|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إياك والفجر في الخصومة دكتور / بدر عبد الحميد هميسه بسم الله الرحمن الرحيم قال الحافظ ابن حجر الفجور هو : الميل عن الحق والاحتيال في رده. والمراد أنه إذا خاصم أحداً فعل كل السبل غير مشروعة ،واحتال فيها حتى يأخذ الحق من خصمه، وهو بذلك مائل عن الصراط المستقيم.(2). ولقد سمى الله في كتابه الكريم الفجر في الخصومة لدداً قال تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (3). الألد الشديد اللدد أي الجدال، مشتق من اللديدين وهما صفحتا العنق، والمعنى أنه من أي جانب أخذ من الخصومة قوي. وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ " (4). والفجر في الخصومة يؤدي إلى : أولاً : التحاسد والتباغض .ولقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث و لا تجسسوا و لا تحسسوا و لا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا و لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك " (5). وعن الزبير, قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " . ( 6). فالحسد يؤدي إلى تجاوز الحد في الخصومة وتدبير الشر للخلق والتصنع والمراءاة في التعامل . وذلك فيه اعتراض على قضاء الله وقدره .والحسد يمنع الحاسد من قبول الحق خاصة إذا جاء عن طريق المحسود، ويحمله على الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه، كما حصل من إبليس لما حسد آدم فحمله ذلك على الفسق على أمر الله والامتناع عن السجود، فسبب له الحسد الطرد من رحمة الله.ولله در الشافعي –رحمه الله – الذي قال: إِذا الـمَـرءُ لا يَـرعاكَ إِلّا َكَلُّفاً * * فَـدَعـهُ وَلا تُـكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا ثانياً : التقاطع والتدابر . وربما يكون ذلك للأرحام والأقارب والواجب على المسلم أن يصل رحمه وإن قطعت به؛ فإنه كما في الحديث: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها))( 7) . فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ * * وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا فَـمَـا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ * * وَلا كـلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا إذا لـم يـكن صفو الوداد طبيعة * * فـلا خـيـرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا ولا خـيـرَ فـي خلٍّ يخونُ خليلهُ * * ويـلـقـاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا وَيُـنْـكِـرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * * وَيُـظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا فسَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ ِهَا * * صديق صدوق صادق الوعد منصفا عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ![]() يقول الشاعر : وإخوان حسبتهم دروعا * * فكانوها ولكن للأعادي ثالثاً : الكبر والعُجب . فالكبر وإعجاب المرء بنفسه يؤديان إلى تجاوز الحد في الخصومة والى رد الحق وغمط الناس . فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس " (9). بل ربما يقلب الحق باطلا .فعن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ فَأَقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنْ النَّارِ فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ فَلْيَتْرُكْهَا "( 10 ). وخلتهم سهاما صائبات * * فكانوها ولكن في فؤادي وقالوا قد صفت منا قلوب * * فقد صدقوا ولكن عن ودادي وقالوا قد سعينا كل سعي * * لقد صدقوا ولكن في فسادي روي أن مطرف بن عبد الله بن الشخير (11) رأى المهلب بن أي صفرة يتبخر في طرف خز وجبة خز فقال له: يا عبد الله ما هذه المشية التي يبغضها الله؟! فقال له: أتعرفني؟ قال نعم أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة فمضى المهلب وترك مشيته، فنظم الكلام محمود الوراق فقال عجبت من معجب بصورته * * وكان في الأصل نطفة مذره والواجب على المسلم أن يتعلم فضيلة وخلق العفو والتسامح وأن لا يجعل الخصومة سبيلا إلى معاداة الناس ومحاولة الأذى لهم ؛ فإن ذلك ليس من أخلاق الكرام يقول الشاعر : وهو غداً بعد حسن صورته * * يصير في اللحد جيفة قذره وهو على تيهه ونخوته ما * * بين ثوبيه يحمل العذره إن الكـريم إذا تمكن من أذى * * جاءته أخلاق الكـرام فأقلــعا ولما أُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث في وقت الفتنة قال عبد الملك لرجاء بن حيوة: ماذا ترى؟ قال: إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنهم.إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا. وترى اللئيم إذا تمكن من أذى * * يطغى فلا يبقي لصلح موضعا قال الإمام البخاري رحمه الله: باب الانتصار من الظالم لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} ( 12 ) . قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا. ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" ( 13 ). طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم بماء، وكان الماء ساخنًا جدًّا، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهو غاضب: أحرقْتَني، وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم: يا مُعَلِّم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله -تعالى-. قال الرجل الصالح: وماذا قال تعالى؟!قال الخادم: لقد قال تعالى: {والكاظمين الغيظ}.قال الرجل: كظمتُ غيظي.قال الخادم: {والعافين عن الناس}.قال الرجل: عفوتُ عنك.قال الخادم: {والله يحب المحسنين}. قال الرجل: أنت حُرٌّ لوجه الله. وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟). قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ( 14 ). قال تعالى: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم} ( 15 ). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل- على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء) ( 16) . فإياك والفجر في الخصومة فإن الدنيا زائلة وعند الله يجتمع الخصوم . الهوامش : 1- أخرجه رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي . 2- ابن حجر: فتح الباري (1/90) . 3- سورة البقرة (204) . 6 4- ( صحيح ) انظر حديث رقم : 39 في صحيح الجامع . 5- ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2679 في صحيح الجامع . 6- رواه أحمد والترمذي. 7 - رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (7/73) من حديث عبد الله بن عمر . 8- رواه البخاري ومسلم . 9- رواه مسلم والترمذي . 10- الألباني : السلسلة الصحيحة " 3 / 150 . 11- تفسير القرطبي، 18/255. 12- (39) سورة الشورى . 13- رواه مسلم. 14- سيرة ابن هشام. 15- التغابن: 14. 16-أبو داود والترمذي وابن ماجه.
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
![]() موضوع مهم يقع فيه كثير من الناس مع الاسف
جزيت خيرا اختي ام عبدالله على هذا الانتقاء |
#3
|
||||
|
||||
![]() جزانا الله وإياكم أخي الفاضل عاشق البيان
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() باركك الله اختي الكريمة
|
#5
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله الجنة
وجعله الله في موازين اعمالك ورزقك اجره الله يعطيك العافية تقبل مروري |
#6
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيراً.
لقد استفدت من عنوان الموضوع قبل محتواه، فلم أكن أعلم أن كلمة "الفجر" تأتي مكان كلمة "الفجور" تماماً و بمعناها. زادك الله من علماً و عملاً صالحاً متقبلاً.
__________________
***************************
غائب... ولعلّي أعود ... ![]() ![]() *********** |
#7
|
||||
|
||||
![]() اللهم آمين أختي اخت الإسلام بارك الله في حضرتك وفي مرورك أخي الفاضل أبو الوليد جزانا الله وإياكم اشكر مروركم
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |