|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() انصر غزة عوامل الثبات في فتنة القتل بعض المنافقينَ يستغِلُّ مصيبة الموت أوِ القتل، التي قد يبتلي الله - تعالى - بها المجاهدين؛ ليشنَّ حربًا معنويَّة ونفسيَّة، يتَّخذ فيها مِن مَقَاتل الشهداء، وآلام الجراح مادَّةً لإثارة الحسرة في قلوبِ أَهْلِيهم، واستجاشة الأسى والأسف على فقدهم في المعركة؛ نتيجة لاختيارهم جانب المقاوَمة والجهاد، ومما لا شكَّ فيه أنَّ مثلَ هذه الفتنة والمواجع، ونقص الأنفس، تُدْمِي القلوب، وتَنْفطر لها الأكباد، مما يترك في صُفُوف المقاوَمة وقاعدتها الشَّعبية الظهيرة لها - الخلخلةَ والبَلْبَلة، وقد يفتُّ في عضد المقاوَمة، ويوهِنُ قدراتها الدفاعيَّة أكثر مما يُؤَثِّر فيها شيءٌ آخر، ولا بُدَّ في هذه الظروف من مُواجَهة هذا الأسلوب منَ الوسوسة والتشويش والكيد للمؤسسة الجهادية وأبنائها، وهو ما اتَّخَذَهُ القرآن الكريم عقيب غزوة أُحُد في مواجَهة الحرب الإعلامية والنفسيَّة. ومِن عوامل الثبات في مثل هذه الفتنة والمواجع: - أن يعلمَ المجاهدون، وكذلك أهلوهم، والقاعدة الجماهيرية التي تحتضنهم: أنَّه لن يصيبَهم إلاَّ ما كتب الله لهم، وأنَّ ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، ومِن ثَمَّ لا يتلقَّون الضَّرَّاء بالجزع والفَزَع، ولا يستقبلون السَّرَّاء بالزهو والفرح، ولا تطير نفسه لهذه أو لتلك، ولا يتَحَسَّر على أنه لم يصنعْ كذا ليتَّقي كذا، بعد وقوع الأمر وانتهائه، فمجال التقدير والتدبير والرأي والمشورة كله قبل الإقدام والتحرُّك; فأمَّا إذا تَحَرَّك بعد التقدير والتدبير - في حدود علمه ووسعه وإمكاناته - فكلُّ ما يقع منَ النتائج بعد ذلك يَتَلَقَّاهُ بالطمأنينة والثقة والرِّضا والتسليم، موقنًا أنَّه وقع وفقًا لقَدَرِ الله وتدبيره، وحكمته ومشيئته، وأنه لم يكنْ بدٌّ أن يقعَ كما وقع، وهذا يعطي حركة الجهاد التوازُن والانضباط، والثقة والثبات، والاستقامة على الطريق، فأمَّا الذي يفرِّغ قلبه مِن هذه المعاني، ويخلو منَ العقيدة السليمة، فهو في قلقٍ وحيرة واضطراب أبدًا، يستهلك أوقاته وجهده وأعصابه أبدًا في "لو"، و"لولا"، و"ليت". - لا بدَّ أن نعلمَ أنَّ أمر هذه الحياة لا ينتهي بالموت أوِ القتل؛ فالحياةُ في الأرض ليستْ آخر الشوط، ولا نهاية المطاف، ومتاعها ليس خير المتاع، ولا غاية النعيم، فالموتُ أو القتلُ في سبيل الله - في الاعتبارات الشرعيَّة - خيرٌ منَ الحياة، وخيرٌ مما يجمعه الناس في الحياة؛ من مال، ومن جاه، ومن سلطان، ومن متاع؛ هو أكبر المكاسب، وأعلى الغايات في الاعتبارات البشرية. - ومما يخفِّف مصيبة الموت: أنَّ نهاية الكل - المجاهِد، والقاعد، والمؤمن، والمنافق - واحدة، هي موت أو قتل في الموعد المحتوم، والأجل المقسوم؛ لكن المرجع والحشر يشمل الجميع في يوم الجمع والحشر، ثم المآل إلى مغفرة منَ الله ورحمة ورضوان، أو سخط من الله وعذاب ونكال، فالأحمقُ مَن يختار لنفسه المصير النكد السيئ، وهو ميتٌ على كلِّ حال، لا مفر من مصيره، ولا مهرب، فالشهيدُ فائزٌ على كلِّ حال، وفي كلِّ الاعتبارات، حتى اعتبارات الدُّنيا وأهلها التي عبَّر عنها المتنبي بقوله: وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أَنْ تَمُوتَ جَبَانَا وَلَوَ انَّ الحَيَاةَ تَبْقَى لَحِيٍّ لَعَدَدْنَا أَضَلَّنَا الشُّجْعَانَا غَيْرَ أَنَّ الفَتَى يُلاَقِي المَنَايَا كَالِحَاتٍ وَلاَ يُلاَقِي الهَوَانَا - ومن عوامل الثبات - وهو سلوة للمصاب -: أن يعلمَ أنه لا مفَرَّ منَ الجراح والآلام والقتْل، وهي سنَّة الله في الصِّراع، والمتدبِّرُ في السيرة النبويَّة يعلَمُ هذه الحقيقة الكبيرة، فلم يسلمِ الصحابة منَ الجراح والقتْل. ففي غزوة أُحُد: فجع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسبعين من أصحابه، وعلى رأسهم عمُّه حمزة، لقد أصاب المسلمين القرْح في هذه الغزوة، وأصابهم القتْل والهزيمة، أصيبوا في أرواحهم، وأصيبوا في أبدانهم بأذى كثيرٍ، وكُسرت رباعية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وشُجَّ وجهه، وأرهقه المشركون، وأثخن أصحابه بالجراح. وفي بئر معونة: فجع أيضًا بمقتل سبعين من أصحابه منَ القُرَّاء غدرًا في موقعة واحدة، وفي معركة اليمامة فازَ بالشهادة سبعون، أكثرهم منَ القُرَّاء، فما ينبغي أن نحزنَ لقَتْلانَا حُزنًا يُقعدنا عن مواصَلَة الجهاد، أو يفتُّ في عضُدنا، ويوهن من عزمِنا، ويشمِّت بنا عدونا، نعم، بلغ عدد قَتْلاَنَا في محنة غزة الراهنة المئات من خيرة شبابنا، وأغلى ثروتنا؛ لكنَّهم فازوا بالشهادة، وماتوا في آجالِهم المضروبة، ومضاجعهم المعلومة، لم يَتَقَدَّموا عنها، ولم يتأخَّرُوا. - لاَ ينبغي الإكثار منَ التلاوُم، وإلقاء التَّبعة، وتبادُل الاتِّهام بالتفريط والتقصير والنَّدَم، وقول: "لو"، و"لولا"، و"يا ليت"، و"وا أسفاه"؛ لأنَّ التلاوُم يُكْلم القلوب، ويثير الفتنة، ويشق الصَّفَّ، ثم لأنه لا ينفع ولا يُجدي بعد وقوع القتل والقرْح؛ ولذلك نهى رسول الله عن "لو"؛ لكن نقول كما عَلَّمَنا الله - تعالى -: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 154 - 157] - ومنَ الأسباب المُعينة على الصَّبْر، وعوامل الثبات على فتنة القتل: أنَّ قَتْلاَنَا في الجنة، وأنَّ قتْلانَا مضوا إلى ربِّهم شهداء بَرَرة، يتأسَّى بهم الناشئة، ويسير على دربهم الشبابُ، فإن يكُ قد قُتل من أبناء الحركة الإسلامية هذا الجمُّ الغفير، فإنَّ الله - تعالى - سيُعَوِّض الحركة الإسلامية أضعاف أضعاف مَن فقدناهم، وما زال علماؤُنا يُعَلِّموننا أنَّ في المحنة مِنْحة، ولا يَسَعُنا إلاَّ أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهُمَّ أجرنا في مصيبتنا، وعَوِّضنا خيرًا منها. - كل ما تَقَدَّمَ هو مِن أصول الإيمان، وأسس العقيدة الإسلامية، ولا يتحقق الإيمانُ إلا به، وهو - لو تدبرتَه - القَدْرُ الذي يجب التصديق به، ولا يدخل العبدُ الجنَّة إلاَّ بالإيمان به؛ عنِ ابن عباس، قال: كنتُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال: ((يا غلامُ، إنِّي أعلِّمك كلماتٍ، احْفظِ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله، واعلمْ أنَّ الأمة لو اجتمعتْ على أن ينفعوكَ بشيء، لم ينفعوك إلاَّ بشيء قد كَتَبَهُ الله لك، ولوِ اجتمعوا على أن يضرُّوكَ بشيء، لم يضروك إلاَّ بشيء قد كَتَبَهُ الله عليك، رُفِعَتِ الأقلام، وجفت الصُّحُف)). - وفي أجواء المحنة عندما يستحرُّ فينا القتْل، ونثخن بالجراح، ونعيش أجواء الحصار والنار، فإن مما يخفف منَ الصدمة: أن نعلمَ أن سنَّة الله مداوَلة الأيام بين الناس، وأن ما بعد الشدة إلاَّ الفرج، وأن مع العسر يسرًا، وهذا يدعونا إلى الأمل والتفاؤُل، وانتظار الفرج، دون قنوط ويأسٍ يسلم أصحابه إلى استسلام وذلَّة، أو يدعوهم إلى التَّوَلِّي والتَّخَلِّي. - منَ الضروري أن نعلمَ أنَّ الابتلاء بالشدة مَحَكٌّ لا يخطئ، وميزان لا يَظْلِم، وأنه ضرورة لكل جماعة؛ ليتميز الصف، ويتكشف المؤمنون والمنافقون، ويظهر هؤلاءِ وهؤلاءِ على حقيقتهم ويَعْلَمُهم الناس، ويزول به عنِ الصفِّ الغبش، وتزول الخلخلة والاضطراب من صفوف الجماعة، وقد ظهر هذا واضحًا في المحنة الراهنة التي تعيشها غزة خاصة، والأمة عامة. - وفي الختام: أقتبس هذه الكلمات المضيئة المكتوبة بمداد العلماء، ودماء الشهداء، من تفسير "في ظلال القرآن"، عند قوله - تعالى -: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140]، قال رحمه الله: "وهو تعبير عجيب عن معنى عميق، إنَّ الشهداء لمُختارُون، يختارهم الله مِن بين المجاهدين، ويتخذهم لنفسه - سبحانه - فما هي رزيَّة إذًا، ولا خسارة أن يُسْتشهد في سبيل الله مَن يستشهد، إنما هو اختيار وانتقاء، وتكريم واختصاص، إنَّ هؤلاء هم الذين اختَصَّهُمُ الله، ورزقهم الشهادة؛ ليستخلصهم لنفسه - سبحانه - ويخصهم بقُرْبِه، ثم هم شهداء يتَّخذهم الله، ويستشهدهم على هذا الحق الذي بعث به للناس، يستشهدهم فيؤدُّون الشهادة، يؤدُّونها أداء لا شبهة فيه، ولا مطعن عليه، ولا جدال حوله، يؤدُّونها بجهادهم حتى الموت في سبيل إحقاق هذا الحق وتقريره في دنيا الناس، يطلب الله - سبحانه - منهم أداء هذه الشهادة، على أنَّ ما جاءهم من عنده الحق، وعلى أنهم آمنوا به، وتجرَّدوا له، وأعزُّوه حتى أرخصوا كل شيء دونه، وعلى أنَّ حياة الناس لا تصلح ولا تستقيم إلا بهذا الحق، وعلى أنهم هم استيقنوا هذا، فلم يَأْلوا جهدًا في كفاح الباطل، وطرده من حياة الناس، وإقرار هذا الحق في عالمهم، وتحقيق منهج الله في حكم الناس، يستشهدهم اللهُ على هذا كله فيشهدون، وتكون شهادتهم هي هذا الجهاد حتى الموت، وهي شهادة لا تقبل الجدال والمحال". اهـ. منقول الألوكة
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا على مواضيعك المميزة
__________________
![]() ![]() ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() اختي الغالية ام عبد الله
جزاك الله خيرأ ويارك فيك اللهم انصر اخواننا العرب في كل مكان ![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |