|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() إن شمول الإسلام حقيقة مستقرة في وجدان المسلمين، وهي تَرِدُ على قلوبهم في كل صلاة مع تلاوتهم لآيات القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" (الأنعام: 162، 163)، ذلك أنَّ آيات القرآن تتضمن ما يحكم شئون الحياة جنبًا إلى جنب مع ما يناسب مقام التضرع والمناجاة للمصلي. • دعاء نضرعُ به مفهومٌ أن تزخر الصلاة بمعاني الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، ومفهوم أن تزخر بدعاء العبد وما فيه من تضرع واستسلام، فهي لب العلاقة التعبدية بين العبد والرب في كل دين، والناس كلهم يرون ذلك متفقًا مع أجواء الصلاة، غير أن تَعَبُّد المسلم في صلاته بكلمات تتعلق بجوهر أنشطته الحياتية هو أمر يسترعي الانتباه. • دستور تسبقه أم الكتاب جعل الله -عز وجل- من القانون الدستوري ما يُتلى في الصلاة مثل قوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف:40). فالدستور كما يقولون هو أبو القوانين، وقاعدة (إِنِ الْحُكْمُ إِلا للهِ) مثال لذلك، ومن أدق القوانين ما يُسمَّى بقانون المرافعات، أو إجراءات التقاضي، وفيه أيضًا قرآنٌ يُتلَى؛ قال تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا) (البقرة:282). • قانون دولي بعد الفاتحة حتى القانون الدولي الذي يُنَظِّم العلاقات الخارجية يُرَتَّلُ في الصلاة بعد الفاتحة، قال تعالى ![]() • قانون عسكري في محراب الصلاة ونظام الجيش وأحكام المقاتلين هي أيضًا تُتلَى في الصلاة، قال تعالى ![]() ![]() • قانون جنائي يُتلَى في القيام وعجباً لمن يصلي فيتلو: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38)، إنه لا يتلو مجرد نص في قانون جنائي، ولكنه جزء من الصلاة. • أحوال شخصية قبل الركوع ويجوز للمصلي أن يتلو في صلاته آيات مثل: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (البقرة: 233)، كما له أن يقرأ في صلاته بآيات مثل: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (البقرة: 228)، وهي معانٍ يراها الناس قانونًا للأحوال الشخصية، لكنَّ المسلم يراها دينًا يُتَعَبَّدُ به في الصلاة تلاوةً، وخارج الصلاة عملاً وتطبيقًا. • جوهر الاقتصاديات في صُلب الصلاة وإذا تلا المسلم في صلاته قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلاَ تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة: 282 )، هذا المسلم لن يجد أحدًا يدَّعي أن هذه المعاني التي هي من قوانين المعاملات المدنية قد خرجت به مِن روضات الصلاة إلى شئون الدنيا دون الدين. والأمر كذلك إن رأى ذلك المُصَلِّي أن يتلو ![]() • أدق الخصوصيات ينظمها الإسلام وللمُصَلِّي أن يتعبد في صلاته بتلاوة قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة: 222)، وهي آية تتناول بالتنظيم أدق الخصوصيات الشخصية. إن عقيدة شمول الإسلام لكل مظاهر الحياة وهيمنته عليها عقيدة مستقرة في قلب كل مسلم، فالمسلم يعيش عمره وهو يَصِلُ قوانين الأحوال الشخصية، والمعاملات المالية والتجارية، والأحكام الجنائية، وقانون المرافعات، والقانون الدستوري- يصلهم مباشرة بأخص علاقات التعبُّد، ألا وهي الصلاة، يفعل ذلك كل يومٍ وليلة خمس مرات على الأقل، ذلك لأنَّ رسالة الإسلام امتدت طولاً حتى شملت آباد الزمان، وامتدت عرضًا حتى انتظمت آفاق الأمم، وامتدت عمقًا حتى استوعبت شئون الدنيا والآخرة" (من كلمات الإمام البنا بتصرف) وهكذا يعرف المسلم الصادق وجه الحق في قول القائل: "الإسلام نظامٌ شاملٌ، يتناول مظاهر الحياة جميعًا، فهو دولة ووطن أو حكومة وأُمَّة، وهو خُلُق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كَسْب وغِنَى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة، سواءً بسواءٍ" رسالة التعاليم للأستاذ حسن البنا. ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |