهي من النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول يفيد تحريم سب الصحابة أو أحدهم والتنقص لهم، وإن الخوض والتحدث فيما وقع بينهم؛ من التنقص لهم والطعن فيهم، بل والطعن في أوامره صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث الثاني أمر صلى الله عليه وسلم بإمساك ألسنتنا والكف عن ذكر ما شجر بينهم.

وأما تزكيته صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة على وجه الخصوص فقد صح عنه في الحديث أنه قال: (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).
إسناده حسن رجاله ثقات


الوجه الرابع:

لمّا ثبت لنا أن الصحابة مؤمنين كما سبق في الوجه الثالث بنص القرآن؛ علمنا أن الآية في سورة الحجرات وهي قوله تعالى: وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . تتنزل عليهم وإن كانت لم تنزل فيهم، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكان برهاناً على برهان؛ إذْ أن الصحابة في موقعت الجمل وصفين طائفتان، وهما مؤمنتان لا شك ولا ريب بنص القرآن والسنة، فقد تضمنت الآية الأولى منقبتين للصحابة: رضا الله تعالى لهم، وأنهم مؤمنين لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ، والآية الثانية؛ تضمنت مناقبٌ ثلاث: رضا الله، ودخولهم الجنة، وخلودهم فيها، . فبهذا يخرجون الصحابة من الوعيد الذي جاء في الحديث المذكور بالنص. رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ ....... وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ....... خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً

وقد بوب البخاري في صحيحه بهذه الآية فقال:
"بَاب ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ من الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) فَسَمَّاهُمْ الْمُؤْمِنِينَ".

نكتة لطيفة:
في هذه الآية لم يرتب سبحانه وتعالى عقوبة أخروية على الطائفة الباغية التي وصفها بأنها مؤمنة؛ حتى لا يتشبث بذلك أصحاب بيت العنكبوت، فلم يقل: فإن أبت فلها عذاب أليم، أو فلهم نار جهنم، فتنبه أيها اللبيب لذلك.


الخاتمة

أختم هذا البحث بقول إمام من أئمة السلف شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول ـ رحمه الله – في العقيدة الواسطية، و "مجموع الفتاوى": "ومن أصول أهل السّنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ، ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ويمسكون عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم، ولهم ـ الصحابة ـ من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، حتى أنهم يُغفر لهم من السيئات ما لا يُغفر بعدهم، ثم إذا كان قد صدر عن أحد منهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه أو غُفر لـه بفضل سابقته أو بشفاعة محمد الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلى ببلاء في الدنيا كُفِّر به عنه. فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين رضوان الله عليهم: إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر والخطأ مغفور".

وقال رحمه الله كما نقله عنه صاحب "طريق الوصول إلى العلم المأمول": "ومَن عَلِم ما دل عليه القرآن والسنة، من الثناء على القوم، ورضا الله عنهم، واستحقاقهم الجنة، وأنهم خير هذه الأمة التي أخرجت للناس، لم يعارض هذا المتيقن المعلوم بأمور مشتبهة، منها ما لا يُعلم صحته، ومنها ما يتبين كذبه، ومنها ما لا يعلم كيف وقع، ومنها ما يعلم عذر القوم فيه، ومنها ما يعلم توبتهم منه، ومنها ما يعلم أن لهم من الحسنات ما يغمره،
فمن سلك سبيل أهل السنة؛ استقام قوله، وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال، وإلا حصل في جهل ونقض وتناقض، كحال هؤلاء الرافضة الضُلال".

وبالله التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين،،،،،،
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم







التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 02-11-2009 الساعة 01:48 AM. سبب آخر: تخريج الأحاديث
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-11-2009, 01:49 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها

جزاك الله خيرا

واحب اضيف مع حضرتك ليكتمل الموضوع للقاريء

كيف نجمع بين حديث "إذا التقى المسلمان بسيفيهما" وبين حديث"من قُتل دون ماله فهو شهيد
..

السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .
وبين قوله : من قُتل دون ماله فهو شهيد ؟
وقوله : أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال : فلا تعطه مالك . قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : قاتله . قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : فأنت شهيد . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : هو في النار . ؟؟؟
وجزاك الله خيراً .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .

أولاً : ينبغي أن يُعلَم أنه لا تعارُض بين الأحاديث ، ولا بين الآيات والأحاديث .. لأن الكلّ من عند الله .. أعني القرآن والسُّنَّة ..
قال عليه الصلاة والسلام : ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه " رواه الإمام أحمد .
وكان عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – يكتب كل شيء سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فنهتني قريش ، وقالوا : أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه ، فقال : أكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق . رواه ابن أبي شيبة وأبو داود والحاكم .

ثانياً : بالنسبة لهذه الأحاديث :
فالحديث الأول : " إذا الْتَقَى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " يُفسِّره آخر الحديث ، وفيه سؤال الصحابي : يا رسول الله هذا القاتل ! فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قَتْلِ صاحبه . رواه البخاري ومسلم .

فهذا القتال والمقاتَلة لم يَكن أحدهما يُدفِع عن نفسه ، ولا عن ماله ، ولا عن عِرضه .. بل كلٌّ منهما يُريد قَتْل صاحبه ! ويَحرص على ذلك ..

قال الإمام النووي : " إذا الْتَقى المسلمان بسيفيهما " في المقاتلة الْمُحَرَّمَة ؛ كالقتال عَصبية ونحو ذلك ، فالقاتل والمقتول في النار . اهـ .

كما حُمِل هذا على القِتال بين المسلمين ، ولذا فإن أبا بكرة رضي الله عنه حَدَّث بهذا الحديث الأحنَف بن قيس حين أراد الخروج إلى القتال مع عليّ رضي الله عنه .
فقد روى الإمام مسلم من طريق الحسن عن الأحنف بن قيس قال : خَرَجْتُ وأنا أريد هذا الرجل ، فلقيني أبو بكرة ، فقال : أين تريد يا أحنف ؟ قال : قلت : أريد نصر ابن عَمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني عليا - قال : فقال لي : يا أحنف ارجِع ! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا تَواجَه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . قال : فقلت - أو قِيل - : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه قد أراد قَتْل صاحبه .

أما الأحاديث الأخرى ، فإن فيها الحث على الدِّفاع عن النفس ، وعن العِرض ، وعن المال ..
فهذا من باب دَفْع العدوّ الصائل ، فإن دَفْعَه مشروع .
فالْمُدَافِع لم يَكن حريصا على قَتْل الصائل بِقَدْر ما كان يُريد الدِّفاع عن نفسه أو عن عرضه أو عن ماله ..
وقد نصّ العلماء على أن دَفْع الصائل لا يكون بالقَتْل ما استطاع الْمُدَافِع إلى ذلك سبيلا ..
فإذا كان يستطيع إصابته بِرجْلِه أو في جزء من جسده بحيث لا يَقتله فهذا هو المتعيِّن ..
أما إذا لم يندفع إلا بالقتل ، فيجوز قتل الصائل واللصّ - إذا لم يندفع إلا بالقتل - ويدل عليه

ومثل هذه الأحاديث ما جاء في كفِّ اليد عن القتال في الفتنة ، وما جاء في كسر غِمد السَّيف ، وأن يكون المسلم عبد الله المقتول ، ولا يكون عبد الله القاتِل .

فقد روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر ! قلت :لبيك يا رسول الله وسعديك . قال : كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف ؟ قلت : الله ورسوله أعلم - أو قال : ما خَارَ الله لي ورسوله - قال : عليك بالصبر - أو قال : تَصْبِر - ثم قال لي : يا أبا ذر ! قلت : لبيك وسعديك . قال : كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غَرِقَتْ بالدَّمَ ؟ قلت : ما خَارَ الله لي ورسوله . قال : عليك بمن أنت منه . قلت : يا رسول الله أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي ؟ قال : شاركت القوم إذن ! قلت : فما تأمرني ؟ قال : تَلْزَم بيتك . قلت : فإن دُخِلَ على بيتي ؟ قال : فإن خشيت أن يَبهرك شعاع السيف فَـأَلْقِ ثوبك على وجهك ، يبوء بإثمك وإثمه .
وفي رواية لأحمد : يا أبا ذر ! أرأيت إن قَتَلَ الناس بعضهم بعضا - يعنى حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء - كيف تَصنع ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال : اقعد في بيتك ، وأغلق عليك بابك . قال : فإن لم أُتْرَك ؟ قال : فأتِ من أنت منهم ، فكن فيهم . قال : فآخذ سلاحي ؟ قال : إذا تشاركهم فيما هم فيه ! ولكن إن خَشِيتَ أن يَروعك شعاع السيف فَـأَلْقِ طَرَفَ ردائك على وجهك ، حتى يبوء بإثمه وأثمك .

فإن هذا محمول على تَرْك القِتال في الفِتن ..
قال القرطبي عن حديث أبي ذر هذا : وحَمَلَه العلماء على تَرْكِ القتال في الفتنة ، وكَفّ اليَدِ عند الشبهة . اهـ .

وهذا بِخلاف ما إذا كان الداخل على الإنسان عدوّ صائل أو لِصّ ، فَلَه أن يُدافِعه ، وله قَتله إن لم يَندفع إلا بِه .

فائدة :
ذَكْر السّيف على الأغلب من أحوال المتقاتِلين ، فلو تقابلا بالسكاكين ، أو بأي سِلاح كان ، فقد وقعا في المحذور .

والله تعالى أعلم .


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-11-2009, 10:36 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما
وجزاكما خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-11-2009, 11:06 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,794
افتراضي رد: شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها

بارك الله فيكما
وجزاكما خيرا

دمتم الى رضاه
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-11-2009, 02:27 AM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
افتراضي رد: شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها

[quote=أم عبد الله;830920]


وجزاك الله أحسن الجزاء
وبارك الله فيك على الإضافة الجيدة
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم






رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-11-2009, 02:28 AM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
افتراضي رد: شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها

[quote=اخت الاسلام;831589]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله
وجزاك الله خيرا
وأحسن الله إليك

__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم






رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-11-2009, 02:31 AM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
افتراضي رد: شبهة حول حديث القاتل واللمقتول في النار والرد عليها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهر الكوثر مشاهدة المشاركة


وفيك بارك الله
وجزاك الله خيرا
وأحسن الله إليك

__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 88.10 كيلو بايت... تم توفير 4.49 كيلو بايت...بمعدل (4.85%)]