|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعدك أني سأفعل ردًّا على مقال: "لي عندك طلب مهم" بقلم: عزة أحمد إسماعيل قرأتُ، فكان أن كتبتُ. قالت: وقتك ثمين، وجهدك مكين، وأنا كمارد سجين، أرجوك، ثم أرجوك، طَلِّقني. قلت:سأفعل، إذا انشقت الأرض، وانقسم عشنا قسمَيْن، وانقسمت كل شجرة في حديقة بيتنا إلى جذعَيْن، إذا ثارت العواصف وأحدثت سربًا بين بلدَيْن. إذا نضبت المياه، ولم يبقَ إلا قطرات تملأ كأسَيْن، إذا عاد لنا الزَّمان، واستطعتُ أن أمحو ابتساماتنا وآهاتنا التي ضجَّتْ في ذاك البَهْو، وإذا ظننتِ أنَّ علامات أحمد سترتفع، وقدم خالد ستجبر. ألا تعلَمين يا هذه أنَّ طلاقك ما هو إلاَّ رسْم خطة لمستقبلك أولاً، ومستقبل أولادك ثانيًا، وأن غدًا سيجعل لكِ باقات "ربما"، إذ ربما ينتقل خالد إلى سجْن الأحداث، أو أوكار المُدْمنين، ولربما غدا أحمد منَ المطلوبين؛ لأنه يعيث في الأرض فسادًا. ولربما تلجئِين إلى دور المسنِّين. تأمَّلي يا هذه، كيف تحضن العصفورة بَيْضها، وتمكث في عشِّها، بينما عصفورها يجوب الفضاء؛ بل كيف ترضع القطةُ صغارها وتدفئهم، وقطها يَتِيه ويُعَرْبد بين القطط؟! ولا أبرئ نفسي يا هذه، وأعوذ بالله من شرِّ الغفلة والقسوة، لكني أغبطك لأنك تحملين أرفع وسام عرفتْه البشريَّة، فأنتِ "الأم"، من عبير ثوبك ينتثر أريج العطاء والصَّبر والتضْحية. وكم من أم لم تذق للسعادة الزوجيَّة طعْمًا؛ لكنها وقفتْ كالطود الأشم، بجوار صغارها حتى غدوا عظماء! وكم من امرأة جحدتْ خير زوجها، فحرمتْ سعادة الدنيا ونعيم الآخرة! بل كم مِن حكيمة مؤمنة أصلَحَ الله لها زوجها، واستجاب لخُضُوعها وخشوعها ودموعها بين يديه – سبحانه! تفكَّري يا هذه في عظمة شرعنا الحنيف؛ إذ لم يجعل العصمة في يدك، لكني أعدك وأقسم: إنِّي صادق، لسوف أفارقك عاضًّا أناملي على ما فرطتُ، وكذا سيكون حالك، أو تدركين متى لحظة تحشرج الأنفاس، ولأشد ما أخشى يومها أن نكون من الذين قضوا عمرهم لهوًا ولعبًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |