الصدق من مكارم الاخلاق

[انين الاقصى]

السلام عليكم ورحمة الله

الصدق من مكارم الأخلاق

هناك أشياء مستحسنة تستحسنها النفوس : بغض النظر عن الأديان , أو العادات ، أو التقاليد ، أو الأعراف ،والأعراق.بل وحتى أحيانا بغض العين عن الطبيعة الإنسانية البشرية. أي أن استحسانها يظهرأيضا من الحيوانات على اختلاف أقسامها وتباين أنواعها.

نقل الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمدبن أبي بكر المعروف بابن القيم - وهوأحد علماء الحنابلة وأدبائهم وقد عاش في بلاد الشام و توفي بها سنة751 هـ- في كتابه شفاءالعليل ص 69 (صورة من الطبعة الأولى سنة 1323 هـ نشر مكتبة الرياض الحديثة) أن أحدهم شاهد نملة خرجت من بيتها فصادفت شق جرادة، فحاولت أن تحمله فلم تطق، فذهبت وجاءت معها بأعوان من النمل ليحملن معها , وفي أثناء ذهابها قام هذا الرجل ورفع شق الجرادة من الأرض ,فلما رجعت بمن أحضرتهم إلى نفس المكان لم تجد شيئا فانصرف الأعوان وتركوها, ثم قام الرجل بإرجاع ما أخذه, فعاودت النملة محاولة حمله, فلم تستطع فذهبت مرة أخرى لتجلب أعوانها من النمل ، ففعل الرجل ما فعله في المرة الأولى , فلما رجعت مصطحبة معها أعوانها لم تجد شيئا فانصرف الأعوان, ثم كرر الرجل الفعل هذا مرارا, وفي كل مرة يأتي الأعوان ولا يجدونشيئا ثم ينصرفون, وفي آخر مرة تجمعت النملات الأعوان على النملة التي استدعتهن وقطعنها عضوا عضوا.

هذه الحكاية العجيبة تدلنا على أن النملات -والنمل من الكائنات الحية كما لايخفي- كيف استهجن ما فعلته بهن نملة مثلهن وظنين أنها فعلت ذلك من باب الكذب و وكيف استقبحن ذلك وعاقبنها بتلك العقوبة الشنيعة.
وممايجدر ذكره هنا أن النمل من الكائنات الحية الدقيقة الحريصة على العمل في مجموعاتحتى إن تجمع النمل يطلق عليه مملكة النمل لدقة تنظيمه , وروعة ترتيبه.

وعند بني البشر عموما الكذب يعد من المستقبحات , والصدق من مكارم الأخلاق .
وديننا الإسلامي الذي يدعوا دائما إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها جعل الكذب محرما , بل وجعله علامة على النفاق . وأوجب علينا الصدق في كل الأحوال وبالأخص في المعاملات مع الآخرين حتى ولو اختلفوا معنا في الدين.