الياس وعلاجه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5033 - عددالزوار : 2183371 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4614 - عددالزوار : 1464113 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70662 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16886 )           »          بين الوحي والعلم التجريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 9159 )           »          حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          نعمة الأمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 32407 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2937 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-10-2009, 10:00 PM
الصورة الرمزية عبدالله المشهداني
عبدالله المشهداني عبدالله المشهداني غير متصل
مشرف ملتقى الصور والخلفيات
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
مكان الإقامة: iraq
الجنس :
المشاركات: 6,677
الدولة : Iraq
047 الياس وعلاجه

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

حيـن تضعـف الإرادة، وتلـين العـزيمة، فإن النفـس تنهـار عنـد مواجهة أحـداث الحيـاة ومشاكلـها التي لا تكـاد تنتهـي. وحيـن يفشـل مثـل هـذا الإنسـان في موقـف أو مجموعـة مواقـف، فإنـه يصـاب باليـأس الذي يكـون بمثابة قيـد ثقـيل يمنـع صاحبـه من حريـة الحركـة، فيقـبع في مكـانه غير قـادر على العمـل والاجتهـاد لتغـيير واقعـه بسبـب سيـطرة اليـأس على نفسـه، وتشـاؤمه من كـل ما هـو قـادم، قـد سـاء ظنـه بربـه، وضـعف توكـله عليـه، وانقـطع رجـاؤه من تحقيـق مـراده.


إنـه عنـصرٌ نفسـي سـيء؛ لأنـه يقعـد بالهـمم عن العمـل، ويشتـت القلب بالقلـق والألـم، ويقـتل فيـه روح الأمـل.

إنـ العبـد المـؤمن لا يتمكـن اليـأس من نفسـه أبـدًا، فكيـف يتطـرق اليـأس إلى النفـس وهي تطـالع قولـه تعـالى :

﴿ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ﴾


أمـ كيـف يتمكـن منهـا الإحبـاط وهي تعـلم أن كـل شـيء في هـذا الكـون إنمـا هـو بقـدر الله تعـالى:

﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا

عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾



فـإذا أيقـن بهـذا فكيـف ييـأس؟ إنـه عنـدئـذٍ يتلـقى الأمـور بـإرادة قـويـة ورضىً تـام، وعـزم صـادق على الأخـذ بأسبـاب النجـاح.



إنـ القـرآن يـزرع في نفـوس المؤمنـين روح الأمـل والتفـاؤل :


﴿ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾


قـال بعـض العلمـاء: لـولا الأمـل مـا بنى بـانٍ بنيـانًا، ولا غـرس غـارسٌ غـرسًـا.

ولا تيأسن من صنع ربك إنه ضمينٌ بأن الله سوف يُديـلُ

-
فإن الليالي إذ يزول نعيمها تبشر أن النائبـات تـزولُ

-
ألم تر أن الليل بعد ظلامـه عليه لإسفار الصبـاح دليـلُ


لمـا جـاءت إبراهيـم عليه السـلام البشـرى بالولـد في سـنٍ كبـير أبـدى تعجبـه فقـال :

﴿ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴾


فقـالت الملائكـة:

﴿ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ ﴾


قـال عليـه السـلام:

﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ﴾




إنـ الأمـور وإنـ تعقـدت، وإنـ الخطـوب وإنـ اشتـدت، والعسـر وإنـ زاد، فالفـرج قريـب:

﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾


ولا يغلـب عسـرٌ يسريـن:

﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ﴾


مـادام الإنسـان حـيا يتحـرك فـلا ينبـغي لـه أن يـيأس ، هكـذا علمـنا نبيـنا صلى الله عليه وسلمـ ،فـقد دخـل عليه حـبة وخـالد ابـنا خالـد رضي الله عنهـم وهو يصلـح شيـئا فأعنـاه عليه فقـال صلى الله عليه وسلمـ : " لا تيـأسا من طلـب الرزق مـا تهـززت رؤوسكمـا ، فـإن الإنسـان تلـده أمـه أحمـر لـيس علـيه قشـر ، ثـم يرزقـه الله عـز وجـل ".



إنـ الإنسـان معـرضٌ في حيـاته لأنـواع مـن الفشـل في بعـض التجـارب، وحـريٌ أن يوقـظ في نفسـه روح الأمـل، فيراجـع نفسـه بـاحثـًا عن أسبـاب الفشـل ليتجنـبها في المستقـبل، ويرجـو من ربـه تحقيـق المقصـود ، ويجعـل شعـاره : لا يـأس مـع الحيـاة.


أُعلِّلُ النفـس بالآمـال أرقبهـا ما أضيق العيش لولا فسحةُ الأمل


إنـ هـذا المسلـك خيـرٌ لصـاحبه من إلقـاء اللـوم على الآخـرين، ممـا يترتـب عليـه سـوء الطبـع والاتكـالية، والانهزاميـة، ثم اليـأس والانعـزال.

قـال ابن مسعـود رضي الله عنه: "أكبـر الكبـائر الإشـراك بالله، والأمـن من مكـر الله، والقنـوط من رحمـة الله، واليـأس مـن روح الله".



وكـان الصالحـون يتقربـون إلى الله عز وجـل بقـوة رجـائهـم وبعـدهم عن اليـأس، هـذا ذو النـون المصري كـان يقـول في دعـائه : اللهمـ إليـك تقصـد رغبـتي ، وإيـاك أسـأل حـاجتي ، ومنـك أرجـو نجـاح طلبـتي ، وبيـدك مفـاتيح مسـألتي ، لا أسـأل الخير إلا منـك،ولا أرجـو غـيرك ، ولا أيـأس من رَوحـك بعـد معرفتـي بفضـلك.




عـلاج اليـأس:

إنـ اليـأس مـرض من الأمـراض التي تصيـب النفـوس فتقـف عـاجزة عن إدراك المعـالي، ومـن هـنا فإنـنا نضـع خطـوطـًا عريضـة ونقـترح بعـض الوسائـل التي نرجـو أن تكـون نـافعـة في عـلاج هـذه الآفـة، ومنهـا:

1- تعميـق الإيمـان بالقضـاء والقـدر بمفهـومه الصحيـح، وتربيـة النفـس على التوكـل على الله، ونعـني بذلـك أن يعتمـد القلـب في تحقـيق النتـائج على الله مـع الأخـذ بالأسـباب المشروعـة، وبـذل الجهـد الممكـن للوصـول إلى الأهـداف المنشـودة.

2- تنميـة الثقـة بالنفـس، والاعتمـاد على الـذات في القيـام بالأعمـال، وتحمـل المسؤوليـة عن نتائجهـا بغيـر تردد ولا وجـل.

3- اليقيـن بالقـدرة على التغيـير إلى الأفضـل في كـل جوانـب الحيـاة ومطـالعة تجـارب النـاجحين في شتـى الميـادين.

4- قـراءة قصـص الأنبيـاء والصالحيـن الـذين غير الله بهـم وجـه الحيـاة والتعـرف على الصعـاب والمشـاق التي واجهـوها بعـزم صـادق وقلـب ثابـت، حتى أدركـوا من هـم بحـول الله وقوتـه.

5- اليقيـن بـأن الاستسـلام لحالـة اليـأس لـن يجـني صاحبـها من ورائـها إلا مزيـدًا من الفشـل والتعـب والمـرض، وأن البديـل هـو السعـي والجـد وتلمّـُحُ الأمـل.



إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصـدر الرحيـبُ

-
وأوطأت المكـاره واطمأنـت وأرست في أمكانها الخطـوبُ

-
ولم تر لانكشاف الضـر وجهًـا ولا أغنـى بحيلـتـه الأريــبُ

-
أتاك على قنـوط منـك غـوثٌ يمن بـه اللطيـف المستجيـبُ

-
وكـل الحادثـات إذا تناهـت فموصول بهـا الفـرج القريـب
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.23 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]