سيرُ أبطال يقبعون خلف الزنازين .. تنقلها لكم $ أطياف المجد $ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة والتنمية المستدامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أنواع الاقتصاد حول العالم ومعايير تصنيفها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 81 )           »          صورلأحاديث النبىﷺ تقربك من ربك وتعلمك دينك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 26 )           »          شرح حديث (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، و (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          هل تصلَّى التراويح مفردة أم جماعة ؟ وهل ختم القرآن في رمضان بدعة ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 10592 )           »          الفَرَحُ ما له وما عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2009, 05:15 PM
العربي الساهر العربي الساهر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: عـــــ الحبيبة وعروسة البحار ــــــدن
الجنس :
المشاركات: 297
10 سيرُ أبطال يقبعون خلف الزنازين .. تنقلها لكم $ أطياف المجد $

من قصص البطولة والفداء

الجزء الاول


الاسير امير ذوقان حالة خاصة
" لم يعش خارج السجن بقدر ما عاش داخله "


تقرير: لارا كنعان


حين تصبح حريتنا في أيدي الآخرين ونحاول أن نسرق أحلام عابثة خلف جدران الزنزانة...باحثين عن أمل ينتشلنا من ظلم الاحتلال و عتمة السجون الى أحضان أهلنا وأحبائنا...


تلك الأحلام الثمينة لن يشعر بها سوى أسرانا في سجون الاحتلال ...الذين تناساهم كبار التهوا بخلافاتهم ...فكنا معهم دائما و أبدا بلمسة علها تصلهم حيث يقبعون...


أمير ذوقان 35 سنة، اعتقل في عام 1990 وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات وكان عمره آنذاك خمسة عشر عام وأفرج عنه في عام 1995 بعد اتفاق أوسلو، ثم اعتقل في العام نفسه


بعد خروجه من السجن بأربعة أشهر وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام وأفرج عنه في العام 1999.


ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 أنضم امير إلى صفوف كتائب شهداءالأقصى الذراع العسكري لحركة "فتح" وبعدها تمت مطاردته من قوات الاحتلال وأصبح قائد كتائب شهداء الأقصى في "مخيم بلاطة" .


في ليلة 28/4/ 2002 اعتقل " جنرال الكتائب " بعد إن حوصر في بنايه في شارع 10 في نابلس جبل النار بعد اشتباك دام 7 ساعات لم يستسلم هو ورفيقه علام كعبي حيث اعتقلا بعد أن خطوا بالدماء وصية بجملة واحدة " ابقوا على العهد " فبقيت تذكار لهما خلفاه في ذلك المكان، فضلا على انه اعتقل وهو جريح وكان يصرخ في وجوه جنود الاحتلال واقفا على قدميه الجريحتين .


حكم على أمير بالسجن المؤبد ست سنوات وعشرين عاما مدى الحياة و قضى في سجون الاحتلال 16 سنة حتى الآن، وهو حاليا في عزل هداريم .


عائلة نصف أفرادها قابعون في سجون الاحتلال و نصفها الآخر يعاني حواجز الاحتلال و قسوة الطرق التي فرضها الاحتلال ليصل الى أقرب نقطة يستطيع أن يعطي أمل فيها لهم .


والعائلة تعاني أيضا ...

والدة أمير تعاني من أمراض السكري و الأعصاب و تعاني من آلالام في القدم و رغم ذلك لم يثنها عن زيارة ابنائها في المعتقل و لم يكتف الاحتلال باعتقال أمير حتى طالت أيديهم جميع أفراد الأسرة فهناك شقيقه عرابي 31 عاما معتقل في سجن رامون و محكوم 18 سنة، وشقيقه شريف الذي اعتقل لمدة سبعة سنوات وأخيرا أخوه مظفر الذي اعتقل مؤخرا .


معاناة زيارة أهل امير في سجون الاحتلال لا تختلف عن معاناة الكثير من الأهالي و لكن مع اشتداد المرض على والدته وحرمان الاحتلال لها من تصاريح الزيارة والرفض الأمني الذي لا ينتهي أبدا، فهناك شقيقة أمير التي تسكن في الاردن والتي لم تره منذ 17 عاما و ابن اخته 18عاما الذي رآه اخر مرة حين كان عمره ستة اشهر.


تبقى الآلام والاهات التي يصاب بها جميع اهالي الأسرى عاتية على صدورهم و لابد من سقوط الدمعات رغما عن الجميع فهناك قلب الأم المفطور على فراق ولدها و هناك المسافات الطويلة التي تجتازها لحظات لقاء تحول بينها وبين ولدها بلوح زجاجي يرفض حتى تلامس الأيدي .


أصعب اللحظات داخل سجون الاحتلال

وفي مواقف عصيبة مابين المعتقل وخارجه لحظات تحدث يصعب على الطرفين تحملها ويصعب على كل طرف مواساة الطرف الأخر فيقول شريف شقيق أمير الذي لم يره منذ خمسة سنوات، أنه عند وفاة خاله واستشهاد زوج شقيقته وعند مرض والدته كانت من أصعب المواقف التي مرت عليهم و تمنوا أن لا يصل الخبر لأمير كي لا تثبط عزيمته وصبره وقوته.


رغم كل تلك المعاناة الا ان أمير كما تقول والدته مازال يعانق حلم أمل في الحرية، فالتفاؤل أو ربما اظهار قوة أمام والدته ليرفع معنوياتها انه بخير وانه على أمل دائم بالخروج من غياهب المعتقل !!!


من لا يعرف أمير ذوقان في مدينة نابلس ومخيم بلاطة، يستطيع أن يسأل عنه فهناك النساء والرجال الذين سموا ابنائهم على اسم أمير لما له من فضل على الكثير من الناس .


فهو انسان اجتماعي محبوب من الجميع عرف بحسن خلقه وتبنيه لعدة عائلات ويذكر صاحب أحد محلات الألبسة أن أمير كان دائم التردد في مناسبات مختلفة، كانت احداها يوم عيد الأضحى المبارك حيث أحضر 17 طفلا وطلب منه أن يلبسهم جميعا أفضل ما يملك، وأيضا الصيدلي الذي يقول ان امير كان له حساب خاص لديه للمرضى يقوم بدفعه كل اخر شهرعن اشخاص الذين لا يستطيعون أن يدفعوا ثمن الدواء، عائلة أمير لم تكن على علم بما يفعله ولدهم الا عندما تم اعتقاله , عرفوا من الناس.



شهادة من رفيق اسره

الاسير المحرر محمد شويكه الذي امضى اربعه سنوات ونصف في انتفاضة الاقصى وافرج عنه العام الفائت، امضى مع امير ثلاثة سنوات عرفه عن قرب داخل الاسر ، يقول "امير كان محبوبا من جميع الاسرى في القسم مثلما كان محبوبا خارجه فهو شخص اجتماعي بطبعه ومقرب من الجميع على اختلاف انتمائاتهم وحتى اعمارهم"



" امير حالة خاصة بين الاسرى فهو لم يعش خارج السجن بقدر ما عاش داخله فكلما كان يخرج من السجن كان يرجع اليه بعد فتره قصيره فهو مناضل يمتاز بوطنية استثنائية لم يستطع معها رغم سنوات السجن التي عاشها الا ان يلتحق بركب المقاومة وها هو من جديد في السجن محكوما بستة مؤبدات وعشرين عاما فوقها"



"ورغم انه قد ودع الكثيرين في السجن الا ان المعنويات العالية التي يمتلكها تجعله قادرا على الثبات في عتمة الزنازين والقهر الذي يعيشه الاسرى داخل سجون الاحتلال"، "ومهما قلت لن استطيع ان اوفي هذا الشاب المناضل الوطني القائد الذي افنى ربيع عمره في سجون الاحتلال"



" كنت مع امير في عزل سجن هداريم منذ العام 2003 وهي عقوبة تفرضها إدارة سجون الاحتلال للناشطين ومن تصنفهم على انهم خطرين، في محاولةً لكسر إرادتهم وتحطيم نفسيتهم، حيث يعيش الاسير معزولاً عن العالم الخارجي لا يستطيع الاتصال مع أي إنسانٍ كان سوى السجان ورفيقه في العزل، ويقضي اغلب وقته في زنزانه صغيره، ولكن رغم ذلك لم تستطع كل تلك القوة الا أن تزيد من عزيمة و ثبات أمير وزملاؤه في العزل الذي ما زال فيه".



أخير و لن يكون أبدا آخرا فمازال جرح الأسرى ينزف...هؤلاء الأسرى الفلسطينين الذي ضحوا بأجمل أيام عمرهم لأجل قضية فلسطين...هم لايحتاجون منا أن نشفق عليهم فكلمة شفقة غير موجودة بقاموس الانسانية ..هم بحاجة لوقفة رجل واحد في كلمة واحدة ...حرية الأسرى على سلم أولوياتنا...



أسرانا...القابعون في غياهب السجون و تحت سوط جلاد لا يرحم ...أسرانا ...ماذا فعلنا لأجلهم ؟؟!!!!

__________________
أطيــ المجد ـاف
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-04-2009, 05:17 PM
العربي الساهر العربي الساهر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: عـــــ الحبيبة وعروسة البحار ــــــدن
الجنس :
المشاركات: 297
افتراضي من قصص البطولة والفداء .. $ أطياف المجد $

ظاهر كبها

الجزء الثاني



كان للمجزرة الوحشية التي ارتكبها المغتصبون الصهاينة بالتواطؤ مع جنود الاحتلال في الحرم الإبراهيمي الشريف أثناء أداء المؤمنين لصلاة الفجر يوم الجمعة الموافق 25 شباط (فبراير) 1994م انعكاسات كبيرة ومؤثرة على مجريات الأحداث ومع تفاوت درجة التأثير بين دولة وأخرى، إلا أن حالة من الغليان والتوتر الشديدين سادت في كافة أنحاء المنطقة العربية والإسلامية والتجمعات والجاليات والأقليات العربية والإسلامية في دول المهجر والإقامة حيث طالبت الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية كتائب الشهيد عز الدين القسام وبتعبير عفوي صادق بالانتصار لكرامة الأمة المهدورة والرد على الجريمة الغادرة بهتافات: "يا كتائب القسام.. بدنا منكم انتقام" " الانتقام الانتقام .. يا كتائب القسام".



وجاء في بيان كتائب عز الدين القسام أن غرفة عملياتها عقدت أحد أهم اجتماعاتها، واتخذت عدة قرارات ميدانية سيدفع المغتصبون ثمن تطبيقها غاليا.



وأضاف البيان:"إن قيادة الكتائب درست الأبعاد الحقيقية للمجزرة، وقررت بالإجماع توجيه الرد المسلح من خلال خمس مراحل، كل مرحلة ستجعل الجيش والمغتصبين يبكون دماً على قتلاهم".



وكانت خطة الكتائب الرد على العملية بخمس عمليات نوعية كان منها "عملية الخضيرة" وقد بحث المجاهدان سعيد بدارنة وعمارعمارنة عن الشخص المناسب ليساعدهما في عمليتهما فلم يجدوا افضل من المجاهد ظاهر كبها الذي كان يعمل على سيارة لتقل العمال الى المناطق المحتلة عام 1948 التي كان طاقم عملها المجاهدون سعيد بدارنة "قائد الخلية", والمجاهد عمار عمارنة "الاستشهادي", والمجاهد ظاهر كبها "لوجستي الخلية" حيث قام المجاهد البطل سعيد بدارنه بشرح تفاصيل العملية للمجاهد الاستشهادي عمار عمارنه وطبيعة الهدف وطريقة الصعود للحافلة, ثم اصطحبه يوم الثلاثاء الموافق 12نيسان (إبريل) 1994 إلى قرية برطعة الشرقية، وهي قرية عربية متاخمة للخط الأخضر وتقع ضمن المناطق المحتلة منذ عام ،1948 وفي صبيحة اليوم التالي وبعد ان قضيا ليلتهما في منزل المجاهد ظاهر كبها، ربط سعيد العبوة الأولى على جسم عمار وسلمه الحقيبة السوداء التي تحوي العبوة الثانية ثم أرشده إلى طريقة التفجير وانطلق المجاهد ظاهر كبها وهو يحمل في سيارته بشرى الرد على المجزرة الصهيونية الحمقاء في المسجد الابراهيمي.



وغادر سعيد عائداً إلى بلدة يعبد بعد أن اهتم بتأمين سيارة صهيونية من نوع سوبارو يقودها عاطف أحمد كبها وهو أيضاً من قرية برطعة الشرقية لنقل عمار إلى مدينة الخضيرة مقابل أربعين شيكلاً (13دولار أمريكي).



العملية الاستشهادية

وصل البطل عمار عمارنه وقد ربط على جسده عبوة متفجرة فيما حمل الثانية داخل حقيبة سوداء إلى محطة الحافلات المركزية في مدينة الخضيرة، ووقف في مكان الانتظار الخاص بالحافلة رقم (820) والتي تعمل على خط (العفولة - الخضيرة - تل أبيب).



وعند الساعة الثامنة وخمسين دقيقة من صباح يوم الأربعاء الموافق 13نيسان (إبريل) ،1994 وفي غمرة انشغال الكيان بعيد الاستقلال وذكرى جنوده القتلى، توقفت الحافلة (820) في المحطة لإنزال ركاب ونقل آخرين. وعندئذ، صعد عمار إليها من الباب الخلفي بعد أن ترك الحقيبة المفخخة في الموقف بناء على تعليمات المهندس.



خلال ثوان قليلة، فجر البطل العبوات التي تحزم بها ليقضي شهيداً ويقتل مالا يقل عن خمسة بينهم ثلاثة جنود ويصيب نحو اثنين وثلاثين آخرين بينهم ثمانية عشر جندياً وفق ما اعترف به الناطق بلسان الشرطة الصهيونية.



وقد تحطم الجزء الخلفي من الحافلة وأصيبت المحطة بأضرار مادية جسيمة. وتتم العملية على اكمل وجه بجهود عمارنة وبدارنه وكبها, وستكون السطور القادمة لمحة عن حياة بطل العملية الثالث المجاهد ظاهر كبها.



ميلاد قسامي

ولد المجاهد القسامي القائد ظاهر ربحي محمد قبها وفي برطعة الشرقية قضاء مدينة جنين في شمال الضفة الغربية عام 1969م بين سبعة من الاخوة والاخوات هو ثانيهم جميعاً منهن خمس اخوات واخوين اثنين، وقد ابتلى الله اسرته بأن جعل بعض اخوته من اصحاب الاعاقات الجسدية والعقلية الامر الذي زاد من اهميته ودوره في العائلة لرعاية اخويه المعاقان علاوة على افراد اسرته الكبيرة.



درس المجاهد القسامي ظاهر كبها مرحلته الابتدائية والاعدادي في "مدرسة برطعه الأعدادية" قبل ان يكمل مرحلته الثانوية في الفرع الأدبي في مدرسة يعبد الثانوية "عز الين القسّام" وهناك حصل على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) عام 1988م, ورغم حبه لنيل العلم الشرعي والحصول على شهادة البكالوريوس فيها الا ان سوء حالته المادية ومرض والده اضطره للدراسة في بالمعهد الشرعي في مدينة قلقيلية ( الكلية الشرعية) ولمدة سنتين فقط ويحصل على الدبلوم في الشريعة الاسلامية.


الجانب الديني

نشأ المجاهد القسامي ظاهر كبها في بيت عرف بتدينه والتزامه، لذلك ومع بداية الأنتفاضة الاولى في العام 1987 بدأت ملامح النضوج الفكري تظهر على مجاهدنا القسامي بتدينه والتزامه القوي, واصبح من شباب المسجد العاملين على توعية ابناء بلدته وشبابها والمميزين في ذلك، حتى التحق في كلية الشريعة /قلقيلية وقد اشرف بعد تخريج دورات في تحفيظ وتلاوة القرآن لفتيان البلدة، كما كان ناشطاً في القاء المحاضرات والدروس والخطب في المساجد والاماكن العامة في بلدته، ومع هذا لم يهمل جانب البناء الذاتي ، فعمل على اتمام حفظه لمشروعه بحفظ كتاب الله.


جهاده

ونظراً لقناعة مجاهدنا القسامي ظاهر كبها ان العلم والعمل يجب ان يسيران في خطين مستقيمين ومتساويين، فقد نشط مجاهدنا ومع الايام الاولى لاندلاع الانتفاضة الاولى بمقاومة القوات الصهيونية التي كانت تحاول مراراً اقتحام البلدة بجيباتهاالعسكرية، لذلك لم يكن يألو جهداً في مشاركة شباب الحركة الاسلامية تحت مسمى "السواعد الرامية" التابعة لحركة المقاومة الاسلامية حماس بالقاء الحجارة على الجيبات الصهيونية، وقد اعتقل اول مرة في شهر كانون ثاني من عام 1994م بتهمة الأنتماء لحركة حماس وخضع لتحقيق استمر مدة شهر كامل في معتقل "الفارعه" ليفرج عنه بعدها، ليعتقل في المرة الثانية بعد عملية الخضيرة التي نفذها ابن بلدته المجاهد الاستشهادي عمّار عمارنة في نيسان من عام 1994م حيث خضع لتحقيق شديد استمر لمايقارب المئة يوم ثم حكم عليه اوّل حكم بالسجن المؤبد، لكن بعد الأستئناف خفض الحكم الى 30سنة، وما يزال قيد الاسر حتى هذه اللحظة بتهمة ايواء الاستشهادي عمارنه ليلة عمليته، كما وتوصيل الاستشهادي الى قلب الخضيرة لتنفيذ عمليته.



في سجنه

وقد تنقل مجاهدنا بين سجون "الجلمه" و"الرملة" و"عسقلان" و"مجدو" ويقبع الآن في سجن شطّة" وهو الآن من نشطاء السجون في العمل الاسلامي من دروس وخطب ومواعظ وحلقات الذكروتحفيظ وتجويد القرآن.



ويعتبر المجاهد كبها مثالا حيا للمجاهد الفعال المعطاء في عمله لصالح لخدمة الاسلام والمسلمين وهو الآن من حفظة القرآن الكريم و هذه الهبة التي يمنحها الله لعباده الأخيار.

وقبل عدة اشهر الم به مصاب جديد فبعد ان كانت والدته تعاني من امراض السكري والضغط والاصابة بعدة جلطات، اودت بها الجلطة الأخيرة وتوفيت رحمها الله في النصف الثاني من شهر كانون ثاني 2006م وكان لاسر ابنها المعافى الوحيد ظاهر أثركبيرفي سوء حالتها الصحية وموتها وقد توفي اخوه المعاق الأول ايضا اثناء اسره ولم يرهما ولمّاكانت اوّل زيارة لوالده له بعد موت والدته وأخبره بالخبر فرد محتسبا والدمع في عينيه: (انّا لله وانّا اليه راجعون).
__________________
أطيــ المجد ـاف
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-04-2009, 05:18 PM
العربي الساهر العربي الساهر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: عـــــ الحبيبة وعروسة البحار ــــــدن
الجنس :
المشاركات: 297
افتراضي من قصص البطولة والفداء .. $ أطياف المجد $

احمد الجيوسي

الجزء الثالث


وسط عتمة الزنزانة، وتحت وطأت القيود، يخرج صوت الحياة الدافق ليعيد الأمل لرجال ما انفكوا يحملون هم الوطن، ونفوسهم تواقة ليروه حرا ينعم بالأمن، وينعم أبناءه بالحرية والأمان،



احمد محمد عبد الطيف جيوسي هذا الرجل الكاتم لسر عظيم، هو سر هذا الوطن وهمه الكبير، عاش كأقرانه في الضيق والاضطهاد والحصار، ولكنه يأبى الاستسلام لظلمة الليل، ويواصل مشواره مكافحا في حياته ومقاوما لأعدائه.



الميلاد والنشأة:

ولد احمد في أواخر عام 1979 في مدينة طولكرم وترعرع فيها، ومنذ أن أشرقت علية الحياة تعلق قلبه بالمساجد وتلقى فيه الإيمان وعلوم القران ولتصقل شخصيته الملتزمة بتعاليم هذا الدين ولترتقي الروح الإيمانية لديه، فكان ملازما لصلاة الفجر في المسجد وصيام يومي الاثنين والخميس.



وفي لقاء مع الوالدة الصابرة على فراق ولدها في قلاع الأسر تقول أم عبد اللطيف ( إن ابني احمد كان بارا بوالديه كان صاحب شخصية قوية.... كان متسامحا يصفح عن من خاصمه ..أحبه الجميع.... كان كتوما ومكافحا في هذه الحياة ).



وتضيف أم العبد (التحق احمد بالمدرسة الصناعية الثانوية بعد إتمام المرحلة الأساسية في تخصص فني الكهرباء وباشر احمد بالعمل في مشغل للخياطة وفني في احد المصانع ولم يكمل تعليمه حتى يساعد أهله في مصاعب الحياة الجمة وتكاليفها الباهظة ونجح في عمله كثيرا بعد كفاح وجهد كبير، ويسر الله له خطبة إحدى فتيات المدينة وأصر أن يتم تكاليف زفافه من عمله وتعبه ورفض أي مساعده من أهله وهكذا هو دائما)



صاحب الخلق الرفيع

وعن سلوك أحمد وأخلاقه فتروي الوالدة الصابرة المجاهدة وتقول "كان احمد حنونا جدا علي وعلى والده وإخوته بشكل مثالي وأنا لا أبالغ في كلامي عنه لأنني والدته، إنما هذا حقه علينا وهو يستحق أكثر من ذلك".



وتواصل الأم والدموع تردف من عيونها شوقا له وألما عليه، "كان احمد دائم الشفقة على الفقراء والمساكين كان حريصا على أن لا يعلم احد بما يفعل حتى أهله تواضعا لله تعالى ولينال الثواب العظيم، كان دائم قيام الليل رغم تعبه في عمله وكان يحسن التعامل مع الآخرين ويكره المغيبة والنميمة وأكل لحوم الناس والخوض بإعراضهم".

يترك عروسه من أجل الجهاد

حياة المجاهد احمد لم تكن كحياة أقرانه من الشباب، فقد كانت مليئة بالغموض، وكان كتوما جدا في مقاومة الاحتلال، حتى عن أهله الذين تفاجؤا عندما علموا أن احمد هو من كتائب الشهيد عز الدين القسام، فلا شي يدل على ذلك، فكان يجهز لعرسه وفي الوقت نفس يشارك إخوانه في مقارعة العدو الصهيوني ليرسم لهم الطريق لينال الوطن حريته.



تقول الوالدة وهي تتذكر يوم اعتقاله "ذلك اليوم المشئوم"، كما وصفت أم عبد اللطيف يوم السابع من آذار 2002م، حيث خرج احمد كعادته من المنزل للعمل، وكان قد تبقى على موعد زفافه أسبوعا واحدا، وقد أتم معظم مستلزمات المنزل، وفي ذالك اليوم كانت المفاجئة والصدمة لنا عندما ذهب إلى مخيم طولكرم، حيث كانت فتره من الأجتياحات تقوم بها قوات العدو الصهيوني للمخيم، فاختطفته قوة صهيونية خاصة ولم يعلم احد حتى الآن كيف تم ذلك.



وتصف الأم تلك اللحظات "تأخر احمد كثيرا عن المنزل، انتظرناه ساعات كثيرة وابلغنا الشرطة والمستشفيات والارتباط المدني وأصدقائه ولكن الجميع لا يعرفون عنه شيئا. إلى أن نشرت الأذاعة الصهيونية خبرا بعد أسبوع بان الاحتلال ألقى القبض على ناشط كبير من كتائب الشهيد عز الدين القسام في مدينة طولكرم يدعى احمد جيوسي ومسؤول عن العديد من العمليات الاستشهادية.

حكم قاسي

ليخوض بعدها ثلاثة شهور من التحقيق القاسي في مركز تحقيق الجلمة لانتزاع اعتراف منه، ولكنه تحت الضغط الكبير اضطر للاعتراف على نفسه فقط، وبعد التحقيق المر قدم للمحاكمة، وتلا وكيل النيابة الصهيوني في محكمة سالم التهم علية بأنة يقف وراء مقتل 35 صهيونيا وإصابة المئات في عمليتي الشهيد محمود مرمش في نتانيا، والتي أسفرت عن مقتل خمسة صهاينة، وعملية الشهيد عبد الباسط عوده في فندق بارك، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثين صهيونيا وإصابة المئات، وكذلك وصفه بأنه المساعد الأيمن لكل من الأسير القائد عباس السيد والشهيد فواز بدران الناشط في كتائب القسام



ليتنقل بعدها في سجون الاحتلال من هدريم إلى عسقلان إلى الرملة وغيرها، وقدم احمد للمحاكمة العسكرية في محكمة سالم ليحكم عليه بالسجن 35 مؤبدا ليبتسم احمد مكبرا حامداً الله تعالى، ووصل به المقام إلى سجن هدريم، وهو مصرا على الصمود، متحديا جلاديه، كما تصفه والدته، فهو يلهمها الصبر والأمل، وتتمنى لقياه وتحريره من الأسر على أيدي المجاهدين
__________________
أطيــ المجد ـاف
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-04-2009, 05:21 PM
العربي الساهر العربي الساهر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: عـــــ الحبيبة وعروسة البحار ــــــدن
الجنس :
المشاركات: 297
افتراضي من قصص البطولة والفداء .. $ أطياف المجد $

النائب الأسير أبو علي يطا

الجزء الرابع

بعد مرور 28 عام عليه في الأسر

النائب الأسير أبو علي يطا حرم من احتضان أبناءه فوهب محبته لطيور الحمام

الخليل _ الدائرة الإعلامية _ مكتب النائب سميرة الحلايقة

ونحن في طريقنا إلى منزل الأسير النائب أبو علي يطا في مدينة يطا إلى الجنوب من الخليل كانت جدران المدارس والمحلات التي على الطريق مليئة بالشعارات فلفت انتباهنا عبارة ((الحرية لأسرانا)) ، ليس صدفة أن تقرأ هذه العبارة على الجدران ، فالأسر أصبح جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني المنكوب .


وصلنا للمنزل برفقة النائب "سميرة الحلايقة" وكان في الاستقبال ابنته فلسطين وزوجة أبو علي والأطفال يلعبون على باب المنزل .


((الأب والمقاوم))

محمد إبراهيم محمود أبو علي والمعروف بأبو علي يطا ، تزوج عام 1976 وأنجب فلسطين ، إبراهيم ، وليلى وعاش الحنان والسعادة مع أسرته ، لكن هذا لم يمنع روح الأب من التفكير بوطنه بل كان دافعاً له أن يجعل للوطن نصيب في حياته ، وفي أحد الأيام تجوّل أبو علي في سوق البلدة القديمة في الخليل ، فمن رأى ملامحه ظن أنه يبحث عن بضاعة يعود بها إلى منزله لإسعاد العائلة ولم يعلم أحد أنه يريد إدخال البسمة على كل عائلة فلسطينية فقدت شهيد أو أسير أو هدم بيتها ، لاقى هدفه فقام بقتل المستوطن اليهودي ثم عاد إلى المنزل دون أن يشعر به أحد وبعد تسعة أشهر من العملية اعتقل أبو علي يطا في 21\8\1981 نتيجة معلومات استخباراتية إسرائيلية حول ضلوعه في العملية ، ولا زال أبو علي خلف قضبان سجن السبع "إيشل"فتنقل خلال 28 عام بين هداريم ،عسقلان ،نفحة، والرملة إلى أن وصل إلى السبع .


بصيرة القائد وفقدان البصر

سألنا ابنته فلسطين عن شخصية الوالد أبو علي داخل السجون الإسرائيلية وحياته اليومية ، فقالت والدي كان دائماً يعطينا المعنوية ويبتسم كثيراً ولا يعرف الكلل والملل ، فهو يشعر دائماً بالحرية رغم الإجراءات التعسفية للاحتلال .


فهو تعرض للتعذيب في ذكرى انطلاقة حركة فتح في بداية التسعينات في سجن جنيد على خلفية إقامته احتفالاً بمناسبة الذكرى ، فقمعت قوات الاحتلال الأسرى وتعرضوا للضرب، على أثرها فقد البصر نهائياً في عينه اليمنى وفقد نسبة 90% من بصره في عينه اليسرى .


ومع السنوات أصبح متحدثاً بإسم المعتقلين ومرجعية لتنظيم فتح في السجون ويعد من أبرز قيادات الحركة الأسيرة ، إلى أن انتخب نائباً في المجلس التشريعي وهو في السجن .


وفي سؤال عن أوضاعه الصحية الحالية من جهة وكذلك العلاقات الاجتماعية للمعتقلين في ظل الانقسام الداخلي من جهة أخرى، فأجابت فلسطين : بالنسبة لوضع والدي الصحي فهو بعد فقدانه للبصر تعرض لجلطة قلبية وأجريت له عملية " قسطرة "في عام 2004 في السجن ، وفي أحداث إضراب 2004 حرم إجراء عملية " البواسير " مما زاد الآلام عليه لعدم إجرائها، وهو الآن يعاني من الضغط وسوء التغذية بسبب الإهمال الطبي من قبل الإدارة وبرغم ذلك فإن الشباب داخل السجن يخدمونه بعيونهم ، فهم يعتنون به نظراً لطول مدة اعتقاله وكبر سنه .



أما على صعيد العلاقات الاجتماعية بين الفصائل في السجن فيصفها لنا الوالد بأنها من أقوى العلاقات، فهي متينة مبنية على التفاهم والوحدة ، فالمبادرات والوثائق للتهدئة تخرج من قلب السجون أولاً وهذا دليل على الوحدة ونتمنى أن تنعكس على الوضع الخارجي .


صديق الطيور

تقول فلسطين حدثني والدي في إحدى الزيارات عن عش( الجمام )وهو نوع من الحمام البري الذي كان على نافذة زنزانته ، فكان يجمع فتات الطعام ويرفعه عبر عصاة مكنسة ليوصله إلى العش في مواعيد محددة كي تأكل الطيور وبالفعل تعودت الطيور على مواعيد الوجبة التي يعدها والدي لها ، فرغم حرمانه من الأولاد والعطف عليهم إلا أنه أعطى هذه العاطفة والحنان للحمام الطائر في سماء الحرية كي تصل إلى قلب بيتنا هنا ، ونشعر بحنان الوالد البعيد جسداً القريب منا قلباً .


الأسرى وسلم الأولويات

في رسالة وجهتها زوجة أبو علي وابنته فلسطين للرئيس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية ناشدته أن يكون ملف الأسرى على سلم الأولويات للقضية الفلسطينية لأنها قضية ملحة جداً حيث أن 12 ألف أسير يعانون من اعتقال ظالم وقانون جائر وكذلك تعاني عائلاتهم بشكل مباشر وأيضاً أقرباء الأسرى وجيرانهم بشكل غير مباشر فهذه قضية شعبنا يجب الاهتمام بها مع عدم إهمال اللاجئين والقدس والأرض والحدود .


ورسالة عائلة أبو علي يطا لقيادة حماس وفتح أن اتحدوا تحت شعار(( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله )) لأننا أبناء دين واحد وقضية واحدة ، فالحوار الفوري طريق الوحدة التي تكون لبنة الانتصار .
__________________
أطيــ المجد ـاف
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-04-2009, 04:09 PM
الصورة الرمزية && دمعة خشوع &&
&& دمعة خشوع && && دمعة خشوع && غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: رحاب الله
الجنس :
المشاركات: 1,930
الدولة : Algeria
افتراضي من مذكرات الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي

من مذكرات الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي


كيف تحدّيت الضابط الصهيوني ...

غزة – حاص
من مذكرات الشهيد القائد د.عبد العزيز الرنتيسي كتبها حول ذكريات الأسر ... يقول:
في عام 1991 كنت في معتقل النقب أقضي حكماً إدارياً لمدّة عام، وكان المعتقلون منذ افتتاح هذا المعتقل عام 1988 حتى الوقت محرومين من زيارات ذويهم، ومع إلحاح المعتقلين واحتجاجاتهم المتكرّرة بدت هناك استعدادات لدى إدارة المعتقل للسماح للأهل بالزيارة، وقام مدير عام المعتقل وهو صاحب رتبة عسكرية رفيعة ويُدعى "شلتئيل" بطلب عقد لقاء مع ممثّلي المعتقلين، ولقد اجتمع ممثلون عن مختلف الفصائل في خيمة من خيام المعتقل لتدارس الأمر قبل انعقاد اللقاء مع الإدارة، وأحبّ المعتقلون أن أرافقهم وقد فعلت. وأثناء لقائنا في الخيمة سمعت بعض الشباب يحذر من "شلتئيل" ويضخّم من شأنه ويخشى من غضبه، فشعرت أن له هيبة في نفوس بعض الشباب، وهذا لم يرق لي ولكني لم أعقب بشيء، ثمّ جاءت حافلة في يوم اللقاء لتقلنا إلى ديوان "شلتئيل"، وأخذت وأنا في الحافلة أفكّر في استعلاء هذا الرجل وهيبته في نفوس الشباب وكيفيّة انتزاع هذه الهيبة من نفوسهم، ولقد وطّنت نفسي على فعل شيء ما ولكني لا أعلمه، ولكن كان لدي استعداد تام أن أتصدى له إذا تصرّف بطريقة لا تليق. ووصلت الحافلة ودخلنا ديوانه، فكان عن يميننا داخل القاعة منصّة مرتفعة حوالي 30 سم عن باقي الغرفة، وعليها عدد من الكراسي، وعن شمالنا كانت هناك عدّة صفوف من الكراسي معدّة لنا، فجاء رؤساء الأقسام المختلفة وجميعهم من الحاصلين على رتب عسكرية في جيش الاحتلال، ومن بينهم مسؤول أحد الأقسام وكان في الماضي نائباً للحاكم العسكري لمدينة خانيونس وكان يعرفني مسبقاً، وكان نائب "شلتئيل" أيضاً يجلس على المنصّة مع رؤساء الأقسام. وجلس المعتقلون الممثّلون لكافّة الفصائل على الكراسي المعدّة لهم وجهاً لوجه مع رؤساء الأقسام، تفصلنا عنهم مسافة لا تزيد على مترين، ولقد جلست في الصفّ الأوّل في الكرسي الأقرب إلى باب الديوان. ثمّ بعد وقت قليل دخل "شلتئيل" وكان رجلاً طويل القامة ضخم الجثّة، فالتفتَ بطريقة عسكرية إلى المنصّة وأشار بيده يدعوهم إلى القيام له فقاموا، ثم التفت إلينا بطريقة عسكرية وأشار بيده فوقف الشباب وبقيت جالساً، وكان هذا اللقاء هو اللقاء الأوّل بيني وبينه، فاقترب مني وقال لماذا لا تقف، فقلت له أنا لا أقف إلا لله وأنت لست إلهاً ولكنك مجرد إنسان وأنا لا أقف للبشر، فقال يجب عليك أن تقف، فأقسمت بالله يميناً مغلظاً ألا أقف، فأصبح في حالة من الحرج الشديد ولم يدرِ ما يفعل. حاول العقيد سامي أبو سمهدانة أحد قادة فتح في المعتقل التدخّل وأخبره أنني إذا قررت لا أتراجع، فرفض الاستماع إليه وأصرّ على موقفه، ولكني أبَيت بشدّة، فقال نائبه يا دكتور هنا يوجد بروتوكول يجب أن يُحترم، فقلت له ديني أولى بالاحترام ولا يجيز لي الإسلام أن أقف تعظيماً لمخلوق، فقال وما الحلّ؟ قلت إما أن أبقى جالساً أو أعود إلى خيمتي، فقال "شلتئيل" عد إذن إلى خيمتك، فخرجت من الديوان ولم يخرج معي إلا الأخ المهندس إبراهيم رضوان والأخ عبد العزيز الخالدي، وكلاهما من حماس. وبعد أيام قلائل كان قد مضى على اعتقالي تسعة أشهر ولم يتبق إلا ثلاثة أشهر فقط للإفراج عني، فإذا بهم يستدعونني ويطلبون مني أن أجمع متاعي وهذا يعني في مفهوم المعتقلات ترحيل ولكن لا ندري إلى أين، وكانت تنتظرني حافلة، فما إن ارتقيتها حتى وجدت كلا الأخوين فيها وقد أُحضروا من أقسامهم فأدركت أنها عقوبة ولا يوجد عقوبات سوى الزنازين. وانطلقت بنا الحافلة إلى "معتقل سبعة" حيث يوجد خمسون زنزانة، وما إن وصلنا حتى تسلّمَنا مسؤول الزنازين ويُدعى "نير"، الذي أخبرنا وهو ممتعض بأنّنا معاقبون بوضعنا في زنازين انفرادية لمدّة ثلاثة أشهر، وتبيّن لنا فيما بعد أن سبب امتعاضه اعتباره أن العقوبة كانت لأسباب شخصية، أي أنه لم يرق له أن ينتقم "شلتئيل" لنفسه بهذه الطريقة، خاصّة أن أقصى عقوبة من العقوبات اليومية الروتينية لا تصل إلى سبعة أيام، ولذلك لم يكن سيّئاً في استقبالنا كما يفعل عادة، وربّما أن السنّ والدرجة العلميّة لعبت دوراً في التأثير عليه.
وأخذنا إلى الزنازين المخصّصة لنا كل في زنزانته وحيداً، وكنّا نخرج يومياً لمدّة ساعة ما عدا يوم السبت في ساحة محاطة بالأسلاك الشائكة حيث الدورة والحمّامات، لأن الزنازين لم تكن بها دورة مياه ولا حمّام. وبدأنا رحلتنا مع القرآن، أما أنا فأراجعه بعد أن منّ الله عليّ بإكمال حفظه من قبل عام 1990 حيث كنت والشيخ أحمد ياسين في زنزانة واحدة في معتقل "كفاريونه"، وأما المهندس إبراهيم فبدأ بحفظ القرآن في الزنزانة وكان رجلاً ذكياً جداً ويجيد العبريّة بطلاقة، وقد تمكّن من حفظ القرآن قبل انقضاء الثلاثة أشهر والحمد لله رب العالمين.
__________________

لا اله الا الله محمد رسول الله


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23-04-2009, 06:25 AM
الصورة الرمزية درة الأقصى
درة الأقصى درة الأقصى غير متصل
مشرفة ملتقى الأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: في قلب الغالية فلســـــ ♥ القدس ♥ ـــــطين
الجنس :
المشاركات: 4,334
الدولة : Palestine
افتراضي رد: سيرُ أبطال يقبعون خلف الزنازين .. تنقلها لكم $ أطياف المجد $

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الذي فعله هؤلاء الابطال لم يفعله الحر منا ..

تحيةً لكم أيها الأحرار .. تحية لكم أيها الثوار ..

اللهم فك أسرهم وحررهم من القيد .. اللهم آمين
__________________
يا أقصى .. والله لن تهون

ترقبوا
.. العرس الفلسطيني الأكبر ..
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28-04-2009, 10:28 PM
الصورة الرمزية أبلة ناديا
أبلة ناديا أبلة ناديا غير متصل
مشرفة ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 2,645
الدولة : Morocco
افتراضي رد: سيرُ أبطال يقبعون خلف الزنازين .. تنقلها لكم $ أطياف المجد $

تحية لمن أسرت أجسادهم
وظلت عقولهم وأرواحهم حرة طليقة
تأبى الانصياع والخضوع والاستسلام
__________________

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29-04-2009, 08:24 AM
الصورة الرمزية الحمساوية asia
الحمساوية asia الحمساوية asia غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: gaza
الجنس :
المشاركات: 2,243
الدولة : Palestine
افتراضي رد: سيرُ أبطال يقبعون خلف الزنازين .. تنقلها لكم $ أطياف المجد $

بارك الله فيك
اللهم حر ر جميع الاسرى
__________________
((حيــ,ــآآآتــ,ــ,ـنآآآ)) كآآنتـ آلوآآآآن....

حـــــب,,, امــــــل ,,, فــــرح.. وآمااااان
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 103.73 كيلو بايت... تم توفير 4.93 كيلو بايت...بمعدل (4.54%)]