شكرا للنائب البريطاني [جالاوي]

[بلال خليفة]

طالعت موقع(إخوان أون لاين)متابعا لأخبار غزة وفلسطين فطالعني بالآتي:

* إذن.. ما الرسالة التي يمكن أن توجهها لقادة وحكام الدول العربية طبقًا لما رأيت؟

كان هذا سؤالا توجهت به مراسلة موقع(إخوان أون لاين)إلى النائب البريطاني(جورج جالاوي)،والذي قاد قافلة(فيفا باليستينا)والتي تعني بالعربية(عاشت فلسطين)،وذلك لكسرالحصار المفروض على غزة.

وقد قدمت القافلة من أمريكا بصحبة(200 ناشط) من حاملي الجنسية الأمريكية من أصول مختلفة؛فمنهم الهنود والأمريكان والأفارقة والألمان والباكستانيون والمصريون والفلسطينيون والفرنسيون والكوريون،هذا فضلا عن أنها تضم نشطاء مسلمين ومسيحيين ويهود.

وجدير بالذكر أن النائب(جالاوي)هو من سبق له أن قاد قافلة المساعدات البريطانية التي أطلق عليها(شريان الحياة)،والتي وصلت إلى قطاع غزة في شهر مارس الماضي،وكانت تضم نحو( 300 شاحنة )محملة بمساعدات إنسانية ودوائية وغذائية.

وقبل عرض إجابة النائب(جالاوي)على السؤال السالف الذكر،فإننا نتوجه إليه وإلى مرافقيه بخالص الشكر والتقدير على هذا المجهود الذي بذلوه طيلة الشهرين الماضيين،وذلك لجمع نحو (2مليون دولار) من ولايات أمريكية عدة لكسر الحصار عن أهل غزة.

ويدهش القارئ للحوار إلى درجة يكاد معها أن يصاب بصدمة عصبية،وذلك حين يقارن بين ا لموقف المتخاذل للحكام العرب والمسلمين ـ والذين يشارك عدد لا بأس به منهم في حصار غزة وأهلها ـ وبين موقف هذا النائب(البريطاني)الذي لا تربطه أية صلة لا من قريب ولا من بعيد بأهل غزة؛فهم ليسوا من بقية أهله،وإسرائيل لم تغتصب جزءا من بلده،بل لا تمثل غزة البوابة الشمالية الشرقية لبلاده،ولا يعني سقوط غزة ـ لا سمح الله ـ في يد إسرائيل تهديدا للأمن القومي لبلاده.

وإذا كان الأمر كذلك،فما الدافع وراء تكبد هذا النائب(البريطاني)لتلك المشاق الجسام ؟! ما الذي دفعه إلى أن يترك آله ووطنه ـ وهو الآمن في آله ووطنه ـ إلى بلد لا يأمن فيه على نفسه ؟! وبالتالي ما المدهش في الموضوع؟!

إن الدافع وراء تحمل هذا النائب(البريطاني)لكل ذلك هو ـ كما ورد في كلامه ـ شعوره(كبريطاني) بالذنب حيال ما يحدث في فلسطين !؛ فهو يرى أن بريطانيا كانت طرفا في كتابة الوثيقة التي سببت المأساة الفلسطينية الحالية أيام كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني ، وذلك حين وعد(بلفور)إسرائيل بإنشاء وطن قومي لها في أرض فلسطين ، وهو ما عرف بعد ذلك بـ (وعد بلفور،وعد من لا يملك لمن لا يستحق)،ولذلك فـ (جالاوي)يرى أنه بأفعاله تلك يصحح أخطاء أمريكا ـ الراعي الرسمي لبقاء الكيان الصهيوني في المنطقة ـ وبريطانيا حجر الأساس في المأساة الحالية.

وإليكم ـ أحبتي ـ إجابة النائب(جالاوي) على السؤال السابق،والتي كانت كالتالي:

** فقط أريد أن أسألهم كيف يمكن أن يغضُّوا الطرف عن هذا الشعب المسكين؟! كيف ستغفر لهم البشرية هذا الجُرم الشنيع بحق الفلسطينيين؟! أنا لا أملك الإجابة، ولكنها واضحة للجميع، فدماء الشعب الفلسطيني في رقابهم جميعًا.

شكرا لك أيها النائب الإنسان ! فقد أصبت كبد الحقيقة ! ولكن...اسمح لي أن أتحمل مشقة السؤال عنك ـ فحسبك ما تكبدته في سفرك من آلام ومشاق،ويكفيك ما نلته من كرم الضيافة وحسن الاستقبال وحفاوة الترحيب على الجانب المصري من معبر رفح!!! ـ فأنا عربي مسلم وحكامنا لا شك أنهم كذلك،إلهنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد،وأنا منهم وهم مني،ولذلك فأنا أولى بسؤالهم منك،
ألم تسمع قول العرب : الأقربون أولى بالمعروف؟!

(جالاوي) : بلى سمعت،ولكني أخشى عليك يابني!
أنا : أتخشى علي ؟!!! من ما ومِن مَن ؟!!!
(جالاوي) : يا بني ! أنت ما تزال في مقتبل عمرك ، والمستقبل يرتسم أمام عينيك ، ينتظرك ، وأنا أخشى عليك السفر.
أنا : السفر ! ولكني لا أحب السفر!.
(جالاوي) : أخشى إن أتيت إلى غزة ثانية ونلت ما نلته من حفاوة وترحيب ، أخشى إن سألت عنك أن يخبروني ـ زيادة في الترحيب والحفاوة بي ـ أنك سافرت!.
أنا: أيها النائب ! قلت لك إنني لا أحب السفر، ولكن لنفترض ـ جدلا ـ أنك أخبرت عند العودة أنني سافرت ، فما الذي يحزنك في ذلك ؟! أما علمت أن في السفر فوائد خمس ؟! أما سمعت قول الشافعي في ذلك؟

تغرب عن الأوطان في طلب العلى***وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تـفـريـج هــم واكـتـسـاب مـعـيشة***وعــلــم وآداب وصـحـبـة مـاجـد
فـإن قـيـل في الأسفـار ذل ومحـنة***وقـطع الفـيافي وارتكاب الشدائد
فـموت الفـتى خير له من مـعـاشه***بـدار هـوان بـيـن طاغ وحــاســد

مع كامل الاعتذار للشاعرعن تحريف الشطرالأخير.

(جالاوي) : ما هذا الفتى الأبله ؟! أحدثه عن سفر أخروي أبدي لا رجعة منه ، ويحدثني عن سفر دنيوي ومنافع(قال ذلك في نفسه). يبدوا أنك لا تدرك شيئا مما أقول ، لذلك سأدعك وشأنك ، ولكن لا تلومن إلا نفسك.
أنا : أفهم من كلامك أنك ستسمح لي أن أنوب عنك في السؤال.
(جالاوي) وقد عزم الرحيل : نعم لك ذلك!.
أنا : لكن قبل أن تغادر ، قد أحدث بعض التغييرات على أسئلتك ، فهلا سمحت لي بذلك؟
(جالاوي) وقد تفجر غيظا : لك ذلك . ثم تولى عني وهو يتمتم بكلام أدركت بعد ذلك أنه كان يقول : فتى أبله... فتى أبله.

أما أنا فقد عزرته فيما قال ، فالرجل بحكم إقامته بعيدا عن البلاد العربية والإسلامية ، فهو لا يدرك طبيعة العلاقة بين من يعتلون سدة الحكم في تلك البلاد من رؤساء وملوك وأمراء وبين شعوبهم ، وهي علاقة يسودها الاحترام المتبادل ، تتمتع الشعوب بالحرية(كامل الحرية) ، والحكومات خدم لشعوبها ، والشعوب تحاسب حكوماتها أولا بأول على كل صغيرة وكبيرة ، في جو من الحرية والديمقراطية ، فلا اعتقال ولا تعذيب ولا انتهاك لحقوق الإنسان و.....ولاسفر ولاسفر ولاسفر.

وبناء على ما تقدم ، فقد توجهت إلى رؤسائنا وحكامنا وأمرائنا بالأسئلة التالية :

يا ولاة أمورنا !أين أنتم من هذا النائب(البريطاني) الذي لا تربطه لا بالإسلام و لا بالمسلمين أية صلة من قريب أوبعيد ، اللهم إلا وبحكم إنسانيته وبشريته ، رأى أنه لزاما عليه أن يمد يد العون للتخفيف عن إخو انه في البشرية والإنسانية!!!

يا ولاة أمورنا !أليس آل غزة والعراق وأفغانستان....إخوانا لكم ، ليس في البشرية والإنسانية فحسب ؟! أليسوا إخوانكم في الإسلام وفي العروبة وفي القومية وفي المصير...؟!.

يا ولاة أمورنا ! ما هذا الخور ؟! وما هذا الجبن ؟! أما زلتم تخافون من إسرائيل وجيشها الذي مازلتم تتوهمون أنه لايقهر ؟! أما زلتم بعد أن عاينتم بأعينكم ما لحق بإسرائيل وجيشها من خزي وعار على يد أفراد المقاومة الإسلامية الباسلة في لبنان وفي غزة ؟!.

يا ولاة أمورنا ! ما هذا الولاء المنقطع النظير لإسرائيل وأمريكا ؟! وما هذا العداء ـ الذي لا تخطئه عينا منصف ـ للمقاومة الإسلامية ، وكيف تساوون بينها وبين من يشهد الشجر والحجر بخيانتهم وعمالتهم ؟!.

خبروني ! هل عميت أبصاركم فلا تبصر أنهار الدماء ، وتلك الإشلاء ، وهذا الخراب والدمار....؟! ، خبروني ! أصُمت آذانكم فلا تسمع صراخ الأطفال ، وأنين الثكالى ، واستغاثات العذارى وهن يدافعن عن أعراضهن وشرفهن ؟!.

خبروني ! كيف وصلت قلوبكم إلى هذه الدرجة من القسوة ، إلى درجة أن يصدر الغاز الطبيعي إلى إسرائيل بأبخس الأثمان ، وأهلنا في غزة لا يجدون لترا واحدا يطهون به طعامهم أويستدفئون به أو يشغلون به مصانعهم ومركباتهم . وفي حين تساند أمريكا إسرائيل ماديا ومعنويا وعسكريا ، تتخاذلون أنتم عن مساندة أهل غزة وفلسطين ، فتشاركون إسرائيل في إحكام الخناق على غزة ، بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية ، وتفجير الأنفاق التي قد تستخدم في إدخال السلاح ، هذا فضلا عن والإدانة الستمرة للمقاومة قيادة وأفرادا !.

يا ولاة أمورنا ! إن العزة والغلبة والهداية في الاستعانة بالله والعمل بكتابه وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،وفي موالاة الله ورسوله والمؤمنين المخلصين،
يقول الله عز وجل:[ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون]،ويقول:[ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون]،ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ [تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا:كتاب الله وسنتي].

فكونوا ـ يا ولاة أمورنا ـ مؤمنين بالله واثقين بنصره ، معتزين بإسلامكم ؛فلا عزة لكم بغيره ، قال الفاروق عمر بن الخطاب : [نحن قوم أعزنا الله بالإسلام،فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله]،واعلموا أن وعد الله لعباده المؤمنين آتٍ لامراء فيه:[وعد الله لا يخلف الله وعده]،[وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لايشركون بي شيئا...]،[ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا] .

وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد

[ابو مصعب المصرى]

يااستاذنا
ما هذا الابداع وان كان ليس بجديد فانى ادرك انه يسرى فى دمك
اخى الحبيب
بوركت وبورك ما نقلت وسطرت
وانى احبك فى الله وافخر واشرف باخوتك على طريق واحد وقلب واحد
جمعنا الله عليه ولن نفترق ابدا حتى ناخذ بايدى بعضنا البعض ولكن هذه المرة
فى جنات ونهر
اخوانا
على سرر متقبلين (اللهم امين
بارك الله فيك
ونسال الله الاخلاص والقبول ودوام الصالحات