|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() إنْ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ , ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمالِنَا, مَنْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلل فَلا هادي لهُ ،وأشْهَدُ أَنْ لا إله إِلا الله وَحَدهُ لا شَرِيكَ له , وأشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبدُه وَرَسُولهُ , اللهم صلِّ وسَلِمْ وبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ , ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسان إلى يومِ الدينِ . أمابعد.. فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله , وخيرَ الهديِّ هدي محمدٍ e وشَرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُهَا , وكُلَّ مُحدثةٍ بِدْعَة , وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة , وكُلَّ ضلالةٍ فِي النِّار . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ e "أَوصِنِيْ، قَال : لاَ تَغْضَبْ"رواه البخاري هذا الحديث مهم في باب إصلاح أخلاق الناس وتزكية نفوسهم وهو عظيم القدر مع صغره. كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقبلون عليه متسابقين متنافسين بنفوس متلهفة متعطشة ليسمعوا الى كلمة توجيه ورشد منه e وكان منهم أبو الدرداء رضي الله عنه - كما جاء في بعض الروايات - وقيل رجل اسمه جارية بن قدامه , فأقبل إلى المربي العظيم e يسأله وصية تجمع له أسباب الخير في الدنيا والآخرة ،قَالَ: يَارَسُولَ اللهِ أَوصِنِي" أي دلني على عمل ينفعني. والوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام، وقيل هي الطلب بما ينفع الإنسان، أو بما يحذر منه الإنسان. فما زاد النبي e على أن قال له:( لاتغضب)كلمة جامعة موجزة ، أشار بها النبي e إلى خطر هذا الخلق الذميم، فردد مرارًا ،قال: ( لاتغضب (أي أحذر الغضب، أو أحذر أسباب الغضب، أو أحذر في ما يوقع الغضب، أو تجنب مقدمات، أو عوامل الغضب واضبط نفسك عند وجود السبب حتى لاتغضب. تعريف الغضب: الغضب يعبر عنه العلماء بأنه غليان دم القلب وهيجان في المشاعر ،يسري في النفس ، فنرى الغاضب محمر الوجه ، تقدح عينيه الشرر، يظهرأثره على الجوارح. و بتعبير آخريقال: هو حالة انفعال تسبب سرعة في الدورة الدموية تظهر أثر هذه السرعة على وجه الإنسان وعلى حواسه عموما وعلى حركاته وعلى سلوكه، فبعد أن كان هادئا متزنا إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كليا عن تلك الصورة الهادئة ، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد. والغضب إذا اعترى العبد ، فإنه قد يمنعه من قول الحق أوقبوله ،كما يسبب أمراض عضوية مثل كثير من أمراض الصداع و آلام المفاصل و كثير من آلام البطن، بالذات القولون وأمراض نفسية مثل الوسواس، والشك، والاضطراب، والتردد، وعدم إحكام التصرفات،وضعف الإرادة عند الإنسان. فالشيطان كما ذكر الحبيب المصطفى e :(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).الراوي: أنس بن مالك و صفية بنت حيي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1658 خلاصة حكم المحدث: صحيح وذكر أهل العلم في نوعية الجريان إماأن يكون الجريان حقيقي يدور مع الدورةالدموية، وما دامت الدورة الدموية طبيعية، فقوة الإنسان أقوى من الشيطان, لكن عندما يغضب، وتنتفخ الأوردة، ومن ثم الشيطان يبحث عن المكان المناسب؛ ليؤثر عليه، فيمسك نقطة الضعف عند هذا الإنسان؛ لذلك بعض الناس نقطة الضعف رأسه، فيحصل معه صداع مثلا , وهكذا, أوأن يكون الجريان معنوي. قال eإياكم والغضب فإنه جمرة تتوقد في فؤاد ابن آدم ، ألم تر إلى أحدكم إذا غضب كيف تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه ، فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليضجع أو ليلصق بالأرض). وجاء رجل إلى النبي e فقال : يا رسول الله علمني علماً يقربني من الجنة ويبعدني من النار قال: ( لا تغضب ولك الجنة). وقال e: ( إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما يطفىء النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ). الراوي: عطية بن عروة السعدي المحدث: الألباني - المصدر: حقيقة الصيام - الصفحة أو الرقم: 45 خلاصة حكم المحدث: في إسناده ضعف والغضب نوعان: غضب مذموم وغضب محمود فالغضب المذموم وهوالذي نهى عنه النبي e وهو لغير الله تعالى ونصرة دينه ,بل انتقاماً للنفس، ويُطلب من المسلم أن يعالجه ويبتعد عن أسبابه، وهوخُلُقٌ وطبع سيء وسلاح فتاك وهو جماع الشر، ومصدركل بليّة ، فكم مُزّقت به من صلات ، وقُطعت به من أرحام، وأُشعلت به نار العداوات، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم . فإذا لم يغضب المرء فقد ترك الشر كله،ومن ترك الشر كله، فقد حصل الخيركله. أما الغضب المحمود صفة طبيعية عند الإنسان،.وهو ما كان لله تعالى , غيرة لله لانتهاك محارمه بسبب التعدي على حرمات الدين، من تحدٍ لعقيدة، أو تهجم على خُلُق أوانتقاص لعبادة فهذا غضب محمود شرعا وفاعله يثاب على ذلك، قال تعالى: ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ). وورد عنه e كان لا يغضب لشيء، فإذا انتُهكتْ حرمات الله عز وجل، فحينئذ لا يقوم لغضبه شيء. رواه البخاري ومسلم قالت عائشة رضي الله عنها ما انتقم رسول الله e لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها). متفق عليه. وفي صحيحمسلم: ما ضرب رسول الله eشيئاً قط بيده، ولا امرأة ولاخادماً، إلا أن يُجاهد في سبيلالله).وكان e حليما مع أهلهوخدمه. قال أنس رضي الله عنه: خدمت رسول الله e عشر سنين ، فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشيء صنعته : لم صنعته ، ولا لشيء تركته : لم تركته ، وكان رسول الله من أحسن الناس خلقا ، ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله e، ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق النبي الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 296 خلاصة حكم المحدث: صحيح والغضب وسرعة الغضب ضعف والانقياد له عنوان ضعف الإنسان، حتى لو ملك الأنسان السواعد القوية، والجسم الصحيح. وبعكسه الحلم قوة . وقد امتدح الله عباده المؤمنين في كتابه بقوله:(الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)آل عمران34، فهذه الآية تشير إلى أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة مراتب : فمنهم من يكظم غيظه ، ويوقفه عند حده ،ومنهم من يعفوا عمن أساء إليه ، ومنهم من يرتقي به سموخلقه إلى أن يقابل إساءة الغير بالإحسان إليه . روى أحمد عن النبي e "ما كظم عبدٌ لله إلا مُلِئَ جوفُه إيماناً". وروى البخاري ومسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله e :"ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عندالغضب" ولهذا كان النبي e يكثر من دعاء"اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا"رواه أحمد . وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين ،فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : " أول الغضب جنون ، وآخره ندم ، وربما كان العطب في الغضب" وقال عيسى عليه الصلاة والسلام ليحي بن زكريا عليه الصلاة والسلام : إني معلمك علماً نافعاً : لا تغضب . فقال : وكيف لي أن لاأغضب ؟ قال إذا قيل لك ما فيك فقل : ذنب ذكرته أستغفر الله منه ، وإن قيل لك ما ليس فيك فاحمد الله إذ لم يجعل فيك ما عيرت به ، وهي حسنة سيقت إليك . ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما : "مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب ؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم"،وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه : "يا بني ، لا يثبت العقل عند الغضب ، كما لاتثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم "، وقال آخر : " ماتكلمت في غضبي قط ، بما أندم عليه إذا رضيت". س" لماذا خص الرسول e الوصية بالغضب ؟ لماذا لم يوصه بتقوى الله عزّ وجل،كما قال الله سبحانه وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ(النساء: الآية131 فالجواب: أن كل إنسان يخاطب بما تقتضيه حاله، وهذه قاعدة مهمة، فكأن النبيeعرف من هذا الرجل أنه غضوب فأوصاه بذلك. أوحسب الوقت الذي هو فيه، أولأ همية فعل كان في وقته, أوقد تكون المناسبة التي قال فيها النبي eكما كانت المناسبة في هذا الحديث هي حالة السائل. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |