|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هذي بلادُ.. لم تعد كبلادي.. للشاعر فاروق جويدة تقديم .. فكرى ديابما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا.!!.شطر بيت قد يصير حكمة ،وإلا ما فائدة الشعر إن لم يواكب الأحداث ،ويمشى فى ![]() ما فائدة الشعر ما لم يسبح فى شرايين الجسد ،ويسافر مع الدم فى خلاياه، ويغوص إلى أعمق الأعماق. ما فائدة الشعر إن لم يضع مبضع الجراح على موضع القروح والدمامل، ويحاول قدر جهده أن يستأصل الأورام الخبيثة من جسد الأمة قبل أن تستفحل أو يتسع الخرق على الراقع فإن عجز عن ذلك فلا أقل من أن ينبه الغافلين قبل أن تبتلعهم أرض التيه المسبعة.. أو تجرف الرياح العاتية سفائنهم إلى غزير التماسيح..قبل أن يقعوا ضحية فى قبضة تجار الموت وقراصنة البحار!! فيذهب الربح ورأس المال معا. ما فائدة الشعر إن لم يطرق الحديد ساخنا حين يستثمر الحدث ليشير إلى الخلل الذى تتسرب منه إلينا الكوارث والنكبات فتصيب الأمة فى جهاز مناعتها المكتسب..وهى غافلة تعطر نهديها لمن رغب!! * والقصيدة التى بين أيدينا اليوم هى إحدى بكائيات الشاعر المبدع "فاروق جويدة" والتى تتسربل أبياتها الحزينة بثياب الحداد على واولئك الفتية الذين تناثرت أشلائهم غرقا قبالة الشواطئ الإيطالية فى الأيام الماضية أثناء رحلة لهم إلى أوربا بحثا عن فرصة عمل بعدما عجزوا أن يجدوها فى أوطانهم . * ركبوا قوارب الموت ومطايا المنايا بحثا عما يسد جوعتهم ويستر عورتهم فراحوا طعمة لأسماك القرش والحيتان!! * ركبوا تلك المغامرة أو المقامرة فى رحلة بدايتها أوطانهم المنفية ونهايتها يوم القيامة!! بعدما يئسوا من أن يجدو ا ما ينعش عندهم الأمال السندسية الواعدة بالنماء والتجدد فى أوطانهم التى أستباحت كل شئ حتى حقهم فى الشهادة بعد الموت حين رأى بعض شيوخنا أنهم لا يستحقونها!!وإليكم البكائية كاملة وعليكم السباحة فى الأقاصى البعيدة للمعانى . كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي** أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي لا شيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا **غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد هو لا يغيبُ عن العيــــــــون** ِكأنــــــــه قدرٌٌ كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي** أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي** لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي** يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــا ** صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي** غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــــع ٌ** وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَادِ وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل ٍ** نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا ** وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي ** تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي ** تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا ** حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ** وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا ** بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ ** مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــادِ تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا ** وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــادِ شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا** ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـــــة َ بَينـَمـَــــــا ** بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَــادِ لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــــــاذِبٍ** وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــــــلادِي ** عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَـــة ٌ** كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة ٌ** خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَادِ تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَــــــا** والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــــحٌ** وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَـــادِ وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـــــــــرٌ ** فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــــدَادِ أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــــا** كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بــِــلا مِيعـَــادِ البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـــــــــا** تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة ً** وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي هَذا قـَمِيـصـِـــي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي** وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلـْح ٍزَادِي رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ** مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ ** حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا** للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا** وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا** وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا ** وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــادِ كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا** وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّادِ! في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ** حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلادِ قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي** وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلادِ قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــهُ** وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي ** هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي شعر .. فاروق جويدة ![]() ![]() ![]()
__________________
![]() ![]() | | |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |