|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من قصص العرب حلم معن بن زائدة تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ،وأطالوا في ذلك فقام أعرابي وآلى على نفسه أن يغضبه، فقالوا : إن قدرت على إغضابه فلك مئة بعير فانطلق الأعرابي إلى بيته ، وعمد إلى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها ، جاعلاً باطنه ظاهره، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح العينين ، تارة ينظر إلى السماء وتارة إلى الأرض ، ثم قال : أتذكر إذ لِحافُكَ جلد ُ شاةٍ *** وإذْ نعلاكَ من جلدِ البعيرِ قال معن : أذكر ذلك ولا أنساه يا أخا العرب ، فقال الأعرابيّ: فسبحان الذي أعطاك مُلكاً ***وعلمَّك الجلوس على السريرِ فقال مَعْن : سبحانه وتعالى . فقال الأعرابيُّ: فلستُ مسَّلِماً ما عشْتُ حيا ً*** على مَعْنٍ بتسليمِ الأميرِ قال مَعْن : إن سلَّمْتَ رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضيْرَ عليك. فقال الأعرابيُّ: سأرحل عن بلادٍ أنت َ فيها *** ولو جارَ الزمان ُ على الفقيرِ فقال مَعْن : إن أقمت بيننا فعلى الرَّحْب والسَّعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا ً بالسلامة. فقال الأعرابيُّ وقد أعياه حِلْمُ مَعْنٍ: فجُدْ لي يا بن ناقِصَةٍ بمالٍ *** فإني قد عزمتُ على المسيرِ فقال مَعْن : أعطوهُ ألف َ دينارٍ ، فأخذها وقال : قليلٌ ما أَتَيْتَ بهِ وإني*** لأطمعُ منك بالمالِ الكثيرِ فثنِّ فقد أتاك المُلْكُ عفواً *** بلا عقلٍ ولا رأيٍ منيرِ فقال مَعْن : أعطوهٌ ألفاً ثانياً . فتقدَّم الأعرابي إليه وقبَّل يديه ورجليه وقال : سألْتُ الجودَ أن يبقيك َ ذُخْراً *** فما لك في البريةِ من نظيرِ فمنك الجودُ والإفْضالُ حقاً *** وفَيْضُ يديْك كالبحرِ الغزيرِ فقال مَعْنُ : أعطيناه على هجونا ألفين ، فأعطوه على مدحنا أربعة آلاف فقال الأعرابي ُّ : جُعِلْتُ فداك ، ما فعلْتُ ذلك إلاّ لمئة بعير جُعِلَتْ على إغضابك فقال مَعْن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمئتي بعيرٍ ، نصفها للرهان والنصف الآخر له فانصرف الأعرابيُّ داعياً شاكراً
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |