|
ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على النبي الحبيب الذي لا نبي بعده. أنا فتاة مسلمة - ولله الحمد على نعمة الإسلام - عمري 22 عاما، أرجو أن تنفعيني بما منّ الله به عليك من علم، وأن تدليني على الطريقة السليمة التي أدعو بها أمي - هداها الله إلى الإسلام -، فهي على الديانة المسيحية منذ أن تزوجها أبي حفظه الله إلى الآن، وأنا - ولله الحمد - تحسنت علاقتي بها كثيرا بعد أن أفاض الله علي من نوره وهدى قلبي إلى طريقه المستقيم - ثبت الله المسلمين جميعا -، والحمد لله أنا تقريبا لا أكف عن الدعاء لها دائما بالهداية، ولقد رأتها إحدى أخواتي في رؤيا تمشي معي في طريق، وأختي هذه لم تكن قد رأتها من قبل سوى في هذه الرؤيا، وما إن رأتها بعد ذلك حتى أخذت بيدي بعيدا وأخبرتني بالحلم وهى تقول: سبحان الله. إن أمي الحبيبة في غاية الطيبة، وأنا لا أرجو من الله في حياتي سوى أن يجعلني سببا لهدايتها، وأن يرزقني الجهاد والشهادة في سبيله. أعتذر أختي على الإطالة، وجزاك الله خيرا كثيرا، ونفعك الله بعلمك وزادك منه، وجعلك سببا لنصرة الإسلام والمسلمين. بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين. أختي الحبيبة، شكر الله لك ثقتك في إخوانك وأخواتك في الاستشارات الدعوية، وجعلنا الله عند حسن ظنك وظن المسلمين أجمعين. أما بعد، كلماتك صادقة ومعبرة ونابضة بالإيمان والتقوى، نحسبك على خير ولا نزكيك على الله، وأشد ما أعجبني وبهرني فيها هو ذلك الحرص والخوف على أمك من أن تظل في غضب الله، أو يكون مآلها إلى نار جهنم - أعاذنا الله وإياك وإياها - من هذا المقام. هذا الحرص يجسد المعنى الحقيقي لبر الوالدين، ولهذا جعل دعاء الولد الصالح لوالديه بعد انقضاء أجلهما وانقطاع عملهما في ميزان حسناتهما، وسببا لإنقاذهما من غضب الله، بل وخروجهما من الظلام إلى النور، ومن العذاب إلى الرحمة والمغفرة بإذن الله تعالى. ودعينا نفكر سويا في السبيل الذي عليك أن تسلكيه للأخذ بيد والدتك ومساعدتها على أن تبصر طريق الهداية والخير. - وأول ما أنصحك به وأنت بالفعل تفعلينه، هو برها والإحسان إليها بكل ما أوتيت من قوة، وإخبارها بين الكلمات تلميحا لا تصريحا أن سبب ذلك الفيض من الحنان والبر إنما هو حبك لها، وقبله اتباعك أمر الله تعالى الذي حث به عباده الصالحين على الإحسان لوالديهما حتى ولو كانا على غير دينهم، بل وحتى وإن جاهداهم على تغيير دينهم أو الشرك بالله، وذلك مصداقا لقوله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا). - ثم بعد ذلك تأتي الخطوة الثانية، وهى الاهتمام بسلوكك ككل مع ربك ونفسك والناس أجمعين، وتحسين أخلاقك أكثر وأكثر حتى تبهريها بأخلاق المسلم الحق، فالدين المعاملة، على عكس ما يفعل البعض فيهتم بالعبادات على حساب الأخلاق، وينسى أن المؤمن خلق وعمل تزينهما العبادة المخلصة الخالصة لوجه الله تعالى. - حاولي أيضا أن تقصي عليها قصص الصحابة والتابعين والمؤمنين التي ترقق القلوب وتصقل مرآة النفوس لترى فطرة الله التي فطرها عليها حين خلقها. ولكن احذري أن تفعلي ذلك بطريقة خطابية أو أن تنفعلي، فهذا كفيل بقلب الموضوع رأسا على عقب، وتنفيرها بدلا من تبشيرها، فكوني من أهل "بشروا ولا تنفروا" رواه مسلم، ولا تكوني من أهل "عسروا ولاتيسروا". - يمكنك أيضا أن تزيدي من همتك في العبادة خاصة وأنت معها، واجعليها تستشعر محبتك لله في غير رياء، اجعليها ترى إحساسك بدينك وبقرآنك وبنبيك، وقبل كل هؤلاء بربك، ولكن لا تهمليها، بل أشركيها فيما تفعلين دون أن تشعر، كأن تسبحي في فترات الصمت بين أحاديثكما، فإذا سألتك عم تفعلين فأخبريها وأطلعيها على أثر التسبيح عليك، أو اقرئي القرآن واحكي لها ما فيه من قصص مؤثرة ومعبرة، خاصة عن السيدة مريم وابنها عيسى عليه الصلاة والسلام، ولا تبدئي بالآيات التي نختلف فيها مع أهل الكتاب، ولكن ابدئي بالتي نتفق معهم فيها، مثلما فعل سيدنا جعفر بن أبي طالب فيما رواه ابن هشام في السيرة أنه حين هاجر وفد المسلمين إلى الحبشة ووشى بهم وفد كفار قريش وأرادوا الفتك بهم فدعاهم النجاشي، وقال: ماذا تقولون في مريم؟ فقرأ عليه من سورة مريم ما أبكاه، ورقق قلبه وجعله يقول: إن هذا والذي أتى به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، فلتكن لك تلك الحادثة قدوة ودليلا. - وتعلمي اقتناص الفرص، فلا تفعلي ما قلناه معها وهى متوترة أو عصبية أو متأثرة بأحد من أهل دينها، بل ارفقي بها وكوني كما قيل: المؤمن كيس فطن. - وتذرعي بالصبر والدعاء، واعلمي أن ما تطلبينه فيه خير كثير لك ولها، وفى الحديث الذي رواه البخاري بشرى لك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم"، فما ظنك والتي تسعين لهدايتها هي أمك، وما ظنك بالأجر الذي ينتظرك من الله إن نجحت في ذلك، ويكفيك فخرا وعزا يوم القيامة أجر الإخلاص وأجر الهداية، وأجر البر، فأي أجر تنتظرين؟ وأي عز تطلبين؟. - لا تنسي أن أهم نقطة في هذا العمل الجليل هي الدعاء المخلص لله، والبراءة من حولك وقوتك والاتجاه بقلبك وعقلك وروحك لله عز وجل في كل وقت، خاصة في أوقات استجابة الدعاء التي دلنا عليها رسوله صلى الله عليه وسلم، ليهدي أمك إلى سبيله. لكني في النهاية أحب أن أذكرك أن الهداية ليست بيدك، فقط أنت تفعلين ما تستطيعين وتحاولين أن تكوني سببا، لكنك لست الهادية ولست المنجية، وقد قال الله تعالى: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء)، وإذا كان سيدنا إبراهيم - وهو من هو - لم يساعده إخلاصه وحرصه على أبيه في هدايته، فكفى به أن يكون لك مثلا ونبراسا وعبرة في الاستسلام لقضاء الله وقدره، فأنت لا تهدين من أحببت لكن الله يهدي من يشاء. جعلك الله سببا في دخولها إلى رحاب الله وخروجها من الظلمات إلى النور، وغفر لنا جميعا وأدخلنا الجنة بغير حساب، وتقبل الله منا ومنك . الدكتورة حنان فاروق
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |