|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() همٌّ .. و.. هِمَّة يحكى في قديم الزمان عن قرية صغيرة على سفح جبل عظيم، وكان الجبل يحجب الشمس عن هذه القرية معظم اليوم فلا يتمتع الناس بها ولا يستقيم لهم عمل.. كانوا يتذمرون دائماً من هذا الحال ولم يخلُ مجلس من مجالسهم من الكلام والشكوى من الجبل الذي يمنع عنهم الشمس. إلى متى سنبقى لا نرى الشمس؟.. هل نترك قريتنا ونتحول إلى مكان آخر؟ هذا صعب، وكيف نترك ارض آبائنا وأجدادنا.. هل نزيل الجبل؟ هذا مستحيل لا يفكر به عاقل.. وفي النهاية ينتهي النقاش بأنه لا يوجد حل وعلينا أن نرضى بهذا الحال. وهكذا تتكرر الشكوى ويدور الناس في حلقة مفرغة وكلام عابث لا نتيجة له.. ولكن!!! في صباح أحد الأيام استيقظ الناس ليشاهدوا منظراً عجيباً.. رجل عجوز حنى الدهر ظهره يدفع عربة صغيرة وفيها مسحاة ويعلن على الملأ أغرب خبر يسمعونه: لقد عزمت على تحويل الجبل لكي تشرق على قريتنا شمس الصباح. قال له أحد الرجال بدهشة: يا عم وهل بقي من عمرك ما يكفي لتزيل الجبل بهذه المسحاة وهذه العربة الصغيرة؟ أجابه الشيخ بكل ثقة: سأبدأ الآن الحفر في الجبل وقد أوصيت أولادي وأحفادي أن يكملوا ما سأبدأ به ولا بد أن يأتي اليوم الذي تشرق فيه الشمس على بيوتنا. يا بني لقد عشت حياتي وأنا أسمع التذمر من هذا الحال ولن يزيل الجبل كثرة الشكوى ولن نستمتع بالشمس الجميلة ونحن نحلم فقط.. لا بد من البدء. قصة فيها عبرة .. وهي إن الهمَّ وحده لا يكفي لتغيير أحوالنا وحياتنا الخاصة أو العامة .. لا بد من همَّة ترافق هذا الهم وتبدأ بالخطوة الأولى وتحمل راية التغيير. إن الهم والهمة قرينان لا يفترقان إذا أردنا التغيير .. كالزوجين تماماً بهما معاً تبدأ حياة جديدة وتتكون أسرة ويولد أطفال جدد يجددون الحياة ويعمرون الأرض. أما الرجل وحده ، وأما المرأة وحدها فلا يمكن أن يكونا أسرة أو ينجبا أطفالا. هكذا الهم والهمة لا ينتجان تغييراً إن افترقا. ونحن نرى ونسمع يومياً العشرات بل المئات من الشاكين والمتذمرين من الأحوال والظروف السيئة .. ترى الهم على وجوههم وفي ثنايا كلامهم .. كلهم يشكوا ويتذمر ولكن أين الحل ومن سيبدأ به ويتحمل المسؤولية؟ وفي المقابل يوجد آخرون كأنهم شعلة من نشاط يحملون في ثنايا أنفسهم همة تناطح السحاب .. ولكن لا قضية لهم يعملون من أجلها .. ليس لهم همٌّ حقيقي وهدف نبيل يسعون له .. غاية احدهم أن يحقق ملذاته ومطامحه الشخصية وليكن بعده ما يكون، أمته ودينه في وادٍ وهو في واد آخر. الهم والهمة قرينان ينبغي لمن يريد التغيير أن يجمع بينهما .. وهذه معادلة قديمة شكى منها سيدنا عمر رضي الله عنه عندما شخَّصَ ببصيرته النافذة نقص الهمة عند الصالحين (مع حملهم لهَمِّ الإسلام والمسلمين) فقال رضي الله عنه متحسراً: (اللهم إني اشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة). كل شخص ناجح في حياته سواء كان رجلاً أم امرأة لا بُد أن يحمل هماً وهمَّة ً.. همٌ يترجم طموحه وهدفه وما يريد أن يصل إليه .. وهمة تترجم سعيه وجده واجتهاده واغتنامه للوقت والفرص ليحقق طموحه. إننا كثيراً ما نعوق أنفسنا ونحبط همتنا بل همة الآخرين بقناعات ومعتقدات واهية مثل: لا يمكن .. هذا مستحيل .. جربنا ولم ننجح .. هذا اكبر من إمكاناتنا .. فشلنا أكيد .. وغيرها من الكلمات الخطيرة والتي تبدوفي ظاهرها نصحاً وبراءة وسهلة في اللفظ .. لكن التخريب الذي تسببه للهمم والنفوس اكبر وأخطر مما نتصور. روي أن نابليون سئل مرة : كيف استطعت أن تولد الثقة والهمة في صفوف جيشك؟ قال : كنت أرد بثلاث على ثلاث. من قال: لا أقدر. قلت له: حاول ومن قال: لا أعرف. قلت له: تعلم. ومن قال: مستحيل. قلت له: جرب. إن الهم دلالة على يقظة المشاعر والأحاسيس والتفاعل مع الناس والأحداث. والهمة دلالة على الثقة وقوة الشخصية والصدق مع النفس والآخرين في طلب الإصلاح والتغيير. إنَّ كثرة الحزن والشكوى ونقد الأوضاع السيئة لن يجلب خيراً أو يدفع سوءاً، بل لا يعتبر دلالة على صدق الشخص في شكواه ما لم يتبعه بخطوة صدق تعين على التغيير وتدفع نحو الإصلاح. وهذا هو الاختلاف الذي يصنع الفرق بين الشخصيات الناجحة التي خلدها التاريخ وهي تعد على الأصابع، وبين الملايين التي مات ذكرها بموتها وكأنها لم تخلق ولم تسع يوماً على هذه الأرض. وفي هذا المعنى هتف إقبال (شاعر الإسلام في العصر الحديث) يحرض المسلم أن يتحرك بهمة تغير من الواقع الأليم للعالم كل العالم: أيها المسلم يا من خلقا ليكون الحق فيه خلقا انهضن يا صاح بالعبء الثقيل أنت في الأرض عن الله وكيل سطرن بالحق في هذي البلاد واحكمن بالعدل ما بين العباد أنقذ الإنسان من هذا الشقاء وأزل من أرضنا هذا العناء املأ الأرض بحب وصفاء وسلام ووداد وإخاء والآن انتبه .. إن كنت تتكلم كثيراً وتشتكي دائماً .. أو كنت ممن تتساوى عنده الدقيقة والساعة في حديث بلا طائل .. أو كنت ممن يأنس بأمثاله من الشاكين ويفرح كلما زادت الشكوى من الآخرين .. أو كنت ممن يكرر الكلام نفس الكلام في كل المجالس .. فيمكنك أن تقول بلا تردد أنك صاحب هم سيقضي على وقتك أولاً .. ثم على أحاسيسك ومشاعرك ثانياً .. ثم على حياتك ثالثاً. وان كنت ممن يتحرك بسرعة وردة فعله لا تتقبل التأخير .. ولا تفكر أين سيؤدي بك الطريق بحجة عدم القعود وعدم التكاسل .. أو كنت ممن يضجر من التخطيط والتحليل .. أو كنت ممن لا يصبر على ثني الركب في طلب معلومة أو قراءة جديد .. أو كنت ممن يشكو دائماً أن الوقت لا يكفي .. أو كنت ممن يقبل تكاليف يبدأ بها ولا يعرف كيف ينهيها .. فإنك صاحب همة فقط ستتعبك كثيراً .. وتستهلك جسدك وقواك .. ولن تنجز في حياتك شيئاً تفخر به. أما إن كنت ممن يفكر كثيراً .. ويبدأ بالخطوة الأولى حين يحين وقت العمل .. أو كنت ممَن يعرف قدْره وإمكاناته فيقول لا أستطيع ولا أعلم الآن ولكني سأتعلم وأجهز نفسي مستقبلاً .. أو كنت ممن يعرف البداية وأسلوبها والطريق وتكاليفه والنهاية كيف ستكون ومتى .. أو كنت ممن يستشير ويستخير (بصدق وليس ادعاءً) ويُقدم بعد ذلك ويتحمل المسؤولية كاملة .. أو كنت ممن يفكر بالحلول لكي يبدأ ولا يُغرق نفسه بالعوائق والمستحيلات .. أو كنت ممن يُيسر لنفسه ولغيره الطريق ولا يضع العصا في العجلة .. فأنت أنت .. صاحب همِّ وهمة .. أبشر بالنجاح وبتوفيق الله لك سترى ثمرة عملك في الدنيا .. ويدخرها الله تعالى لك في الآخرة.
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() أيها المسلم يا من خلقا ليكون الحق فيه خلقا انهضن يا صاح بالعبء الثقيل أنت في الأرض عن الله وكيل سطرن بالحق في هذي البلاد واحكمن بالعدل ما بين العباد أنقذ الإنسان من هذا الشقاء وأزل من أرضنا هذا العناء املأ الأرض بحب وصفاء وسلام ووداد وإخاء موضوع رائع واسلوب اروع حقاً انتَ متميز والله موضوعك فيهِ الكثـــــــــــــير من العبر ربي يوفقك |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوع مميز باركـَ الله فيكـ أخي الكريم الأمتياز دمتم بحمى الرحمن |
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم و رحمة الله. موضوع قيم. على قدر أهل العزم تأتي العزائم**وتأتي على قدر الكرام المكارم. وتعظم في عين الصغير صغارها**وتصغر في عين العظيم العظائم. ********* في حفظ الله. |
#5
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكراً لكي على هذا المرور الطيب
__________________
![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
حفظ الله يا أخي أبو شيماء وفقك الله وشكراً على مرورك الرائع
__________________
![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكراً لكي يا أختي الغالية على هذا الرد الطيب جزاكِ الله خيراً
__________________
![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم موضوع رائع ومميز ومفيد بارك الله فيك جزاك الله خيرا اخي العزيز في ميزان حسناتك باذن الله والسلام عليكم __________________ __________________ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . |
#9
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكراً لك يا أخي عبد الله على هذا الرد الرائع وجزاك الله خيراً
__________________
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |