|
ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أسكن في أمريكا مؤقتًّا، واليوم دخل إلى الإسلام شابان، وقد وُكّلت إليّ مهمَّة تعليمهما الدين الإسلامي، وأنا الآن أبحث عن أيّ مساعدةٍ أو إرشادٍ ممكنٍ لكي أرشدهما وأعلِّمهما بطريقةٍ مناسبةٍ لا تنفرهما من الدين، بل تحبّبهما له أكثر وأكثر، فكنت أتساءل إذا كان أحدٌ يمكنه أن يساعدني ويعطيني بعض الإرشاد والنصح. ولكم جزيل الشكر. وجزاكم الله كلّ خير. تقول الأستاذة إيمان طلال المقادمة : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. الحمد لله أن فتح قلب هذين الرجلين إلى اعتناق الإسلام، والحمد لله يهدي من يشاء، وأسأل الله تعالى لهما ولك –أخي الكريم- ولنا جميعًا الثبات على الحق، والعون في إيصاله للناس صافيًا رقراقا، فيكون على القلوب كالماء البارد لمن أنهكه طول الحرِّ والعطش. وبارك الله تعالى فيك إحساسك بالمسئوليَّة وثقلها، ونشكرك على حسن ظنِّك بنا، ونرجو من الله تعالى العون والتوفيق لما فيه الخير والرشاد. أمورٌ غايةٌ في الأهمِّيَّة يجب مراعاتها: 1- إتقان اللغة الإنجليزيَّة والمفردات الشرعيّة خاصَّة، لتتمكَّن من الشرح بالطريقة السليمة والصحيحة. 2- ثقافةٌ إسلاميَّةٌ واسعة، وفهمٌ للدين الإسلامي، ووعيٌ بالقضايا الفقهيَّة الأساسيَّة، حتى تكون قادرًا على تعليمهما والإجابة عن الأسئلة الكثيرة التي ستميّز مرحلتهما الانتقاليَّة هذه، وربَّما تسمع منهما أسئلةً عن دينك لم يخطر ببالك أنت أن تفكِّر فيها يومًا ما، إذ قد تكون عن أمور أنت تقوم بها تلقائيًا وقد تقبّلها قلبك من جملة دينك ببساطة، أمّا هما فسيحلّلون ويفكّرون في كلّ كبيرةٍ وصغيرة. 3- فهمٌ للعقليّة الغربيّة والتي تختلف عن عقليّتنا العربيّة، تلك العقليّة التي نشأت في بيئةٍ أكثر حريَّةً من بيئتنا، هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر يغلب عليهم الطابع المادي، فيحتاجون للأدلّة على كلِّ شيء، وهنا عليك أوَّلاً مخاطبتهما بما يتَّفق مع هذه العقليَّة، فوفر لهما الأدلَّة على ما يسألون عنه، وليس يكفيهما دائمًا الدليل الشرعي فقط، بل هما في حاجةٍ إلى الدليل المنطقي، لكن عليك أيضًا –بما أنّهما مسلمين- أن تبيِّن لهما أنَّ هناك جوانب في الإسلام أظهر الله سبحانه وتعالى لنا حكمتها، وهناك جوانب لم يُظهر لنا الحكمة فيها، كتقبيل الحجر الأسود وغير ذلك، فإن كانا قد اختارا الإسلام دينًا عن قناعة، وآمنا بالله تعالى ربًّا وخالقًا، وآمنا بصفاته العليا من سعة علمه ودقَّة حكمته، فعليهما أن يسلِّما بأمر الله تعالى، وهذا معنى كلمة الإسلام، لأنّه خالقنا، والأعلم بما يُصلحنا وينفعنا. وأضرب في ذلك مثالاً بسيطًا.. لو اشتريت آلةً ما، وأردت تشغيلها والاستفادة منها، فإنَّك تحتاج للكتيِّب المرفق بها من صانعها، والذي يدلُّك على كيفيَّة تشغيلها وإدارتها، وإذا خالفت التعليمات الموجودة فيه، فلن تنال ما تريد من تلك الآلة، بل قد تتلف أو تُتلِف -ولله المثل الأعلى- ولا يعني هذا أنَّ الإسلام عبارةٌ عن أوامر لا نفهم لها معنىً ولا هدفًا، بل على العكس، فالمنطق يؤيِّدها، والفطرة تميل إليها، وكتب سلفنا الصالح تتناول البحث عن حكمة الله تعالى في تشريعاته، فتجد الفقهاء يتحدَّثون عن الأمر أو النهي في شرع الله تعالى، ثمَّ يُتبعونه بالتفصيل حول حكمة الشارع فيه، ويكتب كلٌّ منهم حسب ما يُفتح له، فانتبه لهذا الجانب جيِّدًا وارعه رعاك الله. 4- عليك أن تتحلَّى بالصبر، وتعتمد التدرُّج معهما، والرفق بهما، واحرص على أن تعطيهما تصوُّرًا واضحًا عن الإسلام من حيث الأولويَّات فيه، وما هو مهمٌّ وما هو أهمّ، فمثلاً تلاوة القرآن والتعبُّد لله بهذه التلاوة مهم، ولكنَّ الفهم والتطبيق أهمُّ وأولى، وموافقة مظهر المسلم لما أمر به الله تعالى مهمٌّ جدًّا، ولكنّ صفاء الباطن ونظافته أهمّ، وأنا أذكر هذا الأمر بسبب ما رأيته من نماذجٍ مشوَّهةٍ من المسلمين تحرص على أمورٍ بل وتنافح عنها باستماتة، وكأنَّها الدين كلُّه، وتجد أنَّ أمورًا أخرى –رغم أنّها هي الجوهر والأساس - مهملة أو غائبة تمامًا عن وعيهم، وربّما بعبارةٍ فقهيَّةٍ توضّح لهما الفرق بين الواجب والمستحبّ والمكروه والمحرَّم، وأنّ هناك من المحرَّمات ما يسمَّى بالكبائر، وهناك من المكروهات ما قد اختلف على كراهته. 5- أشعرهما بالأخوَّة الإسلاميّة، فكن أخًا عزيزًا لهما، وأكثر من السؤال عنهما، وعمّا يحتاجانه، واهتمَّ بمشاكلهما، ولا تبخل عليهما بوقتٍ يحتاجانك فيه، وشجِّع غيرك من الشباب المحيطين بهما على ذلك، فهما الآن في غربةٍ بين أهليهم -على الأغلب- فعليكم تعويضهما عن ذلك، والأخوَّة الإسلاميّة كانت ممَّا جذب الكثير من غير المسلمين إلى الإسلام. أذكر فتاتين إحداهما من الصين والأخرى من اليابان غير مسلمتين، لكن الأخوَّة التي أحسَّتا بها بين الفتيات المسلمات شدّتهما للانضمام إلى هؤلاء الفتيات المسلمات، واستخدام نفس العبارات التي يستخدمنها، كعبارة "السلام عليكم"، و"جزاك الله خيرًا" و"أختاه"، بل إنّ إحداهما رغم أنَّها غير مسلمةٍ تقول: أنّها تريد اعتناق الإسلام كي تقف مع هؤلاء الفتيات، وتصلِّي، وترفع كفيها وتدعو مثلهنّ. انظر إلى أيِّ درجةٍ شدَّتهما الأخوَّة الحقيقيَّة، لأنّ عالمهما الماديّ لم يقدِّم لهما نموذجًا –على الأقل- يقترب من مثل هذا النموذج.. قد تكون هناك الصداقة الحقيقيّة بين اثنين، لكن أن تجدها هكذا بين مجموعةٍ تضمُّ أجناسًا وأعراقًا مختلفة، وترى ذاك التناغم بين القلوب، فهذا أمرٌ يفخر به كلُّ مسلم، وصدق الله: (لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألَّفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألَّف بينهم)، وفي المقابل أذكر فتاةً أخرى كانت شيوعيَّة، ثمَّ اعتنقت النصرانيَّة، ثمَّ هداها الله للإسلام، تروي لنا الألم الذي عاشته في أوَّل عيد كريسماس لها بعد دخولها النصرانيَّة، فقالت: أنّها قضت ذلك العيد وحدها تبكي بين جدران بيتها، فأهلها في الصين، والذين دعوها إلى النصرانيَّة لم يرفع أحدهم على الأقل سمّاعة الهاتف للسؤال عنها. أمَّا كيف ستبدأ معهما، فأنصحك بالتالي: أوَّلاً: الاتفاق معهما على موعدٍ أسبوعيّ تلتقون فيه -حوالي ساعة ونصف أو حسب ما تتفقان- لكن احرص على عدم الإثقال عليهما حتى لا يملا، وقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطع، ثانيًا: أنصحك بتقسيم الموضوعات التي تريد تناولها معهما، وأن تضع خطَّةً شهريَّةً لذلك، أو حسب ما يناسبك، والخطَّة مفيدةٌ في كونها تُعطيك القدرة على التقييم من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى، فهي توفر عليك التفكير كلَّ مرَّةٍ فيما تريد تقديمه، كما يمكنك استثمار هذا الوقت في حسن التحضير، لكن هذه الخطَّة يجب أن تشتمل على عناوين رئيسيَّة واضحة، تندرج تحتها الموضوعات التي تتناولها، للتأكُّد من تغطية تعليمك إيَّاهم الإسلام من كلّ جوانبه، فديننا دين الشمول، ولله الحمد والمنَّة. وهذه العناوين الرئيسيَّة هي: 1- العقيدة: والتي بصلاحها يصلح إسلامهما، وعليك أن تراعي فيها التبسيط، دون الخوض في أمور الخلافات بين الفرق وقضايا المعتزلة وغير ذلك.. عليك أن توصل لهم العقيدة كما يعرضها القرآن الكريم، وكما جاءتنا عن نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، بسيطةً صافية، تلمس القلب كما تقنع العقل. وعلِّمهما عقيدة التوحيد كما يتناولها القرآن، وتجول بقلبيهما في هذا الكون لتريهما آيات الله تعالى فيه، وتستعرض من خلاله أسماء الله وصفاته، وهناك ما كتب حول هذه الأسماء ومعانيها ودلالاتها، فقرِّبهما من ربهما، وعلِّمهما حبّه، والسعي لما يضعهما تحت مظلَّة حبِّه تعالى. وأحبّ أن أشير هنا إلى أن تناولك للعقيدة في الله يجب أن يراعي ما كانا عليه قبل إسلامهما، فإن كانا على الإلحاد فستحتاج إلى مزيدٍ من التركيز على أدلَّة وجود الخالق، أي أن تركز على ما ينقصهما ويهمُّهما، ثمّ لا تنس تناول جوانب العقيدة الأخرى، من الإيمان بالأنبياء وحبّهم وعدم التفريق بينهم، وكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، ثمّ الإيمان بالملائكة واليوم الآخر والجنَّة والنار والقضاء والقدر، واعرض عليهما الفهم الإسلامي لأمر البلاء والابتلاء، وأنَّ الصعوبات التي يمر بها الإنسان في حياته هي امتحانات من الله تعالى وتكفير للخطايا أو رفع للدرجات، وأنّ المسلم عليه تقبُّل ذلك، مع الصبر الجميل، والتوجُّه إلى الله تعالى بالدعاء وغير ذلك من تفصيلات. 2- الأخلاق: والمجال هنا رحبٌ وواسع، لكن لا تنس أن تتناول معهما الجانب الذي يعدُّ من أعمال القلوب، وتزكية النفوس، وعلى رأس ذلك الإخلاص لله تعالى، ويمكنك تقسيم الأخلاق إلى: - الفضائل. - الرذائل. فتعلِّمهما الأخلاق التي حثّ الإسلام عليها، والأخلاق التي نهى عنها. 3- الفقه: وابدأ معهما بالفقه البسيط، دون التعقيدات والدخول في المسائل الخلافيّة، ويمكنك الاستعانة بكتاب فقه السنة للسيد سابق رحمه الله، أو غيره من الكتب البسيطة، وابدأ معهما كما في تقسيمات كتب الفقه.. بفقه العبادات، وأوّلها كتاب الطهارة -طبعًا هذا على مستوى الحلقة التي ستعقدونها- لكن لا تؤجِّل تعليمهم أساسيَّات فقه الوضوء والصلاة والأمور الواجبة والهامَّة جدًّا، وأجِّل التفصيلات إلى أن يحين وقتها حسب برنامجك المعدّ لذلك، ولا تُغفل في هذا الجانب أمر الآداب الشرعيَّة، كآداب الطعام، والآداب مع الأهل، وآداب الزيارة، وآداب الصحبة، حتى آداب قضاء الحاجة، فهذا من نعمة الله تعالى علينا أن تناول الإسلام أبسط شئون حياتنا بالتوجيه والتهذيب. 4- السيرة: تناول معهم أحداث سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ببساطةٍ وأسلوبٍ مشوِّق، وحاول ألا تعرضها مجرَّدة، بل هناك لفتاتٍ لطيفةٍ جميلةٍ ومعانٍ مهمَّةٍ تظهر أثناء التحليل لهذه الأحداث، وقد يكون كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري، أو فقه السيرة للغزالي من الكتب المناسبة لهذا، وعليك اغتنام السيرة في تدعيم الأخلاقيَّات التي تُعلِّمهما إيّاها، وتدعيم حبِّهما للرسول صلى الله عليه وسلم، ورسم الصورة الواضحة للقدوة التي عليهما أن يمتثلاها، متمثِّلةً في النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كما تشكِّل لهم الهويَّة التي ينتميان إليها. أسأل الله أن يفتح لك بالخير.
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#2
|
||||
|
||||
![]() والله شروط شوية صعبة
بس ربنا يعينا شكرا أختي الفراشة على موضوعك الطيب قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |