|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لا شك أن الشباب هم ذخيرة الأمم وعدتها في التصدي لكل خطر ومجابهة كل عدوّ، فهم من يحملون لواء الدعوات، فيقومون بها وتقوم بهم، إذا صحَّ التوجه، وقويت العزيمة، فكل أصحاب الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومناصريه، كانوا في سنِّ الشباب، فقال: "نصرني الشباب وخذلني الشيوخ". وتقاس أعمار الأمم بنسبة الشباب بها، فكلما زادت نسبتهم، كان لهذه الأمة البقاء والغلبة؛ ولذا كان الشباب المسلم هو هدف الأعداء، فكانت المكائد تحاك لهم حتى يتم إبعادهم وإثناؤهم عن مهمتهم الأساسية، وهي حمل الخير للبشرية كلها، والارتقاء بالأمة الإسلامية لتسترجع عرشَها الذي سُلِبَ منها، فهم مَن يحمل مقومات الإصلاح مِن شدة الإيمان والإخلاص والتضحية لما يقتنع به. ولذلك اختصَّهم المصلحون بالاهتمام وحبوهم بالرعاية والتربية، ومن هؤلاء الإمام حسن البنا، فيقول موجِّهًا خطابه للشباب: "إنما تنجح الفكرةُ إذا قوي الإيمان بها، وتوفَّر الإخلاصُ في سبيلها، وازدادت الحماسةُ لها، ووُجِدَ الاستعدادُ الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب. لأن أساس الإيمان القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب، ومن هنا كان الشباب قديمًا، وحديثًا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: من الآية 13). ومن هنا كثرت واجباتكم، ومن هنا عظمت تبعاتكم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم. ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلاً، وأن تعملوا كثيرًا، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملاً من هذا الشباب. قد ينشأ الشاب في أمة وادعة هادئة، قوي سلطانها واستبحر عمرانها، فينصرف إلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته، ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير، وقد ينشأ في أمة مجاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها، واستبد بشئونها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب، والتراث المغصوب، والحرية الضائعة والأمجاد الرفيعة، والمثل العالية. وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشباب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه، وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر، والخير الآجل من مثوبة الله. ولعل من حسن حظنا أن كنت من الفريق الثاني فتفتحت أعيننا على أمة دائبة الجهاد مستمرة الكفاح في سبيل الحق والحرية. واستعدوا يا رجال فما أقرب النصر للمؤمنين وما أعظم النجاح للعاملين الدائبين". أيها الشباب: ألا ترون ما يٌحاك للأمة الإسلامية من أبنائها قبل أعدائها من يتصدى لذلك غيركم ألا ترون الهجمة الشديدة على الإسلام للتشكيك فيه وهدم مقدساته واستباحة بيضته؟ ألا ترون المكر المستمر لصرف الناس عنه بشتى السبل وكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة؟. ألا ترون استباحة حرمات المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان؟. ألا ترون خريطة العالم أينما تضعون إصبعكم لا تجدون سوى دم مسلم يسفك دون وجه حق أو حرمة تنتهك. أيها الشباب: كل ذلك يحدث والمسلمون لاهون منشغلون بدنياهم. كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المسلمين دون أن يحركوا ساكنًا. كل ذلك يحدث والمسلمون في شهواتهم منغمسون وعن ربهم معرضون وعن سبيل الإسلام منحرفون. كل ذلك يحدث والمتأسلمون ذوو الأفهام الشاذة هم المنتشرون ولهم السطوة والغلبة. كل ذلك يحدث وأهل الحق نائمون وبدعوتهم غير قائمين. أيها الشباب: كونوا من أصحاب الدعوات الذين تقوم بهم ولا يقومون بها، كونوا كالحبيب بن المنذر في غزوة بدر لم يكن جنديًّا عاديًّا يُقاد مع القطيع مع كون القائد هو النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو نبي يوحى إليه ومع ذلك استشعاره للمسئولية جعله يقف ويشير على النبي- صلى الله عليه وسلم- بالمكان الذي يجب على المسلمين أن يكونوا فيه وتحقق النصر للفئة المؤمنة بعد ما أخذوا بأسبابه. أيها الشباب كونوا سلمان الفارسي في غزوة الأحزاب عندما أشار على الرسول- صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندق فلم يقل إني جندي وهذا الرسول- صلى الله عليه وسلم- نبي يوحى إليه فليفعل ما يشاء لكنه شعر بأن مسئوليته عن أرواح وأعراض المسلمين كلهم في المدينة وعن حماية الدين لا بد أن تتحول إلى عمل يشهد له حتى قيام الساعة. أيها الشباب: إنها سفينة واحدة تحملنا جميعًا وإليكم حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "مثل القائم بحدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب أحدهم أعلاها، وأحدهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يسقوا مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا لسقينا دون أن نمر على من فوقنا، فلو تركوهم لهلكوا وهلكوا جميعًا، ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعًا"، فاختاروا النجاة لكم ولأمتكم. أيها الشباب: كونوا أصحاب المشروع، وتحملوا التبعات، ولا تكونوا كالعاملين به تؤدوا دوركم فقط، ولا يهمكم أربح المشروع أم خسر، ومشروعكم هو دعوتكم إلى الله والذود عن الحياض المسلمة والتصدي لكل شيطان. أيها الشباب: دعوة الإسلام هي دعوتكم ومسئولون عنها فقال الله عز وجل في أكثر من موضع هذا المعنى ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)﴾ (الصافات)، ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)﴾ (الزخرف). فهي أمانة في أعناقكم من سواكم يقوم به وستسألون عنها. أيها الشباب: إن لم تأخذوا بيد الغافلين فمن يفيقهم؟. وقيسوا إيمانكم على مدى تحرككم بهذا الدين فمن وجد في نفسه قوة في دينه، سلس تحركه وحمله الأمانة التي عجزت عنها السماوات والأرض، ومن وجد غير ذلك فليعالج إيمانه وصلته بالله. أيها الشباب: أين أثركم فيمن حولكم "فيأتي يوم القيامة النبي، ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحد" كما ورد في الحديث، فهل فكرت في العدد الذي سيأتي معك يوم القيامة ليأخذوا بيدك للجنة؟. أيها الشباب: الأوائل دائمًا هم المذكرون في كتاب الخالدين فكن منهم حتى لا تنسى. أيها الشباب: كونوا في همة الصالحين مع أنفسهم وكونوا في همة المصلحين في مجتمعاتكم. كونوا كأمثال الجبال الشوامخ يشار إليكم دائمًا، كونوا فاعلين الأحداث، ولا تكونوا كالدمى بلا أثر، كونوا كحسن البنا، احملوا همَّ الأمة على كواهلكم وتحركوا به ليتغير بكم واقعنا المؤسف. أيها الشباب: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-. فقس إيمانك على قدر اهتمامك بأمور المسلمين في كافة أنحاء المعمورة. أيها الشباب: الحديث ذو شجون عن حال الأمة معكم ولا يتسع الوقت للخوض فيه ولكن اعلموا أنه بذنوبنا وتقصيرنا في حق الله. فمن للأمة الغرقى إذا كنَّا الغريقينا؟! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |