|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أحب الخلق إلى الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وبعد؛ قال رجل لسفيان الثوري: إنى أشكو من مرض البعد عن الله فما العلاج؟ فقال له سفيان : يا هذا عليك: بعروق الإخلاص وورق الصبر وعصير التواضع ضع هذا كله في إناء التقوى وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه بنار الحزن وصفه بمصفاة المراقبة ، وتناوله بكف الصدق وأشربه من كأس الاستغفار وتمضمض بالورع وابعد عن الحرص والطمع تشفَ من مرضك بإذن الله. المصدر: كتاب ألف قصة وقصة من قصص الصالحين والصالحات ونوادر الزاهدين والزاهدات تأليف : هانى الحاج. إخوتي في الله هذه خواطر إيمانية لعلها تنفعنا وتنفع قارئها. فما أعظم الرجل حين يسأل عن حلّ مشكل المّ به ،وما أسعد المرء المسلم المتلمس في نفسه البعد عن الله فيسارع إلى البحث عن الدواء ،والعلاج في كتاب الله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" سورة يونس 57. ومن هنا كان الذين تلقوا كلام الله من السلف الصالح يدركون هذه الآية تمام الإدراك فيسأل سفيان الثوري عن علاج البعد عن الله تعالى فيوصف له وصفة إيمانية قرآنية من أخذ بها عوفي وشوفي ، بإذن الله. وأولى الوصْفات : الإخلاص وأنه مع العمل بمثابة العروق من الجسد فإذا اختلج عرق تأثر البدن كله فكيف بها جميعاً ،وهو شرط لقبول الأعمال الصالحة قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم " لرجل سأله بقول:" يا رسول الله الرجل يبتغي الأجر والذكر ماله ؟قال " لا شي له " فسأله الرجل مرة ثانية الرجل يبتغي الأجر والذكر ماله ؟ قال لا شيء له ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ثم قال :" إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغى به وجهه "رواه الحاكم . فما عمل من لم يخلص ،فراجع كل أعمالك واعرضها على الإخلاص لعلك تفوز. وثاني الوصفات : الصبر والإنسان شجرة مثمرة بأوراقها الخضر فإذا ماتت الأوراق أمارة على موت الشجرة وكذا المسلم مع الصبر ،فقده يعني فقد العبادات كلها قال تعالى "واستعينوا بالصبر والصلاة.."البقرة. والجزاء على قدر الصبر" "أُوْلَـئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَـٰماً"[الفرقان:75]، وقال تعالى عن أهل الجنة:"سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ" [الرعد:24]. اصبر فما نال إلا المجدون الصابرون. وثالث العلاج :التواضع وهو شيمة من شيم النفوس العالية ،وخلق من أخلاق الرجال الأقوياء ،فما تواضع إلا القوي قال تعالى: «واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين»(الشعراء: 215) ومما قيل في التواضع قول المعري: ياوالي المصر لا تظلمن*** فكم جاء مثلك ثم انصرف تواضع إذا ما رُزقت العلا*** فذلك مما يزيد الشــرف تواضع أختي أخي تنل عند الله تعالى درجة عالية في الدنيا والآخرة ففي حديث أبي كبشة الأنماري أيضا رواه الترمذي وأحمد وغيرهم وهو حديث جيد قال: "أنه -عليه الصلاة والسلام- قال:" ثلاث أقسم عليهن، فاحفظوهن: ما نقصت صدقة من مال، وما ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه..". منقول بتصرف ومع تكملة الموضوع نلتقي مرة أخرى إن شاء الله. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |