|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله لا يزال علياً كبيراً ، جعل الشمس ضياء والقمر منيراً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إنه كان سميعاً بصيراً ، قدر الأمور تقديراً ، يقبل قليلاً ويجزل كثيراً ، كفى به ولياً وكفى به نصيراً ، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله أرسله ربه بشيراً ونذيراً ، وهادياً وسراجاً منيراً ، صلوات ربي وسلامه عليه في كل الأوقات برداً وهجيراً ، وعلى آله وصحبه الأمناء توقيراً ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . وبعد : خلق الله الجنة والنار ، فالجنة يرحم الله بها من أطاعه ، والنار يعذب الله بها من عصاه ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَقَالَتِ النَّارُ : فِيَّ الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ ، قَالَ : فَقَضَى بَيْنَهُمَا : إِنَّكِ الْجَنَّةُ رَحْمَتِي ، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي ، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَلِكِلاَكُمَا عَلَىَّ مِلْؤُهَا " [ رواه أحمد ] . إن أشد ما يجد الناس من الحر والهجير في الصيف هو نفس من أنفاس جهنم ، وكذلك أشد ما يجد الناس من شدة البرد القارص هو من نفس جهنم ، نسأل الله أن يجيرنا من عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراما . عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " قَالَتِ النَّارُ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً ، فَأْذَنْ لِي أَتَنَفَّسْ ، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ بَرْدٍ أَوْ زَمْهَرِيرٍ ، فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ ، وَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ حَرٍّ أَوْ حَرُورٍ ، فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ " [ رواه مسلم ] . شمس الصيف تكاد تزمجر من شدة حرها ، ومع هذه الشدة ، فهي مجرد فيح من نار جهنم ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ ، فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ ، فَقَالَ لَهُ : " أَبْرِدْ " ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ فَقَالَ لَهُ : " أَبْرِدْ " ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ فَقَالَ لَهُ : " أَبْرِدْ " ، حَتَّى سَاوَى الظِّلُّ التُّلُولَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] . فكيف بنار جهنم _ أجارنا الله وإياكم منها وجميع المسلمين _ يقول الله تعالى : { وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } [ التوبة81 ] ، المنافقون في غزوة تبوك ، بدءوا يثبطون همم المسلمين حتى لا يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لقتال الروم ، وكان خروجه عليه الصلاة والسلام في يوم شديد الحر ، كثير الغبار ، يوم صائف جداً ، فبدأ المنافقون كعادتهم يضعون الفتنة ، ويحذرون الناس من الخروج إلى تبوك ، معتذرين بالحر اللافح ، والجو المشمس الحارق ، ويقولون للناس : لا تخرجوا في الحر ، فرد الله عليهم بالآية التي سبقت ، ومع هذا التثبيط ، وهذه الفتنة ، إلا أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثون ألف مقاتل ، رضي الله عنهم وأرضاهم ، وأهلك عدوهم ومن عاداهم . الشمس والناس : اليوم ومع هذا الحر الشديد ، والقيظ المزيد ، نرى الناس لا تخرج من بيوتها إلا عندما ينكسر حر الشمس نوعاَ ما ، خوفاً من حرارتها اللهيبة المحرقة ، وهذا الهجير الذي يؤثر في أبشار كثير من الناس ، فما بالنا لا نعمل أعمالاً صالحة تقينا هذا الحر في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، يوم تقف الخلائق على أقدامهم ينتظرون الجزاء والحساب ، في يوم الكربات والعرصات ، والخطوب المدلهمات ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، يقومون حفاة ، عراة ، غرلاً ، بهماً ، لا يهتم أحد بغير نفسه ، فلسان حال الناس في ذلك اليوم الرهيب العصيب : نفسي نفسي ، لا ينظر أحد إلى أحد من هول ذلك اليوم ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعاً ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم : " يَا عَائِشَةُ الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ " [ رواه مسلم ] . يوم القيامة ، يوم يطول فيه الوقوف ، خمسون ألف سنة والناس وقوف في انتظار الفصل والقضاء بينهم ، وفي هذه الأثناء وهم في شدة الأزمات النفسية ، إذ بالشمس تدنو منهم مسافة كيلو متر ونصف _ ميل _ ياله من موقف مهول مخيف ، يعرق فيه الناس على قدر أعمالهم ، ولنستمع لوصف ذلك اليوم من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ ، وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا ، يَغْلِى مِنْهَا الْهَوَامُّ ، كَمَا يَغْلِى الْقُدُورُ ، يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ ، مِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى سَاقَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى وَسَطِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ " [ رواه أحمد ] . وعَنْ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ " قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ _ أحد رواة الحديث _ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا يَعْنِى بِالْمِيلِ : أَمَسَافَةَ الأَرْضِ ، أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ ، قَالَ : " فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ : فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَاماً " قَالَ : وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ " [ رواه مسلم ] . فيوم ذاك خطره ، وذلكم هوله ، والله واجب على كل عبد أن يتقيه بالطاعة والتقوى ، فيطيع ربه ولا يعصيه ، ويقبل على ربه ويتقيه ، ولا يكون ذلك إلا بفعل الطاعات ، واجتناب المنهيات . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً - ثُمَّ قَالَ : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } إِلَى آخِرِ الآيَةِ - ثُمَّ قَالَ - أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ، أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي ، فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ } ، فَيُقَالُ : إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ " [ متفق عليه ] . فمن تخيل رهبة ذلكم اليوم وكربته وشدته ، حري به أن يحسن مطيته ، ويجهز زاده ، ولا زاد أفضل من التقوى ، فالتقوى خير زاد ، وخير لباس . وليحرص العبد على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، والتمسك بسنته ، وعدم الخروج عن ذلك قدر أنملة ، فاتباعه عليه الصلاة والسلام فلاح وهدى في الدنيا والآخرة ، ومن أراد الظل يوم القيامة فليتشبث بطاعته عليه الصلاة والسلام ولا يعصه ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ مَنْ أَبَى " قَالُوا : وَمَنْ يَأْبَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى " [ رواه أحمد ] . ************************* نتابع الموضوع ان شاء الله |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |