السحر بين الشك واليقين

[محمد سيد محمود]

السحر بين الشك واليقين
ان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي محمد صلي الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد
ان الامر الرئيسي الذي دفعني أن أكتب هذا الموضوع هو أنني وجدت الناس قد انقسموا فيه الي ثلاث فرق _ فريق يؤمن بهذا الأمر ويخشاه وكل ما أصابه شيئ من الامراض او المصائب او تعسر في الرزق نسبه اليه , هؤلاء هم اصحاب الأوهام
وفريق اخر , لا يؤمن به ويعتبره من الخرافات التي لا أساس لها ولا أصل لها في الدين , وكأنه لم يسمع ولم يقرأ حديث من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم الدالةعلي ذلك
وفريق ثالث نقب وبحث وذاكر ودرس واستطاع أن يستخلص الحق من الباطل وأن يضع الأمور في نصابها , وأن يؤمن بهذا الأمر ويعترف به دون أن يسند له كل مشكلة تحدث له
فالسحر هو القضية التي شغلت كثير من الناس وتفرقوا فيها بين منكر وبين مؤمن ايمانا مريضا يشوبه الخوف من هذه المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالي , وبين فريق وقف موقف أهل السنة والجماعة من هذه القضية ومن غيرها من القضايا وهو موقف الوسط الذي تتميز به هذه الأمة الوسط والذي يعتمد في أساسه علي ما جاءت به الايات والاحاديث الصحاح عن رسولنا صلي الله عليه وسلم فنثبت ما اثبتته تلك الايات والاحاديث وننكر ما أنكرته ونسكت عما سكتت عنه فهذا هو الموقف الذي ينبغي أن نقفه حيال كل القضايا التي تعرض علينا دون تفريط ولا افراط
والسحر قد ذكره الله عز وجل في مواضع كثيرة في القران الكريم
فقد اطلعت علي أن مادة السحر موجودة أو مذكورة في القران الكريم ستين مرة _ منها ثلاثة أفعال _ وثمانية أسماء مفعولة وثمانية وعشرون اسما ومصدرا وثلاثة وعشرون اسم فاعل أو صيغة مبالغة
فمادة السحر موجودة في القران الكريم أي أن السحر ليس ظاهرة جديدة ولكنه ظاهرة موجودة من قديم الزمان فمثلا نجده في أيام سيدنا صالح حيث حكي القران الكريم وقال ( قالوا انما أنت من المسحرين ) وكان ذلك في مواجهة سيدنا صالح
نري انه كان موجود عند قدماء المصرين وأمر سحرة فرعون وما كان من لقائهم بسيدنا موسي معروف , ونجد انه كان موجودا في أيام سيدنا سليمان والاية تقول ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) الي اخره نجد أيضا في كتب التاريخ انه كان موجودا عند العرب في الجاهلية ونجد انه ما زال موجودا الي الان وله سوق رائجة بين النساء في اوروبا وله سوق أيضا رائجة بين النساء في أواسط أفريقيا , فالسحر حقيقة أو ظاهرة موجودة من قديم الزمان وجاء القران الكريم وتحدث عن هذه الظاهرة
هل السحر يقلب الحقائق
هل السحر يقلب الحقائق بمعني هل يمكن للسحر أن يجعل الحيوان حجرا أو يجعل الحجر حيوانا هذه النقطة قال عنها العلماء لا يمكن للسحر أبدا أن يقلب حقائق الأشياء وانما كل شيئ موجود بأصله غير أن الناس الذين ينظرون يخيل اليهم من السحر أن الشيئ الذي أمامهم هو غير الحقيقة التي رأوها وقد تحدث القران الكريم عن ذلك في الاية التي أشارت الي العصا التي أتي بها سحرة فرعون وكيف أن موسي رأها حيات تسعي هل هيه حقيقة ؟ كانت عصيا من الخشب جمادات لا تتحرك وبسحر هؤلاء السحرة انقلبت الي حيات تتحرك أم انها هيه عصي جامدة صامتة ليست بها حياة ولا حركة وانما التخيل الذي في ذهن موسي من تاثير السحر هو الذي جعله يراها كأنها حيات
فالحقيقة أو الواقع أن السحر لا يقلب حقائق الأشياء وانما التخيل هو الذي يجعلها أمامه هكذا
اذن ليست هذه حقيقة واقعيه وانما هي حقيقة ذهنية كانت عصيا وبعد برهة خيلت لذهن موسي أنها حيات
هل السحر له تاثير؟
أن السحر بجميع انواعه يؤثر بنص القران الكريم ( ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) ولكن هذا التاثير مرتبط بالأسباب والمسببات لأن قانون الكون قائم علي الأسباب والمسببات لا يخرق العادة الا الله لا يخرق النواميس الا خالق النواميس بقدرته يستطيع أن يكسر هذه النواميس ويستبدل لها نواميس أخري كما قلنا مثلا في اسراء الرسول صلي الله عليه وسلم وفي مواجهة كل هذه الأمور الخارقة للعادة لا تكون الا باذن الله سبحانه وتعالي وهذا الشرط الذي وضعه الله سبحانه وتعالي ( وما هم بضارين به من أحد الا باذن الله ) بمعني لابد أن يكون قانون أو ناموس عن طريقه جاء هذا التاثير من هذا المؤثر
للموضوع بقية ان قدر الله لنا اللقاء ان شاء الله تعالي

هذا قولي وهذا ما عندي فان كنت قصرت فعذري اني انسان وان كنت اصبت فالله الموفق والمستعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوكم محمد سيد محمود