رحلتي إلى تدمر

[ياسمينة دمشق]

ذهبت قبل أيام إلى مدينة تدمر في البادية السورية ، وكانت رحلة ممتعة جداً تجاذبتني فيها مشاعر عدة

أولها: المزيد والمزيد من الإقرار بعظمة الله تعالى

فمهما بلغت قوة الإنسان ومهما اتسعت مملكته ينتهي إلى التراب ولا باقي إلا وجهه عزوجل....
وثانيها: شعور بالأسف على حالنا نحن المسلمين اليوم بعد أن رأيت ماكانت عليه تدمر
والمجد الذي بنته زنوبيا لمملكتها المترامية الأطراف ،
والحضارة التي كانت موجودة في ذلك الحين ...فرغم قلة الأدوات والإمكانات المتاحة يتعجب المرء من تطاولهم في البنيان
ودقة صنعتهم حين يعلم أن ارتفاع العمود كان يصل إلى حوالي 100 متر ،
وأنهم اوجدوا الصرف الصحي واوجدوا طرقاً لتسخين الماء ونقله ساخناً وطرقاً لتبريده
والاحتفاظ به بارداً ليشربوا منه في نهار البادية القائظ......
ولقد أحببت أن أكتب لكم نبذة قصيرة عن تاريخ هذه المملكة كما سمعته من الدليل السياحيي الذي رافقنا في جولة استمرت ثلاث ساعات ،
وأن أعرض لكم صوراً التقطتها بعدستي لبعض ما رأيت من آثار ....فأرجو أن تعجبكم وأن أسمع آراءكم.....


يرجع ظهور تدمر للمرة الأولى إلى أيام الملك الأشوري (تجلات بلاسر 1116 - 1090 قبل الميلاد)،
وأما اسم تدمر فهو النطق الآرامي لكلمة (تتمر) العربية ولقد سميت باسم تدمر بنت حسان بن أذينة بن السميدع ....
وأعيد بناؤها ثانية في العام 32 للميلاد.....ولكنها دمرت بفعل زلزال عنيف فأعيد بناؤها للمرة الثالثة
على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. في القرن الثاني عشر للميلاد..

ومن الأعلام التي لابد أن تذكر إذا ذكرت تدمر الملكة زينوبيا الأسطورة التي لعبت دوراً على مسارح الحكم والسياسة،
فكانت أعظم ملكة في التاريخ القديم والتي أصبحت تدمر
في عصرها قوة عظيمة أرهبت الدول المجاورة لها


وتوجد في تدمر مناظر أثرية قديمة يتعجب منها الناظر ومنها
القلعة الكبيرة قلعة فخر الدين المعني الثاني و تقع فوق أكبر وأعلى جبال تدمر وهي قلعة محصنة كانت تستخدم أثناء القتال...

كما توجد مبانٍ مرتفعة طويلة الأعمدة (الأعمدة التذكارية) وتشمل هذه المباني مسرحاً كبيراً
يقال أنه كان يستخدم في الحفلات والأعياد ويستخدم كذلك في إعدام المحكوم عليهم بالإعدام..

صورة للمسرح من الداخل ويظهر جزء من المدرج الذي يتسع لألف شخص

صورة لأحد الأقواس في منصة المسرح وتظهر الزخارف فيها واضحة




صورة للمنصة كاملة



وتشمل هذه الآثار القديمة أيضاً قبوراً لأهل تدمر وساكنيها في ذلك الزمن، ويسميها أهل الآثار في تدمر مدافن
وهي ثلاثة أنواع
النوع الأول: قبور عميقة تحت الأرض
والنوع الثاني قبور تحت الأرض ولكنها قريبة من سطح الأرض،
والنوع الثالث قبور برجية وهي القبور التي توضع داخل أبراج.


صورة من داخل أحد المدافن البرجية التي تتسع لمئتي جثة....
في كل عمود يوجد 9 جثث مدفونة أفقياً وموضوعة شاقولياً
فوق بعضها البعض





صورة للنقوش الملونة الموجودة على سقف المدفن البرجي



وتشمل الآثار كذلك معبد الإله المسمى (بل): شيد هذا المعبد في القرن الأول الميلادي وهو بطول 250م وعرض 210م
يتوسطه هيكل ومذبح وزخرفته ذات طراز شرقي روماني، وكان الساكنون لتدمر في ذلك الزمان يعتقدون أنه إله ينفع ويضر،
وويعبدونه من دون الله وقد زين لهم الشيطان ماكانوا يعملون،
وكان يسمى خطأ في المراجع القديمة باسم هيكل

صورة من الخارج لمعبد الإله بل...




صورة من الداخل لمعبد الإله بل



صورة لقوس النصر



صورة للشارع الرئيسي في المدينة ويدعى الشارع الطويل



صورة للأعمدة الأربعة التي تحيط بالساحة الرئيسية في الشارع الطويل




بعض الصور للأعمدة الرومانية










صورمقربة للزخارف على التيجان والأحجار




















شكرا لكم إخوتي الكرام ...أرجو أن تكون هذه الجولة أعجبتكم
كل الاحترام لكم