|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() يحتفل المسلمون في شتى بقاع العالم هذه الأيام بذكرى ميلاد سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؛ الذي كان مولده بعثًا جديدًا للبشرية، وإحياءً لموات قلبها، وإنقاذًا لها من الظلمات إلى النور، بل فجرًا جديدًا وعلامةً فارقةً في تاريخها، فتغيَّر مجرى التاريخ الإنساني منذ مولده، وأشرقت الأرض بنور ربها، وأضاء الكون كله فرحًا وابتهاجًا بهذا العهد الجديد معلنًا انقضاء وانتهاء تلك الحقبة المظلمة والمريرة في تاريخ البشرية، والتي عاشتها قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث ساد الظلم وانتشرت الفاحشة وعمَّ الجهل والظلام، واعتلت قيم الجفاء والحقد والضغينه بين الناس وعميت الأبصار والقلوب لعباده الأوثان والأحجار من دون رب العالمين. حتى جاءهم رسول من بين ظهرانيهم، يعرفون نسبه وأصله، ويقدِّرون نشأته وخلقه، فكان ما كان من تحويل للأوضاع نحو الأفضل والأحسن ﴿هُوَ الَّذِيْ بَعَثَ فِي الأُمِّيِّيْنَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِيْنٍ﴾ (الجمعة: 2). وكانت حياة الرسول الأعظم من مولده وطوال حياته مثالاً حيًّا على الجد والاجتهاد والمثابرة، وعلى حسن الخلق والأدب، وعلى التضحية والبذل والجهاد؛ حيث كان نموذجًا فذًّا وقدوةً عمليةً بين الجميع، قلَّ أن تتكرر في التاريخ الإنساني، فكان نموذجًا رائعًا مع أصحابه وبين جيرانه ووسط أهل بيته حتى مع أعدائه؛ لدرجة أن الجماد "جذع النخلة" بكى على فراقه، وذلك من حسن ما رأى وما عايش ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا (21)﴾ (الأحزاب). ولقد حرص الرسول على أن ينشر بين الناس الحب والإخاء والتسامح، وأن يُعلي من قيم الفضيلة والرقي فأوجد جيلاً متحابًّا متراحمًا يحرص على الحب والأخوة، وينبذ الفرقة والتشرذم، وعلَّمهم من البداية حديثه الشريف "لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتي تحابوا"، وغرس فيهم قبله "يُحشر المرء مع من أحب"، وهتف فيهم بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات) فارتبط الناس برباط الوحدة والترابط ثم بقوة العقيدة والإيمان، فسادوا وارتقوا وحكموا الأرض بعدل الإسلام، وأقبلت عليهم الدنيا راغمةً، وبعد أن تخلينا عن هدي الحبيب محمد وسنته حلَّت بنا النكبات والأزمات، وتداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، وتقدم الرويبضةُ الركبَ، وأصبحنا غثاءً كغثاء السيل، وفقدنا هيبتنا واحترامنا، رغم ما نملكه من إرث نبوي كريم هائل تركه لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأوصانا به "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنتي". إلا أننا لم نأخذ بالوصية، ولم نسمع النصح، ولم نهتم بالتحذير، فتحكَّم فينا أحفاد القردة والخنازير، وأخضعونا لهم رغم كثرة العدة والعتاد والمال الذي نملكه؛ فصدق فينا قول الشاعر: ملكنا هذه الدنيا قرونًا وأخضعها جدود خالدونا وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان وما نسينا وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالركب قوم آخرون وقد عاشوا أئمته سنينا وآلمني وآلم كل حر سؤال الدهر: أين المسلمون؟! وبعد. سيدي يا رسول الله.. نشكو إلى الله ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، ونحن نعلم أن ما حلَّ بنا هو نتاج بعدنا عن منهجك وسنتك، نعتذر إليك عن سوء الأدب وقلة الاتباع، نعتذر إليك عما وصلت إليه أمتك من تردي الأوضاع وتخلّف في الركب؛ بعد أن تركتنا على المحجة البيضاء بعد أن كنا قبلةً للعالمين، وإن هذا كله نتاج ما كسبت أيدينا وما اقترفنا من ذنب من عدم السير على خطاك. سيدي رسول الله.. ما أحوج البشرية التائهة الضائعة الآن لأن ترى نموذجًا عمليًّا تهتدي به وتسير خلفه وتسترشد بخطاه، بعد أن ضلت الطريق وتنكَّبت السبل والتبس عليها السير، ولن يكون هذا النموذج إلا في هديك وسنتك، وسنحاول جاهدين أن نكون نحن بدايات لهذا النموذج المضيء الوضَّاء وسنحمل المشعل الذي أضاءته لنا، وسيرى العالم فينا حسن الاتباع، وسنكون بعون الله النموذج الذين يبحثون عنه، وعندها سنهتف بأعلى صوتنا ونحن سعداء: ها نحن أحفاد محمد.. فمن أنتم؟! سيدي يا رسول الله.. نعاهدك من الآن.. على أن ننصر ديننا، وأن نحمل آماناتنا بقوة، وأن نسير وفق هديك وعلى دربك، وأن نكون على العهد مستمسكين ما حيينا، وأن ننشر في ربوع العالمين هديك الوضاء ونهجك المنير، وأن ترى الضياء من الآن وفق ما شرعت لنا وما أرشدتنا، وأنت الذي سطَّر الله في حقك ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ (الأنبياء: 107). نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا وفي الختام نتذكر مقولة الأديب الإنجليزي الشهير برنارد شو الذي يقول: "ما أحوج العالم اليوم لرجل مثل محمد، يستطيع أن يحلَّ جميع مشاكله وهو يحتسي كوبًا من القهوة". |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |