|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ****************** خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال ابن إسحاق : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ![]() قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية . أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله . إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر ، الذي بين جمادى وشعبان . أما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت ؟ فذكر لي أن الناس قالوا : اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ا شهد ![]() **************** اسم الصارخ بكلام الرسول وما كان يردده قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد قال كان الرجل الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة ربيعة بن أمية بن خلف . قال يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#2
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله الفردوس وجعل كل كلمه في ميزانك كالجبال
__________________
قال صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يارسول الله وما هن؟ قال:الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) |
#3
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ![]() قال الله تعالى " وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَت أَبوَابُهَا وقَالَ لَهُم خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلُوهَا خَالِدِينَ " صدق الله العظيم قبلوفاةالرسولكانت حجة الوداع، وبعدها نزلقول الله عز وجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ( فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه.. فقالوا له:ما يبكيك يا أبو بكرأنها آية مثل كل آيه نزلت على الرسول .. فقال :هذا نعي رسول الله .. وعادالرسول.. وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر ايه منالقرآن واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون وبدأ الوجع يظهر على الرسول فقال :أريد أن أزور شهداء أحد فذهب الي شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال ![]() وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال:( اشتقت إلي إخواني ) قالوا : أولسنا إخوانكيا رسول الله ؟ قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدييؤمنون بي ولم يروني ( .. اللهم أنا نسالك أن نكون منهم وعاد الرسول وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه فقال: ( اجمعوا زوجاتي ) فجمعت الزوجات ، فقال النبي:( أتأذنون لي أن أمرض في بيتعائشه ؟ ) فقلن:نأذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبيطالب والفضل بن العباس فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه اليحجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مره .. فيبدأ الصحابه في السؤالبهلع :ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله. فتجمع الناس في المسجدوامتلأ وتزاحم الناس عليه. فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره فقالت السيدة عائشة :لم أر في حياتي أحديتصبب عرقا بهذا الشكل . فتقول:كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يدالنبي أكرم وأطيب من يدي. وتقول :فأسمعه يقول ![]() فقال النبي : ( ماهذا ؟ ) .. فقالوا :يارسول الله ، يخافون عليك . فقال :( احملوني إليهم ) .. فأراد أن يقوم فما استطاع فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق . فحمل النبي وصعد إلى المنبر.. آخرخطبه لرسول الله و آخر كلمات له فقال النبي: (أيها الناس، كأنكم تخافون علي ) فقالوا :نعميارسول الله .. فقال :( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض.. والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشيعليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككمكما أهلكتهم) . ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله فيالصلاه بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاه ، وظل يرددها ثم قال :(أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكمبالنساء خيرا) ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ماعند الله ، فاختار ما عند الله ) فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلى نحيبه، ووقف وقاطع النبي وقال :فديناك بآبائنا ،فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ،فديناك بأموالنا وظل يرددها.. فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي.. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر قائلا :( أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنامنفضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إليالله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا) وأخيراقبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاهكآخر دعوات لهم فقال:(أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكمالله ، أيدكم الله ) ... وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من على منبره قبلنزوله قال :(أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلييوم القيامه) . وحمل مرة أخري إلي بيته. وهو هناك دخل عليه عبدالرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع انيطلبه من شدةمرضه. ففهمت السيده عائشه من نظرة النبي، فأخذت السواك منعبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلتتلينهبفمها وردته للنبي مره أخري حتىيكون طريا عليه فقالت :كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله على أن جمع بين ريقي وريقالنبي قبل أن يموت . تقول السيده عائشه :ثم دخلت فاطمه بنت النبي، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلماجاءت إليه .. فقالالنبي:(ادنو مني يافاطمه ) فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت قال لها النبي:(أدنو مني يا فاطمه) فحدثها مره أخري فياذنها ، فضحكت ...... بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي فقالت :قال لي في المره الأولي : ( يا فاطمه ،إني ميت الليله ) فبكيت ، فلما وجدني أبكيقال : ( يا فاطمه ، أنتي أول أهليلحاقا بي ) فضحكت . تقول السيده عائشه :ثم قال النبي : ( أخرجوا من عندي فيالبيت ) وقال : ( ادنو مني يا عائشه) فنام النبيعلى صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول : ( بل الرفيقالأعلي، بل الرفيق الأعلي ) .... تقول السيده عائشه:فعرفت أنه يخير. دخل سيدنا جبريل على النبي وقال :يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن على أحد منقبلك .. فقال النبي :( ائذن له يا جبريل) فدخل ملك الموت على النبي وقال :السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني اللهأخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله . فقال النبي :( بلالرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى ) ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال :أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلى رضا من الله و رضوانورب راض غير غضبان ... تقول السيده عائشه:فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدريما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي وفتحت بابي الذي يطل على الرجالفي المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله . تقول:فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذاعثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنيويسري وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهبللقاء ربه كما ذهبموسي للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات. أماأثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل على النبي واحتضنه وقال : وآآآخليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي وقال:طبتحيا وطبت ميتا يا رسول الله. ثم خرج يقول :من كان يعبد محمد فإن محمدا قدمات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول:فعرفت أنهقد مات...ويقول:فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيهوحدي لأبكي وحدي.... ودفن النبي والسيده فاطمه تقول :أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه النبي .... ووقفت تنعيالنبي وتقول:يا أبتاه ،أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ،يا أبتاه ، الي جبريل ننعاه . تري، هل ستترك حياتك كما هي بعد وصايارسول الله صلي الله عليه وسلم لك في آخر كلمات له ؟؟ لا أدري ماذا ستفعلكي تصبر على ابتلاءاتالدنيا.. ![]() __._,_.___
__________________
![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أخي الكريم على مشاركتك القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك |
#5
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل جزاك الله كل خير على المشاركة الطيبة بل الرآآآآئعة وفاة الحبيب المصطفي قرآتها مرارا وكل مرة أخرئها تفيض عينااي الم وحبا فيه بوركت على الطرح والحقنا به مسلمين دمتم بخير ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله كل خير على المشاركة الطيبة دمتم بخير ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() صلى الله على سيد الخلق الحبيب المصطفى الامين الصادق وسلّم تسليما كثيرا ![]()
__________________
![]() ![]() ![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() وانهالت الدموع عند فراق الصادق المصدوق فترة عصيبة نفحها المسلمون عند فراق الحبيب المحبوب.. صور من الآلام.. قلوب خفقت. .وأفئدة حزنت.. أنين الرجال انتشر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.. بكاء النساء تسمعه هنا وهناك!.. إنه فراق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وهاهي اللحظات التي قبل الرحيل... بينما الناس في المسجد يصلون خلف أبي بكر رضي الله عنه إذ بالستر المضروب على حجرة عائشة قد كشف.. وبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه.. فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك... فنكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف.. فقد ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج إلى الصلاة وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم بيده صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر.. وانصرف الناس من صلاتهم وهم يحسبون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نشط من مرضه.. لكن تبين أنها كانت نظرة وداع منه صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه.. فقد عاد عليه الصلاة والسلام فاضطجع إلى حجر عائشة رضي الله عنها وأسندت رضي الله عنها رأسه إلى صدرها وجعلت تتغشاه سكرة الموت.. قالت:"وكان بين يديه ركوة بها ماء فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات".. وكانت فاطمة رضي الله عنها إذا رأت منه ذلك قالت:"واكرب أبتاه" فيقول لها عليه الصلاة والسلام:"ليس على أبيك كرب بعد اليوم".. واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ الماء من الركوة ويمسح وجهه ويقول:"لا إله إلا الله إن للموت سكرات" حتى نضب يده فجعل يقول:"بل الرفيق الأعلى...بل الرفيق الأعلى" حتى قبض فمالت يده الشريفة.. وامصيبتاه...واكربتاه...واحزناه... أوحقاً توفي الرسول صلى الله عليه وسلم؟!... أوحقاً انقطع الوحي؟!... إنها لحظة خفقان القلوب... وشخوص الأبصار... وارتفاع الحزن... وانهمار الدموع... ولننظر كيف كان حال المسلمين في هذه اللحظة.. هاهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه يدخل المسجد ولم يكلم أحداً.. ما باله؟!... إنه يسرع الخطا لكي يدخل إلى حجرة عائشة... دخل فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو مغشى بثوب حبرة... فكشف عن وجهه الشريف ثم أكب عليه يقبله وانهالت الدموع من عينيه... وأفاض عما يكنه قلبه من الداخل.. .فخرجت دموعه في لحظة الوداع... وانسابت العبرات الصدّيقية... ثم قال: بأبي أنت وأمي لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة الأولى التي كتبت عليك فقد متها... ثم خرج رضي الله عنه.. الآن في المسجد انظروا إلى عمر إنه غضبان مفزوع... يكلم الناس.. فعم تكلمهم أيها الفاروق؟! يكلمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران... وأنه صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني المنافقين.... يا عمر على رسلك... ياعمر فوالله إنك متألم ووقع ذلك النبأ كان له أثر على نفسك... هل تلومونه اخوتي؟؟؟؟.. أنا لا ألومه... لأن ذلك مبعثه الحب... حب الصادق المصدوق الذي بلغ الرسالة ونصح الأمة.. إن غيرة عمر أيضاً تحطيم المنافقين... المنافقين الذين اسودت نفوسهم وسقطت شخصيتهم في الوحل... ويود عمر أن يكون القضاء على المنافقين... على يد خاتم الأنبياء والمرسلين... ومازال عمر يتكلم بذلك... ولنحول أبصارنا إلى زوايا المسجد... انظروا إلى زاوية المسجد... من هناك؟!... بعض الصحابة رضي الله عنهم... ماذا يفعلون؟!... كأنهم يبكون.. .نعم يبكون حقيقة... واصحابتاه...واإخوتاه... فهذا أبو بكر رضي الله عنه قادم كأنه يود أن يقول شيئاً.. يتبع
__________________
![]() ![]() ![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() فهاهو يقول بعد حمد الله والثناء عليه:"أما بعد أيها الناس، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. قال الله تعالى:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...." ".. فكأن الناس لم يعلموا أن الله نزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما سمعها بشر من الناس إلاوأخذ يتلوها فقال عمر رضي الله عنه: "والله ما هو أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت ما ثقلتني رجلاي حتى هويت إلى الأرض حين سمعته تلاها وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات".. .والكثير منهم من انطوى بنفسه وأجهش بالبكاء.. إنها حقيقة... حقيقة عدم كف الدموع من انسكابها... حقاً... إنه يوم حزين... كئيب... وانظروا إلى المدينة ففي ذلك اليوم لقد أصبحت المدينة الدامعة... دامعة على فراق صاحب الخلق العظيم... دامعة على انتهاء مدة رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا... واسودت الدنيا بوجوههم... وخيم الحزن... ولم تذق بعض الجفون النوم.. ولنستمع إلى أم المؤمنين أم سلمة لقد قالت رضي الله عنها: "بينما نحن مجتمعون نبكي لم ننم والرسول صلى الله عليه وسلم في بيوتنا ونحن نتسلى برؤيته على السرير إذ سمعنا صوت الكرارين في السحر فصحنا وصاح أهل المسجد فارتجفت المدينة صيحة واحدة وأذن بلال رضي الله عنه لصلاة الفجر فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى بلال وانتحب فزاد حزناً وعالج الناس الدخول إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فغلق دونهم فيا لها من مصيبة ما أصبنا بعدها مصيبة إلا هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به صلى الله عليه وسلم ".. وهذه فاطمة رضي الله عنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم قد أفجعها الحزن... فهي تصيح وتقول:"واأبتاه وأجاب رباً دعاه! ياأبتاه في جنة الخلد مأواه! ياأبتاه إلى جبريل ننعاه" فلما دفن قالت:"يا أنس! أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب".. وأنين البكاء لم يكن في المدينة فحسب... أيضاً هناك... في مكة... فجأة تلقوا نبأ الوفاة وفجأة اكتأبت النفوس.. وعامل مكة سهيل بن عمرو رضي الله عنه فعل ما فعله أبو بكر الصديق رضي الله عنه... إنها مصيبة عمت البقاع الإسلامية... مصيبة من أعظم المصائب... فلقد كان لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم..الأخ..الصديق..الأب..القائد.النبي.. كانوا يتبادرون ما يتبقى من وضوئه للتبرك.... كانوا يفعلون ما يأمرهم به وينتهون عما ينهاهم عنه... كانت عيونهم مكتحلة برؤيته صلى الله عليه وسلم... لا يملون النظر إليه... كان يذكرهم بالنار حتى تفيض أعينهم من الدمع... لا يسأمون الجلوس معه... يتلقون حديثه بصدر رحب... يحفظون ما يرسله إليهم... أشهد أنك بلغت الرسالة ونصحت الأمة وتركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك... فلننظر يا اخوتي إلى عملنا... فبعملنا نستطيع أن نقيس محبتنا لرسولنا صلى الله عليه وسلم... فإن كان المحب يتبع المحبوب... فانظروا كيف يكون الأمر إذا جاء أمر المحبة من الله الرحمن الرحيم... فارفعوا يديكم معي و نقول:"اللهم أنت رجاؤنا ولا رجاء لنا سواك اللهم إننا لم نر رسولنا في الدنيا فأكرمنا برؤيته يوم القيامة".. وأنا الآن أشعر بأنين داخلي يستلهمني بتصور ذلك الموقف... ووالله كأن المصيبة في هذه الساعة كفي يا يدي عن الكتابة وأعطي عيني حظها من الدمع ولا أزيد ولكن هنا تسكب العبرات.. .منقول .
__________________
![]() ![]() ![]() |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ****************** بارك الله فيكن أخواتي الكريمات الدنيا فناء هبة بنت الفاروق طوق الياسمين أسأل الله تعالى أن يجعل العمل خالصا لوجه الله عز وجل
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |