|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وانتم بخير ارجوا منكم التكرم والاجابة على الاسئلة التالية جزاكم الله خيرا قال تعالى:{شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن..... }الى اخر الاية . 1- متى نزلت هذه الاية وماتفسيرها ؟ 2- نزل القرآن الكريم منجما. مالحكمة من ذلك مع ذكر الدليل ؟ 3- مامعنى نزول القرآن على سبعة أحرف ؟ 4- ماالأيات التى قال عنها رسولنا الكريم : { ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها....} 5- مالحديث الذى افتتح به البخارى صحيحه ؟ 6- للايمان بوجود الله اربع دلالات . ماهى ؟ 7- هناك عشرة اسباب تجلب محبة الله للعبد . ماهى ؟ 8- ماحكم دعاء الاموات او الغائبين ؟ 9- عرف كلا من :- الزكاة - الذكاة - القسامة - اللقطة - الدية - العقيقة ؟ 10- ماصلاة الخوف ؟ ومتى صلاها رسول الله ؟ 11- ماصلاة القصر ؟ ومتى شرعت ؟ وماكيفيتها وشروطها ؟ 12- قال رسول الله ص : انا ابن الذبيحين" ؟ من هما ؟ 13- من هم فقهاء المدينة السبعة ؟ اعرف انى اطلت وكثرث بالاسئلة فرجاء اعذرونى واسأل الله ان يوفقكم جميعا للخير ويجعل اعمالكم في ميزان حسناته . |
#2
|
||||
|
||||
![]() وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل عام وحضرتك بخير نرحب بتواجدكِ بيننا أولاً : هل يمكننا معرفة سبب طرح الأسئلة ؟ هل هى أسئلة مسابقة أم أنك تريد معرفة إجابتها للعلم ؟ إن كانت الأولى(المسابقة) فأرى أن ببحثك عنها ستستفيد أكثر وستركز الإجابات بالذهن ويمكنك إن شئت طرحها بعد ذلك ليستفيد بها من لا يعرف وإن كانت الثانية(تريد العلم) فسنقوم بمساعدتك إن شاء الله لأننا هنا نريد الإفادة للجميع بعد الإجابة عما ذكر سأقوم إن شاء الله بالإجابة على ما أعرفه وبالبحث عن ما لا أعرفه فى أمان الله
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() . اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() أوافقك الرأي حبيبتي وسام أخي الكريم ، لدي الإجابات الشافية إن كان السؤال للعلم ، وإن كان مسابقة فمن الأولى أن تجتهد وتبحث فالهدف من المسابقات زيادة العلم لأفراد الأمة الإسلامية الذين أصبحوا وللأسف قليلو العلم بأمور دينهم ثم أحب التنبيه على هذه العبارة: قال رسول الله ص المكتوبة خلال الأسئلة السابقة عليك أخي تجنب هذه الطريقة في الكتابة بارك الله بك ، فأي اختصار لإسم الرسول الحبيب عليه الصلاة والسلام لا ينبغي أن يكون وأنصحك بقراءة التالي: حكم اختصار ( صلى الله عليه وسلم ) إلى ص ، صلعم ونحو ذلك وفقك الله
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#4
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم وبارك الله فيكم جميعا . واسف جدا على الخطاء فى الكتابة . وبالنسبة للاسئلة والله العظيم انى لم اشارك فى اى مسابقة والله الشاهد . وجزاكم الله خيرا
|
#5
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طيب أخي الفاضل طالما الأسئلة تريد حضرتك الإجابة عنها إن شاء الله سأجيبك قال تعالى:{شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن..... }الى اخر الاية . 1- متى نزلت هذه الاية وماتفسيرها ؟ ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ( 185 ) ) يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور ، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه ، وكما اختصه بذلك ، قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء . قال الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عمران أبو العوام ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن واثلة يعني ابن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان . وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان " . وقد روي من حديث جابر بن عبد الله وفيه : أن الزبور أنزل لثنتي عشرة [ ليلة ] خلت من رمضان ، والإنجيل لثماني عشرة ، والباقي كما تقدم . رواه ابن مردويه . أما الصحف والتوراة والزبور والإنجيل فنزل كل منها على النبي الذي أنزل عليه جملة واحدة ، وأما القرآن فإنما نزل جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، وكان ذلك في شهر رمضان ، في ليلة القدر منه ، كما قال تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) [ القدر : 1 ] . وقال : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) [ الدخان : 3 ] ، ثم نزل بعد مفرقا بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم . هكذا روي من غير وجه ، عن ابن عباس ، كما قال إسرائيل ، عن السدي ، عن محمد بن أبي المجالد عن مقسم ، عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود ، فقال : وقع في قلبي الشك من قول الله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) وقوله : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) وقوله : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وقد أنزل في شوال ، وفي ذي القعدة ، وفي ذي الحجة ، وفي المحرم ، وصفر ، وشهر ربيع . فقال ابن عباس : إنه أنزل في رمضان ، في ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ، ثم أنزل على مواقع النجوم ترتيلا في الشهور والأيام . رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه ، وهذا لفظه . [ ص: 502 ] وفي رواية سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أنزل القرآن في النصف من شهر رمضان إلى سماء الدنيا فجعل في بيت العزة ، ثم أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة لجواب كلام الناس . وفي رواية عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر إلى هذه السماء الدنيا جملة واحدة ، وكان الله يحدث لنبيه ما يشاء ، ولا يجيء المشركون بمثل يخاصمون به إلا جاءهم الله بجوابه ، وذلك قوله : ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) [ الفرقان : 32 ، 33 ] . [ قال فخر الدين : ويحتمل أنه كان ينزل في كل ليلة قدر ما يحتاج الناس إلى إنزاله إلى مثله من اللوح إلى سماء الدنيا ، وتوقف ، هل هذا أولى أو الأول ؟ وهذا الذي جعله احتمالا نقله القرطبي عن مقاتل بن حيان ، وحكى الإجماع على أن القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، وحكى الرازي عن سفيان بن عيينة وغيره أن المراد بقوله : ( الذي أنزل فيه القرآن ) أي : في فضله أو وجوب صومه ، وهذا غريب جدا ] . وقوله : ( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه ) وبينات ) أي : ودلائل وحجج بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال ، والرشد المخالف للغي ، ومفرقا بين الحق والباطل ، والحلال ، والحرام . وقد روي عن بعض السلف أنه كره أن يقال : إلا " شهر رمضان " ولا يقال : " رمضان " ; قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن بكار بن الريان ، حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ، وسعيد هو المقبري عن أبي هريرة ، قال : لا تقولوا : رمضان ، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ، ولكن قولوا : شهر رمضان . قال ابن أبي حاتم : وقد روي عن مجاهد ، ومحمد بن كعب نحو ذلك ، ورخص فيه ابن عباس وزيد بن ثابت . قلت : أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن المدني إمام [ في ] المغازي ، والسير ، ولكن فيه ضعف ، وقد رواه ابنه محمد عنه فجعله مرفوعا ، عن أبي هريرة ، وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي وهو جدير بالإنكار فإنه متروك ، وقد وهم في رفع هذا الحديث ، وقد انتصر البخاري ، رحمه الله ، في كتابه لهذا فقال : " باب يقال رمضان " وساق أحاديث في ذلك منها : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ونحو ذلك . 2- نزل القرآن الكريم منجما. مالحكمة من ذلك مع ذكر الدليل ؟ الحكمة من نزول القرآن منجما : أجمع أهل العلم من أمة الإسلام على أن القرآن الكريم نزل من السماء الدنيا على قلب خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم مفرَّقاً على فترات، استغرقت أكثر من عشرين عاماً. وكان من وراء نزول القرآن مفرقاً على رسول الله مقاصدُ وحِكَمٌ، ذكر أهل العلم بعضاً منها.وفيما يأتى نقف على بعض المقاصد والحكم: الحكمة الاولى: تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته:- فقد واجهه صلى الله عليه وسلم فى دعوته للناس مشقة شديدة ونفورا وقسوة ، وتصدى له قوم فطروا على الجفوة وجبلوا على العناد يتعرضون له بصنوف الأذى والعنت، مع رغبته الصادقة فى إبلاغهم الخير الذى يحمله إليهم، فكان الوحى يتنزل عليه صلى الله عليه وسلم فترة بعد فترة ، بما يثبت قلبه على الحق. ( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا32 - الفرقان ) الحكمةالثانية: التحدى والاعجاز :- فالمشركون تمادوا فى غيهم ، وبالغوا فى عتوهم ، وكانوا يسألون أسئلة تعجيز وتحد يمتحنون بها رسول الله فى نبوته فن هنا كان من مقاصد تنـزيل القرآن مفرقاً الرد على شُبه المشركين أولاً بأول، ودحض حجج المبطلين، إحقاقًا للحق وإبطالاً للباطل، قال تعالى ( ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً -33 - الفرقان ) ففي الآية بيان لحكمة نزول القرآن مفرقاً وهو أن المشركين كلما جاءوا بمثل أو عَرْضِ شبهة ينـزل القرآن بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، ودحض شبههم . ويشير الى هذه الحكمة ما جاء ببعض الروايات فى حديث ابن عباس عن نزول القرآن (( فكان المشركون إذا أحدثوا شيئا أحدث الله لهم جوابأ )) -اخرجه البيهقى فى شعب الإيمان- الحكمة الثالثة: تيسير حفظه وفهمه :- لقد نزل القرآن الكريم على أمة أمية لا تعرف القراءة والكتابة ، ليس لها دراية بالكتابة والتدوين حتى تكتب وتدون ، ثم تحفظ وتفهم . ( هو الذى بعث فى الأميين رسولامنهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين -2-الجمعة ) فما كان للأمة الأمية أن حفظ القرآن كله بيسر لو نزل جملة واحدة ، وعن عمر قال : (( تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبى صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا )) .- أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان - الحكمة الرابعة : التدرج فى التشريــــع :- فليس من السهل على النفس البشرية أن تتخلى عما ورثته من عادات وتقاليد، وكان عرب الجاهلية قد ورثوا كثيراً من العادات التي لا تتفق مع شريعة الإسلام، كوأد البنات، وشرب الخمر، وحرمان المرأة من الميراث، وغير ذلك من العادات التي جاء الإسلام وأبطلها، فاقتضت حكمته تعالى أن يُنـزل أحكامه الشرعية شيئاً فشيئاً، تهيئة للنفوس، وتدرجاً بها لترك ما علق بها من تلك العادات يشير إلى هذا المعنى أن تحريم الخمرلم ينزل دفعة واحدة ، بل كان على ثلاث مراحل كما دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم . وفى قوله تعالى ( ونزلناه تنزيلا -) إشارة إلى أن نزوله كان شيئا فشيئا حسب مصالح العباد ، وما تتطلبه تربيتهم الروحية والإنسانية ، ليستقيم أمرهم وليسعدوا به فى الدارين . الحكمة الخامسـة : مسايرة الحوادث:- من مقاصد نزول القرآن مفرقا مسايرة الحوارث المستجدة والنوازل الواقعة ، فقد كان القرآن ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لواكبة الوقائع الجديدة وبيان أحكامها قال تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين -89- النحل ) فكثير من الآيات القرآنية نزلت على سبب أو أكثر، كقصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، وحادثة الإفك وغير ذلك من الآيات التى نزلت بيانا لحكم واقعة طارئه . الحكمة السادسة : الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد :- إن هذا القرآن الذى نزل منجما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أكثر من غشرين عاما تنزل الآيه أو الآيات على فترات من الزمن يقرؤه الإنسان ويتلو سوره فيجده محكم النسج ، مترابط المعانى ، متناسق الآيات والسور ،كأنه عقد فريد نظمت حباته بما لم يعهد له مثيل فى كلام البشر (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير-12- هود ) ولو كان هذا القرآن من كلام البشر قيل فى مناسبات متعددة ، ووقائع متتالية ، لوقع فيه التفكك والأنفصام ، واستعصى أن يكون بينه التوافق والانسجام (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا -82- النساء ) .
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() 3- مامعنى نزول القرآن على سبعة أحرف ؟ معنى نزول القرآن على سبعة أحرف: لقد ثبت أن القرآن نزل على سبعة أحرف ،كما تشير إلى ذلك نصوص السنة النبوية المطهرة : فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف". زاد مسلم: "قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة في الأمر الذي يكون واحدًا، لا يختلف في حلال ولا حرام". وروى البخاري ومسلم أيضًا، واللفظ للبخاري : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم، يقرأ سورة الفرقان، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرت حتى سلم، ثم لبيته بردائه أو بردائي فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت له: كذبت، فوالله إن رسول الله أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : يا رسول الله: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام، فقرأ هذه القراءة، التي سمعته يقرؤها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منها . وروى مسلم بسنده عن أبي بن كعب قال: عن أبي بن كعب؛ قال: كنت في المسجد. فدخل رجل يصلي. فقرأ قراءة أنكرتها عليه. ثم دخل آخر. فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه. ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ. فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما. فسقط في نفسي من التكذيب. ولا إذا كنت في الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري. ففضت عرقا. وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا. فقال لي "يا أبي! أرسل إلي: أن اقرأ القرآن على حرف. فرددت إليه: أن هون على أمتي. فرد إلى الثانية: اقرأه على حرفين. فرددت إليه: أن هون على أمتي. فرد إلى الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف. فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألينها. فقلت: اللهم! اغفر لأمتي. وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلى الخلق كلهم. حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم". وروى مسلم بسنده عن أبي كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال: اسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين. فقال: اسأل الله معافاته ومغفرته؛ وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال اسأل الله معافاته ومغفرته؛ وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا. من هذه الروايات تظهر لنا ملامح يجب أن نتنبه إليها ، وألا نغفل عنها : أولها: أن القراءات كلها على اختلافها كلام الله، ولا دخل لبشر فيها، فكلها نازلة من عند الله مأخوذة بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودليلنا أن الأحاديث الماضية أفادت أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرجعون فيما يقرءون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان المخالف في القراءة لصاحبه الذي ينتقده يقول: "أقرأنيها رسول الله". وبهذا يظهر أن هذه القراءات مأخوذة عن طريق النقل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يسمع قراءة المعترض عليه والمعترض يقول: "هكذا أنزلت . ثانيها: هذه الروايات تظهر لنا مدى حماس الصحابة في الدفاع عن القرآن مستبسلين في المحافظة عليه،و كيف كانوا متحمسين لذلك و كيف كانوا في منتهى التيقظ لكل من يحدث فيه حدثًا، ولو كان عن طريق الأداء واللهجات. وموقف عمر من هشام بن حكيم خير دليل على هذا . ثالثها: أنه لا يجوز أن نجعل الاختلاف في القراءات مثارًا للمراء والجدل والشقاق، ولا مثارًا للتردد والتشكيك والتكذيب؛ ودليلنا في ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم فيما سبق من الأحاديث العطرة فلا تماروا فيه فإن المراء فيه كفر". رابعها: لا يجوز منع أحد من القراءة بأي حرف من الأحرف السبعة النازلة ؛ ودليلنا قوله صلى الله عليه وسلم فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا". خامسها: الخلاف الذي صورته لنا الروايات السابقة لم يكن حول تفسير المعاني ، وإنما كان دائرًا حول قراءة الألفاظ؛ ودليلنا في ذلك قول عمر رضي الله عنه : "إذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد فكل هذه الأحاديث النبوية المطهرة تثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن القرآن نزل على سبعة أحرف، ولكن ما معنى نزوله على تلك الأحرف السبعة أولاً معنى الحرف في اللغة: يقول صاحب القاموس: الحرف من كل شيء طرفه وشفيره وحده ومن الجبل أعلاه المحدد ثم يقول: وواحد حروف التهجي والناقة الضامرة والمهزولة أو العظيمة، وسيل الماء، وأرام سود ببلاد سليم. وعند النحاة ما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل ، و في القرآن الكريم نجد كلمة حرف مذكورة في سورة الحج في قوله تعالى: "ومن الناس من يعبد الله على حرف" أي : وجه واحد وهو أن يعبده على السراء لا على الضراء أو على شك أو على غير طمأنينة على أمره أي لا يدخل في الدين متمكنًا . ونزل القرآن على سبعة أحرف ليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه وإن جاء على سبعة أو عشرة أو أكثر، ولكن المعنى أن هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن". وقد اختلف العلماء في المراد من الأحرف السبعة في الأحاديث المذكورة اختلافًا كبيرًا، حتى قال السيوطي: اختُلِفَ في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً . وفي معنى سبعة أحرف أقوال منها ما يقوله الزركشى من أنها سبع لغات لسبع قبائل من العرب. أي نزل القرآن بعضه بلغة قريش، وبعضه بلغه هذيل، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة أزد وربيعه، وبعضه بلغة هوازن وسعد بن بكر وهكذا . وأنسب المعاني في المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" أنه الوجه من أوجه القراءة وبيان هذه الأحرف قد بينها العلماء في ما يلي: الأول: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع، وتذكير وتأنيث، ومن ذلك "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون". فقد قرئ (لأماناتهم). الثاني: اختلاف وجوه الأفعال من ماض ومضارع وأمر، ومن ذلك قوله تعالى: "فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا" فقد قرئ "ربنا بعِّد". الثالث: اختلاف وجوه الإعراب، ومن ذلك قوله تعالى: "ولا يضار كاتب ولا شهيد"، فقد قرئت بضم الراء في يضار وبفتحها. الرابع: الاختلاف بالنقص والزيادة ومن ذلك قوله تعالى: "وما خلق الذكر والأنثى". فقد قرئ والذكر والأنثى. الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير ، ومن ذلك قوله تعالى: "وجاءت سكرة الموت بالحق" فقد قرئ وجاءت سكرة الحق بالموت. السادس: الاختلاف بالإبدال ومن ذلك قوله تعالى: "وانظر إلى العظام كيف ننشزها". فقد قرئ (ننشرها). السابع: اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم، والإظهار والإدغام". ومن ذلك قوله تعالى: "بلى قادرين" فقد قرئ أيضًا بالفتح والإمالة في لفظ بلى. وهذا الوجه الذي ذكرناه هو ما اخترناه من أربعين قولاً ذكرها السيوطي وغيره. وهو رأي الرازي وابن قتيبة والقاضي ابن الطيب وابن الجزري لا يختلف رأيهم عنه إلا في أنهم جعلوا الستة الأولى مما ذكرت سبعة ، وتركوا الوجه الأخير. وهذه الأحرف انتقلت إلينا عن طريق الصحابة رضوان الله عليهم فقد اشتهر بالإقراء منهم جماعة مثل : أبي وعلي، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري . "هذا الكلام ملخص من كتب علوم القرآن مثل : تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ، الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ، والبرهان في علوم القرآن للزركشي ، مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ عبد العظيم الزرقاني . 4- ماالأيات التى قال عنها رسولنا الكريم : { ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها....} عن عبيد بن عمير أنه قال لعائشة - رضي الله عنها: (( أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فسكتت ثم قالت: لما كانت ليلة من الليالي. قال: ((ياعائشة ذريني أتعبد الليلة لربي)) قلت: والله إني أحب قُربك، وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي. قالت: فلم يزل يبكي، حتى بل حِجرهُ! قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته! قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يارسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: ((أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها! {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ *الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار* ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار* ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنو بربكم فامنا ربنا فغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار* ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامه انك لاتخلف الميعاد*فاستجاب لهم ربهم اني لااضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئلتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب*))} الآية كلها)) [رواه ابن حبان وغيره]. 5- مالحديث الذى افتتح به البخارى صحيحه ؟ ول حديث افتتح به البخاري صحيحه، وهو: [ (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ] وبعض أهل العلم تابع البخاري في ذلك فافتتحوا كتبهم الحديثية بهذا الحديث؛ لأنه يدل على أن كل شيء تابع للنية، وأنه مبني على النية، وأن المعتبر النيات. قوله في الحديث: [ (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لامرئ ما نوى) 6- للايمان بوجود الله اربع دلالات . ماهى ؟ الإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه وتعالى ، وربوبيته ، وألوهيته ، وأسمائه وصفاته . الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور ، فمن آمن بها فهو المؤمن حقاًّ . الأول: الإيمان بوجود الله تعالى ووجود الله تعالى قد دل عليه العقل والفطرة ، فضلاً عن الأدلة الشرعية الكثيرة التي تدل على ذلك. فهي لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يَخلق نفسَه ، لأنه قبل وجوده معدوم، فكيف يكون خالقاً ؟! ولا يمكن أن توجد صدفة ، لأن كل حادث لا بد له من محدث ، ولأن وجودها على هذا النظام البديع المحكم ، والتناسق المتآلف ، والارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها ، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاًّ أن يكون وجودها صدفة ، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده ، فكيف يكون منتظماً حال بقائه ؟! وإذا لم يمكن أن تُوجِد هذه المخلوقات نفسَها بنفسها، ولا أن توجَد صدفة، تعين أن يكون لها موجِدٌ وهو الله رب العالمين . وقـد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، حيث قال : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) الطور /35 . يعني أنهم لم يخلقوا من غير خالق ، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى ، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات : ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون . أم خلقوا السمـوات والأرض بل لا يوقنـون . أم عندهـم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) الطور /35-37 . وكان جبير يومئذ مشركاً قال : ( كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي ) رواه البخاري في عدة مواضع . ولنضرب مثلاً يوضح ذلك : فإنه لو حدثك شخص عن قصر مشيد، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار، وملئ بالفُرُش والأَسِرّة، وزُيِّن بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته ، وقال لك : إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه ، أو وجد هكذا صدفة بدون موجد، لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه ، وعددت حديثه سفهاً من القول ، أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه ، وسمائه ، وأفلاكه ، البديعُ الباهرُ ، المحكَم المتقَنُ قد أوجد نفسه ، أو وجد صدفة بدون موجد ؟! وقد فهم هذا الدليل العقلي أعرابي يعيش في البادية ، وعَبَّر عنها بأسلوبه ، فلما سُئِل : بم عرفت ربك ؟ فقال : البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ، ألا تدل على السميع البصير ؟!! ثانياً: الإيمان بربوبيته تعالى أي: بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين. والرب : هو من له الخلق ، والملك ، والتدبير ، فلا خالق إلا الله ، ولا مالك إلا الله، ولا مدبر للأمور إلا الله ، قال الله تعالى : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ) الأعراف /45 . وقال تعالى : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ) يونس/31 . وقال تعالى : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) السجدة /5 . وقال : ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) فاطر/13 . وتأمل قول الله تعالى في سورة الفاتحة : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) الفاتحة /4 . وفي قراءة متواترة ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وإذا جمعت بين القراءتين ظهر معنى بديع ، فالملك أبلغ من المالك في السلطة والسيطرة ، لكن الملك أحياناً يكون ملكاً بالاسم فقط لا بالتصرف ، أي أنه لا يملك شيئاً من الأمر ، وحينئذٍ يكون ملكاً ولكنه غير مالك ، فإذا اجتمع أن الله تعالى ملكٌ ومالكٌ تم بذلك الأمر ، بالملك والتدبير . الثالث : الإيمان بألوهيته أي : بأنه الإله الحق لا شريك له . و(الإله) بمعنى (المألوه) أي : (المعبود) حباًّ وتعظيماً ، وهذا هو معنى (لا إله إلا الله) أي : لا معبودَ حقٌّ إلا الله . قال تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة /163 . وقال تعالى : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران /18 . وكل ما اتخذ إلهاً مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة ، قـال الله تعـالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) الحج /62 . وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية . قال الله تعالى في ( اللات والعزى ومناة ) : ( إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) النجم/23 . وقال تعالى عن يوسف عليه السلام أنه قال لصاحبي السجن : ( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ - مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) يوسف /40 . فلا يستحق أحد أن يعبد ، ويفرد بالعبادة إلا الله عز وجل ، لا يشاركه في هذا الحق أحدٌ ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، ولهذا كانت دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم هي الدعوة إلى قول ( لا إله إلا الله ) قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء /35 . وقال : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل/36 . ولكن أبى ذلك المشركون ، واتخذوا من دون الله آلهة ، يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى ، ويستنصرون بهم ويستغيثون . الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته أي : إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل . قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأعراف /180 . فهذه الآية دليل على إثبات الأسماء الحسنى لله تعالى . وقال تعالى : ( وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الروم /27 . وهذه الآية دليل على إثبات صفات الكمال لله تعالى ، لأن ( المثل الأعلى ) أي : الوصف الأكمل . فالآيتان تثبتان الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى على سبيل العموم . وأما تفصيل ذلك في الكتاب والسنة فكثير . وهذا الباب من أبواب العلم ، أعني : أسماء الله تعالى وصفاته من أكثر الأبواب التي حصل فيها النـزاع والشقاق بين أفراد الأمة ، فقد اختلفت الأمة في أسماء الله تعالى وصفاته فرقاً شتى . وموقفنا من هذا الاختلاف هو ما أمر الله به في قوله : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) النساء /59 . فنحن نرد هذا التنازع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مسترشدين في ذلك بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهذه الآيات والأحاديث ، فإنهم أعلم الأمة بمراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم . ولقد صدق عبد الله بن مسعود وهو يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( من كان منكم مستنا ، فليستن بمن قد مات ، فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لإقامة دينه ، وصحبة نبيه ، فاعرفوا لهم حقهم ، وتمسكوا بهديهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ) . وكل من حاد عن طريق السلف في هذا الباب فقد أخطأ وضل واتبع غير سبيل المؤمنين واستحق الوعيد المذكور في قوله تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) النساء /115 . والله تعالى قد اشترط للهداية أن يكون الإيمان بمثل ما آمن به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله تعالى : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) البقرة /137 . فكل من بَعُدَ وحاد عن طريق السلف فقد نقص من هدايته بمقدار بعده عن طريق السلف . وعلى هذا فالواجب في هذا الباب إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات ، وإجراء نصوص الكتاب والسنة على ظاهرها ، والإيمان بها كما آمن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم ، الذين هم أفضل هذه الأمة وأعلمها . ولكن يجب أن يعلم أن هناك أربعة محاذير من وقع في واحد منها لم يحقق الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته كما يجب ، ولا يصح الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته إلا بانتفاء هذه المحاذير الأربعة وهي : التحريف ، والتعطيل ، والتمثيل ، والتكييف . ولذلك قلنا في معنى الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته هو ( إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ) . وهذا هو بيان هذه المحاذير الأربعة باختصار : والمراد به تغيير معنى نصوص الكتاب والسنة من المعنى الحق الذي دلت عليه ، والذي هو إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى إلى معنى آخر لم يرده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . مثال ذلك : تحريفهم معنى صفة اليد الثابتة لله تعالى والواردة في كثير من النصوص بأن معناها النعمة أو القدرة . والمراد بالتعطيل نفي الأسماء الحسنى والصفات العلى أو بعضها عن الله تعالى . فكل من نفى عن الله تعالى اسماً من أسمائه أو صفة من صفاته مما ثبت في الكتاب أو السنة فإنه لم يؤمن بأسماء الله تعالى وصفاته إيماناً صحيحاً . وهو تمثيل صفة الله تعالى بصفة المخلوق ، فيقال مثلاً : إن يد الله مثل يد المخلوق . أو إن الله تعالى يسمع مثل سمع المخلوق . أو إن الله تعالى استوى على العرش مثل استواء الإنسان على الكرسي . . . وهكذا . ولا شك أن تمثيل صفات الله تعالى بصفات خلقه منكر وباطل ، قال الله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى /11 . وهو تحديد الكيفية والحقيقة التي عليها صفات الله تعالى ، فيحاول الإنسان تقديراً بقلبه ، أو قولاً بلسانه أن يحدد كيفية صفة الله تعالى . وهذا باطل قطعاً ، ولا يمكن للبشر العلم به ، قال الله تعالى : ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) طـه /110 . فمن استكمل هذه الأمور الأربعة فقد آمن بالله تعالى إيماناً صحيحاً . نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان يتوفانا عليه . والله تعالى أعلم . انظر : رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين . 1 ـ أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ) رواه البخاري (1358) ومسلم (2658) . 2 ـ وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى؛ فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لا بد لها من خالق أوجدها، إذ لا يمكن أن توجِدَ نفسها بنفسها ، ولا يمكن أن توجد صدفة . 1- التحريف : 2- التعطيل : 3- التمثيل : 4- التكييف : لي عودة لإجابة على بقية الأسئلة ان شاء الله
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك ام عبدالله دائماً طيبة وحنونة واجوبتك الاروع ربي يخليك الــــــــــنا ويوفقك عزيزتي ام عبدالله فأنتم جميعا طيبين |
#8
|
|||
|
|||
![]() شكرا جزيلا اختى ام عبدالله ،أنى قد تفاجأت بالأجابة الشافية والوافية . بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير . وبعد أذنك انتظر باقي الاجابة بعون الله .
Thank you very much my sister Umm Abdullah, was surprised that I had to reply and complete healing. God bless you and God Dzak all the best. After the rest of your ear, wait for the answer with the help of God. |
#9
|
||||
|
||||
![]() أختي الغالية الطالبة زينب عمر اشكرك غاليتي على كلامك الطيب واسعدني تواجدك في هذا الموضوع
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() وفيك بارك الله اخي انجكشن إن شاء الله سأضع لحضرتك بقية الإجابات والحمد لله انها وافية .. واي سؤال انا تحت امر حضرتك بإذن الله
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |